بريطانيا الرومانية

عودة للموسوعة

بريطانيا الرومانية

الإمبراطورية الرومانية في عهد هادريان (حكم 117-138 م)، ويظهر في الخريطة مقاطعة بريطانيا الرومانية، وانتشار الفيالق الثلاثة فيها عام 125. لاحظ ظهور الشريط الساحلي في الخريطة كما هي حالياً، مع اختلافها في العصور الرومانية حيث كانت بعضها جزء من القنال الإنگليزي وبحر الشمال.
تاريخ الجزر البريطانية
     

حسب التأريخ

  • قبل التاريخ
    • بريطانيا العصر البرونزي
    • العصر الحديدي البريطاني
    • اسكتلندة قبل التاريخ
    • ويلز قبل التاريخ
    • بريطانيا الرومانية
    • بريطانيا تحت الرومانية
    • إنگلترة الأنگلو-ساكسونية
    • England in the High Middle Ages
    • England in the Late Middle Ages
  • اسكتلندة العصور الوسطى
    • Scotland in the Early Middle Ages
    • Scotland in the High Middle Ages
    • Scotland in the Late Middle Ages
  • ويلز العصور الوسطى
    • ويلز الرومانية
    • الغزوالنورماني لويلز
    • Wales in the Late Middle Ages
  • أيرلندة العصور الوسطى
    • أيرلندة المبكرة
    • Early-Medieval Ireland
    • الگيلية
    • النورمانية
  • أيرلندة المعاصرة
    • أيرلندة 1691–1801
    • Early-modern: Britain, Ireland

حسب البلد

  • تاريخ إنگلترة
  • تاريخ أيرلندة
    • تاريخ أيرلندة (1801–1922)
    • تاريخ أيرلندا الشمالية
    • تاريخ جمهورية أيرلندا
      • الدولة الأيرلندية الحرة
  • تاريخ اسكتلندة
  • تاريخ ويلز
    • تاريخ گرنسي
    • تاريخ جزيرة مان
    • تاريخ جرسي
    • History of the Orkney Islands

حسب الموضوع

  • استيطان بريطانيا العظمى وأيرلندا
  • تاريخ المجتمع الإنگليزي
  • التاريخ البحري للملكة المتحدة

بدأت العصور التاريخية في بريطانيا مع قيام القائد الروماني يوليوس قيصر Iulius Caesar عام 55 ق.م بعد حتى أخضع بلاد الغال (فرنسا) بحملة عسكرية استطلاعية لشواطئها الجنوبية، ثم قام بحملة ثانية في العام التالي على رأس قوة كبيرة فوجد زعماء القبائل البريطانية في جنوبي إنكلترا قد وحدوا قواهم بقيادة كاسيڤلاونوس ولكنه هزمهم وأحرز بعض الفوزات التي دفعت عدداً منهم إلى الخضوع للرومان وتعهدهم بدفع الجزية، ثم انسحب «قيصر» بعد حتى فتح أبواب بريطانيا للتجارة الرومانية ولقدر من النفوذ السياسي الروماني. وبقيت بريطانيا في القرن التالي خارج نطاق السيطرة الرومانية المباشرة، وقامت فيها بعض الممالك الصغيرة وعلى رأسها مملكة كامولودنوم Camulodunum (كولشستر حالياً).

الغزوالروماني

فتوحات أولوس پلاوتيوس، هجرزت على الجزء الهام تجارياً وهوجنوب شرق بريطانيا.

وأخيراً قرر الرومان في عهد الامبراطور كلاوديوس غزوبريطانيا فأوفدوا جيشاً كبيراً بلغ نحوأربعين ألف مقاتل بقيادة أولوس پلاوتيوس فاجتاح جنوبي البلاد ثم اتى الامبراطور بنفسه في صيف عام 43م ليقود جيشه إلى مدينة كامولودونوم التي تزعمت المقاومة وليتقبل خضوع 12 ملكاً بريطانياً، وعاد إلى روما للاحتفال بهذا النصر. وتابع الجيش الروماني إخضاع المناطق السهلية الجنوبية والوسطى وتم تشكيل ولاية بريطانيا الرومانية يدعمها عدد من الممالك الصغيرة الدائرة في فلك روما. واستمرت المقاومة في إقليم ويلز بزعامة كاراتاكوس طوال ثماني سنوات حتى تم إخضاعهم عام 51م. وقد اندلعت في عهد الامبراطور نيرون ثورة كبيرة بقيادة الملكة بوديكا استطاعت في 61م احتلال عدد من المواقع الرومانية وتدميرها ولكن الرومان تمكنوا من التغلب عليها وسحقها.


توطد الحكم الروماني


احتلال ثم الانسحاب من جنوب اسكتلندا

وفي عهد الامبراطور دوميتيانوس تولى حكم بريطانيا القائدُ القدير أگريكولا Agricola الذي نظم غزوشمالي ويلز وإنكلترا، وقام بحملة دامت خمس سنوات في اسكتلندا، وأحرز نصراً مبيناً على القبائل السكتلندية عام 84م. ولكن سيطرة الرومان في المناطق الشمالية الجبلية كانت قصيرة الأجل بسبب مقاومة قبائل البيكت والسكوت الضارية. واضطر الرومان إلى إقامة خط دفاعي من التحصينات تحول في عهد الامبراطور هادريان عام 122م إلى سور قوي بطول نحو120 كم في أضيق جزء من الجزيرة وضم مجموعة كبيرة من القلاع والحصون والأبراج، وقد عهد باسم سور هادريان ولاتزال كثير من معالمه وأجزائه سليمة تشهد على روعة فن التحصينات العسكرية الرومانية.

Hadrian's Wall viewed from Vercovicium

ثم أقيم سور حديث في أقصى الشمال بطول 70 كم عهد بسور أنطونينوس ولكنه لم يصمد طويلاً. واضطر الامبراطور سبتيميوس سفيروس إلى العودة إلى سور هادريان بعد حتى خاض معارك ضارية في اسكتلندا وتوفي عام 211م في مدينة يورك.

كان يرابط في بريطانيا جيش روماني قوي راوحت أعداده بين 40-50 ألف جندي، لذلك ثار بعض قواده محاولين الوصول إلى العرش. وفي عصر الاضطرابات والفوضى العسكرية صارت بريطانيا جزءاً من الامبراطورية الغالية التي أقامها بوستوموس (259- 268)م، ثم صارت مملكة شبه مستقلة تحت حكم كراوسيوس وخلفائه (286-297م) حتى قضى عليها القيصر كونستانتيوس والد قسطنطين الذي انطلق من بريطانيا للوصول إلى عرش الامبراطورية الرومانية.

وفي القرن الرابع تعرضت الولاية لهجمات قبائل البيكت والسكوت في الشمال كما بدأت قبائل الساكسون تهاجمها بحراً من الجنوب وحاقت الأخطار بالامبراطورية من جميع الجهات مما اضطر الرومان إلى سحب آخر قواتهم عام 410م تاركين الجزيرة لمصيرها حيث بسط الجرمان الساكسون سيطرتهم عليها وانتهى عصر السيادة الرومانية على بريطانيا. كان يحكم بريطانيا ولاة بمرتبة قنصل تحت إمرتهم أربع فرق عسكرية نظامية إلى جانب القوات المساعدة، وكان مقر الوالي في مدينة كامولودنوم. وفي عهد [[سبتيميوس سفيروس (193-211م) قسمت بريطانيا إلى ولايتين ثم صارت أربع ولايات في عهد ديوقلتيانوس ت. (284-305)م.

نهاية الحكم الروماني

بريطانيا الرومانية في 410


بريطانيا تحت الرومانية

موضوعات

التجارة والاقتصاد

التجارة

طالع أيضاً: التجارة بين بريطانيا العصر الحديدي والعالم الروماني


الاقتصاد

تطوير منجم

كانت الزراعة تلبي الحاجات الأساسية للسكان إضافة إلى احتياجات الحامية العسكرية الرومانية وبدأ الرومان يستغلون موارد بريطانيا المعدنية الغنية بعد حتى استتبت لهم الأمور، وقد بلغت عمليات استخراج الرصاص والنحاس والقصدير والحديد وكذلك المضى حداً كبيراً وخاصة في القرن الثالث الميلادي، وكانت بريطانيا تصدر كذلك الأقمشة والجلود والمحار واللآلئ، وتستورد باللقاء النبيذ والفخار والأقمشة والأثاث الفاخر.

لم تجتذب بريطانيا المستوطنين الرومان بأعداد كبيرة باستثناء المحاربين القدماء الذين كانوا يحصلون على إقطاعات مجانية من الأراضي الزراعية، وأنشئت بعض المستعمرات وبدأت تنشأ حضارة مدنية صاعدة كانت عاصمة الولاية من أبرز مظاهرها، ولكن سرعان ماحلت الأراضي محلها مدينة لوندينيوم (لندن) التي أصبحت أكبر مدن بريطانيا، إذ بلغ عدد سكانها مايقرب من 25 ألف نسمة، وصارت مركز شبكة كبيرة من الطرق والميناء الرئيس للتجارة مع القارة الأوربية، كما نشأ كثير من المدن المتوسطة والصغيرة وبدأت الحياة المدنية تتشكل وتتعاظم ومظاهر الحضارة الرومانية تنتشر في جميع مكان مثل: المباني العامة والحمامات والفنادق والمدرجات والمسارح وانتشرت القصور الريفية، إذ تم الكشف عن 600 «فيلا» رومانية في جنوبي بريطانيا. وبينما كانت هذه المظاهر تسود في الجنوب والوسط وبين أفراد الطبقة العليا الكلتية فإن الرَّوْمَنَة لم تصادف مثل هذا النجاح في غربي بريطانيا وشماليها وبقيت اللغة الكلتية هي اللغة الشعبية السائدة، وكذلك العادات والأوضاع الاجتماعية، وكانت تسود في الشمال الحياة العسكرية والفيالق الرومانية.


البلدة والريف

Britannia as shown on the Tabula Peutingeriana

كانت بريطانيا تمثل مسقطاً نائياً للامبراطورية والحضارة الرومانية، ولذلك لم يخط البقاء للغة اللاتينية مع حتى الرومان بقوا في الجزيرة ما ينيف على ثلاثة قرون ونصف، ولكنهم وضعوا حجر الأساس للمدنية البريطانية.

عبر البحر من غالة حوالي عام 1200 ق.م من قبائل الكلت واستقر في إنجلترا. وقد وجدوا في تلك البلاد خليطاً من شعب أسود الشعر لعله أيبيري، وشعب أشقر الشعر اسكندناوي: وغلب الكلت هؤلاء الأهلين على أمرهم، وتزوجوا منهم، وانتشروا في إنجلترا وويلز. حوالي عام 100 ق.م (وتقل تلك القرون الأحد عشر لأن أنانيتنا تحملنا على اختصار هذه الأحقاب المليئة بالحوادث وتمحوالأجيال الجليلة الشأن من الذاكرة المزدحمة لكي تقربنا من عصرنا الحديث) أقبل فرع آخر من الكلت من داخل القارة وطرد بني عمومته من جنوبي بريطانيا وشرقيها. ولما اتىها قيصر عثر سكان الجزيرة يتألّفون من عدة قبائل لكل منها ملك يريد حتى يوسّع مملكته الصغيرة، وأطلق على السكان كلهم اسم البريطاني Britauni نسبة إلى قبيلة غالية تسمى بهذا الاسم كانت تسكن جنوبي القناة الإنجليزية مباشرة، ظناً منه حتى هذه القبيلة نفسها تسكن كلا الشاطئين.

وكانت بريطانيا الكلتية شبيهة جميع الشبه بغالة الكلتية في عاداتها ولغتها ودينها. ولكنها كانت متأخرة عنها في حضارتها. وقد انتقلت من العصر البرنزي إلى العصر الحديدي قبل مولد المسيح بنحوستة قرون أي بعد انتنطق غالة إلى هذا العصر الأخير بثلاثة قرون، ولمّا عبر بيثياس Pytheas، المرتاد الماسليوني Massiliot المحيط الأطلنطي إلى إنجلترا حوالي عام 350 ق.م، عثر بلدة كنتاي Cantii في مقاطعة كنت Kent غنية بزراعتها وتجارتها، فقد كانت تربتها خصبة بفضل الأمطار الغزيرة، وكانت أرضها تحتوي على خامات غنية بالنحاس، والحديد، والقصدير، والرصاص. وكانت صناعاتها المنزلية قبل عهد قيصر تكفي لإيجاد تجارة ناشطة بين القبائل التي تسكنها ومع القبائل الأوربية، وضربت فيها نقود من البرنز والمضى(45). وكانت غارات قيصر في واقع الأمر غارات استكشافية، عاد منها ليؤكد إلى روما حتى القبائل التي تسكن تلك البلاد عاجزة عن المقاومة المتحدة، وأن غلاتها تكفي جيشاً غازياً يأتيها في الوقت المناسب. وبعد مائة عام من ذلك الوقت (43م) عبر كلوديوس القناة ومعه أربعون ألفاً من الجنود كان نظامهم وتسليحهم، ومهارتهم فوق طاقة السكان الأصليين، فأخضعوا بريطانيا لروما وأصبحت من ذلك الوقت ولاية تابعة لها. وفي عام 61 قادت ملكة لإحدى القبائل البريطانية تدعى بوتكا Boudicca أوبوديسيا Boadicea ثورة شديدة، وادعت حتى ضباطاً رومانيين قد اعتدوا على عفاف ابنتيها، ونهبوا مملكتها، وباعوا كثيراً من رجالها الأحرار في سوق الرقيق. وبينما كان الحاكم الروماني بولينس مشغولاً في الاستيلاء على جزيرة مان Man هزم جيش بوتكا الفيلق الوحيد الذي وقف في وجهه، وزحف على لندنيوم Londinium، وكانت في ذلك الوقت - على حد قول تاستس - "أهم مسكن للتجار، كما كانت سوقاً كبرى للتجارة"(46). وقتل جميع روماني في هذه المدينة أوفي فريولامنيوم Verulaminium (سانت أولبنز St. Aibans)، وذُبح سبعون ألف روماني هم وحلفاؤهم قبل حتى يلتقي بولينس وفيالقه بالثوار. وحاربت بوتكا وابنتاها في عربة حربية بشجاعة نادرة في أثناء هزيمتها، ثم تجرّعت السُم، وضربت بحد السيف رؤوس ثمانين ألفاً من البريطانيين.

ويحدثنا تاستس عن أجر كولا زوج ابنته وحاكم بريطانيا (78-54م) فيروي كيف من الممكن أن نشر الحضارة بين "شعب فظ مشتت ذي نزعة حربية" بإنشاء المدارس، وإذاعة استعمال اللغة اللاتينية، وتشجيع المُدن والأغنياء على تشييد المعابد، والباسقات، والحمّامات العامة، ثم يقول ذلك المؤرخ السليط: "واستحوذت مباهج الرذيلة شيئا فشيئاً على قلوب البريطانيين، فصارت الحمّامات، والحجرات الجميلة، والمآدب الفخمة، محببة اليهم، وأخذ البريطانيون الغافلون يسمون الآداب الجديدة باسم فنون الإنسانية المهذبة، وإن لم تكن في حقيقة أمرها إلا ستاراً جميلاً للاسترقاق". واستطاع أجركولا بحملات حربية سريعة حتى يحمل هذه الفنون والحكم الروماني، إلى ضفاف نهر الكليد Clyde والفورث Forth وأن يهزم جيشاً من الاسكتلنديين مؤلفاً من ثلاثين ألفاً، ولولم يدعه دومتيان ليواصل الزحف. وشاد هدريان سورا (122-127) طوله سبعين ميلاً في عرض الجزيرة يمتد من خليج سلواي Splway Firth إلى مصب التين Tyne ليصد الاسكتلنديين الذين كانوا يرتابون في نواياه، وبعد عشرين عاماً من ذلك الوقت أقام لوليوس Lollius في شمال هذا السور سوراً آخر طوله ثلاثة وثلاثون ميلاً يعهد بسور أنطونينس ويمتد بين مصبي الكليد والفورث. وبفضل هذين الحصنين استطاعت روما حتى تأمن على بريطانيا أكثر من قرنين من الزمان.

وكان حكم روما يزداد ليناً ورحمة حدثا زاد استقرارا، فأصبحت المُدن تشرف عليها مجالس شيوخ وجمعيات وطنية وحكام من أهلها، وهجر للريف كما هجر في غالة إلى رؤساء القبائل الخاضعين لإشراف الرومان. ولم تكن الحضارة في بريطانيا حضارة مُدن كما كانت في إيطاليا، كما أنها لم تكن غنية غناء حضارة غالة، ولكن المُدن البريطانية أخذت وقتئذ أشكالا جديدة بفضل استنهاض روما وحمايتها لها. وكانت أربع من هذه المُدن مستعمرات يتمتع أهلها بحق المواطنية الرومانية وهي: كمولودنم Camulodunum (كلشستر Colchester) التي كانت أولى عواصم بريطانيا الرومانية ومقر مجلس الولاية، ولندم Lindum التي بدل اسمها لنكولن الحديث Lincoln على ما كان لها من امتياز قديم، وإبراكم Eboracum (يورك) وكانت وقتئذ مركزاً حربياً هاماً، وجليفم Glevum، التي امتزج في اسمها الحديث جلوسستر Gloucester لفظاً جليفم وشستر وثاني اللفظين هواللفظ الإنجليزي السكسوني اللقاء لحدثة مدينة ؛ ويلوح حتى تشستر، وونشستر، ودورشستر، وشيشستر، وليسستر (لستر)، وسلشستر، ومنشستر قد بدأت كلها في القرنين الأول والثاني من حكم الرومان. وكانت في أول الأمر بلداناً صغيرة يسكن جميع منها حوالي ستة آلاف نفس، ولكنها كانت تستمتع بشوارع مرصوفة ذات مجار، وبأسواق عامة وباسقات، وهياكل، وبيوت أسسها من الحجارة وأسقفها مغطاة بالقرميد، وكان في فركونيوم Virconium (ركستر الحالية Wroxeter) باسقات تتسع لستة آلاف شخص، وحمّامات تتسع لاستحمام مئات من الأشخاص في وقت واحد. وكان لأكوا سالس Aquae Salis (المياة الملحة)، التي تعهد باسم باث Bath عيون حارة أصبحت بفضلها ملاذاً طيباً في الزمن القديم كما يشير على ذلك ما بقى من آثار حمّاماتها الحارة إلى اليوم. وعلا شأن لندنيوم من الناحيتين الاقتصادية والحربية لحسن مسقطها على نهر التاميز ولأهمية الطرق المتفرعة منها، وزاد سكانها حتى بلغوا ستين ألفاً وسرعان ما أضحت عاصمة بريطانيا بدل كولودونم(49).

وكانت البيوت في لندن الرومانية من الآجر والمصيص أما في البلدان الصغيرة فكانت من الخشب، وكان الجوهوالذي يحدد شكلها، فكان لها سقف هرمي يقيها المطر والثلج، ونوافذ كثيرة لينفذ منها ما عسى حتىقد يكون من أشعة الشمس، "لأن الشمس" كما يقول استرابون "لم تكن تُرى أكثر من ثلاث ساعات أوأربع حتى في اليوم الصحو"(50). أما داخلها فكان على الطراز الروماني: - أرضه من الفسيفساء، وبه حمّامات كبيرة، وجدران قائمة عمودية وتدفئة مركزية، (تزيد على ما كان منها في البيوت الإيطاليّة) بأنابيب تحمل الهواء الساخن في أرض البيت وجدرانه وكان الفحم يستخرج من العروق القريبة من سطح الأرض. ويستخدم في تدفئة البيوت، وفي الأغراض الصناعية كصهر الرصاص. ويبدوحتى مناجم بريطانيا القديمة كانت مُلكاً للدولة، ولكنها تؤجرها للأفراد يستغلّونها(51). وكان باث مصنع (فبريكا Fabrica) لصنع الأسلحة الحديثة(52)، وأكبر الظن حتى صناعات الخزف، والآجر والقرميد قد ارتقت حتى كانت تصنع في المصانع، ولكن معظم الصناعات كانت في البيوت، والحوانيت الصغيرة، والدور ذات الحدائق. وكان في الجزيرة خمسة آلاف ميل من الطرق الرومانية، وعدد لا يحصى من الطرق المائية تنقل عليها التجارة الداخلية النشيطة، هذا فضلاً عن تجارتها الخارجية المتواضعة التي كانت عكس تجارة بريطانيا في هذه الأيام لأنها كانت تصدر المواد الأولية اللازمة للصناعة.

تُرى إلى أي عمق نفذت الحضارة الرومانية في حياة بريطانيا وروحها في الأربعة القرون التي سيطرت فيها روما على الجزيرة،يا ترى؟ لقد صارت اللغة اللاتينية لغة السياسة، والقانون، والأدب، والأقلية المتعلّمة في البلاد، لكن اللسان الكلتي بقي سائداً في الريف وبين عمال المُدن، ولا يزال يقاوم حتى الآن في ويلز وفي جزيرة مان. ونشرت المدارس الرومانية القراءة والكتابة في بريطانيا، وعينت الصورة الرومانية لحروف الهاتى الإنجليزية، وغمر اللغة الإنجليزية سيل من الحدثات اللاتينية. وبنيت هياكل للآلهة الرومانية، ولكن الرجل العادي ظل يمجّد الأرباب والأعياد الكلتية، وحتى المُدن الكبرى نفسها لم تمد روما فيها جذوراً باقية؛ وكل ما في الأمر حتى الأهلين خضعوا كارهين لحكم استمتعوا في ظلّه بسلم مثمر ورخاء لم تستمتع الجزيرة بمثله إلا أيام الانقلاب الصناعي.

طالع أيضاً

  • بريطانيا قبل التاريخ
  • بريطانيا (توضيح)
  • نهاية الحكم البريطاني لرومانيا
  • قائمة الحكام الرومان لبريطانيا
  • Roman client kingdoms in Britain
  • تاريخ الجزر البريطانية
  • بريطاني-روماني
  • بريطانيا تحت الرومانية
  • المواقع الرومانية في المملكة المتحدة
  • التعدين في بريطانيا الرومانية
  • Dolaucothi
  • اسكتلندة أثناء الإمبراطورية الرومانية

الهامش

للاستزادة

خلفية عن العصر الحديدي

  • Creighton, J. 2000. Coins and Power in Late Iron Age Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Cunliffe, B. W. 2005. Iron Age Communities in Britain (fourth edition). London: Routledge.

الأعمال العامة عن بريطانيا الرومانية

  • De la Bédoyère, G. 2006. Roman Britain: a New History. London: Thames and Hudson.
  • Esmonde Cleary, S. 1989. The Ending of Roman Britain. London: Batsford.
  • Frere, S. S. 1987. Britannia. A History of Roman Britain (third edition). London: Routledge and Kegan Paul.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow.
  • Laycock, S. 2008. Britannia: the Failed State. Stroud: Tempus.
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin.
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Salway, P. 1993. A History of Roman Britain. Oxford: Oxford University Press.
  • Todd, M. (ed.), 2004. A Companion to Roman Britain. Oxford: Blackwell.

المصادر والنقوش التاريخية

  • Birley, A. R. 2005. The Roman Government of Britain. Oxford: Oxford University Press.
  • Collingwood, R. G. Wright, R. P. and Tomlin, R. S. O. 1995. The Roman Inscriptions of Britain. Vol. I: Inscriptions on Stone (revised edition). Stroud.
  • Frere, S. S. Roxan, M. and Tomlin, R. S. O. 1990. The Roman Inscriptions of Britain. Vol. II. Instrumentum Domesticum. Fasc. I. The Military diplomata; metal ingots; tesserae; dies; labels; and lead sealings. Stroud.
  • Frere, S. S. and Tomlin, R. S. O. 1991-1995. The Roman Inscriptions of Britain. Vol. II. Fascs. 2-8. Stroud.
  • Ireland, S. 1986. Roman Britain: a Sourcebook. London: Croom Helm.
  • Andreas Kakoschke: Die Personennamen im römischen Britannien, Alpha-Omega. Lexika - Indizes - Konkordanzen zur Klassischen Philologie 259. Hildesheim 2011.
  • Rivet, A. L. F. and Smith, C. 1979. The Place-names of Roman Britain. London: Batsford.

التجارة

  • Carreras Monfort, C. and Funari, P. P. A. 1998. Britannia y el Mediterráneo: Estudios Sobre el Abastecimiento de Aceite Bético y africano en Britannia. Barcelona.
  • du Plat Taylor, J. and Cleere, H. (eds.), 1978. Roman Shipping and Trade: Britain and the Rhine Provinces. London.
  • Fulford, M. G. 1977. ‘Pottery and Britain’s foreign trade in the Later Roman period’, in Peacock, D. P. S. (ed.), Pottery and Early Commerce. Characterization and Trade in Roman and Later Ceramics. London: Academic Press: 35-84.
  • Fulford, M. G. 1984. ‘Demonstrating Britannia’s economic dependence in the first and second centuries’, in Blagg, T. F. C. and King, A. C. (eds.), Military and Civilian in Roman Britain: Cultural Relationships in a Frontier Province. Oxford: 129-142.
  • Fulford, M. G. 1991. ‘Britain and the Roman Empire: the evidence for regional and long distance trade’, in Jones, R. F. J. (ed.), Roman Britain: Recent Trends. Sheffield: 35-47.
  • Fulford, M. G. 2007. ‘Coasting Britannia: Roman trade and traffic around the shores of Britain’, in Gosden, C. Hamerow, H. de Jersey, P. and Lock, G. (eds.), Communities and Connections: Essays in Honour of Barry Cunliffe. Oxford: Oxbow: 54-74.
  • Morris, F. M. 2010. North Sea and Channel Connectivity during the Late Iron Age and Roman Period (175/150 BC – AD 409). Oxford: Archaeopress.
  • Peacock, D. P. S. and Williams, D. F. 1986. Amphorae in the Roman Economy. London.
  • Tyers, P. 1996a. Roman Pottery in Britain. London: Batsford.
  • Tyers, P. 1996b. ‘Roman amphoras in Britain’, Internet Archaeology 1.

الاقتصاد

  • Allason-Jones, L. 2002. ‘The jet industry and allied trades in Roman Britain’, in Wilson, P, and Price, J. (eds.), Aspects of Industry in Roman Yorkshire and the North. Oxford: Oxbow: 125-132.
  • Allen, J. R. L. and Fulford, M. G. 1996. ‘The distribution of South-East Dorset Black Burnished Category I Pottery in South-West Britain’, Britannia 27: 223-281.
  • Allen, J. R. L. Fulford, M. G. and Todd, J. A. 2007. ‘Burnt Kimmeridgian shale at Early Roman Silchester, south-east England, and the Roman Poole-Purbeck complex-agglomerated geomaterials industry’, Oxford Journal of Archaeology 26 (2): 167-191.
  • Cleere, H. F. and Crossley, D. 1995. The Iron Industry of the Weald (second edition). Merton Priory Press.
  • Fulford, M. G. 1989. ‘The economy of Roman Britain’, in Todd, M. (ed.), Research on Roman Britain 1960-89. London: 175-201.
  • Fulford, M. G. 2004. ‘Economic Structures’, in Todd, M. (ed.), A Companion to Roman Britain. Oxford: Blackwell.
  • Going, C. J. 1992. ‘Economic ‘Long Waves’ in the Roman Period? A Reconnaissance of the Romano-British Ceramic Evidence’, Oxford Journal of Archaeology 11 (1): 93-117.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 179–232).
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 491–528).
  • Reece, R. 2002. The Coinage of Roman Britain. Stroud: Tempus.
  • Tyers, P. 1996a. Roman Pottery in Britain. London: Batsford.
  • Young, C. J. 1977. The Roman Pottery Industry of the Oxford Region. BAR 43. Oxford.

الحكومة المحلية

  • Birley, A. R. 2005. The Roman Government of Britain. Oxford: Oxford University Press.

التطور الإقليمي

  • Burgers, A. 2001. The Water Supplies and Related Structures of Roman Britain. Oxford.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 141–178).
  • Margary, I. 1967. Roman Roads in Britain. London.
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin.
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.

العسكرية الرومانية في بريطانيا

  • Bowman, A. K. 2003. Life and Letters on the Roman Frontier: Vindolanda and its People (third edition). London: British Museum.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 64–140).
  • Manley, J. F. 2002. The Roman Invasion of Britain: a Reassessment. Stroud.
  • Mason, D. J. 2003. Roman Britain and the Roman Navy. Stroud: Tempus.
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 85–252).
  • Pearson, A. F. 2002. The Roman Shore Forts: Coastal Defences of Southern Britain. Stroud: Tempus.

الحياة الحضرية

  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 253–350).
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Wacher, J. S. 1975. The Towns of Roman Britain. London: Batsford.

الحياة الريفية

  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 233–263).
  • Mattingly, D. J. 2006. An Imperial Possession: Britain in the Roman Empire. London: Penguin (see pp. 351–427).
  • Millet, M. 1990. The Romanization of Britain. Cambridge: Cambridge University Press.
  • Percival, J. 1976. The Roman Villa. London: Batsford.

الديانة

  • Henig, M. 1984. Religion in Roman Britain. London: Batsford.
  • Jones, G. B. D. and Mattingly, D. 1990. An Atlas of Roman Britain. Oxford: Oxbow (see pp. 264–305).

الفن

  • Henig, M. 1995. The Art of Roman Britain. London.

وصلات خارجية

  • Roman Britain on In Our Time at the BBC. (listen now)
  • Roman Britain, by Kevan W. White
  • The Roman Army and Navy in Britain, by Peter Green
  • Roman Britain: Guy de la Bedoyere
  • Roman Britain at LacusCurtius
  • Roman London - "In their own words" (PDF) By Kevin Flude
  • Roman Britain - History
  • Roman Wales RCAHMW*
  • -- an online version of the authoritative collection of R.G. Collingwood and R.P. Wright
  • "Roman Britain – the effects of 400 years of occupation" on BBC Radio 4's In Our Time featuring Greg Woolf, Mary Beard and Catharine Edwards
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:55:01
التصنيفات: مقاطعات رومانية قديمة, بريطانيا الرومانية, دول ومناطق تأسست في 43, انحلالات 410, بريطانيا تحت الرومانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

موعد مباراة الأهلي وميدياما.. والقناة الناقلة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:10:50
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 37%

تعيينـات جديدة في مناصب عليا وهذه الوزارات المعنية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:10:38
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس يراهن على استقبال أزيد من 930 ألف زائر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:12:56
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

نادي تولوز يرحب بعودة أبو خلال بعد غياب لـ5 أشهر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:12:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

تحذير هام إلى مستعملي الطرق بسبب رياح قوية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:10:37
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

التضخم في المغرب يرتفع إلى 2.9 في المائة على أساس سنوي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:11:53
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 81%

كولر: المجموعة معقدة.. ولا أنظر للتاريخ

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:10:45
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 46%

ما تأثير “ثورة الفلاحين” الإسبان على اقتصاد المغرب؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:11:49
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 70%

وزارة التجهيز تحذّر مستعملي الطرق

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:11:32
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 70%

صحيفة إسبانية تفجر مفاجأة الموسم بشأن أشرف حكيمي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:11:38
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 72%

تفاصيل فضيحة تهز عرش الكرة المغربية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:11:20
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 79%

فنادق سويسرا تتجاوز 40 مليون ليلة مبيت عام 2023

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:10:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

تأكيد سانشيز دعم إسبانيا لمغربية الصحراء يثير حنق “البوليساريو”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:11:58
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 76%

بايتاس: الحكومة معبأة لضمان وفرة المواد الغذائية في رمضان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:11:26
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 80%

كولر: واجهتنا صعوبات كثيرة بسبب الطيران.. وكاف لم يتفهم موقفنا

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:10:48
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 37%

دي لا فوينتي يمدد عقده مع الاتحاد الإسباني حتى 2026

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 18:08:50
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 90%

تحميل تطبيق المنصة العربية