الأپوكريفا اليهودية
جزء من سلسلة عن الكتاب المقدس |
||
---|---|---|
|
||
Biblical canon والخط | ||
تناخ: التوراه • نڤيئيم • كتوڤيم العهد القديم • العهد الجديد • الكتاب المقدس العبري Deuterocanon • أنتيلگومنا Chapters & verses أپوكريفا: اليهودية • العهد القديم • العهد الجديد | ||
التطور والكـُتـّاب | ||
Jewish Canon Old Testament canon New Testament canon النص الموسوي رسائل پولس الأعمال اليوحنية رسائل پطرس | ||
الترجمات والمخطوطات | ||
السبعونية • التوراة السامرية مخطوطات البحر الميت • Masoretic text ترگوم • Peshitta Vetus Latina • Vulgate الكتاب المقدس القوطي • الكتاب المقدس حسب لوثر الكتاب المقدس بالعربية • الكتاب المقدس بالإنگليزية | ||
دراسات توراتية | ||
تأريخ الكتاب المقدس نقد كتابي نقد أعلى النقد النصي Canonical criticism Novum Testamentum Graece الفرضية الوثائقية المشكلة السينوپتية أصناف مخطوطات ع.ج. Historicity (أشخاص) الاتساق الداخلي فهم الآثار • Artifacts الفهم والكتاب المقدس | ||
التفاسير | ||
Hermeneutics • پشر مدراش • Pardes Allegorical • Literalism النبوءات | ||
وجهات نظر | ||
Inerrancy • العصمة • Criticism الإسلامية • القرآنية • الغنوصية اليهودية والمسيحية Biblical law in Judaism القانون التوراتي في المسيحية | ||
|
قد يحدث سفر يشوع بن سيراخ الذي نسميه سفر الحكمة مما خط في ذلك العهد المتأخر، ويعتبر واحد من أسفار كثيرة تسمى الأبوكريفا - أي "الخفية" أوغير الموثوق بها والتي لا يعترف اليهود بها ضمن أسفار العهد القديم المنزلة. وهي ملآى بالجمال والحكمة، ومن أجل هذا فهي غير جديرة بأن تُطرد من صحبة سفر الشريعة وسفر أيوب. ونجد في إصحاحاتها الأربعة والعشرين ما نجده في الإصحاح الثامن من سفر الأمثال عن عقيدة الحدثة المجسّدة: "الرب قناني أول طريقة من قبل أعماله منذ القدم: منذ الأزل مسحت، منذ البدء منذ أوائل الأرض". وبين عامي 130 ق.م، 40م نشر يهودي إسكندري - أوعدد من اليهود الهلنستيين - سفر أمثال سليمان، وهوسفر يحاول، كما حاول فيلو، حتى يوفق بين اليهودية والأفلاطونية، ويهيب باليهود الذين ينادون بالاندماج في الثقافة اليونانية حتى يعودوا إلى الشريعة، جميع هذا في نثر لا يقل في جزالته وقوّته عن أي نثر آخر منذ عهد اشعيا. وأقل من هذا السفر قوة وجزالة سفر مزامير سليمان (حوالي 50 ق.م)، ويكثر فيه التنبؤ بظهور منقذ لإسرائيل.
ويسري هذا الأمل في النجاة من روما ومن العذاب الدنيوي على يد منقذ إلهي في جميع ما خط في هذا العصر من أدب يهودي إلا القليل النادر منه واتخذ الكثير منه صورة رؤى تهدف إلى إيضاح الماضي والتسامح فيه بعرضه على صورة إعداد لمستقبل مجيد يظهره الله على لسان رسول من عنده. وكان كتاب دانيال الذي خط في عام 165 ق.م ليشجع إسرائيل على الوقوف في وجه أنتيخس إبفانيس، لا يزال ذائعاً بين اليهود الذين لمقد يكونوا يعتقدون حتى يهوه سيهجرهم طويلاً تحت سيطرة الوثنيين. واتخذ كتاب أخنوخ، وهوفي أكبر الظن من عمل عدة مؤلفين بين عامي 170، 66 ق.م صورة رؤى نزلت على الأب الأكبر الذي "سار مع الرب" في سفر التكوين (الآية 24 من الإصحاح الخامس) ويقصّ هذا السفر سقوط الشيطان ومن معه، وما أدى إليه ذلك من حلول الشر والألم في حياة البشر، ثم نجاة بني الإنسان على يد المسيح، وحلول مملكة السماء. وحوالي عام 150 ق.م شرع محرر يهودي بنشر نبوءات سيبيلية صوّر فيها نبيّات تنتصر لليهودية على الوثنية، وتتنبأ بفوز اليهود النهائي على أعدائهم.
والراجح حتى فكرة الإله المنقذ قد اتىت إلى غربي آسية من بلاد فارس أوبابل(38). فالتاريخ كله والحياة كلها قد صورا في الديانة الزرادشتية في صورة صراع بين قوى النور المقدسة وقوى الظلمة الشيطانية؛ ثم يأتي في آخر الأمر منقذ - شؤسيانت أومثراس - ليحكم بين الناس ويقيم حكم العدالة والسلام الدائمين. وكان يظهر للكثيرين من اليهود حتى حكم روما جزء من فوز الشر القصير الأجل، ولهذا كانوا ينددون بما في حضارة "الكفار" من شراهة، وغدر، ووحشية، ووثنية، وما في العالم الأبيقوري من "كفر بالله" وعبادة الشهوات. وقد اتى في سفر الحكمة حتى المنافقين نطقوا في أنفسهم مفتكرين إفتكاراً غير مستقيم:
"إن عمرنا هويسير ومحزن، ووفاة الإنسان ليس شفاء، ولم يعهد قط المحلول من الجحيم، لأننا ولدنا من لا شيء، وبعد هذه نكون كأننا لم نكن لأن النسمة دخان في أنوفنا، والنطق شرارة في تحريك قلوبنا، وإذا أطفأت يصير الجسم رماداً والروح ينسكب كالهواء المبثوث. واسمنا سينسى في الزمان، ولا يذكر أحد أعمالنا، ويزول عمرنا كزوال أثر الغمام، ويضمحل كالضباب الذي بدده شعاع الشمس وتثقله حرارتها، لأن عمرنا ظل عابر وليس لأجلنا إبطاء لأنه أمر محتوم ولن يردّه أحد. فهلمّ إذا نتمتع بالخيرات الموجودة، ونستعمل الملذات في البرية ما دام زمان الشبوبية، فنمتلئ من الخمر الفائقة والطيوب، ولا يفوتنا نسيم زهر الربيع. نتكلل بفقاح الورد قبل ذبوله، ولاقد يكون مرج إلا يجوز عليه تنعمنا"(39).
ويقول صاحب هذا السفر إذا ثلاثة من الأبيقوريين يدلون بحجج باطلة. وإنهم يربطون عربتهم بنجم ساقط لأن اللذة شيء باطل زائل: "لأن راتى المنافق كغبار تحمله الرياح، وكرغوة رقيقة تقدها الزوبعة، وكدخان ينحل في الرياح، وكذكر ضيف مكث يوماً واحداً وإرتحل. أما الصدوقيون فيحيون إلى الدهر، وعند الرب ثوابهم، وعند العلى اهتمامهم. فلهذا يتقلّدون مملكة البهاء وتاج الكمال من يد الرب"(40).
وسيقضىعلى هذا الشر والإثم - كما تقول أسفار الرؤيا- إما بتدخل الله نفسه، أوبإرساله إلى الأرض ابنه أوممثله المسيح . أولم يُنبئ به النبي إشعيا قبل ذلك العهد بمائة عام إذ يقول: "لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام"(41).
وكان كثيرون من اليهود يتفقون مع إشعيا (11 : 1) فيما وُصِف به المسيح بأنه ملك دنيوي يولد من بيت داود الملكي؛ ومنهم من يسمونه بإسم ابن الإنسان كأخنوخ ودانيال، وصوروه بأنه سينزل من السماء. أما الفيلسوف صاحب سفر الأمثال والشاعر صاحب حكمة سليمان(42) فلعلهما قد تأثرا بأفكار أفلاطون أوبروح الأرض التي يقول بها الرواقيون فتصوروه الحكمة مجسدة التي هي أول شيء "قناها الرب"، وهي الحدثة أوالعقل (Logos) التي لن تلبث حتىقد يكون لها شأن عظيم في فلسفة أفلاطون، ويكاد مؤلفوسفر الرؤيا كلهم يجمعون على حتى المسيح سينتصر فوزاً سريعاً، ولكن إشعيا تصوره في فقرة من أروع فقراته بأنه: محتقَرٌ ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن... لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها... وهومجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا... وبجبره شفينا... والرب وضع عليه إثم جميعنا... من الضغطة ومن الدينونة أخذ وفي جيله من كان يظن أنه بتر من أرض الأحياء... وهوحملَ خطيئة كثيرين وشفع في المذنبين"(43).
بيد أنهم جميعاً متفقون على حتى المسيح سيُخضِعْ الكفار في آخر الأمر، ويحرر إسرائيل(44) ويتخذ أورشليم عاصمة له، ويضم إليه الناس جميعاً ليؤمنوا بيهوه والشريعة الموسوية(45). ويسود بعد ذلك "عصر طيب" تسعد به الدنيا بأجمعها فتكون الأرض كلها خصبة، وتحمل جميع حبة قدر ما كانت تحمله ألف مرة، ويصير الخمر موفوراً، ويزول الفقر، ويصبح الناس كلهم أصحاء، مستمسكين بالفضيلة، وتسود العدالة والصداقة والسلام في الأرض(46).
وكان بعض الناس يظنون حتى هذا العهد الصالح ستتخلله عهود غير صالحة وأن قوى الظلمة والشر ستبذل جهدها الأخير للهجوم على هذه المملكة السعيدة، وأن العالم سيحترق في الفوضى واللهب؛ وسيقوم الموتى في "يوم الدينونة الأخير" ليحاسَبوا أمام "قديم الأيام" (يهوه) أوأمام "إبن الإنسان"، وسيكون له السلطان المطلق الأبدي على العالم بعد حتى تجدد وصلح، أي على مملكة الله؛ وسيُلقى الأشرار وهم صامتون "في الجحيم"، أما الأخيار فسيُستقبلون في دار النعيم الأبدي.
ولقد كانت الحركة الفكرية في بلاد اليهود في جوهرها مماثلة للحركة الفكرية الدينية الوثنية المعاصرة لها: شعبٌ كان فيما مضى إذا فكر في المستقبل يحصر تفكيره فيما يفترض أن يؤول إليه مصيره القومي، ثم فقد الآن ثقته بالدولة التي ينتمي إليها، وأخذ يفكر في النجاة الروحية الفردية. وكان الدين ذوالطقوس الخفية الغامضة قد بعث هذا الأمل في صدور الآلاف المؤلفة من اليونان، وفي بلاد الشرق الهلنستي وإيطاليا؛ ولكن هذا الأمل أوالحاجة إليه لمقد يكونا في بلد من البلاد أقوى مما كان في بلاد اليهود. فلقد كان الفقراء أوالمحرومون، والمظلومون أوالمُحتقَرون في هذه الأرض يتطلعون إلى حتى يُرسل لهم الله من ينجيهم ويحمل عنهم نير الذل والعذاب. وتقول أسفار الرؤيا إذا هذا المنقذ لن يطول غيابه وإنه حين ينتصر سيرتفع إلى الجنة جميع العادلين، حتى من كان منهم في القبور، ليتمتعوا فيها بالنعيم السرمدي، وكان القديسون الشيوخ، أمثال شمعون، وكانت النساء المتصوفات أمثال أنا إبنة فانيول يقضون حياتهم حول المعبد، صائمين يترقبون، ويصلون، ويتضرعون لعلهم يرون هذا المنقذ قبل وفاتهم. وكان هذا الترقب يملأ قلوب الناس.
طالع أيضاً
- أسفار الكتاب المقدس