مسرح ديونيسس

عودة للموسوعة

مسرح ديونيسس

الأطلال الحالية من مسرح ديونيسس.

ورد في معجم سويداس The Lexicon of Suidas أنه وقع في أثناء تمثيل مسرحية من تأليف براتيناس Pratinas حوالي 500 ق.م حتى سقطت المقاعد الخشبية التي كان النظارة يجلسون عليها، وأن أصيب بعضهم بجروح، وأن استولى الذعر عليهم، وأن الأثينيين شادوا بعد هذا الحادث ملهى من الحجر إلى المنحدر الجنوبي للأكربوليس وهبوه للإله ديونيشس . ثم شيدت ملاه أخرى على غراره في المائتي عام التالية في إرتريا Eretria، وإبدورس، وأرغوس، ومنتينيا Mantinea، ودلفي، وتورومينيوم Tauromenium (تورومينا Tauromina)، وسرقوصة، وغيرها من المدائن في مختلف أنحاء العالم اليوناني. ولكن مسرح ديونيشس هوالذي مثلت عليه المآسي والمسالي الكبرى في أول الأمر، وهوالذي ناضل أشد النضال في المعركة التي احتدمت بين الدين القديم والفلسفة الحديثة، والتي ربطت أجزاء التاريخ الفكري لعصر بركليز، وجعلته عملية كبيرة واسعة النطاق من عمليات التفكير والتغيير.

اعادة بناء لمسرح ديونيسس في العصر الروماني
مقعد في المسرح

ولا حاجة بنا إلى القول بأن الملهى العظيم كان مكشوفاً للسماء. وأن مقاعده الخمسة عشر ألف كانت ترتفع على شكل نصف دائرة كالمروحة، ومشيدة من القرميد مطلة على البارثنون، ومتجهة نحوجبل هيمتس Hymettus والبحر. ومن أجل هذا فإن أشخاص المسرحية حين ينادون الشمس والنجوم والبحار، كانوا ينادون حقائق واقعية يستطيع معظم النظارة، وهم يستمعون إلى الحديث أوالغناء، حتى يروها ويشعروا بوجودها. وقد صنعت المقاعد من الخشب أولاً، ثم من الحجارة بعدئذ، ولم تكن لها مساند خلفية؛ وكان كثيرون من النظارة يأتون معهم بوسائد يجلسون عليها، ولكنهم كانوا يحضرون خمس مسرحيات في اليوم الواحد دون حتى يسندوا ظهورهم إلى شيء معروف لنا غير ركب من خلفهم من النظارة، وهي بلا ريب مساند غير مريحة. وكان في الصفوف الأمامية عدد قليل من المقاعد الرخامية ذات الظهور يجلس عليها كبار كهنة ديونيشس المحليين وموظفوالمدينة . وكان عند قاعدة منصة الخطابة مكان للرقص وللمغنين، وكان من خلفها بناء خشبي صغير يسمى الاسكيني Skene أوالمنظر، يتخذ تارة لتمثيل قصر، وتارة لتمثيل معبد، أوبيت خاص، وأكبر الظن أنه كان يستخدم فوق هذا لجلوس الممثلين حين لاقد يكونون على المسرح يمثلون أدوارهم . وهناك معدات بسيطة "كمذابح" القرابين، والأثاث وما إليها مما قد تحتاجه المسرحية؛ وأخرى كالمناظر والملابس يؤتى بها عند تمثيل مسرحية لأرسطوفان(20)وقد صور أجاثاركس الساموسي عدة مناظر تصويراً توهم الرائي بوجود مسافات بينها. وكانت هناك عدة وسائل آلية تساعد على تغيير مجرى الحوادث أومكانها .من ذلك أنه إذا أريد إظهار انتهاء حادثة من الحوادث داخل المنظر دار سطح خشبي (Ekkyklema) على عجل إلى خارج المسرح وصنعت عليه صور بشرية بكيفية تعبر أمام النظارة ما حدث، وقد توضع عليه جثة ومن حولها القتلة وبأيديهم أسلحتهم ملوثة بالدماء، ولم يكن من تنطقيد التمثيل اليوناني حتى تمثيل الحوادث العنيفة على المسرح مباشرةً. وكان على جانبي صدر المسرح لوحة كبيرة منشورية الشكل مثلثة تتحرك على محور لها، وقد رسم على جميع وجه من أوجه المنشور منظر يخال ما على الوجه الآخر، فإذا أديرت هذه الأوجه تغير المنظر في لمح البصر. وكان أحب من هذا جهاز آخر يتكون من آلة رافعة ذات بكرة وأثنطق توضع على يسار المسرح وتستخدم في إنزال الآلهة أوالأبطال من "السماء" إلى المسرح أوإعادتهم إلى "السماء" أوإظهارهم معلقين في الهواء بين السماء والأرض. وكان يوربديز بنوع خاص مولعاً باستخدام هذه الآلة لإنزال إله يحل بتقواه ما في مسرحياته اللا أدرية من تعقيد.

ولم تكن المأساة في أثينة من الشئون الدنيوية أوالأعمال التي تتكرر طول العام، بل كانت جزءاً من الاحتفال السنوي بعيد ديونيشس . وكانت تعرض على الأركون بهذه المناسبة عدة مسرحيات يختار منها عدداً قليلاً ليمثل في هذا العيد. وكانت جميع قبيلة من القبائل العشر في أتكا تتخذ واحداً من مواطنيها الأثرياء يشرف على جوقة المرتلين. وكان من امتيازاته حتى يؤدي نفقات تدريب المغنين، والراقصين، والممثلين، وما إلى ذلك من النفقات التي يتطلبها تمثيل إحدى المسرحيات. وكان المشرف ينفق في بعض الأحيان مبالغ طائلة على إعداد المناظر والملابس وتدريب الممثلين. وبهذه الطريقة كانت جميع مسرحية ينفق عليها نيسياس تنال جائزة(21). وكان بعض المشرفين الآخرين يقتصدون في هذه النفقات باستئجار ملابس مستعملة من باعة ملابس التمثيل(22). وكان واضع المسرحية هوالذي يقوم عادة بتدريب جوقة المرتلين.

وكانت هذه الجوقة أبرز عناصر التمثيل وأكثرها نفقة من عدة وجوه. وكثيراً ما كانت المسرحية تسمى باسمها، وعن طريقها كان الشاعر في أكثر الأحيان يعبر عن آرائه في الدين والفلسفة. وتاريخ التمثيل اليوناني كفاح خاسر تقوم به جوقة المرتلين للسيطرة على المسرحية. ولقد كانت هي في بادئ الأمر جميع شيء فيها، ثم نقص شأنها في ثسبيس وإسكلس، حدثا زاد عدد الممثلين، ثم اختفت نهائياً في مسرحيات القرن الثالث. ولم تكن الجوقة تتألف عادة من مغنين محترفين، بل كانت تتألف من هواة يختارون من الكشوف المحتوية على أسماء أبناء القبيلة المدنيين. وكانوا جميعاً من الرجال، وكان عددهم بعد إسكلس خمسة عشر رجلاً، وكانوا يقومون بالرقص والغناء معاً ويسيرون في موكب مهيب فوق المسرح الطويل العتيق، يشرحون بحركاتهم الموزونة ألفاظ المسرحية ومواقفها.

وكان للموسيقى في المسرحيات اليونانية شأن لا يعلوعليه إلا شأن الشعر والتمثيل نفسه، وكان المؤلف هوالذي يضع عادةً موسيقى المسرحية كما يضع ألفاظها(23). وكان معظم الحوار يلقى بشكل أحاديث أوخطب حماسية، وكان بعضه ينشد، ولكن الأدوار الهامة كانت تحتوي على بتر غنائية يغنيها إنسان واحد أوشخصان أوثلاثة أشخاص معاً، أوتنشد مع النشيد الجماعي أوتتعاقب معه(24). وكان الغناء بسيطاً غير مقسم إلى أدوار أوألحان متوافقة. وكان يصحبه في العادة نفخ في الناي يوافق أنغام المغنين نغمة بعد نغمة. وبهذه الطريقة كان في وسع النظارة حتى يتابعوا ألفاظ القصيدة دون حتى تضيع في نغمات الغناء. وليس في وسعنا حتى نحكم على هذه المسرحيات بقراءتها قراءة صامتة، ذلك حتى الألفاظ عند اليونان لم تكن إلا صورة فنية معقدة ينسج منها الشعر، والموسيقى، والتمثيل، والرقص، وتتألف منها كلها وحدة عميقة متحركة .

ولكن المسرحية رغم هذا هي أبرز شيء، والجائزة تمنح لها أكثر مما تمنح للموسيقى، وتمنح للتمثيل أكثر مما تمنح للمسرحية؛ وكان في وسع الممثل الماهر حتى يحمل من شأن مسرحية متوسطة فتفوز هي بالجائزة(26). ولم يكن الممثل - وهودائماً من الذكور - شخصاً محتقراً كما كانت الحال في رومة؛ بل كان يكرم أعظم تكريم، فيعفى من الخدمة العسكرية، ويمر آمناً بين صفوف الجند في زمن الحرب. وكان يلقب هبكريتسس Hypokrites، وكان معنى هذا اللفظ عندهم هوالمجيب، أي المجيب على النشيد الجماعي. ولم يؤد الدور الذي يقوم به الممثل من انتحال شخصية إنسان آخر إلى تغيير معنى هذه الحدثة فيصبح معناها "المنافق" إلا بعد ذلك العهد. وكان الممثلون يؤلفون لهم طائفة أونقابة قوية تسمى نقابة "الفنانين الديونيشيين"، انتشر أعضاؤها في جميع بلاد اليونان؛ وكانت جماعات من الممثلين تنتقل من مدينة إلى أخرى، يؤلفون مسرحياتهم ويلحنون موسيقاها، ويصنعون ملابسهم، ويقيمون مسارحهم. وكان ولج كبار الممثلين عظيماً كما هوشأنهم في جميع الأوقات، أما المتوسطون منهم فكان دخلهم قليلاً مزعزعاً(27)؛ وكانت أخلاقهم هي الأخلاق التي يتسقط الإنسان وجودها في أقوام يتنقلون من مكان إلى مكان، وتختلف معيشتهم بين الترف والفقر، يمنعهم توتر أعصابهم من حتى يحيوا حياة سوية مستقرة.


وكان الممثل في المآسي والمسالي على السواء يلبس على وجهه قناعاً، يركب فيه عند فمه مبسم من الشبهان. وكانت كيفية تنظيم الصوت في الملهى اليوناني، ووضع المسرح بحيث يراه الجالس في أي مقعد من المقاعد، طريقة فذة مدهشة. على حتى اليونان مع هذا رأوا أنه يحسن بهم حتى يقووا صوت الممثل، وأن يساعدوا عين الناظر البعيد على تمييز مختلف أشخاص الرواية، وكانوا يضحون في سبيل هذا بكل مميزات الصوت والوجه وتعبيراتها. فإذا كانوا يمثلون على المسرح أشخاصاً حقيقيين مثل يوربديز في مسرحية إكلزيازوسي، وسقراط في مسرحية السحب، فإن الأقنعة كانت تحاكي ملامحهم الحقيقية، وتحاكيها في الغالب محاكاة هزلية. وقد اتىت الأقنعة إلى المسرحيات من طريق التمثيل الديني، وكانت فيها من وسائل الإرهاب أوالفكاهة. وقد ظلت تسير على هذه السُنَّة في المسالي؛ وكان فيها من القبح، وغرابة الشكل، والإسراف في هذا جميع ما يستطيع خيال اليونان حتى يبتدعه. وكانت الوسائد والمساند تزيد من أجسام الممثلين، والقلانس العالية والأحذية ذات النعال السميكة تزيد من أطوالهم، كما كانت الأقنعة تقوي أصواتهم وتزيد في وجوههم. وقصارى القول حتى الممثل القديم كان، كما يقول لوشيان، شخصاً ذا "منظر بشع مفزع"(28).

وليس النظارة أقل جدارة باهتمامنا من المسرحية نفسها. لقد كان الدخول لمشاهدة التمثيل مباحاً لجميع الرجال والنساء من كافة الطبقات(29). وكان جميع المواطنين بعد عام 420 ق.م. يعطون من الدولة الأبلتين اللتين يؤدونهما أجراً للدخول إذا كانوا في حاجة إليهما. وكان النساء يجلسن بمعزل عن الرجال كما كان للسراري مكان خاص بهن؛ وقد جرت العادة حتى تمنع النساء الساقطات من حضور المسرحيات إلا إذا كانت المسرحية مسلاة(30).

وكان النظارة جماعة مرحين ليسوا أحسن ولا أسوأ أخلاقاً من أمثالهم في غير بلاد اليونان. وكانوا وهم يشاهدون التمثيل ويستمعون إليه يأكلون البندق والفاكهة ويشربون الخمر. وكان أرسطاطاليس يقترح حتى تقدر قيمة إخفاق المسرحية بمقدار ما يؤكل من الطعام في إثناء تمثيلها. وكانوا يتنازعون المقاعد، ويصفقون ويصرخون لمن يحبون من الممثلين، ويصفرون ويزمجرون حين يغضبون؛ فإذا رأوا ما يدعوا إلى احتجاج أقوى من هذا، دفعوا المقاعد بأقدامهم إلى الأرض، وإذا ثاروا أخرجوا الممثل عن المسرح بالزيتون أوالتين أوالحجارة(31). وكاد إسكنيز حتى يلقى حتفه رجماً بالحجارة عقاباً له على وضع مسرحية بغيضة، وكاد إسكلس حتى يقتل لأن النظارة اعتقدوا أنه أفشى بعض أسرار الطقوس الإليوزينية الغامضة. وقد وقع حتى استعار موسيقى كمية من الحجارة ليبني بها بيتاً، ووعد من استعارها منه حتى يردها إليه مما سيجمعه من عمله في المسرحية التالية(32). وكان الممثلون في بعض الأحيان يستأجرون جماعة من المصفقين، لكي يطغى تصفيقهم على ما يخشونه من صفير النظارة، وكان بعض الممثلين الهزليين يلقون بالبندق إلى النظارة يرشونهم به لكي يظلوا هادئين(33). وكان النظارة يستطيعون إذا شاءوا حتى يحولوا دون إتمام التمثيل بما يحدثونه من ضجة متعمدة، ويحتمون تمثيل المسرحية الثانية(34). وبهذه الطريقة كان يمكن اختصار البرنامج التمثيلي إلى الحد الذي يطيقونه.

مسقط رأسي للمسرح

وكان التمثيل في مدينة ديونيشيا يدوم ثلاثة أيام، تمثل في جميع منها خمس مسرحيات - ثلاث مآس ومسرحية خرافية يخطها شاعر، ومسلاة يخطها شاعر آخر(35). وكان التمثيل يبدأ في الصباح الباكر ويستمر إلى ما بعد الغروب؛ ولم تكن مسرحية ما تمثل مرتين في ملهى ديونيشس إلا في أحوال نادرة، فإذا لم يشاهدها بعضهم في ملهى هذه المدينة استطاع حتى يشاهدها في ملاهي غيرها من المدن اليونانية، أوحتى يشاهدها ممثلة تمثيلاً أقل روعة على مسرح قروي في أتكا. وبلغ عدد المسرحيات الجديدة التي مثلت في أثينة بين عامي 480، 380 نحوألفي مسرحية(36). وكانت الجائزة التي تمنح لأحسن المآسي الثلاث عنزة، والتي تمنح لأحسن مسلاة سلة ملأى بالتين وزقاً من الخمر؛ أما في العصر المضىي فكانت الجوائز الثلاث التي تمنح للمأساة، والجائزة الوحيدة التي تمنح للمسلاة، بدرة من المال تقدمها الدولة. وكان المحكمون العشرة يختارون بالقرعة في الملهى نفسه في صباح اليوم الأول من أيام المباراة، وكانوا يختارون من بين ثبت طويل يحتوي أسماء من يرشحهم المجلس لهذا الغرض، فإذا انتهت المسرحية الثالثة خط جميع قاضٍ على لوحة ما يختاره من المسرحيات لنيل الجوائز الأولى والثانية والثالثة، ثم وضعت اللوحات جميعها في قارورة ليختار الأركون خمساً منها حيثما اتفق. وهذه الأحكام الخمسة مجتمعة تنال الجائزة النهائية، أما الخمسة الثانية فتتلف دون حتى تقرأ. ولهذا فإن أحداً من الناس لم يكن يعهد مقدماً من هم القضاة، أوأيهم سيكون الحكَم عملاً. على أنه كان يحدث في بعض الأحيان ورغم هذه الاحتياطات حتى تقدم الرشا للمحكمين، أوحتى يرهبوا لكي يحكموا لشخص بعينه. ويشكوأفلاطون من حتى القضاة لخوفهم من الجماهير كانوا في جميع مرة تقريباً يقضون حسب ما يوحي به تصفيق الجماهير، ويقول إذا هذا "الحكم المسرحي" يفسد المؤلفين والنظارة جميعاً(38). فإذا انتهت المباراة توج الشاعر الفائز ومنظم فرقة المنشدين بالحلباب ، وكان الفائزون في بعض الأحيان يقيمون نصباً كالنصب الذي أقيم لليسكراتس Lysicraltes، ليخلدوا به فوزهم. وكان الملوك أنفسهم يتبارون لنيل هذا التاج.

ويقرر حجم الملهى وتنطقيد الاحتفال طبيعة المسرحيات اليونانية إلى حد بعيد. وإذ كان من غير المستطاع إظهار الفروق الضعيفة بين الشخصيات بملامح الوجه أوتغيير نبرات الصوت، فقد كانت الدقة في تصوير شخصيات المسرحية قليلة الوجود في الملهى الديونيشي. لقد كانت المسرحيات اليونانية دراسة للأقدار أي للإنسان في كفاحه مع الآلهة، أما المسرحيات التي خطت في عصر الملكة إليزابيث فكانت دراسة في تتابع الحوادث أي دراسة للإنسان في صراعه مع أخيه الإنسان، وكانت الجيدة منها دراسة في الأخلاق أي دراسة للإنسان في صراعه مع نفسه. وكان النظارة اليونان يعهدون مقدماً مصير جميع شخصية من الشخصيات الممثلة، كما يعهدون نتيجة جميع حادثة من حوادث التمثيل؛ ذلك بأن العادات الدينية كان لا يزال لها في القرن الخامس من القوة ما يكفي لتحديد موضوع المسرحيات الديونيشية بحيث لا يخرج عن سيرة من الأساطير والخرافات الشائعة عند اليونان الأولين . ولم يكن في المسرحية شيء من ترقب النتائج غير المعروفة أومن المفاجآت، بل كان فيها بدلاً من هذا لذة الشعور السابق بالنتائج المرتقبة وفهم ما سيكون قبل وقوعها. وكان مؤلفوالمسرحيات جيلاً بعد جيل يقصون على النظارة أنفسهم السيرة بعينها؛ ولم يكن بينهم اختلاف إلا في الشعر، والموسيقى، والتفسير، والفلسفة. وحتى الفلسفة نفسها كانت تحددها التنطقيد إلى حد كبير : فترى الموضوع الرئيسي في مسرحيات إسكلس وسفكليز هوالعقاب الذي تفرضه الآلهة الحاسدة أوالأقدار اللاشخصية جزاء على التعاظم الوقح والتكبر عليها وعدم تعظيمها؛ والمغزى الذي يتكرر على الدوام هوما في إطاعة صوت الضمير والشرف وما في الاعتدال المتواضع من حكمة بالغة. وإن اجتماع الفلسفة بالشعر، وبتتابع الحوادث، والموسيقى، والغناء والرقص هوالذي جعل المسرحيات اليونانية من طراز حديث في تاريخ الأدب. وهوالذي جعلها ترقى منذ نشأتها تقريباً إلى درجة من العظمة والفخامة لم ترق إلى مثلها فيما بعد.


الهامش


المصادر

  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)


Coordinates:

تاريخ النشر: 2020-06-04 09:31:53
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, أكروپوليس أثينا, معالم أثينا, مباني ومنشآت يونانية قديمة في أثينا, مباني مسارح يونانية قديمة, مواقع أثرية يونانية قديمة في اليونان, Cult of Dionysus

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير الشباب يلتقى رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:25
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

تعليم الوادى الجديد يعلن نتائج مسابقة «الحديث الصحفى الإلكترونى»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 70%

جامعة الفيوم تنظم ورشة «فضفضة» للفتيات لمناهضة العنف ضد المرأة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

كل ما تريد معرفته عن امتحانات الثانوية العامة 2023 بعد اعتماد الجدول

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:40
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

القضاء الإداري يلزم الداخلية بمحو قضية لسيدة مضى عليها 42 عامًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:37
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

لمجرد يستأنف الحكم الفرنسي ضده في قضية الاغتصاب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:35
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

فتح شارع مغلق منذ 20 عاما بسبب التعديات بقرية ميت غزال في الغربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

أسوان تضخ 19 ألف كرتونة و15 طنًا من السلع الأساسية استعدادًا لرمضان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:17
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

رسميًا.. مدرب الأهلى السابق يخوض أولى تجاربه التدريبية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

زلزال تركيا.. 20 وفاة في صفوف الجالية المغربية و33 في عداد المفقودين

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:37
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

الصحراء.. النمسا تعتبر مخطط الحكم الذاتي "مساهمة جادة وذات مصداقية"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:31
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

إعادة الدعوى المقامة من ممدوح عباس ضد رئيس الزمالك للمرافعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

صلاح محسن يقود سيراميكا للفوز على البنك الأهلي في الدوري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:23
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

محافظ أسوان يبحث مع وفد «التنمية المحلية» جذب مزيد من الاستثمار

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

الصحة: فحص 8 آلاف من راغبى الزواج ضمن المبادرة الرئاسية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

تقرير: صراع ثلاثي من أندية البريميرليج على ضم لاوتارو من إنتر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:23
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

جدول الثانوية العامة بالتفاصيل.. وطلاب لـ«الدستور»: الجدول جيد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 18:21:41
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية