علم تحسين النسل

عودة للموسوعة

فهم تحسين النسل

"فهم تحسين النسل هوالاتجاه الذاتي للتطور البشري": شعار من مؤتمر فهم تحسين النسل الدولي الثاني، 1921, ويظهره كشجرة توحـِّد تشكيلة من الحقول المتنوعة.

فهم تحسين النسل Eugenics يهدف إلى تحسين الجنس البشري باختيار الوالدين بناء على الصفات الموروثة. يهدف فهماء تحسين النسل إلى تحسين نسل أجيال المستقبل بتشجيع الأشخاص الذين فوق المتوسط عقلاً وبدنًا على إنجاب أطفال أكثر. ويسمى هذا فهم تحسين النسل الموجب. ويقترح فهماء تحسين النسل أيضًا على الأشخاص الذين تنخفض مستوياتهم العقلية والبدنية عن المتوسط إنجاب أطفال أقل وهذا ما يُسمّى فهم تحسين النسل السلبي.

ولا يعد تحسين النسل فهماً حديثاً، فقد كانت العادة في إسبرطة القضاء على الأطفال المشوهين، وقد أشاد الفلاسفة الإغريق بقيمة القوانين التي لا تسمح للأطفال المولودين حديثاً بأن يبقوا على قيد الحياة إذا لم تنطبق عليهم بعض القوانين التي وضعتها بعض لجان تحسين النسل. وقد عرض أفلاطون نفسه، عن طريق سقراط، برنامجاً للزواج يهدف إلى تحسين النسل.

ومازال الفهماء عاجزين عن التنبؤ بدقة متناهية بوجود صفات مطلوبة مثل الذكاء واللياقة البدنية. ولكنهم يستطيعون تعرّف توارث بعض الشذوذات العضوية والعقلية. كما يمكنهم تعرّف الأشخاص الأصحَّاء في أنفسهم ولكنهم يحملون قابلية لأمراض معينة في مورِّثاتهم. انظر: المورثة. فقد يكشف اختبار الدم على سبيل المثال، عن وجود مورثة خفية معيبة هي التي تسبب فقر الدم المنجلي. وفهماء تحسين النسل يحذرون من زواج شخصين يحملان هذه المورثة المعيبة، لأن بعض أبناء الزوجين قد يصاب بالسقم. وفي بعض الأمراض الوراثية يظهر على الأبناء العيب الذي يحمله والداهم فقط.

التاريخ

الفلسفات قبل گالتونية

نظرية گالتون

وقد بقي الأمر على هذا النحوغير الدقيق حتى وضع الفيزيولوجي البريطاني فرنسيس غالتون (1822-1911) أسس تحسين النسل الفهمي، واستخدمَ هذا المصطلح للمرة الأولى، وذلك عام 1865 في منطقة له بعنوان «الموهبة الوراثية والطبع». ففي عام 1904عرّف غالتون هذا الفهم بأنه «دراسة العوامل التي يُستطاع حتى تُراقب اجتماعياً، ويمكنها حتى تحمل الصفات العرقية للأجيال المقبلة أوتخفضها من الناحيتين الجسمية والعقلية». وفي العام نفسه بدأ غالتون بإلقاء محاضرات فهمية عن تحسين النسل، وكانت غايته منها: منع تكاثر المعوقين (تحسين النسل السلبي)، وتنشيط تكاثر الأفضل وذلك لتحسين العرق (تحسين النسل الإيجابي).

وقد اقترح حتى تقاس عبقرية فرد ما بالطريقة النسبية أي بعدد أفراد جمهرة ما تقع في التصنيف تحته أوتفوقه ذكاء. إلى غير ذلك استخدم أدوات قياس (جداول عشرية) تسمح بفهم ما هي نسبة الأفراد الذين يفوقون فرداً ما في ذكائهم. وقد بقي هذا المبدأ وهذه الطريقة مستعملين منذئذ في فهم النفس التفاضلي. وفي تطبيقها تُلاحَظُ حادثة فكرية معينة عند عدد من الأفراد ثم يصنف الفرد الذي يُدرس بينهم.

وقد طبق غالتون الطريقة نفسها على الناحية الجسدية كالطول مثلاً، وربط بين الطول وذكاء الفرد أحياناً وتوصل إلى إيجاد معامل ارتباط، وبهذه الطريقة برهن كيف من الممكن أن يمكن الربط بين الحوادث البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية والجسدية وغيرها. وقد حَسَّن معامل الارتباط هذا أحد تلامذته الباحث في الرياضيات بيرسون.

ويبدوحتى غالتون قد أتى مبكراً جداً أومتأخراً جداً بالنسبة لعصره، فهومبكر جداً لأنه في نهاية القرن التاسع عشر لم تكن مبادىء الوراثة الفهمية قد عهدت ولم يقم لمبادىء مندل وزن كبير في ذاك الوقت، وكان لابد من الانتظار حتى سنة 1925 ليأتي الأمريكي مورغان ومساعدوه ويقوموا بدراساتهم على ذبابة الخل drosophila، ليكتشفوا حتى الجينات هي وحدات نقل الصفات وهي تشغل مكاناً ثابتاً على الصبغيات.

لم تستند آراء غالتون إلى المعارف البيولوجية الدقيقة، فالأعمال الأولى التي توصل إليها كانت مبهمة والنتائج التي حصل عليها تدعوللشك، كما حتى تطبيقاتها كانت تؤدي إلى مشكلات كبيرة، إذ فرضت التعقيم والإخصاء على بعض الأفراد، ونشأت عن ذلك إيديولوجيات عرقية اعتقدت بهذا التطبيق. كما يمكن القول إذا غالتون قد أتى مُتأخراً جداً لأن بعض المجتمعات كانت قد طبقت ما يطلبه قبل ذلك (كالإغريق مثلاً). ومن الفهماء القائلين بتحسين النسل الفيزيولوجي الفرنسي شارل ريشيه (1850-1935)، والطبيب ألكسيس كاريل (1873-1944).

وقد اتخذت معظم الحكومات في أوربة تدابير للحدّ من المعوقين عقلياً وجسدياً نتيجة الكثير من الأمراض الوراثية كمتلازمة داوْن أو(المنغولية أوالتثلث الصبغي)، وهي شذوذ وراثي يتصف بوجود صبغي ثالث لاحق على زوج من الصبغيات في حين تكون بقية الصبغيات مزدوجة على نحوطبيعي، وفيها يولد أطفال من أمهات كبيرات السن، ويتزايد احتمال ولادة طفل بمتلازمة داون زيادة سريعة وأسية مع زيادة عمر الأم فيزيد الاحتمال من 1/2300 عند سن العشرين ليصير 1/100عند سن الأربعين. لذا يتخذ إجراء رئيسي هوبزل السائل الأمنيوسي للحوامل الأكبر سناً، لفحص ما إذا كان الجنين يحمل صبغياً إضافياً، ولديه فيما يحتمل أقل عدد من الجينات، ويسبب وجوده اضطراباً في توازن الجينوم البشري بحيث لا يستطيع البدن حتى ينمونمواً سليماً، كما حتى وجود جين يؤدي للإصابة بداء رقص هَنْتنغتن Huntington’s Chorea، وهوسقم تظهر أعراض الحاملين لهذه الجينة في نحوالأربعين من عمرهم، وتتصف أعراضه باضطرابات عقلية وحركات رقصية تنتهي بموت المريض بالدنف والخرف.

السير فرانسيس گالتون طور في البدء أفكار فهم تحسين النسل باستخدام إحصائيات اجتماعية.
وجهة نظر گالتون في نظام الطبقات البريطاني كانت الأساس وجوهر حركة تحسين النسل في بريطانيا.

وبدأ بعض فهماء تحسين النسل في الظهور مع درس العالم الإنجليزي السير فرانسيس جالتون في الثمانينيات من القرن التاسع عشر. ففي كتابه الرئيسي الأول العبقرية الوراثية عام 1869م، قدم جالتون فكرة أنه إذا تزوج رجال ذووقدرات خاصة من نساء ثريات فإن جنسًا موهوبًا سينتج. ولكن فهم تحسين النسل لم يلق قبولاً واسعًا. فالكثيرون يعتقدون حتى فهم تحسين النسل تدخّل كبير في الطبيعة، وتستغله الحكومات المتسلطة. ويخاف آخرون من حتى برنامجًا لتحسين النسل يفترض أن يزيل حقوقًا بشرية أساسية مثل حق الناس في اختيار أزقابلم، ويخشون إساءة استعمال التحكم في النسل. ويعارض الكثيرون تحسين النسل بسبب معتقدات دينية.

في الولايات المتحدة

A شجرة العائلة لأسرة كاليكاك القصد منها اظهار حتى علاقة خيانة زوجية واحدة يمكن حتى تؤدي إلى جيل تام من المعوقين ذهنياً.
Anthropometry مبيـَّن في عرض من مؤتمر لفهم تحسين النسل، عام 1921.



في ألمانيا

Nazi propaganda for their compulsory "euthanasia" program: "This person suffering from hereditary defects costs the community 60,000 Reichsmark during his lifetime. Fellow German, that is your money, too."
"We do not stand alone": Nazi poster from 1936 with flags of other countries with, or considering introducing, compulsory sterilization legislation.

لكن بعض الفهماء في الغرب يعتقدون حتى كثيرًا من منتجات هندسة تحسين النسل يمكن حتى تكون ذات فائدة عظيمة للإنسانية. ويجادل هؤلاء الفهماء مطالبين بالتوسع في برامج تحسين النسل؛ كجراحة تحسين النسل وإقامة بنوك للسائل المنوي ـ بغرض البحث ولإعطاء النساء فرصة اختيار المورثات المناسبة لمواليدهن. يعتمد تحسين الصفات الإنسانية فقط على الوراثة، وعلى البيئة المحسنة والتعليم. وتحسين الجنس بتغيير البيئة يُسمَّى فهم تعزيز الرفاهية البشرية.

يقسم فهم تحسين النسل إلى قسمين

تحسين النسل الإيجابي

هوالإنجاب التفاضلي أوالاصطفائي لمن يطلق عليهم اسم الأفراد المتفوقين على سواهم، وذلك في سبيل تحسين الرصيد الوراثي للجنس البشري.

ويعد هيرمان. ج. مولر من أبرز المتحمسين لهذا النوع من الهندسة البشرية، وهوالذي نادى إلى تأسيس بنوك للنطاف المنوية لجمع مقدار منها من الواهبين الذين تختارهم لجنة مناسبة، وتخزين النطاف مدة حتى تتمكن لجنة الرقابة من التأكد من خصائص الواهبين، من حيث وفرة الصفات الوراثية المرغوبة. ثم يلجأ الباحثون إثر ذلك إلى تلقيح عدد كبير من النساء الراغبات من تلك النطاف المنوية لتحملن بشراً متفوقين وراثياً، والوصول إلى عالم أفضل. ويؤكد أصحاب هذا الخط العناية بخصائص الواهب من حيث الكفاءة العقلية الرفيعة والشخصية المفضَّلة اجتماعياً والخلومن العيوب الجسدية ذات العلاقة بالوراثة.

تحسين النسل السلبي

يهدف إلى إنقاص تواتر وجود الجينات السقمية في جمهرة ما بطرقٍ غايتها إنقاص نسب ولادات أفراد يحملون أمراضاً وراثية، كالصرع وداء الزهايمر مثلاً. وهويعني تطبيق الحَجْر، أوإصدار قانون، يمنع الأفراد حاملي الجينات المعطوبة المسببة للأمراض من الإنجاب. ويعتقد أصحاب هذا الاتجاه الشائع بأن بالإمكان تحقيق ذلك بالإرشاد المناسب، وبالإجهاض الاصطفائي أوبالتعقيم إما اختيارياً وإما إجبارياً.

وقد برهن فهم تحسين النسل السلبي الحديث حتى بعض العاهات المَوروثة تنتقل من الأبوين إلى الطفل على نحومؤكد ومنتظم وكأنها تخضع لقواعد الرياضيات، ولذا كان من المنطقي إزالة انتشار هذه العاهات.

وهناك بعض الطفرات الجينية التي يطلق عليها اسم BCRA2 وهي طفرة جينية حينما تصيب الأم والأب معاً فإن الطفل يولد سليماً ولكنه سيصاب حتماً بأورام متعددة حينما يبلغ السنة الخامسة والثلاثين أوالأربعين.

ونظرياً فإن القاعدة التي يمكن سلوكها سهلة، يجب أولاً الحؤول دون تكاثر المصابين بعاهات كالمتخلفين عقلياً والحاملين لعاهات جينية سائدة (قاهرة) dominant. وهناك طريقة مجدية وهي أكثر طرق تحسين النسل استعمالاً، ويعمل بها منذ زمن بعيد وهي تنظيم الاقتران بين ذوي القربى.

إن الطريقة الوحيدة لإيقاف تكاثر الأفراد المصابين بعاهات هي التعقيم، وتضع تشريعاتُ بعض البلاد كالولايات المتحدة وكندا والسويد والدنمارك وسويسرة، شروطاً للتعقيم في سبيل تحسين النسل. وقد نوقش التعقيم في سبيل ذلك من الوجهة القانونية على نطاق واسع وفي مؤتمرات عدة.

يكون التعقيم مجدياً للقضاء على العاهات التي تحملها جينات سائدة والتي يمكن حتى تعود فتظهر ثانية عن طريق الطفرات، أما العاهات في الجينات الصاغرة (المقهورة) recessif فلا يمكن الوصول إليها إلا ببطء وعلى نحوغير تام لأنها في معظم الأحيان تنتقل عن طريق أفراد أصحاء يحملون هذا الجين. ولذا يجب ألاَّ ننتظر الكثير من التعقيم في سبيل تحسين النسل، كما يخشى خطر الإسراف في تطبيقه.

هناك وسيلة حسنة وهي تعريف الأفراد بالعوامل الجينية كي يبتعدوا عن الزيجات الخطرة وذلك بإشاعة التثقيف وإيضاح الخطورة التي قد يتعرضون لها، كما يمكن تقديم مساعدات مادية للأسر الكبيرة العدد والسليمة كإعطائهم القروض عند زواجٍ سليم بغية تحسين النسل والإكثار من أولئك الحاملين لأفضل الصفات الوراثية.

ولكن ما التعريف الدقيق الحالي لفهم تحسين النسل وما أهدافه وما قواعده الفهمية الحديثة؟

فهم تحسين النسل البشري: هوالتهجين الانتقائي لتطوير الصفات العقلية، واستخدام طرق إجبارية للتخلص من غير المرغوبين اعتماداً على حتى الطبيعة تضحي بكثير من الأحياء في سبيل إحياء الأصلح.

وعلى هذا وفق تحسين النسل لابد من إجهاض الجنين مما يمثل وجهاً حميداً لهذا الفهم، وكذا الحال بالنسبة لغيرهم من المعوقين عقلياً الذين يشكلون لآبائهم حملاً كبيراً لا يرغبون فيه.

وبما حتى الاستنساخ البشري سيصير قريباً حقيقة من حقائق الحياة والقوانين التي تحرمه، فإن فهم الاستنساخ قد يحيي من حديث حركة تحسين النسل في المجتمعات البشرية.

إن معضلة تحسين النسل، معضلة مهمة في أي مجتمع، لأنها قد تتمخض عن أحداث ذات أثر عظيم في مصير الجنس البشري.


فهم تحسين النسل، والتحول الفجائي للجينات، وتشوهات الأجنة

قد تنحرف الجينات وتحدث عيوباً وراثية لدى الأجنة، ولكن «انحرافات الجينات» لا تمثل في الواقع سوى واحد من العيوب الوراثية التي يتعرض لها جنين الإنسان، لأن التحول الطفري للجينات الذي يؤدي إلى تشوهات جنينية شديدة ومؤسفة هوأبرز من الانحرافات.

إلا حتى التجارب التي استطاعت إحداث تحولات مفاجئة (طفرية) في خلايا الثدييات، والتي تمكنت تعهد الخلايا المتطورة واستفرادها isolation، ودراسة العيوب الكيمياوية الحيوية المرافقة لهذه التغيرات قد أدت خدمات جُلَّى بالنسبة لكثير من الأمور التي كان الإنسان يجهل أثرها مثل: فهم مفعول بعض الأدوية والعقاقير الحديثة وتأثير المواد المضافة للأغذية وتأثير الملوثات البيئية المتنوعة من حيث قدرتها على إحداث التبديل الفجائي في خلايا الثدييات.

وقد ساعدت مثل هذه الدراسات، في نطاق هندسة الوراثة وتحسين النسل، على التخلص من كثير من الأمراض الوراثية المتأتية عن البيئة التي اصطنعها الإنسان. فقد أمكن للتقني المخبري حتى يشخص كثيراً من التطورات المفاجئة بالجينات داخل الرحم، أي ما يتعلق بعيوب الصبغيات.

أما أبرز الأمثلة في هذا المجال، أي المتعلقة بعيب في جين واحد فقد أمكن تمييزه بهذه الوسائل قد يحدث:

ـ مجموعة أعراض كمتلازمة ليش نيهان Lesch Nyhan syndrome وقد كشف بفضل الكيمياء الحيوية، وهوسقم لا يصيب إلا الذكور من الأطفال ويتصف بظهور أعراض الرقص الكنعي وفرط التوتر العضلي وعسر البلع وإقياء وتخلف عقلي وترتبط هذه المتلازمة بفقدان إنظيم ضروري لاستقلاب البورينات. وهنا يتجلى أثر فهم تحسين النسل درءاً لمثل هذه الحالات المحزنة.

وبما حتى الأمر مرتبط بالكشف عن الصبغيات وفحصها والتدقيق فيها فإن العاملين في الهندسة الوراثية، أي هندسة الجينات قد عملوا على وضع ما يسمى بـ«خارطة الجينات» والغاية منها فهم أي جينات تقع على جميع صبغي، وتحديد الأنشطة الكيمياوية الحيوية التي تسببها في السقمى، الذين يعانون من انحرافات أومن شذوذ صبغية، ومحاولة تخطيط سبل لعلاج الحالة أوتخفيفها، وإذا ما توافر يوماً اختبار كيمياوي حيوي سهل أمكن بفضله تعهد وجود زيادة أونقص في الصبغيات، فإن ذلك يسهل تشخيص الأمراض الصبغية. ومن هنا تهدف خريطة الجينات تحديد موضع الجينات المتنوعة على الصبغيات والكشف عن جينات تعمل أحياناً، وتتوقف عن العمل أحياناً أخرى.

ولكن لابد من وجود طرق معينة تجعل جينات معينة تعمل في الخلايا، بحسب طبيعة نشاطها، دون الجينات الأخرى، فالجينات المسؤولة عن خلق خضاب الدم hémoglobine مثلاً، تنشط فقط في الخلايا التي تصنع الدم. ولكنها تكون سائدة في خلايا باقي أجزاء البدن.

وقد تمكنت الهندسة الوراثية من الكشف عن الجينات المعيبة والتخلص منها أحياناً، أوتكييفها وذلك بفضل الأساليب الجديدة التي تُوُصِّل إليها لا في نطاق الوراثة البشرية فحسب، بل في الأوساط الحيوانية والزراعية أيضاً.

هندسة الوراثة قاعدةً موسعة لفهم تحسين النسل

إن التقدم المذهل في مجال الجينات، وفهم مسقط 30.000 - 40.000 جين في جسم الإنسان، وإن كان لا يوحي بأن الفهم قد عهد جميع وظائفها حتى الآن، أوكيف من الممكن أن يتداخل عمل بعضها مع بعض ومع البيئة، فإن ذلك يؤلف قاعدة للإسهام كمساعد رئيسي لفهم تحسين النسل حيث يلتقي استيلاد أناس أقوياء خالين من العاهات المرتبطة ببعض الجينات. ويبدوأنه مع تقدم القرن الحادي والعشرين تحوّل الهجريز في التقانات الحيوية تدريجياً إلى تحديد طريقة عمل الجينات وتفاعلها بعضها مع بعض، وهوما يدعى فهم وظائف الجينات functional genomics وسيشكل هذا الفهم أكبر قاعدة في فهم تحسين النسل في المستقبل، وخاصة إذا تمكن الفهماء من فصل الجينات التي تتحكم في خصائص معينة متعددة، بصورة منفردة، مثل شكل أجسامنا، ونماء عقلنا وأجهزتنا الغدية والعصبية والسلوكية، كما سيكون بالإمكان التحكم في الجينات التي تتحكم في تطوير أعضاء كاملة، بعد حتىقد يكون الفهم قد تجاوز الفترة الحالية التي لا تستطيع إلا نقل بتر من الدنا DNAمن كائن إلى آخر بصعوبة، وذلك بغرض تعديل وظائف البدن والعقل.

وهجرز البحوث الجينية اليوم على تحديد الجينات الخاصة بالتصرف والسلوك والذاكرة، لكن الصعوبة هنا كبيرة جداً لأن بعض أنواع السلوك يتأثر بالجينات، ويرتبط بشبكة معقدة منها كما يرتبط بمؤثرات بيئية، وحدثت اكتشافات مهمة في عام 1996-1997 في أربع جامعات أمريكية حينما أمكن استفراد جين يؤثر في الذاكرة، حتى إذا «والتر جيلبرت» يتفاءل بإمكانية تصنيع أدوية تساعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف الذاكرة.

إن التحام فهم تحسين النسل البشري، والمعجزات العظيمة في فهم الجينات يشكل شيئاً جليلاً ولكنه لا يعادل ما خلق الانتقاء الطبيعي natural selection من معجزات. ومع ذلك فإن هذه الكشوف البيولوجية الرائعة ستطرح مشكلات أخلاقية كثيرة منها:

سيصير مصير الإنسانية نتيجة لذلك في مهب الريح، لأن الطبيعة يفترض أن ترد على ذلك في زمن غير متسقط وبطريقة غير منظورة.

إننا بالعمل من خلال فهم تحسين النسل والتطورات في المجال الجيني تحت رحمة هذه التوجهات، ذلك أنها ما إذا توجد، حتى يصير من الصعب إرجاعها القهقرى.

وفي الثمانينات نادى الفيزيائي وليام شوكلي، الحاصلين على جوائز نوبل، وهومنهم، إلى الإسهام في بنك للنطف، ويمكن لأي أنثى مؤهلة، حتى تؤدي بعد ذلك مهمتها تجاه الإنسانية، في تحسين الجنس البشري، عن طريق تلقيحها من بنك نطف هؤلاء المتفوقين فكرياً.

إن إحدى المخاطر على المدى البعيد، هوحتى الأغنياء سيتمكنون من تحسين خطهم السلالي، في حين لا يستطيع الآخرون ذلك، مما يهجر بقية المجتمع في المؤخرة، ويخلق نظاماً بيولوجياً جديداً للطبقات. ويقول غريغوري كافكا: «إن أي حركة كهذه، تهدف إلى التطوير الجيني، يمكنها إرساء عدم المساواة الاجتماعية مجدداً، على حتى ذلك سيتم على أسس جديدة، وقد تختفي الأرستقراطيات القديمة حسب المولد أواللون أوالجنس، لتحل مكانها أرستقراطية جينية جديدة. إذا التصنادىت العميقة في المجتمع، يمكن حتى تتسع لتصير هوة عميقة، إذا توافر للأغنياء فقط، إمكان اختيار خطهم الوراثي».

تناسل أفضل

وبين المؤيدين الأكثر تحمساً نجد البيولوجي دافينبورت، وهومؤسس مخبر سبرنك هاربر ومؤسس مخط سجلات تحسين النسل البشري، حيث جمع هذا المخط معلومات عن آلاف العائلات الأمريكية من أجل البحث الوراثي. وبعد البرهان على وراثة لون العين والجلد والشعر، مضى دافينبورت إلى إثبات وراثة سجايا traits مثل استمراء الصدقة والإجرام والبلاهة. وقد أكد في رسالة له نشرت حتى إمكانية حتى يصير المرء ضابطاً بحرياً إذا هي إلا سجية موروثة ومكونة من سجيات فرعية subtraits للتلاسوفيليا thalassophilia (حُبّ البحر)، وفرط الحركة hyperkineticism (التَّسفار أوشهوة التجوال). وبملاحظة قلة الإناث كضابطات بحريات، استنتج دافينبورت حتى هذه السجية خاصة بالذكور.

أسَّس دافينبورت وآخرون الجمعية الأمريكية لتحسين النسل في العشرينات، وقد مولت هذه الجمعية «مسابقات العائلات الأنسب» في معارض الولايات المتحدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، حيث كان المشاركون يُثمِّنون تماماً كما تُثمن الأبقار والنعاج في المعارض. ولكن ما كان أقل إمتاعاً هومساهمة بعض الاختصاصيين بتحسين النسل البشري في إقناع أكثر من 20 ولاية أمريكية بالسماح بتعقيم الرجال والنساء في السجون والمصحات العقلية وحثهم الحكومة الفيدرالية على الحد من هجرة الأجناس «غير المرغوبة».

لكن هذا الفهم قد يثار من حديث بعد حتى اتسعت قاعدته الفهمية بعمل تطورات جديدة في فهم هندسة الجينات.

ضوابط تحسين النسل

بعد التجارب المريرة التي مرت في أوربا بعيد انتشار الدارونية والفكر الفاشي والنازي الذي طبق أقسى حالات التطهير العرقي بدعوى تحسين النسل، وضمت اغتال الآلاف في سويسرا وتعقيم الآلاف في ألمانيا ، يعاد طرح هذه القضية بثوب جديد، يضم تسهيل وصول الأجناس الأقل قيمة لموانع الحمل بسهولة وتيسير وصول النساء في العالم الثالث لخدمات الإجهاض وتم منذ فترة قريبة الضغط من إحدى منظمات تحسين النسل البشري لإدراج دوائين للإجهاض على لائحة الأدوية الأساسية لتسهيل دخولها لدول العالم الثالث، ودخلت في العالم العربي لتونس بشكل صريح ولمصر والأدرن تحت غطاء الأبحاث الطبية. أما هذه المحاولات طالب الفهماء[1] بوضعه ثلاث ضوابط لتحسين النسل:

  • المنفعة
  • عدم الإضرار
  • العدالة

ومن الأمثلة التي يضربها الفهماءلإساءة استخدام التقنيات الحديثة محالوات التحكم بجنس المولد. ومن الأمور التي ستفرض نفسها على هذه التقنيات خيارات الأغنياء والدول المتقدمة، وكما يقول أحد المختصين الطب أوجد لشفاء الإنسان وليس للتلاعب بصفاته.


انظر أيضاً

  • Biological determinism
  • Euthenics
  • Genetic determinism
  • Genetic engineering in fiction
  • Nature versus nurture
  • Positive Eugenics in America
  • Racial hygiene
  • Social Darwinism

أفراد:

  • John M. MacEachran
  • Bénédict Morel

هيئات:

  • Alberta Eugenics Board
  • Repository for Germinal Choice، بنك الحيوانات المنوية ذات معدل ذكاء عالي.

العوامل الوراثية:

  • فهم الوراثة والعنف
  • وراثة الذكاء
  • العرق والذكاء

المصادر

سعيد محمد الحفار. "تحسين النسل البشري (فهم ـ)". الموسوعة العربية.

  1. ^ Currell, Susan (2006). Popular Eugenics: National Efficiency and American Mass Culture in The 1930s. Athens, OH: Ohio University Press. p. 203. ISBN . Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)



وصلات خارجية

مصادر تاريخية

  • Eugenics Archive - Historical Material on the Eugenics Movement (funded by the Human Genome Project)
  • University of Virginia Historical Collections: Eugenics
  • "Deadly Medicine: Creating the Master Race" (United States Holocaust Memorial Museum exhibit)
  • "Eugenics" - National Reference Center for Bioethics Literature Scope Note 28, features overview of eugenics history and annotated bibliography of historical literature
  • 1907 Indiana Eugenics Law
  • Sex selection and eugenics
تاريخ النشر: 2020-06-04 09:35:16
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, تحسين النسل, علم الجينات التطبيقي, أخلاقيات حيوية, حركات صحية, تطور بشري, أخلاقيات طبية, عنصرية علمية, نظريات اجتماعية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مناورات “الأسد الإفريقي” تصيب تبون وشنقريحة بالسعار و الذهول

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:24:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

google تحظر تطبيقا لتحرير الصور السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:23:53
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

اصابة عشريني بطعنات خنجر بتاسوست بجيجل

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:23:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

معبد روماني بحالة جيدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:23:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

كتم المحاورين في WhatsApp السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:23:52
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

الكبار يرفضون الرديف السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:23:48
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

منتج أحلى من السكر بـ2000 مرة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:23:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

Concours CNSS 2022 (812 Postes)

المصدر: الوظيفة كلوب - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:24:26
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 77%

ولي العهد والرئيس المصري يعقدان جلسة مباحثات السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-21 18:23:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية