نواعير حماة
نواعير حماة هي وسيلة مبتكرة من وسائل الري، فهي آلة مائية ذات حركة دائمة معدة لحمل الماء مؤلفة من أخشاب ومسامير حديدية تغطس بالماء وصناديقها منقلبة فارغة وترتفع ملآنة ماء وتصب الماء في قناة ذات قناطر متعددة وتسقي به البساتين وأكثر الحمامات وبعض الدور والجوامع والخانات والمقاهي.
أهمية هذه الآلة
وظيفة الناعورة هي حمل الماء إلى مستوى أعلى من مستوى النهر لتيسير الاستفادة منه نظراً، لانخفاض مجرى نهر العاصي في أراضي حماة عن مستوى الحوض الذي ينساب فيه انخفاضاً كبيراً قد يصل إلى سبعين متراً في بعض الأماكن.
تدور الناعورة دورة كاملة جميع عشرين ثانية تعطي خلالها 2400 لتر من الماء، فهي بذلك تفوقت على كثير من الآلات التي تعمل بالنفط أوالكهرباء أوالجهد البشري أوالحيواني.
وصف الآلة وآلية عملها
ولم تتغير تقنية الناعورة على مر العصور منذ خمسةً وعشرين قرناً حتى اليوم، فهي تعبير عن آلات مائية دائرية ذات حركة دائمة مكونة من أخشاب متنوعة في طولها وعرضها وترتبط جميعاً بمحور خشبي ضخم سميك من خشب الجوز يسمى القلب وهومرتكز على قاعدتين متوضعتين على قواعد حجرية قوية صلبة (الكفتان)، وللناعورة في نهايتها أخشاب معترضة تلتقي مع تيار الماء الدافق (تسمى الفراشة) تتدافع بعضها مع بعض فتدور الناعورة على قلبها باستمرار وتتناثر على أطرافها (صناديق) خشبية متلاصقة لها فوهات جانبية فحين تغطس في الماء تمتلئ به وحين يصبح الصندوق في الأعلى (ويبدأ دورة الهبوط) يتدفق منه الماء إلى حوض واسع يتسرب في قناة ذات قناطر متعددة (تسمى الحجرية) لسقي البساتين والحدائق.
تعتمد قدرة الساقية على سرعة المياه عند ارتطامها بالعوارض (الفراشات) ولهذا يتم بناء سد أمام الناعورة لحجز المياه وجعلها تتدفق سريعاً نحوفتحة ذات انحدار خاصة بالناعورة ينطق لها البيب فتقوم هذه المياه المتدفقة بقوة الارتطام بالفراشات واحدة بعد الأخرى فتدور الناعورة حاملة في صناديقها الماء نحوأعلى الحجرية.
تتراوح أقطار النواعير في حماة بينخمسة أمتار و21 متراً وعدد الصناديق التي تحمل الماء بين 50 و120صندوقاً وقد يحدث لبعض النواعير صناديق إضافية بمعدل صندوق إضافي واحد لكلستة أوسبعة صناديق عادية وقبل إنشاء أي ناعورة ووضعها قيد العمل يتم أولاً تعيين المسقط الذي ستقوم فيه ثم يصار إلى بتر مياه النهر عن ذلك المكان ويبدأ بعدئذ بأعمال البناء اللازم للناعورة ويضم ذلك كتلتين كتلة المثلثة التي ستحمل القلب أي محور الناعورة الذي تدور حوله وكتلة البرج الذي يحمل الساقية ويتصل بالحجرية ذات القناطر التي تؤدي إلى الحقول والبساتين وبين الكتلتين يهجر الفراغ الذي ستنصب فيه الناعورة والذي يسمى الجزء الأسفل منه باسم البيب.
لكي تظل النواعير دائرة وتؤدي عملها بشكل مقبول يلزم إيقافها مرة جميع عامين لإجراء عملية صيانة لها تتضمن تبديل بعض البتر منها مثل الفراشات والصناديق وتسمى عملية الصيانة الدورية هذه باسم القشطة ولا يمكن حتى تتم هذه العملية إلا بعد إيقاف الناعورة عن الدوران وذلك بنصب سد مؤقت يؤدي إلى حجب المياه عنها وأفضل الأوقات لإجراء هذه الصيانة هووقت الربيع.
أصل الاسم
الناعورة اسم آلة مشتقة من عمل نعر بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير، والنعير صوت يصدر من أقصى الأنف وقيل لمثل هذه الآلة ناعورة نظراً لنعيرها وتجمع على نواعير وناعورات.
وأقدم صورة للناعورة نجدها في لوحة من الفسيفساء يعود تاريخها للقرن الرابع قبل الميلاد وقد تم العثور عليها في مدينة أفاميا الأثرية وهي موجودة في حديقة المتحف الوطني في دمشق اليوم.
النواعير في حماة
وفي بداية القرن العشرين كان عدد النواعير في مدينة حماة والأراضي التابعة لها 105 نواعير منها 25 داخل مدينة حماة نفسها ولم يعد يوجد اليوم من جميع هذه النواعير إلا حوالي 40 ناعورة في حالة العمل منها داخل المدينة 19 ناعورة تنتظم في خمس مجموعات هي :
- مجموعة البشريات : تقع في مدخل حماة من جهة الشرق وتضم أربع نواعير وهي تتكون من مجموعتين فرعيتين جميع منهما يتكون من ناعورتين هما البشريتان والعثمانيتان.
- مجموعة الجسريات : وهي تتكون من أربع نواعير أيضا" وهم ناعورة الجسرية والمأمورية والمؤيدية والعثمانية.
- مجموعة الكيلانيات : وهي تتألف من أربعة نواعير أيضاََ ثلاثة منها على الضفة اليسرى وواحدة فقط على الضفة اليمنى وتحمل الأسماء التالية الجعبرية والطوافرة والكيلانية .
- مجموعة شمال القلعة : تقع في محلة باب الجسر على الطرف الشمالي لقلعة حماة وهي ثلاث نواعير اثنتان منها على الضفة اليسرى وواحدة منها على الضفة اليمنى للنهر وتحمل التسميات التالية الخضر والدوالك والدهشة .
- مجموعة باب النهر : وهي تتكون من أربع نواعير اثنتان منها لا تزالان قيد العمل المحمدية والقاق واثنتان أخريان قد زالتا من الوجود من قبل نصف قرن وهما العونية والبركة .
المصادر
- نادي المسافرين إلى سوريا.
إقرأ أيضاً
- متحف حماة.
- نهر العاصي.