العلاقات السورية الكورية الشمالية

التعاون التكنولوجي

حرصت اسرائيل على تكرار انادىءاتها بشأن المسقط السوري الذي قصفته في شهر سبتمبر عام 2007 زاعمة انه مفاعل نووي وفق النموذج الكوري الشمالي كان تحت الانشاء ويجرى بنائه بمساعدة خبراء كوريين شماليين..ويقول الخبير الاسرائيلي باري روبين: رغم ان كوريا الشمالية دولة صغيرة وبعيدة جغرافيا عن منطقة الشرق الأوسط فهي تشكل احد اخطر التهديدات الخارجية على هذه المنطقة..لقد اصبحت بيونج يانج عاملا هاما وبصورة تدعوللدهشة في السياسات الشرق اوسطية بسبب مبيعاتها من الاسلحة والتقنيات للدول ذات الأنظمة الراديكالية في هذه المنطقة بما يهدد استقرارها.

بالطبع فان هذا الخبير الاسرائيلي يقصد باستقرار المنطقة استقرار اسرائيل ومن ثم فليس من الغريب ان يجهر بالدعوة لانزال اشد العقاب بكوريا الشمالية!!. ولا يتورع باري روبين عن الدعوة لربط اي مساعدات انسانية غربية لكوريا الشمالية بضرورة وقف امدادات الاسلحة من هذه الدولة لدول في المنطقة مثل ايران وسوريا.

ويتصدى باري روبين لمهمة تحليل التعاون السورى-الكوري الشمالي من المنظور الاسرائيلي من طبيعة الحال ليقول ان هذا التعاون في المجال العسكري هام للغاية بالنسبة لسوريا التي يهمها الاحتفاظ بوضع قيادي لمعسكر الممانعة في العالم العربي وتعزيز الاتجاه الراديكالي والتنظيمات المعبرة عن هذا الاتجاه مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.. يمضى باري روبين الى ان جزءا معتبرا من القوة الصاروخية السورية ترجع الى التعاون بين دمشق وبيونج يانج التي تشكل رصيدا عسكريا هاما في لقاءة اسرائيل. واذا كانت القدرات الصاروخية لسوريا في تقدير باري روبين لابد وان تشكل عاملا حاسما في اي قرار سوري بخوض لقاءة عسكرية مع اسرائيل باعتبار ان هذه الصواريخ يمكن ان تضمن فوزا سوريا فانه يقول ان هذه القدرات الصاروخية ايضا هي التي تكفل قدرا كبيرا من الثقة لصانع القرار السياسي السوري بحيث لايقدم تنازلات في اي مفاوضات للسلام مع اسرائيل.

ومع ان كوريا الشمالية نفت وجود أي خبراء لها في المسقط السوري الذي تعرض للغارة الاسرائيلية فان الصحفية الاسرائيلية اورلي ازولاي تتمسك بأن الصور المتاحة لهذا المسقط اكدت ان خبراء كوريين شماليين كانوا يعملون به جنبا الى جنب مع خبراء سوريين..اللافت ان هذه الصحفية التي تعمل في جريدة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية تقول انها تجاوز وان زارت بيونج يانج واقامت في الطابق المخصص للصحفيين الأجانب بفندق وحيد في العاصمة الكورية الشمالية لا يقطنه سوى الاجانب فيما خصصت الطوابق الآخرى بهذا الفندق لفهماء وخبراء ايرانيين. لكن السؤال: كيف من الممكن أن دخلت اورلي ازولاي بيونج يانج وهوسؤال يعيد للأذهان ان هذه الصحفية الاسرائيلية تجاوز وان ارسلت عدة تحقيقات صحفية لجريدتها من طهران؟!.

ولئن كانت السياسات الاسرائيلية حيال كوريا الشمالية قد تضمنت التلويح باستخدام القوة ومهاجمة السفن التي تحمل اسلحة من هذا البلد لدول مثل سوريا فان هذه السياسات كما يقول باري روبين طرقت ايضا ابواب الدبلوماسية ومحاولة فتح قنوات للاتصالات السرية..يؤكد هذا الخبير الاسرائيلي ان اسرائيل طرقت هذه الأبواب منذ عام 1992 عندما شرعت في محاولة اجراء اتصالات سرية مع بيونج يانج رغم ان اسحق رابين رئيس الحكومة الاسرائيلية حينئذ ووزير خارجيته شيمون بيريز اعتبرا ان فرص نجاح هذه الاتصالات ضئيلة للغاية وان كانا قد وافقا على السعي في هذا الاتجاه بسبب قلقهما البالغ من التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وكل من ايران وسوريا.