إيالة الإحساء
|
إيالة الأحساء، كانت إحدى إيالات الدولة العثمانية بين 1551-1663 و1871-1913. وهي الآن جزءا من الكويت وقطر. وكانتالقطيف المدينة الرئيسية للإيالة، التي تحمل اسم مدينة الأحساء.
تاريخ
كانت الأحساء والقطيف تحت الحكم العثماني خلال 954-1082هـ/ 1547-1671م، وأطلق عليهما “إيالة الحسا”، ثم انتزعت الأحساء من الحامية العسكرية العثمانية على يد القوى المحلية، وذلك في سنة 1077هـ/1666م، وسيطر بنوخالد عليها، وتمكن براك بن غرير من استلام زمام السلطة في الحسا من عيسى باشا، وبقت القطيف تحت الحكم العثماني، وتجنب براك السيطرة على القطيف - ولومؤقتاً - تحاشياً للاصطدام بالسلطة المركزية العثمانية على اعتبار حتى القطيف تحت حكم استانبول المباشر، وبعد استقرار الأمور في إيالة البصرة، برزت بعض المستجدات لصالح تطلعات براك تجاه القطيف حيث ظهر عجز مالي في الخزينة بإيالة البصرة، وعجزت الخزينة عن توفير الموارد المالية المطلوبة، وزادت محاولة علاج ذلك العجز - عن طريق زيادة الضرائب والرسوم - من حدته، فقد أدى ذلك إلى تذمر الأهالي، وتراجع الناتج العام بشكل دفع أمير أمراء الإيالة (مصطفى باشا) إلى مناشدة السلطة المركزية تقليص المبالغ النقدية السنوية (الساليانة) التي يتم مطالبة خزينة إيالة البصرة بدفعها للخزينة في استانبول، وفي محاولة من استانبول لخفض ذلك العجز في خزينة الإيالة، لجأت إلى تقليص عدد القوات المرابطة في إيالة البصرة، ويبدو- وبناءً لهذا - حتى وضع قواتها في القطيف قد تأثر تبعاً لذلك؛ مما مكَّن براكاً من استغلال الوضع والاستيلاء على القطيف، وجلاء آخر الحاميات العثمانية عن المنطقة سنة 1082هـ/1671م”.
أنهت الدولة السعودية الأولى حكم بني خالد على الأحساء وذلك في سنة 1208هـ على يد سعود بن عبد العزيز في عهد والده عبد العزيز، وتم تعيين براك بن عبد المحسن أميراً على الأحساء، ونائباً لعبد العزيز. وبعد سقوط الأحساء لم يتبق من حكم بني خالد سوى بعض المقاومين في القطيف وما جاورها، ثم سيرت حملة على القطيف قوامها ثمانية آلاف مقاتل بقيادة إبراهيم بن سليمان بن عفيصان، وبعد معركة دارت عدة أيام تمكن ابن عفيصان من اقتحام القلعة - قاعدة القطيف - ليلاً وقدرت خسائر القطيف بألف قتيل.
كان العثمانيون يقضون بالممضى الحنفي، وهوالممضى الرسمي للدولة، كما حتى العثمانيين أحدثوا مناصب قضائية محلية يحكم قضاتها بموجب المذاهب الأخرى.
وبنوخالد كانوا من أتباع الممضى المالكي، وكان التسامح الممضىي والتعايش مع أبناء القطيف ذوي الأغلبية الشيعية، من أبرز ما يميز تلك الحقبة؛ إذ لم يلحظ خلالها أي مظهر من مظاهر التعصب، بل كانت المنطقة - في تلك الفترة - تزخر بالفهماء من المذاهب كافة السنية والشيعية، وكانت المذاهب الأربعة تدّرس في مدارسها ومساجدها السنية، وفي ذات الوقت كان للشيعة مساجدهم، ومدارسهم.
المصادر
- ^ نزار عبدالجبار. "قضاة الأحساء والقطيف إبَّان حكم بني خالد 1/2". مجلة الواحة.