عكاشة بن محصن
عكاشة بن محصن الأسدي من مشاهير الصحابة، أسلم قبل الهجرة وهومن بني غنم، قوم من بني أسد سكنوا مكة كأحلاف لقريش.
نطق الرسول سبقك بها عكاشة...وقد أعطاه الرسول في غزوة من الغزوات جريدة فهزها فكانت سيفاً ظل يقاتل به
هوعكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، ويكنى أبا محصن. عُرف بين الناس باالشدة والباس وبوفرة العقل وصدق الإحساس وصفاء السريرة، وكان معروفا بحسن الهيئة والجرأة والإقدام وكان من أجمل الرجال، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكاشة ابن أربع وأربعين سنة.
إسلامه وهجرته
ما حتى بلغت مسامعه الدعوة إلى التوحيد والإسلام، حتى أشرقت نفسه بالإيمان، وانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه. ولقد أوذي كغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أذى كثيرا وكُذب أشد التكذيب، فما زاده ذلك إلا إيمانا وتسليما، وتمسكا بدينه تمسكا عظيما، ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينزل بأصحابه من العذاب والبلاء أشار عليهم بالهجرة إلى المدينة، فكان عكاشة بن محصن من بين من هاجر إلى المدينة.
ما حتى وصل إلى هناك حتى استنشق نسيم الأنس والرحمة والأمان لأول مرة منذ أسلم، وعاش في المدينة بين إخوانه من المهاجرين والأنصار أطيب عيش، وكان في أشد شوقه لخدمة دينه، والدفاع عن أمته.
جهاده
شهد بدرا وأحدا والخندق وأبلى بلاء حسنا، واستخدمه النبي صلى الله عليه وسلم على سرية (الغمر) في أربعين رجلا، فمضىوا عملم القوم بمجيئه فهربوا، فرجع إلى المدينة وقد ساق مائتي بعير كانت لهم.
سيف الجدل
يوم بدر قاتل بسيفه حتى انبتر في يده فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جدلا من حطب ونطق:" قاتل بهذا يا عكاشة " فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه فعاد سيفا في يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به حتى فتح الله تعالى على المسلمين. وكان ذلك السيف يسمى (العون) ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اغتال في الردة وهوعنده، وقيل إنه لم يزل متوارثا عند آل عكاشة.
سبقك بها عكاشة
بشره الرسول محمد بالجنة وهوعلى قيد الحياة، فقد سمع الرسول يبشره بدخوله الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقد نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نوقش الحساب عذب ". نطق سعيد بن جبير: حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: " عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي يمر ومعه الثلاثة والاثنان، والنبي يمر ومعه الرجل الواحد، والنبي يمر وليس معه أحد، إلى حتى حمل لي سواد عظيم فقلت: هذه أمتي. قيل: ليس بأمتك، هذا موسى وقومه.
إلى حتى حمل لي سواد عظيم قد سد الافق، فقيل: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب" نطق: ثم ولج النبي صلى الله عليه وسلم فخضنا في أولئك السبعين، وجعلنا نقول: من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب،يا ترى؟ أبرز الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم أم هم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا،يا ترى؟ إلى حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم فنطق: ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه ،يا ترى؟ نطق: فأبلغه، فنطق: " هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة بن محصن فنطق: (أنا منهم يا رسول الله؟) نطق: " أنت منهم " وقام رجل آخر من المهاجرين فنطق: أنا منهم يا رسول الله،يا ترى؟ نطق: "سبقك بها عكاشة".
الشهادة
منذ حتى سمع عكاشه هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم تاقت نفسه لطلب الشهادة، والمسارعة لنيل هذه الدرجة العظيمة، فخرج يقاتل المرتدين، ويقضي على فتنة المتنبئين، وراح ليكون في طليعة الصحابة الذين خرجوا لقتال المتنبئ طليحة بن خويلد، مع خالد بن الوليد رضي الله عنهما، وبعثه خالد مع ثابت بن أقرم رضي الله عنهما طليعة أمامه يأتيانه بالخبر وكانا فارسين عكاشة على فرس له ينطق له الرزام وثابت على فرس له ينطق له المحبر، فلقيا طليحة وأخاه سلمة بن خويلد طليعة لمن وراءهما من الناس، فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة بثابت رضي الله عنهما، فلم يلبث حتى قُتل ثابت بن أقرم فصرخ طليحة لسلمة: أعني على الرجل فإنه قاتلي..
فكر سلمة على عكاشة فقتلاه جميعا ثم كرا راجعين إلى من وراءهما من الناس، وأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه المطي، فعظم ذلك على المسلمين ثم لم يسيروا إلا يسيرا حتى وطئوا عكاشة قتيلا، فأمر خالد بن الوليد بدفنهما فحفروا لهما ودفناهما بدمائهما وثيابهما، ولقد وجدوا بعكاشة جراحات منكرة. إلى غير ذلك فارق عكاشة الدنيا ليلحق بركب الآخرة بلا حساب ولا عذاب. فرضي الله عن عكاشة وعن سائر الصحابة أجمعين.