بيت عربي تقليدي
البيوت العربية التقليدية هي البيوت القديمة التي سكنها العرب حتى بداية القرن العشرين. تطورت تصاميم هذه البيوت عبر الزمن وتغيرت مسميات العناصر عدة مرات بتغير اللغات واللهجات وتأثير المحتلين أوالأقوام غير العربية المقيمة مع العرب.
التخطيط العام
يتوجه البيت العربي نحوالداخل، للبيت صحن أوأكثر تتوجه نحوه الفتحات والشبابيك ومعظم الأبواب وتقام معظم نشاطات أهل البيت فيه أوحوله، الصحن في البيت العربي هوقلب البيت ومحوره. بأبسط أشكالهقد يكون الصحن مربع أومستطيل الشكل يحيط به رواق ويتوسطه حوض ماء أونافورة وربما قمرية.قد يكون الدخول إليه عن طريق مجاز.
يختلف عدد الطوابق في البيوت حسب مواقعها الجغرافية، معظمها في طابقين مثل البيوت في مدن سورية والعراق ودول الخليج العربي، أربعة أوخمسة كما في مكة وبعض مناطق الحجاز أوحتى سبعة طوابق كما في اليمن. في المناطق الريفية تكثر البيوت ذات الطابق الواحد.
بصورة عامة تكون البيوت ملتصقة ببعض بحيث حتى للبيت قابلة واحدة فقط غير ملتصقة بالجيران، إلا إذا كان البيت على تقاطع شارعين. من هذه القابلة الوحيدة اعتاد أهل المشرق العربي تغليف الفتحات في الطابق الأول وما فوقه بالمشربيات كما في دمشق أوالشناشيل كما في العراق، أما في المغرب العربي فلم ينتشر استخدام المشربيات كثيرا إلا حتى الشبابيك كانت تغلف أيضا بالخشب المشغول. على الطابق الأرضي تطل على الشارع شبابيك المجلس فقط، وقد توضع دكة عند الباب الذي يفتح على المجاز.
قابلات الصحن في الطوابق العلوية إما حتى تغطى بالمشربيات أوتحاط برواق آخر فوق الرواق الأسفل تطل عليه شبابيك الغرف المتنوعة والأواوين.
بالإضافة إلى المجلس،قد يكون للبيت غالبا قاعات وغرف أخرى للاستقبال، خصوصا استقبال النساء والعائلة وغرف معيشة للأسرة. غرف النوم ليست كثيرة عادة بل حتى المعتاد حتى أكثر من إنسان ينامون في مكان واحد. للبيت عادة مرحاض وفي بيوت العائلات الأكثر ثراء يوجد حمام أوأكثر غالبا في الطابق الأرضي أوتصف واحد فوق الآخر إذا كانت في طوابق متعددة.
مواد وأساليب البناء
تختلف مواد البناء حسب المنطقة إذ أنها غالبا ما تكون محلية إلا حتى استخدام الطوب أوالطابوق رائج جدا. في دمشق يستخدم الحجر الملون بكثرة ، وفي سواحل الخليج العربي يكثر استخدام حجر المرجان المستخرج من البحر كما في دبي. يعتمد في البناء على الجدران الحاملة كنظام بناء رئيسي مع كثرة استخدام مختلف أنواع الأقبية للتسقيف بالرغم من حتى السقوف الخشبية تستخدم أيضا لرخصها وسهولة بناءها مقارنة بالأقبية، إلا حتى عمرها قصير أيضا بالمقارنة.
المشربيات والشبابيك والأبواب تكون خشبية وتشتهر عدد من المدن العربية بصناعتها ، ويستورد الخشب من مناطق مختلفة حسب قرب المسقط وثراء صاحب البيت إذ حتى الخشب الصالح للبناء وتصنيع الأثاث غير متوفر .
تطلى البيوت عادة بالشيد ثم تصبغ بالألوان الفاتحة من داخل الغرف، القابلات الخارجية قد تطلى وتصبغ كما في اليمن والمغرب العربي، أوقد تهجر كما في الشام والعراق ، هذا يعتمد على الطراز السائد للقابلات في المنطقة. البيوت الفقيرة عادة لا تبلط الأرض، بل تسوي التراب وتغطيه بالحصائر، في البيوت المتوسطة تبلط الأرض عادة بالطابوق الفرشي أوحجر والأكثر ثراءا قد يستخدمون الرخام والفسيفساء كما في البيت الدمشقي .
الاستخدام
البيوت العربية التقليدية تستخدم عادة موسميا، أي حتى الغرف يتغير استخدامها حسب الموسم. الغالب هوالاستخدام التالي:
- في الصيف: يستخدم السطح للنوم ليلا والسرداب للقيلولة، يستخدم الصحن للجلوس مساءا والغرف في الطابق الأرضي والسرداب للنشاطات النهارية. تستخدم الغرف في الطابق العلوي للخزن.
- في الشتاء: تستخدم الغرف في الطابق العلوي للنوم ليلا أونوم القيلولة، تستخدم الغرف في الطابق السفلي للمعيشة والجلوس ليلا أونهارا، يستخدم السرداب للخزن والصحن للنشاطات النهارية.
يجب ملاحظة حتى هذا الاستخدام قد يختلف قليلا من منطقة إلى منطقة باختلاف المناخ والبيئة الجغرافية.
ميزات أخرى
الخصوصية
تصميم البيوت العربية التقليدية يحافظ على الخصوصية بدرجة واضحة، التخطيط العام يجعل التوجه نحوالداخل فلا يطل البيت على الجيران ولا يطل الجيران عليه. وضعية وتصميم المجاز يسمح للضيوف بالدخول بدون لمح البيت من الداخل كما حتى غرف استقبال الرجال نادرا ما تطل على الداخل بل تطل على الشارع. غرف الطابق العلوي مغطاة إما بالمشربيات أوبتصاميم أخرى مماثلة تمنع الناظر من روئية ما بداخل الغرف بالرغم من فتح الشبابيك والسماح للضوء والهواء بالدخول.
الصحن، الذي له تاريخ قديم وفوائد أخرى، يعطي البيت حديقة خاصة بعيدة عن أعين الجيران والغرباء ويسمح لأهل البيت التحرك بحرية بين الداخل والخارج مع الاحتفاظ بالخصوصية التامة.
الموائمة البيئية
بالرغم من حتى المناخ قد يختلف قليلا من منطقة إلى أخرى في الوطن العربي، إلا حتى المناخ بصورة عامة صحراوي جاف مع وجود بعض المدن ذات الرطوبة العالية في المناطق الساحلية. الطقس بصورة عامة يميل إلى الحرارة صيفا والبرودة شتاءا مع استثناءات قليلة. هذا المناخ شبه الموحد أدى إلى معالجات بيئية متشابه في المناطق المتنوعة.
المعالجات البيئية تكون عادة شاملة، أي حتى معالجة الشارع هوجزء من معالجة البيوت. الشوارع في المدن العربية تكون ضيقة ومتعرجة ومغطاة بالمشربيات وغيرها من أساليب التسقيف الجزئية. هذا يؤدي إلى ازدياد الضغط وانخفاض درجة الحرارة فيها. الصحون في البيوت تكون واسعة نسبيا ومكشوفة ومعرضة للشمس، وهذا يؤدي إلى ازدياد درجة الحرارة وانخفاض الضغط فيها. هذا بدوره يؤدي إلى انسياب الهواء من الأزقة إلى الصحون في البيوت خلال المشربيات والمجازات وارتفاع الهواء الحار في الصحون إلى أعلى مكونة تيارا يخترق غرف البيت المتنوعة.
هذه هي الفكرة العامة، بعض التفاصيل تضيف معالجات بيئية تقوي هذه الحركة، ملاقف الهواء مثلا تتلقف الهواء من الأعلى وتدفع به إلى الأسفل، وبسقي نبات العاقول الصحراوي المعلق على فتحات الملاقف تعمل الملاقف عمل مبردات الهواء.