نور (صوفية)
النور: <center>النور يشير الى الظهور . والظهور امر اضافي أذ يظهر الشي لامحالة لغيره ويبطن عن غيره فيكون ظاهرا بالاضافة وباطنا بالاضافة . واقوى الادراكات واجلاها عند العوام هي الحواس ومنها حاسة البصر والاشياء بالاضافة الى الحس البصري ثلاثة اقسام:منها مالا يبصر بنفسه كالاجسام المظلمةومنها مايبصر بنفسه ولايبصر به غيره كالاجسام المضيئة ((الكواكب وجمرة النار)) اذالم تكن مشتعلة .ومنها مايبصر بنفسه ويبصر به ايضاغيره كالشمس والقمر والنيران المشتعلة والسراج والنورهواسم لهذا القسم الثالث ثم تارة يطلق على ما يفيض من هذه الاجسام المنيرة على ظواهر الاجسام الكثيفة.فينطق أستنارت الارض وسقط نور الشمس على الارض ونور السراج على الحائط والثوب وتارة يطلق على نفس هذه الاجسام المشرقة لانها ايضا في نفسها المستنيرة. وعلى الجملة فالنور تعبير عما يبصر بنفسه ويبصر به غيره كالشمس. <center/>
سرّ النور
سرّ النور وروحه هوالظهور للادراك وكان الادراك موقوفا على وجود النور وعلى وجود العين الباصرة ايضا: اذ ان النور هوالظاهر المظهر وليس شيء من الانوار ظاهرا في حق العمياة ولا مظهرا . فقد تساوت الروح الباصرة والنور الظاهر في كونه ركنا لابد منه للادراك.ثم ترجح عليه في ان الروح الباصرة هي المدركة وبها الأدراك بل عنده الادراك فكان اسم النور الباصر أحق منه بالنور المبصر. والعقل أولى بان يسمى نورا من العين الظاهرة لحملة قدره عن النقائص.
الانوار السماوية
ان الانوار السماوية التي منها تقتبس النوار الارضية ان كان لها ان تترتب بحيث يقتبس بعضها من بعض فالاقرب من الانوار السماوية أولى باسم النور لانه اعلى رتبة. فاسم النور على غير اسم النور السماوي مجاز محض : أذ ان جميع ما سواه أذا أعتبر ذاته فهوفي ذاته من حيث ذاته لانور له: بل نورانيته مستعارة من غيره ولا قوام لنورانيته المستعارة بنفسها بل بغييرها ونسبة المستعار الى المستعير مجاز محض.
حقيقة النور
النور راجع الى الظهور والاظهار ومراتبه فافهم انه لا ظلمة أشد من ظلمة العدم
لانه مظلم ولان المظلم سمي مظلما لانه لايظهر للابصار . أذا لايصير موجودا للبصير مع انه موجود في نفسه فالذي ليس موجودا لغيره ولا لنفسه كيف من الممكن أن لا يستحق انقد يكون هوالغاية في الظلمة وفي لقاءته الوجود وهوالنور. النور هومفتاح أكثر المعارف فمن افترض ان الكشف موقوف على الادلة المجردة فقد ضيق رحمة الله الواسعة ولما سئل الرسول (ص) عن الشرح ومعناه في الاية:"ومن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام" نطق: هونور يقذفه الله تعالى في القلب فقيل وما علامته،يا ترى؟ فنطق التجافي عن دار الغرور والانابة الى دار الخلود." ابن كثير ونطق (ص): ان الله تعالى خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره" في مسند احمد :ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة فالقى عليهم من نوره فمن اصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى ومن اخطاه ضل" ابن عمر. فمن ذلك النور ينبغي ان يطلب الكشف وذلك النور ينجبس من الجواد الالهي في بعض الاحيين ويجب الترصد له.
الجواهر العقلية المقدسة
ان الجواهر العقلية المقدسة وان كانت فعالة الا انها وسائط جود النور السماوي وهوالفاعل بها كما ان النور الاقوى لا يمكن النور الاضعف من الاستقلال بالانارة –فالقوة القاهرة الواجبة لا تمكن الوسائط من الاستقلال لوفور فيضه وكمال قوته. وهوما لا يتناهى بما لايتناهى فكل شأن فيه شأنه. وقد قيل: ماعليه من نارها فهونور هكذا النور مخمد النيران ان الجواهر العقلية المقدسة وان كانت فعالة الا انها وسائط جود النور السماوي وهوالفاعل بها كما ان النور الاقوى لا يمكن النور الاضعف من الاستقلال بالانارة –فالقوة القاهرة الواجبة لا تمكن الوسائط من الاستقلال لوفور فيضه وكمال قوته. وهوما لا يتناهى بما لايتناهى فكل شأن فيه شأنه. وقد قيل: ماعليه من نارها فهونور هكذا النور مخمد النيران
انوار الله