حزب الإتحاد الإشتراكي العربي (سوريا)

الإتحاد الإشتراكي العربي هوحزب سياسي قومي عربي.

تأسس نتيجة اندماج عدة قوى وحركات ناصرية وقومية هي حركة القوميين العرب والجبهة العربية المتحدة وحركة الوحدويين الإشتراكيين والإتحاد الإشتراكي.

فترة التأسيس

لحزب الإتحاد الإشتراكي العربي خلفية تاريخية ارتسمت ملامحها في فترة الوحدة بين سوريا ومصر ( 1958 ـ 1961 ) ، وفي هذه الفترة كما هومعروف كان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر شرطان أساسيان لإقامة الوحدة :

ـ الأول حل التنظيمات السياسية في كلا القطرين . ـ والثاني إبعاد الجيش عن العمل في السياسة. وكان تنظيم الإتحاد القومي الجديد في سوريا ومصر هوالتنظيم الوحيد المسموح له بالعمل السياسي وعندما أطاحت القوى الإنفصالية بالتجربة الوحدوية أعرب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن تنظيم الإتحاد الإشتراكي العربي وانتشر هذا التنظيم في مصر وفي بعض أقطار الوطن العربي ومنها سوريا , وقبل قيام ثورة الثامن من آذار في سوريا عام 1963 كانت العلاقة بين البعثيين والناصريين علاقة غير مستقرة الأمر الذي دفع بالمجموعات الناصرية إلى عقد مؤتمر تأسيسي في لبنان في الفترة الواقعة ما بين 14 – 18 تموز عام 1964، وتمخض عنه إصدار بيان تأسيسي في 19تموز بمناسبة الذكرى الأولى لإعدام قادة حركة 18 تموز عام 1963 ، وأذاعت إذاعة القاهرة هذا البيان . وقد ضَمّ المؤتمر السادة : عبد الكريم زهور - جمال الأتاسي - نهاد القاسم - محمد الجراح - راتب الحسامي - علي بوظو- سامي صوفان - حسين حلاق - أحمد اسماعيل عبد العظيم - عبد الرحمن عطبة - أديب النحوي - هاني الهندي - جادوعز الدين - جاسم علوان - ياسين فرجاني , وانتُخب السيد نهاد القاسم أميناً عاماً للإتحاد والدكتور جمال الأتاسي أميناً عاماً مساعداً , كما انتُخب العقيد جاسم علوان أميناً عاماً في الخارج (القاهرة) . وفي عام1965 عقد المؤتمر العام الثاني الذي نتج عنه انتخاب الدكتور جمال الأتاسي أميناً عاماً للإتحاد واللواء محمد الجراح أميناً عاماً مساعداً وأُعيد انتخاب جاسم علوان أميناً عاماً في الخارج وانتُخب مخطاً سياسياً في الداخل تألف من : ياسين فرجاني - فائز إسماعيل - أديب النحوي - عصمت هنانو- ظافر خير الله - عبد الرحمن عطبة - نهاد القاسم - عبد الكريم زهور , وشهد خروج هاني الهندي وسامي صوفان من الحزب ليعودا إلى حركة القوميين العرب متذرعين بعدم حل تنظيمها عملياً حجةً لتبرير انسحابهما , وبعد أربعة أشهر أعرب فائز إسماعيل انسحابه من الإتحاد ليعود إلى حركة الوحدويين الإشتراكيين متخذاً من المتغيرات السياسية العربية والنهج الجديد لجمال عبد الناصر القاضي بوحدة الصف والعمل العربي المشهجر وسياسته في مؤتمرات القمة وما تقتضيه تلك السياسة من تلاق مع السلطات السورية البعثية وفتح الخطوط معها بغرض التنسيق والتعاون .

وبعد نكسة حزيران عام 1967 انعُقد المؤتمر العام الثالث والذي أُعيد فيه انتخاب القيادة القديمة , وبعد انعقاد المؤتمر بفترة وجيزة برزت على الساحة خلافات بين محمد الجراح وياسين فرجاني من جهة وجمال الأتاسي من جهة أخرى مما أدى إلى انسحاب الجراح والفرجاني من الإتحاد ليؤسسا حزباً آخراً يحمل الاسم نفسه ، وقد أيدهما فيه جاسم علوان لكن هذا الحزب لم يصمد كثيراً . وفي عام 1970 تعرض الإتحاد لنكسة أخرى بوفاة نهاد القاسم , واستمر الحزب على ما عليه حتى عام 1971 حيث حصل انقسام داخل الحزب حول موضوع الجبهة الوطنية التقدمية بين المعارضين لها وهم ممثلين بجمال الأتاسي ومؤيديه والمؤيدين لها وهم بعض أعضاء المخط السياسي مما أدى إلى انسحاب أعضاء المخط السياسي المختلفين مع الأتاسي من الحزب ودخولهم الجبهة الوطنية التقدمية تحت مسمى الإتحاد نفسه لكن بأمانة السيد فوزي الكيالي عام 1973 .

البنية الفكرية

انطلق حزب الإتحاد الإشتراكي العربي في سوريا في بداية نشأته فكرياً من ثلاث وثائق أساسية هي :

أ ـ فلسفة الثورة جمال عبد الناصر.

ب ـ ميثاق العمل الوطني جمال عبد الناصر.

ج ـ بيان 30 مارس .

د ـ خطب وأحاديث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .

ويعتبر ميثاق العمل الوطني الوثيقة الأساسية لحزب الإتحاد الإشتراكي العربي ، لكن الحزب مرَّ في مسيرة تطوره عبر ثلاث مراحل أساسية في البناء الفكري :

ـ الفترة الأولى : من التأسيس وحتى قيام الحركة التسليمية ، كانت فترة الوقوف عند حدود الوثائق الناصرية .. ولعل وجود جمال عبد الناصر على قيد الحياة جعل هذه الفترة على هذا الشكل ، وخاصة حتى عبد الناصر نفسه كان يعتبر مدة العمل بالميثاق عشر سنوات فقط .

ـ الفترة الثانية : من دخول الجبهة الوطنية التقدمية وحتى بداية مؤامرة الإخوان المسلمين على الثورة في سوريا هذه الفترة اتسمت بتجميد الحزب فكرياً وبالضياع وسط تفسيرات متعددة للناصرية تمضى يمينا إلى حدود اليمين الرجعي ويساراً إلى حدود الماركسية .

ـ الفترة الثالثة : بدأت مع مؤامرة الإخوان المسلمين ولاتزال مفتوحة وتتسم هذه الفترة بالسمات التالية :

أ ـ ضرورة تحديد الناصرية فكرياً .

ب ـ ضرورة وضع الضوابط للاجتهاد في التجربة الناصرية .

ج ـ ضرورة التأكيد على القواسم المشهجرة بين التجربة الناصرية والحركة التسليمية . وفي هذا المجال استطاع الحزب حتى يحمل مجموعة من الشعارات المركزية منها :

أ ـ تجربة المناضل حافظ الأسد استكمال لتجربة عبد الناصر وإنضاج لها . ب ـ حافظ الأسد وجمال عبد الناصر جناحان متكاملان في مدرسة القومية العربية . ج ـ سوريا حافظ الأسد المعادل الموضوعي لطموحات الجماهير العربية وهي الدولة القاعدة لبناء دولة العرب الواحدة وقد رفد السيد صفوان قدسي الأمين العام الحالي في هذه الفترة الحزب بجملة من المؤلفات الفكرية تقرر دراستها واعتمادها فكرياً من قبل الحزب .