سيف الدين غازي الثاني
سيف الدين غازي الثاني كان حاكما للموصل 565-576هـ. وهوابن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي بن آق سنقر، صاحب الموصل، وهوابن أخي المذكور قبله؛ تقلد المملكة بعد وفاة أبيه مودود، وهووالد سنجر شاه صاحب جزيرة ابني عمر، ولما توفي والده - في التاريخ الآتي ذكره في ترجمته - بلغ الخبر الدين وهوبتل باشر، فسار من ليلته طالبا بلاد الموصل إلى الرقة في المحرم سنة ست وستين وخمسمائة وملكها، وسار منها إلى نصبين فملكها في بقية الشهر، وأخذ سنجار في شهر ربيع الآخر منها، ثم قصد الموصل وقصد حتى لايقاتلها، فعبر بعسكره من مخاضة بلد - وهي سيف الدين المذكور وعهده صحة قصده، فصالحه ودخل الموصل في ثالث عشر جمادى الأولى، وأقر صاحبها فيها وزوجه ابنته ومنح أخاه عماد الدين زنكي - المذكور في ترجمة جده عماد الدين زنكي - سنجار، وخرج من الموصل وعاد إلى الشام ودخل حلب في شعبان من السنة المذكورة، فلما توفي نور الدين وملك صلاح الدين دمشق ونزل على حلب يحاصرها سير سيف الدين المذكور جيشا مقدمه أخوه عز الدين مسعود - الآتي ذكره إذا شاء الله تعالى - والتقوا عند قرون حماة، وسيأتي تفصيل ذلك هناك، فلما انكسر عز الدين مسعود تجهز سيف الدين بنفسه وخرج إلى لقائه وتصافا على تل السلطان، وهي قرية بين حلب حماة، وذلك في بكرة الخميس عاشر شوال سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، نطق العماد الأصبهاني في - البرق الشامي - ابن شداد في - سيرة صلاح الدين -: إنه انكسرت ميسرة صلاح الدين بمظفر الدين ابن زين الدين، فإنه كان في ميمنة سيف الدين ثم حمل صلاح الدين بنفسه، فانهزم جيش سيف الدين وعاد إلى حلب، ثم رحل إلى الموصل، ومظفر الدين المذكور هوصاحب إربل - وترجمته في حرف الكاف - وأقام غازي في المملكة عشر سنين وشهورا، وأصابه سقم مزمن وتوفي يوم الأحد ثالث صفر سنة ست وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وتولى بعده أخوه عز الدين مسعود - وسيأتي ذكره إذا شاء الله تعالى - وكان سقمه السل، وطال به، وعاش مقدار ثلاثين سنة.
المراجع
- وفيات الاعيان - ابن خلكان
هذه الموضوعة تعبير عن بذرة بحاجة للنمووالتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |