صفات الله الحسنى

في كتاب الله  اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُض  

 فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  

 رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا  

 وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ  

 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ م  

لغويا

نطق الله في كتابه على لسان نبية محمد فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  

• صُّفَّةُ

الصُّفَّةُ : الظُّلَّةُ. و_ البَهْوالواسع العالي السَّقف. و_ مكان مظلَّل في مسجد المدينة كان يأوى إليه فقراءُ المهاجرين_ ويرعاهم الرسول، وهم أصحاب الصُّفَّة.

• صَّفة

الصَّفة : الحالة التيقد يكون عليها. الشيءُ من حِلْيته ونعْتِه: كالسَّواد والبياض ، والفهم والجهل . و_ (عند النحويين) : النَّعتُ ، واسمُ الفاعل، واسمُ المفعول، والصفةُ المشبهة، واسمُ التفضيل أيضًا.

• صُفَّة

جمع صُفَّات وصُفَف: ظُلَّة، سقيفة، موضِعٌ مُظَلَّلّ "جلسنا تحت الصُّفَّة" • صفَّة البيت/ صفَّة المسجد: مقعد بالقرب منه مُظَلّل. • أهل الصُّفَّة: جماعة من فقراء المهاجرين كانوا يقيمون في مكان مظلَّل في مسجد المدينة المنوَّرة ويرعاهم الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم.صِفَة 1 - مصدر وصَفَ. 2 - حالةقد يكون عليها الإنسانُ أوالشَّيء كالجمال أوالسَّواد أوالعِلْم أوالجهل. 3 - علامة يُعهد بها الموصوف "له صفة الكرم". 4 - حالة اجتماعيّة أوقانونيّة تجعل المرءَ يتدخّل في أمر أوقضيَّة أونحوهما "أشرف على الاجتماع بصفته مديرًا، - جاء بصفة رسميَّة، - دافع عنه بصفته صديقًا له" • بصفة استشاريَّة، - بصفة خاصّة: لا سيَّما، - بصفته صديق: على اعتباره. 5 - (النحووالصرف) نعت؛ تابع يكمل متبوعه، أوسببيّ المتبوع. • الصِّفة المُشبَّهة باسم الفاعل: (النحووالصرف) وصف مشتقّ من المصدر أوالعمل اللاَّزم، اتّصفت به ذات اتِّصافًا ثابتًا في الماضي والحاضر، وهي من الثُّلاثي سماعيَّة، مثل: حَسَن، كريم، وإذا دلّت على لون أوعَيْب أوحِلْية فهي على وزن أعمل، ومن غير الثُّلاثي على وزن اسم الفاعل من العمل اللاَّزم الزَّائد على ثلاثة أحرف، مثل: مُسْتقرّ. • الصِّفة الغالبة: (الأحياء) صفة تسود الصِّفة المضادَّة لها كالأسود يسود الأبيض.

صفات الله الحسنى

 فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ   هوسبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ) 1ـ التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشوراتى في صفحة رقم: 3850 عند تفسير قوله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ). ( خبر ثالث أورابع عن الضمير في قوله )وهوعلى جميع شيء قدير(. ومسقط هذه الجملة كالنتيجة للدليل فإنه لما قدم ما نعم عظيمة تبين حتى الله لا يماثله شيء من الأمور في تدبيره وإنعامه. ومعنى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ليس مثله شيء، فأقحمت كاف التشبيه على (مثل) وهي بمعناه لأن معنى المثل هوالتشبيه، فتعين حتى الكاف مفيدة تأكيدا لمعنى المثل، وهومن التأكيد اللفظي باللفظ المرادف من غير جنسه، وحسنه حتى المؤكد اسم فأشبه مدخول كاف التشبيه المخالف لمعنى الكاف فلم يكن فيه الثقل الذي في قول خطام المجاشعي: وصاليات ككما يؤثفين.. وإذ قد كان المثل واقعا في حيز النفي فالكاف تأكيد لنفيه فكأنه نفي المثل عنه تعالى بجملتين تعليما للمسلمين كيف من الممكن أن يبطلون مماثلة الأصنام لله تعالى. وهذا الوجه هورأي ثعلب وابن جني والزجاج والراغب وأبي البقاء وابن عطية. وجعله في الكشاف وجها ثانيا، وقدم قبله حتى تكون الكاف غير مزيدة، وأن التقدير: ليس شبيه مثله شيء. والمراد: ليس شبه ذاته شيء،

أي بطريق لازم اللازم لأنه إذا نفي المثل عن مثله فقد انتفى المثل عنه إذ لوكان له مثل لما استقام قولك: ليس شيء مثل مثله. وجعله من باب قول العرب: فلان قد أيفعت لداته، أي أيفع هوفكني بإيفاع لداته عن إيفاعه.

وقول رقيقة بنت صيفي في حديث سقيا عبد المطلب ألا وفيهم الطيب الطاهر لداته اه. أي ويكون معهم الطيب الطاهر يعني النبي r. وتبعه على ذلك ابن المنير في الانتصاف. وبعض الفهماء يقول: هوكقولك ليس لأخي زيد أخ، ترغب نفي حتىقد يكون لزيد أخ لأنه لوكان لزيد أخ لكان زيد أخا لأخيه فلما نفيت حتىقد يكون لأخيه أخ فقد نفيت حتىقد يكون لزيد أخ، ولا ينبغي التعويل على هذا لما في ذلك من التكلف والإبهام وكلاهما مما ينبوعنه المقام. وقد ضم نفي المماثلة إبطال ما نسبوا لله البنات وهومناسبة وقوعه عقب قوله (جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً) الآية. وحديث سقيا عبد المطلب، أي خبر استسقائه لقريش حتى رقيقة بنت أبي صيفي نطقت: تتابعت على قريش سنون أقحلت الضرع وأدقت العظم، فبينا أنا نائمة إذا هاتف يهتف: يامعشر قريش إذا هذا النبي المبعوث منكم قد أظلتكم أيامه ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما جساما أبيض أوطف الأهداب سهل الخدين أشم العرين فليخلص هووولده، ألا وفيهم الطيب الطاهر لداته وليهبط إليه من جميع بطن رجل فليشنوا من الماء وليمسوا من الطيب ثم ليرتقوا أبا قبيس فليستسق الرجل وليؤمنوا فعثتم ما شئتم إلخ. نطقوا: وكان معهم النبي r وهويومئذ غلام. وافهم حتى هذه الآية نفت حتىقد يكون الشيء من الموجودات مثلا لله تعالى. والمثل يحمل عند إطلاقه على أكمل أفراده، نطق فخر الدين المثلان: هما اللذان يقوم جميع واحد منهما مقام الآخر في حقيقته وماهيته ا ه. فلا يسمى مثلا حقا إلا المماثل في الحقيقة والماهية وأجزائها ولوازمها دون العوارض، فالآية نفت حتىقد يكون شيء من الموجودات مماثلا لله تعالى في صفات ذاته لأن ذات الله لا يماثلها ذوات المخلوقات، ويلزم من ذلك حتى جميع ما ثبت للمخلوقات في محسوس ذواتها فهومنتف عن ذات الله. وبذلك كانت هذه الآية أصلا في تنزيه الله عن الجوارح والحواس والأعضاء عند أهل التأويل والذين أثبتوا لله تعالى ما ورد في القرآن مما نسميه بالمتشابه فإنما أثبتوه مع التنزيه عن ظاهره إذ لا خلاف في إعمال قوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وأنه لا شبيه له ولا نظير له. وإذ قد اتفقنا على هذا الأصل لم يبق خلاف في تأويل النصوص الموهمة التشبيه، إلا حتى تأويل سلفنا كان تأويلا جمليا، وتأويل خلفهم كان تأويلا تفصيليا كتأويلهم اليد بالقدرة، والعين بالفهم، وبسط اليدين بالجود، والوجه بالذات، والنزول بتمثيل حال الإجابة والقبول بحال نزول المرتفع من مكانه الممتنع إلى حيثقد يكون سائلوه لينيلهم ما سألوه. ولهذا نطقوا: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أفهم. ولما أفاد قوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) صفات السلوب أعقب بإثبات صفة الفهم لله تعالى وهي من الصفات المعنوية وذلك بوصفه بـ( السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الدالين على تعلق فهمه بالموجودات من المسموعات والمبصرات تنبيها على حتى نفي مماثلة الأمور لله تعالى لا يتوهم منه حتى الله منزه عن الاتصاف بما اتصفت به المخلوقات من أوصاف الكمال المعنوية كالحياة والفهم ولكن صفات المخلوقات لا تشبه صفاته تعالى في كمالها لأنها في المخلوقات عارضة، وهي واجبة لله تعالى في منتهى الكمال، فكونه تعالى سميعا وبصيرا من جملة الصفات الداخلة تحت ظلال التأويل بالحمل على عموم قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) فلم يقتضيا جارحتين. ولقد كان تعقيب قوله ذلك بهما شبيها بتعقيب المسألة بمثالها.

• تفسير الطبري

القول فـي تأويـل قوله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ) وقوله: ( لَيْس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )فيه وجهان:

• أحدهما حتىقد يكون معناه: ليس هوكشيء, وأدخل المثل في الكلام توكيداً للكلام إذا اختلف اللفظ به وبالكاف, وهما بمعنى واحد, كما قيل:

ما إنْ نَدِيتُ بشَيْءٍ أنْتَ تَكْرَهُهُ فأدخل على «ما» وهي حرف جحد «إن» وهي أيضاً حرف جحد, لاختلاف اللفظ بهما, وإن اتفق معناهما توكيداً للكلام, وكما نطق أوس بن حَجَر: وَقَتْلَى كمِثْلِ جُذوعِ نّخيل ْتَغَشّاهُمْ مُسْبِلٌ مُنْهَمِرْ ومعنى ذلك: كجذوع النخيل, وكما نطق الاَخر: سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ إذَا أبْصَرْتَ فَضْلَهُمُما إنْ كمِثْلِهِمِ فِي النّاسِ مِنَ أحَدِ والأخر: حتىقد يكون معناه: ليس مثل شيء, وتكون الكاف هي المدخلة في الكلام, كقول الراجز: وَصَالِياتِ كَكَما يُؤْثَفَيْنِ ... فأدخل على الكاف كافاً توكيداً للتشبيه. وكما نطق الاَخر: تَنْفِي الغَيادِيقُ عَلى الطّرِيقِ قَلّصَ عَنْ كَبَيْضَةٍ فِي نِيقِ . فأدخل الكاف مع «عن», وقد بيّنا هذا في موضع غير هذا المكان بشرح هوأبلغ من هذا الشرح, فلذلك تجوّزنا في البيان عنه في هذا الموضع. وقوله: وَهُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ يقول جلّ ثناؤه واصفاً نفسه بما هوبه, وهويعني نفسه: السميع لما تنطق به من خلقه قول, البصير لأعمالهم, لا يخفى عليه من ذلك شيء, ولا يعزب عنه فهم شيء منه, وهومحيط بجميعه, محصٍ صغيره وكبيره لِتُجْزَى كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ من خير أوشرّ.

• تفسير البغوي

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ). قوله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً i. من مثل خلقكم حلائل، قيل: إنما نطق " مِّنْ أَنفُسِكُمْ " لأنه خلق حواء من ضلع آدم. " وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً "، أصنافاً ذكوراً وإناثاً، " يَذْرَؤُكُمْ "، يخلقكم، " فِيهِ "، أي: في الرحم. وقيل: في البطن. وقيل: على هذا الوجه من الخلقة. نطق مجاهد : نسلاً بعد نسل من الناس والأنعام. وقيل: ((في))، بمعنى الباء، أي: يذرؤكم به. وقيل: معناه يكثركم بالتزويج. " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ "، ((مثل)) صلة، أي: ليس هوكشيء، فأدخل المثل للتوكيد، كقوله: " فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة : 137 ) " ، وقيل: الكاف صلة، مجازه: ليس مثله شيء. نطق ابن عباس ما: ليس له نظير. " وهوالسميع البصير ".

• تفسير النسفي

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ). ( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ارتفاعه على انه احد أخبار ذلكم أوخبر مبتدأ محذوف ( جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ ) خلق لكم من جنسكم من الناس ( أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً ) أي وخلق للأنعام أيضا من أنفسها أزواجا ( يَذْرَؤُكُمْ ) يكثركم ينطق ذرا الله الخلق بثهم وكثرهم ( فِيهِ ) في هذا التدبير وهوحتى جعل الناس والأنعام أزواجا حتى كان بين ذكورهم وإناثهم التوالد والتناسل واختير فيه على به لأنه جعل هذا التدبير كالمنبع والمعدن للبث والتكثير والضمير في يذرؤكم يرجع إلى المخاطبين والأنعام مغلبا في المخاطبون العقلاء على الغيب مما لا يعقل ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) قيل حتى حدثة التشبيه كررت لتأكيد نفى التماثل وتقديره ليس مثله شيء وقيل المثل زيادة وتقديره ليس كهوشيء كقوله تعالى فان امنوا بمثل ما أمنتم به وهذا لان المراد نفى المثلية وإذا لم تجعل الكاف أوالمثل زيادة كان إثبات المثل وقيل المراد ليس كذاته شيء لأنهم يقولون مثلك لا يبخل يريدون به نفى البخل عن ذاته ويقصدون المبالغة في ذلك بسلوك طريق الكناية لأنهم إذا نفوه عمن بسد مسدد فقد نفوه.

• فتح القدير للشوكاني

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ). ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) المراد بذكر المثل هنا المبالغة في النفي بطريق الكناية، فإنه إذا نفي عمن يناسبه كان نفيه عنه أولى: كقولهم: مثلك لا يبخل، وغيرك لا يجود، وقيل إذا الكاف زائدة للتوكيد: أي ليس مثله شيء، وقيل إذا مثل زائدة نطقه ثعلب وغيره كما في قوله " فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة : 137 ) أي بما آمنتم به، ومنه قول أوس بن حجر: وقتلى كمثل جذوع النخيـ ـل يغشاهم مطر منهمر أي كجذوع، والأول أولى، فإن الكناية باب مسلوك للعرب ومهيع مألوف لهم، ومنه قول الشاعر: ليس كمثل الفتى زهير خلق يوازيه في الفضائل, ونطق آخر: على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وإن بات من ليلى على اليأس طاويا ونطق آخر: سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم فما كمثلهم في الناس من أحد نطق ابن قتيبة: العرب تقيم المثل مقام النفس، فتقول: مثلي لا ينطق له هذا: أي أنا لا ينطق لي. ونطق أبوالبقاء مرجحاً لزيادة الكاف: إنها لولم تكن زائدة لأفضى ذلك إلى المحال، إذقد يكون المعنى: حتى له مثلاً وليس لمثله مثل، وفي ذلك تناقض، لأنه إذا كان له مثل فلمثله مثل، وهوهومع حتى إثبات المثل لله سبحانه محال، وهذا تقرير حسن، ولكنه يندفع ما أورده بما ذكرنا من كون الكلام خارجاً مخرج الكناية ومن فهم هذه الآية الكريمة حق فهمها وتدبرها حق تدبرها سار بها عند اختلاف المختلفين في الصفات على طريقة بيضاء واضحة، ويزداد بصيرة إذا تأمل معنى قوله: " وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " فإن هذا الإثبات بعد ذلك النفي للمماثل قد اشتمل على برد اليقين وشفاء الصدور وانثلاج القلوب فاقدر يا طالب الحق قدر هذه الحجة النيرة والبرهان القوي، فإنك تحطم بها كثيراً من البدع وتهشم بها رؤوساً من الضلالة، وترغم بها آناف طوائف من المتكلفين، ولا سيما إذا ضممت إليه قول الله سبحانه: "يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (طه : 110 ) ً" فإنك حينئذ قد أخذت بطرفي حبل ما يسمونه فهم الكلام وفهم أصول الدين: ودع عنك نهباً صيح في حجراته ولكن حديث ما حديث الرواحل.

• تفسير الثعالبي المسمى بالجواهر الحسان في تفسير القرآن

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ). وجه وقوله تعالى( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )الكاف موكدة للتشبيه فنفي التشبيه أوكد ماقد يكون وذلك أنك تقول زيد كعمرووزيد مثل عمروفإذا أرادت المبالغة التامة قلت زيد كمثل عمرووجرت الآية في هذا الموضع على عهد كلام العرب وعلى هذا المعنى شواهد كثيرة ومضى الطبري وغيره إلى حتى المعنى ليس كهوشئ ونطقولفظة مثل في الآية توكيد وواقعة مسقط هو.

مشكل إعراب القرآن فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ). ‏"‏ فَاطِرُ ‏"‏ خبر رابع، جملة ‏"‏ جَعَلَ ‏"‏ خبر خامس، الجار ‏"‏ لَكُم ‏"‏ متعلق بالمفعول الثاني المقدر، الجار ‏"‏ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ‏"‏ متعلق بحال من ‏" أَزْوَاجاً ‏"‏، قوله ‏"‏ وَمِنَ الْأَنْعَامِ ‏"‏‏:‏ الواوعاطفة، والجار متعلق بحال من ‏"‏ أَزْوَاجاً ‏"‏، و‏"‏لها‏"‏‏:‏ المقدرة متعلقة بالمفعول الثاني المقدر، و‏"‏ أَزْوَاجاً ‏"‏ الثاني‏:‏ معطوف على الأول، والتقدير‏:‏ ومن الأنعام لها أزواجا، وجملة ‏"‏ يَذْرَؤُكُمْ ‏"‏ حال من فاعل ‏"‏ جَعَلَ ‏"‏، والجار ‏"‏ فِيهِ ‏"‏ متعلق بـ‏"‏ يَذْرَؤُكُمْ ‏"‏ ، وجملة ‏"‏ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ‏"‏ خبر سادس، والكاف زائدة، و‏"‏مثله‏"‏ خبر ليس، و‏"‏شيء‏"‏ اسمها، وجملة ‏"‏ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ‏"‏ معطوفة على جملة ‏"‏ليس كمثله شيء‏"‏‏.‏

• إعراب القرآن للزجّاج

وأما قوله ‏"‏ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ‏"‏ فالكاف زائدة، والتقدير ليس مثله شيء، لأن حمله على الظاهر يوجب إثبات المثل.

• مشكل إعراب القرآن

قوله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الكاف حرف جر و( شَيْءٌ )اسم ليس و(كَمِثْلِهِ) الخبر .

• مشكل إعراب القرآن

اتى في الباب:الحادي والستون باب ما اتى في التنزيل من حذف هومن الصلة ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (البقرة :ستة ) ‏"‏ يحرك هنا شيئان‏:‏ الابتداء بالنكرة أوحتى تقدر الجملة تقدير المفرد فتجعله مبتدأ وإن لم يكن في اللفظ فإما حتى تقدر‏:‏ الإنذار وهجر الإنذار سواء أوتقدر‏:‏ سواء عليهم الإنذار وهجره‏.‏ ولما كان هذا الكلام على هذا التجاذب قرأ من قرأ سورة يس‏:‏ ‏"‏ وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (يس :عشرة ) ‏"‏. فجعل ‏"‏ سواء نادىء كما كان ويل وويح وويس وجندلٌ وترب كذا‏.‏ ومما تجاذبه شيئان من هذا الجنس قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (الروم : 24 ) ‏"‏ فتحمله على حذف الموصوف أوعلى حذف حتى وكلاهما عنده كما ترى إلا حتى حذف الموصوف أكثر من حذف أن‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (التوبة : 101 ) ‏"‏ إما حتى تقدر‏:‏ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ مَرَدُواْ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أوتقدر‏:‏ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إذا مردوا‏.‏ ومن ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ‏"‏ إما حتى تقدر ليس كصاحب صفته فتضمر المضاف أوتقدر زيادة الكاف‏.‏

• إملاء مامن به الرحمنمن وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ i(الشورى : 11 ). قوله تعالى (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ) أي هوفاطر، ويجوز حتىقد يكون خبرا آخرا، ويقرأ بالجر بدلا من الهاء في عليه، والهاء في (فِيهِ) ضميرا لجعل، والعمل قد دل عليه. ويجوز حتىقد يكون ضمير المخلوق الذي دل عليه يذرؤكم: والكاف في (كَمِثْلِهِ) زائدة: أي ليس مثله شئ، فمثله خبر ليس، ولولم تكن زائدة لأفضى إلى الحال إذ كانقد يكون المعنى حتى له مثلا، وليس لمثله مثل، وفي ذلك تناقض لأنه إذا كان له مثل فلمثله مثل، وهوهومع حتى إثبات المثل لله سبحانه محال، وقيل مثل زائدة، والتقدير: ليس كهوشئ كما في قوله تعالى " فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة : 137 ) " وقد ذكر وهذا قول بعيد.

أنظر أيضا

عقيدة أهل السلف في صفات الله عزوجل

المراجع

المصادر

• القرآن الكريم

• الحديث النبوي

نطقب:صفات الله الحسنى