جحيم

الجحيم وجهنم والنار حدثات تستخدم في جميع الخط المقدسة للأديان السماوية للتعبير عن مفهوم منتشر في مجمل الديانات السماوية وهوالعقاب الإلهي الذي سينزله الخالق الإله بالعباد العاصين لأوامره.

فما جهنم،يا ترى؟ ولماذا،يا ترى؟ وما صفتها،يا ترى؟ ومن هم أهلها،يا ترى؟ وكيف النجاة منها،يا ترى؟

أما جهنم: فكما أنه سبحانه جعل مستقر رحمته لأوليائه الجنة فقد جعل مستقر عذابه لأعدائه جهنم.


وينبغي حتى تفهم

1- حتى لجهنم أسماء تدل على شدتها وأهوالها، ومن أسمائها :

أ/

الهاوية

فأما من خفت موازينه فأمه هاوية [القارعة:8-9]. نطق ابن زيد: (الهاوية النار هي أمه ومأواه التي يرجع إليها)([1]).

ب/

الحطمة

كلا لينبذن في الحطمة [الهمزة:4]. نطق ابن كثير: (لأنها تحطم من فيها)([2]).

ج/

لظى

كلا إنها لظى نزاعة للشوى [المعارج:15-16]. فهي تتلظى وتلتهب وتحرق جلدة الرأس وهي الشوى وقيل الجلود والهام ونطق الضحاك: (تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تهجر منه شيئا)([3]).

2- الداخل إليها لا يموت فيستريح ولا يحيي حياة طيبة: ثم لا يموت فيها ولا يحي [الأعلى:13]. لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها [فاطر:36]. وعند ذاكقد يكون الموت أمنية الداخلين، الموت الذي كان أبغض شيء لهم في الحياة يصير أمنية يتمنونها: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك نطق إنكم ماكثون [الزخرف:77]. نطق ابن عباس: مكث ألف سنة ثم نطق: إنكم ماكثون ([4]).


وأما لما جنهم؟

1- فلا بد من وجود جنهم حتى لا يمضي الظالم من غير عقاب، فإذا ما اختلت موازين العدالة في الأرض فإن موازين السماء ثابتة لا تعبث بها الأهواء والمصالح والأموال والوساطات: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا [الأنبياء:47].

وللحديث: ((يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لرب العالمين: يا رب سل هذا فيم قتلني،يا ترى؟ فيقول الله عز وجل: فيم قتلته،يا ترى؟ نطق: قتلته لتكون العزة لفلان. فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست))([5]).

حتى يتشفى قلب المؤمن من الطغاة والظلمة الذين سفكوا وقتلوا ونهبوا وحرفوا الأمة عن ربها، ومثلوا دور الأمناء وهم الخونة، والصادقين وهم الكذبة والعلية وهم السفلة. ويوم القيامة هويوم العدل والقصاص، سخرية تقابلها سخرية: إذا الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون [المطففين:29]. ويوم القيامة: فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون [المطففين :34]. وعذاب يقابله عذاب: إذا الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق [البروج:10]. وشتان بين عذاب العباد وعذاب رب العباد للعباد.

2- لأن بواعث النفس للعمل ثلاثة فأما حتىقد يكون الباعث هوفهم الله سبحانه بأسمائه وصفاته وهذا هوحال رسول الله : ((فقد كان يقوم حتى تورمت قدماه، فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. نطق: أفلا أكون عبدا مشكورا))([6]).

وأما حتىقد يكون الباعث الرغبة في الجزاء والمثوبة والجنة: إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا [النبأ:31-34].

وأما حتىقد يكون الباعث للعمل الصالح هوالخوف من عذاب الله وعقابه وناره: إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم [الطور :26-27].


وأما صفة جهنم

مادة وقودها: فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة [البقرة:24]. والوقود هوما يلقي في النار لإضرامها كالحطب ونحوه، فوقود جهنم هم الداخلون إليها، فحدثا دخلها فوج تأججت وازدادت لهيبا.


عمقها

حديث ابن مسعود: سمعنا وجبة (أي صوتا شديدا) فقلنا ما هذه،يا ترى؟ فنطق رسول الله : ((هذا حجر ألقي به من شفير جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها))([7]).


لونها

للحديث: ((أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتى ابيضت، وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها))([8]).


حرارتها

وللحديث: ((إنها لجزء (أي نارنا) من سبعين جزءا من نار جهنم وما وصلت إليكم حتى نضحت مرتين بالماء لتضيء لكم))([9]).


طعامها وشرابها

للحديث: ((لوحتى قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمنقد يكون طعامه؟))([10]). وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه [الكهف:29]. والمهل الماء الأسود المنتن الغليظ الحار. نطق سعيد ابن جبير: (إذا جاع أهل النار استغاثوا فأغيثوا بشجرة الزقوم، فيأكلون فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل، وهوالذي قد انتهى حره، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم)([11]).


ثيابهم

نطق تعالى: هذا خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بترت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود [الحج:19-30]. نطق سعيد بن جبير: فصلت لهم مبترات من النار من نحاس وهوأشد الأمور حرارة إذا حمي)([12]). وللحديث: ((إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه - وهوالصهر- ثم يعاد كما كان))([13]).


عميان أهلها

ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم [الإسراء:97]. وعن أنس : ((قيل يا رسول الله كيف من الممكن أن يحشر الناس على وجوههم،يا ترى؟ نطق: الذي أمشاههم على أرجلهم قادر على حتى يمشيهم على وجوههم))([14]).


عظيمة أجسامهم

للحديث: ((ضرس الكافر مثل أحد (أي جبل أحد) وفخذه مثل البيضاء(اسم لجبل) ومقعده من النار كما بين قديد ومكة))([15]).((إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة))([16]).


أقل أهل النار عذاب

للحديث: ((إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم))([17]). والقمقم ما يسخن به الماء من نحاس وغيره.

وللحديث: ((إن أدنى أهل النار عذابا الذي له نعلان من نار يغلي منهما دماغه))([18]).


وأما من هم أهلها؟

الملحدون: الذين يدعون العقل ولا عقل، والذين انكروا حتىقد يكون للكون إله وعاشوا وماتوا على ذلك، فإن من العقول من لا تؤمن حتى ترى العذاب: لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم [الشعراء:201].

المشركون: الذين جعلوا مع الله إلها آخر سواء كان صنما أوشجرا أوطاغية يأخذون منه المنهج والتشريع، وأعرضوا عن منهج الله المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذين اعتقدوا حتى غير الله سبحانه هوالنافع الضار المحيي المميت، الرازق المانع: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولويرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب إن القوة لله جميعا وإن الله شديد العذاب [البقرة:165].

المنحلون: الذين يريدون حتى تنزلق الأمة إلى مهاوي الرذيلة والخنا حتى يسهل قيادها لأعداء الله ويلتمسون لذلك الأساليب من ترويج لصور العاهرات والساقطات حيث لم يهجروا عاهرة إلا وعقدوا معها لقاء وأظهروها بمظهر المتحررة من القيود البالية، ومن يثيرون الغرائز الحيوانية بالحدثة المسموعة أوالمقروءة أوالمرئية ومن لا يحسنون إلا (أدب الفراش) من شعراء النهود، ومن يتكسبون الأموال بالحفلات الماجنة وتأجير الشقق للنادىرة وتحويل البلاد إلى بيت نادىرة باسم السياحة والانفتاح نطق تعالى: إذا الذين يحبون حتى تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يفهم وأنتم لا تفهمون [النور:19].

المجرمون: الذين لا تجدهم في مواطن الرجولة والدفاع عن الأمة وساحات الكرامة الذين لا يحسنون إلا اغتال الأبرياء والعُزّل من المؤمنين، والأمة إذا فسقت ذلت وهانت وصارت نعلا بقدم الطاغية: فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين [الزخرف:54]. يسلب مالها، ويهتك عرضها، ويسلك بها سبل الضلالة والغواية والسقوط، وهي ترقص وتغني وتضحك وتصفق للمجرم الذين يغتال صالحيها: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما [النساء:93].

المضيعون لفرائض الله سبحانه: ما سلككم في سقر نطقوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين

       [المدثر:43-45]. نطق ابن كثير: (أي ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه

من جنسنا وحدثا غوى غاوغوينا معه حتى اتىهم الموت)([19]).


وأما موقف المسلم من جهنم

فإن العبد حدثا ازداد فهم حدثا ازداد خشية وحدثا ازداد خشية ازداد صلاحا واغتناما للأوقات قبل رحيلها، فهناك تعظم الحسرات وتسيل العيون بالدموع والعبرات أنهارا: ((إن أهل النار ليبكون حتى لواجريت السفن في دموعهم لجرت، وإنهم ليبكون الدم مكان الدمع))([20]). وتعض الأيدي ندما وتحسرا: ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا [الفرقان:27]. وتصرخ الألسن بالأمنيات: ولوترى إذ وقفوا على النار فنطقوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا [الأنعام:27]. يا ليتني قدمت لحياتي [الفجر:24]. يا ليتها كانت القاضية [الحاقة:27]. نطق رب أرجعون لعلي أعمل صالحا فيما هجرت [المؤمنون:99-100].

فكان لابد من

1) حتى تفهم حتى اللذة والنشوة الحرام يفترض أن تذوي وتذوب عند أول غمسة في النار: ((ويؤتي بأنعم أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغه ثم ينطق: يا ابن آدم: هل رأيت خيرا قط،يا ترى؟ هل مر بك نعيم قط،يا ترى؟ فيقول: لا والله يا رب))([21]).ويصبغ أي يغمس. التوبة: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا [التحريم:8]. نطق ابن كثير: (التوبة النصوح حتى تبغض الذنب كما أحببته وتستغفر منه حدثا ذكرته) ونطق عمر : (إن يتوب الرجل من العمل السيئ ثم لا يعود إليه أبدا)([22]) واستيفاء شروط التوبة من الندم والعزيمة على حتى لا تعود إلى الذنب ورد الحقوق إلى أصحابها والإقلاع عن المعصية.

المحاسبة: محاسبة النفس لازمة للنجاة يقول عمر : (حاسبوا أنفسكم قبل حتى تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل حتى توزنوا) فما وجدته من خير فأحمد الله عليه وما وجدته من شر فاستغفر الله عنه واعزم على حتىقد يكون غدك خير من يومك ويومك خير من أمسك.

2) العمل: فما ذكر الله الإيمان إلا واتبعه بذكر العمل الصالح الذي يصدقه، والذي يوزن يوم القيامة هي الأعمال: فأما من ثقلت موازينه فهوفي عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية [القارعة:7-9]. فمن يعمل مثنطق ذرة خيرا يره ومن يعمل مثنطق ذرة شرا يره [الزلزلة:7-8].

3)المجاهدة: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا [العنكبوت:69]. ((حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره))([23]) مخالفة هوى النفس وطاعة الرحمن هي السبيل إلى تلك الجنان.

4)أن تحفظ جوارحك وحواسك عن الحرام: إذا السمع والبصر والفؤاد جميع أولئك كان عنه مسؤولا [الإسراء:36]. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه [النبأ:40]. ((من يضمن لي ما بين لحييه (عظما الحنك أي اللسان) وما بين رجليه (الفرج كناية عن الزنا) ضمنت له الجنة))([24]).

وسأل عقبه بن عامر رسول الله فنطق: ((يا رسول الله ما النجاة،يا ترى؟ فنطق: امسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك))([25]).

5)أنقد يكون لك ورد تحافظ عليه في يومك وليلتك:

من قراءة لجزء من القرآن في جميع ليلة ما أمكن.

والمحافظة على الصلوات المكتوبة في المسجد، والمحافظة على السنن الراتبة.

وأنقد يكون لك ركعات بعد صلاة العشاء ومن الليل.

وأن تكون محافظا على الأوراد والأدعية.

وأن تكون لك في جميع باب من أبواب الخير نصيباً، من الممكن أنك تنجووتزحزح وتفوز.

  • مواقع ذات صلة

[[1] هلم عن النار]

ru-sib:Пекло

تاريخ النشر: 2020-06-04 05:04:57
التصنيفات: بذرة إسلام, مصطلحات إسلامية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مانشيني ينفي علاقة العرض السعودي بقراره الاستقالة من تدريب إيطاليا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:11:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

“وول ستريت جورنال”: 577 ألف شخص بلا مأوى داخل الولايات المتحدة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:21:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

27 قتيلا جراء انفجار محطة وقود في داغستان الروسية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:21:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

بالأرقام.. نسب تنفيذ مشاريع حياة كريمة في 9 مراكز - حياة كريمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:20:30
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

“شكري” يستقبل وزير خارجية سوريا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:21:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

محافظ بورسعيد يستقبل مجلس إدارة الغرفة التجارية الجديد

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:21:23
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

طائرات بريطانية تعترض قاذفتين روسيتين فوق اسكتلندا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:21:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

رئيس الوزراء يلتقى وزير الكهرباء لمتابعة عدد من ملفات العمل

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:20:52
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

اعترافات مثيرة لسارق فيلا محمد صلاح

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-08-15 15:21:26
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية