معصرة فواكه

عودة للموسوعة

معصرة فواكه

معصرة تفاح تقليدية.
معصرة تفاح حديثة.

معاصر الفاكهة Fruit press، هي أجهزة تستخدم لفصل العصير عن التفل في هريس ثمار فاكهة العنب والتوت الشامي والفريز والبرتنطق والليمون وغيرها، أولفصل الزيت عن هريس ثمار الزيتون وبذوره وبذور القطن ودوار الشمس والذرة وغيرها، باستخدام الطريقة الهدروليكية أوبطريقة الكبس اللولبي الذي يؤدي إلى إنتاج عصير لبي يصعب ترويقه وتصفيته لاحقاً.

تاريخ

عُرفت المعاصر الزراعية منذ قديم الزمن؛ إذ كان يعصر الزيتون باستخدام معاصر حجرية في معظم الأقطار العربية المطلة على البحر المتوسط، وكانت الهرّاسة وما زالت حتى اليوم تُجر وتدار في المعاصر التقليدية البدائية بوساطة الحيوانات (الشكل1)، وقد لاقت المعاصر البدائية حينئذٍ انتشاراً واسعاً في الأرياف العربية المنتجة للثمار والبذور الزيتية، وكانت الطاقات الإنتاجية لهذه المعاصر محدودة جداً، كما حتى المعاصر كانت ملكاً للقطاع الخاص.

الشكل (1)معصرة حجرية تدار بوساطة الحيوانات

ومع تطور صناعة العصائر والزيوت بدأت المعاصر الزراعية تتطور منذ الثلاثينيات على نحوبطيء لتزايد الطلب على منتجاتها، فشهدت بعض الدول العربية، مثل تونس والمغرب وسورية وغيرها نشوء مصانع نصف آلية، واتىت القفزة النوعية في هذا المجال في نهاية الستينيات فأنشئت مصانع ضخمة للزيوت والعصائر، واستخدمت معدات وآلات متطورة ولاسيما في المعاصر التي تطورت كثيراً في سورية بعد صدور قانون الاستثمار (رقم10) في عام 1991 الذي جاز بتأسيس شركات خاصة لتصنيع الزيوت والعصائر.

يمكن إيجاز واقع المعاصر الزراعية في بعض الأقطار العربية وفق الآتي:

شهدت سوريا قفزة نوعية في إنشاء الكثير من مصانع الزيوت النباتية وعصائر الفاكهة، ويوجد اليوم في سوريا/881/ معصرة، منها /267/ معصرة متطورة تعمل على مبدأ القوة النابذة، و/555/ معصرة حديثة نسبياً تعتمد على مبدأ المكابس الهدروليكية، ومن المعاصر التقليدية القديمة /59/ معصرة تعتمد في عملها على نظام المكابس القديمة.

ويوجد في السودان /100/ معصرة تعمل بوساطة المكابس اللولبية، وفي مصر /14/ معصرة، وفي تونس نحو/1409/ معاصر مركزة في جنوبي ووسط تونس، وفي لبنان /800/ معصرة بدائية ومعصرتان حديثتان، أما في بقية الدول العربية فلا وجود للمعاصر الزراعية.

تعدّ عملية استخراج الزيوت أوالعصائر من هريس الزيتون والبذور الزيتية أومن ثمار الفاكهة من أبرز المراحل في صناعات الزيوت والعصائر، وأكثرها صعوبة؛ مما أسهم في تواصل التطوير للأجهزة المستعملة للتغلب على الصعوبات الناتجة.

أنواع المعاصر ومجالات استخدامها في الصناعات المتنوعة

الشكل (2)

تصنف المعاصر الزراعية حسب استخدامها في مجموعتين وهما:

1ـ المجموعة الأولى: تضم المعاصر والمكابس المستخدمة في استخراج الزيت من البذور المجهزة وتضم: المكابس المفتوحة والمكابس المغلقة والمعاصر الحلزونية المستمرة.

  • المكابس المفتوحة: تتطلب هذه المكابس تعبئة هريس البذور الزيتية المطبوخة في لفائف من القماش توضع داخل المكبس على ألواح خاصة أوفي صناديق أوأحواض عميقة متعرجة السطوح، ويتكون المكبس الهدروليكي (الشكل2) من:
  • أسطوانة مجوفة قطرها 14 بوصة تتحرك داخلها أسطوانة الكبس.
  • رأس المكبس وهوكتلة ضخمة من الحديد محمولة ومثبتة الأركان.
  • مجموعة من الألواح المستطيلة يراوح عددها بين 15 - 24 لوحاً ذات أسطح متعرجة، وعند التشغيل توضع البذور المجهزة في لفائف من القماش بين الألواح المعلقة وتخضع لمرحلتين من الضغط:

أ- فترة الضغط المنخفض (الضغط الابتدائي) بنحو2000 رطل/البوصة المربعة. في مدة 5-7 دقائق بعد نزول القطرة الأولى من الزيت ، وفيها تعصر أكبر كمية من الزيت إذا استخدم الضغط ببطء.

ب- فترة الضغط العالي: يحمل الضغط تدريجياً إلى 4500 رطل/البوصة المربعة ويهجر لإتمام انسياب الزيت من المادة المعصورة بعد انتهاء مدة الضغط المنخفض.

  • المكابس المغلقة: وفيها توضع البذور المجهزة في أسطوانات مثقبة من الصلب بدلاً من وضعها في قماش. تكبس بوساطة مكبس هدروليكي بضغط أعلى من الضغط المستخدم طالما المكابس المفتوحة (الشكل3).
الشكل(3)
  • المعاصر الحلزونية: يتكون جهاز العصر الحلزوني من نظام لتغذية البذور، وعمود حلزوني وجسم المكبس (القفص)، والمخروط ونظام التبريد.

ويضم المكبس الحلزوني العمودي أسطوانة أفقية لها ميل خاص يتولد فيها ضغط نتيجة دوران العمود الحلزوني، وحين تغذيته بالبذور المجهزة فإنه يدفع البذور إلى الأمام تحت تأثير ضغطها، ويستمر دفع البذور حتى تصل إلى نهاية العمود الحلزوني لاستكمال عملية العصر (الشكل 4).

الشكل (4)

وتتميز هذه المعاصر بما يأتي:

  • تقلل من تكاليف العمل، وتوفر استخدام القماش في أثناء العصر وإنتاجاً أعلى من الزيت، وتكون نسبة الجوسيبول أقل في الكسبة.
  • من عيوبها: تكاليف إقامة الوحدات والاستهلاك والصيانة عالية وتحتاج إلى مهارة زائدة، ويكون لون الزيت الناتج أغمق من الزيت الناتج بالعصر الهدروليكي.

لعصر ثمار الحمضيات (البرتنطق، الليمون، الكريب فروت) يستخدم نموذجان: في الأول تتساقط ثمار الحمضيات لتستقر جميع ثمرة في فنجان في قاعدته أنبوبة عمودية ذات رأس مستدق، ويعلوكلَّ فنجان فنجان آخر قابل للهبوط فوق الفنجان السفلي الحاوي على الثمرة، وعليه فحين هبوط الفنجان العلوي على السفلي تنحصر الثمرة بين الفنجانين فتحدث الأنبوبة ثقباً في الثمرة، وباستمرار الهبوط يزداد الضغط على الثمرة فتندفع محتوياتها من العصير واللب والبذور في أنبوبة التجميع، وبانتهاء عملية الاستخلاص تقذف القشور من فناجينها الجاهزة لاستقبال ثمار أخرى إلى غير ذلك دواليك.

وفي النموذج الثاني: تبتر ثمار الحمضيات إلى نصفين ، ثم تضغط على أقماع مخروطية تدور آلياً، ويراعى في عملية العصر تعيير الجهاز تحاشياً من عصر القشرة التي تكسب العصير طعماً مراً.

2ـ المجموعة الثانية: تستخدم أنواع المعاصر الآتية:

  • المعصر الهدروليكي: يوضع الهريس فيه بطبقة متجانسة فوق قماش من نوع خاص تثنى أطرافه، ويوضع فوقه لوح مكوّن من سدابات خشبية متينة تتحمل الضغط المرتفع مرصوفة بجانب بعضها بعضاً تاركة فراغات ذات اتساع مناسب، ثم توضع بترة قماش أخرى ويوضع فيها الهريس كما سبق، ثم لوح من السدابات الخشبية إلى غير ذلك... يتم العصر بدايةً بالضغط الهدروليكي الخفيف بين 500 - 700 رطل على البوصة المربعة، ثم يزداد تدريجياً ليصل إلى 2500 - 3000 رطل، حيث يقوم صمام آلي بالمحافظة على هذا المستوى من الضغط إلى حين إتمام استخراج العصير ليجمع في خزان خاص، ثم يقوم العامل بعدئذٍ بتحرير الصمام، ثم يزال التفل من القماش وينظف ليكون جاهزاً لاستقبال الدفعة التالية، أما التفل فيجمع في مكان آخر.
  • المعصر الآلي الأسطواني الأفقي (معصر ويلمس Willmes): يتكون هذا النوع من أسطوانة غربالية موضوعة بشكل أفقي ومبطنة من الداخل بطبقة من القماش، بداخلها أنابيب مطاطية عريضة يمكن حتى تملأ بالهواء المضغوط، فعند ملء المعصر بالهريس تدار الأسطوانة بهدوء فيتوزع الهريس ليتوضع على شكل طبقة رقيقة متجانسة، ثم يسمح للهواء بالدخول تدريجياً في الأنابيب المطاطية التي تعمل على ضغط الهريس الموجود بينها وبين الغربال ويخرج العصير بوصول الضغط إلى 90 رطلاً على البوصة.
الشكل (5)
  • المعصر اللولبي المستمر: ابتكر هذا المعصر لتقليص أعباء العمل الناجمة عن المعصر الهدروليكي، يوضع الهريس الناعم فيه ويخلط مع أحد المواد المساعدة، ويغذى المزيج عبر فتحة علوية في الجهاز ليدفع تدريجياً نحوالأسفل بوساطة لولب يدور بسرعة ثلاثة -خمسة دورات في الدقيقة. وتوجد شفرات متوضعة فيه تمنع الهريس من الانزلاق على اللولب، أما الأسطوانة التي تحيط باللولب فهي مثقبة على شكل مصفاة ينساب منها العصير الناتج باتجاه الخزان في قاع المصفاة، ومن المواد المساعدة المستعملة نشارة الخشب المطهرة بمعدل 1.5 - 4% وقشور الأرز بنسبة 0.5 - 1% مع نشارة الخشب (الشكل 5).
  • المعصر الصفيحي المستمر: يمزج فيه الهريس مع أحد المواد المساعدة، ثم يفرد على سير قماشي أفقي، وحين تحرك السير إلى الأمام تطوى أطرافه الجانبية لتكوّن جيباً على شكل حرف U، يمر بعدها في خزان تحت المعصر ليضخ للخطوة التالية. وعلى الطرف الآخر من المعصر تفرد الأطراف المطوية من القماش لتمر بتماس بكرة أفقية تعمل على إزالة التفل منه، وغسله قبل عودته إلى فتحة التغذية.

- معصرة السلة الأفقية: يتكون من أسطوانة أفقية مثقبة لها غطاء متحرك بمفاصل، فحين ملء المعصر بالهريس يتعرض للضغط الناتج من حركة المكبس الهدروليكي، فينضغط الهريس نحوجدار الأسطوانة ويتساقط العصير من جوانبها ويجمع في الخزان، وعند عودة المكبس في نهاية الشوط تعمل الخراطيم على تفكيك التفل ليرمى خارج الأسطوانة في أثناء دورانها.

  • معصر الطرد المركزي: استخدم هذا النوع مؤخراً في عصر كميات كبيرة من الهريس، وهومعصر دوار مخروطي الشكل يحتوي على مصفاة تنظيف تلقائية، وتتم عملية العصر فيه بالقوة الطاردة المركزية (الشكل 6).
الشكل(6)

الآفاق المستقبلية

في ظل التغيرات الدولية والإقليمية الاقتصادية والتقنية على حد سواء تبرز الحاجة إلى الارتقاء بصناعة عصر هريس الثمار والبذور الزيتية والفاكهة لتعزيز مواقعها التنافسية في الأسواق كافة الداخلية والعربية والدولية، ووصولاً إلى ذلك الهدف ينبغي اتخاذ جميع الإجراءات المتاحة والمحتملة المناسبة الفهمية والتقنية والاقتصادية.

ويتم حالياً على مستوى العالم استخدام طريقة الكبس، ثم طريقة المذيبات في حالة البذور الزيتية التي تحوي نسبة عالية من الزيت (40-50%)، حيث يستخلص الزيت بتعريض البذور المجهزة لضغط باستخدام المكابس الحلزونية للوصول إلى نسبة زيت مقدارها 11-16%، وثم تتعرض للاستخلاص بالمذيبات العضوية لإمكانية الحصول على باقي الزيت، ومن الطرائق العالمية الحديثة في مجال استخلاص الزيوت النباتية هي استخدام الاستخلاص بوساطة غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك بتعرض هذا الغاز لضغط عالٍ نحو1050 رطلاً/بوصة مربعة في درجة حرارة مرتفعة مما يساعد على حمل قوة تخلخله في البذور وأيضاً على إذابة الزيت، يلي ذلك تخفيف الضغط والحصول على الزيت الخام من البذور، وترجع أهمية هذه الطريقة إلى استبعاد استخدام المذيبات العضوية لما لها من تأثير ضار في صحة المستهلك والعاملين داخل المصانع، لكن هذه الطريقة ما زالت في حيز التجارب. تعتمد طريقة الاستخلاص باستعمال غاز ثاني أكسيد الكربون على أساس زيادة درجة الحرارة فوق درجة حرارته الحرجة وأيضاً زيادة الضغط فوق ضغطه الحرج.

المصادر

  • الموسوعة العربية

وصلات خارجية

  • ukcider fruit press
  • how to make a cider press
  • Fruit Press UK
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:06:12
التصنيفات: انتاج الخمور, تقنية النكهات, أجهزة زراعية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الحكومة تناقش 5 مشاريع قوانين تهم قطاع الصحة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 15:20:28
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

تزامناً مع مباراة المغرب بالمونديال.. منزل حاليلوزيتش يتعرض للسرقة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 15:20:26
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

المنتخب الكاميروني يتعادل مع نظيره الصربي في مباراة غزيرة بالأهداف

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 15:20:01
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 83%

كأس العالم قطر 2022..التعادل يحسم قمة الكاميرون وصربيا

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 15:20:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

أحمد الطاهري: نحضر لنسخة إنجليزية من «القاهرة الإخبارية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 15:20:42
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

هذه حسابات التأهل في مجموعة المغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 15:19:49
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 80%

بعد تأخر التساقطات.. أمر ملكي بإقامة صلاة الاستسقاء

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 15:20:29
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية