البروتستانتية في اسبانيا

عودة للموسوعة

البروتستانتية في اسبانيا

Santo Domingo preside un auto de fe contra los albigenses, de Pedro Berruguete (1475). No se representa un hecho propio de la Inquisición Española, ni a protestantes ni a judaizantes, pero la acumulación en la misma escena del juez eclesiástico con el hábito dominico, los penitentes con sambenito, el arrepentido que se "reconcilia" en el último momento y los "relajados al brazo secular" quemándose (lo que se hacía en el "brasero", fuera del lugar donde se hacía el auto de fe), tiene una gran fuerza visual y ha hecho que este famoso cuadro sea ampliamente reproducido.

البروتستانتية في اسبانيا يعود تاريخها إلى القرن 16. وقد نتج عن محاكم التفتيش الاسبانية اجبار على التحول عن الديانات الأصلية، وحبس واعدام وترحيل لمعظم غير الكاثوليك، سواء كانوا مسلمين أويهود أوبروتستانت.

لم تكن هنا إلا قوة واحدة تستطيع حتى تتحدى شارل الخامس - هي الكنيسة - وكان نصيراً للكاثوليكية، ولكنه مناهض للبابوية. وسعى، مثل فرديناند الكاثوليكي، إلى جعل الكنيسة الإسبانيّة مستقلة عن البابوات ونجح في هذا إلى حد حتى التعيينات في مناصب الكنيسة ودخول الكنيسة إبان حكمه كانت في يديه، واستخدمت لحمل شأن السياسة الحكومية: ولم تكن هناك حاجة للإصلاح الديني في إسبانيا، كما هوالحال في فرنسا، لكي تتبع الكنيسة الدولة. ومع ذلك فإن الحماسة للعقيدة المحافظة الإسبانيّة، إبان نصف مدة حكمه، التي قضاها في مملكته، استحثته إلى حد أنه في سنواته الأخيرة لم يكن هناك أمر (باستثناء قوة آل هايسبرج) يهمه أكثر من قمع الهرطقة.

وبينما حاول البابوات حتى يخففوا من وطأة محكمة التفتيش فإن شارل أيدها حتى وفاته. وكان مقتنعاً بالهرطقة في الأراضي المنخفضة كانت تؤدي بها إلى الفوضى والحرب الأهلية، وصمم حتى يمنع حدوث مثل هذا التطور في إسبانيا. وأخمدت محكمة التفتيش الإسبانيّة سورة غضبها، ولكنها مدت رقعة اختصاصها القضائي في عهد شارل. فاضطلعت بعبء الرقابة على المصنفات، وقامت بتفتيش جميع مخزن للخط، وأمرت بإحراق الخط الموصومة بالهرطقة(32). واستقصت حالات الانحراف الجنسي وعاقبت عليها: ووضعت قواعد نقاء الدم Limpieza، التي أغلقت جميع طرق التمييز أمام ذرية المتحولين إلى غير دينهم Conversos وكل مَن عاقبتهم المحكمة. وكانت تنظر إلى المتصوفة نظرة قاسية، لأن بعض هؤلاء ادعوا حتى صلتهم المباشرة بالله أعفتهم من حضور الصلاة في الكنيسة، وأضفى آخرون على حالات وجدهم الصوفي طعماً جنسياً مشبوهاً. وأعرب الواعظ الفهماني بدرورويز دي الكراز حتى الجماع هواتحاد بالرب حقاً، ونطق الأخ الراهب فرانسيسكوأورتيز مفسراً أنه عندما يرقد مع زميلة متصوفة جميلة فإنه لا يرتكب خطيئة من خطايا الجنس، بل ينعم بمتعة روحية(33). وعاملت محكمة التفتيش برفق هؤلاء المتنورين Alumbrados واحتفظت بأقسى إجراءاتها ضد البروتستانت في إسبانيا.

نص Desiderio Erasmo، المتضمن في مرشد الأعمال المحظورة Index Librorum Prohibitorum، الحظر ضم النصوص والرسوم التوضيحية والنقوش. لقد كانت حقاً نوبة من رهاب إرازموس (إرازموفوبيا).

وكما وقع في شمالي أوربا سقطت مناوشة إرازمية قبل معركة البروتستانت، وهتف بعض رجال الكنيسة المتحررين استحساناً لانتقادات فهماء الإنسانيات لأخطاء رجال الأكليروس، ولكن أكسيمنيس وآخرين كانوا قد قوموا من قبل المظالم البارزة أكثر من غيرها، قبل مجيء شارل. ولعل اللوثرية كانت قد تخللت أرض إسبانيا مع الألمان والبلجيكيين المتحدثين بالفلمنكية في الحاشية الملكية. وأدانت محكمة التفتيش ألمانيّاً في بلنسية عام 1524، لأنه جاهر بالتعاطف مع لوثر، وحكم على فلمنكي بالسجن مدى الحياة عام 1528، لتشككه في المطهر وصكوك الغفران، وأحرق في المحرقة فرانسيسكودي سان رومان، أول مَن عهد من اللوثريين الأسبان عام 1542، بينما كان المشاهدون المتحمسون يطعنونه بسيوفهم. واعتنق جوان دياز من كوينكا، الكالفنية في جنيف، فاندفع أخوه الفونسومن إيطاليا ليحوله مرة أخرى إلى العقيدة المحافظة، وعندما فشل الفونسوعمل على قتله (1546)(34) وسجن جوان جيل، أوأجيديو، وهوكبير قساوسة متفهم في أشبيلية، لمدة عام بسبب وعظه ضد عبادة الصور والصلاة للقديسين وفاعلية الأعمال الصالحات في الفوز بالخلاص. ونبشت عظامه بعد وفاته وأحرقت، وواصل رفيقه كبير القساوسة كونستانتينوبونس ديلافوينتي، نادىيته، ومات في سجون محكمة التفتيش. وأحرق أربعة عشر من زملاء كونستانتينو، ومنهم أربعة رهبان وثلاثة نساء، وحكم على عدد كبير بعقوبات مختلفة، ودك البيت الذي اجتمعوا فيه حتى سوي بالأرض.

وتطورت جماعة نصف بروتستانتية أخرى في بلد الوليد، وهنا تورط نبلاء من ذوي النفوذ ورجال دين من أصحاب الرتب الرفيعة. ووشي بهم لمحكمة التفتيش، وقبض عليهم جميعاً تقريباً وحكم عليهم بالإدانة، وحاول البعض مغادرة إسبانيا فقبض عليهم وأعيدوا. وكان شارل الخامس وقتذاك يستحم في يوستى، فأوصى بعدم إظهار أية رحمة في معاملتهم، وبتر رأس النائبين وإحراق مَن يرفضون التوبة. وفي يوم أحد الثالوث الموافق 21 مايوسنة 1559 أعدم أربعة عشر من المحكوم عليهم أمام جمع متهلل(35). وتراجع الجميع عما نطقوا إلا واحداً، وعوملوا برفق، وبترت رءوسهم، أما أنطونيودي هرزويلوالذي رفض التوبة فقد أحرق حياً. وسمح لزوجته ليونور دي سيسنيروس البالغة من العمر ثلاثة وعشرين عاماً بالسجن مدى الحياة. وبعد حتى أمضت عشر سنوات في السحن، عدلت عن إنكارها لما نطقت وجاهرت بهرطقتها، وطالبت حتى تحرق حية مثل زوجها فأجيبت إلى ملتمسها(36). وعرض ستة وعشرون آخرون من المتهمين للحرق أحياء في اليوم الثامن من أكتوبر سنة 1559، أمام حشد مكون من 200.000 شخص، يرأسه فيليب الثاني. وحرقت ضحيتان وهما حيتان وخنق عشرة.

وكان بارتلومي دي كارانزا، رئيس أساقفة طليطلة ورئيس أساقفة إسبانيا، أشهر فريسة سقطت في براثن محكمة التفتيش في هذه الفترة. وكان باعتباره من الكومنيكان قد قام بنشاط كبير من مطاردة الهراطقة والإيقاع بهم، وعينه شارل مبعوثاً له في مجلس ترنت، وأوفده إلى إنجلترا لحضور زواج فيليب والملكة ماري. وعندما انتخب رئيساً للأساقفة (1557) كان الاختيار بالإجماع ما عدا صوته. ولكن بعض "البروتستانت" الذين قبض عليهم في بلد الوليد شهدوا بأن كارانزا كان قد تعاطف سراً مع آرائهم، ووجد أنه كان قد راسل المصلح الديني الإسباني الإيطالي جاون دي فالديس، واتهمه عالم اللاهوت ذوالنفوذ ملشيور كانوبأنه كان يعضد العقيدة اللوثرية في التزكية بالإيمان. ولم يقبض عليه إلا بعد سنتين من ازدياد شأنه ووصوله إلى أعلى منصب كنسي في إسبانيا، ونستطيع حتى نحكم من هذا على مدى قوة محكمة التفتيش. وظل سبعة عشر عاماً معتقلاً في سجن أوغيره، بينما كانت تصرفاته في حياته ورسائله تتعرض للفحص والاستقصاء في طليطلة وروما. وأعرب جريجوري الثالث عشر أنه "مشتبه فيه بشدة" بالهرطقة وأمره بأن ينكر ستة عشر انادىء، وأوقفه لمدة حمس سنوات عن مباشرة وظيفته. وتقبل كارانزا الحكم في ذلة، وحاول حتى يؤدي الكفارات التي فرضت عليه، ولكنه توفي في خلال خمسة أسابيع بعد حتى أنهكه السجن والإذلال (1556).

وبموته زال خطر البروتستانتية عن إسبانيا، وحدث حتى أعدم حوالي 200 إنسان بين عامي 1551 و1600، لما نسب إليهم من هرطقات بروتستانتية - أي بواقع أربعة أشخاص جميع عام. وقد تجمد طبع الناس، الذي كان قوامه من كراهية المغاربة واليهود، التي تأصلت جذورها قروناً طويلة، في عقيدة محافظة لا تتزعزع، وامتزجت الكاثوليكية وحب الوطن، ووجدت محكمة التفتيش حتى من اليسير حتى تسحق، في خلال جيل أوجيلين، المغامرة الإسبانيّة العابرة التي اتسمت بفكر مستقل.


انظر أيضا

  • Federation of Evangelical Religious Entities of Spain


الهامش

تاريخ النشر: 2020-06-04 10:39:56
التصنيفات: البروتستانتية في اسبانيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البيت الأبيض ينفي منع تاكر كارلسون من إجراء مقابلة مع بوتين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:09:05
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 91%

قطر للطاقة توقّع اتفاقا للغاز مدته 20 عاما مع شركة بترونت الهندية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:08:50
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 96%

أول رد فعل لصلاح بعد تعيين حسام حسن لتدريب منتخب مصر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:09:30
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 95%

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لقد ارتكبنا خطأ.. آسف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:09:14
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 96%

الدفاعات الجوية السورية تتصدى لصواريخ إسرائيلية في حمص

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:09:26
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 93%

مصرع رئيس تشيلي السابق في تحطم مروحية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:09:23
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 97%

شاهد.. اللحظات الأولى للقصف الإسرائيلي على مدينة حمص

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:09:18
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 93%

تشيلي: وفاة الرئيس السابق سيباستيان بينيرا بحادث تحطم مروحية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-07 00:08:28
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 88%

تحميل تطبيق المنصة العربية