قلعة الشهابية
القلعة الشهابية، أوالسرايا الشهابية، هي قلعة أثرية في قلب منطقة حاصبيا، عاصمة وادي التيم.
تاريخها
لا يوجد أي دلائل عن من بنى القلعة. تاريخها المعلوم يبدأ مع الصليبيين، ولكنه قد يعود إلى زمن أبعد ليكون حصناً بناه العرب أومبنى للرومان. أما ما نعهده أنها ملك للأمراء الشهابيين الذين استولوا عليها إثر الفوز الكبير على الصليبيين في العام 1170م. والحاكم الصليبي للقلعة كان يدعى الكونت "أورا دوبربون". ويروي الأمير عصام الشهابي حتى بناء القلعة يعود "إلى ما بين عامي 1100 و1171 ميلادية، حيث بنى الصليبيون في تلك الحقبة قلاعاً عدة لحماية مملكتهم والدفاع عنها. فكانت قلعة الشقيف مثلاً مسقطاً حربياً، أما قلعة حاصبيا فكانت حربية وسكنية في الوقت نفسه. وقد يحدث مسقطها سبباً لذلك، فهي تقع بالقرب من ينابيع نهر الحاصباني على السفح الغربي لجبل حرمون، وتجاور سوق الخان التي كانت المحطة الرئيسة لقوافل التجار إلى الداخل السوري".
لقد شهدت القلعة على مر السنين الكثير من الفوزات ومن النكسات حيث تعرضت عدّة مرات للحريق، منها في سنة 1284م، حين دخلت جيوش المغول إلى سوريا وفلسطين عن طريق وادي التيم، وفي 1612م إثر خلاف بين أحمد باشا والأمير علي الشهابي أمير حاصبيا. وفي سنة 1617م عندما أوفد الوزير العثماني محمد باشا جركس، قوّة عسكرية بقيادة حسين اليازجي، دخلت حاصبيا وهدمت قسماً من القلعة. وفي سنة 1633م أحرقها العثمانيون ونهبوا البلدة أثر توجه جيش بقيادة أحمد كجك باشا لمحاربة الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير. وفي سنة 1660م أحرقها والي الشام أحمد باشا. وكان الشهابيون يعيدون ترميمها جميع مرة.
معالمها
يتراوح ازدياد الجدران الخارجية للسرايا بين 15 و20 متراً ومحيطها نحو220 متراً. نصب على المدخل أسدان متقابلان مربوطان بسلاسل وأمامهما أرنبان طليقان في إشارة إلى العدالة الاجتماعية. إذ حتى الأسد القوي مكبل اليدين والأرنب الضعيف حر وطليق. والمدخل تعبير عن عقد صليبي يبلغ ارتفاعه 32 متراً، وهويُعدّ أعلى عقد في الشرق المتوسط، ويعلومدخلها لوحة خط عليها "مما عمل برسم سيدي ومولاي الأمير علي الشهابي وذلك سنة 1009 هجرية". وتتألف القلعة من أربعة أقسام، ثلاثة فوق الأرض وقسم تحته. وفي الداخل غرف سكنية وأقبية. كانت تستعمل الطبقة السفلية تحت الأرض لتخزين المؤن والذخيرة. وكي تصل إلى الطابق العلوي الثاني عليك المرور بدرج ضيق يكشف نقوشاً وزخارف وألواناً ولوحة خط عليها أبيات من الشعر تمجيدا بالشهابيين وتخليداً لهم.
وفي داخل غرفة الاستقبال بترة من الرخام الأصفر لهيكل رجل مصغّر. أما الطبقة الثالثة فهي من إنشاء الأمراء الشهابيين، لذا تكثر فيها النوافذ والقناطر ذات الطراز العربي الإسلامي. وأمام الديوان زخارف صليبية تمثّل أزهاراً وهي شعار آلبربون، العائلة المالكة في فرنسا.
صنفت مديرية الآثار القلعة الشهابية على أنها قلعة أثرية منذ أيام فؤاد شهاب، إلاّ حتى ذلك لم يمنع من إهمالها كونها تعد أملاكاً خاصة، فلا تزال بعض العائلات من آل شهاب تسكن فيها. وهي الآن ملك للزعيم الدرزي النائب الامير طلال ارسلان.
المراجع
- ^ سرايا حاصبيا الشهابية لا تزال مسكونة منذ القرن الثاني عشر
نطقب:آثار لبنان
هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ،يا ترى؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان. |