الحرب العثمانية المملوكية (1516-1517)

عودة للموسوعة

الحرب العثمانية المملوكية (1516-1517)

الحرب العثمانية المملوكية
(1516–1517)
جزء من الحروب العثمانية في الشرق الأدنى

خريطة الدولة العثمانية لعام 1602، تعديل عن نسخة عام 1570.
التاريخ 1516-1517
المسقط
الأناضول، سوريا، مصر
النتيجة فوز العثمانيين، سقوط سلطنة المماليك
الخصوم
الدولة العثمانية سلطنة المماليك
القادة والزعماء
سليم الأول
سنان باشا
الأشرف قانصوه الغوري
طومان باي الثاني

الحرب العثمانية المملوكية 1516–1517، كان نزاع بين سلطنة المماليك المصرية والدولة العثمانية، والذي انتهى بسقوط سلطنة المماليك وإعلان سوريا، مصر وشبه الجزيرة العربية ولايات عثمانية. غيرت الحرب الدولة العثمانية من مملكة على هامش الأراضي الإسلامية، وخاصة تلك التي تقع في الأناضول والبلقان، إلى امبراطورية شاسعة تضم الأراضي الإسلامية التقليدية، والتي تضم الأماكن الإسلامية التاريخية في مكة، القاهرة، دمشق وحلب. واستمر مركز الحكم في القسطنطينية.

خلفية

استمرت الخصومة بين العثمانيين والمماليك لفترة طويلة، حيث حاولت جميع منهما السيطرة على طريق التوابل، وفي النهاية طمحت الدولة العثمانية في السيطرة على المدن الإسلامية المقدسة. وانتهى النزاع السابق (1485–1491) إلى طريق مسدود.

كان السلطان العثماني سليم الأول قد هزم انتهى من هزيمة الفرس في معركة چالديران عام 1514. ثم أعاد حشد جيوشه ضد المماليك، الذين كانوا يحكمون سوريا ومصر، لاستكمال الفتح العثماني للشرق الأوسط.


العمليات العسكرية

سلاح الفرسان المملوكي، ح. 1550. متحف الجيش

تضمنت الحرب عدة معارك. وكان تشكيل الجيش المملوكي أكثر تقليدية، وكان يتكون بصفة رئيسية من سلاح الفرسان المسلحون بالأقواس والسهام، وكان الجيش العثماني وخاصة الإنكشارية، أكثر حداثة، باستخدامهم القربينة، بندقية حديثة الطراز في ذلك الوقت. وكان المماليك يفخرون بتنطقيدهم ويعزفون عن استخدام الأسلحة النارية.

العمليات في بلاد الشام (1516)

كان ديار بكر جنوب شرق الأناضول، هي أول مدينة يستولي عليها العثمانيون.. وكانت معركة مرج دابق (24 أغسطس 1516) الحاسمة، والتي قُتل فيها الحاكم المملوكي قانصوه الغوري.. وكانت أعداد العثمانيين تفوق المماليك بثلاثة أضعاف. بعد هذه المعركة أصبحت سوريا تحت الحكم العثماني.

سقطت معركة خان يونس بالقرب من غزة عام 1516 وهُزم فيها المماليك للمرة الثانية.

العمليات في مصر (1517)

Ottoman volley gun withتسعة barrels, early 16th century

بعد وفاة قانصوه الغوري، تولى طومان باي سلطنة المماليك، وقام بتجنيد أعداد كبيرة من القوات من مختلف الطبقات الاجتماعية والبدو، وحاول تسليح جيشه ببعض المدافع والأسلحة النارية ولكنها ظلت حتى اللحظات الأخيرة على نطاق محدود. في النهاية، على أبواب القاهرة، سقطة معركة الريدانية (24 يناير 1517) التي قُتل فيها القائد العثماني سنان باشا. في هذه المعركة، حدثت اللقاءة بين سليم الأول مع طومان باي. أصبحت التسليحات التي أدخلها طومان باي على جيشه عديمة الفائدة، بعدما تمكن العثمانيون من مهاجمة خلفية الجيش المملوكي. في النهاية قُتل طومان باي وعلقت رأسه على أبواب القاهرة.

كانت الحملة مدعمة بأسطول من 100 سفينة كانت تقوم بإمداد القوات أثناء حملته في الجنوب.

في الأيام التالية، قام العثمانيون بإسقاط ونهب القاهرة.. وعرض شريف مكة على العثمانيين، وضع المدن المقدسة في مكة والمدينة المنورة تحت الحكم العثماني. امتد النفوذ العثماني إلى أقصى الجنوب، وصولاً إلى البحر الأحمر، وعلى الرغم من ذلك فقد ظلت اليمن منفصلة.

نهب مصر

بدأت عملية نهب مصر فور دخول سليم الأول القاهرة يوم الإتنين 26 يناير 1517. هجمت قواته على المنازل وطردت أصحابها ليسكنوا فيها، وهجموا على الجوامع واقتحموا الجامع الأزهر، وجامع أحمد بن طولون ومدارس القاهرة وأضرموا النيران في بعضها، وقاموا بقتل الكثير من الأهالي الذين امتلئت بجثثهم شوارع القاهرة ومصر القديمة، ويقدر عددهم بحوالي 10.000 شخص. نهب العثمانيين الغلال لإطعام خيولهم، ودخلوالقرى وسرقوا مواشي وطيور الفلاحين. ويحكي ابن إياس، الذي عاصر الأحداث، حتى العساكر العثمانيين كانوا جوعى وشرهين، وكانوا خشني الطباع وقليلي الدين، وكانوا غير منظمين ، وأنهم كانوا يوقفون الناس في الشوارع ويقايضون الأفراد على حياتهم لقاء مبالغ مالية يحددوها، وأضاف: وأصارت أهل مصر تحت أسرهم" وإن "انفتح للعثمانيين كنوز الأرض بمصر من نهب قماش وسلاح وبغال وعبيد وغير ذلك من جميع شيء فاخر، واحتووا على أموال وقماش ما فرحوا بها قط في بلادهم، ولا أستاذهم الكبير" . وفك العثمانيون رخام قاعات القلعة وبيوت القاهرة ونهبوا الخط والمخطوطات الموجودة في المدارس، وقبضوا على الصناع والحرفيين والتجار والموظفين وفيرهم، مسلمين ومسيحيين، وعدد من أعيان مصر ومشايخها وفقهائها، ورحلوهم إلى الإسكندرية، ونقلوهم بالمراكب إلى أنطاليا ومن هناك إلى القسطنطينية. غرقت بعض المراكب في الطريق، وكان منها مركب محمل ب400 مصري من بينهم جماعة من أعيان مصر. يقول ابن إياس عن هذا الموضوع: " ولم تقاس أهل مصر شدة من قديم الزمان أعظم من هذه الشدة، ولا سمعت بمثلها في التواريخ القديمة ". في إسطنبول كان شاويشيتهم يحتالوا على مصريين من الذين أسروهم ونقلوهم إلى هناك ويقولون لهم أنهم سيهربونهم إلى مصر سراً وكانوا يأخذونهم وفي الطريق يسرقون أموالاهم وحاجاتهم ويقتلونهم ولا يبقى لهم أثراً. وقد عملوا مثل ذلك بكثير من أهل مصر ممن كان بإسطنبول" .

ظل سليم الأول في مصر حوالي 18 شهراً، وقضى تلك الفترة في ملذاته من استهلك الخمر ومعايشة الغلمان المرد، على حد قول ابن إياس، وفي النهاية، جمع العثمانيون عدد كبير من سكان القاهرة وربطوهم بالحبال من أعناقهم وساقوهم قسراً ليقوموبسحب المكاحل النحاسية (المدافع)، التي كانت موجودة في قلعة الجبل، ليضعوها على مراكب في النيل لنقلها إلى إسطنبول. عين سليم الأول خاير بك نائب لهم في مصر، في أغسطس 1517، وفي سبتمبر خرج سليم الأول من بيت ابن السلطان قايتباي وهويلبس قفطان أحمر في موكب تقدمه خاير بك والأمراء والعساكر العثمانيين ومضى للشام. وينطق أنه خرج من مصر ومعه ألف جمل محملين بالمضى والفضة والتحف والرخام ومنهوبات كثيرة جمعها في فترة إقامته بالقاهرة.

كان الخليفة العباسي المتوكل على الله وعائلته ممن نُقلوا للقسطنطينية، وسلب العثمانين منه الآثار النبوية، وهي البيرق، والسيف والبردة، ومفاتيح الحرمين الشرفين ونقلوهم إلى القسطنطينية مع بقية المسروقات. بقنل الحرفيين والصناع من مصر قلت المصنوعات وينطق أنه قد اخفت 50 صنعة.


الفتوحات العثمانية

Ottoman helmet, with markings of Saint-Irene arsenal, Constantinople, c. 1520, Musée de l'Armée

ظلت الثقافة والتنظيم الاجتماعي المملوكي قائماً على المستوى الاقليمي، واستمر توظيف وتعليم الجنود الماليك، لكن كان حرس الحاكم العثماني في مصر من المسلحين العثمانيين. وضع سقوط سلطنة المماليك نهاية للحرب البحرية الپرتغالية المملوكية، وتولى العثمانيون محاولة إيقاف التوسع الپرتغالي في المحيط الهندي.

مهد فتح سلطنة المماليك الطريق لفتح العثمانيين للأراضي الأفريقية. في القرن 16، توسع النفوذ العثماني غرب القاهرة، وعلى طول سواحل شمال أفريقيا. أسس القائد العثماني خير الدين بربروس قاعدة في الجزائر، وقام في وقت لاحق بفتح تونس عام 1534.

ظلت القاهرة في أيدي العثمانيين حتى الغزوالفرنسي لمصر عام 1798، عندما إدعى ناپليون الأول أنه قام بالقضاء على المماليك.

انظر أيضاً

  • الحرب العثمانية المملوكية (1485–1491)
  • الحروب العثمانية في الشرق الأدنى
  • تاريخ مصر العثمانية

المصادر

  1. ^ by Tony Jaques xxxiv
  2. ^
  3. ^
  4. ^ by Joan D. Barghusen, Bob Moulder p.41
  5. ^ by Kenneth Warren Chase p.104
  6. ^
  7. ^ by Martijn Theodoor Houtsma p.432
  8. ^ by Palmira Johnson Brummett p.110
  9. ^ ابن إياس، 208/ج5
  10. ^ ابن إياس، 151/ج5
  11. ^ ابن إياس، 404/ج5
  12. ^ by Caroline Williams p.6
  13. ^ by André Raymond p.189
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:05:35
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, حروب الدولة العثمانية, حروب المماليك, تاريخ الشرق الأوسط, عقد 1510 في آسيا, القرن 16 في أفريقيا, القرن 16 في الدولة العثمانية, نزاعاات 1516, نزاعات 1517

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

محمد بن زايد يهنئ ماكرون بإعادة انتخابه رئيساً لفرنسا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:20:58
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

«مياه سوهاج» تكشف تفاصيل حادث انفجار أسطوانة كلور

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

الفرنسيون يعيدون انتخاب إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية ثانية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:06
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 67%

رغم فوز ماكرون .. لوبان: النتائج تقول أن الفرنسيين ممتعضون منه !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:20:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

ويل سميث يصل الى الهند طلباً لـ "الشفاء العميق" مما حلّ به !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:20:59
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

"وينرز" تعلن مقاطعة مباراة الوداد بالدوري الاحترافي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:07
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

تارا عماد: لم أتردد لحظة فى الموافقة على «Suits بالعربى»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

مصرع وإصابة 7 فى انفجار أسطوانة كلور بشركة مياه سوهاج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:04
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

بنك المغرب: سعر صرف الدرهم شبه مستقر مقابل الأورو والدولار

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:07
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

مصرع عائلة مصرية من 5 أشخاص في حادث سير على طريق سوهاج

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:02
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

كيني يعتزم الزواج من ثلاث شقيقات معاً: "أفعل ذلك لأنني أكره الخيانة" !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:04
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

الفرنسيون يحسمون أمرهم : ماكرون رئيساً لولاية ثانية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:00
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

بلماضي باق لتدريب الجزائر

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:20:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

تي بي مازيمبي يُخرج بيراميدز من كأس الكونفدرالية

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:20:48
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

نجل مارادونا: ميسي أفضل إنسان لعب الكرة.. أبي لم يكن إنسانًا

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:20:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

فهد بريّ يهاجم شرطياً ويثير الذعر في مدينة إيرانية قبل مقتله برصاصتين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:20:57
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

«حدائق الحيوان» تستعد لشم النسيم بعروض الحيوانات والزواحف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-24 21:21:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية