عمارة اليونان القديمة

عودة للموسوعة

عمارة اليونان القديمة

The restored Stoa of Attalus, Athens.

التاريخ

استعاد فن البناء على مهل ما خسره بسبب الغزوالدوري، وحمل اسم الدوريين إلى أكثر مما يستحق. وانتقلت أسس العمارة الميسينية إلى بلاد اليونان خلال العصور المظلمة القديمة الممتدة من عهد أجممنون إلى تربندر، فاحتفظت روائع الفن اليوناني بطراز البناء المستطيل القائم الزوايا، وباستخدام العمد في داخل البناء وخارجه، وبجسم العمود المستدير وتاجه المربع البسيط، وبالأروقة المعمدة، والوجهات ذات الحزوز. غير حتى العمارة الميسينية كانت عمارة مدنية غير دينية، منصرفة كلها إلى تشييد القصور والدور؛ أما العمارة اليونانية في عصر اليونان الزاهر فتكاد حتى تكون كلها دينية، فقد استحال القصر الملكي معبداً مدنياً بعد حتى اضمحلت الملكية، وعمل الدين والديمقراطية على توجيه عواطف اليونان إلى تعظيم المدينة في إنسان إلهها. وشيدت أقدم الهياكل اليونانية من الخشب أواللبن، وهما أنسب المادتين إلى العصر المظلم الفقير؛ ولما حتى صار الحجر المادة الأصلية في تشييد الهياكل، بقيت المظاهر المعمارية كما كانت في عهد البناء بالخشب؛ وظل جسم المعبد الأصلي المستطيل، والعمد المستديرة، (والعارضة الرئيسية) المركبة على العمد، والحزوز الثلاثية في طرف العارضة، والسقف ذو(الجملون) بقيت هذه كلها شاهدة على الأصل الخشبي الذي استمدت منه شكلها الأول. بل إذا الشكل اللولبي الأيوني كان كما يظهر من صورته رسوماً لنباتات وأزهار على كتلة من الخشب(63). وكثر استعمال الحجارة بازدياد ثراء اليونان وكثرة أسفارهم، وكان الانتنطق أسرع ماقد يكون بعد حتى فتحت مصر أبوابها للتجارة اليونانية حوالي عام 660ق. م، وكان حجر الجير المادة الشائعة الاستعمال في أنماط البناء الجديدة قبل القرن السادس، ثم بدأ استعمال الرخام حوالي عام 580، وكان يستخدم أول الأمر في الأجزاء التي يزين بها الهيكل، ثم استخدم بعدئذ في تشييد قابلته، واستخدم آخر الأمر في بناء الهيكل كله من قاعدته إلى سقفه.

وفي بلاد اليونان نشأت (مراتب) العمارة الدورية، والأيونية، ثم الكورنثية في القرن الرابع قبل الميلاد. وإذ كان داخل الهيكل مخصصاً للإله والكهنة القائمين على خدمته، وكانت العبادات كلها تؤدى في خارجه، فقد استخدمت (المراتب) الثلاث كلها في تجميل الهيكل من خارجه وجعله ذا روعة ومهابة. وكان ذلك التجميل يبدأ من الأرض نفسها، وهي عادة مكان مرتفع، فيبنى الأساس من طبقتين أوثلاث طبقات من الحجارة جميع منها أقل مساحة من التي تحتها، وفوق الطبقة العليا مباشرة يقوم العمود الدوري دون حتى تكون له قاعدة خاصة- ويزدان بحزوز ضحلة، محدودة الجوانب، ثم يتسع العمود اتساعاً ظاهراً في وسطه ويتكون منه ما يسميه اليونان (إمتداداً) له. ثم تقل سعة العمود الدوري بعض الشيء حدثا قرب من قمته، فيكون أشبه بالشجرة ومناقضاً للطراز المينوي- الميسيني (وجسم العمود الذي لا تنقص سعته- وأسوأ منه الذي يضيق حدثا اتجه إلى أسفل- يظهر ثقيلاً في أعلاه غير جميل في منظره، على حين حتى القاعدة المتسعة، تزيد شعور الإنسان باستقرار العمود، وهوالشعور الذي يجب حتى تبعثه في النفس جميع العمائر. على حتى العمود الدوري قد يحدث مفرطاً في الثقل، مفرطاً في سمكه بالنسبة إلى ارتفاعه مغرقاً في الصلابة والقوة إغراقاً يشير على البلاهة)، وفي أعلى العمود الدوري يقوم تاجه البسيط القوي ويتكون من (عنق) أورباط مستدير، وبروز دائري محدب كأنه وسادة يرتكز عليها التاج وفي أعلاه التاج المربع نفسه وقد اتسع ليقوى العمود على تحمل العارضة.

وبينما كان هذا الطراز من البناء ينموويتطور على أيدي الدوريين ويتكيف في أغلب الظن بأبهاء العمد التي في الدير البحري وبني حسن المتقدمة على العصر الدوري كان اليونان الأيونيون يبدلون هذا الشكل الأساسي نفسه بتأثير الطرز الآسيوية ونشأ من هذا التطور طراز أيوني يقوم فيه عمود رفيع على قاعدة لها خاصة ويبدأ من أسفلها كما ينتهي في أعلاه بطوق ضيق وكان في العادة أكثر ارتفاعاً وأصغر قطراً من جسم العمود الدوري وكان ما فيه من نقص في سمكه من أسفل إلى أعلى قليلاً لا تكاد العين تدركه. أما الحزوز فكانت غائرة، نصف دائرية تفصلها بعضها عن بعض أطراف منبسطة، وكان رأس تاج العمود الأيوني يتكون من وسادة محدبة ضيقة، ويعلوها تاج أضيق منها، وبينهما تبرز تلفيفة لولبية مزدوجة تكاد تخفيهما عن العين كأنها ملف مطبوق نحوالداخل. وذلك عنصر مأخوذ عن الأشكال الحثية، والآشورية، وغيرهما من الأشكال الشرقية(64). وهذه الخواص إذا أضيفت إليها النقوش البديعة المحكمة التي في الأروقة لا يستبين منها الرائي طرازاً في العمارة فحسب، بل يستبين منها كذلك خواص صنف من الناس : فهل تمثل في الحجارة ما يمتاز بها الأيونيون من وضوح، ودماثة، وقوة عاطفة، ورشاقة، وولع بالتفاصيل الرقيقة؛ كما حتى الطراز الدوري يعبر عن تحفظ الدوريين وكبريائهم، وضخامتهم وقوتهم، وبساطتهم الصارمة؛ ولقد كانت تماثيل الجماعات اليونانية المتنافسة، وآدابها وموسيقاها، وأخلاقها، وثيابها، تختلف لتنسجم مع أنماط عمارتها؛فالعمارة الدورية رياضة، والعمارة الأيونية شعر، وكلتاهما تنشد الخلود في الحجارة؛ والأولى " نوردية " أما الثانية فشرقية، وهما معا تكونان الذكورة والأنوثة في صورة متناسقة منسجمة في جوهرها.


وازدهر الطرازان المتنافسان ازدهاراً عظيماً في القرن السادس وبلغ ذروة الكمال في القرن الخامس. وقد قسما بلاد اليونان من الناحية الجغرافية قسمة ضيزى. فكان للفن الأيوني السيادة في بلاد آسية اليونانية وفي بحر إيجة، وكان للفن الدوري السيادة في أرض اليونان نفسها وفي غربها. وكان أعظم ما أبدعه الفن الأيوني في القرن السادس هومعبد أرتميس في إفسوس، ومعبد هيرا في ساموس، وتماثيل البرنشيدي بالقرب من ميليتس. ولكن جميع العمائر الأيونية التي أنشئت قبل مارثون قد عدا عليها الزمان فلم يبق منها إلا أنقاضها. وأجمل المباني الباقية من القرن السادس معابد بستوم Paestum وصقلية القديمة وكلها من الطراز الدوري. وقد بقي من الهيكل العظيم الذي شيد في دلفي بين عامي 512،548 تصميم قاعدة نعهدها من رسوم المهندس اسبنثاروس Spintharus الكورنثي، أما الهيكل نفسه فقد دمره زلزال سقط في عام 373، ثم أعيد بناؤه بالنظام عينه؛ وكان لا يزال قائماً بهذه الصورة حينما طاف بوزنياس ببلاد اليونان، وتكاد العمارة الأثينية في هذه الفترة حتى تكون كلها دورية الطراز. وبه بدأ بيسستراتس حوالي عام 530 معبد زيوس الأولمبي الضخم في السهل القائم عند أسفل الأكربوليس. وهاجر مئات من الفنانين الأيونيين إلى أتكا بعد حتى فتح الفرس أيونيا في عام 546، وأدخلوا في أثينة طراز العمارة الأيونية أوعملوا على إنمائه. وقبل حتى ينصرم هذا القرن كان المهندسون الأثينيون يستخدمون الطرازين وكانوا قد وضعوا جميع الأسس الفنية لعصر بركليز .




العمارة اليونانية الشائعة

ترتيبات العمارة اليونانية القديمة

Roof tiles

معرض الصور


انظر أيضا

  • Media related to Ancient Greek architecture at Wikimedia Commons
  • قائمة السجلات الأثرية القديمة
  • تقنية يونانية
  • ثقافة يونانية
  • عمارة بيزنطية

الهوامش

المصادر

  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help).
  • [1]
  • Greek architecture Encyclopaedia Britannica, 1965
  • Greece: From Mycenae to the Parthenon, Henri Stierlin, TASCHEN, 2004

Re-invention of roof tiles

  • Marilyn Y. Goldberg, “Greek Temples and Chinese Roofs,” American Journal of Archaeology, Vol. 87, No. 3. (Jul., 1983), pp. 305-310
  • Orjan Wikander, “Archaic Roof Tiles the First Generations,” Hesperia, Vol. 59, No. 1. (Jan. - Mar., 1990), pp. 285-290
  • William Rostoker; Elizabeth Gebhard, “The Reproduction of Rooftiles for the Archaic Temple of Poseidon at Isthmia, Greece,” Journal of Field Archaeology, Vol. 8, No. 2. (Summer, 1981), pp. 211-2


قراءات إضافية

  • Fletcher, Banister; Cruickshank, Dan, , Architectural Press, 20th edition, 1996 (first published 1896). ISBN 0750622679. Cf. Part One, Chaptersستة and 7.
تاريخ النشر: 2020-06-04 09:32:00
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, عمارة يونانية قديمة, تاريخ علم الآثار, فن يوناني قديم

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ست دول لم تتم دعوتها لحضور جنازة الملكة إليزابيث الثانية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-18 15:16:35
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 91%

تتويج التونسية أُنس جابر بلقب شخصية العام الرياضية العربية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-18 15:16:39
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

بطولة انكلترا: ارسنال يستعيد نغمة الفوز والصدارة

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-18 15:16:41
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 87%

حزب الرئيس الفرنسي يختار “النهضة” كاسم جديد

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-18 15:15:30
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 36%

إدارة بادين تكثف جهودها لإغلاق غوانتانامو

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-18 15:15:28
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 49%

أولمبيك خريبكة يواجه الوداد محروما من خدمات 5 لاعبين

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-09-18 15:16:18
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

مشاركة المغرب في قمة تحويل التعليم بالامم المتحدة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-18 15:15:29
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 45%

تحميل تطبيق المنصة العربية