الثورة الكوپرنيقية

عودة للموسوعة

الثورة الكوپرنيقية

حركة الشمس، الأرض والمريخ تبعا لمركزية الشمس (يسار) وإلى مركزية الأرض (يمين)، قبل الثورة الكوپرنيقية-الگاليلية-النيوتنية. لاحظ retrograde motion للمريخ من جهة اليمين. النقطة الصفراء، الشمس؛ الزرقاء، الأرض؛ الحمراء، المريخ.
(In order to get a smooth animation, it is assumed that the period of revolution of Mars is exactly 2 years, instead of the actual value, 1.88 years). The orbits are assumed to be circular.

الثورة الكوپرنيقية Copernican Revolution، تشير إلى refers to the paradigm shift away from the Ptolemaic model of the heavens, which postulated the Earth at the center of the galaxy, towards the heliocentric model with the Sun at the center of our Solar System. It was one of the starting points of the Scientific Revolution of the 16th century.

نظرة تاريخية

كان للخطوات التي خطتها العلوم الرياضية، والتي تبدولنا اليوم تافهة، الفضل في شحذ أدوات الحساب في العصر الذي نحن بصدده. فأدخل كتاب مايكل ستايفل Arithmetica integra (1544) علامات الزائد والناقص، وكان كتاب روبرت ريكورد Whetstone of Wit (1577) أول الخط المطبوعة التي استخدمت علامة "يساوي". أما خط الحساب التي ألفها آدم ريزي، والتي كانت في زمانها ذائعة الصيت، فقد أقنعت ألمانيا بالانتنطق من الحساب بالفيشات إلى الحساب التحريري. ونشر يوهان فرنر (1522) أول درس حديث عن المخاريط، وواصل جيورج ريتيكوس عمل ريجيومونتانوس في حساب المثلثات، فضلاً عن أنه ساعد كوبرنيق على نشر نظريته.

أما الفلك فقد أتيح له من الحسابات خير مما أتيح من الآلات. وعلى أساس هذه الحسابات تنبأ بعض المنجمين بطوفان ثان يقع في "فبراير 1524" حين يلتقي المشتري وزحل في برج الحوت، مما حمل مدينة تولوز على بناء فلك للاحتماء به، والأسر الشديدة الحيطة على خزن الطعام في قمم الجبال(28). وكان أكثر الآلات الفلكية من مخلفات العصر الوسيط: كرات سماوية وأرضية، وعصا يعقوب، وإسطرلاب، وكرة ذات حَلَق، وربعيات واسطوانات، وساعات كبيرة، وبوصلات، وعدة أدوات أخرى ليس من بينها التلسكوب ولا الفوتوغرافيا. بهذا الجهاز استطاع كوبرنيق حتى يزلزل الدنيا.


نيكولاوس كوپرنيكوس

ونيكولاوس كوپرنيكوس هذا كما تدعوه بولندا، أونيكلاس كوبرنيج كما تدعوه ألمانيا، أونيكولاوس كوبرنيكوس كما يدعوه الفهماء، ولد في 1473 بمدينة تورن على نهر فستولا في بروسيا الغربية، وكان الفرسان التيوتون قد نزلوا عنها لبولندة قبل ذلك بسبع سنوات. وأمه من أسرة بروسية غنية، أما أبوه فقدم من كراكاووأقام في تورن واشتغل بتجارة النحاس. ولما توفي الأب (1483) كفل أبناءه شقيق الأم، لوكاس فاتزيلرودي، أسقف إيرملاند وأميرها. وأوفد نيكولاس إلى جامعة كراكاوحين بلغ الثامنة عشرة ليعد نفسه للقسوسية. على أنه أقنع خاله بأن يسمح له بالدراسة في إيطاليا لأنه لم يحب الفلسفة الكلامية التي حظرت الدراسات الإنسانية. فعين بنفوذ خاله كاهناً في كاتدرائية فراونبورج ببروسيا الشرقية البولندية، ثم منحه أجازة ثلاث سنوات.

وفي جامعة بولونيا (1497-1500) تفهم كوبرنيق الرياضيات، والفيزياء، والفلك. وكان من بين مفهميه أستاذ اسمه دومنيكودي نوفارا، تتلمذ من قبل على ريجيومونتانوس، وانتقد ما في نظرية الفلكي بطليموس من تعقيد سخيف، وعهد تلاميذه بقدامى الفلكيين اليونان الذين تشككوا في ثبات الأرض ووضعها المركزي. فقد كان من رأي فيلولاوس البيثاجوري، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، حتى الأرض وسائر الكواكب تدور حول هستيا، وهي نار مركزية لا نراها لأن جميع أجزاء الأرض المعروفة تحول بعيداً عنها. وقد روى شيشرون حتى هيكيتاس السيراكيوزي، وهومن فلكي القرن الخامس ق. م. أيضاً، كان يعتقد حتى الشمس والقمر والنجوم ثابتة، وأن حركتها الظاهرية مرجعها دوران الأرض حول محورها. وذكر أرخميدس وبلوتارخ حتى أريستارخوس الساموسي (310-230 ق. م.) رأى حتى الأرض تدور حول الشمس، وأنه اتهم بالضلال، وأنه عدل عن رأيه، ويقول بلوتارخ حتى سلوقس البابلي أحيا الفكرة في القرن الثاني قبل الميلاد. وكان من الجائز حتى ينتصر هذا القول بوضع الشمس المركزي في العصور القديمة، لولا حتى كلوديوس بطليموس الإسكندري أكد من جديد، في القرن الثاني بعد الميلاد، نظرية وضع الأرض المركزي، وأكدها بقوة وفهم كبيرين بحيث قل من جرؤ بعده على تحديها. وكان بطليموس نفسه قد قرر حتى على الفهم وهويحاول شرح الظواهر الطبيعية حتى يتبنى أبسط ما يمكن من فروض متفقة مع الشاهدات المسلم بها. ومع ذلك فإن بطليموس، كهيبارخوس من قبله، حين أراد تفسير حركة الكواكب الظاهرية، اضطرته نظرية وضع الأرض المركزي إلى افتراض مجموعات معقدة تعقيداً محيراً من الدوائر الصغيرة (epicycles) والدوائر مختلفة المركز (eccentrics) . فهل من سبيل إلى فرض أبسط،يا ترى؟ نيكولي أوريسمى (1330-82) ونيكولاس الكوزاوي (1410-64) فجددا فكرة دوران الأرض، وخط ليوناردودافنشي (1452-1519) قبيل ذلك يقول: "إن الشمس لا تتحرك... وليست الأرض في مركز دائرة الشمس، ولا هي في مركز الكون"(30).

وأحس كوبرنيق حتى نظرية مركزية الشمس تستطيع حتى "تنقذ المظاهر"-بشرحها الظواهر الطبيعية المشاهدة-بإحكام أشد من الرأي البطلمي. ففي سنة 1500 مضى إلى روما وقد بلغ السابعة والعشرين، من الممكن لحضور اليوبيل، وألقى هناك محاضرات تقول رواية إنه شرح فيها نظرية دوران الأرض على سبيل التجربة. وكانت أجازته قد انتهت، فعاد للقيام بواجباته الدينية كاهناً في فراونبورج. ولكن رياضيات مركزية الأرض كانت تشوش صلواته. فطلب الإذن باستئناف دراساته في إيطاليا، مقترحاً الآن حتى يفهم الطب والقانون الكنسي- وهوما بدا لرؤسائه أدخل في مهنته من الفلك. وقبل ختام القرن الخامس عشر كان قد عاد إلى إيطاليا. ونال درجة القانون في فرارا (1503)، ولم ينل درجة في الطب فيما يبدو، ثم ارتضى الرجوع ثانية إلى فراونبورج. وما لبث خاله حتى عينه سكرتيراً وطبيباً (1506)، من الممكن ليتيح له متسعاً من الوقت للاستزادة من الدرس. وعاش كوبرنيق ست سنوات في قلعة الأسقفية بهايلسبرج وهناك وضع الرياضيات الأساسية لنظريته، ثم دونها في مخطوط.

فلما توفي الأسقف الكريم عاد كوبرنيق إلى مكانه في فراونبورج. وواصل ممارسة الطب، وكان يعالج الفقراء مجاناً(31). وقد مثل كهنة الكاتدرائية في مهام دبلوماسية وأعد لسجسموند الأول ملك بولندة خطة لإصلاح العملة البولندية. وفي منطق من منطقاته الكثيرة عن المالية ذكر هذه العبارة التي عهدت فيما بعد بقانون جريشام: العملة الرديئة... تطرد العملة القديمة الأحسن منها(32). وهويعني أنه إذا أصدرت حكومة ما عملة منحطة اختزنت العملة الجيدة أوأصدرت وامتنع تداولها، ودفعت الضرائب بالعملة الرديئة، و"نقذ الملك من عملته". بيد حتى كوبرنيق واصل أبحاثه الفلكية وسط هذه المشاغل المتنوعة. ولم يكن وضعه الجغرافي مواتياً لأبحاثه هذه، ففراونبورج قريبة من البلطي. يلفها الضباب أوالسحاب نصف الوقت. وكان يحسد كلوديوس بطليموس، الذي كانت "سماؤه أبهج، حيث لا ينفث النيل الضباب الذي ينفثه نهر نافستولا. لقد حرمتنا الطبيعة تلك الراحة وذلك الهواء الهادئ"(33). لا عجب إذن حتى يعبد كوبرنيق الشمس أويكاد. ولم تكن أرصاده الفلكية كثيرة ولا دقيقة. ولكنها لم تكن ذات أهمية حيوية لهدفه. وكان في أغلب أحيانه ينتفع بالبيانات الفلكية التي خلفها له بطليموس، واعتزم حتى يثبت في جميع ما وصل إليه من مشاهدات يتفق خير اتفاق مع نظرية مركزية الشمس. وحوالي عام 1514 لخص ما انتهى إليه من استنتاجات في "تعقيب موجز". ولم يطبع الكتاب في حياته، ولكنه وزع بعض نسخ مخطوطة على سبيل جس النبض. وقد قرر فيه استنتاجاته ببساطة واقعية، وكأنها لم تكن أعظم ثورة في التاريخ المسيحي. نطق:

  1. ليس هناك مركز واحد لميع الكرات السماوية.
  2. إن مركز الأرض ليس مركز الكون، بل هونقطة مركز الجاذبية والكرة القمرية.
  3. كل الكرات (الكواكب) تدور حول الشمس بوصفها نقطتها الوسطى، وإذن فالشمس مركز الكون.
  4. نسبة المسافة بين الأرض والشمس إلى ازدياد قبة السماء أصغر بكثير من نسبة نصف قطر الأرض إلى بعدها عن الشمس بحيث حتى المسافة من الأرض إلى الشمس لا تدرك لضآلتها بالقياس إلى ازدياد قبة السماء.
  5. إن الحركة التي تظهر في قبة السماء لا تنشأ عن أي حركة في قبة السماء بل عن تحرك الأرض. والأرض هي وعناصرها المحيطة بها تدور دورة كاملة حول قطبيها الثابتين في حركة يومية، في حين تظل القبة الزرقاء والسماوات العليا ثابتة لا تتغير.
  6. إن ما يظهر لنا حركات للشمس لا ينشأ عن تحركها بل عن تحرك كوكبنا الأرضي، الذي يجعلنا ندور حول الشمس كأي كوكب آخر.
  7. أن ما يظهر من تراجع الكواكب وحركتها المباشرة لا ينشأ عن حركتها بل عن حركة الأرض. إذن فحركة الأرض وحدها تكفي لتفسير الكثير من المفارقات البادية في السماوات(34).

ولم يلق الفلكيون القلائل الذين قرأوا كتاب التعقيب كبير بال إليه. وأيدي البابا ليوالعاشر اهتماماً لا تحيز فيه بالنظرية حين أحيط بها فهماً وطلب إلى أحد الكرادلة حتى يخط إلى كوبرنيق طالباً إيضاح فكرته. وحظي الفرض برضى كبير في البلاط البابوي المستنير دام بعض الوقت(35). أما لوثر فقد رفض النظرية حوالي عام 1530 قائلاً: "إن الناس يستمعون إلى منجم محدث حاول التدليل على حتى الأرض تدور، لا السموات ولا القبة الزرقاء، ولا الشمس ولا القمر... فهذا الأحمق يريد حتى يقلب نظام الفلك كله رأساً على عقب. ولكن الكتاب المقدس ينبئنا بأن يشوع أمر الشمس لا الأرض حتى تقف"(36). وأما كالفن فقد أجاب كوبرنيق بآية من المزمور الثالث والتسعين "أيضاً تثبتت المسكونة، لا تتزعزع" ثم تساءل: "فمن يجرؤ على ترجيح شهادة كوبرنيق على شهادة الروح القدس؟(37)". هذه الاستجابة لكتاب "التعقيب" فتت في عضد كوبرنيق حتى أنه أبعد حتى أكمل كتابه الكبير حوالي عام 1530 قرر حتى يحبسه عن النشر. وواصل القيام بواجباته في هدوء، وحاول الاشتغال قليلاً بالسياسة، وفي ستيناته اتهم بأن له خليلة(38).

ولكن في عام 1539 اندفع إلى قلب هذه الشيخوخة المستسلمة رياضي شاب متحمس يدعى جيورج ريتيكوس. كان فتى في الخامسة والعشرين، بروتستنتياً، يحظى برعاية ملانكتون، ويعمل أستاذاً في جامعة فتنبرج. وكان قد قرأ "التعقيب" واقتنع بصدقه وتاقت نفسه لمساعدة الفلكي العجوز الذي كان يعيش بعيداً في بلدة مغمورة على البلطي كأنها مخفر أمامي على حدود الحضارة، منتظراً في صبر حتى يرى الآخرون معه دورة الأرض غير المرئية حول نفسها وحول الشمس. وأحب الفتى كوبرنيق حباً جماً، ووصفه بأنه "خير الرجال وأعظمهم" وتأثر تأثراً عميقاً بإخلاصه للفهم. وظل ريتيكوس عشرة أسابيع مكباً على دراسة المخطوط الكبير. ثم حث كوبرنيق على نشره، ولكنه أبى، غير أنه وافق على حتى يقوم ريتيكوس بنشر تحليل مبسط لفصوله الأربعة الأولى. وعليه فقد أصدر العالم الشاب في عام 1540، في مدينة دانتزج، كتابه "أول تقرير عن كتاب دورات الأجرام السماوية". وأوفد نسخة منه إلى ملانكتون والأمل يراوده، ولكن اللاهوتي الكريم لم يقتنع. ولما عاد ريتيكوس إلى فتنبرج (في مطلع 1540) وأثنى على نظرية كوبرنيق في فصله، "أمر"-كما روي-أن يحاضر بدلاً من ذلك عن كتاب يوهان دي ساكروبوسكوSphaera(39). وفي 16 أكتوبر 1541 خط ملانكتون إلى صديق له يقول: "يظن البعض حتى من الإنجازات البارزة حتى يؤلف إنسان نظرية مجنونة كذلك الفلكي البروسي الذي يحرك الأرض ويثبت الشمس. حقاً إذا واجب الحكام العقلاء حتى يروضوا من جموح العقول"(40). وفي صيف عام 1540 عاد ريتيكوس إلى فراونبورج ومكث بها حتى سبتمبر 1541. ورجا أستاذه المرة بعد المرة حتى ينشر على العالم مخطوطه. فلما انضم إليه في هذا الراتى رجلان بارزان من رجال الدين، استجاب كوبرنيق، من الممكن لاطمئنانه إلى أنه يضع الآن إحدى قدميه في القبر. وأدخل على المخطوط إضافات نهائية، ثم أذن لريتيكوس حتى يبعث به غلى ناشر في نورمبرج تكفل بجميع النفقات والتبعات (1542). وإذ كان ريتيكوس قد رحل عن فتنبرج ليدرس في ليبزج فقد وكل إلى صديقه أندرياس أوزياندر، وكان قسيساً لوثرياً في نورمبرج، مهمة الإشراف على طبع الكتاب.

كان أوزياندر قد خط إلى كوبرنيق (20 أكتوبر 1541) مقترحاً تقديم الرأي الجديد على أنه فرض لا حقيقة ثابتة، وذكر في خطاب بنفس التاريخ أوفده إلى ريتيكوس أنه بهذه الطريقة "سيهدئ الأرسطاطاليون واللاهوتيون من روعهم في غير مشقة"(41). وكان كوبرنيق نفسه قد وصف نظرياته غير مرة بأنها فروض، لا في تعقيبه الموجز فحسب، بل في كتابه المطول(42)، وفي الوقت ذاته زعم في الإهداء أنه دعم آراءه "بأعظم الأدلة وضوحاً". ولا فهم لنا بم ردّ على أوزياندر. على أية حال قدم أوزياندر للكتاب على نحوالتالي دون حتى يسقط باسمه:

"إلى القارئ، حول فروض هذا الكتاب. نظراً إلى ما ذاع من سمعة هذه الفروض الجديدة، فإن فهماء كثيرين ستصدهم ولا ريب نظريات هذا الكتاب صدمة قوية... على أن... فروض الأستاذ ليست بالضرورة السليمة، ولا حتى مرجحة. ويكفي جداً حتى تؤدي إلى حساب يتفق والمشاهدات الفلكية... وسيبادر الفلكي بإتباع أسهل الفروض فهماً. أما الفيلسوف فربما طالب بترجيح أكثر، ولكن لا هذا ولا ذاك سيستطيع اكتشاف أي شيء يقيني... ما لم يكشف له عنه بالوحي الإلهي. فلنسلم إذن بأن الفروض الجديدة التالية ستتخذ لها مكاناً إلى جوار الفروض القديمة التي ليست أكثر منها رجحاناً. وعلاوة على ذلك فإن هذه الفروض جديرة بالإعجاب وسهلة الفهم حقاً، وفضلاً على هذا فإننا واجدون هنا كنزاً من المشاهدات الدالة على فهم واسع. أما فيما عدا هذا فلا يتسقطن أحد من الفلك اليقينية فيما يتصل بالفروض. فهولا يستطيع حتى يعطي هذه اليقينية. ومن يأخذ جميع شيء وضع لأغراض أخرى مأخذ الحقيقة سيهجر هذا الفهم في أغلب الظن أجهل مما كان حين بدأ فيه"(43).

وكثيراً ما ندد الناس بهذه المقدمة باعتبارها عنصراً مقحماً وقحاً(44). ولعل كوبرنيق قد استنكرها، ذلك حتى هذا الشيخ بعد حتى عايش نظريته ثلاثين عاماً أصبح يشعر بأنه بضعة من حياته ودمه، وبأنها وصف لحقائق الكون العملية. ولكن مقدمة أوزياندر كان فيها حصافة وإنصاف، فقد خففت من المقاومة الطبيعية التي تقاوم بها عقول كثيرة فكرة قلقة وثورية، وهي ما زالت مذكراً طيباً لنا بأن أوصافنا للكون إذا هي إلا آراء عرضة للخطأ صادرة من قطرات ماء عن البحر، وأنها تحتمل هي الأخرى الرفض أوالتسليم. وظهر الكتاب أخيراً في ربيع 1543 يحمل هذا العنوان: "الجزء الأول من كتاب نيكولاي كوبرنيقي عن الدورات"، وعهد الكتاب بعد ذلك بهذا الاسم: "في دورات الأجرام السماوية"، ووصلت إحدى نسخ الكتاب الأولى إلى يد كوبرنيق في 24 مايو1543. وكان على فراش الموت، فقرأ صفحة العنوان، وابتسم، ثم توفي في نفس الساعة.

وكان إهداء الكتاب إلى البابا بولس الثالث في ذاته جعداً لنزع السلاح من يد المقاومة لنظريته تناقض حرفية الكتاب المقدس، كما أيقن كوبرنيق، مناقضة صريحة. وقد بدأ بتأكيدات وروعة فنطق: "ما زلت أومن حتى علينا حتى نتجنب النظريات البعيدة جميع البعد عن سلامة العقيدة". وذكر أنه تردد طويلاً في نشر الكتاب متسائلاً" أليس الأفضل حتى أحذوحذوالفيثاغوريين... الذين درجوا على توصيل أسرار الفلسفة بالفم لا بالكتابة، ولأقربائهم وأصدقائهم دون سواهم". ولكن رجلين من رجال الكنيسة المثقفين وهما نيقولا شونبرج كردينال كبوا، وتدمان جيزي أسقف كولم-كانا قد ألحا في توصيته بنشر كشوفه. (وقد عثر كوبرنيق حتى من الحكمة عدم ذكر اللوثري ريتيكوس). ثم اعترف بفضل الفلكيين اليونان عليه، ولكنه في زلة قلم أغفل اسم أرستارخوس. ونطق إنه يعتقد إذا الفلكيين في حاجة إلى نظرية أفضل من النظرية البطلمية، لأنهم يجدون الآن صعوبات كثيرة في الرأي القائل بمركزية الأرض، ولا يستطيعون على هذا الأساس حتى يحسبوا طول السنة حساباً دقيقاً. ثم إنه لجأ إلى البابا بوصفه رجلاً "عظيماً... في محبته للعلوم جمعها حتى الرياضيات". لكي يحميه من "لدغ المفترين" الذين سيدعون لأنفسهم الحق في الحكم على هذه الأمور. أو"سيهاجمون نظريتي محتجين بفقرة من الكتاب المقدس"(45)، وذلك دون إلمام كاف بالرياضيات.

ويبدأ العرض بهذه المسلمات، أولاً حتى الكون كروي، ثانياً، حتى الأرض كروية-لأن المادة إذا هجرت وشأنها تنجذب نحومركز، ومن ثم تكيف نفسها في شكل كروي، ثالثاً، حتى حركات الأجرام السماوية حركات دائرية متماثلة، أومكونة من هذه الحركات-لأن الدائرة هي "أكثر الأشكال كمالاً" ولأن "العقل يقشعر رعباً" من الفرض القائل بأن الحركات السماوية ليست متماثلة. (والصواب في التفكير محال ما لم يكن هناك صواب في سلوك موضوعات التفكير).

ويلاحظ كوبرنيق نسبية الحركة: "كل تغير يرى في الوضع مرجعه الحركة سواء حركة المشاهد أوحركة الشيء الذي يشاهده، أومرجعه التغيرات الطارئة على وضع الاثنين بشرط حتىقد يكونا مختلفين. لأنه إذا حركت الأمور بنسبة متساوية إلى نفس الأمور، لم تلحظ أية حركة بين الشيء المرئي وبين المشاهد"(46). إذن فدوران الكواكب اليومي الظاهري حول الأرض يمكن تعليله بدوران الأرض يومياً حول محورها، وحركة الشمس السنوية الظاهرية حول الأرض يمكن تعليلها إذا افترضنا حتى الأرض تدور سنوياً حول الشمس. ويتسقط كوبرنيق الاعتراضات على نظريته. فقد زعم بطليموس حتى السحب والأجسام الموجودة على سطح أرض دائرة تتطاير بعيداً عنها وتهجر وراءها. ويرد كوبرنيق بأن هذا الاعتراض أحرى حتى يعترض به على دوران الكواكب الكبرى حول الأرض، لأن مسافاتها الشاسعة تعني حتى لها أجراماً هائلة وسرعات عظيمة. كذلك زعم بطليموس حتى الجسم المدفوع مباشرة إلى أعلى من أرض دائرة لا يعود في سقوطه إلى نقطته الأصلية. ويرد كوبرنيق بأن هذه الأجسام، شأنها شأن السحب، هي "أجزاء من الأرض" وأنها تحمل معها في سيرها. أما الاعتراض بأن دوران الأرض سنوياً حول الشمس لوصح "لتجلي في تحرك النجوم "الثابتة" (وهي النجوم الواقعة وراء مجموعتنا الكوكبية) كما تشاهد في طرفين متقابلين لمدار الأرض، فيرد عليه كوبرنيق بأن هذا التحرك موجود عملاً، ولكن البعد الشاسع للنجوم ("القبة السماوية") لا يتيح لنا رؤيته. (ويمكن اليوم رصد درجة معتدلة من هذه الحركة).

ثم يجمل نظريته في فقرة جامعة مانعة:

"أولاً وقبل جميع شيء هناك مجال النجوم الثابتة، الذي يحتوي ذاته وكل الأمور، وهولهذا السبب عينه ثابت... أم الأجسام المتحركة (الكواكب) فأولها زحل الذي يتم دورته في ثلاثين سنة. ثم يأتي المشتري الذي يتمها في اثنتي عشرة سنة، ثم المريخ الذي يدور جميع عامين. ويلي هذا في الترتيب دورة رابعة تقع جميع سنة... وهي تحتوي الأرض ومعها مدار القمر كدائرة صغيرة يدور مركزها على محيط دائرة أكبر. أما الكوكب الخامس فهوالزهرة التي تدور حول الشمس في تسعة شهور. ثم يشغل عطارد المكان السادس، وهويدور دورته في ثمانين يوماً. وفي وسط هذه الكواكب جميعها تقوم الشمس... ولم يخطئ البعض إذ وصفوها بمصباح الكون، ووصفها غيرهم بعقل الكون، وغيره بسيده الحاكم... والقول صواب لأن الشمس وهي متربعة على عرشها الملكي تحكم أسرة النجوم المحيطة بها.... إلى غير ذلك نجد بفضل هذا التنسيق تماثلاً عجيباً في الكون، وعلاقة انسجام محددة في حركة الأجرام السماوية وضخامتها وهي علاقة من نوع يستحيل تحقيقه بأي طريقة أخرى "(47).

ويمكن القول بوجه عام إذا أي تقدم يحرزه الإنسان في نظرية ما يحمل معه الكثير من مخلفات النظرية القديمة المتروكة. فقد أقام كوبرنيق تصوراته على مشاهدات موروثة من بطلميوس، واحتفظ بالكثير من تفاصيل الجهاز السماوي البطلمي، كالدوائر، والدوائر الصغيرة التي تدور مراكزها على محيط دائرة أكبر، والدوائر المنحرفة عن المسار الدائري، أما رفض هذه التفاصيل فسوف يتم على يد كبلر. وكان أغرب الأمور حساب كوبرنيق حتى الشمس ليست بالضبط في وسط مدار الأرض. فقد حسب حتى مركز الكون "يبعد عن الشمس بمقدار ثلاثة أمثال قطر الشمس"، وأن مراكز أفلاك السيارات هي كذلك خارج الشمس، وأنها ليست واحدة على الإطلاق. وقد نقل كوبرنيق من الأرض إلى الشمس فكرتين يرفضهما الفهم اليوم، أولاهما: حتى الشمس هي المركز التقريبي للكون، والأخرى أنها ساكنة. وحسب حتى الأرض ليست لها دورة حول محورها وأخرى حول فلكها فحسب، بل حركة ثالثة ظنها ضرورية لتفسير ميل محور الأرض ومبادرة الإعتدالين.

وعلى ذلك يجب ألا نبتسم-ونحن ندرك الموقف بعد هذه القرون-سخرية من أولئك الذين تأخروا طويلاً في اعتناق نظرية كوبرنيق. ذلك أنه لم يطلب إليهم مجرد تصور الأرض وهي تدور وتندفع في الفضاء بسرعة رهيبة على عكس ما تشهد به حواسهم شهادة مباشرة، بل أكثر من ذلك حتى يسلموا بعمليات حسابية تتوه فيها العقول ولا تقل في تحييرها للإفهام عن حسابات بطليموس إلا بقدر طفيف. ولم تبد النظرية الجديدة متفوقة على القديمة بصورة واضحة إلا بعد حتى صاغ كبلر وجاليليوونيوتن جهازها ليحقق بساطة ودقة أعظم، وحتى بعد هذا يجب حتى نقول عن الشمس تلك الحدثات التي من الممكن نطقها جاليليوعن الأرض "ومع ذلك فهي تدور". هذا وقد رفض تيكوبراهي فرض مركزية الشمس بحجة حتى كوبرنيق لم يرد على اعتراضات بطليموس رداً مقنعاً. وأعجب من هذا الرفض تلك السرعة النسبية التي قبل بها النظرية الجديدة فلكيون كريتيكوس، وأوزياندر، وجون فيلد، وتومس ديجيز، وإرزمس رينهولد-الذي بنى "جداوله البروتنية" (1551) للحركات السماوية على نظرية كوبرنيق إلى حد كبير. ولم تبد الكنيسة الكاثوليكية اعتراضاً على النظرية الجديدة ما دامت تعرض ذاتها على أنها فرض، ولكن محكمة التفتيش لم تعهد رحمة في العقاب حين اعتبر جوردانوبرونوالفرض حقيقة مؤكدة، وبينت في وضوح نتائجها على الدين. وفي 1616 حرمت "لجنة الفهرس" قراءة كتاب "الدورات" إلى حتى يصحح، وفي 1620 أذن للكاثوليك حتى يقرءوا طبعات حذفت منها تسع عبارات تمثل النظرية على أنها حقيقة. ثم اختفى الكتاب من فهرس 1758 المراجع، ولكن الحظر لم يلغ صراحة إلا في 1828.

كانت نظرية مركزية الأرض تلائم بصورة معقولة لاهوتاً يفرض حتى جميع الأمور خلقت لمنفعة البشر. أما الآن فقد شعر هؤلاء البشر أنهم يترنحون فوق كوكب صغير اختزل تاريخه إلى "مجرد فقرة محلية في أخبار الكون". (48) فماذا يمكن حتى تعنيه حدثة "السماء" إذا كانت حدثتا "فوق" و"تحت" قد فقدتا جميع معنى لهما، وإذا كانت إحداهما تنقلب فتصبح الأخرى في نصف يوم،يا ترى؟ خط جيمس وولف إلى تيكوبراهي في 1575 يقول: "ما من هجوم على المسيحية أشد خطراً من القول بضخامة السماوات وعمقها اللانهائيين"-مع حتى كوبرنيق لم يقل بلا نهائية الكون. فلا بد حتى الناس حين توقفوا للتأمل في المعاني التي تتضمنها النظرية الجديدة راحوا يتساءلون عن صواب القول بأن خالق هذا الكون الضخم المنظم قد أوفد ابنه ليموت على هذا الكوكب المتوسط الحجم. وبدا حتى جميع شعر المسيحية الجميل، "يتصاعد دخاناً" (كما نطق جوته فيما بعد) تحت لمسة هذا الكاهن البولندي. وأجبر الفلك القائل بمركزية الشمس الناس على حتى يتصوروا الخالق من حديث في صورة أقل ضيقاً في الأفق وأقل تجسداً، وقابل اللاهوت أقوى تحد في تاريخ الدين. ومن ثم كانت الثورة الكوبرنيقية أشد عمقاً من حركة الإصلاح البروتستنتي، فقد جعلت الفروق بين العقائد الكاثوليكية والبروتستنتية تبدوتافهة، وتخطت حركة الإصلاح البروتستنتي إلى حركة التنوبر، من أرزمس ولوثر إلى فولتير، وحتى إلى ما بعد فولتير، إلى لا أدريه القرن التاسع عشر المتشائمة، هذا القرن الذي سيضيف الكارثة الداروينية إلى الكارثة الكوبرنيقية. ولم يكن هناك سوى واق واحد من أمثال هؤلاء الرجال، وهوحتى قلة قليلة فقط في أي جيل هي التي ستدرك ما ينطوي عليه فكرهم من معان. فسوف "تشرق" الشمس و"تغرب" حين كوبرنيق قد طوى في زوايا النسيان.

في عام 1581 أقام الأسقف كرومر نصباً تذكارياً لكوبرنيق على السور الداخلي لكاتدرائية فراونبورج بجوار قبر الكاهن. وفي عام 1746 أزيل النصب ليفسح مكاناً لتمثال للأسقف زمبك. فمن هوهذا الأسقف،يا ترى؟ من يدري؟.


تيخوبراهه

يوهانس كپلر

گاليليوگاليلي

جوردانوبرونو

إسحق نيوتن

الاستخدام المجازي


انظر أيضا

  • فدرالية كوپرنيقية
  • ثورة فهمية
  • Subject-object problem

هوامش

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)


المصادر

  1. Blumenberg, Hans (1987). The genesis of the Copernican world. Cambridge, Massachusetts: The MIT Press. pp. 1, 772. ISBN  Check |isbn= value: invalid character (help). Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  2. Koestler, Arthur (1959). The Sleepwalkers: A History of Man's Changing Vision of the Universe. Hutchinson.
  3. Koyré, Alexandre (1957). From the Closed World to the Infinite Universe. Johns Hopkins University Press.
  4. Kuhn, Thomas S. (1957). The Copernican Revolution. Planetary Astronomy in the Development of Western Thought. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press. ISBN .
  5. Kuhn, Thomas S. (2000). The road since structure : philosophical essays, 1970-1993, with an autobiographical interview. Chicago: University of Chicago Press. ISBN  Check |isbn= value: checksum (help). Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:28:56
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, CS1 errors: ISBN, تاريخ الفلك, ثورات علمية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لماذا ضرب بوتين الكهرباء بأوكرانيا.. جواب لدى الجنرال الأبيض

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:40
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 97%

الجميع شعر ببصمته.. كيف كان أول يوم لماسك كرئيس لـ"تويتر"؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:11
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 93%

رئيس وزراء بريطانيا يعتزم تجميد المساعدات الخارجية لدعم الميزانية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:36
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 97%

وول ستريت تواصل الأداء الإيجابي.. وداو جونز يقفز 5.7% في أسبوع

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:41
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 89%

الرئيس الأميركي ينتقد أرباح النفط "الزائدة"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:38
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 88%

الديمقراطيون استعدوا للهزيمة في انتخابات الكونغرس الأمريكي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:26
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 85%

لاغارد: بوتين شخص واسع الاطلاع

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:10
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 97%

ألعاب قذرة: ما خطر استخدام أوكرانيا قنبلة مشعة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:25
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 88%

نقيب الموسيقيين بمصر: شيرين اتكلمت بالتلفون وهذا وضعها

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:43
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 97%

صعاب لا تحصى أمام حكومة العراق.. "عقلية الأحزاب لم تتغير"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:28
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 99%

زهور في قلب الصحراء.. صورتان تسحران الليبيين

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:47
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

شركة "General Motors" تعلق نشر الإعلانات على "تويتر"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:05
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 90%

وسائل إعلام: مسيرة في بوركينا فاسو لدعم تطوير العلاقات مع روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:17
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 88%

شاهد.. ذعر هاريس بعد محاولة بايدن القفز من فوق خشبة المسرح!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:06
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 88%

على مدار 77 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتجة عنها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:09
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

فيديو ثانٍ يلاحق وزيراً آخر بحكومة العراق.. رصاص وبلطجة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:28
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 88%

خبير أمريكي: الحرب العالمية الثالثة قد بدأت

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:13
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 89%

مجلة أمريكية: الدعم الأمريكي لأوكرانيا يهدد العالم كله

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:17:16
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 99%

اجتماع بالأمم المتحدة.. لمحاسبة إيران على قمع النساء

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:12
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 100%

أسعار النفط ترتفع 3% في أسبوع وسط مخاوف من نقص الإمدادات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 09:18:34
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 99%

تحميل تطبيق المنصة العربية