تاريخ جنوب أفريقيا

عودة للموسوعة

تاريخ جنوب أفريقيا

جزء من عن
الفترات العامة
قبل 1652
1652 إلى 1815
1815 إلى 1910
1910 إلى 1948
1948 إلى 1994
1994 إلى الحاضر
تواريخ موضوعية
الاقتصادي
العسكري
الديني
الاجتماعي
بوابة جنوب أفريقيا
الدول التاريخية في
جنوب أفريقيا الحالية

ماپونگوبوه (1050–1270)
مستعمرة الكيپ (1652–1910)
Swellendam (1795)
Graaff Reinet (1795–1796)
Waterboer's Land (1813–1871)
أرض أدم كوك (1825–1861)
Winburg (1836–1844)
Potchefstroom (1837–1848)
جمهورية اوترخت (1854–1858)
Lydenburg Republic (1856–1860)
Nieuw Republiek (1884–1888)
Griqualand East (1861–1879)
Griqualand West (1870)
Klein Vrystaat (1886–1891)
Stellaland (1882–1885)
Goshen (1882–1883)
أرض الزولو(1816–1897)
جمهورية ناتاليا (1839–1843)
دولة اورانج الحرة (1854–1902)
الجمهورية الجنوب أفريقية (1857–1902)
اتحاد جنوب أفريقيا (1910–1961)
Bophuthatswana (1977–1994)
سيسكاي (1981–1994)
ترانسكاي (1976–1994)
ڤندا (1979–1994)
جمهورية جنوب أفريقيا (1961–الحاضر)

تاريخ جنوب إفريقيا يعود تاريخ استيطان الإنسان في جنوب إفريقيا إلى آلاف السنين. وتعتبر المجموعات الناطقة باللغة الخويسانية السكان الأوائل لجنوب إفريقيا. انظر: خويسان، شعب. وقد اتى الناطقون بلغات البانتوإلى المنطقة قبل حوالي ألفي سنة. أما الأوروبيون فقد اتىوا إليها لأول مرة في القرن الخامس عشر الميلادي واستقروا فيها نهائيًا خلال القرن السابع عشر. ويعود التاريخ المكتوب لجنوب إفريقيا إلى 500 سنة. وللتوصل إلى المعلومات المتعلقة بالتواريخ السابقة ينبغي قيام الباحثين بدراسة الروايات الشفوية وإجراء حفريات ودراسات في فهم الإنسان.

تواريخ مهمة في جنوب إفريقيا
القرن الثاني م. وصول المزارعين الناطقين بلغة البانتومن الشمال. ودخولهم إلى شرق البلاد
وهم يشكلون أجداد السكان السود الحاليين في جنوب إفريقيا.
1652 وصول أول مستوطنين هولنديين إلى مسقط مدينة كيب تاون.
1814 منحت هولندا بريطانيا مستعمرة الكاب.
1836 هجر البوير مستعمرة الكاب إلى ناتال، وولاية اورانج الحرة، والترانسفال.
1852 أصبحت الترانسفال جمهورية البوير.
1854 أصبحت ولاية اورانج الحرة جمهورية للبوير.
1877 ضمت بريطانيا الترانسفال إلى مستعمراتها.
1879 هزمت بريطانيا مملكة الزولو.
1880-1881 هزم بوير الترانسفال بريطانيا في حرب البوير الأولى.
1899-1902 هزمت إنجلترا البوير في حرب البوير الثانية.
1910 تأسيس اتحاد جنوب إفريقيا.
1912 تأسيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مناديًا بالمساواة مع البيض.
1931 منحت بريطانيا جنوب إفريقيا الاستقلال التام، وأصبحت عضوًا في كومنولث الأمم.
1948 وصول الحزب الوطني إلى السلطة.
1961 أصبحت جنوب إفريقيا جمهورية وخرجت من كومنولث الأمم.
1984 بدأت احتجاجات السود ومعارضتهم الواسعة بسبب استبعادهم من الحكم.
1989 أصبح دي كليرك رئيسًا للدولة.
1990 إطلاق سراح زعيم السود نلسون مانديلا بعد حتى مكث في السجن 28 سنة.
1991 إلغاء سياسة الفصل العنصري.
1994 إجراء انتخابات حرة، وفوز مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا.
1996 أقرت جنوب إفريقيا دستورًا جديدًا تضمنت فصوله كثيرًا من مواد الحقوق.
1999 أصبح ثابومبيكي الرئيس الثاني بعد مانديلا الذي يتم انتخابه بطريقة ديمقراطية.

العهود القديمة

وجد فهماء الأحافير بقايا مخلوقات في تاونج وستيركفونتاين وسوارتكرانس وكرومدراي وفي مواقع أخرى وأماطوا اللثام عن بقايا أخرى. كذلك عثر الفهماء بعض الأدوات التي يعود تاريخها إلى 2,3 مليون سنة ومخلفات لمخلوقات عاشت قبل مليون سنة.


شعوب الخويسان عاشت في جنوب إفريقيا آلاف السنين، وكان منها المواطنون الأوائل الذين تصدوا للأوروبيين. واشتغلوا في الجمع والصيد، أورعاة لبتران الحيوانات وسكنوا أكواخا بسيطة. القرية في الصورة أعلاها، رسمها فنان أوروبي، وهي مستوطنة للخويخيين (الهوتنتو الخويسان. يعتقد بعض الخبراء حتى هؤلاء هم أجداد إنسان العصر الحجري، وكان الخويسان يؤلفون السكان الوحيدين لجنوب إفريقيا قبل عشرة آلاف سنة. والسلالة المباشرة لهؤلاء هم جماعة سان في صحراء كلهاري الذين لا يزالون يتحدثون باللغة الخويسانية. وقبل نحوألفي عام كان بعض السكان المنحدرين من مجموعات العصر الحجري الساكنين في المنطقة المسماة بوتسوانا حاليًا قد أصبحوا رعاة ماشية وأغنام. ونتيجة النموالسكاني وحاجتهم إلى المراعي فقد تحركوا نحوالجنوب وسموا أنفسهم الخويخون وسمى الأوروبيون بعد ذلك أهل الأدغال والخويخيين بالهوتنتوتيين.

تمتد جذور تاريخ إفريقيا الجنوبية إلى استيطان الإنسان القديم فيها، ثم عهود الإخضاع والاستعمار والكفاح في سبيل بناء وطن حديث.


الشعوب الإفريقية

بدأ الإفريقيون خلال القرن الثاني الميلادي استخدام أساليب الزراعة المختلطة، وتحركوا نحوجنوب إفريقيا آتين من الشمال الشرقي واستقروا في حزام الساحل الشرقي والترانسفال الشرقية. وكان هؤلاء على الأغلب من المتحدثين بلغة البانتو، وظلوا يغرسون الدُّخُن والذرة والفاصوليا والدباء والفول، كما اشتغلوا في تعدين الحديد وصنعوا منه الأدوات والأسلحة، وصنعوا الحلي من معدن النحاس. واقتصر الاستيطان الإفريقي على الأنطقيم الصالحة للرعي في الترانسفال والساحل الشرقي.

التوسع الإفريقي

حدث تبدل في القرن الحادي عشر الميلادي في خلق الخزف وفي العمارة وفي أساليب الاستيطان. ويُرجع الباحثون مسببات ذلك إلى وصول موجات بشرية جديدة من الناطقين بلغة البانتومن الشمال. وأدى ذلك إلى نموسريع للسكان وازدياد أعداد المستوطنات.

كانت المستوطنات في الشرق صغيرة وتستوعب جميع منها حوالي 60 شخصًا، بينما وصل عدد سكان المستوطنات الغربية إلىعشرة آلاف شخص. وقد استخدم هؤلاء كميات كبيرة من الحجارة في بناء منازلهم بينما كانت المباني الحجرية في الشرق نادرة.

ماپونگوپوه وصعود ثولامـِلا

التطلع عبر سهول فيضان نهر لوڤوڤهو(يمين) ونهر ليمپوپو(في أقصى اليسار).

من خلال التفاعل والتجارة مع التجار المسلمين الذين كانوا يذرعون المحيط الهندي جنوباً حتى موزمبيق الحالية – برزت المنطقة كمركز للتجارة ينتج المضى والعاج ويبادل حبيبات الزجاج والپورسلين من أصقاع نائية مثل الصين.

الاستعمار

التجريدات الاوروبية

بارتولوميودياز يلتف حول رأس الراتى الصالح.

السفن الهولندية استُدْعيت إلى مستوطنة تيبل بي لحمل إمدادات الأطعمة الطازجة والماء.

يان فان ريبيك وملاّحوه وصلوا الكاب عام 1652م لأنشاء محطة للإمداد. رسم الصورة أعلاه، سي. دي. بيل عام 1850م. استيطان البيض في جنوب إفريقيا. بدأ اهتمام البيض بجنوب إفريقيا في القرن الخامس عشر الميلادي، وقام البرتغاليون باستكشاف السواحل الإفريقية بحثًا عن المضى وإيجاد طريق بحري إلى الهند. وفي عام 1488م عصفت الأعاصير بسفن المكتشف دياز فسار باتجاه الساحل الشرقي إلا حتى البحارة أجبروه على العودة. وبعد عشر سنوات وصل المكتشف فاسكودا جاما حيث استطاع الإبحار باتجاه الهند عن طريق رأس الراتى الصالح.

وقد أظهر البرتغاليون اهتمامًا قليلاً بجنوب إفريقيا لأنهم لم يعثروا على معادن ثمينة أوبضائع للاتجار بها، ووجدوا المناخ غير ملائم وسكان البلاد غير ودودين. وفي القرن السادس عشر بدأ الإنجليز بتسيير رحلات تجارية إلى المنطقة، إذ قام المكتشف الإنجليزي دريك بالإبحار حول العالم ومرّ من منطقة الكاب عام 1580م. أما الهولنديون فقد وصلوا إلى البلاد بعد الضعف الذي أصاب البرتغاليين.


استيطان الهولنديين

Painting of an account of the arrival of Jan van Riebeeck, by Charles Bell.

كان للهولنديين سوق تجارية رائجة بين البرتغال وسائر أنحاء أوروبا، غير أنهم أجبروا على الاتجاه نحوالشرق على إثر احتلال الأسبانيين للبرتغال سنة 1580م وإقفال الموانئ البرتغالية في وجه الهولنديين. وقام الإنجليز بتأسيس شركات هندية شرقية سنة 1601م وعمل الهولنديون الشيء نفسه سنة 1602م لممارسة التجارة مع قارة آسيا.

ورغم حتى خليج رأس الراتى الصالح لم تكن له قيمة تجارية للأوروبيين فإنه كان مفيدًا لهم؛ فقد اتخذوه قاعدة لتزويد السفن بالماء الصالح للشرب واللحوم التي كانوا يحصلون عليها من الخويخيين باستبدالها بالبضائع الأوروبية، وقد حاول اثنان من قادة السفن إلحاق خليج الكاب، بإنجلترا سنة 1620م إلا حتى ذلك لم يحظ بدعم الحكومة الإنجليزية.

قرَّر الهولنديون في عام 1652م إنشاء مستوطنة في الكاب، وأوفدت شركة الهند الشرقية الهولندية مجموعة من الأشخاص لإنشاء محطة خاصة بتزويد السفن بالطعام والمياه. وكان الغرض من إنشاء هذه المستوطنة في تلك المنطقة في كيب تاون في ذلك الوقت تأسيس قاعدة للتجهيزات.


الهوغونوتيون البروتستانت الفرنسيون استقروا لأول مرة في الكاب عام 1688م ـ النصب التذكاري أعلاه في فرانسشويك لإحياء ذكراهم.

التريكبويريون كانوا شبه رُحَّل، يرعون حيواناتهم ويغرسون لفترة قصيرة قبل الرحيل.

المستعمرون البريطانيون وصلوا عام 1820م لزراعة زورفيلد (ألباني) حاليا، بالقرب من نهر الأسماك الكبير. ثم تغيرت الخطط بسرعة، فعندما عثر ريبيك حتى القوى العاملة الموجودة غير كافية جاز باستيراد المستعبدين فجيئ بالكثيرين منهم من الهند وإندونيسيا، واتى بعضهم من إفريقيا، ووفر ذلك لهم عمالاً مهرة وغير مهرة، وقررت الشركة السماح لمستخدميها القدماء بأن يصبحوا مواطنين أحرارًا ليستقروا في المزارع ويشتغلوا فيها لأنفسهم. وقد تم تسريح الأوائل من هؤلاء سنة 1657م لكي يشتغلوا بالزراعة على امتداد نهر لايسبيك. وقد شكل هؤلاء أول مجموعة من فلاحي البوير، وزاد عددهم بعد حتى التحق بهم الكثيرون من الخدم الذين اتىوا من هولندا وألمانيا. وفي سنة 1688م التحق بهم الهوغونوتيون الذين كانوا قد فرّوا إلى هولندا هربًا من المحاكمات الدينية التي كانت تجري في فرنسا، وقد استقر هؤلاء في الكاب.

Burgher expansion

An account of the first trekboers.

رد عمل الخويخيين

إن الهزيمة الحقيقية التي أصابت الخويخيين كانت نتيجة لتفسخ مجتمعهم؛ إذ كانوا يقومون ببيع اللحوم المتوافرة لديهم لقاء بعض البضائع كالنحاس والمشروبات والتبغ. وقد عاد بعضهم ممن باعوا جميع ماشيتهم إلى حياة الصيد أوالعمل خدمًا لدى الهولنديين، وزاد ضعفهم بعدما نُكبوا بإصابتهم بوباء الجدري سنة 1713م، غير حتى صيادي الخويسان استمروا في مقاومة توسع البيض طوال القرن الثامن عشر الميلادي.

توسَّع البيض

كان توسع البيض سريعًا ودون ضابط خلال القرن الثامن عشر. وفي عام 1795م بلغوا مسافة 500كم شمال كيب تاون، و800كم شرقًا. ومن بين 60 ألفًا كانوا يعيشون في المستعمرة، بلغ عدد البيض نحو20 ألفًا.


الاحتلال البريطاني

خلال الحروب النابليونية في أوروبا، احتل نابليون هولندا، واحتل الإنجليز الكاب عام 1795م كي يمنعوا الفرنسيين من السيطرة عليها، وفي عام 1802م عادت الكاب لهولندا، لكن في عام 1814م تم الاعتراف بسيطرة بريطانيا نهائيًا على الكاب.

وأسس البريطانيون حكومة للتغلب على مشكلات الحدود، حيث عقدت اتفاقيات مع المناطق المجاورة.

ودارت حروب بين حكومة الإنجليز والقبائل الإفريقية، وانتهت لصالح الإنجليز، ثم سادت فترة سلام في المنطقة، وقدم نحو5,000 بريطاني واستقروا عام 1820م، بالإضافة إلى الهولنديين الأوائل.

الفورتريكرز من البوير الذين بدأوا الهجرة الكبرى من الكاب إلى داخل البلاد بحثًا عن أراض جديدة بغية الاستقلال بأنفسهم. وقد سافروا مسافات طويلة مصطحبين أسرهم، وحيواناتهم وخدمهم عبر مناطق صعبة في مَرْكبات تجرها الثيران. الاضطرابات الداخلية. انتشرت في بداية القرن التاسع عشر الميلادي الصراعات والقلاقل ليس فقط في مناطق الحدود بين المستعمرات، ولكن في مناطق أخرى. فقد ساعدت المنافسة على التجارة والموارد على إذكاء نار الحرب بين القبائل. ونتيجة لهذه الحروب هاجر كثير من السكان إلى الأحراش الداخلية وأدت الهجرة إلى انتشار الصراعات بين السوتووالتسوانا المقيمين في هذه المنطقة. في هذه الأثناء ظهر ملك الزولوشاكا الذي أسس حكمًا عسكريًا مركزيًا، وقضى على عدد من قبائل السوتووالتسوانا الصغيرة. غير حتى موشوشواستطاع تكوين أمة جديدة من السوتووالتسوانا في المناطق الجبلية التي تعهد الآن بليسوتو.

موشوشو(أعلاه) الزعيم الأكبر للسوتوـ (باسوتو). كان قائدًا عسكريًا محنكًا ودبلوماسيا فطنا. كان الثابا بوسيك (حاليًا في ليسوتو) (على اليمين) حصناً طبيعياً منيعًا وكبيرًا لقبيلة السوتواختاره موشوشو.

الهجرة الجماعية كانت الوسيلة التي احتل بها البوير أراضي جنوب إفريقيا. وكانت نهج حياة بالنسبة لبعض الأسر. احتلال البيض للمناطق الداخلية. استاء كثير من البوير من الحكم البريطاني عندما جعل الإنجليزية اللغة الرسمية عام 1828م، كما ألغت بريطانيا تجارة الرقيق بحلول عام 1834م، الأمر الذي جعل البوير (10,000) يهاجرون في الفترة 1836 ـ 1838م ليؤسسوا مستعمرة الكاب. وقد عُرفت هذه الهجرة بالرحلة العظمى التي توجهت إلى داخل البلاد. وأدى توغل البوير إلى إجبار القبائل الإفريقية على التخلي عن أراضيها.

الاستيطان في ناتال

في عام 1837م، أسس المهاجرون البوير حكومتهم في ناتال برئاسة قائدهم بيت ريتيف. وقد قُتل قائد البوير هذا عندما كان يجري اتفاقًا مع ملك الزولودنجين. فعندما هجم الزولوعلى البوير في ديسمبر 1838م، قُتِلَ حوالي 500 من البوير وخدمهم. لكن البوير بقيادة أندرياس بريتوريوس تمكنوا من هزيمة الزولوفي معركة نهر الدم. وأوفدت بريطانيا جيوشها إلى ناتال عام 1842م، وبعد مقاومة قصيرة، استسلم البوير، وقامت بريطانيا بضم ناتال إلى مستعمراتها عام 1843م.

ضم مستعمرة نهر الأورانج. اتجه معظم البوير بعد هجرهم ناتال نحوالأحراش الداخلية، لكنَّ البريطانيين تتبعوا فلولهم، وتمكنت بريطانيا بعد إجراء اتفاقات مع زعماء الزولو، من كبح جماح البوير، وقامت بضم مستعمرة نهر الأورانج إلى مستعمراتها عام 1848م.


جمهوريات البوير

بعد حربين مدمرتين على الحدود الشرقية عام 1846م وعام 1850م، قللت بريطانيا من فرض نفوذها على جنوب إفريقيا، حيث اعترفت في عام 1852م بجمهورية البوير في الترانسفال، وكذلك اعترفت عام 1854م بتغير مستعمرة نهر الأورانج إلى جمهورية الأورانج.

كان الوضع في منطقة الترانسفال بالغ التعقيد، وقد تأسست حكومة في عام 1857م، لكن الصراع ظل قائما بين السوتووالفلاحين.


عمال مناجم الماس هرعوا إلى كوليسبيرج كوبجي (كمبرلي) بعد اكتشاف الماس في عام 1871م. وخلال خمس سنوات أصبحت "الحفرة الكبرى". العثور على المعادن. كان للعثور على المعادن الثمينة أثر بارز في جنوب إفريقيا. في عام 1868م تم اكتشاف معدن الماس، وفي عام 1870م، وجدت منه خامات كبيرة. وفي 1873م عُثر على المضى بكميات كبيرة.

ونتيجة لاكتشاف الماس والمضى، حدثت ثورة اقتصادية بعد عام 1870م، وتحول الاقتصاد من الزراعة إلى التعدين. كما رصدت أموال الاستثمارات في التعدين والخدمات من أرباح التعدين. وساعدت الأموال العائدة من هذه الأرباح في إحداث تنمية في شبكات المواصلات والاتصالات. وساعد الفحم الحجري على توفير الطاقة للسكك الحديدية اللازمة وأُنشئت المصانع لتوفير احتياجات السكان من الملابس والأدوات. وساعدت الثورة التعدينية في زيادة التحضر. ففي عام 1855م كان 30% من السكان البيض يعيشون في المدن، وارتفع الرقم إلى 50% عام 1911م. وظهرت مدن كبيرة على إثر ذلك حيث أُنشئت أسواق للبضائع والزراعة بها. وقد تأثرت الزراعة نتيجة ذلك وتراجعت، وهاجر بعض عمال المزارع باتجاه المدن.

التأثيرات على العمالة

أدَّى اكتشاف المعادن إلى زيادة الطلب على العمال، ولم يتمكن السوق من سد النقص في العمالة، واتخذت الحكومة خطوات نحوتوفير الأيدي العاملة، وذلك بجلْبها من خارج جنوب إفريقيا؛ من دول مثل موزمبيق والصين، أما لجذب العمالة من الداخل فقد سنَّت الحكومة قانون الأرض عام 1913م الذي حدّ من مِلكية السود للأراضي في محاولة لجذبهم إلى المدن ومناطق التعدين.


بول كروجر قائد بويري ذوحماس ديني، أصبح رئيسا لجمهورية جنوب إفريقيا عام 1883م. ضم ممالك السود. كانت قلة العمالة من الأسباب التي أدت إلى ضم ممالك السود ابتداءً من السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. وتسارعت عملية الضم نتيجة لضغط التجار والمنصّرين. وسعى المزارعون البيض والمضاربون في الأراضي إلى الحصول على الأراضي المملوكة للسود. وفكر البريطانيون في جعل جنوب إفريقيا ولايات متحدة. وبدأوا بضم أراضي السود جميعها وتم ذلك عام 1898م.


حروب البوير والإنجليز

عقد البريطانيون العزم على بسط سلطاتهم على جمهوريتي البوير في ولاية الأورانج الحرة والترانسفال. ولكن المفاوضات لم تُسفر عن شيء. وقاوم البوير المساعي البريطانية. وعندما اكتُشف المضى في الترانسفال عام 1886م، زاد ذلك من مقاومة البوير، ومن تصميم بريطانيا على ضم هذه الأراضي الغنية. ونشبت عدة حروب بين الإنجليز والبوير، وتمكنت بريطانيا من ضم الترانسفال وولاية الأورانج الحرة إلى مستعمراتها عام 1902م.


البريطانيون صمموا على السيطرة على ولايتي البوير الأورانج الحرة وترانسفال. وقد تمكن الجنود البريطانيون (إلى اليسار) بقيادة المارشال اللورد روبرتس من التغلب على أساليب عصابات البوير. وكان من نتائج هزيمة البوير أمام البريطانيين حتى اشتد العداء بينهما. كذلك أصيب السكان السود بخيبة أمل، إذ ظنوا أنهم سيحصلون على حقوقهم المدنية من البريطانيين بعد الحرب مع البوير، لكنَّ شيئًا من ذلك لم يحدث.


اتحاد جنوب إفريقيا

منحت بريطانيا الترانسفال حكمًا ذاتيًا عام 1906م وولاية الأورانج الحرة عام 1907م خطوة أولى في اتجاه الاتحاد. وفي عام 1909م اجتمع ممثلوالمستعمرات لصياغة دستور الاتحاد. وتم تكوين اتحاد جنوب إفريقيا في 31 مايوعام 1910م، وأصبحت المستعمرات محافظات أومقاطعات في الاتحاد الجديد. وقد حُرم السود من حقوقهم المشروعة في جميع المقاطعات، عدا مقاطعة الكاب.

الحزب الوطني

كان الهدف من أول حكومة يتزعمها الحزب الوطني الوصول إلى اتفاق بين البريطانيين والأفريكانيين، ولكن سرعان مانشبت الخلافات حول استخدام اللغة الإنجليزية والهولندية في المدارس والخدمة المدنية. وأدى هذا الاختلاف إلى تأسيس الحزب الوطني. وأيد أعضاء الحزب سياسة المساريْن بحيث تكون اللغة الهولندية مساوية للغة الإنجليزية.

السود والسياسة

ظل التطور السياسي للسود بطيئًا في السنوات الأولى لتكوين اتحاد جنوب إفريقيا. واجتمعت مجموعة من الأحزاب السياسية للسود عام 1909م معلنة احتجاجها على عدم اشراك السود في حكم البلاد. وأوفدت الأحزاب وفدًا إلى لندن للحصول على حقوقهم المشروعة، لكن دون جدوى. وفي عام 1912م نادى حزب المؤتمر الإفريقي بمساواة السود بغيرهم وذلك عن طريق الوسائل الدستورية.

حكومة الميثاق

حكمت حكومة الميثاق جنوب إفريقيا حتى عام 1933م، وكان من بين مهامها تقوية الاقتصاد وتوفير فرص العمل للبيض. وفي عام 1925م جعلت حكومة الميثاق الأفريكانية اللغة الرسمية بدلاً من الهولندية. وحصل رئيس الوزراء على الحكم الذاتي لجنوب إفريقيا من بريطانيا عام1931م وأصبحت جنوب إفريقيا عضوًا في كومنولث الأمم. وحاول رئيس الوزراء فرض قوانين أشد صرامة لتحقيق الفصل العنصري.

تكوين الحزب المتحد

في عام 1933م وافق هيرتزوج على تشكيل حكومة بين الحزب الوطني وحزب جنوب إفريقيا، ثم اتحد الحزبان فيما يسمى بالحزب الموحد.

الحرب العالمية الثانية

سقط اختلاف على موقف جنوب إفريقيا من الحرب العالمية الثانية، نادى بعض السياسيين بموقف محايد مثل موقف هيرتزوج. أما موقف سْمَطْس فكان المناداة بالوقوف إلى جانب بريطانيا ضد ألمانيا. وقد نجح سمطس في تشكيل حكومة عام 1939م. ووقفت جنوب إفريقيا مع بريطانيا. وقد جلبت الحرب تغييرات مهمة لصالح تطور اقتصاد جنوب إفريقيا، وساعد ذلك في عملية التصنيع، وأدى إلى نشاط السود سياسيًا.

وقد تعرضت حكومة جان كريستيان سمطس إلى ضغط شديد من البيض والسود، حيث عمل الأوروبيون من أصل غير إنجليزي على تكوين منظمات ذات حس وطني. وقد تأسس حزب المالان الذي هزم الحزب الموحد في انتخابات عام 1948م.


لويس بوتا جندي ورجل دولة، أقيم له نصب تذكاري خارج المبنى الاتحادي في بريتوريا تخليدًا لذكراه.

حكم الحزب الوطني

استمر حكم الحزب الوطني لفترة طويلة حيث بدأ منذ عام 1948م وانتهى في التسعينيات من القرن العشرين الميلادي، حيث سيطر فيها حزب الأفريكانيين، وظهرت سياسة الفصل العنصري، منذ عام 1950م حين ظهر قانون الإنضمام السكاني، الذي يمنح السكان مدارس وجامعات ومناطق سكنية وخدمات عامة لكل مجموعة سكانية عنصرية.

اشتد الاحتجاج على سياسة الفصل العنصري منذ نهاية خمسينيات القرن العشرين، حيث طُولب السود بضرورة حمل بطاقاتهم الشخصية من أجل الحد من تحركاتهم. وفي عام 1960م ظهر شعور ضد سياسة التمييز، وقامت المظاهرات وأطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرين، فقتلت حوالي 69 من السود.

قامت الحكومة بحظر نشاط حزب المؤتمر الإفريقي وظلت الحكومات المتعاقبة في الفترة من عام1960- 1990م تضرب بيد من حديد جميع المعارضين لسياسة التمييز العنصري. وفي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين ألغت الحكومة بعض قوانين التمييز العنصري. واعتمدت البلاد دستورًا جديدًا عام 1984م، لكن الدستور الجديد لم يمنح السود أي حقوق سياسية مما أدى إلى أعمال العنف في مدن السود. ومنذ عام 1986م طبقت دول السوق الأوروبية ودول الكومنولث والولايات المتحدة حظرًا تجاريًا في بعض السلع على جنوب إفريقيا. وكان الهدف من ذلك إجبار حكومة جنوب إفريقيا على إلغاء سياسة التمييز العنصري. وبعد تنحي الرئيس بوتا عن الحكم لسقمه اختير دي كليرك خلفًا له في سبتمبر عام 1989م. وفي ظل حكومة دي كليرك أسرعت الحكومة نحوالإصلاحات السياسية، فحملت الحظر عن حزب المؤتمر الإفريقي وأطلقت سراح بعض السجناء السياسيين ومنهم نلسون مانديلا. وبدأت الحكومة الحوار مع أحزاب المعارضة حول مستقبل البلاد. وفي عام 1991م أعرب دي كليرك عزمه على إلغاء ما تظل من قوانين الفصل العنصري. ففُتحت المدارس لجميع الأجناس، وكذلك أنواع الرياضات المتنوعة. كما أعرب دي كليرك عن تكوين حكومة متعددة الأعراق، وعن حق جميع الأعراق في التصويت.


جنوب إفريقيا في التسعينيات من القرن العشرين أصبحت ذات نفوذ نظرًا لاعتدال قادتها مثل نلسون مانديلا (إلى اليمين)، و. دي كليرك (وسط الصورة). جنوب إفريقيا اليوم. بدأت المفاوضات في عام 1991م بشأن الدستور الجديد بين حكومة جنوب إفريقيا وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي والمجموعات الأخرى. وفي شهر يوليو1993م خصَّصت لجنة المفاوضات متعددة الأحزاب شهر أبريل 1994م موعدًا لإجراء انتخابات غير عنصرية في جنوب إفريقيا، وقدمت مسودة الدستور الجديد الذي ينص على إنشاء مجلسين للبرلمان، وهما الجمعية الوطنية المؤلفة من 400 عضوومجلس شيوخ يأتي أعضاؤه من الهيئات التشريعية الموجودة في الأنطقيم.

وكان تشكيل المجلس التطبيقي الانتنطقي غير العنصري قد منح المؤتمر الوطني الإفريقي سلطة رسمية لمراقبة أعمال الحكومة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات.

وقد حدثت معارك أثناء فترة المفاوضات بين مجموعات السود المتنافسة في البلاد، اغتال خلالها الآلاف ولا سيما بين أعضاء المؤتمر الوطني الإفريقي، وحزب انكاثا الذي تُشَكّل قبائل الزولوأكثريته ويتزعمه گاتشا مانجوسوتوبوتولـِزي.

رؤساء وزارات ورؤساء جنوب إفريقيا
الاسم تاريخ تبوؤ المنصب
لويس بوتا 1910-1919م
جان سمطس 1919-1924م
ج. ب. م هيرتزوج 1924-1939م
جان سمطس 1939-1948م
د. ف. مالان 1948-1954م
ج. ج. ستريجدوم 1954-1958م
د. هـ. فيرفورد 1958-1966م
ب ج. فورستر 1966-1978م
ب. و. بوتا 1978-1989م
ف. و. دي كليرك 1989-1994م
نلسون مانديلا 1994-1999م
ثابومبيكي 1999م - 2009

وقد أجريت بالعمل لأول مرة انتخابات حرة في شهر مايو1994م اشهجر فيها البيض والسود وفاز فيها نلسون مانديلا ليصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا التي ظلت خاضعة للفصل العنصري لمدة ثلاثة قرون. شكل مانديلا حكومة ضمت أعضاء من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي والحزب الوطني وحزب أنكاثا. وبعد إقرار الدستور الجديد انسحب الحزب الوطني من حكومة الوحدة الوطنية وأصبح الحزب المعارض الرئيسي في جنوب إفريقيا.

وفي عام 1996م، أقرت جنوب إفريقيا دستورًا جديدًا، وقد تضمنت فصوله كثيرًا من مواد الحقوق والحريات. ومن هذه الحقوق: حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية الممارسة السياسية، وغيرها من الحريات. كما كفل الدستور مساواة كاملة في الإسكان والتعليم والرعاية الصحية وغيرها. تخلى نلسون مانديلا عن زعامة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وأفسح المجال لنائبه تايومبيكي ليصبح رئيسًا للحزب.

وفي عام 1999م، فاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بمعظم مقاعد البرلمان (266 من 400 مقعد)، وانتخب أعضاء البرلمان مبيكي رئيسًا للبلاد.

سببت متلازمة عوز المناعة المكتسب (الإيدز) معضلة لجنوب إفريقيا في تسعينيات القرن العشرين الميلادي. فقد تفشى السقم بين سكان جنوب إفريقيا أكثر من تفشيه في أي دولة أخرى. وبحلول عام 2000م، أصيب نحو10% من سكان البلاد بفيروس عوز المناعة المكتسب.

المصادر

  1. ^ "جنوب إفريقيا، تاريخ". الموسوعة العربية الكاملة. Retrieved 2009-04-17.
  2. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Thulamela

وصلات خارجية

  • [1]
  • South African History Online
  • SouthAfrica.info. Accessed 12 February 2005.
  • South Africa Government Online. Accessed 20 February 2005.
  • Dr Cyril Hromník on research into ancient history of Africa - an article written by Maré Mouton.
  • "The History of Apartheid in South Africa" - an article written by a student at Stanford
  • "The Museum of The Apartheid" - the travel-blog of a motorcyclist around the world
  • - a public-release document of the Afrikanerbond (formerly Afrikaner Broederbond): think-tank which influenced policies of separate development in South Africa
  • Full text of the UN convention
  • South Africa,عشرة years later from National Public Radio
تاريخ النشر: 2020-06-04 08:29:15
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, تاريخ جنوب أفريقيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

علي جمعة: الجنة لن يدخلها مسلمين فقط.. المسيحيين أيضًا

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-12 15:22:12
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

بعد اتهامها بقتله قهرًا.. بوسي: طليقي مات في السجن

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-12 15:22:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

موعد عرض مسلسل الكبير أوي 8 الحلقة 2 على قناة on - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-12 15:20:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

أحمد حسن يشارك في سحب قرعة دوري أبطال أفريقيا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-12 15:22:04
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية