معركة كورة شذونة
{{{الصراع | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||
الخصوم | |||||||
القوط الغربيون | العرب المسلمين | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
الملك لذريق (أورودريغو) | طارق بن زياد | ||||||
القوات | |||||||
100 ألف من الفرسان | 12 ألف جُلُّهم من الرَّجَّآلة | ||||||
الخسائر | |||||||
انهيار الجزء الإسباني من الصليبيين | ثلاثة آلاف من الشهداء |
معركة شذونة أووادي لكة معركة سقطت في 19 يوليو711 م بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد وجيش الملك القوطي الغربي رودريغوالذي يعهد في التاريخ الإسلامي باسم لذريق. انتصر الأمويون فوزا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين.
التسمية
تسمى المعركة باسم النهر التي سقطت بالقرب منه وعلى ضفافه وهونهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي. يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أومعركة شذونة. أيضا، تسمى المعركة بالإسبانية بمعركة دي لا جونا دي لا خاندا والتي تعني معركة بحيرة لا خندا الواقعة بالقرب من ميدان المعركة.
ما قبل المعركة
عين موسى بن نصير من قبل الدولة الأموية واليا للمغرب خلفا لحسان بن النعمان وقابل في بداية فترة حكمه الكثير من الثورات من قبل البربر عمل على قمعها واستعادة ما استولي عليه من مدن المغرب كطنجة التي حررت واختار موسى طارق بن زياد واليا لها.
بعد حتى قضى موسى على الفتن المنتشرة ودانت له جميع أراضيها لم تبق له سوى مدينة سبتة التي كان يحكمها الكونت يوليان التي تقول بعض المصادر أنه كان مواليا لحكام أيبيريا القوطيين وتيزا الذي يعهد في التاريخ العربي باسم غيطشة وابنه أخيلا الثاني وكان حتى قام لذريق بانقلاب على غيطشة مما أثار حنق يوليان وأراد الانتقام وبالتالي استعان بالقوة الإسلامية المتنامية لدحر لذريق. تذكر بعض المصادر الأخرى أمورا أخرى بأنه كانت ليوليان ابنة أوفدها لبلاط لذريق -كما كان يعمل جميع النبلاء في ذاك العصر- لتخدم عنده فأعجب بها لذريق وراودها عن نفسها وفض بكارتها مما أثار غضب يوليان وعزم على الأخذ بالثأر.
أبلغ يوليان موسى بن نصير برغبته وأنه سيساعده إذا أراد احتلال اسبانيا خاصة وأن موسى كان يرنولذلك ويطمح إليه، واتفقا بينهما على تسلم مدينة سبتة لقاء معاونة المسلمين ليوليان ضد لذريق، وبذلك وافق كلا الطرفين على هذا الاتفاق.
استشار موسى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فأجابه قائلا «خضها بالسرايا حتى تختبرها ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال». أوفد موسى سرية للاستطلاع قوامها 100 فارس و400 من المشاة تحت قيادة طريف بن مالك الذي توغل في الأندلس حتى وصل الجزيرة الخضراء.
بعد الحملة بعام تقريبا انطلقت قوات المسلمين تحت قيادة طارق بن زياد وفي سفن الكونت يوليان حاكم طنجة حتى وصلت للمنطقة الصخرية الساحلية التي تعهد اليوم باسم جبل طارق. وتقدم طارق وجيشه المقدر بحوالي 7000 إنسان من العرب والبربر نحوقادس التي احتلها والجزيرة الخضراء التي قاوم حاكمها سانتشومقاومة عنيفة الأمر الذي ألحق بعض الخسائر في صفوف المسلمين مما استدعى من موسى بن نصير إرسال 5000 جندي لمعونة طارق بن زياد.
في هذه الأثناء كان لذريق يقوم بإخماد ثورة في بمبلونة في شمال البلاد التي كانت غارقة في الحروب والنزاعات الأهلية وبمجرد حتى سمع بتحركات طارق اتجه مباشرة جنوبا صوب قرطبة بجيش قوامه 40 ألف مقاتل ليقابل المسلمين عند وادي لكة قرب مدينة قادس.
تاريخ الأندلس
711 - 1492 |
---|
الفتوحات 711 - 732 |
|
756 - 1039 أمويوقرطبة |
|
1039 - 1085 ملوك الطوائف |
1085-1145 المرابطون |
|
1147 - 1238 الموحدون |
|
1238 - 1492 مملكة غرناطة |
|
منطقات ذات صلة |
|
المعركة
انضم لجيش طارق بن زياد الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداء لذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركةثمانية أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا حتى انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس) من أصل ثلاثة ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.
يذكر حتى لذريق اختفى أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنه توفي كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل جميع وجهاء البلاد ما عدا بِلاَي (أوبيلايوالأستورياسي، لدى الغرب) الذي هرب دون حتى يشارك في القتال واتجه شمالا وقام بتأسيس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي مما يعهد الآن بإسبانيا وهي مناطق قام المسلمون بغزوها مرات عديدة وانسحبوا منها..
ما بعد المعركة
بعد هذا النصر تعقب طارق فلول الجيش المنهزم الذي لاذ بالفرار، وسار الجيش مستوليا على بقية البلاد، ولم يلق مقاومة عنيفة في مسيرته نحوالشمال، وفي الطريق إلى طليطة بعث طارق بحملات صغيرة لاحتلال المدن، فأوفد مغيثًا الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فاقتحم أسوارها الحصينة واستولى عليها دون مشقة، وأوفد حملات أخرى إلى غرناطة والبيرة ومالقة، فتمكنت من احتلالها.
وسار طارق في بقية الجيش إلى طليطلة مخترقًا هضاب الأندلس، وكانت تبعد عن ميدان المعركة بما يزيد عن ستمائة كيلومتر، فلما وصلها كان أهلها من القوط قد فروا منها نحوالشمال بأموالهم، ولم يبق سوى قليل من السكان، فاستولى طارق عليها، وأبقى على من ظل بها من أهلها وهجر لأهلها كنائسهم، وجعل لأحبارهم ورهبانهم حرية إقامة شعائرهم، وتابع طارق زحفه شمالا فاخترق قشتالة ثم ليون، وواصل سيره حتى أشرف على ثغر خيخون الواقع على خليج بسكونية، ولما عاد إلى طليطلة تلقى أوامر من موسى بن نصير بوقف الغزوحتى يأتي إليه بقوات كبيرة ليكمل معه الغزو. عبور ابن نصير إلى الأندلس
كان موسى بن نصير يتابع سير الجيش الإسلامي في الأندلس، حتى إذا استوعب أنه في حاجة إلى مدد بعد حتى اغتال منه في المعارك ما يقرب من نصفه، ألزم طارقًا بالتوقف؛ حرصًا على المسلمين من مغبة التوغل في أراض مجهولة، وحتى لاقد يكون بعيدًا عن مراكز الإمداد في المغرب، ثم عبر هوفي عشرة آلاف من العرب وثمانية آلاف من البربر إلى الجزيرة الخضراء في (رمضان 93هـ= يونيه 712م)، وسار بجنوده في غير الطريق الذي سلكه طارق، ليكون له شرف احتلال بلاد جديدة، فاستولى على شذونة، ثم اتجه إلى قرمونة وهي يومئذ من أمنع معاقل الأندلس فاحتلها، ثم قصد إشبيلية وماردة فسقطتا في يده، واتجه بعد ذلك على مدينة طليطلة حيث التقي بطارق بن زياد في سنة (94هـ= 713م).
وبعد حتى استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا الغزومرة ثانية، وزحفا نحوالشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، واستوليا على سرقطة وطركونة وبرشلونة وغيرها من المدن، ثم افترقا، فسار طارق ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا، وبينما هما على هذا الحال من التوغل، وصلتهما رسالة من الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، يطلب عودتهما إلى دمشق، فتوقف الغزوعند النقطة التي انتهيا إليها، وعادا إلى دمشق، تاركين المسلمين في الأندلس تحت قيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي شارك أيضا في الغزو، بضم منطقة الساحل الواقعة بين مالقة وبلنسبة، وأخمد الثورة في إشبيلية وباجة، وأبدى في معاملة البلاد المفتوحة كثيرًا من الرفق والتسامح. [بحاجة لمصدر]
وبدأت الأندلس منذ أنسقطت في يد المسلمين تاريخها الإسلامي، وأخذت في التحول إلى الدين الإسلامي واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانية قرون، كانت خلالها مشعلا للحضارة ومركزًا للفهم والثقافة، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها في يدي الإسبان المسيحيين سنة (897هـ = 1492م).
لم يبق في الأندلس مقاومة تذكر سوى من بيلايوالأستورياسي الذي أسس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي من البلاد ويجعله مؤرخي الغرب قائد حروب الاسترداد وأول من بدأ بها حيث خاض معركة كوفادونجا مع نفر قليل من رجاله وانتصر فيها.
المصادر
- ^ ابن عذاري: البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب 2/8، ومحمد سهيل طقوش: تاريخ المسلمين في الأندلس ص37، 38.
- كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري.
- الكامل في التاريخ لابن الأثير.