الطب الشعبي

عودة للموسوعة

الطب الشعبي

الطب الشعبي قديم قدم الإنسان على هذه الأرض وقديم قدم السقم الذي أصاب الإنسان وصحته.

الإنسان والسقم

السقم يتأتى من:

1- عدم العناية وسوء السلوك.


2- فقدان التوازن بين العمل والراحة.


3- الإفراط في نوع معين من المأكولات أوالمشروبات وعدم وجود التوازن فيما يدخل للجسم ويخرج منه.

4- فقدان التوازن الطبيعي الموروث فيما يخص محتويات الجسم من مواد أساسية وأملاح وفيتامينات وهرمونات وعوامل نمومختلفة وخمائر.

5- عدم تطابق مائدة الفرد أوالعائلة مع المائدة الطبيعية والمائدة الربانية في جميع موسم من مواسم السنة.

6- وقوع الإنسان في كارثة أوتعرضه لحادث أوالهجمات أولأي أذية تؤدي لفقدان صحته بما يمنعه من ملاحقة أفراد عائلته أوالعشيرة.


أول صيدلية

كانت الطبيعة أول صيدلية للإنسان استفادت منها الحيوانات أولاً قبل الإنسان ، بما فيها من نباتات وبما فيها من قوى شافية لمعالجة أمراضها أوالوقاية منها.

وإذا كان الإنسان في بدايته مترحلاً فكان لصيدلية الله فرع في جميع مكان.


أساس الطب الشعبي

لقد سبقت الحيوانات الإنسان في الابتلاء بالأمراض فكيف دبرت أمرها،يا ترى؟ وكيف من الممكن أن استفاد الإنسان من خبرة الحيوانات وتجاربها؟. فالطب الشعبي مبني على قواعد وظيفية (فيزيولوجية)وحيوية (بيولوجية) للمحافظة على الجسم وصحته وهذه القواعد ليست محددة أومقيدة بحدود جغرافية. والطب الشعبي –منذ القدم- يسعى لوقاية الجسم كلياً من الإصابة بالأمراض بالاعتماد على هذه القواعد والأسس يزعم البعض حتى الطب الشعبي هومجموعة حكايات وأساطير يقصها الشيوخ والسقمعات. والحقيقة لا يمكن تسرّب مثل هذه الحكايات إلى الطب الشعبي ،كما إذا الإنسان أسير التجربة والنتائج الناتجة عنها.

المدنية الحديثة وأعبائها

لقد اتىتنا المدنية الحديثة بمتطلباتها وأعبائها بكثير من الأمراض الجديدة والأسس الطبيعية في الطب الشعبي تساعدنا في مكافحة هذه الأمراض المستجدة فالمدنية لم تخلق قوانين جديدة للفيزيولوجيا أوالكيمياء البيولوجية والطبيعة هيئت جميع شيء ومنذ البداية وحضرت جميع شيء لجسمنا لما يلزمه لوضعه في توازن مثالي.

مهمة التطبيب

موضوع السقم ومهمة التطبيب هي موضوع إعادة التوازن إلى الجسم بعد اختلاله بقصد أوبدون قصد والطب الشعبي هوالذي يرشدنا إلى طريق الطبيعة فمشكلتنا نحن نميل إلى الظن بأننا نعهد الكثير عن الجسم ونعهد الطريق للاحتفاظ به على أحسن حال وهذا إلى حد ما سليم. لقد اكتشف أسلافنا أسس الطب الشعبي في النباتات الشافية التي كانت تقصدها الحيوانات لسوء الهضم أوبإحدى الحميات أوالجراح أو...الخ ، إلى غير ذلك تعهدوا إلى أهمية هذه النباتات من مراقبتهم الحيوانات وأخذوا يستفيدون منها بما فيها من قوى شافية (عوامل فعالة أونشطة).


كيف تستدل الحيوانات على هذه النباتات؟

نطقوا إذا الحيوانات تستدل عليها بالغريزة عادة خطأ وهنا نسأل أليس للحيوان تفكير ،يا ترى؟ أوليس لها ذاكرة؟

لقد ساعدنا الرعاة بملاحظاتهم للحيوانات عند ابتلائها بالآفات والأمراض والأذّيات ، في الحصول على خزين من المعلومات عن النباتات الشافية. فمالذي يعمل الحيوان حينما يسقم:

أ- ينشد حالاً العزلة والراحة التامة.

ب- ثم يعمد على معالجة سقمه على نباتات ينتقيها من حشائش الطبيعة.

ج- الاعتماد على الهواء النقي.


وأمور أخرى ونذكر فيما يلي بعض الأمثلة من سلوك الحيوانات حين تصاب بعارض سقمي:

1- يبحث الدب في الأرض بأظافره مفتشاً عن جذور نبات السرخس ليأكله.


2- تقود دجاجة الديك الرومي صغارها إلى عشبة خاصة لتأكل من أوراقها الحريفة الطعم لتقيها من البرد.


3- الحيوان الذي تلسعه أفعى سامة يسرع في التفتيش عن عشبة خاصة فيأكل من جذورها الحاوية على مادة مضادة لسمِ الأفعى .

4- والحيوانات التي تصاب بالحمى ترقد في أماكن ظليلة باردة بالقرب من مصدر ماء وتشرب منه وتمتنع عن الأكل حتى تزول منها الحمى.

5-أما الحيوانات التي تصاب بروماتيزم المفاصل فتلجأ إلى الأماكن الدافئة بحرارة الشمس فلا تغادرها حتى تخف أعراض الحمى.

6- قيل إذا الثور يميز بطريق الإلهام (الغريزة )بين الحشائش فيعهد ما يوافقه منها فيرعاها ومالا يوافقه فيهجرها بالرغم من جوعته وحيوانيته.

7- لوحظ إذا كثير من الدواب إذا أكلت نبات الدفلي في ربيعها أضرّ بها.

8- قيل إذا ابن عرس إذا أراد قتال حيّة شرسة التجأ إلى نبات الشذاب فيأكل منه ليحميه من هذه الحية.

9- لا حظ إذا الحيات حينما تخرج من أوكارها بعد فترة الشتاء تبحث عن نبات الشمر فتأكل منه فتمضى الظلمة العارضة لإبصارها.

10- إذا الخطاطيف إذا سقمت أعينها تلجأ إلى حشيشة معينة فيمضى ما أصابها من سقم وألم.

11- الذئب إذا لدغته حية يعمد إلى جذور الترياق فيمضغها فتشفيه.

12- وفأر المسك يضمد جرحه بصمغ الشوكران ويعمل مثل الدب أيضاً وقد يغطي الجرح بنبات التنور الأبيض وغيرها يغطي جرحه بالطين.

13- القردة تحشوالجرح بأوراق النباتات العطرية لأن ما فيها من الزيوت الطيارة يطهر الجراح.

14- الدب الوحشي إذا سقم يأكل من ثمر العليق ليعقب إسهالاً ويمتنع عن الطعام.

15- إذا أصيبت الحيوانات آكلة العشب بالإسهال فإنها تقضم لحاء الأشجار فيوقف الإسهال بما فيه من التانين (القابض).

16- وذوات القرون تبحث طويلاً عن الماء الجيري (الكلسي ) والينابيع والحفر المملوءة بالأملاح المتخلفة من صناعة الفوسفات في أمريكا الجنوبية لأن هذه الأملاح تساعد الإناث على حملها وتساعد نموالقرون.

17- الطيور تبحث عن الجير (الكلسي) فتلقطه وهويساعد على تكوين قشرة البيض وإذ عزّ وجود الجير تهاجر إلى شطآن البحار لتلتقط فتات المحار والأمثلة كثيرة.


هذه أمثلة تبين حتى الحيوانات قد ألهمتها الطبيعة حتى تتداوى من أمراضها ببعض النباتات الدوائية حتى إذا جربها الإنسان ونفعته صارت في العهد والتجربة دواء ناجعاً.


المصادفة والمشاهدة

إلى غير ذلك تظهر أهمية المصادفة والمشاهدة على الإنسان: فإذا اضطرته الصدفة أكل نبات أوتذوق عشبة فأثرت عليه تأثيراً خاصاً كإسهال أوإمساك أومغص أوقيء أونوم أوهبوط ...الخ كان ذلك بمثابة إعلان عن هذه الصفات الطبية لهذه النباتات. كما وقع حينما تذوق الخس في الصباح وشعر بعده بالراحة والانسجام والهدوء فكرر التذوق وتكرّر معه نفس الشعور وكان ذلك مبدأ استخدام الحشيشة واستعمالها في إضعاف الإرادة من أجل أغراض معينة.


وهناك أمثلة كثيرة تعتبر الصدفة فيها عاملاً مهماً:

أ- لوحظ إذا الأرغوث الذي ينموعلى الشوفان بصورة طفيلية ، حدوث أعراض في الجلد والأطراف والحمل ، وظهر أنها من اختلاط هذا الطفيلي بدقيق الشوفان وأصبح الأرغوث بعدها مادة طبية.

ب- يحدث عند أكل نبات معين عرض كالإسهال أوالإمساك أوالإجهاض أوالألم مما يفيد في تحديد صفات هذا النبات ويميل الناس إلى الوسائل الطبيعية المجربة التي تثبت فوائدها ولا يميلوا إلى تجربة الجديد والتجديد وهذه غريزة الطفولة ونحن نحتاج إلى غرائز الطفولة المولودة للتغلب على مضاعفات الحياة المدنية الحديثة. فالعودة إلى القواميس الطبيعية كما نشاهدها عند الأطفال والحيوانات ...والذين يعهدون كيف من الممكن أن يتتلمذون على النحل والطيور والقطط والكلاب والماعز والعجول والبقر والثيران والخيول يمكنهم حتى يتزودوا بمعلومات طبيعية فيزيولوجية وبيوكيماوية لا وجود لها في خط الطب المدرسية.

نشأة الطب الشعبي

لاحظ الإنسان الأعشاب الزكية وتمناها لغذائه أويتخذ منها عطراً ليملأ نفسه انشراحاً. لما لاحظ حتى هناك نباتات لا يقربها طير ولا يرعاها حيوان. تحيّر في أمرها !وكان من ملاحظاته حتى أغنامه رعت كلأً ولم تمضِ سويعات حتى اعتراها الإسهال. وتكررت الملاحظة. وفي أحد الأيام انتابه الإمساك وكان شديداً فأقض مضجعه وتذكر العشب المسجل فمضى إليه وهوفي خوف. بترت يديه بعض وريقاتها ومضغها بحذر وكان سروره حين اتىه الإسهال. وزال عنه كابوس الإمساك. وبالتأكيد حمل البشرى إلى عشيرته. وبذلك اكتشفت خواص السنامكي وذاع استعماله.

تكررت المشاهدات وتعددت النباتات وكثرت المحاولات والتجارب. وكم كان بعضها مربكاً وقاسياً. بدأ حكماء العشائر يجمعون هذه النباتات ويحتفظن بنتائجها وصفاتها ليُداوا بها السقمى. وحدثا كثرت هذه المعلومات وزادت عن الحصر الذهني وخُشيَّ عليها من النسيان أويموت صاحبها بدأت الحاجة إلى التدوين الرقمي. فظهرت أول الخط الطبية. إذا أقدم التنطقيد الطبية هي من الصين وبلاد سومر ما بين النهرين ومصر والهند (أما أوربا فكانت في عصور الظلمة).

ففي الصين (في حوالي 3000 إلى 2730) سنة قبل الميلاد ألّف الإمبراطور الصيني ش نونغ موسوعة تحوي على /375/ علاجاً عشبياً منها عشبة الجنسج(Gensing) ونبتة الأفيون ونبتة الافدرا.

والمخططات السومرية (2500سنة ق.م) تعددّ كثيراً من الأدوية التي ترتكز على النباتات كما حتى بعض المخطوطات (حوالي 2200سنة ق.م) تسجل ألف نبتة طبية. وفي حوالي (2500سنة ق.م) عدد الآشوريون /250/صنفاً من النباتات الطبية.

كما حتى حمورابي (الذي حكم من 1728-1686ق.م) ذكر الكثير من النباتات الطبية. وبالنسبة إلى مصر فإحدى أوراق البردي الأثرية المحفوظة بمتحف برلين توضح بجلاء أول كتاب طبيّ وضعه الملك أتوتيس خليفة الملك تارمر(حينا). وممن نبغ في الطب الشعبي هوالوزير (امنحوتب) وقد عظمّه المصريون وجعلوا تمثاله رمزاً لإله الطب وكان في أيام الأسرة الثالثة قبل المسيح بنحو3500 وكان عالماً بالفلك والكيمياء والهندسة ولد في غنخ تاوي وكان وزيراً للملك زوسر وكان كبير الأطباء ورئيس الكهنة . وفي زمن الملكة حتشبسوت أوفدت بعثة إلى بلاد بنت(الصومال واليمن )مكونة من أسطول من خمس سفن كبيرة وتسع سفن صغيرة لاستجلاب بذور نباتات المر والصنل والخشخاش وغيرها من النباتات الطبيعية المهمة وزَودت البعثة بهدايا نفيسة إلى ملك (بنت) وكبار مملكته وقد جلبت هذه البعثة حوالي /32/نباتاً . وفي عهد تحوتمس الثالث أُدخلت زراعة الرمان والزيتون والقرطم والعنب وكثير من النباتات الطبية والعطرية . وتدل آثار "بني حسن" و" دهشور" وما حوته كثير من المقابر المصرية القديمة من نباتات طبية وعطرية ومما يل بعضها :" آس ،أفسنتين، بردقوش، بصل الفأر، بلوط ،بيلسان ،توت ،تين ،ثوم ،جاوي،جوز ، حبة سودة، قميض ، حشيش ،حناء، خروع، خشخاش ،ختميّة ،زعفران ، زنزلخت، زيتون، سليخة ،سماق ،شنبل ،سمسم ،سنط، سنامكي ،شبت، شعير ،شمر ،شوكران، شيبة، صبّار، صفصاف، صنل ، ضرو، عرعر ، عنب، غار، فلفل أسود، قصب النديرة، قرطم ،قرفة ، كافور ،كتان ، كراوية ،كرفس كزبرة ،كمون، لوتس ،لوز،ليمون،مصطكي، مر، صيعة، ونجبيل ،فردين" . لقد اهتم القدماء المصريون بالنباتات الطبية وكانوا يؤلهون النيل ويسمونه "هابي" إي المحسن لمصر وقد حملوه إلى مصاف الآلهة . وكان الإله "رع" أو"آمون رع" هوخالق النباتات . وفي الأساطير المصرية إذا هذه النباتات هي الدموع التي تسقط من عيون الآلهة أوالريق الذي يخرج من أفواههم فإذا دمعت عيون "حوريس" نبتت روائح زكية أما دموع "رشووتفنوت" ابن وابنة الشمس فتتحول إلى أشجار البان أما الريق الذي يخرج من "رع" فيخلق البردي. ولقد اشتهر القدماء المصريون باستخدام النباتات الطبية في البخور والعطور وكانت هي الطقوس الأساسية في ديانتهم . فكان الكهنة يحرقون البخور لكي يطردوا الشياطين والأرواح الخبيثة وكانوا يطلقونه حين الاستعانة بالآلهة واستعطافاً لها ،وكانوا يعتقدون أنه يساعد الروح في صعودها الأخير ... تعود تفاصيل الطب المصري إما إلى ما ذكره فهماء اليونان في خطهم عن علوم المصريين القدماء وذكروا النباتات التي استخدموها والمركبات الطبية التي أخذت عنهم ومن هؤلاء الفهماء اليونان ديودور وهيرودوت وسترابون وأرسطو، ديسكوريدس ، وثيوفراستوس . أوإلى الخط المصرية التي بقيت من عهد قدماء المصريين وهي المعروفة بالقراطيس الطبية ، وأشهر هذه القراطيس:

قرطاس برلين الطبي Berlin papyrus:

وجد هذا في حفائر سقارة وهومكون من عشرين صفحة وقد ذكر جالينوس هذا القرطاس حينما خط عن قدماء المصريين وتوجد فيه صفات مراهم ، وحقن شرجية ومركبات معظمها من النبات تطرد الديدان والمغص والحمى والقيء وأمراض القلب .

قرطاس هيرست Herst's papyrus:

وجدته بعثة هيرست في دير البلاص وقد أعطاها إياها أحد الفلاحين وهومن أيام الملك أحينوفس الأول وهومشابه لقرطاس إيبرس وقد تكررت فيهما بعض الأوصاف والمركبات. ويقسّم العلاج في هذا القرطاس حسب أعضاء الجسم ويضم طرقاً لطرد الأرواح الشريرة وتعزيمات سحرية تقرأ على الأدوية حين تحفيزها وكانت تضع المراهم في ذلك الوقت من الدهن وزيت الزيتون وقد ذكر طرقاً لعلاج الأسنان والثدي وكسور العظام والمثانة وعضة التمساح ونهش الحيوانات البرية ،كما حتى فيه طريقة لاستعمال دم الثور في معالجة الاتيميا في هذا القرطاس وفيه وصف لترطيب حبوب ولُبَخ ومكمدات ومساحيق وحبائر.

قرطاس لندن:

وهوقرطاس صغير يحوي على أوصاف مكمدات ولبخ ودهانات وتعزيمات سحرية ومعظم مركباته من الشعير والخس والعسل وخروب ولُبَن الجُميز وطلع النخل والدهن والرصاص الأبيض والحنظل والهلليليج والسلفون والأنتيمون.

قرطاس ايبرس George Ebers papyrus:

وايبرس هومن أعظم الفهماء والمؤرخين وهوفنان وأديب وقصيص وهومؤلف رواية (وردة) في تاريخ قدماء المصريين وله باللغة الألمانية كتاب مصر الحديثة والقديمة وهومن أبدع الخط العالمية وفي سنة 1870م اقتنى إيبرس في مصر ملفاً بردياً طوله (60) قدماً وهومقسم إلى أجزاء ولكل جزء رقم خاص ويبدأ جميع قسم منه بالحبر الأحمر ثم بالحبر الأسود وقد خط هذا القرطاس بنحو/1550/ سنة قبل المسيح(أي أنه خط في عصر النبي موسى) . وقد رتبت الوصفات الطبية فيه حسب ترتيب أعضاء الحسم . وهويحوي على /877/ هجريباً طبياً لعلاج : البرص والجذام والديدان والرمد والجروح والدمامل وأمراض النساء ولإبادة الحشرات والعقارب والثعابين والفئران ولعلاج الشعر وتربيته وتقويته ومنع سقوطه ومنع الشيب ولفطرية الجلد وقد ورد فيه عدد كبير من النباتات كالخروع الذي وصف لعلاج الشعر والإمساك واستخدم زيته دهناً ومرهماً ونشارة الأبنوس للجروح وأبوالنوم والتمر هندي والبردي والتين والجرجير واللبن الجميز والحناء وخناق الذئب والصمغ والصفصاف والسعد والسفط وزيت الزيتون والهليلج والعسل وغير ذلك وكذلك في قرطاس إيبرس نجد قطرات للأنف وغرغرة ولبخ وكحل وبخور وغسيل للأذن ودهانات للشعر ومراهم .


قرطاس أدوين سميث:

عُثر على هذا القرطاس سنة 1860 وترجمه العالم بريستبد وهويرى أنه خط منذ خمسة آلاف سنة وإنه من تأليف أمنحوتب ،طول هذا القرطاس /4.7/م وقد تمزق منه حوالي نصف متر وفيه نجد شرح بعض الأمراض وعلاج الكسور والجروح والقروح وبعض التعريفات الطبية ووصفات لإرجاع الشباب . ومما يجب ذكره هوحتى في خط الطب المصري ذكرت نباتات وهي لا تزال تستعمل لنفس الأمراض ونفس الطريقة في الطب الشعبي المصري والعطاري وإذا قدماء المصريين هم أول من استخدمها.


العرعر: مدر للبول في أمراض الكلى والمثانة والحصى ولأمراض القلب ومسكن للأوجاع وقد ذكر في قرطاس ايبرس وهيرست.

الحنظل: مسهلاً وطارد للديدان (ايبرس).

البوظة: مدراً للأمعاء وفي الحمى (ايبرس وهيرست).

الصمغ: قابضاً في الإسهال (ايبرس).

بذر الكتان: للآلام وللأورام والتهابات من الظاهر (ايبرس).

كبريت العمود: للجرب.

الخشخاش: لتسكين الألم ولمغص شرباً وموضعياً (ايبرس).

قشر الرمان: لطرد الديدان.

والمر والنعناع واللبان والعمص وزهر اللوتس والتناوشق.

أما الطب الهندي فيعود إلى (3500 سنة )قبل الميلاد وكانت له صفة رسمية في الخط الهندوسية الأربع المقدسة. ونجد حتى الآن تعاليم الطب الهندي تمارس في آلاف المستوصفات وفيها أكثر من (8000) علاج نباتي المصدر وهومنتشر في جميع جنوب شرق آسيا. ثم اتى الأغريق وكان من أبرزهم أبقراط (459-370ق.م) وكان أشهر الأطباء وفي العصور القديمة وفد سافر إلى بلدان كثيرة باحثاً ومزاولاً مهنة الطب وقد هجر حوالي (4000)دواء وعلاج طبي من أصل نباتي ومنهم أيضاً ثيوفراستونس (371-287) وهوتلميذ أرسطو،واسكندر المكدوني (356-323ق.م) وكان مغرماً بهذه النباتات وبعد تأسيس كلية الطب في الاسكندرية (332ق.م) بدأ تلاميذ الطب يأتون من اليونان وقد سافر فهماء الطب مع الاسكندر إلى الهند .ثم اتىت الدولة الرومانية وقد ألف إلدر الروماني بعد عام 323ق.م /37/ كتاباً ثمانية منها تبحث عن النباتات الطبية. وفي القرن الأول للميلاد (77م) وصف ديسقوريدس (وهواغريقي ولد في الأناضول )ألف الموسوعة الطبية وهي تحوي حوالي 500نبات طبي وقد بقيت هذه الموسوعة لمدة (1500)سنة هي المرجع الأول وقد عاصر بليين الذي ألف كتاباً كبيراً عن التاريخ الطبي ذكر فيه ألف نبات ، وفي سنة 130م ولد جالينوس (130-200م) في مدينة برغام في آسيا الوسطى وبدأ حياته كطبيب في مدرسة الاسكندرية ثم أصبح الطبيب الخاص للإمبراطور الروماني (ماركوس أوريليوس) في روما ،استفاد جالينوس كثيراً من تعاليم ابقراط ونشر معلوماته في /11/مجلداً ، وأصبحت كتاباته الأساس لعلوم الطب لعدة قرون وهومؤسس فهم الصيدلة الجالينوسية. ثم أشرقت شمس الدولة العربية وقد اهتم الأطباء العرب كثيراً بالعقاقير الطبية وتابعوا تعاليم أطباء اليونان والرومان وزادوا عليها ملاحظاتهم وكان هذا الأساس للممارسة الصيدلانية وخطوا خطهم وتمكنوا من نشرها في بلدان البحر الأبيض المتوسط في القرن /7/ بعد الميلاد ثم نشروها في جميع أنحاء أوربا بعد مجيئهم إلى اسبانيا ومن أعلام العرب.

1- جابر بن حيان (700-765م) وكان أكثر بحوثه في الكيمياء.

2- الرازي (865-925م).

3- ابن سينا (980-1037م) .

4- ابن البيطار (1197-1249م) .

5- ابن بطوطة (1304-1319م) وقد وصف كثيراً من النباتات الطبية والعطرية في أقاصي الشرق.

6-داوود الأنطاكي تذكرته في أواخر العهد العربي ثم اخذ يظهر الغرب.

ويعتبر أبوبكر الرازي (865-925م) أول طبيب عربي استخدم الترجمان وقد قضى فترة كطبيب ومفهم في مشفى بغداد وهويعتبر الطبيب السريري الرائع ووضع عدة خط منها " كتاب المنصوري" وهوفي /24/مجلد للعلوم الطبية وفيه عدد من الوصفات الطبية النباتية. ويعتبر ابن سينا (980-1037) أشهر الأطباء وقد اشتهر وعمره/17/عاماً ثم وصلت شُهرته بغداد وخلال عمله في أصفهان (خلال 7سنوات) أكمل كتابه " قانون الطب" في فهم العقاقير والأدوية وفيها يصف /811/مادة طبية نباتية ودواء يشرح تأثيراتها في الجسم ونباتات طبية تعود إلى أصل هندي وصيني وتبتي وفارسي وشرقي وقد استخدم الزئبق إلى جانب النباتات والأعشاب وكان على فهم جيدة بالكافور والبابونج والخزامى والسنامكي والراوند.

ثم اتى الغرب الذي أخذ يتدرج في فهم أبرز خواص العقاقير واستخلاص موادها الفعالة وزيوتها العطرية ثم تحليل سرها وتأثيراتها من الناحية العلاجية. وقد صاحب النهضات الفهمية وثبَات اقتصادية وكثير من الحروب كان المهم فيها الاستحواذ على تجارة العقاقير والتوابل والعطور واحتكار بيعها ونقلها. فبعد حتى ظلّت هذه التجارة بيد الفينيقيين دهوراً عدة خلفهم العرب وكانت في قوافلهم تنقل العطور والعقاقير من الهند وبلاد البحرين وأفغانستان وإيران إلى مصر وأوربا ثم تصدت البرتغال وانتزعت هذه الكثير من أيديهم وورثتها هولندا وأول كتاب طبي كُتب عن الأعشاب خطه لييش باللغة الإنكليزية مابين (900-950م) وفي القرن التاسع بعد الميلاد تأسست أول مدرسة طبية في مدينة سالرنوفي القرن الرابع عشر والخامس عشر كانت في مدينة مونتبليه مدرسة طبية في فرنسا وكان وليم تيرنر (1551-1568م) أول طبيب إنجليزي يدرّس الأعشاب بشكل فهمي. وأول كتاب طبي عن الأعشاب صدر عن جيرارد سنة (1597م) في مجلدين مليئين بالرسوم وفي سنة (1652م) أصدر كولبير كتاباً عشبياً كانت أهميته أكثر من كتاب جيرارد. وفي القرن (14م) صدرت خط عن فهم الطب عند شعب الأزتيك (في أمريكا الجنوبية) وقد أتلف معظمها من قبل الإسبان وفي سنة (1514م) كان هيرنانديز أول طبيب لجزر الأنديز وقد خط عن فهم الطب عند الازتيك وفي عام (1552م) صدر كتاب مع رسوم توضيحية عن طبيبين مكسيكيين يشرحان النباتات التي استخدمها الأزتيك. وفي القرن (17م) اعتمد المهاجرون إلى أمريكا الشمالية على كتاب الأعشاب الطبية لكوليير وكانوا قد أحضروا معهم نباتات أوروبية كما استخدموا نباتات معروفة عند الهنود الحمر ، وفي سنة (1718م)بدأ الكنديون تصدير نبات (الجنسنغ) إلى الشرق للتعويض عن النقص في الإنتاج الصيني. استمر التقدم في فهم الكيمياء والفارموكولوجيا في النصف الثاني من القرن (19م) أصبح فهم الصيدلة النباتية فراً فهمياً قائماً بحد ذاته ونتيجة للتقدم الطبي الفهمي عاد الاهتمام من حديث في النباتات والأعشاب الطبية لفائدتها من الناحية الشفائية وقد نشرت جمعية طب الأعشاب البريطانية بين (1976-1981) مجموعة الأدوية الصيدلانية النباتية البريطانية ويوجد في بريطانيا اليوم "المؤسسة الوطنية للمعالجين بالأعشاب" وهي جمعية معترف بها رسمياً ويشرف على تدريس وتمرين المعالجين بالأعشاب ضمن برامج تمتد إلى أربع سنوات فينال منها الناجحون دبلوماً يخوّلهم الحق في المعالجة بالأعشاب والنباتات بشكل رسمي والانضمام إلى عضوية الجمعية. كان الطب العربي في نشأته ، والتطبيب في بداية عهده معتمداً على المشاهدة الناتجة عن المصادفة أوملاحظة الحيوانات كما بينّا فيما تجاوز . ومن ثم تعاودت التجارب وتكررت وبيّنا كيف من الممكن أن أخذت المعلومات المتراكمة بالتدوين الرقمي عند شعوب مختلفة.


الإلهام مصدر الحضارة الطبية

إلاّ حتى الإلهام كان طريقة أخرى للحصول على معلومات ومصدراً للحضارة الطبية منذ كان من ضمن رسالة الأنبياء والإرشاد والتوجيه الصحي . ويعتبر ادريس أول من مارس الطب ثم اتى سليمان بخبرته ومعهدته بمنافع النباتات وتأثيرها العلاجي ثم ذكر داوود عنايته بالصحة والإرشاد في سبيل المحافظة عليها ثم اتى موسى ووضع قواعد ثابتة في الصحة وسلامة الأبدان ثم اتى لقمان بوصاياه في الصحة وتوجيهاته في العلاج أما عيسى فقد أشار القرآن إلى شفاء الناس على يديه:" وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله" كانت الفوضى سائدة في بلاد العرب قبل الإسلام وبمجيء محمد صلى الله عليه وسلم بُعثت روح جديدة في الطب فاتىت أحاديث شريفة موجهة لصحة الأبدان لتمكينها من عبادة الأديان (فكانت القاعدة صلاح الأبدان قبل صلاح الأديان) وله أحاديث في الطب النباتي (راجع خط الطب النبوي). كما حتى في القرآن الكريم آيات بينات فيها توجيه إلى الصحة والشفاء والاهتمام بالغداء عامة والنباتات خاصة. وكان لفهماء العرب مؤلفات طبية وهي في حقيقتها كانت قواميس عن النباتات الطبية والأغذية العلاجية وتعتبر هذه القواميس مراجع عربية في الطب والتطبيب ومن أمثلتها:

- كتاب" منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان" لابن علي يحيى بن حزلة البغدادي المتوفى سنة 493هـوهويمثل ما وصلت إليه الثقافة الطبية في تجربة الأدوية مفردة ومركبة في القرن الخامس الهجري.

- كتاب " الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لعبد الله بن أحمد الأندلسي المعروف ابن البيطار والمتوفى سنة 646هـ.

- كتاب "المعتمد في الأدوية المفردة" للملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني الهجرماني المتوفى سنة 694هـ.


لقد نطق رسول الله (ص) " ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء " (أوشفاء).

ولقد كان الجهّال يظنون حتى جميع الأمراض التي تصيبهم كلها من قبل الشيطان وعمل الروح الشريرة لذا كثر السحر وانتشرت التعويذات وسادت الخرافات إلا إذا الله سبحانه وتعالى قد ألهم الإنسان منذ النشأة الأولى البحث عن الطعام والغذاء من أجل البقاء والشفاء لأن الشفاء والبقاء من مكونات الطعام والغذاء. وقد أثبتت بالدليل القاطع حتى المملكة النباتية غنية بمنتجاتها الثانوية ذات الطعم المر والرائحة العطرية متميزة بنشاطها الحيوي وتأثيرها الفيزيولوجي علاجاً ضد معظم الأمراض المستعصية التي تصيب البشر والحيوانات الأليفة والطيور الداجنة. لقد بعث الله الأنبياء والرسل على بني الإنسان لهديّ الناس وإنارة الطريق وحث الناس ليس فقط للعبادة بل للتأمل في مكونات الكون والعمل على مواصلة البحث لفهم أسرار هذا الكون وما يحتوي من كنوز نباتية ومعدنية يمكن الانتفاع بها والاستفادة منها. ولقد قامت حضارات متعاقبة وثقافات متباينة لكثير من الأمم حافلة بالتجارب الميدانية مليئة بالمشاهدات وخاصة في علاج الكثير من الأمراض بواسطة تناول الأعشاب الشعبية البرية والنباتات العطرية التي تعهد بالأدوية ذات الوصفات البلدية. وإضافة إلى التطبيب والمعالجة على أيدي الأنبياء والرسل التي أوصى الله بها إليهم (المسماة بالأدوية الإلهية) وقد نطق سيدنا محمد (ص) " لكل داء دواء" وقد هدى الإنسان إلى الشفاء فتناول النبات والغرس ذات الإفرازات الطبية والمواد الأولية المتميزة بفعاليتها الدوائية وسرعتها العلاجية (والتي تسمى بالأدوية الطبيعية) الناتجة من الأعشاب البرية والنباتات المزروعة والمسماة باسم " النباتات الطبية والعطرية" . لذلك انتشرت استعمالاتها ودُونت فعاليتها عبر القرون والعصور وانتقلت مداولتها وطرق استعمالها من جيل إلى آخر ومن قبيلة إلى قبيلة وهناك أمثلة كثيرة.

أ- استخلاص المواد الفعالة طبياً من نبات الافدرا وخاصة مركب الأفدرين المستخدم في علاج الأمراض الصدرية واحتقان الجيوب الأنفية والربوالشعبي خلال حضارة الصين القديمة.

ب- مركب الخلّين المستخلص من ثمار الخلّة البلدي والمستخدم في علاج المغص الكلوي وتفتيت وتكسير الحصاة الكلسية مع سرعة ادرار البول وتوسيع الحالب وذلك في الحضارة الفرعونية القديمة.

ج- مركب الرسيربين المعزول من جذور نبات الراولفيا فقد استخدم أطباء القبائل في إفريقيا والأطباء الهنود من هذه النبتة لعدة قرون لمداواة سقم عقلي "جنون القمر" وقد تمكن الأطباء البريطانيون وستطاعوا استخلاص مادة الريسيربين من جذورها لمعالجة الأمراض العقلية وبعدها أصبحت هذه المادة مهمة لمعالجة ازدياد الضغط.


لماذا الطب الشعبي

تعتبر الشعوب الشرقية النبات الطعام والغذاء والكساء وكذلك للعلاج (عقاقير) كما حتى بعضها تستعمل كمبيدات للحشرات مثل:

أ- زهرة الأقحوان أوزهرة الربيع أوزهرة المضى فمادة Pyrettrun فقد تم استخلاصها منها واستعمالها حتى داخل المنازل ضد الحشرات فهي أحسن بكثير من مادة D.D.T السامة للإنسان والحيوان.

ب- مادة النيكوتين المستخلصة من نبات التنباك سامة للإنسان والحشرات..

ج- بعض المواد التي هي هرمونات ومضادات حيوية وبعضها ضد الحساسية وبعضها مبيدات الحشرات.

ولأهمية النباتات الطبية والعطرية بين الأمم والشعوب المتنوعة انتشرت زراعتها في جميع بقاع العالم وتنوعت استخداماتها وكثرت الوصفات البلدية لها لنشاطها وفعاليتها الدوائية ولسرعة شفاءها العلاجية من دون مضاعفات ، وقد تم غرس هذه النباتات على ضفاف النيل أثناء الحضارة المصرية القديمة وبين الرافدين دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين خلال الحضارة البابلية والكلدانية.

والآن تقوم شركات ومؤسسات صناعة الأدوية بتمشيط الأقطار البدائية والأرياف في العالم لتحاول فهم وتفسير الطب المحلي في تلك الأقطار. وهناك أمثلة كثيرة كيف من الممكن أن حتى بعض الأعشاب لها تأثيرات شفائية ضد السرطان والتاريخ مليء باكتشافات مذهلة عند بعض الحضارات القديم .

وقد بدأ فهماء الغرب بالنظر بنظرة مختلفة إلى طب الأعشاب منذ بداية السبعينات وعملوا على إنعاش الطب التقليدي واعتبروا هذا نوعاً أوجزءاً من فلسفة العودة الطبيعية. فأخذت كثير من البلدان النامية تشجع إنعاش الطب الشعبي والتقليدي في بلدانهم واستعمال الأعشاب المتنوعة لكونها:

- متوفرة


-زهيدة الثمن.


- تشكل جزءاً من حضارتها.


- كونها جُرّبت على مرّ الأجيال.

- إنها خالية من التأثيرات الضارة والتي توجد بكثرة في الأدوية الصيدلانية المصنعة.

- وبالإضافة إلى أنها تلاقي قبولاً عند السقمى.

وقد تحقق هذا الاهتمام الحديث بالأعشاب الطبية والنتائج المذهلة من خلال عاملين مسرعين:

أ- الشهرة الطويلة لفعالية أدوية من الأعشاب والنباتات وقدرتها على شفاء الكثير من الحالات السقمية.

ب- السموم الموجودة في بعض النباتات والتي اختبرت لأغراض علاجية فإنها يمكنها حتى تقتل ويمكنها أحياناً حتى تشفي ، فالنباتات التي تحوي على السموم تحفز بحوثاً باعتبار ما يُقر بكميات كبيرة يمكن حتىقد يكون نافعاً بكميات قليلة وإليك بعض الأمثلة:

1- لوبيا كالبار Calabar bean:

تحتوي هذه العشبة على منبه قلوي (Alkaloid) تسمى فيزيوستكمين في السائل السام الذي يستعمل لعلاج سقم الدهن العضلي لمعالجة بعض إصابات العين.

2- شجرة (Pilocarpus):

وهي شجرة في جنوب أمريكا وتعتبرها منظمة الصحة العالمية مصدر أبرز الأدوية لعلاج الماء الأزرق.

3- شجرة اكليلية المروج (Spirea):

وهوأساس دواء الأسبرين فمنذ آلاف السنين كان لحاء شجرة الصفصاف الأبيض يستعمل لإزالة الآلام والأوجاع ، وقد استخدم الشراب وعصارة لحاء هذه النبتة لعلاج ازدياد درجة الحرارة والروماتيزم وآلام الأسنان والأذن و[صداع الرأس] والنقرس وقد اكتشف الجزء الفعال في القرن التاسع عشر وسُميّ ساليسين وبعدها تمكن من اكتشاف مشابه وهوحامض السالسيك من عشبة تسمى اكليلية المروج وكان اسمها (Spirea)في ذلك الوقت. وفي عام (1899م) عثر حتى مزيج حامض السالسيك مع حامض الخليك يعطي فعالية أكثر وكان حتى نتج عن ذلك دواء الأسبرين.

4-نبتة الونكة:

وكان لهذه النبتة شهرة في أنها تشفي داء السكري بواسطة محلول أوراقها وهي لا تزال تستعمل في جزر الهند حتى يومنا هذا. قام فريق درس كندي سنة (1950) عن بديل لمادة الأنسولين لعلاج السكري ، وقد جربوها على مصل السكر في دم الأرانب فاتىت النتائج سلبية إلا أنهم وجدوا إذا جميع الحيوانات التي استخدمت للتجارب ماتت بشكل غامض وتبيّن أنها فقدت مناعتها ضد بعض المايكروبات وبعد البحث تبين حتى النبتة أثرت على عدد الكريات البيضاء وعلى النخاع الشوكي لدى الأرانب. وقد صادف حتى إحدى الشركات أعطت خلاصة هذه النبتة لفئران مصابة بسقم اللوكيميا (سرطان الدم) فوجدوا حتى حياتها قد طالت أكثر من تلك التي لم تعطى هذه الخلاصة. وحينها تمكنوا من اكتشاف مادة الفنكريستين (Vincristine) والفينبلاستين (Vinblastine) من هذه النبتة ولكلاهما فعالية في معالجة السرطان وخاصة سرطان الدم.

5- نبتة American maudrnke:

استخدمها الهنود الحمر على بعض أنواع السرطانات كما استخدموا غيرها مثل نبتة Blood root وهي نبتة أمريكية من العائلة الخشخاشية وتستعمل هذه النبتة للفهم والفهم والأدوية.

6- النباتات الهرمونية:

وفي النصف الثاني من القرن العشرين تم اكتشاف حبوب منع الحمل مما أحدث ثورة في هذا الحقل ويعود الفضل للعالم الأمريكي رسل ماركر الذي كان يبحث عن دواء يُعوّض النقص في هرمون البروجسترون عند النساء والذي يسبب الإجهاض عند بعضهن ، أخذ يبحث في بعض النباتات مثل شجرة يشوع (Yashwa tree) في الصحراء الامريكية ونبتة المتاع الأمريكية التي كانت تستعمل كمقوي وشافي لكل الاضطرابات الصحية وقد استخرجت منها مادة صابونية تدعى Diosgenin والتي تمكن الفهماء اليابانين من استخراجها سنة 1937 من جذور نبتة تسمى Yaw وهونوع من النباتات البطاطية. وقد بين العالم ماركر كيف من الممكن أن يمكن هجريب مادة البروجسترون في خمس مراحل من مادة الديوسجنين وتكوين هرمون الذكر التستوسترون فيثمانية مراحل. وقد تمكن هذا العالم من الحصول على خمس أنواع من هذه العائلة النباتية في المكسيك مما جعلها المصدر الرئيسي لصناعة حبوب منع الحمل. وما زالت نبتة Yaw هي المصدر الرئيسي في الهند والصين وهناك نباتات كثيرة بهذا الغرض مثل فول الصويا وبذر القطن والحلبة. كما حتى هناك نبابتات وأعشاب أخرى يمكن استخلاص منها مواد شبيهة لها لمنع الحمل. من هذه شجرة القطن العادية التي يستخرج من بذرها مادة Gossypul والتي تجرى التجارب عليها لاستعمالها لدى الذكور لمنع الخصوبة وقد استُعملت في الصين لهذه الغرض. كما حتى نبتة شرش الزلّوع أحدثَت ضجّةً حيث يُنطق حتى لها فعالية نشطة مقوية جسدية وجنسية تضاهي دواء Viagra الأمريكي وقد بدأت الشركات العالمية لاستخلاص مواد فعالة منه.


الطب الشعبي والطب التقليدي

إن الاستعمالات الطبية للنباتات محصورة بما يسمى بالطب الشعبي فهناك حوالي 25 ألف نوع من النباتات يستعمل طبياً في الهند وأكثر من 2500 نبتة معترف بها رسمياً والكثير يستعمل محلياً وتجدد الاهتمام بالطب الشعبي في العشرين سنة الأخيرة وتحاول منظمة الصحة العالمية وضع فهم النباتات الطبية في الأنظمة الصحية للبلدان النامية بسبب كلفة الأدوية الحديثة. تحاول المنظمة تعزيز الطب النباتي ككيمياء وليس كسحر من خلال تطبيق التحليل الفهمي للأدوية النباتية المستعملة ، ويشجع الأهالي في فيتنام على زراعة /12/ نوع من النباتات لكل عائلة من أصل /58/ المعترف فيها هناك كنباتات للطب العائلي. وفي أمريكا يعتمد معظم السكان على النباتات الطبية حيث 95% من الأدوية التقليدية تحضّر من الأعشاب التي يضعها المعالجون وهؤلاء يحضرون فترة التدريب ولديهم فهم بالنباتات الطبية. قد يقول البعض إذا هذا النوع من الطب قديم ورجعي إلا أنه سيبقى في الممارسة وقتاً طويلاً. والطب الشعبي هوفي الدرجة الأولى وقائي وليس إسعافي وتعود بدايته كما قلنا إلى أزمان عريقة عندما كان الإنسان والحيوان يعيشان متنقلين ولا يسمح الوقت لأحدها حتىقد يكون مريضاً. لقد أدى الطب الشعبي ولا يزال خدمات كبيرة للإنسان ولقد اعترفت منظمة الصحة العالمية بكل أنواع الطب الشعبي ولكل الشعوب ولا يزال يؤدي خدماته في أماكن لا وجود فيها للطب العصري وفي بعض البلدان نجد عصريون جنباً إلى جنب مع الأطباء التقليديون.

بعض الملاحظات عن طب النباتات:

1- إذا طب الأعشاب حقيقة فهمية وليس تدجيلاً أوسحراً ولا مجال لتجاهله.

2- إذا بعض البلدان المتقدمة تتجه للاعتراف به رسمياً بالكامل وجعله فهماً قائماً بذاته كما في بريطانيا.

3- التأكيد على الناحية الفهمية لطب النباتات عن طريق التأكيد على العناصر الكيماوية المتوفرة في جميع نبتة.

4- تم التأكيد على الخصائص العلاجية للعناصر الكيماوية للنباتات ثم دراستها وتحليلها.

5- التأكيد على الفوائد الطبية واستعمال الوسائل الفهمية للحصول على تلك الفوائد للأعشاب المعروفة منذ آلاف السنين.

6- الهجريز على أفضل الطرق لجمع تلك النباتات الطبية وحفظها ووسيلة استخراج العناصر العلاجية المقيدة منها.

7-التأكيد على حتى بعض النباتات والأعشاب لها سميّة على جانب آخر إنها مقيدة وإذا الاستعمال العشوائي يمكن حتى يسبب ضرراً بجرعات كبيرة وإن بعض هذه النباتات لا يجوز استعمالها إلا تحت إشراف الطبيب.

8- الهجريز على استعمال بعض النباتات الطبية في المنزل لمعالجة بعض الحالات الطارئة. وإذا هذا لا يعني عد استشارة الطبيب أوتجاهل اللجوء إلى وسائل الطب الحديثة في الحالات المستعصية والإسعافية أوالدخول إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل المخبرية الضرورية.

9- كذلك التأكيد حتى بعض الحالات السقمية يمكن معالجتها في المنزل أولاً من دون مضاعفات ودون استشارة الطبيب عند جميع شاردة وواردة لأن ذلك باهظ الكلفة ودون شراء الأدوية الكيماوية المصنعة الباهظة الثمن والتي تكون متوفرة في النباتات الطبية.

10- حث المسؤولين في وزارة الصحة على تشجيع البحوث على النباتات الطبية والتأكيد على فوائدها ومضارها والاستفادة من خبرة القرويين في ممارساتهم الطبية الشعبية.

11- تحذير القارئ من النادىية المغرضة والجاذبة وعدم الانجراف في فوائد بعض المواد المصنعة في الغرب فكثير من الأحيان موجودة في كثير من الأعشاب المحلية.

يا لفت يا ملك البقول وفيصل في البرد تبتر نزلات الشتاء وتفصل

لكن طَبعُ الناس تعشق غالياً ويشيح عن طيب الرخيص الجاهـل

ظلموك وانتقصوا بحقك حقهم وكذلك يعمل من يضيم ويجهـل

باللفت والبصل الطري وزعترٍ في البرد نقمع آفات الشتاء ونقهـر

بالخضروات وبرتنطق يافعٍ بالليم والليمون ننصح ونأمـر

ومن الهواء نقيّه وبراحة ولآفـة التدخين نمنـع نُنكـر

هذي إليك نصيحتي منظومةً والنصح أغلى ما يقـال وينشـر

لي في الختام منطقة مأثورة في شكر رب العالمين تذكـر

كم نعمة منه لدينا رحمة ثم السبيـل للهدايـة يسّـر

رباه كم أكرمت عبدك منعماً فجميل صفك واضح ليَّ ظاهر

رباه أنت الملهم الهادي الذي لولاك ما خطرت ببالي أمكـر

لولاك ما اتى الرسول محمد لا الأنبياء ولا المسيح يُبشـر

منك الهداية للجميع منارهم من نور قدسك نستضيء ونبصر

الله أنت الخالق الحيّ الذي يُحيّ الرميم وجميع ميت يُنشَر

لولاك ما ظهرت حياة في الثرى لا في البحار ولا الجنين يُصّور

لولاك ما لمعت نجوم في السما لا الشمس ضاءت المنير يُنور

لولاك ما عهدت طيور دربها تسعى لوكر وتطير لتهجر

لا النحل يبلغ الثمار سبيله لولاك لا شجر وغرس يُثمر

لولاك ما دام الوجود هنيئة جميع يسبح في علاك ويشكر

وإلى الكرام الحاضرين تحية عما أكـن من الشعـور تُعبـر

إشراق طلعتكم أنار قلوبنا فانبعثت بالإشراق شعـر عبقـر

كم تستريح النفس فيه لمشهد فيـه الحبيب وجميع خل يظهـر

سعاداك من بين الحضور عزيزة وصديق فيهم من يصدقه نفخـر

لا أبدل الله الزمان بآخر لا خـلَّ فيه والصداقـة تُنـدر

للخير إذا تسعى فأنت أميرهم للشر إذا تسعـى فأنت الأحفـر

فاحمله بين الناس واجعل نسخه بالعـز والتوفيـق يوماً يغمـر

أنت العزيز ومن تعز فقد حظي في الأرض اسما لايزول

ويُذكـر أنت العزيز تذل فقد هوى في الأرض دركاً يستذل ويحفـر


المصادر

http://www.aleppo-cult.org

تاريخ النشر: 2020-06-04 08:32:12
التصنيفات: طب شعبي, طب بديل

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

اقتصادي / بورصة المغرب تغلقُ على انخفاض

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 18:27:57
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

وكيل الأعمال خورخي مينديس ينفصل عن كريستيانو رونالدو

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:16:43
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

عام / الهلال الأحمر يباشر 861 حالة إسعافية خلال شهر ديسمبر الماضي بمنطقة نجران

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 18:28:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

ربط 20 مدينة إضافية بشبكة النقل السككي الوطني

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:49
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 35%

تصنيف يضع المغرب في الرتبة الـ74 ضمن مؤشر الأمان العالمي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:51
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 38%

الصين تلتزم بتقاسم المعلومات المتعلقة بكوفيد-19

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:50
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 36%

بوريل يقوم بزيارة رسمية للمغرب بعد خلاف “زلة اللسان”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:44
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 37%

الإكراه البدني.. إلغاء 13694 برقية بحث في 2021 بسبب تقادم العقوبة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:41
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

مباراة المغرب الفاسي ونهضة بركان تنتهي بلا غالب ولا مغلوب (0-0)

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:16:40
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

توقيف مروجي المؤثرات العقلية و حجز 5900 قرص مهلوس بالشلف

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-01-04 18:28:10
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

ثقافي / برودة الطقس تشعل العروض بمهرجان الإبل

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 18:28:01
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 66%

درك سرية 2 مارس يوقف مروج مخدرات شهير بدار بوعزة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:45
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 35%

ليدز - وست هام.. نايف أكرد أساسي لأول مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:16:41
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

ميلان يهزم سالرنيتانا في عودة الدوري الإيطالي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:16:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

هذه تفاصيل المنصة الرقمية للوثائق العدلية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:48
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 38%

اقتصادي / البنك المركزي السعودي يعلن إطلاق معمل المصرفية المفتوحة

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 18:28:08
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

الداخلية تواكب إحداث محطات من الجيل الجديد

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-04 21:15:47
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

تحميل تطبيق المنصة العربية