عبد الملك ريگي (وأحياناً أمير عبد الملك ريگي) (و. 1 يناير 1983 - ت. 20 يونيو، 2010)، هوزعيم جند الله، المنظمة الانفصالية البلوشية السنية، التي تنشط في بلوچستان في جنوب شرق إيراة ن. ولد عام 1983 في قبيلة رگي البلوشية. قبل حتى يؤسس جند الله كان قد ألقي القبض عليه بتهمة الاعتداء بسكين وقد أدين وحـُبس وأطلق سراحه بعد قضائه مدة العقوبة. يعتقد البعض حتى جند الله يرتبطون بتنظيم القاعدة. تقول جند الله أنها تقاتل من أجل حقوق المسلمين السنة في إيران. جند الله هي جماعة مسلحة، حسب بعض المصادر الدولية، لها اتصال بالحكومة الأمريكية وتتلقى تمويل من الإيرانيين البلوش المقيمين بالخارج.

النشأة

ينتمي عبد المالك إلى قبيلة (رگي) إحدى القبائل البلوشية الكبيرة. توفي أبوه منذ أكثر من عامين، وهوأحد خمسة أشقاء، أحدهم معتقل حاليا في سجون طهران، بينما قُتل الثالث في عملية تفجير بسيارة مفخخة، وله شقيق آخر ينطق إنه المنظر الحقيقي لجماعة (جند الله)؛ لأن ريجي مجرد القائد الميداني للتنظيم. أما الخامس فهوالذي يعود إلى تاريخ مقتله عام 2002م بداية الشرارة الأولى لللقاءات التي انطلقت ضد السلطات الإيرانية في إقليم سيستان وبلوشستان عندما قتله عناصر الحرس الثوري أمام عين شقيقه عبد المالك، الشاب الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 23 عاما، فجمع عددا من رفاقه للقيام بعمليات مسلحة ضد القوات الحكومية حتى تحمل يدها عن سكان الإقليم الذي يقطنه السنة جنوب شرق إيران، ومنها تحول هذا الشاب إلى أكبر مناهض لنظام الملالي في طهران.

غير حتى مصادر إيران تمضى أبعد من ذلك، معتبرة حتى ريجي بدأ في حمل السلاح ضدها وهوفي سن التاسعة عشرة؛ حيث أخذ يراود فهماء السنة (المولويين) في الإقليم مطالبا دعمهم لحركته الفتية، كما كان قد سجن لفترة قبل حتى يعلن تمرده؛ حيث تدعي سلطاتها حتى اعتنطقه تم في مدينة زهدان بسبب خلافات قبلية.

ولد ريجي قريبا من الفترة التي شهدت الثورة في البلاد، لكنه عاش ناقما على الخميني وأتباعه، الذين حملهم "المآسي" التي يتعرض لها أهله من البلوش، وربما كان ذلك دافعه منذ الصغر للرحيل عن إيران إلى باكستان كي يتفهم هناك في مدارسها الدينية، وما إذا عاد حتى انخرط في صفوف حزب الفرقان وهوحزب سني سري ذوتوجهات سلفية، يسعى منذ سنوات إلى حمل الظلم والاضطهاد الطائفي والقومي الواقع على الشعب البلوشي من قبل ما يعتبره "الاحتلال الفارسي"، وهوحزب غير مسموح له بالعمل في إيران؛ ما جعل أكثر أعضائه ينخرطون في صفوف "جند الله".

نفذ التنظيم الذي يتخذ من الجبال مأوى لعناصره الكثير من العمليات ضد السلطات الإيرانية، ولذلك اتى اعتنطق زعيمه (23/ 2/2010) في عملية أمنية استخبارية بمثابة الصيد الثمين؛ إذ أعربت طهران أنه جرى اعتنطق ريجي على متن طائرة بمنطقة آسيا الوسطى، ولم يحدد وزير داخليتها الدولة التي اعتقل فيها، لكنه أشار إلى حتى العملية مرشد على "هيمنة مخابرات إيران على المنطقة"، وهي عملية نوعية جديرة بأن تضع عشرات من علامات الاستفهام حولها، خاصة حتى في بعض تفاصيلها حتى طائرة كانت متوجهة من باكستان إلى دولة عربية تلقت فوق مياه الخليج أمرًا بالهبوط جنوب إيران.

بينما ترجح مصادر عديدة حتى تكون باكستان هي التي سلمت ريجي بعد ضغوط مارستها إيران، خاصة فيما يتعلق بخط الغاز الذي يمر عبر أراضي باكستان إلى الهند؛ وهوما أشارت إليه مصادر جند الله التي نطقت: إذا عبد المالك ريجي "اعتقل بسبب خيانة تعرض لها"، وإن جهاز مخابرات دولة مجاورة سلمه "إلى نظيره الإيراني قبل بضعة أيام".

وضع ريجي مصالح السنة كـ "مانفيستو" له

"يعهد معظم أبناء إيران حتى عبد المالك وإخوانه يعارضون توجهات القاعدة وطالبان".. هكذا صرح نافيا عن نفسه وجماعته إحدى التهم التي سعت طهران إلى إلصاقها بهم، مضيفا: "نعم إننا ندافع عن حقوق أهل السنة المحرومين المضطهدين مما يمارسه بحقهم النظام"، لكننا "نطالب بنظام ديمقراطي يحترم اعتقادات الشعب وممضىهم".. إذ تتهمهم إيران بالارتباط بالدول العربية السنية في المنطقة (مصر والسعودية والأردن)، فضلا عن علاقتهم بأمريكا وإسرائيل، ومنها ارتباطهم بالقاعدة وطالبان؛ نظرا لوجودهم في باكستان التي يتخذون من أراضيها منطلقا لعملياتهم، لكن ريجي ظل حريصا على نفي جميع هذه التهم، مؤكدا أنهم فقط "يجاهدون في سبيل استعادة حقوقهم المغتصبة، ودعم قيام نظام ديمقراطي يعامل مواطنيه معاملة مساوية بغض النظر عن دينهم وطائفتهم"، فضلا عن أنهم جميعا من أبناء قبائل البلوش التي تسكن المثلث الحدودي.

وعلى خلاف المتسقط، صرح عبد المالك في لقاءة مع صحيفة "أمروز" الإيرانية في مايو2008 أنه متمسك بهويته الإيرانية، نافيا حتى البلوش يسعون إلى الانفصال عن إيران، مضيفا حتى غاية مطالبهم هوتحقيق العدالة والمساواة ضمن دولة فيدرالية مكونة من بلوشستان ذات سيادة؛ وهونهج يعتمد شيئا من الواقعية ولا يراهن على الأحلام، كما أنه يتناغم مع رؤية "حزب شعب بلوشستان" وهوحزب آخر يناضل ضد سياسات التمييز والإهمال.

يصنف ريجي بالمطلوب الأول لإيران، والمحكوم عليه بالإعدام لتورطه في عمليات خطف وقتل جنود، وتشكيل جماعة مسلحة تناهض الجمهورية، وهوشاب في العقد الثالث من العمر، لكن يجتمع حوله عدد كبير من الشباب، سعوا بكل الوسائل لمناهضة الدولة الإيرانية رغم محدودية إمكاناتهم، حتى حتى لحركتهم إذاعة خاصة بها تعهد بإذاعة "صوت البلوش" تبث برامجها من العاصمة السويدية استوكهولم، فتحت قيادته نفذ (جند الله) عشرات العمليات ضد الحرس الثوري وقوات الباسيج.

وبالرغم من حتى عناصر التنظيم أكثرهم من البلوش الذين يسكنون المثلث الحدودي بين إيران وأفغانستان وباكستان، فإنهم دعوا في بيان رسمي منتصف الشهر الحالي (2/2010) الأقليات العرقية الأخرى والطوائف المهمشة في إيران مثل العرب والكرد والهجرمان والآذار والجيلاك إلى الالتحاق بصفوفهم؛ لإجبار "الحكومة الصفوية" على منحهم الحقوق.

محاولات طهران لاعتنطق هذا الشاب السني المتمرد عليها ترجع إلى عدة سنوات وليست وليدة اليوم، منذ شرع تنظيمه يهاجم الأجهزة الإيرانية حتى أثخن فيها، وقد نشطت هذه المحاولات منذ الانفجار الذي سقط في مدينة زهدان قبل عدة أشهر وأسفر عن مقتل أكثر من أربعين شخصا بينهم 15 من كبار قادة الحرس الثوري.

وكانت طهران قد أعربت حتى قواتها تمكنت من قتله أواخر 2008 مع 11 من أعوانه قرب الحدود الأفغانية، لكنه سرعان ما ظهر في شريط فيديوعرضته قناة "العربية" ليكذب هذه الانادىءات، ويصفها بالحرب النفسية من أجل تهبيط عزيمة الشعب البلوشي.

فئة باغية أم حركة تحرر؟

لكن على الرغم من حتى ريجي يتبنى على الدوام الدفاع عن مطالب أهل السنة في لقاءة التضييق الذي يتعرضون له، فإن اللافت للانتباه حتى جماعة أهل السنة الرسمية في إيران كانت ترفض على الدوام الاعتراف بتنظيم جند الله؛ لأنه في نظرهم يسيء إلى مصالح أهل السنة أكثر مما يفيدهم، وربما جزء من هذه الإشكالية يكمن في أوضاع السنة -رسميين وغير رسميين- بهذا البلد الذي يدين رسميا بالممضى الشيعي.

وتنظر طهران إلى التنظيم بوصفه "فئة باغية"، أوجماعة متمردة، ومهربي مخدرات، كما تتهمه بأنه على صلة وثيقة بحركة البلوش المطالبة بالاستقلال، أوأنه فصيل منها، ولذلك دأبت على إعدام عناصره جهارا نهارا في الميادين وأمام الحشود، وفي يوليو/تموز الماضي أعدمت 13 من أعضائه وعنصرًا آخر في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، بينما أرجأت تطبيق الإعدام بحق عبد الحميد ريجي شقيق عبد المالك الذي تسلمته من باكستان في يونيو/حزيران 2008.

وفي نوفمبر من العام الماضي أعرب ريجي عن شروط لجماعته لوقف عملياتها ضد السلطات الإيرانية، منها: "إزالة قواعد الحرس الثوري وباقي القواعد العسكرية من سيستان وبلوشستان، والإفراج عن السجناء السياسيين دون قيد أوشرط، وإقامة نظام فيدرالي في الإقليم"، محذرًا طهران من عدم الاستجابة لشروطه، لكنها لم تستجب بالعمل.

وأواخر العام الماضي بعث عبد المالك برسالة إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يدعوه فيها إلى الاهتمام بقضية السنة في إيران، نطق فيها: إذا "جرائم طهران خلال العامين الماضيين تجاوزت إعدام أكثر من ألفي شاب من أهل السنة، وإن النظام الإيراني قام بهدم مساجد عديدة لأهل السنة في مدن مشهد وشيراز وصالح آباد وسرباز، وتم تسويتها بالأرض، فضلا عن هدم مدارس دينية عديدة"، على حد قوله.

فمنذ الغزوالبريطاني يتوزع إقليم "بلوشستان" بين إيران وباكستان وأفغانستان؛ ما أدى إلى نشوء بلوشستان إيرانية، وبلوشستان باكستانية، وبلوشستان أفغانية، لكن الإقليم ظل محتفظًا بوحدة رقعته الجغرافية، وظل سكانه الموزعون على المناطق الثلاث متمسكين بوحدة انتمائهم العرقي، إضافة إلى اللغة البلوشية، والانتماء إلى الإسلام السُّني.. ومن ثم نشطت الحركات البلوشية مطالبة بفصل بلوشستان عن البلاد التي توزعت عليها (إيران وأفغانستان وباكستان) لإقامة دولتهم الموحدة.

انظر أيضاً

• انفجار زاهدان 2009
• جند الله

وصلات خارجية

• Dan Rather interview with Abdolmalek Rigi
• Forum
• Forum

الهامش