بلينهايم

عودة للموسوعة

بلينهايم

معركة بلينهايم 1704 تعدّ معركة بلينهايم أبرز معارك حرب الوراثة الإسبانية التي امتدت بين عامي 1701 ـ 1714 ، وكان طرفاها الرئيسان : • فرنسا وإسبانيا من جهة . • دول الحلفاء (إنكلترا ـ الأنطقيم المتحدة [هولاندا] ـ الدنمارك ـ الإمبراطورية الجرمانية [النمسة وهنغاريا والإمارات الألمانية] ) من جهة أخرى . • بينما انضمت جميع من (إمارة بافاريا وهنغاريا) إلى فرنسا و(البرتغال) إلى الحلفاء خلال الحرب .

أسباب الحرب :

السبب المباشر : الخلاف الأوربي على وراثة عرش إسبانيا واقتسام الأملاك الخاصة بالملك الإسباني شارل الثاني في الخارج ، حيث لم يرزق الملك الإسباني بأي أبناء ولم يكن له أي أخ ذكر ، بينما تزوجت أختاه من جميع من لويس الرابع عشر ملك فرنسا ، وليوبولد الأول الإمبراطور الجرماني ، ولم يتبق من ثمار زواج أخته الأولى إلا حفيدها فيليب دوق أنجو، بينما أنجبت أخته الثانية من الإمبراطور ليوبولد الأول ، شارل ـ هبسبورغ أرشيدوق النمسا ، كان هذان الأميران بالإضافة إلى أمير مقاطعة بافاريا جوزيف فرديناند الذي يمت بصلة القرابة للعائلة المالكة الإسبانية ، المرشحين الأوفر حظا ً لخلافة الملك الإسباني شارل الثاني .

في سنة 1698 اتفق وليم أورانج ملك الأنطقيم المتحدة (هولندا) وإنكلترا (منذ العام 1688)مع الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ، على دعم ترشيح جوزيف فرديناند أمير بافاريا لوراثة العرش الإسباني ، على حتى يتخلى لمرشح فرنسا فيليب دوق أنجوعن الممتلكات الإسبانية في إيطاليا ، هذه ـ الصفقة ـ إذا صحّ القول لم ترض الإمبراطور ليوبولد الأول بسبب استبعاد مرشحه شارل ـ هبسبورغ أرشيدوق النمسا ، كما عارضها الرأي العام الإنكليزي الذي عثر حتى فرنسا حصلت من خلالها على بوابة واسعة لها على أسواق الشرق عبر إيطاليا .

في بداية سنة 1699 توفي بشكل غير متسقط جوزيف فرديناند أمير بافاريا المرشح لوراثة الملك الإسباني شارل الثاني مما استوجب عقد صفقة أخرى بين القوى المتنوعة ، فتم التوافق على أرشيدوق النمسا شارل ـ هبسبورغ ، إلا حتى لويس الرابع عشر استطاع بشكل سري إقناع الملك الإسباني شارل الثاني قبيل وفاته سنة 1700 بكتابة تعهد ـ على شكل وصيّة ـ بالتنازل عن كافة ممتلكاته لمرشح فرنسا فيليب دوق أنجو، الأمر الذي أدى بعد وفاته إلى شعور عام بالحنق على فرنسا ، وزاد الطين بلة حتى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر بعدما قام بدعم حفيده ونصبه وفقا ًلوصية الملك الإسباني الراحل على عرش إسبانيا باسم فيليب الخامس أعرب مباشرة اعترافه بحقوق حفيده في تولي عرش فرنسا أيضا ً ملمحا ً بذلك لاتحاد التاجين الفرنسي والإسباني ، ومثل هذا الإعلان كان بمثابة إعلان حرب كونه يخلّ بالتوازن الأوروبي .

الأسباب غير المباشرة :

ـ سياسيا ً : عكس الصراع بين أسرتي هبسبورغ وبوربون أدوارا ً طويلة من تاريخ أوربا الحديث ، حيث حكمت الأسرة الأولى بشكل رئيسي الإمبراطورية الجرمانية المقدسة التي ورثت الثقل التاريخي للإمبراطورية الرومانية في أوربا ، كما حكمت إسبانيا لفترة لا بأس بها أيضا ً ، فلما انتقل حكم إسبانيا لأحد أفراد أسرة بوربون ـ التي ينتمي لها ملوك فرنسا ـ وجه ذلك صفعة للجهود التي بذلها خلفاء الإمبراطور شارل الخامس من آل هبسبورغ للحفاظ على وحدة الإمبراطورية التي ضمت النمسة وهنغارية وألمانية وإيطالية والأراضي المنخفضة (هولندا وبلجيكا واللوكسمبورغ حاليا ً) وإسبانيا في عهد جدهم .

من جهة أخرى كان اعتراف لويس الرابع عشر بأحقية الأمير جيمس الثالث ابن الملك الإنكليزي المخلوع جيمس الثاني بالعرش الإنكليزي بعد وفاة والده سنة 1701 ، استفزازا ً واضحا ً لمشاعر الإنكليز وخاصة البروتستانت منهم الذين لاقوا كافة أنواع الاضطهاد والتصفية في ظل حكم الملك جيمس الثاني الكاثوليكي النزعة ، فغدا الرأي العام الإنكليزي يحرّض عبر الصحافة على الحرب الأمر الذي حدا بالملك وليم أورانج إلى تفعيل الحلف مع الإمبراطورية الجرمانية ضد فرنسا ، لكنه توفي سنة 1702 فاختيرت الأميرة آن البروتستانتية ابنة الملك جيمس الثاني وزوجة الأمير جورج الدنماركي ملكة على البلاد ، فما لبثت الأخيرة حتى أعربت الحرب على فرنسا .

ـ اقتصاديا ً :لعب العامل الاقتصادي دورا ً كبيرا ً في اندلاع حرب الوراثة الإسبانية ، حيث مارست فرنسا قيودا ً شديدة على التجارة الإنكليزية داخل أراضيها ، بينما ازداد التنافس على واردات المستعمرات في آسيا وإفريقيا والأمريكيتين ، وأصبح من الواضح حتى فرنسا ستضع يدها على المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية بعد تنصيب فيليب الخامس حفيد لويس الرابع عشر ملكا ً على إسبانيا ، ولم يطل الأمر حتى باشرت فرنسا اتخاذ إجراءات تؤكد هذه السيطرة ، ففرضت رقابة على تجارة الرقيق مع المستعمرات الإسبانية وقننتها بالموافقة لإنكلترا على إرسال سفينة واحدة في العام ، هذا الأمر هدد كلا ً من إنكلترا وهولندا بخسارة أسواقها خارج أوربا .

ـ دينيا ً : شهد القرن السابع عشر صراعا ً دمويا ً بين البابوية الكاثوليكية والحركة الإصلاحية البروتستانتية ، وامتاز بالحروب الدينية المتتالية إلا حتى اعتناق بعض الأسر المالكة الأوربية للبروتستانتية رسّخ نوعا ً من التوازن الديني داخل أوربا ، لكنه أصبح من الواضح حتى فرنسا لويس الرابع عشر بسيطرتها على إسبانيا استطاعت توحيد الجبهة الكاثوليكية ، واستعدت لسلب البروتستانتية مكاسبها الأخيرة ، خاصة إنكلترا التي خلعت ملكها الكاثوليكي جيمس الثاني على يد صهره وليم أورانج البروتستانتي ملك الأنطقيم المتحدة (هولندا) سنة 1688 ، إلا حتى هذا العامل يبقى ثانويا ً إذا ما قورن ببقية مسببات الحرب .

أهمية بلينهايم :لم تكن المعركة التي جرت قرب قرية بلينهايم على نهر الدانوب ـ إحدى قرى بافاريا جنوب ألمانيا ـ الوحيدة من حيث الحجم وعديد القوات خلال حرب الوراثة الإسبانية ، بل إذا الكثير من معارك هذه الحرب كانت أضخم وأشرس ، إلا حتى أيا ً منها لم يهجر نتائج مباشرة على مجريات الحرب كما عملت معركة بلينهايم . حيث شهدت سنة 1703 انضمام إمارة بافاريا إحدى أركان الإمبراطورية الجرمانية لمعسكر فرنسا وذلك لتجاوز الإمبراطور لأميرها وعدم تعيينه قائدا ً أعلى للقوات ، كما اندلعت ثورة كبيرة في هنغاريا على حكم الإمبراطور الجرماني الأمر الذي هدد عاصمة الإمبراطورية فيينا ، وعملت فرنسا بمساعدة حليفها الالكتر (المستشار) ماكس أمانويل أمير بافاريا على الزحف نحوفيينا ودعم الثورة الهنغارية لفرض التسوية على الإمبراطور ليوبولد الأول وإخراجه من الحرب ، بما يؤدي تلقائيا ً إلى تصدّع الحلف المعادي لفرنسا . كانت إنكلترا تراقب بعين الحذر التطورات على جبهة الدانوب ـ بافاريا ، في الوقت الذي كان فيه الإنكليزي جون تشرشل دوق مارلبوروالقائد العام لقوات الحلف يحرز بعض التقدم في إقليم الفلاندر في الشمال الأوربي ، إلا حتى الضغوط القوية التي مارسها سفير الحلفاء في لندن (فراتيسلو) أجبرت دوق مارلبوروعلى العمل لنجدة حلفائه على جبهة الدانوب ـ بافاريا فكانت معركة بلينهايم ضرورة قصوى لإنقاذ فيينا وبالتالي إنقاذ التحالف ، والاستمرار في النضال ضد سياسات لويس الرابع عشر .

الطريق إلى بلينهايم :

ـ جيش الحلفاء : أبدى القائد الإنكليزي دوق مارلبورومهارة عسكرية وإدارية كبيرة قبيل معركة بلينهايم ، حيث كان عليه حتى يقابل الكثير من المعوقات التي تمثلت بـ : ـ قيادة جيش متعدد الجنسيات فيه الألمان والإنكليز والهولنديون والدنماركيون وغيرهم من الجنود والفرسان المرتزقة وما يشوب مثل هذه الجيوش من مشاعر الحسد والكره وعدم الانضباط في صفوفها . ـ إذا تحركه نحوالدانوب وهجره لجبهة الفلاندر يفترض أن يجعل الأنطقيم المتحدة (هولندا)مكشوفة أمام الفرنسيين ، فكان عليه التحرك سرا ً أوحتى يرغم الفرنسيين على مجاراته في تحركه . ـ التحرك من شمال القارة الأوربية نحووسطها وهي مسافة طويلة يتخللها نهرا (الموزل) و(الراين) وتحرسها الجيوش الفرنسية .

تغلب دوق مارلبوروعلى تلك المعوقات بما تحلى به من صفات قيادية وإدارية وعسكرية ، حيث أخفى وجهة حملته الحقيقية وصرّح أمام حلفائه الهولنديين حتى تحرّكه لن يتعدى حدود نهر الموزل وبذلك أزال مخاوفهم من فراغ جبهتهم من القوات الكافية للقاءة أي هجوم فرنسي محتمل ، كما ضلل جواسيس فرنسا عن هدف مسيره ، أما على الصعيد الإداري فقد تميز بالاستعدادات المسبقة بداية من تنظيم المستونادىت وتأمين الامدادات ، ونهاية بتنظيم مخيمات الإقامة خلال فترة المسير . ولقد سهل ذلك كثيرا ً من مهمة دوق مارلبوروالذي فرض على قادته احترام السكان وعدم التعرض لهم ، ودفع ثمن جميع ما يتم شراؤه فورا ً (وبالعملة المضىية) وفرض على جنوده تدابير انضباطية صارمة ، فأقام بذلك أفضل العلاقات مع سكان البلاد الذين أخذوا بدورهم في تقديم جميع مساعدة لجيشه ، وعندما عبرت قواته نهري الموزل والراين كان هناك جسران من القوارب أعدّا مسبقا ًونظما لتأمين عملية العبور ، ولابد من الإشارة حتى جيش الحلفاء المقدّر عدده بـ 40 ألف مقاتل انطلق من مدينة بدبورغ في الأنطقيم المتحدة (هولندا) في 19/أيار(مايو)/1704 ووصل مدينة (غروس هيباك) قرب نهر الدانوب في 14/حزيران(يونيو)/1704 حيث التقى الأمير أوجين (أميرسافوي ورئيس مجلس الحرب الإمبراطوري) وأمير (بادن) قاطعا ً بذلك مسافة 250 ميلا ً .

تم الاتفاق بين القادة الثلاثة على حتى يتوجه الأمير أوجين بجيش قوامه 30 ألف نحونهر الراين بمناورة لمنع تقدم القائد الفرنسي فيللروا قائد جبهة الألزاس باتجاه إقليم بافاريا ، على حتى يقوم جميع من دوق مارلبورووأمير بادن بنحو70 ألف مقاتل بغزوبافاريا لإجبار حاكمها الالكتر على التخلي عن ولائه لفرنسا ، ومالبث القائدان حتى سيطرا على تلال شلنبرغ وقلعة دونوورث الاستراتيجية التي تتحكم بطرق المنطقة يوم 2/تموز(يوليو)/1704 بعد لقاءة قصيرة إلا أنها دامية بما شكل مقدمة لمعركة بلينهايم .

ـ الجيش الفرنسي : كانت القوات الفرنسية قد انتشرت في إقليم بافاريا منذ عام 1703 واستطاعت بمساعدة حاكمه الالكتر من هزيمة الجيش النمساوي (الإمبراطوري) في معركة هوشست الأمر الذي فتح الطريق نحوالعاصمة فيينا ، إلا حتى تردد الحاكم البافاري وتراخي القيادة الفرنسية أضاع هذا النجاح ، وعند انطلاق حملة دوق مارلبوروعلى جبهة الدانوب ـ بافاريا سنة 1704 كانت القوات الفرنسية في الإقليم تحت قيادة الماريشال (مارسان) ، الذي انتظر والحاكم الالكتر في مدينة (أوغسبورغ)قوات الدعم بقيادة الماريشال (تالارد) التي بدأت اجتياز ممرات الغابة السوداء يوم 16/تموز(يوليو)/1704 بصعوبة كبيرة بسبب وقوعها في أراضي أمير بادن فلم تصل مدينة (أولم) على الطرف الآخر من الغابة حتى يوم 29/تموز(يوليو)/1704 بينما لم تنضم إلى تجمع قوات (الالكتر ومارسان) في (أوغسبورغ) حتى يوم 5/آب(أغسطس)/1704 ، في الوقت نفسه كان الماريشال الفرنسي فيللروا يقود جيشه عبر نهر الموزل احترازا ً لتحرك جيش دوق مارلبوروالمريب والمحير بالنسبة للفرنسيين ، حيث فوجئوا بظهوره عند نهر الدانوب ، كما حتى مناورة الأمير أوجين أرغمت الماريشال فيللروا على الثبات في مسقطه مدينة (استراسبورغ) في الألزاس وعدم الانضمام إلى (تالارد) و(مارسان) و(الالكتر) ، بينما انسحب الأمير أوجين موهما ً خصمه أنه باق ٍ في مواقعه ، وبذلك فقد الفرنسيون جهود الماريشال فيللروا في معركتهم المرتقبة مع الحلفاء .

في صباح 5/آب/1704 أصبح تعداد الجيش الفرنسي ـ البافاري المتجمّع في أوغسبورغ يبلغ ما بين 56 ألف إلى 60 ألف مقاتل مدعومين بـ 90 مدفع ، في الوقت الذي قاد فيه أمير بادن 15 ألف مقاتل لحصار اينغولستادت وكانت هذه رغبة جميع من دوق مارلبورووالأمير أوجين بإبعاد أمير بادن عن مسرح عملياتهما بسبب الفتور الذي أبداه اتجاه خطتهما ، ورغبته بالاحتفاظ بالقيادة العامة كونه القائد العام لقوات الحلفاء على جبهة الدانوب ، وأصبح تعداد جيش الحلفاء قبيل معركة بلينهايم حوالي 52 ألف مقاتل مدعومين بـ 52 مدفعا ً.

تحرك الجيش الفرنسي ـ البافاري باتجاه الشمال بقيادة الماريشال تالارد يوم 10/آب(أغسطس)/1704 وعبر نهر الدانوب مهددا ً بذلك خطوط مواصلات جيش الحلفاء ، فما كان من دوق مارلبورووالأمير أوجين إلا حتى حشدا قواتهما في دونوورث يوم 11/آب استعدادا ً لوقف زحف الفرنسيين بينما تقدم تالارد وعسكر في المنطقة بين مدينة بلينهايم وبلدة لوتزنجن .

ميدان المعركة : كان نهر الدانوب يحد ميدان المعركة من جهة الجنوب ، بينما يتعامد عليه جدول نهر (نييل) الذي يفصل بين جيش الحلفاء والجيش الفرنسي ـ البافاري ، وكانت القوات الفرنسية ـ البافارية تحتل الجانب الغربي من جدول نييل حيث تقع ثلاث مدن وبلدات هي (لوتزنجن) و(اوبرغلو) و(بلينهايم) مرتبة من الشمال إلى الجنوب .

أسند القائد الفرنسي تالارد جناح جيشه الأيمن إلى نهر الدانوب حيث مدينة بلينهايم ، أما جناح جيشه الأيسر حيث القائد مارسان والالكتر فتمركز بين بلدتي لوتزنجن واوبرغلو، أما قلب الجيش فكان يغطيه جدول نييل المستنقعي لكن الشكل العام أخذ شكل جيشين منفصلين حيث جيش تالارد في الميمنة والقلب ومعه 32 ألف رجل ، وجيش الالكتر والقائد مارسان في الميسرة ومعهما 23 ألف رجل ، الأمر الذي جعل النقطة الفاصلة بين الجيشين نقطة قاتلة .

على جبهة الحلفاء شرقي جدول نييل كان الوضع مشابها ً إلى حد ما حيث قاد الأمير أوجين جيشه المكون من 16 ألف رجل في لقاءة الجناح الأيسر للفرنسيين حيث يتواجد الالكتر والقائد مارسان ، بينما قابل دوق مارلبوروبما تظل من قوات (36 ألف رجل) قلب الفرنسيين وجناحهم الأيمن حيث يتمركز القائد تالارد ، وصار مصير المعركة متعلقا ً بقدرة أي من الطرفين على التنسيق التام بين قسمي جيشه .


مجريات المعركة 13/آب/1704 : رغم تفوق قائد الجيش الفرنسي ـ البافاري تالارد بعدد الرجال والمدفعية إلا أنه اتخذ موقف الدفاع ، بينما بادر دوق مارلبوروبشكل جريء إلى الهجوم على طول الجبهة واستطاع أعطى ستة جسور منها خمسة صنعت من الزائريق على جدول نهر (نييل) تحت هدير المدافع عبرت عليها قواته ، ويمكن إجمال أحداث المعركة بأربع مراحل : الفترة الأولى : امتدت من الصباح حتى الظهيرةقامت خلالها قوات دوق مارلبوروبمهاجمة قرية بلينهايم (الجناح الأيمن للفرنسيين) ، ورغم فشل الهجوم إلا أنه ساهم بتثبيت الفرنسيين هناك وعدم قيامهم بأي هجوم مضاد .

الفترة الثانية : استمرت طوال فترة الظهيرة ، شهدت معارك دموية بين فرسان الطرفين في منطقة الوسط ، بينما شن الأمير أوجين هجوما ً على الجناح الأيسر لم يحقق من خلاله أي تقدم ، كما فشل الهجوم على قرية (اوبرغلو) ذات المسقط الاستراتيجي ، مما هجر ثغرة بين قوات الأمير أوجين وقوات دوق مارلبورو، استغل القائد مارسان هذه الفرصة وأوفد فرسانه عبر هذه الثغرة لمهاجمة قلب جيش الحلفاء ، فعمل دوق مارلبوروبنفسه لصد هذا الاختراق وطلب من الأمير أوجين حتى يمده بالخيالة الثقيلة فاستجاب الأخير رغم حراجة موقفه وقلة قواته ، وحصد القائدان نتيجة تعاونهما حيث أخفق الهجوم الفرنسي وتطور دفاع الحلفاء عن الثغرة إلى هجوم مضاد أسفر عن احتلال قرية (اوبرغلو) فتم عزل الجناح الأيسر للفرنسيين.

الفترة الثالثة : امتدت حتى غروب الشمس ، زج خلالها الأمير أوجين باحتياطي قواته في هجوم على قرية (لوتزنجن) حيث انكفأ الجناح الأيسر الفرنسي ، بينما قام الدوق مارلبوروبهجوم عام بكامل قواته على قلب القوات الفرنسية التي تضاءل عددها لمساهمتها في معركتي (اوبرغلو) و(بلينهايم) في المرحلتين السابقتين ، ولم يستطع الماريشال مارسان تلبية طلب قائده تالارد بالمعونة لانشغاله بهجوم الأمير أوجين ، فأسفر هجوم الحلفاء في الوسط عن هزيمة القائد تالارد وتدمير وحدات المشاة والفرسان هناك تدميرا ً كاملا ً ، بينما سقط القائد تالارد أسيرا ً ، فلما فهم القائد مارسان والالكتر بما حصل أخذا بالانسحاب من المعركة بسرعة ونظام تام محافظين على ما تظل من قواتهما .

الفترة الرابعة : استمرت حتى القسم الأول من الليل ، عملت خلالها قوات الحلفاء على تصفية الحامية القوية المدافعة عن قرية (بلينهايم) التي استسلمت بعد مقاومة شرسة .

بلينهايم في أرقام :

خسائر الحلفاء : 4500 قتيل ، 7500 جريح . خسائر الفرنسيين : منعشرة إلى 15 ألف قتيل ، ما يزيد على 15 ألف جريح ، 24000 أسير .

الثمار السياسية لمعركة بلينهايم :

ـ سقوط إقليم بافاريا بأيدي الحلفاء وخروجه من الحرب . ـ حمل التهديد عن عاصمة الإمبراطورية الجرمانية فيينا وإنقاذ التحالف . ـ إخماد ثورة هنغاريا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

المراجع :

1ـ بسام العسلي ، سلسلة مشاهير قادة العالم ، مارلبورو، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1980، ص ص 33 -46 ، ص ص 71 – 98 .

2ـ حنا خباز ، المعارك الفاصلة في التاريخ ، دار المحرر العربي ، بيروت ، ص ص 104 - 112.

3ـعبد العزيز نوار ، محمود محمد جمال الدين ، التاريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1999 ، ص ص 176 - 182 .

تاريخ النشر: 2020-06-04 12:11:54
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

كارتيرون: "رفضت عرضًا لتدريب منتخب مصر"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-15 03:16:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

الإمارات تسمح بسفر مواطنيها غير المطعمين بشرط إجراء فحص PCR

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-15 03:16:35
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 93%

الخرطوم تعلن إجلاء ألف سوداني من أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-15 03:16:32
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

أول تعليق للبنتاغون على غرق الطراد الروسي "موسكفا"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-15 03:16:31
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 99%

طائرة لوزارة الدفاع الروسية تجلي 10 أطفال روس من سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-15 03:16:28
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 85%

البنتاغون: كييف لم تصبح آمنة بعد.. وروسيا قادرة على قصفها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-15 03:16:34
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 90%

وزير الزراعة المصري يعلن اعتماد الهند كمنشأ جديد لاستيراد القمح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-15 03:16:36
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 97%

تحميل تطبيق المنصة العربية