الكونتيسة الحافية

عودة للموسوعة

الكونتيسة الحافية

الكونتيسة الحافية
The Barefoot Contessa
اخراج Joseph L. Mankiewicz
Produced by Franco Magli
خطه Joseph L. Mankiewicz
بطولة Ava Gardner
Humphrey Bogart
Edmond O'Brien
موسيقى Mario Nascimbene
Cinematography Jack Cardiff
تحرير William Hornbeck
توزيع United Artists
المدة 130 minutes
البلد الولايات المتحدة الأمريكية
اللغة اللغة الإنگليزية

«الكونتيسة الحافية» لمانكفيتش: لم تعد حكايات سندريلا ممكنة في الزمن المعاصر The Barefoot Contessa فيلم 1954 عن الحياة وحب الخيال الجنسي متثلة في ماريا فارگاس من تأليف جوزيف إل واخراج مانكفيتش النجوم همفري بوجارت، آفا غاردنر وادمون اوبراين.

في الوقت الذي كان عالم النصف الثاني من القرن العشرين، الخارج من أتون الحرب العالمية الثانية وواقعها الكئيب، يبحث عن أساطير تحميه من قسوة ذلك الواقع، اتى المخرج جوزف ل. مانكفيتش، أحد أساطين هوليوود في ذلك الحين، ليقول للناس أجمعين: هيا... استيقظوا على الواقع وتعاملوا معه. لم تعد هناك حكايات سندريلا ممكنة. لم يعد أمراء فاتنون يأتون على ظهر حصان أبيض. أمراء الأحلام صاروا اليوم مجرد أناس مثل بقية البشر... بل صاروا عاجزين بعمل ما أحدثته الحرب بهم.

بهذا المعنى شكل الفيلم الذي حققه مانكفيتش في ذلك الحين، في عنوان «الكونتيسة الحافية»، صفعة في وجه ما كان تظل من أحلام وردية، فكان نوعاً من عملية إعادة اعتبار، كئيبة، للواقع. ومن هنا كان سحر هذا الفيلم وقوته، والتباسه أيضاً. إذ حين يخط إنسان مثل فرانسوا تروفوعن «الكونتيسة الحافية» قائلاً: «إننا نخرج من هذا الفيلم من دون حتى نكون واثقين من أننا فهمنا حقاً جميع شيء. ومن دون حتى نكون، حتى، واثقين من حتى ثمة ما يمكن فهمه، عدا ما فهمناه. كذلك نخرج منه ونحن شديدوالارتباك بصدد نيات مخرجه. غير حتى الذي لا ريب فيه - أوتقريباً لا ريب فيه - هوالصدق المطلق الذي يكمن خلف هذا العمل ككل، وهوجدة هذا الفيلم وجرأته وقدرته على الإبهار»، حين يقول فرانسوا تروفومثل هذا الكلام عن «الكونتيسة الحافية»، يصبح من حقنا حتى نضع دائماً علامات استفهام حول مشروع فني/فكري/أخلاقي، لا ريب انه مرتبط بزمنه كلياً، لكنه ينفتح على أزمان أخرى.

منذ البداية، هنا، لا بد من الإشارة إلى حتى جوزف ل. مانكفيتش، كان مثقفاً وخريج جامعة، كما انه قصد برلين بعد انتهاء دراسته الجامعية حين اشتغل مراسلاً صحافياً ومترجما، ليعود إلى موطنه الأميركي لاحقاً ويجد أخاه هرمان وقد أصبح محرر سيناريوفي هوليوود - وهرمان سيخط لاحقاً السيناريوالأساس لفيلم «المواطن كين» لأورسون ويلز -. إلى غير ذلك خاض السينما كمحرر ومثقف قبل حتى يصبح مخرجاً منذ العام 1946. من هنا كان - ولا يزال - في الإمكان التعاطي مع هذا المخرج، من مسقط «أوروبي» بعض الشيء، خصوصاً أنه كان «مؤلفاً» لمعظم أفلامه، أي كان مؤلفاً للسيرة وللسيناريواضافة إلى الإخراج. وكان من الواضح انه، في أفلام مثل «الكونتيسة الحافية» يتيح لنفسه فرصة عرض أفكاره عبر تلك الأداة الفنية التي كان يراها رائعة: السينما.

والسينما هي، على أي حال، الإطار الذي تدور داخله أحداث «الكونتيسة الحافية»، ناهيك بأن محوراً أساسياً من محاور هذا العمل، يدور من حول النجومية... تلك النجومية التي كانت أسطورة وسحراً نابعين من هوليوود، قبل حتى يأتي فنانون من طراز مانكفيتش أوبيلي وايلدر، لتحطيمها... سينمائياً. غير حتى «الكونتيسة الحافية» يتجاوز تحطيم النجومية، إلى تحطيم الأسطورة ككل. وهذا البعد يقدم إلينا، هنا، من خلال حكاية تبدأ مع المخرج السينمائي هاري داوز (هامفري بوغارت)، الذي كان يبحث عن بطلة جديدة لفيلم كبير يزمع تحقيقه، حين قادته رياح السفر إلى مدريد في إسبانيا. وهناك يكتشف ذات ليلة، في ملهى مبتذل، راسيرة شديدة الحسن تدعى ماريا فارغاس (آفا غاردنر). وإذ يتعهد هاري على ماريا وقد عثر فيها نجمته المنشودة، يكتشف أنها من بيئة اجتماعية وضيعة، لكن هذا لا يمنعها من حتى تداعب حلماً قديماً مجنوناً لديها فحواه حتى يأتي إليها ذات يوم أمير فاتن يغمرها بحبه وحنانه ويتزوجها. وفيما هي في انتظار ذلك الحلم، تقيم علاقة مع ذاك الذي يرافقها على الدوام وتقدمه على انه ابن عم لها. منذ اللقاء الأول تقوم صداقة عميقة وتعاطف متبادل بين هاري وماريا. وهي، لثقتها العمياء به، توافق على مرافقته إلى هوليوود، على رغم معارضة أهلها، على أمل بأن تحقق هناك أحلامها. لقد أدركت ماريا حتى أمامها فرصة، بل أكثر من فرصة، وعليها حتى تبيع جميع ماضيها لكي تتمسك بها. وبالعمل حين تصل ماريا إلى هوليوود، ويحقق لها هاري آمالها الفنية،قد يكون النجاح الفوري نصيبها، وتصل إلى ذروة المجد من دون كبير عناء، ومن دون حتى تغرق كثيراً في عالم العشاق الذين يحيطون بها من جميع مكان، وكل منهم يسعى جاهداً إلى امتلاكها. إذا ماريا، على رغم جميع شيء، ليست من هذه الطينة. وهي ما زالت، على رغم المجد والنجومية، تتطلع إلى وجود رجل حقيقي وحب حقيقي في حياتها. إلى غير ذلك، بعد سلسلة من الغراميات السريعة والإحباطات في هذا المجال، يتحقق حلمها ذات يوم حين تلتقي الكونت الإيطالي تورلانو- فافريني، فيغرم بها ويقرر الزواج منها. إلى غير ذلك يظهر حتى كلّ شيء بات مضيئاً في حياة هذه المرأة... وتبادل الكونت حباً بحب، وتصبح زوجته وأميرة قلبه. غير حتى ما لم تكن قد حسبت حسابه، كانت الحرب، وتحديداً ما خلفته الحرب لدى الكونت الذي كان مقاتلاً فيها وأصيب بجروح هجرته عاجزاً. غير حتى هذا الواقع، إذا كان قد أحزن ماريا، لم يدفع بها إلى وهدة اليأس: قررت حتى تمنح زوجها وأميرها، الولد الذي يرغب فيه والذي - في رأيها - سيجعل حبهما وعلاقتهما دائمين. ولذلك تتخذ لنفسها عشيقاً، من دون حتى يعني ذلك بالنسبة إليها أي مساس بحبها لزوجها. غير حتى هذا الأخير لا يرى الأمور على هذه الشاكلة حين يكتشف ما عملت زوجته ويفاجئها مع عشيقها، ولاقد يكون أمامه إذ بلغ الغضب به مداه، إلا حتى يسحب مسدسه ويقتل امرأته حبيبته واضعاً نهاية لحبهما ولكل أحلامهما.

إذا كانت الأغنية الفرنسية تقول إذا «حكايات الحب تنتهي نهايات سيئة، بصورة عامة» فإن هذا الفيلم يؤكد لنا ذلك... بل يتجاوزه ليقول إذا الأحلام الحلوة غالباً ما تنتهي بكابوس. ومن الواضح حتى مانكفيتش كان عليه حتى يمزج هنا بين الحكاية الخرافية والرواية الهزلية والميلودراما، حتى يطلع بهذا الموضوع الذي يظهر في شكله الخارجي وكأنه ينتمي إلى دراميات نهاية القرن التاسع عشر الأوبرالية، مع انه في أعماقه ينتمي إلى النصف الثاني من القرن العشرين، أي إلى زمن انطفاء الأساطير، الذي سيكون من علاماته مقتل جيمس دين في حادث سير، و»انتحار» مارلين مونرو... ناهيك عن حتى الفيلم من الناحية الأسلوبية قد أتى، في بعض لحظاته، كأنه ترجمة بصرية لأدب تيار الوعي، وأسلوب بروست في العودة إلى الوراء. ذلك حتى حداثة «الكونتيسة الحافية» النسبية تمثّلت في الكثير من المشاهد التي تراجع بعد زمن من انقضائها، على غرار الحال في «المواطن كين»... وكان هذا جديداً على السينما الأميركية في ذلك الحين، كما كان جديداً عليها حتى يأخذ فيلم على عاتقه سبر أغوار حياة امرأة، هي هنا ضحية من ضحايا التطلع إلى النجومية مع المحافظة على صدق ملتبس لا يمكن للآخرين تصديق وجوده. وفي هذا الإطار كان من الطبيعي لنقاد كثر، حين خطوا عن هذا الفيلم، حتى يسهبوا في الحديث، كمرجعية أدبية له، عن شوامخ أدبية تحمل تواقيع بلزاك وستندال وبيرانديللو، من دون الالتفات إلى أي مرجعية سينمائية، مع حتى الفيلم غائص في السينما إلى أبعد الحدود!

حين حقق جوزف ل. مانكفيتش «الكونتيسة الحافية» في العام 1954، كان في الخامسة والأربعين من عمره، وكان قد تشبّع بمشاهدته السينما الأوروبية، والألمانية خصوصاً، ناهيك بتمرسه المهني الجيد قبل ذلك كمساعد لفريتز لانغ وجون فورد. أما فيلمه الأول «قصر التنين» فكان حققه في العام 1946، لتليه أفلام مميزة مثل «مكان ما في الليل» (1947) و»المرحوم جورج آبلي» (1947) و»الروابط الزوجية» (1949) وخصوصاً «كل شيء عن حواء» (1950)... أما بعد «الكونتيسة الحافية» فأبدع أعمالاً حققت نجاحاً كبيراً (مثل «صبيان ودمى» و»الأميركي الهادئ» و»فجأة في الصيف الفائت») قبل حتى تصاب مهنته بنكسة مؤلمة حين حقق «كليوباترا» من بطولة إليزابيث تايلور، الذي اعتبر، منذ العام 1961، واحداً من أكثر الأفلام إخفاقاً، جماهيرياً ونقدياً، في تاريخ الفن السابع.

فريق العمل

  • Humphrey Bogart as Harry Dawes
  • Ava Gardner as Maria Vargas
  • Edmond O'Brien as Oscar Muldoon
  • Marius Goring as Alberto Bravano
  • Valentina Cortese as Eleanora Torlato-Favrini (as Valentina Cortesa)
  • Rossano Brazzi as Count Vincenzo Torlato-Favrini
  • Elizabeth Sellars as Jerry
  • Warren Stevens as Kirk Edwards
  • Franco Interlenghi as Pedro Vargas
  • Mari Aldon as Myrna
  • Bessie Love as Mrs. Eubanks
  • Diana Decker as Drunken blonde
  • Bill Fraser as J. Montague Brown
  • Alberto Rabagliati as Nightclub proprietor
  • Enzo Staiola as Busboy


المصادر

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بالكونتيسة الحافية، في فهم الاقتباس.
  • في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية
  • at Allmovie
  • at the TCM Movie Database
  • at Rotten Tomatoes

نطقب:Joseph L. Mankiewicz Films

تاريخ النشر: 2020-06-04 11:07:29
التصنيفات: Films directed by Joseph L. Mankiewicz, Films about actors, Films shot in Technicolor, 1950s drama films, American romantic drama films, 1954 films, Films featuring a Best Supporting Actor Academy Award winning performance

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير الصحة: الرئيس السيسى وجه بمد حملة "100 يوم صحة" 100 يوم إضافية

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-05 12:20:50
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

دعوة مصر للمشاركة في مؤتمر CERAWEEK مارس المقبل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-10-05 12:21:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

فيتوريا يصطحب 28 لاعبا لرحلة الإمارات لمواجهة زامبيا والجزائر

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-05 12:20:48
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

معلمة تنجب طفلًا من أحد طلابها بالمرحلة الثانوية (صورة)

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-10-05 12:21:25
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

المرشح الرئاسى المحتمل فريد زهران يستكمل الكشف الطبى اليوم

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-05 12:20:53
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية