الأصول العشرون (فكر الإخوان المسلمون)

الأصول العشرين هي الأصول التي وضعها الإمام حسن البنا لفهم الإخوان المسلمين للإسلام ضمن القران الكريم والسنة وذكرها ضمن أركان البيعة في ركن الفهم في رسالة التعاليم, والتي تعتبر الرؤية والأرضية التي تقوم عليها الجماعة في جميع مكان , وقام الكثير من مفكري الجماعة بشرح هذه الأصول مثل الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ جمعة أمين وتشترط الجماعة علي التنظيمات الإخوانية حول العالم فهم الجماعة للإسلام ضمن الأصول العشرين .

وفي ذكر حسن البنا لركن الفهم نطق:"إنما أريد بالفهم :أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة وحتى تفهم الإسلام كما نفهمه , في حدود هذه الأصول العشرين الموجزة جميع الإيجاز" :

الأصل الأول

1 - الإسلام نظام تام يتناول مظاهر الحياة جميعا فهودولة ووطن أوحكومة وأمة ، وهوخلق وقوة أورحمة وعدالة ، وهوثقافة وقانون أوفهم وقضاء ، وهومادة أوكسب وغنى ، وهوجهاد ودعوة أوجيش وفكرة ، كما هوعقيدة صادقة وعبادة سليمة سواء بسواء .

الأصل الثاني

2 - والقرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع جميع مسلم في تعهد أحكام الإسلام ، ويفهم القرآن طبقا لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف ، ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات .

الأصل الثالث

3 - وللإيمان الصادق والعبادة السليمة والمجاهدة نور وحلاوة يقذفهما الله في قلب من يشاء من عباده ، ولكن الإلهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الأحكام الشرعية ، ولا تعتبر إلا بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه.

الأصل الرابع

4 - والتمائم والرقي والودع والرمل والفهم والكهانة وانادىء فهم الغيب ، وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته إلا ما كان آية من قرآن أورقية مأثورة .

الأصل الخامس

5 - ورأي الإمام ونائبه فيما لا نص فيه ، وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمول به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية ، وقد يتغير بحسب الظروف والعهد والعادات ، والأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني ، وفي العاديات الالتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد .

الأصل السادس

6 - وكل أحد يؤخذ من كلامه ويهجر إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وكل ما اتى عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه ، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع ، ولكنا لا نعرض للأشخاص ـ فيما اختلف فيه ـ بطعن أوتجريح ، ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا .

الأصل السابع

7 - ولك مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية حتى يتبع إماما من أئمة الدين ، ويحسن به مع هذا الإتباع حتى يجتهد ما استطاع في تعهد أدلته ، وان يتقبل جميع إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته ، وأن يستكمل نقصه الفهمي إذا كان من أهل الفهم حتى يبلغ درجة النظر .

الأصل الثامن

8 - والخلاف الفقهي في الفروع لاقد يكون سببا للتفرق في الدين ، ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء ولكل مجتهد أجره ، ولا مانع من التحقيق الفهمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة ، من غير حتى يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب.

الأصل التاسع

9 - وكل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا ، ومن ذلك كثرة التفريعات للأحكام التي لم تقع ، والخوض في معاني الآيات القرآنية الكريمة التي لم يصل إليها الفهم بعد ، والكلام في المفاضلة بين الأصحاب رضوان الله عليهم وما شجر بينهم من خلاف ، ولكل منهم فضل صحبته وجزاء نيته وفي التأول مندوحة .

الأصل العاشر

10 - وفهم الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام ، وآيات الصفات وأحاديثها السليمة وما يليق بذلك من التشابه ، نؤمن بها كما اتىت من غير تأويل ولا تعطيل ، ولا نتعرض لما اتى فيها من خلاف بين الفهماء ، ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) (آل عمران:7) .

الأصل الحادي عشر

11 - وكل بدعة في دين الله لا أصل لها ـ استحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه أوبالنقص منه ـ ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ما شر منها .

الأصل الثاني عشر

12 - والبدعة الإضافية والتَّركِية والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي ، لكل فيه رأيه ، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان .

الأصل الثالث عشر

13 - ومحبة الصالحين واحترامهم والثناء عليهم بما عهد من طيب أعمالهم قربة إلى الله تبارك وتعالى ، والأولياء هم المذكورون بقوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ، والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية ، مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في حياتهم أوبعد مماتهم فضلا عن حتى يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم .

الأصل الرابع عشر

14 - وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أوبعد والنذر لهم وتشيد القبور وسترها وأضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتنادىت كبائر تجب محاربتها، ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة .

الأصل الخامس عشر

15 - والنادىء إذا قرن بالتوسل إلى الله تعالى بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية النادىء وليس من مسائل العقيدة .

الأصل السادس عشر

16 - والعهد الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية ، بل يجب التأكد من حدود المعاني المقصود بها ، والوقوف عندها ، كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي في جميع نواحي الدنيا والدين ، فالعبرة المسميات لا بالأسماء .

الأصل السابع عشر

17 - والعقيدة أساس العمل ، وعمل القلب أبرز من عمل الجارحة ، وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعاّ وإن اختلفت مرتبتا الطلب .

الأصل الثامن عشر

18 - والإسلام يحرر العقل ، ويحث على النظر في الكون ، ويحمل قدر الفهم والفهماء ، ويرحب بالصالح والنافع من جميع شيء ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهوأحق الناس بها .

الأصل التاسع عشر

19 - وقد يتناول جميع من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخر ، ولكنهما لن يختلفا في البتري ، فلن تصطدم حقيقة فهمية سليمة بقاعدة شرعية ثابتة ، ويؤول الظني منهما ليتفق مع البتري ، فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالإتباع حتى يثبت العقلي أوينهار.

الأصل العشرون

20 - ولا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض ـ برأي أوبمعصية ـ إلا إذا أقر بحدثة الكفر ، أوأنكر معلوما من الدين بالضرورة ، أوكذب صريح القرآن ، أوفسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال ، أوعمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر .

وذكر حسن البنا قائلا:"وإذا فهم الأخ المسلم دينه في هذه الأصول ، فقد عهد معنى هتافه دائما (القرآن دستورنا والرسول قدوتنا)" .