وادي قاديشا

وادي قاديشا (الوادي المقدس) وحرش أرز الرب
وادي قاديشا (الوادي المقدس) وحرش أرز الرب
أسس الاختيار	ثقافي: iii, iv
المراجع	850
Inscription	1998 (22nd Session)

وادي قاديشا

وادي قاديشا أووادي قنوبين هومن أعمق وديان لبنان. يقع الوادي في قضاء بشري في شمال لبنان ويبعد عن العاصمة بيروت 121 وقع ويرتفع عن سطح البحر 1500م. يحري في عمقه نهر قاديشا الذي ينبع من مغارة تقع عند أقدام "أرز الرب" التي تُشرف عليها "القرنة السوداء"، أعلى قمم جبال لبنان.

مصير وادي قنوبين تحت رحمة بعض هواة التخييم

التسمية

أما حدثة "قاديشا" فمُشتقّة من جذر سامي يعني "القداسة"، بحيث بات يعني "الوادي المقدّس". بالرغم وجود الأديرة والكنائس والصوامع فيه، فمن المحتمل حتىقد يكون هذا الاسم قد أطلِق على الوادي قبل دخول المسيحيّة إلى المنطقة. وقد يحدث في الأصل صفة الاله "البعل القدّوس" الذي كان له معبد عظيم في طرابلس في العصر الروماني، حيث كان يُعرَف باسم "زوس هاجيوس" أي «زوس القدوس».

تاريخه

رسم لبارتليت يصور وادي قاديشا المقدس - 1883م

منذ الأزمنة القبتاريخيّة حتى العصر الروماني، سكن الإنسان في مغاور الوادي وملاجئه الصخريّة. ومع بدايات دخول المسيحيّة إلى الجبل، تحوّلت هذه الكهوف إلى كنائس وصوامع وأديرة وتعاقبت على السكن فيها الرهبان والنساك والمتوحدين. وكان هؤلاء ينتمون إلى مختلف المعتقدات التي انبثقت عن الاختلافات اللاهوتيّة حول لاهوت المسيح وناسوته والتي أدمت القرون المسيحيّة الأولى.

وكان يقيم في الوادي بعض المنبترين من المسلمين، على حدّ ما رواه الرحال الأندلسي ابن جبير الذي تجوّل في المنطقة في غضون القرن الثاني عشر، وشهِد بأنّ مسيحيي جبل لبنان كانوا يقدّمون الطعام والمؤن إلى المسلمين الذين اختاروا الانقطاع عن الدنيا.

جغرافيته

يبدأ الوادي عند بلدة بشري، ويصبّ فيه عدد من الوديان الرافدة التي تجتمع مياهها فيه لتسيل باتجاه البحر، بعد حتىقد يكون النهر قد عبر طرابلس وتحوّل فيها اسمه من نهر قاديشا إلى نهر أبي علي. ينفصل الوادي إلى شعبتين عند بلدة طورزا. تتجه احداهاإلى بلدة إهدن وتعهد باسم "وادي قزحيّا". أما تتجه الثانية نحوالأرز وتُعهد باسم "وادي قنوبين"، نسبة إلى اسمي دَيرَين عظيمين فيهما.

معالمه

دير مار أليشع يقع على الحافة.

من أبرز معالم الوادي:

مقر البطريركية المارونية من العام 1400 م حتى العام 1790 م.
دير مار أليشع الشاهد على ولادة الرهبنة المارونية اللبنانية في عام 1695.
دير مار أنطونيوس قزحيا وهومقر أول صحافة مكتوبة في لبنان في القرن 16.

خريطة

مخاطر وتهديد

فضلاً عن المخالفات البشرية، تفتك الخنازير البرية بالوادي

منذ سنوات، يعاني وادي قنوبين من إهمال «مخيف»، لدرجة حتى منظمة «اليونسكو» هددت بحمل اسمه عن لائحة التراث العالمي. يظهر حتى هذا التهديد قد حثّ القيّمين عليه على تحسين الوضع بأسلوب لا يسبّب مشاكل جديدة.

فما حتى شارف الموسم السياحي في وادي قنوبين على نهايته، في نوفمبر 2010. بدأ عدد السياح الأجانب واللبنانيّين يتضاءل، بعد حتى وصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف زائر في عطلة نهاية الأسبوع. فعام 2010 كان الموسم خيّراً لأهالي المنطقة. لكن ثمّة مفارقة تتحكم في نظرة الأهالي إلى واديهم. فهم يبدون سرورهم للنفع الذي يجنونه بسبب استقطاب الزوّار بعد إدراج الوادي ضمن لائحة التراث العالمي، لكنّهم يتذمّرون كلّما ارتفعت الأصوات المطالبة بالحفاظ عليه وفقاً لمعايير قوانين التصنيف.