محمود محمد شاكر

عودة للموسوعة

محمود محمد شاكر

محمود محمد شاكر، ولد في الإسكندرية، لأسرةٍ من أشراف جرجا بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، وقد نشأ في بيت فهم، فأبوه كان شيخاً لفهماء الإسكندرية وتولى منصب وكيل الأزهر لمدة خمس سنوات (1909-1913م)، واشتغل بالعمل الوطني وكان من خطباء ثورة 1919م، وأخوه العلامة أحمد شاكر واحد من كبار محدثي العصر، وله مؤلفات وتحقيقات مشهورة ومتداولة. وقد كانَ محمود شاكر رَجلاً من رجالاتِ اللغةِ والأدبِ والثقافةِ.

محمود محمد شاكر

محمود محمد شاكر شيخ العربية
ولد: محافظة الأسكندرية - مصر
1909م = 1327 هـ
المهنة: أديب وصحفي ومحقق لخط التراث
جنسية:  مصر
فترة الكتابة: 88 عاما
أهم الأعمال: المتنبي - أباطيل وأسمار - رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ـ نمط قاسي ونمط مخيف
تأثر ب: أحمد محمد شاكر ـ مصطفى صادق الرافعي



أبوفهر محمود محمد شاكر أديب مصري، نافح عن العربية في لقاءة التغريب. اطلع على خط التراث وحقق الكثير منها. أقام منهجه الخاص في الشعر وسماه منهج التذوق. خاض الكثير من المعارك الأدبية حول أصالة الثقافة العربية، ومصادر الشعر الجاهلي.

اسمه ومولده

هومحمود بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من أسرة أبي علياء من أشراف جرجا بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضى الله عنهما.

ولد في الأسكندرية في ليلة العاشر من محرم سنة 1327 هـ / 1 فبراير سنة 1909 م، وانتقل إلى القاهرة في نفس العام مع والده إذ تم تعيين والده وكيلا للجامع الأزهر، وكان قبل ذلك شيخا لفهماء الأسكندرية.


نشأته

نشأ الشيخ محمود شاكر في بيئة متدينة، إذ كان أبوه كبيرا لفهماء الأسكندرية ثم وكيلا للجامع الأزهر. ولم يتلق إخوته تعليما مدنيا،أما هوـ وقد كان أصغر إخوته ـ فقد انصرف إلى التعليم المدني، فتلقى أولي مراحل تعليمه في مدرسة الوالدة أم عباس في القاهرة سنة 1916 ثم بعد ثورة 1919 إلى مدرسة القربية بدرب الجماميز وهناك تأثر كثيرا بدروس الإنجليزية لاهتمامهم بها ولكونها جديدة عليه. ولما كان يقضي أوقاتا كثيرة في الجامع الأزهر فقد سمع من الشعر وهولا يدري ما الشعر!! ومن الجدير بالذكر أنه حفظ ديوان المتنبي كاملا في تلك الفترة.وفي سنة 1921 ولج المدرسة الخديوية الثانوية ليلتحق بالقسم الفهمي ويتعلق بدراسة الرياضيات.وبعد اجتياز الثانوية ـ ورغم حبه للرياضيات، وإجادته للإنجليزية ـ فضل حتى يلتحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية لما شعر به من أهمية "الحدثة" في تاريخ أمته قديما، فلا بد حتىقد يكون لها الدور الأكبر في مستقبلها. ولأنه كان من القسم الفهمي فقد تعذر دخوله لكلية الآداب بداية، إلا أنه بوساطة من طه حسين لدى أحمد لطفي السيد رئيس الجامعة المصرية آنذاك استطاع حتى يلتحق بما يريد سنة 1926.


هجره للجامعة

وفي الجامعة انصت شاكر لمحاضرات طه حسين عن الشعر الجاهلي وهى التي عهدت بكتاب "في الشعر الجاهلي"، وكم كانت صدمته حين ادعى طه حسين حتى الشعر الجاهلي منتحل وأنه كذب ملفق لم يقله أمثال امرئ القيس وزهير، وإنما ابتدعه الرواة في العصر الإسلامي، وضاعف من شدة هذه الصدمة حتى ما سمعه من المحاضر الكبير تجاوز له حتى اطلع عليه بحذافيره في مجلة استشراقية في منطق بها للمستشرق الإنجليزي مرجليوث!

وتتابعت المحاضرات حول هذا الموضوع، وصاحبنا عاجز عن لقاءة طه حسين بما في صدره، وتمنعه الهيبة والأدب حتى يقف مناقشا أستاذه، وظل على ذلك زمنا لا يستطيع حتى يتحدث حتى إذا لم يعد في الصبر والتحمل بقية، وقف يرد على طه حسين في صراحة وبغير مداراة، لكنه لم يستطع حتى يقابله بأن ما يقوله إنما هوسطوعلى أفكار مرجليوث بلا حياء أواكتراث .


قرار الهجرة ثم العودة

وتولد عن شعوره بالعجز عن لقاءة التحدي خيبة أمل كبيرة فهجر الجامعة غير آسف عليها وهوفي السنة الثانية لأنه لم يعد يثق بها، ولم تفلح المحاولات التي بذلها أساتذته وأهله في إقناعه بالرجوع، وسافر إلى الحجاز سنة 1928 مهاجرا، وأنشأ هناك ـ بناء على طلب الملك عبد العزيز آل سعود ـ مدرسة جدة السعودية الابتدائية عمل مديرا لها، حتى استنادىه والده الشيخ فعاد إلى القاهرة سنة 1929.


منهج التذوق

بعد عودته من الحجاز، إلى القاهرة ، انصرف إلى الأدب والكتابة وقراءة دواوين الشعراء حتى صارت له ملكة في التذوق، وبدأ ينشر بعض قصائده الرومانسية في مجلتي "الفتح" و"الزهراء" لمحب الدين الخطيب، واتصل بأعلام عصره من أمثال أحمد تيمور وأحمد زكي باشا والخضر حسين ومصطفى صادق الرافعي وعباس محمود العقاد الذي ارتبط بصداقة خاصة معه.. ورغم هذا فإنه يصف الفترة الزمنية من 1926 إلى 1936 (أي منذ السابعة عشر إلى السابعة والعشرين) بأنها "حياة أدبية بدأت أحس إحساسا مبهما إنها حياة ادبية فاسدة. فلم أجد لنفسي خلاصا إلا حتى أرفض متخوفا حذرا، شيئا فشيئا، أكثر المناهج الأدبية والسياسية والاجتماعية والدينية" .

وبدأ بإعادة قراءة ما سقط تحت يده من الشعر العربي، قراءة تختلف عن الأولى في أنها متأنية تتوقف عند جميع لفظ ومعنى محاولا حتى يصل إلى ما قد يحدث أخفاه الشاعر في ألفاظه بفنه وبراعته، وهذا هوأساس منهج التذوق الذى جعله منهجا شاملا يطبقه على جميع الكلام شعرا كان أوغيره، فأقدم على قراءة جميع ما يقع تحت يده من خط أسلافنا: من تفسير لكتاب الله، إلى علوم القرآن، إلى دواوين الحديث، إلى ما تفرع منها من خط مصطلح الحديث والجرح والتعديل وغيرها من خط أصول الفقه وأصول الدين، وخط الملل والنحل، ثم خط البلاغة والنحووالتاريخ بحيثقد يكون اتجاهه من الأقدم فالأقدم. ومع تطبيقه لأسلوب التذوق كان يقرأ جميع التراث على أنه إبانة عن خبايا محرره. يقول: "وشيئا فشيئا انفتح لي الباب على مصراعيه. فرأيت عجبا من العجب، وعثرت يومئذ على فيض غزير من مساجلات صامتة خفية كالهمس، ومساجلات ناطقة جهيرة الصوت، غير حتى جميعها إبانة صادقة عن الأنفس والعقول" .

كتابه عن المتنبي

ولم يكن شاكر معروفا بين الناس قبل تأليفه كتابه "المتنبي" الذي أثار ضجة كبيرة بمنهجه المبتكر وأسلوبه الجديد في البحث، وهويعد علامة فارقة في الدرس الأدبي نقلته من الثرثرة المسترخية إلى البحث الجاد. والعجيب حتى شاكر الذي ألف هذا الكتاب سنة 1936 ولم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره لم يكن يقصد تأليف كتاب عن المتنبي، إنما كان مكلفا من قبل فؤاد صروف رئيس تحرير مجلة المقتطف بأن يخط دراسة عن المتنبي مسهبة بعض الإسهاب ما بين عشرين إلى ثلاثين صفحة، ولكن هذا التكليف تحول على يد شاكر كتابا مستقلا عن المتنبي أنجزه في فترة زمنية قصيرة على نحوغير مسبوق ونشرته مجلة المقتطف في عددها الصادر في السادس من شوال 1354هـ الأول من يناير 1936م، وصدر فؤاد صروف مجلته بقوله: هذا العدد من المقتطف يختلف عن جميع عدد صادر منذ سنتين إلى يومنا هذا، فهوفي موضوع واحد ولمحرر واحد .

وقد اهتدى شاكر في كتابه إلى أشياء كثيرة لم يخطها أحد من قبله استنتجها من خلال تذوقه لشعر المتنبي، فنطق بعلوية المتنبي وأنه ليس ولد أحد السقائين بالكوفة كما قيل، بل كان علويا نشأ بالكوفة وتفهم مع الأشراف في ممحرر الفهم، ونطق بأن المتنبي كان يحب خولة أخت سيف الدين الحمداني واستشهد على ذلك من شعر المتنبي نفسه، وتم استقبال الكتاب بترحاب شديد وخط عنه الرافعي منطقة رائعة أثنى عليه وعلى مؤلفه .

والعجيب حتى المديح الشدي لم يعجبه لأنه يرى حتى كتابه لا يستحق جميع ذلك، حتى إنه رأى حتى النقد الموجه لكتابه كان نقدا على غير أصول فهمية. يقول في محادثة له مع د. نجم عبد الكريم: " لم أجد محررا إلى هذا اليوم قام بنقد هذا الكتاب نقدا سليما أوفهم طريقة ما خطت. فليس هناك من نقد الكتاب كما ينبغي حتى ينقد.. نقده الدكتور طه حسين في كتابه مع المتنبي نقدا لا أستطيع حتى أعده نقدا في الحقيقة، لأنه لا أصل له"........ "إن جميع هذا الثناء لايؤثر علي ولا يغير شيئا من قناعاتي، كما حتى الثناء لا يغير رأيي في الناس! وأقولها بأمانة: إنه لم يخط أحد حدثة أستطيع حتى أحترمها بشأن كتابي سوى رجل واحد خط نقدا لي من وجهة نظره، وهذا النقد يحتوي على شيء من الحقيقة، أما الرجل فهوالأستاذ «الوديع تلحوم». وقد نشره في مجلة المقتطف، ولم أحتفظ بشيء مما خط عني سوى هذه الموضوعة أوهذا النقد، بالإضافة إلى منطقة أستاذي الأستاذ مصطفى صادق." .

من هنا يمكننا حتى نفهم أنه توقف عن الدراسات الأدبية لأنه شعر بسطحية تناولها من قبل النقاد.


تحقيق خط التراث

يعد شاكر على رأس قائمة محققي التراث العربي، وأطلق عليه العقاد المحقق الفنان، وإنجازاته في هذا المجال كثيرة، وهي عنوان على الدقة والإتقان، ومن أشهر الخط التي حققها: تفسير الطبري (16 جزءا)، طبقات فحول الشعراء (مجلدان)، تهذيب الآثار للطبري (6 مجلدات).. وشاكر لا يحب حتى يوصف بأنه محقق لنصوص التراث العربي، وإنما يحب حتى يوصف بأنه قارئ وشارح لها، وهويخط على أغلفة الخط التي يقوم بتحقيقها عبارة: "قرأه وشرحه" وهذه العبارة كما يقول الدكتور محمود الربيعي "هي الحد الفاصل بين طبيعة عمله وطبيعة عمل غيره من شيوخ المحققين، إنه يوجه النص ويبين معناه بنوع من التوجيه أوالقراءة التي تجعله محررا؛ لأنها قراءة ترفدها خبرة نوعية عميقة بطريقة الكتابة العربية، وهوإذا مال بالقراءة ناحية معينة أتى شرحه مقاربا، وضبطه مقنعا، وأفق فهمه واسعا، فخلع على النص بعض نفسه وأصبح كأنه صاحبه ومبدعه".


معاركه الأدبية

لقد خاض معركتين ضخمتين كانتا من أبرز معالم حياته الأدبية والفكرية ويمكننا القول بأنه تفرع عنهما معارك فرعية وثانوية كثيرة، وكانت هاتان المعركتان بسبب شاعرين كبيرين من شعراء العربية هما: "المتنبي"، "المعري".

وقد خاض الأولى مع أستاذه "طه حسين"، والثانية مع المحرر النصراني "لويس عوض"، وكانت الأخيرة أوسع مجالاً، حيث دخلها عدد من الأطراف بالنيابة عن الطرف الأصيل.

وسبب هاتين المعركتين؛ النشأة الجادة التي تميز بها محمود شاكر بحيث لا يسكت على السطوعلى أعمال الآخرين، أوالتطاول عليهم.

والأمر الآخر: موقفه المبدئي من الحضارة الغربية وموقفها من الحضارة الإسلامية، فهويراها –الحضارة الغربية- تسعى بكل ما أوتيت من مسببات ومكر وسطوة وإغراء وإغواء، إلى القضاء على هوية الأمة المسلمة، ومسخ حضارتها، ومواريثها، وإلحاقها بحضارة الغرب، حضارة الخراب والدمار.

وكانت نتيجة هاتين المعركتين البارزتين في حياة الشيخ، في صالح الطرف المهيض الجناح –طرف الشيخ- "فأما الزبد فيمضى جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" (الرعد:17)

بين محمود شاكر وطه حسين، معركة طويلة: كانت بداية هذه المعركة وهو–محمود شاكر- في السابعة عشرة من عمره سنة 1926م، حيث كان في السنة الأولى –كلية الآداب- قسم اللغة العربية.

وقد صدم وهويستمع إلى أستاذه "طه حسين" وهويتحدث عن الشعر الجاهلي، حيث رأى حتى كلام الأستاذ هواجترار لكلام المستشرق الإيطالي "مرجليوث" وأن مرجليوث "ليس عنده من أدوات النظر في العربية، وإدراك أسرارها، ما يجعل لرأية قيمة، وهذا أمر يرجع إلى الطبيعة، فليس اللسان لسانه، وليس الأدب أدبه، وليس التاريخ تاريخه، هذا فضلاً عن فساد طويته، ومقصوده من دراسته، وهذا الفساد يفسد منهجه، ولا يريد هومن وراء هذه الدراسة إلا تشويه وإفساد ومسخ الفكر العربي وتاريخه، وكان "مرجليوث" مغالياً في هذا الإفساد، ومغاليا في حقده على العرب، والمسلمين، وهويهودي يقطر حقداً".

وقد رد منطقته هذه التي سطا عليها الدكتور طه حسين سطواً عرياناً، بعض المستشرقين ومنهم الأستاذ "ليال" الذي حقق كتاباً من أوسع الخط وأفضلها، وهو"المفضليات"، وخط مقدمة جيدة عن الشعر الجاهلي، "وقد يبس الثرى بينه وبين أستاذه طه حسين إلى غير رجعة"، وانحاز لكل واحد منهما فريق من الأدباء والشعراء والكتاب.

الشيخ محمود شاكر وقضية من أخطر القضايا المعاصرة: يقول الشيخ معقباً على أثرين ذكرهما الإمام الطبري في تفسيره برقم (12025)، (12026)، وكلاهما عن أبي مجلز (لاحق بن حميد الشيباني السدوسي) تابعي ثقة، وقد سأله قوم من الإباضية –وهم جماعة من الخوارج الحرورية- أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، يقولون بمنطقة الخوارج، وتكفير على بن أبي طالب –رضي الله عنه- سألوه عن الآيات (45-47) من سورة المائدة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.... هم الظالمون... هم.... الفاسقون..." .

فأجابهم أبومجلز –رحمه الله بما يراه من الحق. يقول الشيخ محمود محمد شاكر بعد حتى بين وجه الحق في الأثرين: "وإذن فلم يكن سؤالهم –أي الأباضية لأبي مجلز- عما احتج به مبتدعة، زماننا من القضاء في الأموال والأعراض والدماء بقانون مخالف لشريعة أهل الإسلام، ولا في إصدار قانون ملزم لأهل الإسلام بالاحتكام إلى حكم غير حكم الله في كتابه، وعلى لسان نبيه –صلى الله عليه وآله وسلم-، فهذا العمل إعراض عن حكم الله ورغبة عن دينه، وإيثار لأحكام أهل الكفر على حكمه –سبحانه وتعالى- وهذا كفر لا يشك أحد من أهل القبلة –على اختلافهم- في تكفير القائل به، والداعي إليه"

نطقوا عنه

الدكتور محمود الطناحي –رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة حلوان: "إن محمود شاكر قد رزق عقل الشافعي، وعبقرية الخليل، ولسان ابن حزم، وشجاعة ابن تيمية، وبهذه الأمور الأربعة مجتمعة حصَّل من المعارف والعلوم العربية ما لم يحصله أحد من أبناء جيله، ثم خاض تلك المعارك الحامية: فحارب الدعوة إلى العامية، وحارب الدعوة إلى كتابه اللغة العربية بالحروف اللآتينية، وحارب الدعوة إلى هلهلة اللغة العربية، والعبث بها بحجة التطور اللغوي، ثم حارب من قبل ومن بعد: الخرافات والبدع والشعوذة التي ابتعدت بالمسلمين عن منهج السلف، في صحة العقيدة، وفي تجريد الإيمان من شوائب الشرك الظاهر والباطن" من منطق بمجلة الأدب الإسلامي عدد 16.


يقول الدكتور: حيدر الغدير: "كان محمود شاكر أمة وحده، فهوشيخ العربية، وعاشق العروبة، وحارث التراث، وفارس الأصالة، جمع إلى غيرة المسلم عزة العربي، وإلى شجاعة المحارب طبيعة المسامح، وإلى عقل العالم طبيعة الطفل البريء" من منطق بمجلة الأدب الإسلامي –عدد16


يقول الدكتور: عبد القدوس أبوصالح في نفس العدد من المجلة: "لم تكن ذاكرة الشيخ الفريدة، واطلاعه الواسع الكامل، هما اللذان أوصلا الشيخ محمود محمد شاكر إلى حتىقد يكون شيخ العربية دون منازع؛ وإن أعانا على بلوغه تلك المنزلة العالية، ولكن الذي بوأه مكانته طول معايشته للتراث، وطول تأمله فيه، حتى خالط لحمه ودمه، وحتى ألقى إليه منطقيده وأسراره، فكان كما شهدتُ وشهد الكثيرون أفرس الناس ببيت الشعر، وكان صاحب أسلوب كالبنيان المرصوص، وكان حتى ندب نفسه ليكون سادنا للغة القرآن، وحامياً لتراث الأمة، ونذيراً لها من هجمة التغريب الشرسة".


ولتكن شهادة المحرر القبطي وديع فلسطين –عضومجمع اللغة العربية بدمشق وعمّان- خاتمة الأقوال: "أرشح محمود محمد شاكر للجائزة التقديرية، لأن هذا العالم الفذ قد وقف جميع عمره على الحفاظ على تراث الضاد، وكأنه ديدبان شاكي السلاح يذب عن حياض الضاد جميع متجهم (لعلها: متهجم)، أومتحرش، أومتطاول، وأتصور بعين الخيال حتى محمود شاكر يقيم في قلعة حصينة في داخل أسوارها جميع مقدسات الضاد، وهوالحارس اليقظ الذي يحمل تبعة مزدوجة؛ هي الدفاع المتصل عن التراث الذي هوبه منوط، والتنبيش الدائم في هذا التراث لاستخراج مفاخره وإعلانها في كتاب محقق، أومنطق مكتوب، أومحاضرة ملقاة، أوحديث مرتجل..." من رسالة أدبية بتاريخ 30/1/1976م إلى د/ حسن علي محمد.

ويقول في موضع آخر من الرسالة: "إن المرء لتعروه الدهشة إذ يرى هذه القمة المسماة محمود محمد شاكر خافية عن عيون مجتمعه، إلا فيما يسيء، وقليلة على محمود شاكر عضوية المجامع، بل قليلة عليه جائزة التقدير، ولكن لسان الحق الذي تنطق به العدول من الخلف، في إلحاح إلى إنصاف هذا العالم الأستاذ الذي يجلس في محضره أكابر الباحثين وكأنهم من تلاميذه النجباء، ويطمع جميع منهم حتى يحسب في عداد حوارييه".

يقول الدكتور: إحسان عباس: "لا ريب عندي في حتى الشعر الحديث قد ضل كثيراً حين لم يهتد إلى "القوس العذراء"، وأن الناقد الحديث كان يعشوإلى أضواء خادعة، حين انقاد وراء التأثر بشعر أجنبي، ورموز غريبة، ولم يتسطع حتى يكتشف أدواته في التراث كما عملت القوس العذراء" من منطق له بمجلة الأدب الإسلامي –عدد16

ويقول الدكتور عن قصيدة القوس والعذراء: زكي نجيب محمود في نفس العدد من مجلة الأدب الإسلامي: "درة ساطعة هذه بين سائر الدرر، و(آية هذه من الفن محكمة) بين آيات الفن المحكمات، سقطت عليها وأنا أدور بالبصر العجلان في سوق الخط الحديثة الصدور، فكنت –حين سقط عليها البصر- كمن كان ينبش في أديم الأرض بين المدر والحصى، ثم لاحت له بغتة –لتخطف منه البصر ببريقها- لؤلؤة، هوكتاب -القوس العذراء- من ست وسبعين صفحة صغيرة، رقمت أسطرها صفحة صفحة، كما ترقم حبات الجوهر الحر يضعها الخازن في صندوق الذخائر، لكي لاتفلت منها عن الرائي جوهرة، ولوقد كانت لي الحدثة عند طبع الكتاب، لأمرت بترقيم محتواه لفظة لفظة؛ لأن جميع لفظة من جميع سطر لؤلؤة".



مؤلفاته

1 ـ المتنبي ـ عدد خاص من المقتطف سنة 1936م ـ ط. ثانية في مجلدين القاهرة 1977م ـ ط. ثالثة مطبعة المدني ـ القاهرة ـ دار المدني بجدة 1407هـ ـ 1987م

2 ـ القوس العذراء ـ نشرت أول مرة في مجلة الكتاب 1371 هـ/1952م ـ مخطة دار العروبة ـ القاهرة 1384هـ ـ 1964م ـ مخطة الخانجي ـ القاهرة ـ 1392هـ ـ 1972م.

3 ـ أباطيل وأسمار ـ الجزء الأول مخطة دار العروبة 1385هـ ـ 1965م ـ الجزءان الأول والثاني مطبعة المدني ـ القاهرة 1972م

4 ـ برنامج طبقات فحول الشعراء مطبعة المدني القاهرة 1980م

5 ـ نمط قاسي ونمط مخيف دار المدني ـ جدة 1996م [وهوسبع منطقات نشرت في مجلة "المجلة" سنة 1969، 1970م]

6 ـ قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام ـ دار المدني ـ جدة 1418 هـ ـ 1997م

7 ـ رسالة في الطريق إلى ثقافتنا صُدّر بها كتابُ المتنبي في طبعته الثالثة 1407 هـ ـ 1987 م ثم صدرت في كتاب مستقل في سلسلة كتاب الهلال بالقاهرة

تحقيقاته

1 ـ فضل العطاء على العسر لأبي هلال العسكري المطبعة السلفية ـ القاهرة 1353 هـ /1934م.

2 ـ إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع لتقي الدين المقريزي. ـ لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ القاهرة 1940م.

3 ـ المكافأة وحسن العقبى لأحمد بن يوسف بن الداية المحرر ـ المخطة التجارية 1359 هـ /1940م.

4 ـ طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ـ دار المعارف ط أولى 1952م ـ ط ثانية 1974م

5 ـ تفسير الطبري ـ الأول والثاني ـ دار المعارف 1954م ـ الثالث والرابع دار المعارف 1955م ـ السادس والسابع والثامن دار المعارف 1956م. ـ من التاسع إلى الثاني عشر دار المعارف 1957م. ـ الثالث عشر والرابع عشر دار المعارف 1958م. ـ الخامس عشر دار المعارف 1960م. ـ السادس عشر دار المعارف 1969م.

6 ـ جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار ـ جـ 1 مخطة دار العروبة 1381هـ السفر الأول.

7 ـ تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله < من الأخبار للطبري ـ مسند علي بن أبي طالب ـ مسند عبدالله ابن عباس ـ السفر الأول. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1402هـ/ 1982م. ـ مسند عبدالله بن عباس ـ السفر الثاني ـ مسند عمر بن الخطاب. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1403هـ ـ 1982م.

8 ـ دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ـ مخطة الخانجي ـ القاهرة 1989م

9 ـ أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني ـ دار المدني ـ جدة 1412 هـ/ 1991م

وفاته

توفي مساء يوم الخميس 3-ربيع الآخر 1418هـ-سبعة أغسطس 1997م.


ولمن أراد التوسع في فهم الشيخ، واستكمال الصورة عنه، وعن أدبه وعطائه، وحسن بلائه، فليرجع إلى:

- دراسات عربية وإسلامية، وهوكتاب أصدره تلامذته بمناسبة بلوغه السبعين من عمره.

- أبوفهر محمود محمد شاكر، بين الدرس الأدبي والتحقيق/ محمود إبراهيم الرضواني.

- محمود محمد شاكر.. الرجل والمنهج/ عمر حسن القيام.

- محمود محمد شاكر.. قضية قلم: الأديبة عايدة الشريف.

- مجلة السنة- عدد (69)- السنة (1418هـ).

- مجلة الأدب الإسلامي –العدد 16، وهوعدد خاص بالحديث عن الشيخ –رحمه الله.

مراجع

  1. ^ كتاب صادر عن الهيئة العامة لدار الخط القومية والمجلس الأعلى للثقافة بمصر بتاريخ 15/9/1997
  2. ^ محمود محمد شاكر: كتاب أباطيل وأسمار ـ الموضوعة25 ص 448 ـ مطبعة الخانجي بالقاهرة.
  3. ^ http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/02/article01.SHTML
  4. ^ http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/02/article01.SHTML
  5. ^ http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/02/article01.SHTML
  6. ^ http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/02/article01.SHTML
  7. ^ محمود محمد شاكر: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا صستة ـ مطبعة الخانجى بالقاهرة
  8. ^ محمود محمد شاكر: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا صثمانية ـ مطبعة الخانجى بالقاهرة.بتصرف
  9. ^ http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/02/article01.SHTML
  10. ^ http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/02/article01.SHTML
  11. ^ ضحيفة الشرق الأوسط ـ العدد 5663 ـ الثلاثاء 31/5/1994م
  12. ^ http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/02/article01.SHTML
تاريخ النشر: 2020-06-04 06:15:30
التصنيفات: مواليد 1909, وفيات 1997, أدباء مصريون, شعراء

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مصر تتهم إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-28 18:07:45
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 92%

"طوفان بشري" في إسطنبول تضامنا مع غزة (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-28 18:07:57
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

بالصور: كيف كانت غزة قبل الحرب وكيف تبدو الآن؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-28 18:06:54
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 92%

"الدوما": إسرائيل تسلك طريقا خطيرا نحو التصعيد وتأجيج النزاع

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-28 18:08:00
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 95%

الآلاف يشاركون في تظاهرة محظورة مؤيدة للفلسطينيين في باريس

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-28 18:07:21
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 90%

تحميل تطبيق المنصة العربية