الفضيل بوعمر
الفضيل بوعمر الأوجلي مجاهد ليبي. حارب الايطالين في المنطقة الشرقية من ليبيا.
أحد السواعد القوية لرجال يقودهم عمر المختار، يعهده الناس بلقب جهادي مشهور هو«بوحوا»، وكثيرون حتى اليوم يسمونه «الفضيل بوحوا» وكان شديد الإيمان بالقرآن الكريم. ظل على وفائه لعمر المختار وحبه لرفاقه كما ظلوا هم أيضاً يحبونه ويعتبرون شجاعته حدوداً من البسالة لا يصل اليها البشر. كان عمر المختار نفسه يحب الفضيل ويشركه معه في الرأي.
حياته
ولد الفضيل بوعمر الأوجلي المعروف بأبي حواء "بوحوّا" في واحة أوجلة حوالي 1880 م، وكان والده شيخاً لزاويتها . كان والده صاحب وجاهة وله شأن كبير في قومه شديد البأس مهاب الجانب وقد إشهجر (عمر بوحواء) مع المجاهدين الجزائريين في صد القوات الإستعمارية الفرنسية التي تزحف على التراب الجزائري.
عندما عاد عمر أبي حواء إلى أهله في مناطق الواحات الجنوبية أخذ على عاتقه التعليم وإلقاء الدروس الدينية والمواعظ وحل المشاكل القبلية بين سكان أوجله والكفرة وبقية الواحات الجنوبية. وقد تزوج عمر الفضيل أبي حواء من قبيلة المغاربة وأنجبت له عبدالله ومحمد والفضيل، وإنتقل إلى واحة الجوف حيث أسس منارة دينية هناك. وواصل عمله في التعليم الديني والإرشاد والتوجيه بين قبائل زويه والتبووغيرهم.
تلقى الشهيد الفضيل بوعمر قائد معركة الأثرون (السقيه) الشهيرة تعليمه الديني الأول في مسجد منارة الكفرة وقد تفوق في حفظ القرآن الكريم ودراسة الفقه والتفسير والحديث والتاريخ والحساب ووصل به تفوقه في العلوم الدينية إلى حتى أصبح إماماً وواعظاً في مقتبل عمره كما تفهم الفروسية وإصابة الأهداف وفنون القتال.
إن قوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى لدى شهيدنا البطل والقيم والأخلاق والمبادئ السامية التي شب عليها وتفهمها من والده الشيخ الجليل / عمر بوحواء ساعدته في إتخاذ قراره الجرئ حيث شد الرحال يحمل بندقيته على كتفه زاده الإيمان بالله إلى حتى إلتقى إخوانه المجاهدين في الجبل الأخضر. لقد قدم المجاهد الفضيل بوعمر إلى الجبل الأخضر متطوعاً إلتزاماً منه بمبدأ الجهاد في سبيل الله حيث إلتحق بالأدوار الجهادية تحت قيادة شيخ المجاهدين عمر المختار المنفى
استشهد في وادي السّقيّة قرب الاثرون في 20 سبتمبر 1930م.
ولما اصبح عمر المختار قائدا لحركة الجهاد في الجبل الاخضر سنة 1922 م اختاره مساعداً ومستشاراً خاصاً له وعيّنه قائدا عسكريا لدور "معسكر" قبيلتي العبيدات والحاسة بمنطقة درنة
حضر الاجتماع الاول مع الايطاليين الذي عقد في القبقب في شهر مايوسنة1929 م، واجتماع سيدي ارحومة في 19 يونيو1929م، وكان هوالذي قام بتلاوة شروط المجاهدين امام بادوليو.
جهاده
نظراً لما عهد عن عمر المختار من حكمة ودراية بمشاكل وطبائع قبائل الجبل الأخضر فقد أسند قيادة دور الحاسة والعبيدات إلى القائمقام الفضيل بوعمر الذي كان محبوباً من الجميع كما كان يلقب أيضاً بالنائب الأول لعمر المختار أسوة بالشيخ الجليل الشهيد القائمقام حسين مفتاح الجويفي.
استعان الفضيل بوعمر في قيادة الدور بالمجاهدين القدامى المتمرسين من خريجي المدارس الحربية الهجرية الذين شاركوا في الجهاد في مواقع متعددة من أرض ليبيا أمثال عوض العقاب وصالح إمطير والشريف الكاسح ومحمد النافرة وأبوشعرايه الشلوي وعبدالحق الطائع الحاسي وإقطيط موسى ومحمد ربع الذيب شهيد معركة الأثرون وبالحمد الهاين شهيد معركة القرنه وحسن بوعزيزه المسماري وعبدالله عاشور العوامي ومحمد عبدالكريم البتراني وغيرهم من المجاهدين.
عاصر الفضيل بوعمر وشارك في معارك عديدة تحت قيادة البطل عمر المختار المنفي بمنطقة الجبل الأخضر كلها ومنها معارك وادي السهل ووادي المعلق وعين بوعمود والمناير والمخيلي وسيدي بوذراع والأثرون والكراهب بسوسه وقرناده وحلوق الجير وجردس الجراري ووادي الكوف والغريب ووادي سمالوس والرحيبه وغوط ساسي وحلق بالذبان وبلط عبدالحفيظ وسيدي بوزيد وغيرها.
شارك في معارك عديدة تحت قيادة البطل عمر المختار المنفي بمنطقة الجبل الأخضر كلها ومنها معركة بلال الثانية غرب اجدابيا في28 اغسطس3 سبتمبر 1923م والرحيبة 28 مارس 1930م وبلقس جنوب الفائدية في11 ابريل 1930م، كذلك معارك وادي السهل ووادي المعلق وعين بوعمود والمناير والمخيلي وسيدي بوذراع والكراهب بسوسه وقرناده وحلوق الجير وجردس الجراري ووادي الكوف والغريب ووادي سمالوس وغوط ساسي وحلق بالذبان وبلط عبدالحفيظ وسيدي بوزيد وغيرها. ومعركة وادي السّقيّة قرب الاثرون في 20 سبتمبر 1930م وهي المعركة التي استشهد فيها.
وفاته
20 سبتمبر 1929 استشهد الفضيل بوعمر ، وذلك نتيجة كمين أطبقه الطليان على المجاهدين بما فيهم عمر المختار في وادي سقيه قرب قرية أثرون بالجبل الأخضر وكان الفضيل يفتدي عمر المختار بحياته وقد عمل ذلك عملياً في معركة كانت هزيمة شنيعة للغزاة تحدث عنها غراتسياني وشهد على شجاعة الفضيل عندما فك الطوق المحكم الذي ضربته قواته الذي هجم برجاله على التطويق وفتح فيه الثغرة من حيث خرج عمر المختار واتباعه وكانت خطة محكمة وضربة قاسية للقوات الايطالية.
أستشهد الفضيل بوعمر الأوجلي في معركة شرسة مع الفاشيست وقد كان القتال عنيفاً من قبل المجاهدين الذين رغم القوات التي أحضرت من شحات ودرنه والقبة والقيقب إلا أنهم كبدوا العدوخسائر فادحة تجاوزت (500) قتيل بينما أستشهد من المجاهدين (51) شهيداً وقد إعترف غرسياني بالهزيمة لكنه نطق بأن الإنتصار هواغتال الفضيل بوعمر الذي لم يصدق الفاشست أنه اغتال في المعركة إلا بعد حتى بتر رأسه وحمل في علبة صفيح إلى بنغازي ليكون هذا العمل البشع وصمة عار في تاريخ إيطاليا الفاشية.
وتقديرا من جماهير بنغازي لجهاد هذا البطل الوطني فقد قامت في صيف سنة 1977م ببناء نصب تذكاري له في المكان نفسه الذي علّق فيه رأسه وهوميدان البركة وتسميته باسمه ميدان الفضيل بوعمر بعد ان حُرم منه سنين طويلة.