مجاعة

المجاعة Famine، هي فترة تنبتر فيها موارد الغذاء أوتشحُّ كثيرا، ويترتّب على ذلك نقص شديد في الطعام لمدة طويلة. ويؤدي هذا النقص الحاد في الطعام إلى انتشار المجاعة ، ومن ثَمَّ الموت. ظلت المجاعات تتفشى عبر العصور في الأرض، من منطقة لأخرى كُلّ عدَّة سنوات. ولا تجد معظم الأقطار النامية في جميع من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ما يكفي شعوبها من الطعام إلا بصعوبة شديدة. ومن المعروف حتى نصف بليون من الناس يعانون من سوء التغذية بسبب تناول قدر ضئيل من الطعام أوبسبب تناول طعام غير ملائم. من المحتمل حتى تنتشر المجاعة حين ينضب إنتاج الطعام أويقل استيراد المواد الغذائية. وعلى أثر ذلك يموت الآلاف أوالملايين من الناس جوعًا.

طفل ضحية مجاعة هولودومور.

أسباب المجاعة

A victim of starvation in besieged Leningrad suffering from dystrophia in 1941.

هناك مجاعات كثيرة لها أكثر من سبب. على سبيل المثال، نجد حتى المجاعة المريعة التي حدثت في البنغال عام 1943م، في المنطقة الشرقية من الهند، حدثت بسبب أحداث تاريخية وطبيعية. فالحرب العالمية الثانية خلّفت نقصًا عامًا في الطعام، كما أدت إلى بتر إمدادات الأرز من بورما التي كانت تحتلها حينذاك اليابان. وبعد ذلك، اتى إعصار شديد دمر الكثير من الأراضي الزراعية في المنطقة. وعلى أثر ذلك نشبت المجاعة ومات أكثر من مليون ونصف المليون من السكان.

وتحدث جميع المجاعات تقريبًا نتيجة فشل المحاصيل الزراعية. وترجع الأسباب الرئيسية لفشل المحصول الزراعي إلى:


الجفاف

يُعد الجفاف السبب الرئيسي في حدوث المجاعة. وهناك مناطق معينة، في جميع من إفريقيا والصين والهند، تُعد من الأماكن التي تعرضت مرارًا وتكرارًا لأشد أنواع المجاعات، ففي تلك الأماكن توجد مناطق واسعة تتاخم الصحاري، فيكون سقوط المطر نادرًا جدًا، وإن سقط فإن كميته تكون ضئيلة. لوحظ، في الأعوام التي ضرب الجفاف فيها هذه المناطق، حتى زراعة المحاصيل قد فشلت تمامًا. وفي سبعينيات القرن التاسع عشر على سبيل المثال، تسبب المناخ في هضبة الدِّكن جنوبي الهند في حدوث مجاعة قضت على أرواح ما يقرب من خمسة ملايين من السكان، وفي تلك الفترة نفسها قتلت المجاعة في الصين أكثر من تسعة ملايين من السكان.

وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، تسبب نقص الأمطار في حدوث مجاعة واسعة الانتشار في منطقة من إفريقيا تسمى الساحل، تقع جنوبي الصحراء الكبرى وتضم مناطق في جميع من السنغال وموريتانيا ومالي وبوركينافاسووالنيجر ونيجيريا وتشاد والسودان. ويعد بعض الجغرافيين مناطق الجفاف في جميع من إثيوبيا وكينيا والصومال جزءًا من هذا الساحل. لذلك، نلاحظ حتى المجاعة عادت مرة أخرى لتضرب هذا الجزء من إفريقيا في منتصف ثمانينيات القرن العشرين. ومما لا ريب فيه حتى المجاعة التي ضربت أثيوبيا كانت مدمرة جدًا، لأن الحرب الأهلية الناشبة حينذاك قد أعاقت جهود الإغاثة. ومنذ أواخر ستينيات القرن العشرين، يمكننا حتى نرجع السبب الرئيسي في موت الملايين من الإفريقيين إلى سوء التغذية أومسببات أخرى مرتبطة بالمجاعة.لقد أمكن إنقاذ أرواح الكثيرين من الناس من الموت جوعًا بفضل الإسهامات الدولية المتمثلة في مجال تقديم الغوث والمساعدات.

سقوط الأمطار الغزيرة

قد تتسبب الأمطار الغزيرة في حدوث المجاعة، فالأمطار الشديدة تجعل مياه الأنهار تفيض على شواطئها وتدمر الأراضي الزراعية، وتفسد المحاصيل بسبب هذا الماء الزائد عن الحاجة. وفي السنوات الأولى من القرن الرابع عشر، امتد هطول أمطار غزيرة لعدة أعوام مما أدّى إلى مجاعة شديدة في غرب أوروبا. ويطلق على نهر هوانج هي شمالي الصين اسم حزن الصين لأن النهر غالبًا ما يفيض فيدمر الماء المحاصيل وتحدث المجاعة. وفي المدة الواقعة ما بين عامي1929و1930م، على سبيل المثال، تسبب الفيضان على طول هذا النهر في مجاعة مروّعة كانت نتيجتها موت ما يقرب من مليونين من السكان. وفي عام 1989م، تسبب الفيضان في السودان في انتشار المجاعة.

أمراض النبات والآفات

في بعض الأوقات، تحدث المجاعة نتيجة تفشي الأمراض والآفات الزراعية التي تدمر المحاصيل الزراعية.وفي أربعينيات القرن التاسع عشر، دمر سقم من أمراض النبات معظم محصول البطاطس في أيرلندا، ولذلك فقد انخفض عدد سكان أيرلندا خلال المدة بين عامي 1841و1851م إلى ما يقرب من مليونين ونصف المليون، وذلك بسبب المجاعة والسقم والهجرة. وبين حين وآخر تهاجم أسراب من الجراد المحاصيل الزراعية وتحُدث بها دمارًا. وقد وقع هذا في منطقة الساحل وفي بعض المناطق الإفريقية الأخرى.

الأسباب الأخرى لحدوث المجاعة

هناك مسببات أخرى تضم العوامل الطبيعية والإنسانية. فالكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير والزلازل والصقيع المبكر وأمواج البحر المتلاطمة التي تحدث نتيجة المد والجزر،كلها عوامل من شأنها حتى تؤثر على مساحات واسعة من الأراضي فتُفسد المحاصيل، ومن ثم تنشأ المجاعة، وخصوصًا إذا هجر كثير من الفلاحين حقولهم كي يلتحقوا بالقوات المسلحة. وقد نجد في بعض الأوقات حتى جيشًا ما يمكن حتى يُسبّب المجاعة عامدًا متعمدًَا، ويتسبب في تجويع عدوه ويرغمه على التسليم. وقد يتعمد الجيش تدمير المخزون من الطعام والحقول الممتلئة بالمحاصيل، وقد يقيم حصارًا لبتر إمدادات الطعام عن العدو. وقد منع الحصار الشديد الذي ضُرِبَ حول بيافرا أثناء الحرب الأهلية النيجيرية في الفترة (1967-1970م) وصول الإمدادات الغذائية للسكان، فنتجت عن ذلك المجاعة التي راح ضحيتها أكثر من مليون فرد من بيافرا، ماتوا جوعًا.

قد يسهم عدم كفاية وسائل النقل في حدوث المجاعة، وذلك نتيجة المصاعب في نقل وشحن مواد الإغاثة إلى المكان الذي تشتد فيه الحاجة إلى هذه المساعدات. كما حتى كثيراً من المجاعات قد تحدث بسبب نظم النقل البدائية. وقد قتلت المجاعة التي حدثت في ولاية أتربرادش في شمالي الهند ما يقرب من 800 ألف إنسان في عامي 1937و1938م وأعاق انعدام الشاحنات نقل الحبوب من مناطق الهند الأخرى.

أخطار المجاعة في المستقبل


خصائص المجاعة

الآثار المترتبة على المجاعات

تتضمن الآثار الرئيسية للمجاعة:

1- الموت والسقم.

2- هلاك الماشية والمحاصيل الزراعية.

3- انتشار الجرائم والاضطرابات الاجتماعية.

4- الهجرة.

الموت والسقم

كلاهما من الآثار الرئيسية والمباشرة للمجاعة، فالأفراد الذين ينقصهم الطعام الكافي يفقدون وزنهم ويصيبهم الهزال الشديد. وكثير من ضحايا المجاعة يصبحون ضعافًا، ومن ثم فإنهم يتعرضون للموت البطيء بسبب الجفاف الناجم عن الإسهال أوبعض الأمراض الأخرى. وهناك حالة معينة أخفّ تنجم عن المجاعة يطلق عليها اسم الهزال العام. وأول من يلقون حتفهم بسبب المجاعة هم في العادة السقمى من كبار السن.

الأطفال الذين يتناولون الأطعمة التي تخلومن البروتين الضروري والكافي، يمرون بفترة سقمية يُطلق عليها كواشيوركور ومن أعراض هذه الحالة الإصابة باستسقاء الجلد، وهوانتفاخ يظهر في الوجه والساعدين والكاحلين،كما تحدث تغيرات في لون الشعر ونسيجه وفي الجلد. وفي الواقع، فإن الضحايا الصغار الذين لا يلقون حتفهم متأثرين من حالة سوء التغذية الحاد أومن المجاعة يكبرون وينمون وهم يعانون إعاقات عقلية وبدنية.

وإضافة إلى ما تقدم، تزيد المجاعات من احتمالات انتشار الأوبئة. فكثيرًا ما قضت أمراض الكوليرا والتيفوس وأمراض أخرى على أرواح كثير من الناس الذين أنهك الجوع قواهم ولم يُخط لهم الشّفاء. وهناك أعداد غفيرة من الضحايا ممن لاذوا بالهرب وعاشوا في معسكرات اللاجئين المزدحمة، حيث ينتشر السقم سريعًا. كما كانوا مضطرين إلى استهلك المياه الملوثة التي قد تحمل الأمراض.

هلاك الماشية والمحاصيل الزراعية

ممَّا يساعد على إطالة أمد الكارثة، أثناء المجاعة، هلاك الماشية والمحاصيل الزراعية. فكثير من حيوانات المزارع تنفق أوتُذبح من أجل الطعام. ولكي يمنع الفلاحون حدوث المجاعة، فإنه يصبح من المحتم عليهم حتى يستنفدوا جميع ما لديهم من مخزون الحبوب قبل حتى يحين موسم الزراعة التالي. مثل هذه الخسائر الفادحة والمدمرة تعوق الفلاحين عن العودة إلى حياتهم الطبيعية،كما أنها تعمل على انخفاض مستويات الإنتاج.

الجريمة والاضطرابات الاجتماعية

تنتشر الجرائم والاضطرابات الاجتماعية بسبب المجاعة، فتتضاعف جرائم معينة مثل النهب والنادىرة والسرقة في أثناء المجاعة، ويسرق الجياع الطعام والمواد الأخرى التي لا يستطيعون الحصول عليها بطرق أخرى، ويلجأون إلى بيع البضائع المسروقة لكي يشتروا بثمنها ما يسد رمقهم، كما قد تنشب موجات العنف وبخاصة بالقرب من مراكز إنتاج الطعام.

الهجرة

تهجر أعداد كبيرة من ضحايا المجاعة بيوتهم في المناطق الريفية ويندفعون أفواجًا إلى المدن أويحتشدون في معسكرات اللاجئين حيث تتوافر كميات الطعام اللازمة. وفي خضم الفوضى الضاربة أطنابها ينفصل الآباء عن الأبناء والكبار عن الصغار. ومن ثم، ينتج عن المجاعة الطويلة الأمد هجرة الناس. وعلى سبيل المثال، المجاعة التي حدثت بسبب تدهور محصول البطاطس في أيرلندا والتي أرغمت نحومليونين من السكان على الهجرة إلى أقطار أخرى وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.



مستويات انعدام الأمن الغذائي



الجهود المبذولة

مقاومة المجاعة

تقدم الأمم المتحدة وكثير من المنظمات الدولية الأخرى المساعدات العاجلة لضحايا المجاعة. كما تعمل بعض الوكالات الدولية على زيادة مخزون العالم من الغذاء. وبذلك، تعمل على منع حدوث مجاعات تالية. ويأمل كثير من الأقطار في منع حدوث المجاعة بالعمل على زيادة إنتاجها من الطعام. وإذا كان بمقدور بلد ما حتى تختزن احتياطيًا وافرًا من الطعام، فلن يؤدي هلاك المحاصيل الذي يلحق ببعض المناطق إلى حدوث مجاعة مهلكة.

ومن الملاحظ أنه، في بلد ما، إذا نما مجموع سكانه بالسرعة التي ينموبها إنتاج طعامه، فلنقد يكون لديه فائض كاف بحيث يمكن حتى يتشكل منه احتياطي جيد من الأطعمة. ولهذا السبب، عمد كثير من البلدان إلى بذل المزيد من الجهد في الارتقاء ببرامج ضبط النسل لتلافي الانفجار السكاني. انظر: تنظيم النسل. ومهما يكن من أمر، فإنه من المعروف حتى مثل هذه البرامج قد حققت نجاحًا محدودًا، وبخاصة في المناطق التي تعاني فيها أعداد كبيرة من الناس من الفقر المدقع. ومن المألوف حتى هؤلاء الناس لديهم الرغبة في تكوين عائلات كبيرة العدد لكي يتمكن أطفالهم من الإسهام في تخفيف العبء عن أهليهم بمزاولة عمل من الأعمال.

أمَّا بالنّسبة للعالم العربي الذي يبلغ عددُ سكانه نحو230 مليونًا؛ فلاقد يكون تفادي المجاعات بتنظيم النَّسل، وإنَّما بحسن استثمار موارده الطبيعية والبشرية، حتى يغدومن الدُّول العظمى، وقد حباه الله تعالى، نعمًا وفيرة، تؤهله لذلك.

مجاعات تاريخية، حسب المنطقة

المجاعة في أفريقيا

في العقود الثلاثة الماضية عانت 18 دولة افريقية من أصل 53 دولة مما يسميه برنامج الغذاء العالمي بالوضع الطارئ. من الدول الثماني عشرة هناك ثماني دول عانت المجاعة كنتيجة للحرب الأهلية أوأحد الأشكال الأخرى للصراع المسلح. ثلاث دول أخرى ضربتها المجاعة في نهاية حرب طويلة دمرت أجزاء من زراعتها. خمس دول أخرى دفعت الى حالة الطوارئ الغذائية كنتيجة لوصول أعداد ضخمة من اللاجئين من دول الجوار. (تمثل افريقيا 15% من سكان العالم وتنتج 60% من جميع لاجئي العالم). الدولتان الاخريان اصيبتا بالمجاعة كضحية للقرارات السيئة المتخذة من الحكومتين.

قول الاقتصادي أماريتا سن، الحائز جائزة نوبل، ان سبب المجاعة هوفقر الناس عن شراء الغذاء. اذاً ما الذي يتوجب عمله،يا ترى؟ اذا وفرنا النقود لشراء الغذاء، فالنتيجة ان الافارقة وبكل سهولة سيتجهون للمنتجات الغربية المتوفرة في جميع وقت عند الحاجة اليها. هذا لن يخدم الزراعة الافريقية، ولن تنتصب قامتها حتى في احسن السنوات. على الجانب الاخر اذا وفرنا غذاء مستورداً بالمجان، فهذا ايضاً لن يفيد الاقتصاد والانتاج المحلي.

في العقدين الماضيين أخذت الدول الثماني عشرة المعنية، 12 مليار دولار كدعم باشكال متنوعة. انه من الممكن القول ان هذا الدعم هوالمسؤول، ولوجزئياً، عن استمرار وعمق المجاعة في غالبية تلك الدول. هذا الانادىء يظهر غريبا ولكن دعونا نتفحصه.

هذا الدعم مكن الحكومات المعنية من تحويل مصادرها الذاتية بدل توفير الغذاء الى الحرب اوالفساد. الحرب التي تقاتلت فيها اثيوبيا واريتريا قبل بضع سنوات كلفت اربعة مليارات دولار. قبل ذلك كانت اثيوبيا منغمسة في حرب اوغادين وتيغراي، هذا دون الحديث عن حرب تحرير اريتريا التي دامت لعقدين.

في حالة أنگولا، التي تحتل المسقط الرابع بين الامم الافريقية المصابة بالمجاعة، فالبيان جلي ايضاً. في العقود الثلاثة الماضية حصلت انغولا على ولج من صادرات نفطها وماسها يساوي مائة مليار دولار، وهوما يكفي لجعلها من اغني دول القارة. لكن نصف سكان البلاد يجدون انفسهم الان على حافة المجاعة. السبب،يا ترى؟ حرب اهلية طويلة انتهت في العام الماضي فقط، وحكومة متعارف عليها دولياً كمدمنة سرقة.

الحرب والفساد هما اساس مجاعات دول اخرى من موريتانيا حتى السودان مروراً بليبريا وزمبابوي. في زيمبابوي، استولى الرئيس روبرت موگابي على الارض من المزارعين البيض ومنحها لزمرته، وبذلك دمر عن تجاوز اصرار القطاع الزراعي الذي كان ينتج نصف كمية الغذاء للامة.

تبعاً لمنظمة الغذاء والزراعة (فاو) فإن افريقيا الان اكثر قابلية للمجاعة عما كانت علية قبل جيل مضى، عندما كانت القارة جزئياً تحت الاستعمار. منذ 1960 خفضت اسيا من احتمالات المجاعة في بلدانها من نسبة 43% الى اقل من 13%. اما في دول افريقيا المعنية فأن النسبة قد ارتفعت من 18% الى 38%.

المجاعة ليست ظاهرة طبيعية، انها النتيجة الحتمية لسياسات تسلطية ولانظمة فاسدة لا يمكنها البقاء بدون حروب واضطهاد داخلي. قبل الطعام بحاجة افريقيا الى الحرية، فحيث توجد الحرية لا توجد مجاعة.


اتفاقيات لتدعيم الأمن الغذائي

المجاعة في آسيا

الصين

Chinese officials engaged in famine relief, 19th C. engraving


القفزة الكبرى إلى الأمام

الهند


كوريا الشمالية


ڤتنام

حالة المجاعة الاندونيسية الحديثة

المجاعة في اوروپا

اوروپا الشرقية

Depiction of victims of the Great Famine in Ireland, 1845-1849


ايطاليا
إنگلترة
آيسلنده
فنلندا
إيرلندا

روسيا والجمهورية الاشتراكية السوڤيتية

في أعقاب المعارك القاتلة للحرب العالمية الأولى ، والثورات السياسية في روسيا وفي الأماكن الأخرى، وزحف الأمراض المتواصل في المجتمعات المحلية المنهكة، اتى التهديد بفقدان الطعام الذي عرَّض للخطر أرواح 32 مليوناً في روسيا، وأوكرانيا، وجورجيا .وفي العام 1921، وفي ذروة الفوضى السياسية التي تسببت في انهيار ما تظل من خدمات صحية، شهدت المنطقة جفافاً مدمراً أدى إلى مجاعة عمت في جميع مكان.

آلاف من القرى غادرها سكانها البؤساء وراحوا يبحثون عن الطعام حيثما يأملون الحصول عليه.وبقوا على قيد الحياة بأكل العشب والتراب والحيوانات الأليفة.. وحتى اللحم البشري. وفي حزيران/يونيه 1921، أقر لينين بالمأساة الضخمة التي تلوح في الأفق، أما المحرر الشهير "غوركي" فوجه نداء إلى العالم طالباً المساعدة. وأوفدت قيادة الصليب الأحمر السوفياتي رسالة إلى جنيف مشددة على إلحاحية الوضع. [[ وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر]] بالتفاهم مع رابطة جمعيات الصليب الأحمر أصبحت الآن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المكونة حديثاً قد أنشأت مؤخراً لجنة مشهجرة من أجل تنسيق عمليات الإغاثة في زمن السلم. وفي آب/ أغسطس ، إدراكاً منها بأن الوضع سيتطلب موارد كبيرة، نجحت اللجنة في الدعوة إلى مؤتمر دولي شكل هيئة خاصة لإغاثة روسيا تحت إشراف الديبلوماسي النرويجي "فريديوف نانسن" .

وفي خلال أسبوعين، كان نانسن قد أبرم اتفاقاً مع السلطات السوفياتية بشأن توزيع المساعدات. وكان الاتفاق يمنح لجنة "نانسن" الحق في إدخال أي موظف تحتاجه ويضمن لها حرية التنقل والعمل. وفي إطار هذا النهج المنسق، كانت إدارة الإغاثة الأميركية واحدة من أولى المجموعات النشطة ونظمت برنامجاً غذائياً لصالح مليون طفل. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر كان قد وصل إلى المنطقة المتضررة نصف مليون حافلة محملة بالطعام والأدوية.

هذا وقام نانسن ورئيس اللجنة الدولية بتوجيه نداء إلى عصبة الأمم للحصول على الدعم المالي. وفي اجتماع عقد في بروكسيل فيستة أكتوبر تعهدت بعض البلدان الأوروبية بتقديم المال فيما تردد البعض الآخر خشية من حتى يفهم مثل هذا التضامن بأنه إشارة اعتراف بالنظام السوفياتي.. وبعد ما أحس "نانسن"بالخيبة من هذا التباطؤ والتردد، سافر إلى منطقة "الفولغا" بهدف جمع الانطباعات الأولية عن الكارثة وأعرب بعد عودته حتى "19 مليون إنسان باتوا مهددين بالموت "إذا لم تقدم لهم الإغاثة اللازمة على الفور. وأسند أقواله بصور أخذها شخصياً تعرض مشاهد رهيبة يعجز اللسان عن وصفها.


إن الهبات المقدمة لدعم عملية الإغاثة تنصب من مصادر كثيرة _ ولكن جزءاً من المال يخصص أحياناً لمساعدة فئات معينة من الضحايا. فعندما بدأ المندوب "جورج ديسوناز" بفتح مطاعم الفقراء للأطفال، عثر حتى بعض الأموال كانت تحمل علامة تشير إلى أنها مخصصة للأطفال اليهود. وقرر حتى يستقبل في المطاعم، بأية حال، الأطفال من غير اليهود من أجل تجنيبهم الموت جوعاً.

وانطلقت عملية الإغاثة وتعززت وبدأت تأتي بالنتائج خلال العام 1922 . ففي سبتمبر استطاع "نانسن" التصريح بأن ملايين الأرواح قد أنقذت. ولكن بالنسبة إلى الناجين كان الواقع مروعاً - فقد أفاد مندوب من اللجنة الدولية "جورج ديسوناز" أنه رأى في حضانة للأطفال أولاداً لم يبق من أعقاب أقدامهم سوى العظم من شدة ما ضربوها وهم يصرخون متضورين من الجوع.

أزمة ازدياد أسعار الغذاء العالمي 2007–2008

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ الموسوعة المعهدية الكاملة
  2. ^ This Day in History 1941: Siege of Leningrad begins
  3. ^ وكالة أنباء الشرق الأوسط، أمين طاهري
  4. ^ اللجنة الدولية للصليب الأحمر

المراجع وقراءات إضافية

  • Asimov, Isaac, Asimov's New Guide to Science, pp. 152–153, Basic Books, Inc. : 1984.
  • Bhatia, B.M. (1985) Famines in India: A study in Some Aspects of the Economic History of India with Special Reference to Food Problem, Delhi: Konark Publishers Pvt. Ltd.
  • Davis, Mike, Late Victorian Holocausts: El Niño Famines and the Making of the Third World, London, Verso, 2002 (Excerpt online.)
  • Dutt, Romesh C. Open Letters to Lord Curzon on Famines and Land Assessments in India, first published 1900, 2005 edition by Adamant Media Corporation, Elibron Classics Series, ISBN 1-4021-5115-2.
  • Dutt, Romesh C. The Economic History of India under early British Rule, first published 1902, 2001 edition by Routledge, ISBN 0-415-24493-5
  • Ganson, Nicholas, The Soviet Famine of 1946-47 in Global and Historical Perspective. New York: Palgrave Macmillan, 2009. (ISBN 0-230-61333-0)
  • Genady Golubev and Nikolai Dronin, Geography of Droughts and Food Problems in Russia (1900–2000), Report of the International Project on Global Environmental Change and Its Threat to Food and Water Security in Russia (February, 2004).
  • Greenough, Paul R., Prosperity and Misery in Modern Bengal. The Famine of 1943-1944, Oxford University Press 1982
  • LeBlanc, Steven, Constant battles: the myth of the peaceful, noble savage, St. Martin's Press (2003) argues that recurring famines have been the major cause of warfare since paleolithic times. ISBN 0-312-31089-7
  • Mead, Margaret. “The Changing Significance of Food.” American Scientist. (March-April 1970). pp. 176–189.
  • Sen, Amartya, Poverty and Famines : An Essay on Entitlements and Deprivation, Oxford, Clarendon Press, 1982 via Questia via Oxford Press
  • Moon, William. "Origins of the Great North Korean Famine." North Korean Review [1]
  • Shipton, Parker. African Famines and Food Security: Anthropological Perspectives. Annual Review of Anthropology, 19: 353-394.
  • Srivastava, H.C., The History of Indian Famines from 1858–1918, Sri Ram Mehra and Co., Agra, 1968.
  • Sommerville, Keith. Why famine stalks Africa, BBC, 2001
  • Woo-Cumings, Meredith, PDF (807 KiB), ADB Institute Research Paper 31, January 2002.
  • Lassa, Jonatan., "Famine, drought, malnutrition: Defining and fighting hunger." http://www.thejakartapost.com/news/2006/07/03/famine-drought-malnutrition-defining-and-fighting-hunger.html. ثلاثة July 2006.
  • When the Public Works: Generating Employment and Social Protection in Ethiopia, Lambert Academic Publishing. 2009. ISBN 978-3-8383-0672-8

وصلات خارجية

ابحث عن مجاعة في
قاموس الفهم.
  • United Nations World Food Programme Hunger relief against poverty and famine
  • International Food Policy Research Institute Sustainable solutions for ending hunger
  • In Depth: Africa's Food Crisis, BBC News
  • Fighting Hunger and poverty in Ethiopia (Geopolicity)PDF (1.48 MiB) (Peter Middlebrook)
  • Overfarming African Land Is Worsening Hunger Crisis - New York Times
  • The blog about the upcoming food shortage crisis
  • Food Security: A Review of Literature from Ethiopia to India (Geopolicity)
  • Famine Crimes in International Law. David Marcus, The American Journal of International Law, 2003.
تاريخ النشر: 2020-06-04 08:41:49
التصنيفات: Cannibalism, دراسات تنمية, مجاعات, فقر, سكان

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

غامبيا تجدد دعمها لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:24:22
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

«الأذن» حسمت الأمر.. اكتشاف سر احتفاظ الثدييات بالحرارة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:25:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

ملاوي تجدد دعمها “الثابت” للوحدة الترابية للمغرب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:24:26
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

بايدن يعد بـ«أوامر تنفيذية» لمكافحة آثار التغير المناخي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:25:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

بورصة وول ستريت تغلق مرتفعة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:25:20
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

ليبيريا تجدد دعمها لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:24:21
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

سياسات الدول بين البلطجة والسخافة والعنصر النفسي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:25:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

الفنان الكويتي سليمان الملا يرحل ويودع «وطن النهار»

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:25:10
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

رئيس الحكومة يلتقي رئيس غرف التجارة US Black Chambers “يُوأس بلاك تشامبرز”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:24:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

هبوط اضطراري

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 00:25:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية