تل دير علا
المسقط الجغرافي
مدينة دير علا وهي مدينة أردنية في الأغوار الوسطى تمر من خلالها قناة الملك عبد الله. تعتبر مركزا للواء دير علا ضمن محافظة البلقاء، وتقع على خط طول 35 و37 شرقا، وخط عرض 32 و12 شمالا، وهي مركز لواء دير علا، وتتبع إداريا إلى بلدية دير علا في غور الأردن، وتبعد عن نهر الأردن حوالي 5كم غربا، وتنخفض عن مستوى سطح البحر حوالي 224م.
يقع تل دير علا في منطقة وادي الأردن، والتي تتميز بارتفاع درجات حرارتها صيفا، ويتميز المسقط بقربه من نهر الأردن وخصوبة تربة فيه ومسقطه الاستراتيجي بين الأردن وفلسطين وسقطه على خط التجاري القديم Franken 1969: ثلاثة )).
أصل التسمية
يشير البعض حتى الاسم اتى نسبة إلى الدير العالي الذي تم اكتشافه داخل التل الأثري، وعلا قد تكون تحريفا للحدثة الآرامية ( علالا ) بمعنى الغلال، والمحاصيل، بينما جذر علل في الآرامية القديمة يعني الحصاد وجمع الغلال.
تاريخ البحث الأثري في التل
كانت البدايات الأولى للتنقيب الأثري في تل دير علا عام 1960م، على يد الهولندي هنك فرانكن والتي استمرت حتى عام 1967م، وفي عام 1976م تم استئناف العمل في التل على يد فرانكن ودائرة الآثار العامة الأردنية ممثلا عنها معاوية إبراهيم، وفي 1979م نقب الهولندي خيرت فان دير كوي ومعاوية إبراهيم. وفي عام 1980م أصبح التنقيب مشهجرا بين ثلاث جهات رسمية جامعة اليرموك وجامعة لايدن الهولندية ودائرة الآثار العامة، وفي 1996م استئناف العمل في التل على يد زيدان كفافي وخيرت وكانت أخر هذه المواسم سنة 2004م و2009م ( كفافي 2009: 13 ). حيث قام الفريق الهولندي بتأسيس محطة دير علا للأبحاث الأثرية للمحافظة على البتر الأثرية المكتشفة وتخزينها من خلال إنشاء متحف في المحطة يضم كافة اللقى الأثرية في المسقط وتوثيقها بشكل فهمي. [1]
التسلسل الزمني للاستقرار البشري في التل
المسقط بدأ كقرية صغيرة نشأت في 1700ق.م – 350ق.م وقد هجرت بعدها، وتم تأريخها اعتمادا على المخلفات الأثرية ككسر الفخارية والنقوش القديمة ( كفافي 2009 : 14 ).
1- العصر البرونزي المتوسط ( 1750 – 1550 ق.م ) :
التل في هذه الفترة كان تعبير عن قرية صغيرة، استقر فيها الناس وبنوبيوتهم فيها، وكانت البيوت هذه الفترة مبنية من اللبن والذي تظهر عليه أثار حرق على جدران المباني والسقوف، مما قد يشير إلى تعرض المسقط للحريق كبير ( كفافي 2009: 16 ).
2- العصر البرونزي المتأخر ( 1550 – 1200 ق.م ):
عثر على بقايا معمارية بمساحة 200-120م، وأبرز ما عثر عليه معبد وملحقاته من مساكن رجال الدين وفي الجزء الجنوبي من التل كشف عن مبان إدارية ومساكن ذات طرز مختلفة ( كفافي 2009 : 16 ).
3- العصر الحديدي الأول ( 1200- 1000 ق.م ): تم الكشف عن مبنى كبير تبلغ أبعاده 10*6م، ويظهر حتى المبنى قد أعيدا بناؤه واستخدامه في فترات لاحقة، وقد تدمر أثر تعرضه لهزة أرضية. واتى مخطط المبنى مقسم من الداخل إلى غرف صغيرة ذات وظائف معينة أوخاصة، وعثر على أرضية أحد الغرف رقم طينية، وعثر داخل المبنى على غرف للتخزين وتحضير الأطعمة ومما يؤكد صحة ذلك العثور على جرار كبيرة استخدمت في تخزين المواد السائلة وأدوات لطحن والجرش، كما وعثر على أرضيات لساحات مكشوفة، وطبقة من الرماد كبيرة والتي تدل على حتى المكان قد استخدم لصناعة الأواني والأدوات ( كفافي 2009 : 17 – 18 ). واعتمد سكان دير علا على الزراعة وتربية الحيوانات، ولكن في حوالي 1100- 1000ق.م قاموا على صهر الحديد، وصناعة الأدوات الحديدية ( كفافي 2006: 141 ).
4- العصران الحديديان الثاني والثالث ( 1000 – 586 ق.م ): عثر على بقايا معمارية وأماكن لتحضير الطعام وأخرى للتخزين وصناعة الخبز، ومشاغل للتصنيع الأواني والأدوات المعدنية ( كفافي 2009 : 18 ).
5- الحكم البابلي والفارسي يعتقد بوجود مجتمع متمدن ومستقر خلال هذه الفترة ( كفافي 2006 : 152 ).
العمارة في مسقط دير علا
تعود البقايا المعمارية في دير علا للعصر البرونزي المتوسط في السفح الجنوبي الشرقي للتل، وكانت الأبنية التي تم العثور عليها ليست بالكثيرة ولا تتجاوز أكثر من جدران متصلة ومنفصلة، ومنها حفرة صغيرة مستطيلة الشكل مع جدار مبني من حجارة غير مشذبة بلغ عمقها (5,1م)، ولكن هذه الغرفة لم تكن ممتلئة بأنقاض وقد عثر في أسفلها على أداتين برونزيتين حادتين تمثلان رمحا مع سلسلة وحربة. مثال أخر من المسقط حيث تم العثور على جدران وساحة وطبقات من الحجارة الصغيرة وتم العثور في الأرضية على أداة عظمية ( العجور 1997: 100- 101).
معبد تل دير علاّ
أقيم هذا المعبد فوق تله اصطناعية ترتفع عن المناطق المحيطة بها حوالي 8م، (Strange 2001: 309). يتكون المعبد من ثلاث حجرات صغيرة جدا بنيت في الطرف الشمالي (franken and Ibrahim 1989: 203)، تتقدمها ساحة ترتفع حوالي المترين عن المنطقة الخارجية وهناك شواهد تظهر حتى سقف المعبد حمل على أعمدة لا تزال قواعدها الحجرية قائمة (ياسين 1991: 192 – 193). عثر بالقرب من المعبد على مزهرية مصرية من النوع المسمى (Faince) تحمل اسم توسرت- زوجة الفرعون المصري رمسيس الثاني التي حكمت بين 1214 – 1194 ق.م (أبوطالب 1978: 73). تشير إلى تاريخ المعبد عثر في الجهة الغربية من الغرفة المقدسة Cella على مخازن للأواني الفخارية، وربما مشاغل، والى الشرق من الغرفة المقدسة توجد ساحة صغيرة تقابلها غرف، عثر في أحداها ألواح طينية من الممكن لفية وجعران وأختام اسطوانية وفخار مايسيني مستورد(franken and Ibrahim 1989: 203).، ومطرات زجاجية وصحون من المرمر وخرز بالإضافة إلى أنائين فخاريين لها فتحات على شكل شبابيك (كفافي 2006: 244). وعثر في هذا المعبد أيضا على رأس لطائر البط من العاج استخدم كمقبض لصندوق مستحضرات التجميل على الطراز المصري (Van der Kooij And Ibrahim 1989: 92). ومن البقايا الأثرية الأخرى والتي عثر عليها ضمن الغرفة المقدسة Cella أختام اسطوانية ومزهرية مزخرفة، وقلادة مزخرفة، وتعويذة مزخرفة، وخرزة مزخرفة، وزبادي مزخرفة، وزبدية بازلتية، وإبريق من المرمر، وبترة فخار على شكل الرمانة، ولوح يمثل لعبة يحمل مشهد رجل يرتدي ثيابا طويلة ويقف بين أشجار النخيل، وإبرة برونزية، وكأس بازلتي (Franken 1992: 28 – 31).
الفخار
تميز التل كغيره من مواقع الأثرية الأخرى باحتوائه على الفخار، وأبرز أنواع الفخار التي تم العثور عليها في التل فخار من نوع Chocolate – on – White والذي يؤرخ إلى العصر البرونزي المتأخر الفترة الأولى (كفافي 2006 : 230 ). وعثر على أواني ككؤوس والزبادي، وصحون للفواكه، وجرار تحمل فوهاتها سدادات فخارية مما يشير على أنها كانت تستخدم لحفظ السوائل.
الفن
عثر في دير علا على دمى آدمية مصنوعة من الصلصال مؤرخه للفترة السادسة، وتمثل وجوها أنثوية وعثر دير علا على قرط مضىي ( كفافي 2006 : 291 ).
النقش الجصي من تل دير علا
اكتشف النقش عام 1967م في دير علا على يد فرانكين، ونشر على يدي هوفتايزر وفان در كوي في عام 1976م، وعثر على النقش على جدار أحد الأبنية، والنص تعبير عن نص ديني مكتوب بالحبر الأسود والأحمر، ويؤرخ النقش إلى العصر الحديدي بناءا على المبنى الذي عثر فيه على النقش فأرخ إلى الفترة ما بين ( 850- 750 ق.م )، وقد خط النص على الجص الكلسي باستخدام الحبر الأسود والأحمر ( لبنسكي 1997 : 1- 6).
ويذكر النص اسم بلعام بن باعور والذي يريد ذكره في العهد القديم ( لبنسكي 1997 : 12 )، وهويشبه الخطوط العمونية المتأخرة إلى حد بعيد ( القنانوة 1998).
قائمة المراجع
العجور،محمد. 1997؛ أنماط الاستيطان البشري في شمالي الأردن في العصر البرونزي المتوسط الثاني MB2، رسالة ماجستير غير منشورة، إربد: جامعة اليرموك.
القنانوة، إخلاص. 1998؛ نقش الجص الآرامي من دير علا: دراسة لغوية، رسالة ماجستير غير منشورة، اربد: جامعة اليرموك.
كفافي، زيدان. 2006؛ تاريخ الأردن وأثاره في العصور القديمة: العصور البرونزية والحديدية، عمان: دار ورد.
كفافي، زيدان. 2009؛ التنقيبات الأثرية عن تل دير علا: نتائج مواسم التنقيب 1997 – 2004م، مجلة الأنباء، العدد 29، ص: 13 – 19.
Franken, H. 1969; Excavations at Tell Deir Alla ,SI: SN.