اولمبياد (ڤيڤالدي)
أنطونيوڤيڤالدي |
---|
الاوپرات
|
«أولمبياد» ڤيڤالدي: من أساطير الإغريق الى ميلودراما الزمن النهضويّ
حين يذكر اسم الموسيقي الايطالي أنطونيوڤيڤالدي ، تلوح في الأفق على الفور صورة موسيقي أمضى حياته كلها في تأليف شتى أنواع الكونشرتو، والموسيقى الأوركسترالية. وتبدوأمام الأذن إيقاعات البحر الصاخب ثم الهادئ تباعاً، الذي يقول النقاد عادة، ان منه استقى فيفالدي تلك الايقاعات المتلاحقة التي تشكّل عصب تلك الأنواع من الكونشرتو. وأمام هذه الصور، من الصعب حتى يخيل الى المرء حتى ڤيڤالدي قد اشتغل أيضاً، وطوال حياته، في مجال الموسقى الأوبرالية، بخاصة حتى معظم أعماله في هذا المجال تبدواليوم نسياً منسياً، ليس بالتحديد لأن ألحانه الأوبرالية لم تكن لتستأهل الخلود، بل لأن موسيقاه الأخرى طغت عليها تماماً، ثم لأن الفن الأوبرالي، بعد ڤيڤالدي ومعاصريه، تطور تطوراً كبيراً، من الناحيتين الفنية والتقنية، كما من ناحية المواضيع وارتباط فن الأوبرا بفن المسرح عموماً، كما سيتبين لنا لاحقاً من خلال أعمال ڤاگنر وڤردي وبوتشيني ومن لف لفهم. وهذا كله جعل أعمال ڤيڤالدي الأوبرالية، والصوتية، بشكل عام، في مهب النسيان، لا يرقى أي منها، مثلاً، الى عمل اوركسترالي مثل «الفصول الأربعة» الذي خلّد فيفالدي ولا يزال يعمل حتى اليوم، وسيظل يعمل طالما هناك بشر يحبون الموسيقى ويعتبرونها من أكثر الفنون تعبيراً عن تجلي الروح.
أعماله
ومع هذا تفيدنا الاحصاءات ان ڤيڤالدي خط خلال حياته 46 عملاً أوبرالياً كاملاً لا يزال كلها محفوظاً حتى اليوم، وإن كان من الصعب القول انه يقدم عملاً على المسارح، أوانه لوقدم يفترض أن يلقى اقبالاً من الجمهور. وإضافة الى هذا خط ڤيڤالدي أيضاً في مجال الموسيقى الغنائية ثلاثة أعمال من نوع «الأوراتوريو» الديني، فقد اثنان منها، كما خط 45 عملاً دينياً غنائياً آخر، لعل أشهرها بترة «ماغنيفيكات» للأصوات المنفردة والكورس.
وإذا كان الكثير من أوبرات ڤيڤالدي قد بقيت ذكراه محفوظة في الخط وفي خزائن غلاة الهواة، فإن ثمة من بين هذه الأعمال ما لا يزال معروفاً وشهيراً حتى اليوم على نطاق واسع، ومن بينها أوبرا «الأولمبياد» التي قدمت للمرة الأولى على خشبة مسرح سانت آنجلوفي البندقية، خلال موسم كارنافال العام 1734. والواقع ان اوبرا «الأولمبياد» تقف حتى اليوم حية الى جانب ثلاثة أوأربعة أعمال أوبرالية أخرى لفيفالدي، منها محاولته التي قام بها في العام 1735 لتحويل حكاية «تيمورلنك» كما خطها أوگستينوبيوفيني، الى عمل غنائي تاريخي كبير.
أوبرا الأولمبياد
تتألف أوبرا «الأولمبياد» من ثلاثة فصول، ولقد لحنها ڤيڤالدي انطلاقاً من نص شعري خطه بيار ميتاستاز، الذي كان واحداً من أشهر كتاب النصوص الشعرية للأوبرا في زمنه. وهذه الأوبرا مستقاة، كما يشير عنوانها من بعض الأساطير الاغريقية من ناحية الموضوع، أما من ناحية الأسلوب فتكاد تبدوشبيهة بالمسرح الايطالي المعاصر لزمن ڤيڤالدي، إذ انها تنتمي الى ذلك الخط الميلودرامي الذي يقوم على تبادل الشخصيات والأدوار، وعلى الحبكات المستندة الى ما يشبه سوء التفاهم.
أما الحكاية التي تقوم عليها الأوبرا، فتنطلق من الملك كليستان الذي يعد يد ابنته الى ذلك الفارس الرياضي المغوار الذي سيحقق الفوز في الألعاب الأولمبية. لكن اريستيا ابنة الملك الموعودة هذه، مغرمة في الحقيقة بالفارس ميغاكل، في الوقت الذي يهيم بها عشقاً الفارس ليسيدا، صديق ميغاكل. وليسيدا هذا يعهد سلفاً، إذ يعلن الملك وعده، ان ليس في إمكانه حتىقد يكون الفائز في الألعاب الأولمبية، لذلك يطلب من صديقه ميغاكل ان يخوض المباريات عنه. ولا يتردد هذا الأخير، وفاء للصداقة، عن الاقدام على ذلك. وتكون النتيجة حتى ميگاكل هوالذي يحقق الفوز حقاً في الألعاب. وهولكي يكمل خدمته لصديقه، يحاول اقناع اريستيا المغرمة به، بقبول ليسيدا زوجاً لها... لكن اريستيا لا تقتنع بسهولة، بل تبدي من الحزن واليأس ما يسقط ميغاكل في وهدة الحيرة، ويقرر تخلصاً من ذلك المأزق كله، حتى يقتل نفسه، إذ ضاع بين إخلاصه لصديقه وغرام اريستيا به. وفي تلك الأثناء تكون آرجين، خطيبة ليسيدا الحقيقية قد وصلت من جزيرة كريت حيث كانت تقيم. وإذ تكتشف لذهولها ما يحدث، وحلول ميغاكل محل ليسيدا في الألعاب، ورغبة اريستيا في «الاستيلاء» على ليسيدا، تكشف أمام الملك جميع هذا. فيغضب الملك غضباً شديداً، إذ يعتبر انه كان هوالمخدوع في ذلك كله... ويقرر أولاً حتى ينفي ليسيدا الى مكان ناء. ولكن حين يحاول هذا الأخير التصدي للملك وقتله، يأمر الملك بإعدام هذا «الوقح». وهنا تعود آرجين الى التدخل من حديث متوسلة الى الملك ان يعدمها هي بدلاً من اعدام خطيبها... وإذ يتردد الملك، تكشف آرجين هنا سراً كانت تخبئه منذ زمن: وهذا السر متضمن في حلية تخص ليسيدا. وما إذا يرى الملك الحلية حتى يفهم جميع شيء: ان هذه الحلية ليست في الحقيقة سوى حلية عقد يخص أصلاً الملك، وكان هذا الأخير قد أحاط به عنق وليد له أنجبه بشكل غير شرعي ذات يوم، ثم قرر التخلص منه بهجره لحاله خوفاً من حتى يضرّ انكشاف أمره بسمعة الملك وبمكانته. وليس معنى هذا سوى حتى ليسيدا هوفي الحقيقة ابن غير شرعي للملك كليستان، ما يعني ان ليسيدا واريستيا اخوان. وإذا كانت مواصلة الغرام بينهما محالة، فإنه بات من المحال في الوقت نفسه، على الملك، حتى يأمر بنفي أوإعدام ابنه بعدما عثر عليه إثر فراق جميع تلك السنين. أما النتيجة فلن تكون سوى النهاية السعيدة كما كان يحدث في جميع الميلودرامات المشابهة في ذلك الزمن المبكر: اذ تخلّص ليسيدا واريستيا من ربقة الغرام، صار جميع منهما حراً في الاقتران بمن يحب إلى غير ذلك تنتهي الأوبرا نهاية سعيدة على زواج ليسيدا من آرجين واريستيا من ميغاكل.
لقد كان هذا النوع من النهاية السعيدة التجديد الذي أدخله فيفالدي على الاسطورة الاغريقية... إذ ان هذه كانت في الأصل ذات طابع ونهاية تراجيديين، أما على يد ميتاستاس وفيفالدي، فقد تحولت الى ميلودراما سعيدة، وهذا التحول كان هوما مكن فيفالدي من حتى يخصّ هذه الأوبرا التي لحنها في نهاية عمره تقريباً، بألحان تبتعد الى حد كبير عن تلك الحساسية التراجيدية لتأتي مفعمة بالمرح، والايقاع من دون حتى تتسم بأية أبعاد تأملية سيكولوجية. وكان هذا ما أخذ على فيفالدي من قبل نقاد عصره من الذين رأوا انه لم يلحن هذا العمل، إلا لكي يستعرض قدرته على صياغة الألحان، بحيث اتىت الألحان غير متوازنة تماماً مع المضمون الدرامي، ثم الميلودرامي للعمل. وهذا ما جعل بعض النقاد يقترحون استخدام بعض أجمل المقاطع الموسيقية في هذه الأوبرا، كألحان اوركسترالية مستقلة.
الأدوار
الدور | نوع الصوت | طاقم أول أداء 17 February 1734 |
---|---|---|
Clistene, king of Sicione | tenor | Marc'Antonio Mareschi |
Aristea, daughter of Clistene | contralto | Anna Cattarina della Parte |
Argene, lover of Licida | soprano | Marta Arrigoni |
Licida, son of the king of Clay | (mezzo soprano) | Angela Zannucchi |
Megacle, lover of Aristea and friend of Licida | (soprano castrato) | Francesco Bilanzoni |
أمينتا، خادمة ليسيدا | (soprano castrato) | Mariano Nicolini |
Alcandro, friend of Clistene | bass | Massimiliano Miller |
المؤلف
أنطونيوڤيڤالدي الذي عاش بين العام 1678 (حيث ولد في البندقية) والعام 1741 (حيث توفي فقيراً معدماً ودفن، مثل موتسارت، في مقابر الفقراء في فيينا)، لقّب دائماً بالراهب الأصهب، بسبب حمرة شعره. وهوبدأ حياته عازف بيانوفي الكنائس مع أبيه ثم عمه. وسيّم كاهناً في العام 1703... لكنه سرعان ما أعفي من إقامة القداسات وراح يخط الموسيقى الدنيوية الى جانب الموسيقى الدينية. ولقد خط طوال حياته مئات الأعمال بين كونشرتووكونشرتوگروسو، وقداس وسوناتا وأوبرا واوراتوريو، وحقّق في معظم أعماله تجديدات نقلت الموسيقى الايطالية من العصور الباروكية الى العصور الحديثة.
انظر أيضا
- أنطونيوڤيڤالدي
- L'Olimpiade, Pietro Metastasio's libretto
المصادر
- دار الحياة
الهامش
- ^ "Almanacco 17 February 1734" (in Italian). AmadeusOnline. Retrieved 30 August 2010.CS1 maint: unrecognized language (link)
- Don Neville: "L'Olimpiade", Grove Music Online ed. L. Macy (Accessed November 21, 2008), (subscription access)
وصلات خارجية
- Online libretto