سحر


ملف:Magic 2006.jpg

السحر مصطلح عام يستعمل لوصف فعالية تقوم بتغيير حالة شيء ما اوإنسان ما في نطاق التغيير الذي يمكن للشيء اوالشخص ان يتعرض له دون خرق لقوانين الطبيعة والفيزياء ويعتقد البعض إذا بإمكان هذه الفعاليات خرق قوانين الفيزياء في بعض الحالات ، وهناك على الأغلب إلتباس بين السحر وخفة اليد والشعوذة ويستعمل حدثة السحر كمرادف لجميع هذه المصطلحات التي تختلف عن بعضها البعض. فخفة اليد هوفن ترفيهي يقوم بإيحاء إذا شيئا محالا قد وقع فهما ان التغيير كان مصدره مهارة وخفة في اليد. الشعوذة من جانب آخر يعتبر مايعتقد القائمين به قدرتهم على إستحظار قوى غير مرئية لتساعد في حدوث تغييرات يتمناه إنسان ما وتكون تلك الأمنيات على الأغلب تخلص من خصم اوالحصول على قوة ويتم عملية الشعوذة عادة في طقوس خاصة.

هناك الكثير من التفريعات الثانوية لمصطلح السحر فالبعض يعتبره فرعا من حقل الباراسايكولوجي من خلال توظيف قدرات خارجة عن حواس الإنسان الخمسة للقيام بفعاليات تتحدى قوانين الفيزياء. إستنادا إلى آليستر كراولي (1875 - 1947) Aleister Crowley الذي كان يعتبر نفسه من جماعة "العلوم الخفية" [1] وإشتهر بكتابه "كتاب القانون" The Book of the Law وفيه زعم إنه تمكن من إستحظار روح حورس ويعتبر هذا الكتاب مرتكزا لفكرة ثيليما الذي ينص على الإمتلاك الكامل للإنسان لجسده وروحه وحياته ويمكنه السيطرة عليها بنفسه دون تأثير خارجي [2]. وعليه فإن السحر حسب كراولي هونشاط يغير حالة معينة معتمدة على إرادة الشخص القائم بها وهويختلف عن الشعوذة وخفة اليد ويعتمد على البحث الفهمي حسب رأي آليستر كراولي.

السحر في اللغة العربية وإستناد على تفسير القرطبي للآية 102 من سورة البقرة "السحر أصله التمويه بالحيل والتخاييل ، وهوحتى يعمل الساحر أشياء ومعاني ، فيُخيّل للمسحور أنها بخلاف ما هي به كالذي يرى السراب من بعيد فيُخيّل إليه أنه ماء، وكراكب السفينة السائرة سيراً حثيثاً يُخيّل إليه حتى ما يرى من الأشجار والجبال سائرة معه. وقيل: هومشتقّ من سَحرتُ الصبيّ إذا خدعته ، وقيل: أصله الصّرف ، ينطق: ما سَحَرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه . وقيل: أصله الاستمالة ، وكلّ مَن استمالك فقد سحرك" [3]

تاريخ السحر

من 1300 - 1516

لم يزل القرنان اللذان صور تاريخهما الأوربي تصويراً مجملا سريعاً في الفصول السابقة، يعدان جزءاً مما اصطلح على تسميته بالعصر الوسيط وهوما نستطيع حتى نحدده تحديداً تقريبياً بأنه سيرة أوربا بين قسطنطين وكولمبس، أي من 325 إلى 1492. وإذا أردنا حتى نلخص الآن الفهم والتربية والفلسفة في غرب أوربا إبان القرنين الرابع عشر والخامس عشر، فيجب حتى نتذكر حتى الدراسات العقلية كان عليها حتى تحارب من أجل الحصول على التربية والهواء في غابة من الخرافة والتعصب والخوف. وبين أحداث القحط والطواعين والحروب، وفي الفوضى الضاربة على البابوية الشاردة والمنقسمة على نفسها درس الرجال والنساء في القوى الخفية عن بعض التفاسير لما ينزل بالإنسانية من شقاء خفي وعن قوة سحرية ما تتحكم في الأحداث، وعن ضرب من الفرار الصوفي من الواقع المرير، وسارت حياة العقل متعثرة في وسط من العرافة والسحرة واستحضار الأرواح وقراءة الكف وفراسة الدماغ والاستنباء بالعدد والعيافة والطيرة والتنبؤ وتفسير الأحلام وطوالع النجوم والتحويل الكيميائي للمواد والعلاج بالخوارق وللقوى الخفية في الحيوان والمعدن والنبات. ولا تزال هذه الأعاجيب حية في أعطافنا اليوم. وتظفر هذه أوتلك منها بالولاء الصريح أوالخفي من جميع واحد منا تقريباً ولكن تأثيرها الحالي في أوربا اليوم أقل بكثير من سلطانها في العصور الوسطى..

ولم تدرس النجوم من أجل هداية السفن أوتحديد المواسم الدينية فحسب وإنما درست من أجل التنبؤ بما يقع على الأرض من أحداث وما يخبأ للأشخاص من مصير. ويبدوحتى التأثير النافذ للمناخ والفصول وعلاقة المد والجزر بالقمر والتوقيت القمري للطمث عند المرأة واعتماد الزراعة على أحوال السماء وكيفياتها، إنما تبرر مزاعم التنجيم بأن سماء اليوم تكشف عن أحداث الغد. وكانت أمثال هذه التنبؤات تنشر بانتظام (كما هوالحال الآن) وتبلغ جمهوراً كبيراً متعطشاً لها. ولم يكن الأمراء يجسرون على القيام بحملة أوواقعة أورحلة أوتشييد بناء إلا إذا حصلوا على تأكيد من المنجمين بأن النجوم في أوضاع ملائمة لهذه الأغراض. ولقد حرص هنري الخامس ملك إنجلترا على الاحتفاظ بإسطرلاب ليرسم خريطة السماء، ولما اتى زوجته المخاض قرأ بنفسه طالع الطفل وكان بلاط متياس كورفينوس الذي يضم صفوة المثقفين يرحب بالمنجمين ترحيبه بفهماء الإنسانيات.

واعتقد الناس حتى الملائكة تهدي النجوم، وأن الهواء يزخر بالأرواح الخفية، بعضها من الجنة وبعضها من الجحيم. وسكنت العفاريت جميع مكان وبخاصة مخدع الإنسان، وينسب إليها بعض الرجال ما يسلب منهم بالليل كما نسب إليها بعض النساء ما يصيبهن في غير أوانه، وأجمع فهماء الدين على حتى أمثال تلك الخطيات الخبيثات لهن وجود حقيقي ويستطيع جميع امئ ساذج في جميع منعطف وكل لحظة حتى يخرج من عالم الحس إلى مملكة من الكائنات والقوى المسحورة. ولكل شئ طبيعي صفات خارقة. وكانت خط السحر من أروج الخط في ذلك العصر. ولقد عُذب أسقف كاهورز وجلد وألقى به في المحرقة (1317) بعد حتى اعترف بأنه أحرق تمثالاً من الشمع للبابا يوحنا الثاني والعشرين آملاً حتى يلقى الأصل، مصير الشمع، كما وعد بذلك فن السحر. واعتقد الناس حتى فطير القربان بتقديس القسيس ينزف دم المسيح إذا خدش.

وخبت شهرة الكيماويين، ولكنهم استمروا في أبحاثهم الأمينة وخدعهم البراقة على السواء وفي الوقت الذي أنكرتهم فيه المراسيم الملكية والبابوية فقد أقنعوا بعض الملوك الكيمياء قد تفعم الكنوز متى نضبت. وكان السذج يبتلعون "المضى المذاب" الذي أكد لهم أنه يشفي جميع شئ إلا الغفلة (ولا يزال السقمى والأطباء يتعاطون المضى في علاج داء المفاصل)..

ونافس فهم الطب في جميع خطوة من خطواته، التنجيم وعلوم الدير والدجل. ونسب الأطباء تقريباً تشخيص سقم من الأمراض إلى البرج الذي ولد أوسقم فيه المريض، إلى غير ذلك خط الجراح العظيم جي ده شولياك (1363): "إذا جرح امرؤ في عنقه والقمر في برج الثور، فالإصابة خطيرة" ومن أقدم الوثائق المطبوعة، تقويم نشر في منيز (1462) يبين أحسن الأوقات من ناحية طوالع النجوم لفصد الدم. ونسبت الأوبئة بين جمهرة الناس إلى اجتماع سيئ الطالع بين النجوم. وأرجح ملايين المسيحيين، الشفاء إلى العقيدة وربما كان ذلك لخيبة أملهم في الطب. ومضى آلاف إلى ملوك فرنسا وإنجلترا يستشفون من الدرن الخنزيري بلمسة ملكية ويبدوا حتى هذه العادة قد بدأت بلويس التاسع الذي أدت قداسته إلى الاعتقاد بقدرته على عمل المعجزات. وظن الناس حتى قوته، قد انتقلت منه إلى خلفائه، كما انتقلت عن طريق إيزابلا أميرة فالوا. وهي أم إدوارد الثالث، إلى ملوك إنجلترا. وحج آلاف أكثر إلى أضرحة تشفي السقم؛ وحولوا بعض القديسين إلى أطباء متخصصين، إلى غير ذلك اكتظت كنيسة القديس فينوس بالمصابين بداء الرقص الزنجي، إذ ساد الاعتقاد بأن هذا القديس متخصص في علاج هذا السقم وأصبح قبر بييرده لكسمبورج، وهوكارينال توفي في الثانية عشرة من عمره بسبب غلوائه في الزهد، مزاراً محبباً، ونسب شفاء ألف وتسعمائة وأربعة وستين إنسان إلى قدرة عظامه السحرية، وذلك في خلال خمسة عشر شهراً من وفاته. وراجت صناعة الدجالين، ولكن القانون بدأ يقاومهم. ففي عام 1382 حكم على روجر كليرك، الذي ادعى علاج السقمى بالرقي، حتى يسير في شوارع لندن راكباً وقد علقت المباول حول عنقه.

واعتقد معظم الأوربيين في السحر، أوبعبارة أخرى ، في قوة بعض الأشخاص على التحكم في الأرواح الشريرة والحصول على معاونتها- لقد كانت القرون المظلمة متنورة نسبياً في هذه الناحية. ولقد أنكر القديسان بونيفاس واجوبارد الاعتقاد في السحر باعتباره ذنباً وعملا يوجب السخرية، وجعله شارلمان جريمة يعاقب مقترفها بالإعدام وكان يشنق جميع إنسان يتهم بصناعة السحر، وحرم البابا جريجوري السابع هلديبراند، على محكمة التفتيش، حتى تحاكم السحرة على أنهم السبب في العواصف والطواعين ولكن تأكيداً الوعاظ لحقيقة جهنم ومكائد إبليس أذكى الاعتقاد الشعبي في وجود الشيطان وشره في جميع مكان أووجود أحد أعوانه، وكم من عقل مريض أونفس يائسة اعتصمت بفكرة استحضار أمثال هذه الشياطين لمعاونتها. واتهم بالسحر أنواع شتى من الناس، يدخل فيهم البابا بونيفاس الثامن. ولقد شنق الرجل الأرستقراطي انجراند ده ماريني بتهمة السحر عام 1315، وأمر البابا جون الثاني والعشرون عام 1317 بقتل عدد من الأشخاص غير المعروفين، لأنهم دبروا اغتياله مستعينين بالشياطين. وأنكر جون مراراً الالتاتى إلى الشياطين وأمر باضطهاد من يقترفه، وفرض العقوبات عليه، ولكن الناس فسروا مراسيمه بأنها تؤيد اعتقادهم في وجود القوى الشيطانية وإمكان الانتفاع بها. وتضاعف الاتهام بالسحر بعد عام 1320، وشنق كثير من المتهمين أوألقي بهم في المحرقة. وساد في فرنسا الرأي القائل بأن شارل السادس قد أصيب بالجنون بوسائل سحرية، واستخدم ساحران لإعادة العقل إليه، فلما أخفقا جز رأساهما (1397).

وفي عام 1397 أصدرت كلية الدين بجامعة باريس، ثمانية وعشرين منطقة تحرم السحر، وإن اعترفت بقدرته بين حين وآخر. وعد قاضي القضاة جرسون حتى من الهرطقة حتى يناقش المرء وجود الشياطين أونشاطها.

أما الكهانة فهي ممارسة السحر بوساطة أشخاص نسبوا إلى عبادة إبليس باعتباره كبير الشياطين الذين يعملون على استخدامها في اجتماعات ليلية أوسبتية. ويمضى الاعتقاد الشعبي إلى حتى السحرة، وأغلبيتهم من النساء يزودون بقوى خارقة في لقاء عبادتهم لإبليس. وانتدابهم على هذا الوجه يجعلهم يسيطرون على النواميس الطبيعية، ويجلبون النحس أوالموت لمن يريدون. وأيد فهماء أمثال اراومس وتوماس مور وجود الكهانة في الواقع، وشك فيها بعض القسس في كلونيا، وأيدت وجودها جامعة كلونيا. وزعم معظم رجال الكنيسة- ويوافقهم في ذلك بعض المؤرخين من غير رجال الدين إلى حد ما- حتى الاجتماعات السرية بالليل إنما هي تعلات لعلاقات جنسية مختلطة ولتحريض الشباب على الفسق، واعترف بعض السحرة اعترافا مزعوماً أوبالأعمال الشريرة التي أسندت إليهم، وذلك إما بوساطة وهم مخبول، وإما للتخلص من التعذيب، ولعل هؤلاء السحرة الشعبيين قد قاموا بما يشبه التحذير النهائي لمسيحية مثقلة، وبنزعة ترفيهية من ناحية ومتمردة من ناحية أخرى لعبادة إبليس باعتباره العدوالقوي لإله يحكم على كثير من المباهج بالكبت ويلقى بكثير من الأرواح في الجحيم، وقد تذكر هذه الشعائر الخفية وتؤكد من حديث العقائد في الأعياد الوثنية لآلهة الأرض والحقل والغابة الخاصة بالتناسل والإخصاب أمثل باخوس وبريابوس وسيريس دفلورا.

واجتمعت جهود الأوساط المدنية والدينية علة قمع ما رأوه أكبر فساد وكفر. وانتدب عدد من البابوات- في الأعوام 1374 و1409 و1347 و1451 وبخاصة البابا إنوسنت الثامن عام 1484- عملا في المحكمة التفتيش للتصرف مع السحرة باعتبارهم هراطقة منبوذين، تصيب جرائمهم ووسائلهم الثمرات والأرحام بالأذى، وقد تحول مزاعمهم جماعات بأسرها إلى الشيطنة واعتمد البابوات اعتماداً حرفياً على آية في سفر الخروج (الإصحاح 22: الآية 18) "لن تهجر ساحرة تعيش". ومع ذلك فإن المجالس الكنيسة فبل سنة 1446 كانت تكتفي بالعقوبات المعتدلة إلا إذا كان المذنب السابق عنه قد عاد إلى سابق إجرامه. ولقد أحرقت محكمة التفتيش عام 1446، عددا من السحرة في هيلدلبرج، وأحرقت عام 1460 أثنى عشر رجلا وامرأة في أراس، وأطلق عليهم الفودوا كما أطلق على الهراطقة (waldenses) وقام السحرة في فرنسا برحلة عبر الأطلنطي حتى أطلقت حدثة فودوويزم voodooism على سحر الزنوج في المستعمرات الفرنسية في أمريكا.وفزع جاكوب سبرنجر قاضي محكمة التفتيش الدومينيكي فزعاً شديداً من انتشار السحر فأصدر عام 1487 دليلا رسميا لمطاردة السحرة عنوانه: "مطرقة السحرة". وقدم مكسميليان الأول وكان إذ ذاك ملك الرومان لهذا الدليل برسالة تقريظ نطق فيها أعظم أثر هائل ضد الخرافة أنتجه العالم. ونطق سبرنجر إذا هؤلاء النسوة الشريرات بتقليب خميرة شيطانية في قدر أوبوسائل أخرى، يستطعن إحضار أسراب من الجراد والديدان لتلتهم محصولا كاملا، وهن يستطعن حتى يصبن الرجال بالعقم ويجعلن النساء عقيمات، ويغضن لبن السقمع أويجهضن الحامل، ويستطعن بنظرة واحدة فقط حتى يجلبن الحب أوالكراهية، السقم أوالوفاة. ويخطف بعضهن الأطفال ويشوينهم ويأكلونهم. ويستطعن رؤية الأمور عن بعد ويتنبأن بالجو، وفي إمكانهن حتى يحولن أنفسهن أوغيرهن إلى حيوانات، وختم بحثه بقوله إذا ذلك لأن النساء أخف رؤوسا وأكثر شهوة من الرجال، وأضاف أنهن، إلى هذا كله، وسائل محبوبة دائمة لإبليس. ولقد أحرق ثمانية وأربعين منهن في مدى خمس سنوات. ومنذ عهده، زاد هجوم رجال الدين على صناعة السحر حتى بلغ أوجه في القرن السادس عشر، في كنف الكاثوليك والبروتستانت على السواء، وبهذا الضرب من العنف الضخم تفوقت الأزمنة الحديثة، على العصور الوسطى. وفاخر أحد موظفي محكمة التفتيش عام 1554، بأن محكمة التفتيش، قد أحرقت ثلاثين ألفا من السحرة على الأقل، وإذا هجروا بلا عقاب فقد ينزلن الخراب بالعالم كله.

ولقد ألفت خط كثيرة في هذا العصر لمحاربة الخرافات وتحتوي كلها على خرافات. ووجه أجوستينوترينفوإلى البابا حدثنت الخامس، رسالة ينصحه حتى يحرم السحر الخفي ولكن ترينفورأى حتى الطبيب لا يغتفر له حتى يجري فصاداً في مراحل معينة من أوجه القمر. ووجه البابا جون الثاني والعشرون ضربات قاسية للكيمياء (1317) والسحر (1337)، ونعى ما ظنه انتشاراً متزايداً لتقديم القرابين إلى الشياطين، وأخذ العهود على إبليس وصناعة التماثيل والخواتم والأمزجة للأغراض السحرية، وأصدر قراراً تلقائياً بالحرمان ضد جميع الذين يمارسون هذه القوانين، ولكنه أضمر اعتقاداً في قدرتها.

وكان نيقولا أرزم هوالخصم العنيد للتنجيم في ذلك العصر، وقد توفي وهوأسقف ليزيوه عام 1382. وسخر من المنجمين، الذين لا يستطيعون تحديد جنس الطفل قبل ولادته وإن زعموا أنهم يستطيعون التنبؤ بمصيره على الأرض بعد ولادته، ونطق أرزم إذا مثل هذه الطوالع حكايات يسردها الزوجات العجائز وخط مردداً عنوان شيشرون وجهده قبل ذلك بأربعة عشر قرناً عن: "قراءة الغيب" في الرد على مزاعم العرافين ومفسري الأحلام وأمثالهم. ولقد سلم وسط شكه في العلوم الخفية بصفة عامة، بأن الأحداث يمكن حتى تفسر بأنها من عمل الشياطين أوالملائكة. وقبل فكرة "عين الحسود". وظن حتى المجرم يعتم المرآة بنظره فيها. وأن نظرة الوشق . قد تخترق الحائط. واعترف بالمعجزات التي في الكتاب المقدس، ولكنه رفض التفسيرات الخارقة إذا كانت العوامل الطبيعية تكفي للتفسير ونطق نيقولا: إذا كثيرين من الناس يصدقون السحر لأنهم يفتقرون إلى فهم العلل والتطورات الطبيعية. وهم يقبلون بالسماع ما لم يروه، ولذلك قد تصبح أسطورة-مثل ساحر يتسلق حبلا ألقى به في الهواء- عقيدة شائعة( وهذه هي أول رواية تذكر فيها أسطورة تسلق الحبل) واحتج أرزم تبعاً لذلك بأن انتشار عقيدة ما ليس دليلا على صدقها بل إذا شاهد كثير من الناس حادثة تناقض تجربتنا العادية للطبيعة فيجب حتى تتردد في تصديقهم. يضاف إلى ذلك حتى الحواس من السهل خداعها فإن ألوان الأجسام وأشكالها وأصواتها تختلف تبعاً لمسافة أعضاء الحواس وأضوائها وحالاتها، والجسم وهوساكن قد يظهر متحركا، والتحرك قد يظهر ساكنا، وتبدوبترة النقود الموضوعة في قاع قنينة مملوءة بالماء، أبعد منها في قنينة فارغة. ويجب حتى تفسر الأحاسيس بالعمل، وهذا أيضاً عرضة للخطأ. ويقول أرزم، إذا خدع الحواس والعمل تفسر كثيراً من الأعاجيب التي تنسب إلى القوى الخارقة أوالسحرية. وعلى الرغم من هذا التقدم الجريء نحوالروح الفهمي، فإن الخرافات القديمة بقيت أوعدلت أشكالها فحسب. ولم تكن مقصورة على الدهماء فقد دفع إدوارد الثالث ملك مبلغاً باهظاً من المال للحصول على قارورة، كان على يقين من أنها من مخلفات القديس بطرس وعرضت على شارل الخامس ملك فرنسا في سانت شابل، قارورة، قيل إنها تحوي بعض دم المسيح وسأل حكماءه وفهماء الدين عنده عن صحتها، فردوا متحفظين بالإيجاب. وفي هذا الجوجاهدت التربية والفهم والطب والفلسفة لتنمو.


نظريات السحر

هناك الكثير من الفرضيات التي يؤمن بها التيار الذي يعتقد بوجود ظاهرة السحر وإستنادا إلى هذا التيار فإن السحر قد يمكن تفسيره باحدى هذه العوامل:

  • قوى طبيعية فيزيائية لم يتم إكتشاف ماهيتها لحد الآن وحسب هذه الفرضية هناك قوة خامسة بالأضافة إلى القوى الأربع المعروفة الا وهي الجاذبية ، كهرومغناطيسية ، التفاعل بين الكواركات وبقية أجزاء الذرة والتي تسمى بالتفاعلات القوية واخيرا التفاعلات الضعيفة في نواة الذرة والتي يمكن تحليلها عن طريق فيزياء الجسيمات ويعتقد البعض ان نظرية-م ونظرية الأوتار الفائقة قد تلعب دورا في هذه القوة [4] [5]
  • قوى روحية نابعة من عتقاد البعض ان الكون يحوي مخلوقات تتصف بالذكاء وليست من جنس الإنسان .
  • القوة الغامضة الموجودة في جميع مكان مثل مانا التي يعهدها البعض بمكون رئيسى لتلك القوى الغامضة ونومينا التي يمكن تعريفها بالقوة الغامضة الموجودة في جميع شيء [6].
  • الترابط الغامض بين القوى الكونية التي تربط وتنظم الأمور بصورة منافية لقوانين القوى الطبيعية.
  • القوة الغير طبيعية الناتجة من الهجريز اوالتأمل العميق التي تؤدي حسب البعض إلى تحكم الدماغ بالأمور مثل مايحدث عند ممارسة اليوغا أوالتخاطر [7]
  • القوة الكامنة في لاوعي الإنسان والتي إذا تم تطويعها وتدريبها فإن بإمكانها القيام بنشاطات تخرج عن تفسير الفيزياء.

خفة اليد

ملف:Hhoudini.jpg
هاري هوديني

بالرغم من إذا مهارة خفة اليد والإيحاء يعتبر من الفنون الترفيهية القديمة إلا انها تحولت إلى نوع منظم من الفن الترفيهي في القرن الثامن عشر ويعتبر الكثيرين الفرنسي جان يوجين روبرت (1805 - 1871) من الرواد في هذا المجال حيث فتح خشبة لعرض مهاراته في باريس عام 1840 وتم إفتتاح مسرح لهذا الغرض في لندن عام 1873 . يعتبر المجري المولد هاري هوديني (1874 - 1926) من اكبر الأسماء في فن الأيحاء والتخلص من القيود ولكن معظم عروضه كانت منسقة مع بعض طاقمه المختفين بين الجمهور وكان هناك تعاون بينه وبين صانعي الأغلال والأقفال . بصورة عامة يعتمد هذا النوع من الفن على خفة اليد والتنسيق مع بعض من المشاهدين للعرض وإستعمال المرايا وإستعمال أنفاق تحت خشبة المسرح ومع إختراع التلفزيون أصبح الأمر اكثر سهولة بواسطة إستعمال الخدعة التصويرية [8].

من الأنواع الشائعة في فن الأيحاء:

  • إظهار شيء من لاشيء مثل إخراج أرنب من قبعة فارغة وإخراج بتر نقدية من جيب فارغ وغيرها .
  • الأختفاء مثل إختفاء حمامة اوطير بمجرد التصفيق اوإختفاء شيء ما في راحة اليد.
  • التحويل ويتم عادة بواسطة أوراق اللعب حيث يقوم إنسان بإختيار احد الأوراق ثم يناوله الموحي ورقة اخرى ولكنها بخفة اليد تتحول إلى الورقة الأصلية التي إختارها المتطوع في اول الأمر
  • إعادة تجميع لبترة قماش اوحبل تم تقطيعه اوفك عقدة محكمة في حبل اوبتر جسد بمنشار ثم إعادته.
  • تحويل شيء ما من موضع إلى آخر مثل عملة نقدية إختفت فجأة لتظهر في حقيبة احدى المتفرجات اوتبديل لموضع شخصين في صندوقين مختلفين.
  • الأرتفاع في الهواء

عادة تمارس هذه الفعاليات لغرض الترفيه ويفهم الجمهور إذا هناك خنادى في جميع فعالية ولكن الهدف الرئيسي هوقضاء وقت ممتع ويحافظ هؤلاء الفنانون عادة بسرية الوسائل والخدع المستعملة لإبقاء روح الإثارة ولأن النقابات التي ينتمون اليها تطالبهم بتعهد السرية لعدم إفساح المجال للهواة بإقتحام مصدر رزق المحترفين.

الشعوذة

يسمى الشعوذة ايضا بالسحر الأسود ويمكن إعتباره فرعا من فروع السحر الذي يستند على إستحظار مايسمى بالقوى الشريرة اوقوى الظلام التي يطلب مساعدتها عادة لإنزال الدمار اوإلحاق الأذى اوتحقيق مكاسب شخصية . هناك جدل حول تقسيم السحر من الأساس إلى سحر أسود وسحر أبيض فكل سحر هواسود حسب اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية ولكن هناك إنطباعا قديما ان بعض السحر هدفه الخير ويلاحظ هذا الإنطباع في كتابات عديدة ومن أحدثها وأكثرها انتشارا قصص هاري بوتر . كان الإعتقاد السائد بأن للمشعوذ بالعمل قدرة على إنزال السقم اوسوء الحظ اوالعقم وحالات اخرى ولايزال هذاالنوع من الإعتقاد سائدا في العصر الحديث بصورة محدودة لدى البعض.

كان مايسمى بتحضير ارواح الموتى احد الطقوس الشائعة في الشعوذة وتم ذكر هذا الطقس من قبل المؤرخ اليوناني استرابو(63 قبل الميلاد - 24 بعد الميلاد) [9]. وكان هذا الطقس شائعا لدى صابئة حران (ملاحظة صابئة حران يختلف عن الصابئة المندائيين), ومنطقة إيترونيا القديمة والتي تقع في وسط ايطاليا الحالية [10] والبابليين وهذا الطقس مذكور ايضا في الإلياذة للشاعر هوميروس وتم ذكر هذا الطقس ايضا في العهد القديم من الكتاب المقدس حيث طلب اول ملوك اليهود ملك شاوول Saul (שאול המלך) من مشعوذة إندور ان تستحظر روح النبي شاموئيل Shmu'el (שְׁמוּאֵל) ليعين الجيش في قتالهم للفلسطينيين في ارض كنعان [11].


السحر والباراسايكولوجي

يعهد السحر من وجهة نظر حقل الباراسايكولوجي بدراسة ماهية وتطبيقات مايسمى الإمكانيات الفوق طبيعية التي يمتلكها البعض مثل الرؤية من خلال جدار اوالقدرة على رؤية احداث اواشخاص من مسافات هائلة في البعد اوالقدرة على فهم حوادث قديمة لشيء ما اوإنسان ما بواسطة لمس الشيء اوالشخص اوالتنبأ بالمستقبل [12].

هذا الحقل عادة مايثار حولها شكوك كثيرة من قبل الأكاديميين ويصفها الكثير بالعلوم الكاذبة ومن جهة اخرى يوجد هناك أكاديميون مقتنعون بان هذه الظواهر حقيقية ومن اشهر هؤلاء داريل بيم Daryl Bem المتخصص بفهم النفس الإجتماعي والحاصل على الدكتوراه من جامعة ميشيغان ويورد بيم تجربة جانزفيلد كدليل على ان الصدفة ليست العامل الرئيسي لتفسير هذه الظواهر الغريبة [13].

من اشهر المشككين بهذه الظواهر هوفنان إيحاء سابق كان يحترف عروض خفة اليد المسرحية وإسمه جيمس راندي وهوكندي وإشتهر عالميا بعد التحدي المشهور الذي اطلقه بإستعداده لأن يدفع مليون دولار لأي إنسان يأتي بدليل فهمي واحد على صحة مزاعم الأشخاص الذين يعتقدون إذا لديهم قابليات خارقة. من الجدير بالذكر ان التحدي لازال قائما ولم يتمكن احد لحد هذااليوم من إجتياز الإختبارات الفهمية التي هجرز على حذف عامل الصدفة في هذه الظواهر [14].

كتاب القانون لآليستر كراولي

شجرة الحياة

قام آليستر كراولي بكتابة هذا المؤلف في القاهرة عام 1904 ويحوي على ثلاثة فصول وحسب كراولي فإن جميع فصل تم كتابته في ساعة واحدة. زعم كراولي ان الشخص اوالشئ اوالمخلوق الذي أملى عليه الكتاب كان "نفسه الخفية" وكان إسمه أيواس . يسمى التعاليم الموجودة في الكتاب بإسم ثيليما ويمكن إيجازها بهذه المبادئ [15]:

  • إدراك النفس الحقيقية والإرادة الفريدة لشخص ما كفيل "بالأتحاد مع الكل"
  • يمكن الوصول لهذا الإدراك بواسطة بعض الطقوس.
  • من هذه الطقوس : اليوغا, إستحظار الأرواح ، طقس العشاء الأخير للمسيح ، قراة كتاب الكبالاه الذي يعتبر روح التوراة ، قراءة الطالع ، التنجيم
  • فهم رموز شجرة الحياة التي هي تعبير عن اعداد اوارقام متصلة ببعضها عن طريق 22 إرتباط خطي, الأعداد تمثل الكواكب وخطوط الأرتباط هي رموز الأبجدية العبرية والتي تقسم بدورها إلى سبعة كواكب و12 برجا.

إتباع هذه المبادئ يفترض أن يؤدي حسب معتقدات اتباع ثيليما إلى حالة التيقظ الشبيهة بالنيرفانا في البوذية وإكتشاف النفس الخفية. "النفس الخفية" بإمكانها مغادرة الجسد والإنتنطق عبر الأثير وعبور "بحيرة الفراغ" وهي اساس السحر والهدف الرئيسي من الممارسات المذكورة اعلاه حيث ان بإمكان هذه النفس الخفية اومايسمى ايضا من قبل كراولي "الجسد الضوئي" إنجاز اعمال تخرق قوانين الفيزياء مثل إزالة قوى غير مرغوبة وتحظير ارواح [16] .

من الجدير بالذكر إذا كراولي البريطاني المولد كان يلقب من قبل الصحافة "الرجل الشرير" وتم طرده من إيطاليا عندما حاول ان يشكل تنظيمه الخاص ومات مفلسا نتيجة إلتهاب الرئتين وإدمانه على الأفيون [17]

السحر والأديان

كان الأعتقاد بدور السحر كعامل في التأثير على الطبيعة وماوراء الطبيعة سائدا في معظم الديانات التي كانت سائدة قبل الديانات التوحيدية وخاصة في الديانة الزرادشتية التي كانت عاملا مهما في الإعتقاد بوجود كينونة الشر التي هي في صراع أزلي مع كينونة الخير [18] ويعتقد ان حدثة السحر بالإنجليزية Magic قد أتت من افراد قبيلة ماجاي الميدية اللذين كانوا رجال الدين الرئيسيين في الديانة الزردشتية [19]. ويرجع بعض المؤرخين جذور السحر في إطار ديني إلى فترة العصر الحجري الحديث حيث كان الإنتنطق من حياة التنقل إلى حياة الزراعة والإستقرار دور في تحول رئيس القبيلة إلى ملك ووالمؤمن بالخرافات والأساطير والعلوم الخفية إلى كاهن كان مهمته نقل تعليمات الإله إلى المجتمع.

كانت الوسيلة الرئيسية للسحر في المعتقد الديني هي التعويذة والتي كانت تعبير عن حدثات اوكتابات مخلوطة بمواد خاصة يقوم بتحضيرها الرجل الديني في طقوس خاصة وكان هدف التعويذة يتراوح من تغيير للمستقبل إلى السيطرة على إنسان ما اوعامل ما وكانت هذه التعاويذ عادة ما تتم تحت مزاعم إستحظار قوى إلهية وغالبا ما كانت التعويذة تتم على مراحل منها [20]:

  • التحضير بأيام قبل طقوس التعويذة بالصوم اوالصلاة
  • تهيئة جوخاص بالطقوس بإستعمال روائح خاصة اومواد معينة كان اتباع دين معين يعتقدون بإحتواءها على قوى خارقة.
  • طقوس إستحظار القوى الخارقة اوالإلهية التي كانت تختلف بإختلاف الدين المتبع .
  • إلقاء التعويذة
  • تقديم القرابين

هناك إجماع على إذا مفهوم السحر في الديانات القديمة كانت نابعة من عدم إدراك الإنسان لقوى الطبيعة وعدم وجود تحليل فهمي لظواهر كانت تعتبر غامضة للإنسان القديم [21] . بصورة عامة كان إستعمال السحر من منطلق ديني نابعا من ايمان صاحب الدين بقدرة الإله في تغير حياته ومصيره وكانت الطقوس السحرية من هذا المنظور نادىء الشخص للإله بالتدخل. ويمكن ملاحظة هذا في تشابه إلى نوع ما لفكرة النادىء والصلاة وتقديم القرابين في ديانات متعددة لاتزال تمارس لحد هذا اليوم حيث إذا فكرة طلب المساعدة من الخالق الأعظم هي نفس الفكرة القديمة ولكنها اكثر عمقا وفلسفية من الديانات البدائية.

هناك بعض الآثار القديمة تشير إلى إستعمال السحر من منظور ديني لدى الإنسان القديم وتشير بعض الرسومات القديمة في كهوف فرنسا إلى إستعمال السحر للمساعدة في عملية الصيد وتم العثور على آثار مماثلة لدى قدماء المصريين والبابليين وإستنادا إلى مارغريت موري (1863 - 1963) المتخصصة في العلوم المصرية القديمة فإن جميع طقوس السحر والشعوذة يمكن إقتفاء آثارها إلى طقوس دينية قديمة لديانات كانت تعبد الظواهر الطبيعة وإن بعض التعويذات التي كانت تستعمل في اوروبا في القرون الوسطى مماثلة إلى حد كبير لكتابات هيروغليفية عمرها 2500 سنة على اقل تقدير وإن فكرة تقديم القرابين للإله ترجع إلى العصرالحجري حيث تم العثور على منصة ذبح القرابين في الكثير من الكهوف القديمة في اوروبا[22] .

السحر عبر العصور

ملف:Carl-Reichenbach.jpg
كارل رايخنباخ (1788 - 1869)

عهد الإنسان السحر منذ القدم وهناك كتابات تتحدث عن السحر في قصائد هوميروس وكتابات قدماء المصريين التي هجرزت على إستعمال ورق البردي [23] في السحر وكتابات بلاد فارس القديمة وخاصة كتابات رجال دين الزرادشتية الذي يعتقد ان حدثة السحر بالإنجليزية Magic قد أتت من افراد قبيلة ماجاي الميدية اللذين كانوا رجال الدين الرئيسيين في الديانة الزردشتية [24]. هناك نقاط تشابه حول الكتابات القديمة حول السحر منها على سبيل المثال:

  • إستعمال ما يسمى الحدثات السحرية وهي حدثات يعتقد البعض إنها قادرة على تطويع وتوجيه الأرواح.
  • إستعمال آلات موسيقية بدائية مصنوعة من الخشب وإحداث اصوات متناغمة نوعا ما أثناء الطقوس .
  • إستعمال رموز وكتابات وشيفرات غامضة لغرض إستحضار الأرواح.
  • إستعمال وسيط بين القوى الخفية والسحرة وكان الوسيط في العادة أشخاص كانوا يزعمون القدرة على إستقبال رسائل من القوى الغير مرئية.

في العصور الوسطى قام ألبرت الكبير (1206 - 1280) Albertus Magnus بجمع عدد كبير من التعويذات السحرية ومن الجدير بالذكر إذا ألبرت لم يكن ساحرا بل كان رجل دين مسيحي مهتم بفهم الخيمياء وكان غرضه الرئيسي هوالبحث الفهمي [25].

مع بداية عصر النهضة والثورة الصناعية حل التفسير الفهمي محل الخرافات والأساطير . قام الكيميائي البروسي كارل رايخنباخ (1788 - 1869) في عام 1850 بتجربة على البرافين والفينول لغرض فهم ما أسماه بالقوة الغريبة اوالقوة الغامضة لبعض المواد التي أستعملت في السابق من قبل السحرة في طقوسهم وإستخلص إلى نتيجة ان هناك "تدفق" إيجابي وسلبي في المادتين وقدم نظريته بان هناك إستعمالات اخري غير معلومة للمواد بجانب الأستعمالات المعلومة ولكن نظريته لم تلق قبولا من قبل فهماء عصره [26]

في القرن التاسع عشر ومع موجة الإستعمار الأوروبي للشرق تعهد العالم الغربي عن كثب على أساطير الشرق الغامضة وخاصة في الهند ومصر وبدأ ولع حديث بالسحر وطقوسه وتشكلت جماعات منظمة تحاول دراسة السحر وفي عام 1951 تم إلغاء قانون منع الشعوذة في بريطانيا والذي كان ساري المفعول منذ عام 1401 وتم تأسيس جماعة ويكا التي لاقت افكارها قبولا عند Hippie الهيبيين [27]

السحر من وجهة نظر الفهم

هناك قياسات فهمية متفقة عليها لتحديد فيما إذا كانت ظاهرة اوطريقة اوتحليل اوإعتقاد معين يمكن تصنيفه كفهم حقيقي أم لا وإذا لم يتم تجاوز بعض الإختبارات فإنها ستنتهي إلى تصنيف يسمى العلوم الكاذبة. بعض من القياسات المتفقة عليها ويجب توفرها في الفهم الحقيقي هي التالية:

  • القدرة على الحصول على نفس النتائج اونتائج متقاربة عند إجراء إختبار معين مرات عديدة وإذا لم يتم الحصول على نتائج متقاربة عند تكرار عملية اوخطوة ما فإن الطريقة اوالظاهرة تعتبر غير فهمية على سبيل المثال إختبار تعويذة معينة على عدد من الأشخاص المتطابقين في العمر والجنس والحالة الإجتماعية والثقافية لرؤية فيما إذا كانت التعويذة لها نفس التأثير [28] .
  • القدرة على حصول تأثير مع توفر شرط عدم فهم الأشخاص المشهجرين بالتجربة فيما إذا قد تعرضوا للمادة الحقيقية اومادة وهمية شبيهة بالشكل للمادة الأصلية ولتوضيح هذه النقطة يقسم المتطوعون للتجربة إلى نصفين متشابهين قدر الإمكان من ناحية العمر والثقافة ونواحي اخرى بحيثقد يكون تعاطيهم للمادة الحقيقية اوالمادة الوهمية الفرق الرئيسي بين المجموعتين. على سبيل المثال إذا تم التوصل إلى فهم فيما إذا كانت تعويذة معينة ذات فعالية حقيقية فإنه يصمم نوعين من التعويذات إحداهما مصمم من قبل إنسان يدعي السحر والأخر شبيه بالظاهر للاولى ولكنها ليست حقيقية ويتم توزيعها على مجموعتي الإختبار الذين لايعهدون فيما إذا تلقوا التعويذة الحقيقية اوالوهمية وبعد فترة مراقبة يتم فهم فيما إذا كان هناك فرق حقيقي وملموس بين تاثير الحقيقي والوهمي [29].

الغاية الرئيسية في هذه التجارب هوفهم احتمال دور عامل الصدفة اوعوامل نفسية اوإجتماعية اواي عامل آخر في حدوث التأثير الملاحظ. ومعظم مدعوا السحر اوالباراسايكولوجي يفشلون امام هذه الإختبارات [30].

رأي ابن خلدون بالسحر

في كتابة المقدمة خصص باب للسحر, انواعة واقسامة واسماء بعض الاشخاص برعوفي السحر في زمانهم ، وفي نهاية الباب نطق حدثتة المشهورة " ان السحر ليس له وجود لدى العقلاء"

المصادر

[31]

[32]

[33]

[34] [35]

[36]

[37]

[38]

[39]

[40]

[41]

[42]

[43]

[44]

[45]

[46]

[47]

[48]

[49]

[50]

[51]

[52]

[53]

[54]

[55]

[56]

[57]

[58]

[59]

[60] ru-sib:Шопоть

تاريخ النشر: 2020-06-04 10:44:58
التصنيفات: مقالة مختارة, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, ميثولوجيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لواء مصري متقاعد يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:07:00
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 94%

الرجال.. طائرة الأهلي تهزم جرين تيم الكونغولي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:08:36
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

زيلينسكي يعترف بأن الوضع على محور دونيتسك أصبح أكثر صعوبة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:06:47
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 95%

مجموعة السبع تدين الهجوم الإيراني على إسرائيل وتدعو لضبط النفس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:07:02
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 100%

الطيران الروسي يشن غارة على قاعدة للمسلحين في محافظة حمص

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:06:54
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 92%

قائمة الأهلي لمواجهة الزمالك في الدوري المصري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:08:39
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 43%

بريطانيا وفرنسا تستدعيان ممثلي إيران لديهما

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:07:04
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 89%

لماذا استبعد مارسيل كولر كريم فؤاد من قائمة القمة؟

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-15 00:08:37
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية