فهم الصرف
| اللسانيات |
|---|
| لسانيات نظرية |
|
|
| لسانيات وصفية |
|
|
| لسانيات تطبيقية |
|
اكتساب اللغة Language acquisition |
| منطقات ذات علاقة |
|
تاريخ اللسانيات |
| البوابة |
فهم الصرف Morphology تدل مادة (ص ر ف) على التغيّر، ومنها أخذ المصطلح ليدل على نظام تغيّر الحدثات تغيرًا داخليًا أوخارجيًا، سوى التغير الإعرابي. أما فهم الصرف فهو¸الفهم الذي يصف الظواهر الصرفية، ويفسر حدوثها، ويقرر قواعدها·. ولما كان الصرف يبين تغير الحدثات اقتصر على تفهم الأسماء المعربة والأفعال المتصرفة، فخرج من ذلك الحروف والمبني من الأسماء والجامد من الأفعال. وللدراسة الصرفية جوانب مختلفة، منها ما مشهجر بين العمل والاسم، ومنها ما خاص بأحدهما.
يتناول فهم الصرف تقسيم الحدث إلى ثلاثة أقسام وظيفية، هي : الاسم والعمل والحرف. ثم يفهم كيفية تولد الحدثات وتزايدها في مبحث الاشتقاق والزيادة، فتقسم الأسماء إلى جامدة ومشتقة، والجامدة ما ارتجل لفظها لدلالة معينة مثل (شجرة، أسد، رجل). أما المشتقة فهي أسماء أخذت من الأفعال، كاسم الفاعل أوالمفعول، وذلك بتغيير داخلي في العمل، نحو(ضارِب، مضروب) من (ضَرَبَ). وتقسم الأفعال إلى جامدة وهي ما اتىت على زمن صرفي واحد مثل: (ليس)، وإلى متصرفة وهي ما اتىت على ثلاثة أزمنة مثل: (مضىَ، يمضىُ، امضىْ). وتقسم الأسماء والأفعال إلى مجرد ومزيد، والمجرد هوما يأتي على الجذور المعجمية وحدها مثل :(رجلٌ، ذَهَبَ). والمزيد هوما زيد على الجذور حروف معجمية أخرى لمزيد دلالة، مثل: (رجال، أَذْهبُ).
ويهتم الصرف ببيان الزيادة، والغرض منها، ويذكر أبنية المجرد من الأسماء والأفعال، وكذلك أبنية المزيد من الأسماء والأفعال. ويهتم بدراسة دلالات الأبنية. وتقسم الأسماء والأفعال ـ حسب حروفها ـ إلى سليمة وغير سليمة، والاسم السليم هوما انتهى بحرف سليم مثل: (محمد، دار، صوت)، أما غير السليم فقد يحدث شبيهًا بالسليم مثل: (ظبي، دلو) وهوما انتهى بواوأوياء مسبوقتين بساكن. أومقصورًا مثل: (فتى، عصا)، وهوما ا نتهى بألف لازمة. أوممدودًا مثل: (أخطاء، سماء، صحراء)، وهوما انتهى بهمزة مسبوقة بألف زائدة. أومنقوصًا مثل: (القاضي)، وهوما انتهى بياء لازمة. والسليم من الأفعال ما كانت جميع جذوره سليمة، والمعتل هوما كان أحد جذوره علة مثل (وجد، سار، مضى، وقى، روى). ولا يكتفي فهم الصرف بالتقسيم بل يبين الأحكام الصرفية المترتبة على هذا التنوع.
ويدرس الصرف قضايا العمل الصرفية، من تقسيمه إلى متعدٍ ولازم، فيبين أبنية اللازم وأبنية المتعدي. ويدرس تقسيم العمل إلى مبني للفاعل (للمعلوم) أومبني للمفعول (للمجهول). ويبين التغييرات الصوتية والصرفية التي تنتج عن تحويل العمل من البناء للفاعل إلى البناء للمفعول. ويشرح ما يعرض للعمل من تغييرات عند إسناده للضمائر التي تلصق بالعمل، وكذلك يشرح التغييرات الناتجة عن إلصاق نون التوكيد.
ويدرس الصرف الظواهر الخاصة بالأسماء من تنكير وتعريف، ومن تذكير وتأنيث، وبيان اللواحق الدالة على التأنيث. ويبين أقسام الاسم من حيث العدد، فيبين طرق التثنية، والجموع التي منها ماقد يكون بإلحاق لاحقة، وهوجمع السلامة، ومنها ماقد يكون بتغيير داخلي في لفظ المفرد، وهوجمع التكسير. انظر: الجمع.
ويتناول فهم الصرف الظواهر الصرفية مثل: ظاهرة التصغير، فيبين التغييرات التي تطرأ على الاسم عند تصغيره، ويدرس ظاهرة النسب، ويبين التغييرات التي تجري على الاسم بسبب إلصاق لاحقة النسب.
وثمة طائفة من التغييرات الصوتية التي اهتم فهم الصرف العربي بها اهتمامًا كبيرًا، منها تفهم مخارج الأصوات وصفاتها، تمهيدًا لدرس ظاهرة الإبدال والإعلال، وهي التغييرات الصوتية الناتجة عن تجاور الأصوات. والإبدال تغيير صوت إلى آخر مثل: تغيير الواوتاء في (تقوى)؛ لأنها من (وقى)، أما الإعلال فهوتغيير حرف العلة إلى حرف آخر، مثل: جعل الواوألفًا في (نطق) أوياءً في (قيل)، وجعل الياء ألفًا في (باع) أوواوًا في (موسر)، أوجعلهما همزة في (قائل وبائع).
ومن أبرز مظاهر هذه التغييرات ما يحدث عند إدغام حرف في آخر، إذ يسبق الإدغام بمماثلة تامة للأصوات غير المتماثلة، والمماثلة التامة هي الاتحاد في المخرج الصوتي والصفات الصوتية الأخرى ؛ ولذلك يهتم الصرف بظاهرة الإدغام. والإدغام هوإدخال الحرفين المتماثلين أوالمتقاربين في بعضهما حتى يصيرا حرفًا واحدًا مشددًا. ومن التغييرات الصوتية ما من قبيل المماثلة غير التامة، أي حتى الصوت يماثل مجاوره ببعض الصفات، من ذلك ما يحدث في مثل: (ازدان). فالأصل (ازتان) لكن الزاي المجهورة أثرت على التاء فأكسبتها صفة الجهر فنطقت دالاً، ومثل: (اضطرب) أصلها (اضترب) لكن الضاد أثرت على التاء فأكسبتها صفة الإطباق فنطقت طاء.
ويدخل في تفهم الإبدال والإعلال ما يعرض للحدثة من حذف بعض حروفها، مثل: حذف همزة العمل على بناء (أعمل) مثل: (أكرم) من مضارعه (يُعمل) : (يُكرم). وقد تلتقي الحروف الساكنة فيجري التخلص من هذا اللقاء بكيفيات مختلفة، يبينها الصرف في درسه لظاهرة التقاء الساكنين، مثل: إقحام الكسر بين (قد) والعمل (انطلق): قَدِ انْطَلَق. ويتصل بهذا درسه لهمزتي الوصل والبتر. فهمزة الوصل همزة مجتلبة للتخلص من البدء بساكن مثل: (ابنك، انطلق، الرجل)، أما همزة البتر فهي همزة من صلب الحدثة.
كما يهتم فهم الصرف بدراسة التغييرات الناتجة عن الوقف على الحدثات. مثل: حذف الحركة أوتحويل التنوين إلى ألف. ويتناول بعض الظواهر الصوتية الخاصة بلغة (لهجة) من لغات العرب الفصيحة مثل (الإمالة)، وهي نطق الألف أوالفتحة على نحويقربهما من الياء والكسرة.
انظر أيضا
- صرفة
- صوغ حدثة
