أبوالعباس أحمد بن عربشاه
أبوالعباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن أبي نصر محمد بن عربشاه بن أبي بكر الأستاذ الشهاب أبومحمد بن شمس الدين الدمشقي الرومي الحنفي، ويُعْرَفُ بالعجمي، وبابن عربشاه (791-854 هـ /1389-1450م) هوأديب ومؤرخ ورحالة مسلم.
وُلِدَ بدمشق ونشأ فيها، وقرأ القرآن على الزين عمر بن اللبان المقري.
شهد غزوتيمورلنك لدمشق وتدميرها، وسقط مع أمه وإخوته وابن أخته أسرى ونُقِلوا إلى سمرقند عام 803هـ/1401م، فحمل لتيمور أعمق الضغينة.
في بلاد ماوراء النهر باشر العمل وانكب على الدراسة لدى أشهر فهمائها: الشريف الجرجاني، وشمس الدين الجزري، والخقابل عبد الأول وابن عمه عصام الدين، وأحمد الترمزي، وأحمد القصير، وحسام الدين، ومحمد البخاري.
منذ عام 811هـ/1408م بدأت رحلاته التي ثابر خلالها على التحصيل الفهمي، وكانت محطته الأولى في بلاد الخطا Khatà حيث أتقن اللغة الفارسية، والخط المغولي، وأخذ عن الشيخ برهان الدين الأندكاني، والقاضي جلال الدين السرامي، وقرأ النحوعلى مولانا حاجي.
وجهته الثانية كانت إلى خوارزم، وفيها أخذ الفهم عن مولانا نور الله، وأحمد السرائي بن شمس الأئمة، ومنها انطلق إلى بلاد الدشت Dasht (سراي، وحاجي ترخان Astrachan) وبها العلامة محمد البزازي الكردري، فأخذ عنه الفقه وأصوله، ثم توجه إلى القرم، والتقى من الفهماء: أحمد بيروق، وشرف الدين شارح المنار، ومحمود البلغاري، ومحمد اللب أبي، وعبد المجيد الشاعر، ومن هناك عبر بحر الروم (الأسود) إلى أدريانوبل Edirne في مملكة ابن عثمان عام 814هـ/1407م، وأقام هناك نحوعشر سنوات، واستطاع اكتساب ثقة السلطان غياث الدين محمد الأول بن بايزيد، فعينه محرراً في ديوان الإنشاء، فخط رسائله إلى الملوك المجاورين باللغات العربية والهجرية، والفارسية، والمغولية، وترجم له: «جامع الحكايات ولامع الروايات»، وتفسير الإمام أبي الليث السمرقندي، وتعبير القادري «تعبير الرؤيا للدينوري»، وحرص على قراءة «المفتاح» على البرهان الخوافي.
بعد وفاة السلطان ابن عثمان توجه إلى وطنه، فوصل إلى حلب، ثم إلى دمشق عام 825هـ/1422م، بعد حتى غاب عنها 23سنة، فأقام مدة يتكسب بالكتابة والشهادة في حوانيتها، قاصراً وقته على المطالعة والتأليف، وقرأ سليم مسلم على ابن الحبال الحنبلي.
أدى فريضة الحج عام 832هـ/1429م، ووفد إلى مصر زمن السلطان جقمق، وشغل عنده وظائف عدة، وخط له تاريخاً، وتعهد فهماء القاهرة ومنهم: العسقلاني، السخاوي، وأبوالمحاسن بن تغري بردي وغيرهم، وعقد صداقات مع بعضهم. عهد من أبنائه تاج الدين عبد الوهاب، والحسن، وقد عملا في الكتابة والتأليف.
من أسماء الفهماء الذين أخذ عنهم يُدْرَك حرصه على الاستزادة في العلوم، ممَّا أكسبه خبرة في علوم الدين واللغة والبلاغة والتاريخ، وكان ينطق له ملك الكلام باللغات الثلاث. اتصف بالرزانة والعفَّة وجزالة الحديث والنظم وألَّف كثيراً من المصنفات، منها: «عجائب المقدور في نوائب تيمور»، في التاريخ، و«الترجمان المترجم بمنتهى الأرب في لغة الهجر والعجم والعرب»، و«العقد الفريد في فهم التوحيد»، و«مرآة الأدب في فهم المعاني والبيان والبديع»، و«جلوة الأمداح الجمالية في حلتي العروض والعربية»، و«العقود النصيحة»، و«فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء»، و«غرة السير في دول الهجر والتتر»، و«خطاب الإهاب الناقب وجواب الشهاب الثاقب»، و«التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحق أبي سعيد جقمق».
في أواخر أيامه سقط في معضلة مع السلطان جقمق، لاتهامه بأنه يعمل ضده، فَسُجِنَ خمسة أيام، ثم أُفْرِجَ عنه، ولكنه توفي مقهوراً بعد12 يوماً في 15رجب/25 آب بالخانقاه الصلاحية، ودفن في تربتها عن اثنتين وستين سنة ونصف.
آثاره
- فاكهة الخلفاء، ومفاكهة الظرفاء
- عجائب المقدور في أخبار تيمور
- منتهى الأرب في لغات الهجر والعجم والعرب
- التأليف الطاهر
- جامع الحكايات ولامع الروايات
- العقد الفريد في التوحيد
- غرة السير في دول الهجر والتتر
المصادر
- نهى حميد. "ابن عربشاه". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- ابن عربشاه، عجائب المقدور في نوائب تيمور (مؤسسة الرسالة، بيروت 1986).
- بروحدثان، تاريخ الأدب العربي (الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1995).
- عباس العزاوي، التعريف بالمؤرخين (شركة التجارة والطباعة المحدودة، بغداد 1957).
- شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون (دار الفهم للملايين، بيروت 1993).