لماذا لست ملحداً

عودة للموسوعة

لماذا لست ملحداً

مدخل إلى فهم شرط الوجود البشري عبر نقد كتاب وهم الإله لريتشارد دوكينز. عندما أقرأ كتاباً ما إنما يدفعني لذلك مدى ما سمعت من حديث الناس بين مؤيد ومعارض للأفكار التي يعرضها، وككثير مثلي أحاول حتى أستوضح من نفسي التشارك والتنافر في المقولات التي يسوقها المحرر مبعداً عن ذهني أي تصور مسبق عن المحرر وعن حياته وأخلاقه وعلومه. عنوان الكتاب الذي أنا بصدده هو"وهم الإله" ويكشف منذ فصوله الأولى عن غايته التي بدت وكأن المحرر خصص مؤلفه ليتوجه به قبلياً لقراءٍ لا يؤمنون بالإله أصلاً، وذلك بغية تقوية إيمانهم الخاص ذلك وتدعيمه بحجج فهمية بحيث يصبحون أكثر قدرةً على محاورة المؤمنين وكسر حججهم الإيمانية. وأول ملاحظةٍ أسجلها على الكتاب أنه امتلأ بالحجج التي تناقش المفاهيم الدينية عن الإله، وهي مجموعات من المفاهيم تقترب وتختلف مع إختلاف دين عن آخر وتباين ممضى عن آخر، وما تعدد هذه الأديان والمذاهب وخصوصية عقائدهم في الإله إلّا البرهان على حتى أغلب هذه العقائد هي في ظاهرها غير سليمة ومشوشة ومشوهة، وهذه الحجة كانت أكثر من كافية ليضحد فيها أدياناً قائمة، ولكن هل يكفي حتى أُبطل مجموعةً من الأديان لكي أستنتج بطلان الإله؟ مع حتى المحرر قد خصص الفصل الرابع من كتابه ليوضح فكرةً مستقاة من العلوم ومستقلةً عن نقد الأديان بحيث يصل منها إلى وهم الإله حسب ما رأى! إلّا حتى ما خطه عن وهم الأديان أكثر بكثير مما خطه عن وهم الإله. هذا عدا حتى فهمه للأديان كما أورده يستند إلى آراء وتصرفات بعض رجال الدين ولا يستند إلى دراسة الأديان نفسها دراسةً جدِّيةً تنفذ إلى حقائقها. وأنا هنا أشير إلى أنه يوجد تباين كبير بين مفاهيم الأديان من حيث هي رسالات وخط وبين مفاهيم رجال الدين الذي صادروا معاني الخط واستغلوا نفوذاً مصطنعاً فألحقوا بهم عوام الناس الكثر. وهذا أمرٌ تنبأت به أمهات الخط الدينية من جميع الحضارات والثقافات. فإن أخذ الباحث بالآراء الأكثر إنتشاراً لن يقع على الحقيقة الكامنة في الخط والتي لا يستطيع حتى يمسها إلّا قلّةٌ من الفهماء. أقول أنني أشير لهذا ولكن لن تكون هذه الرسالة مكاناً لنقد الأديان وتبيان حقائقها فهذا أمرٌ جدُّ مختلف. أما هنا فأنا بصدد ما يخص عنوان الكتاب وموضوعه الأساس فقط. ولأعد الآن إلى قول المحرر أنه لا يهاجم إلهاً خاصأ بدين ما أوفلسفة معينة بل هويستهدف الله كمفهوم محدد، وهوقد حدد هذا المفهوم بأنه "يوجد هناك قدرة متوحدة خارقة للقدرات تعمدت خلق الكون وكل شيء فيه بما فيه نحن". والحقيقةً أنني لم أفهم هذا المفهوم لكي أعهد ما الذي يستهدفه المحرر! ماذا يعني قدرة متوحدة،يا ترى؟ أيعني أنها كانت أجزاءً ثم توحدت،يا ترى؟ ولكنني لم أعثر حتى على أي مفهوم إلهي على هذا النحوفي أيٍّ من الأديان أوالفلسفات أوحتى ضمن آراء ومفاهيم رجال الدين! أوتكون الحدثة فقط خطأ في الترجمة،يا ترى؟ قد يحدث! ولكي أحسن النية قدر ما يمكنني سأقول حتى المحرر كان يقصد "قدرة واحدة". ولكن ما معنى خارقة للقدرات،يا ترى؟ وما هي هذه القدرات الأخرى لكي يخرقها، إذا كان يقصد مفهوم بعض الديانات عن أنه يوجد أرباب متعددون، ففي هذه الحالة هذا المفهوم المحدد ليس عاماً لله كما كنا نتسقط من إنسان عالم، وإنما هوما يزال حبيس حلقة ضيقة من مفاهيم ملتبسة. وأيضاً لا أرى حتى جملة "وكل شيء فيه بما فيه نحن" لها أيُّ معنى فالواضح حتى الكون هوجميع شيء ولم أقرأ قبل الآن لأيٍّ من الدينييين أوالمفكرين ما يعتبر حتى الكون وعاء للأشياء وهوفي هذا المعنى الأخير إذا وُجِدَ عند أحدهم يصبح كوناً غامضاً يحتاج للتفسير والفهم قبل البدء بالبحث عن الله. وعليه أقول حتى المفهوم عن الله الذي يهاجمه المحرر هوبدايةً غير مفهوم وكان الأحرى به حتى يحدده بدقةٍ أكبر وبدون حتى إستخدام لحدثة "هناك"، كالآتي: "توجد قدرةٌ واحدة تعمدت خلق الكون"، ها قد بسطنا المفهوم قدر ما نستطيع كي يتضح لنا بمعناه. وبعد هل هويكفي لنقول حتى هذا المفهوم يعبر عملاً عن الإله،يا ترى؟ ولكن أين هي قوامته على الكون،يا ترى؟ فكل الأديان كذلك الفلسفات المتديّنة عبّرت حتى الإله قائمٌ على تدبير الكون ولا أفهم لما تمَّ إسقاط هذا في التعريف المقترح، على جميع حال لنحسن النيّة أيضاً ونحاول ترميم هذا التعريف بأن نقول " توجد قدرةٌ واحدة تعمدت خلق الكون وهي قائمةٌ على أمره". والآن هل أصبح التعريف واضحاً،يا ترى؟ في الحقيقة أنني ما زلت أرى أنه بحاجة للتوضيح أكثر، لأنني لا أرى خلق الكون إلّا من حيث قوامة الإله عليه، وأيضاً كلهم أجمعوا حتى الله أزلي ومن ثم فليس من خلقٍ أول لم يكن قبله أيُّ خلق، وإنما نفهم وصف الخلق كما أتى في الخط المقدسة ورسائل الفلاسفة أنه وصف للتراتبية الوجودية ولم يكن يعبر عن تراتبيةً زمنيةً. وعليه فإن جملة "تعمدت خلق الكون" ستكون تعميةً لا معنى لها إذا تم أخذها أنه حدثٌ قد وقع في الماضي الزمني ولم يكن مسبوقاً، كما حتى حدثة "تعمدت" نفسها أيضاً ليس لها محل فهم لا يقولون "الله يتعمد" بل "الله يريد" أو"الله أراد" بصيغة الماضي فقط للدلالة على أزلية الله (أيضاً يمكن حتىقد يكون خطأً من المترجم) أوتقول "الله يشاء" أو"الله شاء". وقد يقول قائل: وما الفرق بين هذه الأفعال "تعمد، أراد وشاء" ،يا ترى؟ وهل القضية هي قضية لعب بالحدثات،يا ترى؟ لا ليس هذا ولكن أيضاً ليست الحدثات لتعطي نفس المعنى، فإذا ما فهمنا مدلولاتها يفترض أن يتبين الفرق واضحاً وجلياً. أما الإرادة فقد عنت الإرادة الأزلية لله، ومن مدلولها نفهم أنها لا تحول ولا تغيير فيها وهي ليست في نطاقٍ ما غير ما هي عليه في أي نطاقٍ آخر، فإذن هي القانون الإلهي وهي الحقُّ كاملاً وتاماً لا يتحوّل ولا يتبدّل. وأما المشيئة الإلهية فقد قصدوا بها ماقد يكون من التبدل والتحول الدائم للخلق بموجب الإرادة الإلهية، ففي جميع لحظة يتغير الكون ليكون في وضع مختلف، فيقولون حتى الله شاء حتى يصير الكون إلى ما صار إليه. وأما التعمد فما هومدلوله،يا ترى؟ هل يصح حتى نقول حتى "الله تعمّد"،يا ترى؟ وماذا يمكن حتىقد يكون معناها ما دامت إرادته كاملة وثابتة وهي هي في جميع نطاقٍ وكل مكان وكل زمان، وبموجبها يتحرك الكون ليصير في جميع لحظة ما يجب حتىقد يكون عليه؟. وبعد، من الممكن يأتي من يقول "قد سئمت هذا العرض اللغوي ولتنبأنا الآن هل تعتقد حتى الله أوإرادته وإن شئت أيضاً مشيئته يعون ما يعملون،يا ترى؟ ألم يكن واضحاً حتى المحرر إستخدم حدثة "تعمّد" فقط لأنه يتصدى لمقولة أنه يوجد إله واعٍ لما يعمل، فإن كنت ستقول حتى الله لا يعي ما يعمل بإعتراضك على معنى التعمّد، فمن الواضح أنك تتحدث فقط عن الطبيعة والقانون الطبيعي أوالكون والقانون الكوني، وأنت تسميهم الإله والقانون الإلهي، وأخيراً تكون كمن فسّر الماءَ بعد جهدٍ بالماءِ". وأرد على ذلك أنني شخصياً أعتقد بالله العارف ولا شك عندي في هذا أبداً، وأتحفظ على إستخدام حدثة "وعي" في هذا الموضع، وأؤجل الكلام عن الفرق بين الفهم من جهة وبين الوعي من جهة أخرى إلى موضع متأخر ضمن هذه الرسالة. وأخيراً أجد حتى التعريف المحدد للإله والذي ينبغي حتى يتصدى له المحرر هو: توجد قدرةٌ واحدةٌ وعارفةٌ وقائمةٌ على خلق الكون في لقاء هذا التحديد للإله، يقول المحرر أنه سيثبت ما يلي: "أي قدرات على الخلق بتعقيد كاف لتصميم أي شيء لا تأتي إلّا كنتيجة تراكم تدريجي طويل الأمد لعملية تطورية" وهوبهذه المقولة يريد حتى يقول أنه إذا أثبتها فإن مفهوم الإلهقد يكون زائداً وليس من داع لإضافته في سيرة الخلق. ويتضح معنى المقولة بأنها تربط بين الخلق المعقّد (التصاميم حسب تعبير المحرر) عبر عمليات طبيعية طويلة زمنياً وبين التأكّد أنه لا يوجد من كان يعهد أين ستؤدي هذه العمليات، أوبتعبير آخر هويقول أنه لا يوجد من كان يقصد وينوي خلق الكون لنقل كما نعهده الآن! وعند هذه الفترة، يجب حتى أُذكّر حتى الإنسان عندما درس عن إله فإنما هوكان يبحث عن سببه هونفسه وإنطلاقاً من إيمانه إبتداءً بنفسه، والبحث هذا إنما إنطلق من وعيه بوجوده وليس من وعيه بجسده وتعقيد تصميمه، فإن كنا الآن لا نرى فرقاً بين الوعيين فهذا قفزٌ فوق المشكلة الوجودية وليس إجابةً عليها. وقد واكبت المؤلف في عرضه للداروينية بحثاً بين سطوره عن أيِّ تحليلٍ أوإضاءةٍ على مسألة وعي الإنسان فلم أجد ما أبحث عنه ولوطرفاً في الحديث، وتبقى الأسئلة الرئيسية التي يطرحها كلُّ فردٍ على نفسه غير مجابٍ عليها أي "من أنا،يا ترى؟ وكيف يجب حتى تكون علاقتي مع سبب وجودي؟" فالداروينية وإن صحّت (فأنا لست عالماً بالبيولوجيا ولا الأنثروبولوجيا، وإنما نهجر هذه العلوم لأصحابها ونحن ممتنون لهم ولجهدهم) على ما يظهر لا تجيب عن هذه الأسئلة وهي حتى لا تريح النفس في سعيها، وهذا ليس لعيبٍ في هذه العلوم ولكن العيب يقع في تحميل النتائج شططاً لا يعتمد إلّا على الظنون المسبقة. في الفصل الثالث من الكتاب يفند المؤلف الحجج التي أُقيمت للبرهنة عن وجود الإله، وقد رافقته عملاً من واحدة إلى أخرى، والواقع وكما نطق أنه عملاً من الخطأ حتى نبحث عن برهان بمعنى البرهان الرياضي أوالإستدلالي فكيف إذن بالبراهين الإيمانية والإحصائية وهذه الأخيرة تكاد تكون الأكثر طرافةً، إذا هذه الحجج حتى لا ترقى إلى مستوى الحقيقة الخاصة بنا نحن، أي لا تستطيع حتى تصف حقيقة وجودنا نحن فهل ستستطيع حتى تدلنا على الله؟ ما أفادني به الفصل الرابع خاصةً والفصول التي تلته هوأنني أصبحت مطلعاً تماماً على رأي الملحد الذي سيقول لي: "أنت لا تزال تبحث عن نفسك ولم تعهد بعد ما تفسير منشأك، ومن ثم تأتي لتناقش في وجود الإله، أنت جسدٌ بثّت الطبيعة اللاواعية فيه وعياً!"، وما يتبين لي أنه بهذا التصريح لنقد يكون بعيداً عما يتصوره المتدين المتوهم فالفريقان في هذا الأمر سيان، ولوحتى التعبيرالبنيوي للأنا سيكون مغايراً من أحدهم للآخر!، فالمتدين أيضاً يقول لي "أنت جسدٌ بثّ الله فيه روحاً"، وهم يظنون عملاً أنهم راضون عما وصلت معهدتهم عن أنفسهم وأن هذا يكفي وأنهم مستعدون لخوض الجدل في وجود الإله أوعدم وجوده، لهذا السبب يفترض أن أختصر وأدخل مباشرة في ما أريد قوله في شكله النهائي. إن قول المتديّن "أنت جسدٌ بثّ الله فيه روحاً" وكما يشرحه، يبرِّد القليل من النار التي تستعر في صدورنا ولكنه ليس كافياً للتيقن ويبقى الشكُّ الزائر الطارئ حتى عند أشدِّ الناس إيماناً، والذي ينتصر على شكِّه في الوجود الإلهي يدخل في شرك الشك عن مصيره وهذا طبيعي لأنه لم يعهد نفسه. أما قول الملحد ""أنت جسدٌ بثّت الطبيعة اللاواعية فيه وعياً" ففي الواقع يحمل من الغموض الكثير مما لا تتحمله أذهاننا، ولكي لا أطيل أقول له مجدداً: "من أنا؟"، سيقول لي "أنت لست الجسد كله، لا تفهمنا خطأً، أنت بعض الخلايا الرمادية أوخلافها فاللون لا يهمنا هنا"، نعم اللون لا يهمنا هنا وربما أيضاً أين تأخذ هذه الخلايا المركزية مكانها من الدماغ البشري أيضاً أمرٌ غير مهم في هذا النقاش، ولكن السؤال لما هذه الخلايا والمتجددة بشكل دائم بضرورة الكيمياء الحيوية هي بذاتها تُحِسُّ؟ وهذه الخلايا هي في النتيجة تجمع عضوي لتنوع من المادة والطاقة وهما حسب الفيزياء التي بتنا نعهدها وجهان لعملة واحدة. قد إختصرت جميع مظاهر الوعي بحدثة الإحساس وأؤكد أنني لا أنوي إختزال ما نسميه الإدراك العقلي والتخيل والتذكر وحتى التفكير وغيرها من أنشطة الوعي، ولكن فقط لتبسيط الفكرة. سيقول لي العالم الملحد "أنت ما زلت تسأل،يا ترى؟ خذ هذا المثل: عندما تعي أنك ترى دائرةً فهذا ليس إلّا إحساساً بصرياً مناسباً لنموذجٍ ركِّبَه دماغك أوالجزء المختص بهذا من دماغك، وحتى عندما تقول أنك تشعر بالحب أوبالجوع أوبطعم تفاحة أوتشم رائحة عطر أوتفكر حتى، فإن هذا كله تعبير عن حالات يعيشها الدماغ من حيث المواد والطاقات التي تتغير لتعطيك هذا الإحساس أوغيره." هذا يبين أننا تقاربنا بخطوةٍ مهمة، ولكي أدفع هذا التقارب أكثر سأطرح السؤال التالي: "لوحتى جميع ما نطقه العالم الملحد حصل وأنا أصدقه في واقع الأمر وهذا من قبل حتى أتعهد على الداروينية، أي لوحتى جميع الإستشعارات الخارجية المتلقاة عبر الجسد وكذلك العمليات الحيوية التي تحصل في الدماغ والجسد كله عملت وفق مقتضاها الطبيعي وهذا سليم تماماً حسب ما نعهده، ما الذي يجعل الإحساس ضروريَّ الوجود لتفسير هذه الظواهر،يا ترى؟ أما كان يمكن لهذا الجسد حتى يقوم بكل ما يقوم به من الإستشعارات وكل عمليات التفكير والتخيل والتذكر وما إليه وذلك بدون حتى توجد جهةٌ ما تعي جميع هذا،يا ترى؟ ألسنا نعهد ان هذا الجسد وما فيه إنما هوجزءٌ من الطبيعة وهومن مادة ويخضع أولاً وأخيراً للعمل الفيزيائي،يا ترى؟ لما وجب على جهةٍ ما حتى تعيش هذه التفاعلات الطبيعية أحاسيساً؟ ربما سيقول حتى المادة عندما تتحد بشكل معقد لتعطي ما يكاد يشبه التصميم الذكي تصبح ذات وعي، وربما سيبرهن الفهم في المستقبل عن حتى عنصراً أوأكثر من المادة هوذووعي، أي أنه ذات، وأن المادة تكشف عن وعيها وذاتيتها حالما تستقبل الإشارات الفيزيائية المناسبة، إذا كان هذا جوابه فالقضية تنتهي هنا، طبعاً نحن لا نؤمن بمادة واعية ولكن إعترافه هذا على خطأه يناقض جميع الطرح الإلحادي برمته. لماذا لا نؤمن بمادة واعية،يا ترى؟ بكل بساطة لأن المادة لا تفتأ تتغير، ولا تستقر على حال فمن أينقد يكون لها الوحدة، الوحدة للمادة لا تنوجد إلا على مستوى الكون كاملاً أوعلى الأجزاء التي لا تتجزأ منها أي المكونات الأولية، فمن أين لمجموعة أجزاء أيقد يكون لها الوحدة، ومن ثم كيف من الممكن أن لها حتى تكون صاحبة ذات محسّة؟ أعود الآن لمناقشة الفكرة بجديّةً أكبر، فبغض النظر عن دراسة من ينشأ أولاً المادة أم الوعي، يجب حتى نثبت حتى وعينا بالوعي ذاته يسبق وعينا بالمادة وإذن فالثابت عندنا هوالوعي، إذا أبطلناه نكون قد أبطلنا أي شيء يأتينا عبره. كما حتى جميع ما يمكن حتى نعهده عن الطبيعة هوفقط صورة عنها مرسومة بالأحاسيس التي نستطيع كوعي حتى ندركها، لكي أفسر أكثر أقول: عندما تلتقط حاسة البصر في جسدنا صورة قرصٍ دائريٍ لونه أحمر عندماقد يكون معرضاً لنور الشمس، لا يعني ذلك أننا إذا شرّحنا الدماغ في هذه اللحظة فسوف نجد فيه شكل القرص تماماً وأيضاً بلون أحمر بحيث حتى تفترضوا وجود صبغات في الخلايا الدماغية. لكن الأمر حتى إبصار اللون سيمثُل بطريقةٍ كيميوحيوية بناءً على مقدار تأثير الذبذبة الحاملة للون كما وللأبعاد الأخرى، الوعي فقط هومن يرى صوراً. أيضاً التأثير الذي سيعقب هذا الإبصار يفترض أن يحدث في خلايا الدماغ كإستحضار ذاكرة ما أوإنفعال ما أوأي تأثر وسيكون هذا التأثر مبنياً على الوظائف الراقية التي تتمتع بها الوحدات الدماغية المتنوعة ولكن لن تجدوا هناك أيَّ مبرر لتكون هذه العمليات مرئية عملاً كوعي لأيِّ ذاتٍ كانت! وإن كنتم تعتقدون عكس ذلك، مثلاً حتىقد يكون إحساسٌ ما منظوراً إليه من خارج كيميوحيوية الجسد ومن محيطه المادي يستطيع حتى يتدخل في هذه العمليات نفسها ويحرفها عن مسارها الحتمي،قد يكون حينئذ قد قذفنا الفهم كلّه في أيدي جنّيّين يدفع السعي لبرهان وجودهم أوعدمه قروناً من الجدل العقيم. ويقول قائل: "أنت قلت حتى وعيك مسلَّمٌ به فلم تطلب الآن البرهان؟" أقول نعم إنّ وعيي مسلَّمٌ به، ولكن تدخلَ وعيي في الواقع الفيزيائي ليس سليماً وليس مبرراً! ولا يمكن للإحساس من منظور أنه وعي حتى يزيد أوينقص أويحرك أويحول ما وقع في الطبيعة ولولموضع إلكترون واحد! وعلى هذا أقول حتى الفهم الفيزيائي لن يجد لهذا برهاناً ولن يستطيع حتى يفسر لنا سبب وعينا ومصدر ذواتنا، لن يستطيع حتى يجيبنا عن السؤال "من نحن"،يا ترى؟ ومن الذي اتى بنا إلى ما نحن عليه؟ والآن لنفند الردود المحتملة هنا، فقد يعود البعض ليقول بكل بساطةٍ "نعم ما تقوله سليم وهذا الوعي لا يعني شيئاً، ونحن نستطيع عملاً حتى نفسر جميع الظواهر الحيوية عن طريق متابعة الصيرورة الفيزيائية، وربما سيصل الفهم فيما بعد إلى ماهيته ونحن لا ندري عنه شيئاً اليوم!" ونحن نرى حتى هذا القول إنْ صدر يؤيّد ما مضىنا إليه وما سنعالجه لاحقاً بعد هذا التفنيد. وقد يقول البعض حتى المادة والوعي عالمان متوازيان يسيران مع بعضهما بتوافقٍ كامل، وأن هذا الوعي إنما يظهر حسب توضُّع المادة في الوحدات الطبيعية فيكون بسيطاً في الذرة كمثل ما تمثل الذرة وفي الجزيئة كمثل ما تمثله إلى غير ذلك في الكائن ذي الخلية الواحدة والفيروسات ويبدأ الوعي بالتعقد مع تعقد النظام المركّب طبيعياً وصولاً للإنسان، وبالتالي فكما تطورت الكائنات الحية تدريجياً حسب نموذج الإنتخاب الطبيعي فكذلك تطور وعيها تدريجياً بما يناسب. وهذا الممضى في الحقيقة ليس جديداً فقد نطق الحكماء القدماء حتى كلَّ شيئٍ في هذا الكون منفوسٌ، بمعنى أنَّ له نفساً يتمثّل فيها وتعبيرهم هذا عن النفس ليس إلّا تعبيراً عن الوعي، وتسميته بالنفس ليست تسمية صدفة وإنما عنت أنها هي باطن الواقع الفيزيائي ويكون هوظاهرها، صورتان متساويتان ومختلفتان في آنٍ معاً، متساويتان من منظور حتى الوعي يعيش صورة المادة بالتقاطه إياها كمعاني، ومختلفتان من منظور حتى المادة لا تحوي بذاتها على هذه المعاني كما حتى صيرورتها لا تتأثر بها، فلنقل إذن حتى النفس تلبس حالة المادة مسكوبةً في المعاني أوما سماه الحكماء المُثل. هل هذه المثل هي نفسها ما سماه محرر "وهم الإله" بالنماذج التي يبنيها الدماغ البشري؟، فلندرس الآن أين ينتهي عمل الدماغ. إن ما نعهده بالفهم كما ذكرنا أعلاه حتى الدماغ يستقبل الإشارات ومن المؤكد حتى نمذجة هذا الإلتقاط يفترض أن يشكّل عملاً وحدة معلومات لتوصيف هذا الجزء من الواقع الذي ألقى ذبذباته على الإنسان الملتقط. ولنفترض حتى الدماغ بعد تشكيل هذا النموذج ساقه إلى منطقة مركزية ما فيه، فإذا ما افترضنا حتى هذه المنطقة هي ذات وعي خاص بها أوحتى الوعي ليس مادياً البتة ولكنه يعيش حالة هذه المنطقة المركزية ويلبسها فالأمر سيان، وما يصح في الحديث عن تلك الحالة يصح أيضاً على الحالة الثانية. هذه المنطقة أخيراً ليس فيها إلّا مواد كيميائية حيوية وأيضاً الكثير من الإشارات الكهربية العصبية التي تتنقل وتخزن وتعالج ضمن المادة، وبالتالي تخضع للقوانين الطبيعية الحتمية وهذا آخر عمل الدماغ. فرائحة الورد وطعم التفاح واللون الأزرق وإلخ... يفترض أن تتواجد في الدماغ على شكل نماذج كهربية بذبذبات وإتجاهات وقوى متباينة. الدماغ يوفر هكذا نماذج وحتى المعقدة منها لتمثيل الأمور المركبة مثل التفكير والشعور العاطفي وإلخ... ولكنني متأكد أنكم لوقرّبْتم أنوفكم من دماغ رجل يشم وردة عابقة لن تشموا شيئاً في هذا الدماغ، لأن إحساس شم رائحة الوردة هوموجود في ذاته، حتى الإنسان لا يستطيع حتى ينقل هذا الإحساس بحقيقته إلى غيره أوحتى حتى يصفه على الورق، هويستطيع حتى يقول أنها رائحة جميلة مثل رائحة الورد ليس إلّا، فمن يسمعه وكان قد شمَّ الورد سابقاً يستحضر دماغه الإشارات (النموذج الخاص بها حسب ذكرياته) ويوصلها إلى المنطقة المركزية ولكن ليس من المدخل المخصص للحواس وإنما من الذاكرة لهذا تصبح عملية إستحضار الرائحة من حديث فكرةً في الوعي وليس إحساساً وهذا أقصى ما يستطيعه الدماغ. ومن يسمعه ولم يكن قد شم وردةً سابقاً فببساطة لن يحس بأي شيئ سوى حتى رائحةً ما قد تم شمها من قبل صاحبه. الدماغ يركب النماذج نعم هذا واضح، ولكن لوإطلعتم على هذه النماذج لن تروا فيها أحاسيسكم كما تحسونها، وما قصده الحكماء عن المثل فهي عالم المعاني التي في ذاتها وهي المعاني التي يهجرب منها وعي الإنسان بالتوازي مع النماذج التي يشكلها الدماغ، هي الروائح كما نشمها وعناصر الصور كما نراها وعناصر الأصوات كما نسمعها وإلخ...إنما أردت حتى أذكر هذا فقط للتأكيد على حتى ما فهمه د. ريتشارد عن درجة تطور الدماغ بما يكفيه لهجريب النماذج سليم وواقعي، ولكن لا يفسر لي لما يجب عليَّ حتى أشم وأسمع وأرى وأفكر وببساطة مجملة حتى أحيا ما دامت فيزياء الجسد كافيةً لتفسير جميع الأنشطة البسيطة والمعقدة التي يقوم بها. وأعود للنقطة التي قد تستثار من قبل البعض بعد جميع ما أوردته أعلاه، فيقول أحدهم:"أنت إذن تنفي معنى حريتنا وقدرتنا على الإختيار! وهذا شيءٌ أيضاً واقعي ونحس به تماماً كما نرى ونسمع!"، أقول من حديث الجسد بكل حيثياته هومادي وفيزيائي وهوجزءٌ من الكون المادي ومن يدرك هذه الحقيقة يعهد أنه لا يوجد معنى لحدثة حرية وإختيار مهما كان إحساسك بهذه الحرية قوياً، أؤكد على ذلك من منظورنا لأنفسنا كأجساد، والشعور بالتدبر والحرية والإختيار ما هي إلّا إلتقاطٌ مباشر لعمليات معقدة جداً ومدفوعة بأسباب خارجة عن وعينا وتنتمي إلى العالم الفيزيائي ولكن هذا كله كما رائحة الورد نلتقطه عبر المثل وهذه المثل هي التي تعطينا الشعور النهائي الذي نحياه، نعم لولا مدنا بهذه المثل ونستطيع حتى نسميها بحق الحياة ولمن شاء أيضاً الروح وأيضاً بعضهم أسماها الوجود، أقول لولا ربطنا بهذه الروح لعملت الأجساد جميع ما تعمله كما تعهدونه الآن ولبنت الحضارات وأعقد التقنيات ونظمت العلاقات والبنى الإجتماعية والسياسية والفنية والرياضية والثقافية وكل شيءٍ دون حتى يعيها أحد. قد يقول أحدهم "ها أنت تنكر الإله بقولك هذا دون حتى تدري فأنت تنكر من يعي هذه الدنيا إذا لم يوجد البشر! سأرد حتى لا يا سيدي أنا أدري ما أقول وأفهم ما مضىت إليه ولم يختلط الأمر عليَّ بعد. ولنأت الآن بعد جميع ما تقدّم لنتعهد على أنفسنا أكثر: الجسد يستطيع حتى يوجد وأن يقوم بكل ما يقوم به دون حتى نعيه نحن وهذا تضمنه له الطبيعة الفيزيائية المادية، ونحن عندما نعي ونحيا حالة الجسد إنما وجودنا هذا شيءٌ زائدٌ، بمعنى آخر هوفيضٌ بما تعنيه هذه الحدثة لغوياً، ونحن من حيث أننا وعيٌ لا نملك أي قدرة عملية على تغيير أيِّ شيء في العالم الفيزيائي أي الطبيعة ، الواحد منا يلبس الجسد وحالاته كاملةً وهومضافٌ إليه، بمعنى آخر نحن مسجونون في أجسادنا، ومصلوبون عليها ومن كانت له أذنان فليسمع. وعينا هووعي اللبس والسجن والصلب، ونحن لسنا شركاءَ في الخلق الذي ترونه وتحسونه وتعيشونه، نحن فقط شهداءٌ عليه، فهل من يُخلق هوكمن يَخلق،يا ترى؟ وهل تتصورون حتى الخالق يعهد الأمور بنفس طريقة وعينا،يا ترى؟ وهل تعتقدون حتى الإله الحق ينتظر من يمده بحبل المثل لكي يعيش،يا ترى؟ إنما المعاني هي من روحه وهي التي تعطينا شعور الحياة والوجود. فكيف تقيّمون الوضع الآن،يا ترى؟ هل ما زلتم تريدون إلهاً يعي مثل وعينا العاجز،يا ترى؟ هكذا إله لا ينفع ولا يضر!، إنما فهم الإله الحق هي فهمٌ فاعلة، هي ما صار ويصير وسوف يصير عملاً، وما نفوسكم إلّا أسرى للأقدار التي قُدِّرت عليها. والآن إذا عدنا إلى الهدف الذي أراد المحرر حتى يثبته من خلال مؤلفه، والذي ذكرته أعلاه مشروحاً ما أراد حتى يقول من خلاله، وآخذا بعين الإعتبار ما قد تم سوقه في التحليل السابق لوضع الوجود الإنساني من منظوره كوعي، أرى حتى إنادىء المحرر يمكن إختصاره بما يلي: إن جهةً ما تقبض على منطقيد جميع شيء عبر قوانينها الأزلية، وهي بالحق الملازم لها تأسر ذواتنا (مع حتى هذه الذوات ما زالت غير معروفة لنا أقصد فهمياً وهي لن تُعهد بالفهم الفيزيائي أزلياً) في أجسادٍ هي صنعتها وهي تسيِّرُ صيرورتها بالقوانين الطبيعية، وتزودنا بمعانيها لتشكل وعينا الملازم والموازي للمادة وبهذا تكون قد أعطتنا الحياة والفهم، وهذا كله دون حتى تكون هذه الجهة عارفة بما تعمل، ومن ثم هي ليست إلهاً. ومما يدعم المحرر رأيه به حتى هذا الخلق المركب أتى على مراحل تطورية مديدة عبر الزمن، وكأن الألوهة يجب حتى تقترن بالسحر لتكون ألوهةً حقة وعارفة!، لأن الإنسان للأسف خلط بين الحق والباطل في وعيه، فإذا بهذا الوعي تارةً يصدق على ما يحصل وطوراً لا يصدق، ولكن الإنسان إعتبر حتى وعيه هذا هوالفهم، ويريد حتى يسقطها على الإله ويفترض بالإله حتى يفكر مثله بذهن مشوش بين الحقائق والخيالات لكي يعتبره عارفاً، نعود لنقول حتى لا فرق بين فهم الله وبين الحقيقة الأزلية والحقيقة الصائرة أي الحق ثابتاً ومكوناً في المكان والزمان، إذا ما نلتقطه، جميع فرد على حدة، هوجزء من صورة ظلية لفهم الله.

ثم يقوم المحرر بإنادىء ضمني مفاده حتى الأديان تقول حتى المخلوقات الحية هي الغرض والهدف من إنشاء الكون فلما لم يخلقها مباشرةً كما نعهدها دون مراحل تطورية عشوائية لوكان عارفاً لما يعمل،يا ترى؟ ولا ينتبه هنا أنه ببساطة يصادر غايات الإله من خلق الكون ومن ثم يحاسبه على معهدته القاصرة تلك، وما العشوائية إلا في أذهاننا نحن البشر، لأننا اكتشفنا أنه قد وجدت في الكون إضافات غير ذات فائدة من منظور معهدتنا القاصرة.

وقد يقول أحدهم أنه ما دامت معهدتنا ناسيرة فكيف نتعهد على الإله الذي تصفه لنا، فليس لنا سبيل إذاً للوصول إلى حكمته، وما رفضنا للإله وللأديان إلّا لقلة الإستدلالات وعدم كفايتها، وعلى هذا يجب على هكذا إله وإن عثر حتى لا يتعامل معنا على أننا مسؤولون عما لا نعهده. على هذا أرد، حتى ليس شرطاً حتى يدرك الإنسان الفهم الكاملة ليكون متأكداً أنه موجود، بمعنى الوجود الذي شرحته أعلاه، ولا الإنسان مضطرٌ ليختزل الحقائق ليهرب من الأسئلة فإذا به يلغي البديهيات فقط ليحرر ذهنه من سبب وجوده، مختصراً الموضوع بأن وعيه مستمدٌ من المادة ورامياً نفسه في مستنقع الأوهام، يجب على الإنسان حتى يقابل حقيقته وشرط وجوده وأن ينطلق من إيمانه بنفسه، فالمسؤولية المذكورة في الفقرة السابقة هي أولاً مسؤولية أمام النفس ذاتها، بأن تعود إلى جوانيتها، إلى أصلها، إلى منبعها، ساعتئذ ستلقى سببها، وستعهد قيمة ذاتها ومقامها والسبيل إلى ربها.

تاريخ النشر: 2020-06-04 11:53:18
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

برلين تعلن عن تخصيص 200 مليار يورو لتحديد سقف لأسعار الطاقة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:15:25
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 47%

الهواتف المحمولة في أوروبا مهددة بالتوقف عن الخدمة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:15:23
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 39%

إسرائيل ولبنان: محادثات غاز المتوسط بين الطرفين على حافة الخطر

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:16:25
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 89%

ألمانيا تخصص 200 مليار يورو لدعم مستهلكي الغاز

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:15:27
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 43%

بريست يفسخ عقد الجزائري يوسف بلايلي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:15:24
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 40%

عدد ضحايا إعصار "إيان" في الولايات المتحدة يصل إلى 14 شخصا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:16:41
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 86%

إيران ترد على وزيرة التعاون الدولي الإماراتية في بيان حاد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:16:36
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 92%

بوتين يوقع مرسوم اعتراف باستقلال مقاطعتي خيرسون وزابوروجيه

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:16:47
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 89%

مصر تسترد تابوتا فرعونيا من الولايات المتحدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:16:40
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 86%

بايدن يعترف بسيادة دولتين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:16:38
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 100%

الأمم المتحدة: إيجاد حل توافقي لقضية قبرص غير مرجح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-30 03:16:42
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 87%

تحميل تطبيق المنصة العربية