داود بن علي الظاهري

عودة للموسوعة

داود بن علي الظاهري

داود بن علي الظاهري

داود بن علي بن خلف ، البغدادي المعروف بالأصبهاني (200-270 هـ) ، إمام مجتهد وفقيه ,ومحدث يعتبر مؤسس وامام أهل الظاهر . يكنى ب" أبي سليمان " واشتهر بهذه الكنية لكن اشتهاره باسمه " داود بن علي " أكثر من اشتهاره بها . نسب إلى أَصْبَهان، وهي مدينة لا تزال قائمة إلى الآن في إيران. هناك من يرى حتى الإمام الكبير داود بن علي ليس من أصبهان ، وإنما هوعراقي بغدادي ، ونسبته لأصبهان ؛ لأن أمه أصبهانية.


سمع الحديث من

1- سُليمان بن حَرْب الأزدي الواشِحي ، البصري .

2- عمروبن مرزوق الباهلي ، أبوعثمان البصري .

3- عبدالله بن مسلمة بن قعنب ، القَعْنَبِي الحارثي ، أبوعبدالرحمن البصري .

4- محمد بن كثير العَبْدي ، البصري .

5-مُسَدَّد بن مُسَرْهَدٍ بن مُسَرْبل بن مُسْتَورِد الأسدي ، البصري ، أبوالحسن .

6ـ مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزُّبَيْر بن العوام الأسدي ، أبوعبدالله الزبيري

المدني ، نزيل بغداد .

6- إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد الحَنْظَليُّ ، أبومحمد بن راهَوَيْه المَرْوَزيُّ .

7-إبراهيم بن خالد بن أبي اليَمَان الكَلْبي ، أبوثَوْر الفقيه .

8- عُبيدالله بن عمر بن ميسرة القَوَارَيْري أبوسعيد البصري ، نزيل بغداد .

9- أبومحمد يحيى بن أَكْثَم بن محمد بن قَطَن التميمي ، المروزي ، أبومحمد القاضي المشهور .

10- زُهَيْر بن حَرْب بن شداد ، أبوخَيْثَمة النَّسائي ، نزيل بغداد .

11-سويد بن سعيد بن سَهْل الهَرَويُّ الأصل ، ثم الحَدثاني .

12ـ يحيى بن مَعِين بن عَوْن الغَطَفَاني مولاهم ، أبوزكريا البغدادي .

13ـالحارث بن سريج الننطق .

14ـحسين بن علي الكرابيسي .

15ـأبوجعفر المعروف بخياط السُّنة .

16ـ محمد بن زياد ، أبوعبدالله مولى بني هاشم ، يُعْرف بابن الأعرابي صاحب اللغة .

17ـ محمد بن عبدالله بن نُمَيْر الهَمْداني ، الكوفي .

19ـ عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي ، أبوبكر بن أبي شيبة الكوفي .

20ـ عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي ، أبوالحسن بين أبي شيبة الكوفي .

وطبقتهم .

وارتحل إلى إسحاق بن راهَويه ، وسَمِعَ منه " المُسْنَد " و" التفسير " ، وناظر عنده ، نطق ابن الجوزي : وكان يرد إلى إسحاق وما كان أحد يتجاسر عليه يرد عليه غيره (المنتظم : 12/ 236) .


وحدث عنه الحديث

1- ابنُه أبوبكر محمدُ بن داود .

2-زكريا السَّاجي .

3-يوسف بن يعقوب الدَّاوودِي .

4-عباس بن أحمد المُذَكِّر

5ـمكحول بن الفضل .

6-كنيز بن عبدالله أبوعلي الخادم .

7-محمد بن المنذر بن سعيد النيسابوري .

8-أبوالمنير سهل بن عبدالصمد الرقي ، .

9 ـ أبوإسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري المالكي .

10-الحسن بن سفيان النسوي .

11-محمد بن جعفر .

12-أبوتراب عبدالله بن القاسم البصري .

13-نِفْطَوَيْه .

15 ـ عباس بن أحمد الواعظ .

16ـأبوعبيد المحاملي .

17ـ حسين بن إدريس .

18ـ أبوعيسى يوسف بن يعقوب بن مهران الانماطي .

19ـ يحيى بن أكثم .

20ـ أبوتراب علي بن عبدالله بن القاسم البصري .

21ـ محمد بن خَلَف بن حَيَّان بن صدقه بن زياد ، أبوبكر الضبي القاضي المعروف بوكيع .

22ـ محمد بن جرير بن يزيد ، أبوجعفر الطبري

ثناء الفهماء عليه :

وقد أثنى عليه ـ رحمه الله تعالى ـ عدد من الأئمة الأعلام ، وأفاضوا عليه بالثناء الجزيل ، والذكر الجميل ، وسنذكر بعض ما ورد في خط التراجم مما يبين منزلته بين فهماء زمانه ، ومن ذلك :

ـ نطق مسلمة بن قاسم : كان داود من أهل الكلام والحجة والاستنباط لفقه الحديث ، صاحب أوضاع ، ثقة إذا شاء الله تعالى .

ـ ونطق النَدِيم : وكان فاضلاً صادقاً ورعاً .

ـ ونطق الحاكم : ثقة .

ـ ونطق الخطيب الغدادي : كان إماماً ورِعاً ، نا سكاً ، وفي خطه حديث كثير ، لكن الرواية عنه عَزِيزَةٌ جداً

ـ ونطق ابن خلكان : الإمام المشهور المعروف بالظاهري كان زاهداً متقللاً كثير الورع ، وكان من أكثر الناس تعصباً للإمام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ وصنف في فضائله ، والثناء عليه كتابين ، وكان صاحب ممضى مستقل ، وتبعه جمع كثير يُعهدون بالظاهرية .

ـ ونطق السّمعاني : وهوإمام أهل الظاهر ، وكان ورعاً ناسكاً زاهداً .

ـ ونطق النووي : فضائل داود ، وزهده ، وورعه ، ومتابعنه للسنة مشهورة .

ـ ونطق الصّفَدي : كان زاهداً متقلِّلاً كثير الورع ...وكان من أكثر الناس تعصُّباً للشافعي ، وصنَّف في فضائله والثناء عليه كتابين ، وكان صاحب ممضى مستقل وتبعه جمع كثير من الظاهرية ... وانتهت إليه رئاسة الفهم ببغداد . قيل إنه كان يحضر مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر ، وكان من عقلاء الناس .

ـ ونطق شمس الدين محمد بن علي الدّاوودي : الإمام الحافظ المجتهد الكبير ... كان إماماً فاضلاً صادقاً ورعاً .

ـ ونطق أبوإسحاق الشِّيرازي : كان زاهداً متقلّلاً ، ونطق أبوالعباس : كان داود عقلُه أكثر من فهمه . وانتهت إليه رياسة الفهم ببغداد .

ـ ونطق القاضي المَحامِلي : رأيت داود بن علي يصلي ، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه .

ـ ونطق ابن عبدالهادي : الحافظ المجتهد ، فقيه أهل الظاهر ... صنَّف التصانيف وكان بصيراً بالحديث سليمه وسقيمه

ـ ونطق المضىي في " السير " : الإمامُ ، البحرُ ، العلامة، عالمُ الوقت ... رئيس أهل الظاهر ... بصيرٌ بالفقه ، عالمٌ بالقرآن ، حافظٌ للأثر ، رأسٌ في فهم الخلاف ، من أوعيةِ الفهمِ ، له ذكاءٌ خارقٌ ، وفيه دِينٌ متينٌ .

ـ ونطق أيضاً في " التذكرة " : الحافظ ، الفقيه ، المجتهد ... صنف التصانيف ، وكان بصيراً بالحديث وسليمه وسقيمه .

ـ ونطق أيضاً في " العبر " : كان زاهداً ناسكاً .

ـ ونطق أبوالعباس أحمد بن محمد بن مُفرج الأشبيلي النباتي : وداود بن علي ثقة ، فاضل إمام من الأئمة لم يذكره أحدٌ بكذب ولا تدليس في الحديث رحمه الله .

ـ ونطق ابن الوردي : إمام أصحاب الظاهر ... وكان إماماً مجتهداً ورعاً أخذ هووأصحابه بظاهر الآثار والأخبار وأعرضوا عن التأويل .

ـ ونطق السيوطي : صنّف التصانيف ، وكان بصيراً بالحديث سليمه وسقيمه ، إماماً ورعاً ناسكاً زاهداً . كان في مجلسه أربعمائة صاحب طَيْلَسان أخضر .

ـ ونطق السبكي : وكان أحد أئمة المسلمين وهداتهم ... وقد كان موصوفاً بالدين المتين .

ـ ونطق أيضاً : كان جبلاً من جبال الفهم والدين له من سداد الرأي والنظر ونور البصيرة ما يعظم سقطة .

ـ ونطق العماد الحنبلي : الإمام الفقيه ... وكان ناسكاً زاهداً ... وكان داود حافظاً مجتهداً إمام أهل الظاهر .

ـ ونطق خير الدِّين الزركلي : أحد الأئمة المجتهدين في الإسلام .

ـ ونطق الألباني : الفقيه ، إمام أهل الظاهر ، وهوصدوق ثقة ، فاضل .

ـ ونطق نور الدّين عتر : ثقة في الحديث .

ـ ونطق ابن أبي حاتم : صدوق في روايته ونقله واعتقاده ، إلا حتى رأيه أضعف الآراء وابعدها من طريق الفِقْهِ وأكثرها شذوذاً .

نطق أبوعبدالرحمن : قوله ( إلا حتى رَأْيه أضعف الآراء وأبعدها من طريق الفِقْه وأكثرها شذوذاً ) دعوى بلا مرشد وما كان هكذا فهوساقط بيقين لبرهانين :

أحدهما : قوله تعالى ( قل هاتوا برهانكم إذا كنتم صادقين ) فصح : حتى جميع من لا برهان له فينبغي التأني في دعواه .

والثاني : أنه لا يعجز مخالفك عن حتى يدعي كدعواك . فيقول : حتى رأيه أصح الآراء وأقربها من طريق الفِقْه وأقلها شذوذاً . وهذا ما ألمح إليه الإمام السلفي الأثري الشوكاني اليماني بقوله عن الظاهرية : ولا عيب لهم إلا هجر العمل بالآراء الفاسدة التي لم يشير عليها كتاب وسنة ولا قياس مقبول ( وتلك شكاة ظاهر عنك عارها )نعم قد جمدوا في مسائل كان ينبغي لهم هجر الجمود عليها ولكنها بالنسبة إلى ما سقط في مذاهب غيرهم من العمل بما لا مرشد عليه البتة قليلة جداً .

ونطق الإمام ابن قيم الجوزية في " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " (1/ 570) في معرض رده على من أدعى الإجماع في ايقاع الطلاق الثلاث بلفظ واحد : " حتى هذا ممضى أهل الظاهر ـ داود وأصحابه ـ ، وذَنْبهم عند كثير من الناس : أخذُهم بكتاب ربهم وسنّة نبيهم ، ونبذُهم القياسَ وراء ظهورهم ، فلم يعبأوا به شيئاً " .

ويبطل قول ابن أبي حاتم وينسفه من أصله ما نطقه قاسم بن أصبغ الحافظ : ذاكرتُ ابن جرير الطبري ، وابن سريج في كتاب ابن قتيبة في الفقه ، فنطقا : ليس بشيء ، فإذا أردتَ الفقهَ ، فكُتُب أصحاب الفقه ، كالشافعي ، وداود ، ونُظرائِهما . ثم نطقا : ولا خط أبي عُبَيْد في الفقه ، أما ترى كتابه في " الأموال " ، مع أنه أَحْسَنُ كُتُبِه ،يا ترى؟ . قلت : لا ريب ولا ريب حتى كلام ابن جرير وابن سريج مقدم على كلام ابن أبي حاتم ؛ لإنهما إمامين من أئمة الفقه والاجتهاد .

نطق الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ وما أجمل مانطق : وإذا خالف واحد من الفهماء جماعة فلا حجة في الكثرة ؛ لأن الله تعالى يقول ـ وقد ذكر أهل الفضل ـ : ( وقليل ما هم ) ونطق تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إذا كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) ، ومنازعة الواحد منازعة توجب الرد إلى القرآن والسنة . ولم يؤمر الله تعالى قط بالرد إلى الأكثر . والشذوذ هوخلاف الحق ولوأنهم أهل الأرض لا واحد .

نطق أبوعبدالرحمن : ما خالف فيه أهل الظاهر غيرهم فيجب رده إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهما اللذان يحكمان ببطلانه حال عرضه ورده .

ـ ونطق الأزدي : لا يقنع برأيه ولا بممضىه هجروه .

قلت : الأزدي هو : أبوالفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي ، ولا عبرة بقوله ، لأنه هوضعيف ، فكيف يعتمد عليه في تضعيف الثقات ، نطق الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح (ص 409) :

" والأزدي لا يعتمد إذا انفرد فكيف إذا خالف " . ونطق المضىي في " الميزان " (1/ 61) :

" لا يلتفت إلى قول الأزدي ؛ فإن في لسانه في الجرح رهقاً " . ونطق أبوغرسة العراقي في " البيان والتوضيح "

(ص 63) :

" والأزدي يطلق لسانه في الجرح كثيراً ويجازف في ذلك ، قد تحدث فيه بعض أئمة النقد فلا ينبغي حتى يرجع إلى قوله في المحكوم بثقتهم " . ونطق المفهمي في " التنكيل " (ص712) :

" فأما أبوالفتح محمد بن الحسين الأزدي ، فليس في نفسه بعمدة حتى لقد اتهموه بوضع الحديث " .

وقد تعقبه الإمام الكبير أبوالعباس أحمد الإشبيلي النباتي في " الحافل " بقوله : ما ضر داود تَرْكُ تارك ممضىه من ورائه ، فرأي جميع أحد وممضىه متروك إلا أنْ يَعْضُده قُرآن أوسُنَّة ، وداود بن علي ثِقَة ، فاضل ، إمام من الأئمة لم يَذْكره أَحَدٌ بِكَذِبٍ ولا تَدْلِيسٍ في الحديث رحمه الله تعالى .

المآخذ التي أخذت على الإمام

  • 1ـ قوله : القرآن مُحْدَث.

وإن كان داود وأبومعاذ وغيرهما لم يريدوا بقولهم إنه مُحْدَثٌ أنه بائن عن الله كما يريد الذين يقولون إنه مخلوق ، بل مضى داود وغيره، ممن نطق إنه مُحْدَثٌ وليس بمخلوق من أهل الإثبات أنه هوالذي تحدث به، وأنه قائم بذاته ليس بمخلوق منفصل عنه.

نطق أبوعبدالرحمن : اهجر الدفاع عن الإمام دواد بن علي الأصبهاني البغدادي الظاهري ـ رحمه الله تعالى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية فقد نطق في " مجموع الفتاوى " ( 5/ 532) :

" وهل يسمى مُحْدَثاً ،يا ترى؟ على قولين لهم . ومن كان من عادته أنه لا يطلق لفظ المُحْدَث إلا على المخلوق المنفصل ـ كما كان هذا الاصطلاح هوالمشهور عند المتناظرين الذين تناظروا في القرآن في محنة الإمام أحمد رحمه الله ، وكانوا لا يعهدون للمُحْدَثِ معنى إلا المخلوق المنفصل ـ عملى هذا الاصطلاح لا يجوز عند أهل السنة حتى ينطق القرآن مُحْدَث ، بل من نطق إنه مُحْدَث فقد نطق إنه مخلوق .

ولهذا أنكر الإمام أحمد هذا الاطلاق على داود لما كُتِبَ إليه أنه تكلّم بذلك ؛ فظن الذين يتحدثون بهذا الاصطلاح أنه أراد هذا فأنكره أئمة السنة . وداود نفسه لم يكن هذا قصده ، بل هووأئمة أصحابه متفقون على حتى كلام الله غير مخلوق ، وإنما كان مقصوده أنه قائم بنفسه ؛ وهوقول غير واحد من أئمة السلف ، وهوقول البخاري وغيره .

والنزاع في ذلك بين أهل السنة لفظي ؛ فإنهم متفقون على أنه ليس بمخلوق منفصل ، ومتفقون على حتى كلام الله قائم بذاته ، وكان أئمة السنة : كأحمد وأمثاله ، والبخاري وأمثاله ، وداود وأمثاله ، وابن المبارك وأمثاله ، وابن خزيمة ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، وابن أبي شيبة وغيرهم ؛ متفقين على حتى الله يتحدث بمشيئته وقدرته ؛ ولم يقل أحد منهم حتى القرآن قديم ؛ وأول من شهر عنه أنه نطق ذلك هوابن كلاب " .

ونطق شيخ الإسلام في موضع آخر من " مجموع الفتاوى " (6/ 160ـ 161 ) :

وأما قول القاضي ـ أبويعلى ـ إذا هذا قول بحدوثه ، فيجيبون عنه بجوابين :

( أحدهما ) : ألا يسمى مُحْدَثاً وإنما يسمى حَدِيثاً ؛ إذ المُحْدَث هوالمخلوق المنفصل ، وأما الحَدِيث فقد سماه الله حَدِيثاً ، وهذا قول الكرامية ، وأكثر أهل الحديث ، والحنبلية .

( والثاني ) : أنه يسمى مُحْدَثاً ، كما في قوله : ( مِْن ذِكْرٍ مِْن رَّبهِم مُحْدَثٍ ) وليس بمخلوق . وهذا قول كثير من الفقهاء ، وأهل الحديث والكلام ، كدواد بن علي ـ صاحب الممضى ـ لكن المنقول عن أحمد إنكار ذلك وقد يحتج به لأحد قولي أصحابنا .

والاطلاقات قد توهم خلاف المقصود ، فينطق : إذا أردت بقولك مُحْدَث أنه مخلوق منفصل عن الله ـ كما يقوله الجهمية ، والمعتزلة ، والنجارية ـ فهذا باطل لا نقوله ؛ وإن أردت بقولك : أنه كلام تحدث الله به بمشيئته ، بعد حتى تحدث به بعينه ـ وإن كان قد تحدث بغيره قبل ذلك ، مع أنه لم يزل متحدثاً إذا شاء فإنا نقول بذلك . وهوالذي دل عليه الكتاب والسنة ، وهوقول السلف ، وأهل الحديث ؛ وإنما ابتدع القول الآخر الكُلابية ، والأشعرية ؛ ولكن أهل هذا القول لهم قولان :

( أحدهما ) : أنه تحدث بعد حتى لم يكن متحدثاً ؛ وإن كان قادراً على الكلام ، كما أنه خلق السموات والأرض ، بعد إذا لم يكن خلقهما ، وإن كان قادراً على الخلق . وهذا قول الكرامية وغيرهم ممن يقول إنه تحله الحوادث ، بعد إذا لم تكن تحله ، وقول من نطق : إنه مُحْدَث يحتمل هذا القول ، وإنكار أحمد يتوحه إليه .

( والثاني ) : إنه لم يزل متحدثاً يتحدث إذا شاء ، وهذا هوالذي يقوله من يقوله من أهل الحديث " .

ونطق أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية في مكان آخر من " مجموع الفتاوى " (12/ 177) :

" وأما قوله : وقوم مضىوا إلى أنه حادث بالصوت والحرف ـ وهوالجهمية ـ فهوكلام من لا يعهد منطقات الناس . فإن الجهمية يقولون : إذا الله لا يتحدث ، وليس له كلام ، وإنما خلق شيئاً فعبر عنه ، ومنهم نطق : إنه يتحدث بكلام يخلقه في غيره ، وهوقول المعتزلة .

وأما الكرامية فتقول : إذا القرآن كلام الله غير مخلوق ، وهومتحدث به بحرف وصوت . ويقولون مع ذلك : إنه حادث قائم به وهم ليسوا من الجهمية ؛ بل يردون عليهم أعظم الرد ، وهم أعظم مباينة لهم من الأشعرية . ويقولون مع ذلك : إذا القرآن حادث في ذات الله .


ثم من هؤلاء من يقول : إذا كلام الله كله حادث ومنهم من لا يقول ذلك ، وهذا القول معروف عن أبي معاذ التومني ، وزهير البابي ، وداود بن علي الأصبهاني ، بل والبخاري صاحب السليم وغيره ، وطوائف كثيرة يذكر عنهم هذا ، فليس جميع من نطق : إنه حادث كان من الجهمية ، ولا يقول أنه مخلوق " .

ونطق ـ أيضاً ـ في " الفتاوى الكبرى " (5/ 84) :

" وذكر حتى محمد بن شجاع إمام الوقف هووأصحابه الذين لا يقولون القرآن مخلوق ولا غير مخلوق يطلقون عليه أنه محدث ، بمعنى أنه أحدثه في غيره ، وهومعنى قول من نطق إنه مخلوق ليس بينهما فرق إلا في اللفظ ، وقد سلك هذا المسلك طوائف من أهل البدع من الرافضة وغيرهم ، يقولون هومُحْدَثٌ مجعول ولا يقولون هومخلوق ، ويزعمون حتى لفظ الخلق يحتمل المفتري ، وهم في المعنى موافقون لأصحاب المخلوق .

وقد وافقهم على الترادف طوائف الكلابية والأشعرية وطوائف من أهل الفقه والحديث والتصوف ، يقولون المُحْدَث هوالمخلوق في غيره لا يسمون مُحْدَثاً إلا ما كان كذلك ، فهؤلاء كلهم يقولون من نطق إنه مُحْدَثٌ كان معنى قوله إنه مخلوق ولزمه القول بأنه مخلوق فهوأحد الوجهين للإنكار على داود الأصبهاني وغيره ممن نطق إنه مُحْدَثٌ وأطلق القول بذلك وإن كان داود وأبومعاذ وغيرهما لم يريدوا بقولهم إنه مُحْدَثٌ أنه بائن عن الله كما يريد الذين يقولون إنه مخلوق ، بل مضى داود وغيره ، ممن نطق إنه مُحْدَثٌ وليس بمخلوق من أهل الإثبات أنه هوالذي تحدث به ، وأنه قائم بذاته ليس بمخلوق منفصل عنه . ولعل هذا كان مستند داود في قوله لعبدالله أحب حتى تعذرني عنده ، وتقول له ليس هذا منطقتي أوليس كما قيل لك ، فإنه قد يحدث قصد بذلك أني لا أقول إنه مُحْدَثٌ بالمعنى الذي فهموه وأفهموه وهوأنه مخلوق ، وليس هذا ممضىي ، ولم يقبل أحمد قوله لأن هذا القول منكر ، ولوفسره بهذا التفسير لما ذكرناه ولأنه أنكر مطلقاً فلم يقربا للفظ الذي نطقه وقد قامت عليه البينة به فلم يقبل إنكاره بعد الشهادة عليه " .

  • 2ـ قوله عن القرآن : أما الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق ، وأما الذي هوبين الناس : فمخلوق .

سئل عن القرآن فنطق : القرآن الذي نطق الله نعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ) ونطق : ( في كتاب مكنون ) غير مخلوق ، وأما الذي بين أظهرنا يمسه الحائض والجنب فهومخلوق. هذا الإسناد فيه نظر, نطق الدار قطني : ضعيف .

نطق الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (8/ 347) : أبلغني الأزهري ، حدثنا محمد بن حميد اللخمي ، حدثنا القاضي ابن تام ـ إملاء ـ نطق : حدثني أبوعبدالله الوراق المعروف بجوار ، نطق : كنتُ أورق على داود الأصبهاني ، وكنتُ عنده يوماً في دهليزه مع جماعة من الغرباء ، فسئل عن القرآن فنطق : القرآن الذي نطق الله نعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ) ونطق : ( في كتاب مكنون ) غير مخلوق ، وأما الذي بين أظهرنا يمسه الحائض والجنب فهومخلوق .

هذا الإسناد فيه نظر ، وهاك البيان :

· وراق دواد هو : الحسين بن عبدالله بن شاكر ، أبوعلي السَّمَرْقَنْدِيّ .

نطق عنه الإدْرِيسي : كان فاضلاً ثقة ، كثير الحديث ، حسن الرواية .

ونطق الدار قطني : ضعيف .

قلتُ : الإدريسي اسمه عبدالرحمن بن محمد بن محمد بن عبدالله الإدريسي الإسْتِرباذي وهومع جلالة قدره وثقته ليس معروفاً في النقد كالإمام الكبير الدارقطني صاحب أحفل كتاب في " العلل " ، فكلامه هوالمقدم .

ومما يشير على ضعفه ما اتى في " لسان الميزان " (2/ 537ـ 538) :

" وقد أخرج أبوعوانة في " سليمة " عن مسرور بن نوح ، عن إبراهيم بن المنذر ، عن عبدالرحمن بن المغيرة ، عن مالك ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن بُسر بن سعيد ، عن أبي سعيد عن أبي موسى في " الاستئذان " ونطق : تفرد به مسرور بن نوح .

وأخرجه الدارقُطْني في " الغرائب " عن محمد بن جعفر المطيري ، عن الحسين بن عبدالله بن شاكر السَّمَرْقَنْدِي ، عن إبراهيم بن المنذر فينطق :إن الحسين سرقه من مسرور .

وأخرج أبوموسى المديني في كتابه " النَضْح الجلي " ، عن الشافعي من طريق الحسين بن عبدالله عن أبي بكر الأثرم ، عن أحمد حكاية فيها حتى أحمد نطق : كنت أجالسه يعني الشافعي هنا كثيراً ، فلما قدم مصر تغير واتى بالتأويل والرأي . ونطق الحسين بن عبدالله : لا أعهده والثابت عن أحمد خلاف ذلك رواه ابن أبي حاتم عن ابن وارة ، عن أحمد أنه أمره بخط الشافعي ، فأظن أنه السمرقندي المذكور ، وإلا فهوآخر مجهول " .

( تاريخ بغداد : 8/ 58 ـ 59 ، تاريخ دمشق : 14/ 86ـ 88 ، المغني في الضعفاء : 1/ 255 ، لسان الميزان : 2/ 537ـ 538 ) .

  • أحمد بن تام بن خلف بن شجرة ، أبوبكر القاضي .

نطق أبوالحسن بن رزقويه : لم تر عيناي مثله .

ونطق الخطيب البغدادي : كان من الفهماء بالأحكام ، وعلوم القرآن ، والنحو، والشعر ، وأيام الناس ، وتواريخ أصحاب الحديث ، وله مصنفات في أكثر ذلك .

ونطق الدارقطني : كان متساهلاً ، وربما وقع من حفظه بما ليس عنده في كتابه ، وأهلكه العجب فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من الفهماء الأئمة أصلاً .

نطق أبوعبدالرحمن : فمن كان هذا حاله فينبغي أخذ الحيطة والحذر من مروياته وعدم التعويل عليه في ذلك لا سيما فيما يحكيه عن الأئمة الكبار .

ونطق أبوسعد : كان جريري الممضى . قلتُ : أي نسبة إلى ممضى الإمام العظيم ابن جرير الطبري صاحب التفسير .

نطق أبوالحسن : بل خالفه واختار لنفسه وأملى كتاباً في السير وتحدث على الأخبار .

( تاريخ بغداد : 4/ 358ـ 359) .

  • محمد بن حُمَيْد، أبوبكر اللخمي الخزَّاز .

نطق عنه الأزهري : كان ثقة .

ونطق عنه مرة : كان ضعيفاً .

( تاريخ بغداد : 2/ 265ـ 266) .

  • الأزهري هو : عُبيدالله بنُ أحمد بن عثمان ، أبوالقاسم الأَزْهري البغدادي الصَّيْرفي ، ابنُ السَّوَادي ، وهوعبيدالله بنُ أبي الفتح .

نطق عنه الخطيب : كان أحد المكثرين من الحديث كتابةً وسماعاً ، ومن المعنيين به ، والجامعين له ، مع صدق وأمانة ، وصحة واستقامة ، وسلامة ممضى ، وحسن معتقد ودوام تفهم للقرآن ، وسمعنا منه المصنفات الكبار ، والخط الطوال .

نطق المضىي : المحدثُ الحجَّةُ المُقرىء ... كان من بحور الرواية .

( تاريخ بغداد : 10/ 358 ، المنتظم : 15/ 290 ـ 291 ، سير أعلام النبلاء : 17/ 578 ) .

نطق أبوعبدالرحمن : بعد هذا يتضح ليّ ضعف هذا الإسناد ، وأنه لا تقوم بمثله الحجة وبالله تعالى التوفيق .

قلت : وعلى افتراض صحة ذلك عن داود " كأنه يريد بالذي في أيدي الناس ما يتلونه بألسنتهم ويخطونه بايديهم ، ولا شك حتى المداد والورق والمحرر والتالي وصوته جميع مخلوق ، وأما كلام الله سبحانه وتعالى فإنه غير مخلوق بتراً (3) .


  • 3_ قوله : لفظي بالقرآن مخلوق .

قلت : أهجر الجواب للإمام المضىي ـ رحمه الله فقد نطق في " ميزان الإعتدال " ( 1/ 544) في ترجمة الحسين بن علي الكَرَابيسي بعدما ذكر قوله : " القرآن كلام الله غير مخلوق ، ولفظي به مخلوق " . فتعقبه المضىي قائلاً : " فإن عني التلفظ فهذا جيد ، فإن أفعالنا مخلوقة ، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق ، فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهماً " .

ونطق ـ أيضاً ـ في " السير " (12/ 82) في آخر ترجمة حسين بن علي الكرابيسي :

" ولا ريب حتى ما ابتدعه الكرابيسي ، وحرَّره في مسألة التلفظ ، وأنه مخلوق هوحقٌ ، لكن أباه الإمام أحمد لئلا يُتَذَرعَ به إلى القول بخلق القرآن ، فسُدَّ الباب ، لأنك لا تقدر حتى تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هوكلام الله إلا في ذهنك " أ.ه .

نطق أبوعبدالرحمن : بل اتى عن الإمام أحمد قوله : من نطق لفظي بالقرآن مخلوق ـ يريد به القرآن ـ فهوجهمي . واتى أيضاً عن عبدالله بن الإمام أحمد عنه نطق : سألت أبي : ما تقول في رجل نطق : التلاوة مخلوقة ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقة ، والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ،يا ترى؟ نطق هذا كلام الجهمية ...

قلت : فعمل الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ كما في الرواية الثانية حسماً للمادة ، وإلا فالملفوظ كلام الله ، والتلفظ به فمن كسبنا .

وتخريج هاتين الروايتن انظر " مختصر العلوللعلي الغفار " (209ـ 211) .

نطق البيهقي في " الأسماء " (2/ 20) بعد تخريجه الرواية الأولى بإسناد سليم :

" قلت : هذا تقييد حفظه عنه ابنه أحمد ، وهوقوله : " يريد به القرآن " ، فقد غفل عنه غيره ممن حكى عنه في اللفظ خلاف ما حكينا حتى نسب إليه ما تبرأ منه فيما ذكرنا " .

نطق الإمام الألباني معلقاً على كلام البيهقي في " مختصر العلو" (211) :

" قلت : وفي قوله " فقد غفل عنه غيره ... " نظر ، لأن حقيقة الأمر حتى الإمام أحمد كان يطلق ذلك في كثير من الأحيان ، وممن روى ذلك عنه ابنه عبدالله نفسه كما يأتي في الكتاب ، وكذا أبوداود كما سأبينه قريباً فهل يجوز حتى ينسبا إلى الغفلة ،يا ترى؟ فالحق حتى أحمد أطلق غالباً ، فحفظه عنه جمع ، وقيد مرة بياناً ودفعاً لما قد يتوهم من الإطلاق حتى نطقنا بالقرآن ليس من أفعالنا ، وهذا خلاف ما مقرر عند أهل السنة حتى أفعال العباد ـ ومنها النطق ـ مخلوقة كما شرحه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه " خلق أفعال العباد " بأدلة قاطعة من الكتاب والسنة ، وأقوال السلف . فبين الإمام أحمد بهذا القيد أنه لا يعني نطق التالي ، فإنه مخلوق ، وإنما يريد كلام الله تعالى ، وبهذا يتفق الإمام مع تلميذه البخاري الذي كان يفرق بين التلاوة والمتلو، كما حكاه البهقي وغيره ، ونطق : " ومسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى كان يوافق البخاري في التفصيل " .

من باب الايضاح والبيان أذكر هذه الواقعة التي تدلل على حتى التلميذ أحياناً لا يعي ما يقول الأستاذ أوالشيخ هذا إذا كان صدوقاً فكيف إذا كان متحدثاً فيه . فقد أورد الحافظ المضىي في " السير " (13/ 288) الحكاية التالية نطق :

" ونطق صالح بن أحمد : تناهى إلى أبي أنَّ أبا طالب يحكي أنه يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فأبلغت أبي ، فنطق : من حدثك ،يا ترى؟ قلتُ : فلان ، نطق : ابعثْ إلي أبي طالب ، فوجهتُ إليه ، فاتى ، واتى فوران . فنطق له أبي : أنا قلت لك : لفظي بالقرآن مخلوق ؟! وغضب وجعل يرعد ، فنطق : قرأت عليك : ( قل هوالله أحدٌ ) . فقلتَ لي : ليس هذا بمخلوق . نطق : فَلِمَ حكيت عني أني قلتُ : لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق ،يا ترى؟ وبلغني أنَّك خطت بذلك إلى قوم فامْحُه ، واخط إليهم أني لم أقله لك . فجعل فوران يعتذرُ إليه . فعاد أبوطالب . وذكر أنه حكى ذلك . وخط إلى قوم يقول : وهِمْتُ على أبي عبدالله " .

نطق الإمام المضىي معلقاً على ما حكاه أبوطالب على الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ فنطق :

" قلتُ : الذي استقر الحال عليه حتى أبا عبدالله كان يقول : من نطق : لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق ، فهومبتدع ، وأنه نطق : من نطق لفظي بالقرآن مخلوق ، فهوجهمي ، فكان رحمه الله لا يقول هذا ولا هذا ، وربما أوضح ذلك ، فنطق : من نطق : لفظي بالقرآن مخلوق ، يريد به القرآن فهوجهمي " .

ونتحفكم بحدثة أخرى للإمام المضىي حول هذا الموضوع من كتابه العجاب " سير أعلام النبلاء " (13/ 101) :

" فالقرآن العظيم ، حروفه ومعانيه وألفاظه كلامُ رب العالمين ، غير مخلوق ، وتَلَفُّظُنا به وأصواتنا به من أعمالنا المخلوقة ، نطق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " زينوا القرآن بأصواتكم " . ولكن لمَّا كان الملفوظ لا يستقِل إلا بتلفظنا ، والمكتوب لا ينفك عن كتابةٍ ، والمتلوا لا يُسْمع إلا بتلاوةِ تالٍ ، قاسي فهم المسألة ، وعسر إفراز اللفظ الذي هوالملفوظ من اللفظ الذي يُعنى به التلفظ ، فالذهن يفهمُ الفرق بين هذا وبين هذا ، والخوض في هذا خطر . نسأل الله السلامة في الدين . وفي المسألة بحوثٌ طويلة ، الكف عنها أولى ، ولاسيما في هذه الأزمنة المُزْمنة " .

ويجدر بنا حتى ننقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ليضع القارىء على حقيقة الخلاف بين أئمة الحديث في لفظ القارىء للقرآن ، نطق ـ وما أجمل ما نطق ـ :

" وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون : لفظنا بالقرآن غير مخلوق ، ومرادهم : حتى القرآن المسموع غير مخلوق ، وليس مرادهم : صوت العبد ، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء . وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أوعمله في ذلك أويقف فيه ، ففهم ذلك بعض الأئمة فصار يقول : أفعال العباد أصواتهم مخلوقة رداً لهؤلاء ، كما عمل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل الفهم والسنَّة ، وصار يحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفاظ مشهجرة ، وأهواءٌ للنفوس حصل بسبب ذلك نوعٌ من الفرقة والفتنة .

وحصل بين البخاري وبين محمد بن يحيى الذهلي في ذلك ما معروف ، وصار قوم مع البخاري كمسلم بن الحجاج ونحوه ، وقوم عليه كأبي غرسة وأبي حاتم وغيرهما ، وكل هؤلاء من أهل الفهم والسنَّة والحديث ، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل ، ولهذا نطق ابن قتيبة : إذا أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ .

وصار قوم يطلقون القول بأن التلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء وليس مرادهم بالتلاوة المصدر ولكن الإنسان إذا تحدث بالكلام فلا بدَّ له من حركة ، ومماقد يكون عن الحركة من أقواله التي هي حروف منظومة ومعان مفهومة .

والقولُ والكلام يراد به تارة المجموع فتدخل الحركة في ذلك ويكون الكلام نوعاً من العمل وقسماً منه ، ويراد به تارة ما يقترن بالحركة ويكون عنها لا نفس الحركة فيكون قسيماً للعمل ونوعاً آخر ليس هومنه .

ولهذا تنازع الفهماء في لفظ العمل المطلق هل يدخل فيه الكلام على قولين معروفين لأصحاب أحمد وغيرهم ، وبنوا على ذلك ما إذا حلف لا يعمل اليوم عملاً فتحدث هل يحنث ،يا ترى؟ على قولين : وذلك لأن لفظ الكلام قد يدخل في العمل وقد لا يدخل،

فالأول : كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تحاسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله القرآن فهويتلوه آناء الليل والنهار ، فهويقول : لوأوتيت مثل ما أوتي هذا لعملت مثل ما يعمل " كما أخرجه الشيخان في السليمين (4) ، فقد جعل عمل هذا الذي يتلوه آناء الليل والنهار عملاً كما نطق : " لعملت فيه مثل ما يعمل " .

والثاني : كما في قوله تعالى : ( إليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )

] فاطر :عشرة [ وقوله تعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُومِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إلَّا كُنَّا إذ تُفِيضُونَ فِيهِ ) ] يونس : 61 [ .

فالذين نطقوا التلاوة هي المتلومن أهل الفهم والسنة قصدوا حتى التلاوة هي " القول والكلام والمتلو" .

وآخرون نطقوا " بل التلاوة غير المتلووالقراءة غير المقروء ، والذين نطقوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك حتى أفعال العباد ليست هي كلام الله ولا أصوات العباد هي صوت الله ، وهذا الذي قصده البخاري وهومقصود سليم .

وسبب ذلك حتى لفظ : " التلاوة ، والقراءة ، واللفظ " مجمل مشهجر ، يراد به المصدر ويراد به المفعول .

فمن نطق : " اللفظ ليس هوالملفوظ ، والقول ليس هوالمقول " وأراد باللفظ والقول المصدر ، كان معنى كلامه حتى الحركة ليست هي الكلام المسموع ، وهذا سليم .

ومن نطق : " " اللفظ هوالملفوظ ، والقول هونفس المقول " وأراد باللفظ والقول مسمَّى المصدر ، صار حقيقة مراده حتى اللفظ والقول (5) هوالكلام المقول . الملفوظ ، وهذا سليم .

فمن نطق : " اللفظ بالقرآن ، أوالقراءة ، أوالتلاوة ، مخلوقة " أو : " لفظي بالقرآن أوتلاوتي " ولج في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هوكلام الله تعالى . وإن أراد بذلك مجرد عمله وصوته كان المعنى سليماً ، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره . ولهذا نطق أحمد في بعض كلامه : " من نطق لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهوجهمي " (6) احترازاً عمّا إذا أراد به عمله وصوته .

وذكر اللالكائي : حتى بعض من كان يقول ذلك رأى في منامه كأن عليه فروة ورجل يضربه ، فنطق له لا تضربني ، فنطق : إني لا أضربَك ، وإنما أضرب الفروة ، فنطق : إذا الضرب إنما سقط ألمه عليَّ ، فنطق : هكذا إذا قلت : " لفظي بالقرآن مخلوق" سقط الخلق على القرآن .

ومن نطق : " لفظي بالقرآن غير مخلوق ، أوتلاوتي " ولج في ذلك المصدر الذي هوعمله ، وأفعال العباد مخلوقة ، ولونطق : " أردت به حتى القرآن المتلوغير مخلوق ، لا نفس حركاتي " قيل له : لفظك هذا بدعة ، وفيه إجمال وإيهام ، وإن كان مقصودك سليماً " فلهذا منع أئمة السنة الكبار إطلاق هذا وهذا ، وسطاً بين الطرفين .

وكان أحمد وغيره من الأئمة يقولون : القرآن حيث تصَّرف كلام الله غير مخلوق، فيجعلون القرآن نفسه غير مخلوق ، من غير حتى يقترن بذلك ما يشعر حتى ألفاظ العباد وصفاتهم غير مخلوقة .

وصارت جميع طائفة من النفاة والمثبتة في مسألة التلاوة تحكي قولها عن أحمد ، وهم كما ذكر البخاري في كتاب " خلق الأفعال " ، ونطق : إنّ جميع واحدة من هاتين الطائفتين تذكر قولها عن أحمد ، وهم لا يفقهون قوله لدقة معناه .

ثم صار ذلك التفرق موروثاً في أتباع الطائفتين فصارت طائفة تقول : إذا اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، موافقة لأبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وأمثالهم كأبي عبدالله بن منده وأهل بيته ، وأبي عبدالله بن حامد ، وأبي نصر السجزي ، وأبي إسماعيل الأنصاري ، وأبي يعقوب الفرات الهروي وغيرهم .

وقومٌ يقولون نقيض هذا القول ، من غير دخول في ممضى ابن كُلاَّب مع اتفاق الطائفتين على حتى القرآن كله كلام اللَّه ، لم يُحْدث غيُره شيءًاً ، ولا خَلَقَ منه شيئاً في غيره لا حروفه ولا معانيه مثل حسين الكَرَابِيسي وداود بن علي الأصبهاني وأمثالهما (7).

قلت : نستفيد من هذا النص العزيز عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حتى داود بن علي عنى بقوله : " لفظي بالقرآن مخلوق " أي : حركة المرء وتلاوته للقرآن ، ولم يرد قط الملفوظ الذي هوكلام الله تعالى .

ولا يخفى على اللبيب حتى أفعال العباد ـ ومنها النطق ـ مخلوقة ، وقد صنف الإمام البخاري كتابه العُجاب " خلق أفعال العباد " وذكر فيه ما رواه عن عُبيداللَّه بن سعيد

ـ وهواليَشكُري ـ ، عن يحيى بن سعيد ـ وهوالقطان ـ أنه نطق : ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون : إذا أفعال العباد مخلوقة . نطق أبوعبدالله ( أي البخاري ) : " حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة ، فأما القرآن المتلوالمبين . المثبت في الصحف ، المسطور ، المكتوب ، الموعى في القلوب ، فهوكلام الله ، ليس بخلق " (8).

نطق أبوعبدالرحمن : بعد هذا أقول : إذا الإمامان الكبيران أحمد بن حنبل وداود بن علي متفقان على حتى القرآن كلام الله لفظه ومعناه ، لا يختلفان في ذلك ، كما هوواضح من أقوالهم المأثورة عنهم . لكنهما اختلفا في قول الإنسان : لفظي بالقرآن مخلوق ، أوغير مخلوق . فأنكر ذلك الإمام أحمد ؛ لأن اللفظ يراد به أمران : أحدهما الملفوظ نفسه ، وهوغير مقدور للعبد ، ولا عمل له فيه ، والثاني التلفظ به والأداء له ، وهوعمل العبد . فإطلاق الخلق على اللفظ قد يوهم المعنى الأول وهوخطأ ، وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني وهوخطأ ، فمنع الإطلاقين . فيقولان : التلاوة هي قراءتنا وتلفظنا بالقرآن ، والمتلوهوالقرآن المسموع بالآذان بالأداء من فم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي حروف وحدثات وسور وآيات تلاه جبريل وبلّغه جبريل عن الله تعالى كما سمعه . فهما يميزان بين ما قام بالعبد ، وما قام بالرب فالقرآن عندهما جميعه كلام الله حروفه ومعانيه ، وأصوات العباد وحركاتهم وأداؤهم وتلفظهم جميع ذلك مخلوق بائن عن الله .

نطق أبوعبدالرحمن : العدل والانصاف يتوجب عليّ القول : ليس جميع من نطق : " لفظي بالقرآن مخلوق " ـ وهومن أهل الصدق والفضل والأمانة ـقد يكون قصده بهذه الحدثة القصد السيء بل يُحمل كلامه على عمل اللافظ ، وحركته ، وصوته ، وهوحقٌ ، لأنها من أفعالنا ، وأفعالنا مخلوقة بتراً ، وإن كان الأولى هجر هذه اللفظة جملة ، ؛ لأنها مما هجر السلف الكلام فيها . وإن كان القائل من غير أهل الصدق والفضل والأمانة فيُحمل كلامه على الملفوظ الذي هوكلام الله تعالى المؤلّف من الحروف المنطوقة المسموعة المفهومة ، وهوباطلٌ .

ومن المهم جداً حتى أذكر هنا كلاماً يقتضيه المقام لشيخنا الإمام ، أسد السُّنة الهُمام محمد ناصر الدِّين الألباني ـ رحمه الله ـ نطق :

" بعض الفهماء هجر الإمام البخاري ولم يروعنه ، لما ،يا ترى؟ ، نطق : لأنه فصَّل بين قول من يقول : القرآن مخلوق ، هذا ضال ، مبتدع ، كافر على اختلاف الفهماء في تعابيرهم ، وبين من نطق : لفظي بالقرآن مخلوق ، الإمام أحمد ألحق من نطق بهذه القولة ـ لفظي بالقرآن مخلوق ـ بالجهمية ، وبناءً على ذلك حكم بعض من اتىوا بعد الإمام أحمد على البخاري ، بأنه لا يؤخذ منه ، لأنه نطق قولة الجهمية ، الجهمية لا يقولون : لفظي فقط بالقرآن مخلوق ، يقولون : القرآن هوليس كلام الله ، وإنما هومخلوق من خلق الله عز وجل ، فماذا ينطق في البخاري الذي نطق حدثة : لفظي بالقرآن مخلوق ، والمحدث ـ ومنهم الإمام أحمد ـ الذي يقول : من نطق هذه الحدثة فهوجهمي ، لا يمكن حتى نصحح كلاً من الأمرين ، إلا بتأويل سليم يتماشى مع القواعد ، ... إذا بماذا نجيب عن حدثة الإمام أحمد : من نطق : لفظي بالقرآن مخلوق فهوجهمي ،يا ترى؟

لا جواب إلا ما ذكرت لك ، تحذيراً من حتى يقول المسلم قولاً يُتخذ ذريعة من أهل البدعة ، والضلالة وهم الجهمية .

وقد يقول قائل ـ لتوريط من حوله ـ : لفظي بالقرآن مخلوق ، وهويعني نفس القرآن ، لكن مش ضروري جميع مسلم يتحدث بهذه الحدثةقد يكون قصده ذاك القصد السيء نفسه ... " (9) .

نطق الدكتور عارف خليل محمد أبوعبيد في كتابه " الإمام داود الظاهري وأثره في الفقه الإسلامي " (ص 56) :

" وبعد هذا فإني أشك فيما نسب إلى الإمام داود الظاهري من القول بإن القرآن محدث وأظنه لم يخض في هذه المسألة مطلقاً والذي يترجح لدي حتى أتباع المذاهب الأخرى أشاعوا ذلك على لسانه لتنفير الناس عنه حتى يحصروه ويرجع سبب ذلك إلى أنه منع التقليد ونفى القياس وهذا ما لا يروق لهم .

ثم إذا الإمام داود الظاهري كان إذا آمن برأي لم يهب أحداً بالتصريح به فقد رد على إسحاق بن راهويه .. وما كان أحد من معاصريه يجرؤ على الرد عليه ولوكان داعياً لمثل ذلك لما تنصل منه عندما أراد الدخول على أحمد بن حنبل(10).

حتى ولوصحت الروايات التي تشير إلى حتى داود الظاهري نطق : بأن القرآن الذي بين الناس مخلوق فيمكن ارجاعها إلى عهد صباه ومن المحتمل حتى آراء داود الظاهري قد تغيرت في السنوات الأخيره من حياته إذ يلاحظ حتى داود والظاهرية أعظم تشددا من الإمام أحمد بن حنبل في عقيدة خلق القرآن (11) فهذا تلميذ داود الظاهري إبراهيم بن محمد بن عهدة الشهير بنفطوية يصنف كتاباً في الرد على من نطق بخلق القرآن (12) .

ثم إنه من أشد أنصار الشافعي الذي لم يسمع عنه وعن أتباعه من نطق القرآن مخلوق كما حتى المعتزلة لم يترجموا له في خطهم بل وصفوه بأنه من أصحاب الحديث (13) .

ونختم هذه الفقرة بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وهويُبرأ الإمام دواد الظاهري ـ رحمه الله تعالى ـ من هذه الترهات التي نُسبت إليه ، فيقول :

" وشبهة هؤلاء حتى الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ، ويقولون : إذا القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، ويقولون : إذا الله يُرى في الآخرة .

هذا ممضى الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم ، وهذا ممضى الأئمة المتبوعين مثل مالك بن أنس والثوري والليس بن سعد والأوزاعي ، وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وداود ، ومحمد بن جرير الطبري وأصحابهم " (14) .

ونطق أيضاً في " شرح العقيدة الاصبهانية " (ص77) :

" فإن داود وأكابر أصحابه من المثبتين للصفات على ممضى أهل السنة والحديث " .

وذكر مثل ذلك أيضأ السفاريني في " الدرة المضية في عقد الفرقة السقمية " :

أئِمَّة الدَّين هداة الأُمَّةِ ... أَهْلِ التُّقى مِنْ سَائِرِ الأئِمَّةِ

نطق في شرحه " لوامع الأنوار " (2/ 45 ) ومن ثم نطق ( أئمة ) أهل هذا ( الدين ) المتين ونور الله المبين الذي اتى به النبي الأمين من عند رب العالمين ( هداة الأمة ) أي الدالين الأمة على نهج الرسول والكاشفين لهم عن معاني الكتاب المنزل والأحاديث التي عليها المعول والذابين زيغ الزائغين وبدع المبتدعين وضلال المضلين وإلحاد الملحدين فقد شيدوا مبانيها وسددوا معانيها وأصلوا أصولها وفصلوا فصولها فأصبحت الشريعة بهذا الترتيب مضبوطة وأحكامها بهذا الوصف والتبويب مربوطة فمن رام اختلاس حكم من أحكامها نكص على عقبيه وهوخائب ، ومن دنا من سما أحكامها رمته كواكب حرسها بشهاب ثاقب ولست أخص بهذا الوصف والنادىء أحداً دون أحد ، بل أسأل الله تعالى لهم جميعاً لأنهم هم ( أهل التقى من سائر ) أي جميع ( الأئمة ) من المقتدى بأقوالهم وأفعالهم من جميع عالم همام وحبر قمقام ، ومقدم مقدام كالأئمة المتبوعة الآتي ذكرهم والسفيانين والحمادين وإسحاق وعبدالله بن المبارك والليث بن سعد وربيعة بن أبي عبدالرحمن ، وعبدالملك بن جريج وداود وغيرهم ؛ فإنهم وإن تباينت أقوالهم واختلفت آراؤهم من جهة الفروع الفقهية فالجميع سلفية أثرية ولهم في السنة التصانيف والتآليف الناصعة كابن سعيد الدارمي وأبي بكر بن خزيمة وأشباههم " .

ومن المفيد حتى أذكر ما اتى عن الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " (1/ 74) ، نطق :

" وأما السلف الذين لم يتعرضوا للتأويل ، ولا تهدفوا للتشبيه ، فمنهم : مالك بن أنس رضي الله عنهما ، إذ نطق : الأستواء معلوم ، والكيف مجهولة ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة . ومثل أحمد بن حنبل ، وسفيان الثوري ، وداود بن علي الأصفهاني ، ومن تابعهم " أ.ه .

  • نطق أبوعبدالرحمن : ما اتى في " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم في ترجمة دواد بن خلف الأصبهاني وقوله فيها ( كان ضالاً مبتنادىً مموهاً ممخرقاً قد رأيته وسمعت كلامه ) ويناقض ذلك ما اتى عنه كما في " لسان الميزان ( وهومع ذلك صدوق في روايته ونقله واعتقاده ) فمن كان يظن حتى داود بن خلف هوداود بن علي عمليه حتى يثبت أيهما المتقدم الذم أوالمدح ، ودون إثبات ذلك خرط القتاد كما ينطق . هذا أولاً . ثانياً : في النص الأول يثبت سماعه من دواد بن خلف ، وفي النص الثاني لم يتطرق لذلك . وكل من ترجم لداود بن علي لم يذكروا حتى ابن أبي حاتم سمع من داود ـ وإن كان هذا غير مستبعد ـ ، ثالثاً : في النص الثاني من الفهم ما لا يوجد في النص الأول وهوقوله :روى عن إسحاق الحنظلي وجماعة من المحدثين ، وتفقه للشافعي رحمه الله ، ونفى القياس ... ألخ ولذلك نطق ابن حجر : وقد ذكره ابن أبي حاتم فأجاد في ترجمته . قلت : فهذا وذاك يقوي جانب الاختلاف في الترجمتين وأنهما لشخصين مختلفين . ثم اتىك االخبر اليقين ببرآءة الإمام دواد بقول صالح ابن الإمام أحمد : (إنه ينتفي من هذا ويُنكره ) . هب أنه هودواد الظاهري قد فهمنا تلك المأخذ الذي أخذ عليه وهوقوله عن

القرآن ( مُحْدَث ) وهذا تقدم الجواب عليه من كلام ابن تيمية وهولا يقدح في الإمام الظاهري . ويستحسن حتى تنظر " طبقات الشافعية الكبرى " ( 2/ 118ـ 120 ، 228ـ 231) .

قلت : على جميع حال كلام ابن أبي حاتم ـ رحمه الله ـ يقبل في الضعفاء والمجاهيل لا في الأئمة الأثبات ؛ لأن من ثَبَتتْ إمامتُه ، وعدالتُه ، وكَثُر مادحوه ومزكُّوه ونَدَر الواقعين فيه ، وكانت هناك قرينة دالة على سبب الكلام فيه ، من تعصب ممضىي أوغيره ، فينبغي حتى يضرب به عرض الحائط ولا يلتفت إليه ، بل نعمل فيه بالعدالة ، وإلا فلوفتحنا هذا الباب ، وأخذنا بتقديم الجرح على إطلاقه ، لما سَلٍمَ لنا أحد من الأئمة ، إذ ما من إمام إلا وقد تحدث فيه متحدثون ، وهلك فيه هالكون .

ويدافع عن الإمام دواد بن علي الظاهري ـ رحمه الله تعالى ـ مضىي العصر العلامة المفهمي اليماني ـ رحمه الله تعالى ـ فيقول معلقاً في الحاشية : " وقد يظن حتى هذا الرجل هوداود بن علي بإمام أهل الظاهر ن خلف الأصبهاني ـ لكن في ترجمته من لسان الميزان " وقد ذكره ابن أبي حاتم فأجاد في ترجمته فإنه نطق : روى عن إسحلق الحنظلي وجماعة من المحدثين وتفقه للشافعي رحمه الله تعالى ثم هجر ذلك ونفى القياس وألف في الفقه على ذلك خطاً شذ فيها عن السلف وابتدع طريقة هجره أكثر أهل الفهم عليها وهومع ذلك صدوق في روايته ونقله واعتقاده إلا حتى رأيه أضعف الآراء وابعدها من طريقة الفقه وأكثرها شذوذاً " وليست هذه العبارة في هذه الترجمة ولا في غيرها من هذا الباب في الأصلين اللذين عندنا فالله أفهم ، ولداود ترجمة في " تاريخ بغداد " (8/ 369) وقد حكوا شيئاً عن وراق داود عن داود ووراقه هوالحسين بن عبدالله بن شاكر ضعفه الدارقطني ترجمته في " لسان الميزان " (2/ 290) وحكوا عن داود حدثة أخرى عابها عليه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه ومحمد بن يحيى وأبوغرسة وغيرهم من الأئمة ولا أراه نحا بها إلا منحى البخاري وإن لم يحسن التعبير وقصته شبيهة بسيرة البخاري

والله المستعان . وأما ذمه كثرة طلب الحديث فالظاهر ذم صرف العمر كله وهجر التفقه ، والله أفهم " أ.ه .

  • نطق أبوالفتح الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " (1/ 170) :

" أصحاب الحديث : وهم أهل الحجاز ؛ هم أصحاب مالك بن أنس ، وأصحاب محمد بن إدريس الشافعي ، وأصحاب سفيان الثوري ، وأصحاب أحمد بن حنبل ، وأصحاب داود بن علي الأصفهاني .

وإنما سموا : أصحاب الحديث ؛ لأن عنايتهم : بتحصيل الأحاديث ، ونقل الأخبار ، وبناء الأحكام على النصوص ؛ ولا يرجعون إلى القياس ـ الجلي والخفي ـ ما وجدوا خبراً ، أوأثراً ؛ وقد نطق الشافعي : إذا وجدتم لي ممضىاً ، ووجدتم خبراً على خلاف ممضىي ، فافهموا حتى ممضىي : ذلك الخبر " أ.ه .

  • نطق شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في " حقيقة الصيام " ( 35 ـ 36 ) :

" وداود من أصحاب إسحاق . وقد كان أحمدبن حنبل إذا سئل عن إسحاق يقول : أنا أُسأل عن إسحاق ،يا ترى؟ إسحاق يسأل عني .

والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبوعبيد وأبوثور ومحمد بن نصر المروزي وداود بن علي ونحوهؤلاء كلهم فقهاء الحديث رضي الله عنهم أجمعين " أ.ه .

  • نطق الإمام تاج الدين السُّبكي ( عبدالوهاب بن علي ) ، الشافعي في آخر كتابه " جمع الجوامع " في أصول الفقه ( 2/ 441) ، عند ذكر العقيدة :

" ونعتقدُ أنَّ أبا حنيفة ، ومالكاً ، والشافعيَّ ، وأحمدَ ، والسُّفْيَانّين ، والأوزاعيَّ ، وإسحاق بنَ راهوية ، وداود الظاهريَّ ، وابن جرير ، وسائرَ أئمة المسلمين : على هُدىً من الله تعالى في العقائد وغيرها ، ولا التفاتَ إلى من تَكلَّم فيهم بما هم بريئون منه ، فقد كانُوا من العلوم اللَّدُنِّيَّةِ ، والمواهب الإلهية ، والاستنباطات الدقيقة ، والمعارفِ الغزيرة ، والِّينِ والوَرَعِ والعبادةِ والزهادةِ والجلالة : بالمحلِّ الذي لا يُسامى " أ.ه .


مصنفاته

كان الإمام داود مكثراً من التصنيف ، وهومن الذين قيل فيهم " عقله أكبر من فهمه " فقد حباه الله عقلاً نيراً وحافظة قوية حتى حتى خطه كما وصفت " كانت مملوءة حديثاً " وقد أوتي قدرة فائقة على التصنيف تنم عن فهم جم واطلاع واسع . وهذه الثروة العظيمة التي خلفها لنا ـ للأسف الشديد ـ لم يقيض لها حتى ترى النور لتصبح متداولة بين أيدي الناس ، فقد مضىت مبكراً ولم يبقى منها شيء ، وقد ذكر العلامة ابن النديم في " الفهرست " ثبتاً بأسماء تصانيف الإمام داود ، وعلى كلامه تعويلُ من اتىَ بعده من الفهماء ، نطق : " قرأت بخط عتيق يوشك حتىقد يكون كُتب في زمان داود بن علي ، تسمية خط أبي سليمان داود بن عليّ . وقد اثبته على ترتيب ماقرأت :

1ـ كتاب الطهارة . 2ـ كتاب الحيض . 3ـ كتاب الاذان . 4ـ كتاب الصلاة. 5ـ كتاب القبلة . 6ـ كتاب المواقيت . 7ـ كتاب السهو، اربعمائة ورقة . 8ـ كتاب الاستسقاء . 9ـ كتاب افتتاح الصلاة . 10ـ كتاب ماتفسد به الصلاة . 11ـ كتاب الجمعة . 12ـ كتاب صلاة الخوف . 13ـ كتاب صلاة الخسوف . 14ـ كتاب صلاة العيدين . 15ـ كتاب الإمامة . 16ـ كتاب الحكم على تاركئ الصلاة . 17ـ كتاب الجنائز . 18ـ كتاب غسل الميت . 19ـ كتاب الزكاة ، ثلاثمائة ورقة . 20ـ كتاب صدقة الفطر . 21ـ كتاب صيام التطوع . 22ـ كتاب صيام الفرض ، ستمائة ورقة . 23ـ كتاب الاعتكاف . 24ـ كتاب المناسك . 25ـ كتاب مختصر الحج . 26ـ كتاب النكاح ، ألف ورقة . 27ـ كتاب الصداق . 28ـ كتاب الرضاع . 29ـ كتاب النشوز . 30ـ كتاب الخلع . 31ـ كتاب البينة على من يستحق البينة عليه . 32ـ كتاب الاستبراء . 33ـ كتاب الرجعة . 34ـ كتاب مسألة فيء . 35ـ كتاب الايلاء . 36ـ كتاب الظهار . 37ـ كتاب اللعان . 38ـ كتاب المفقود . 39ـ كتاب الطلاق . 40ـ كتاب طلاق السنة . 41ـ كتاب الايمان في طلاق . 42ـ كتاب الطلاق قبل الملك . 43ـ كتاب طلاق السكران والناشى . 44ـ كتاب العدد . 45ـ كتاب البيوع . 46ـ كتاب الصرف . 47ـ كتاب المأذون له في التجارة . 48ـ كتاب الشركة . 49ـ كتاب القراض . 50ـ كتاب الوديعة . 51ـ كتاب العارية . 52ـ كتاب الحوالة والضمان . 53ـ كتاب الرهن . 54ـ كتاب الاجارات . 55ـ كتاب المزارعة . 56ـ كتاب المساقاة . 57ـ كتاب المحافرة والمعاقل . 58ـ كتاب الشرب . 59ـ كتاب الكفالة بالنفس . 60ـ كتاب الوكالة . 61ـ كتاب أحكام الابق . 62ـ كتاب الحدود . 63ـ كتاب تحريم المسكر . 64ـ كتاب الأشربة . 65ـ تاب التناجز . 66ـ كتاب اغتال الخطاء . 67ـ كتاب اغتال العمد . 68ـ كتاب القسامة . 69ـ كتاب الجنين . 70ـ كتاب الايمان والكفارات . 71ـ كتاب النذور . 72ـ كتاب العتاق . 74ـ كتاب الممحرر . 75ـ كتاب المدبر . 76ـ كتاب إيجاب القرعة . 78ـ كتاب الصيد . 79ـ كتاب ذبائح المسلمين . 80ـ كتاب الأضاحى . 81ـ كتاب العقيقة . 82ـ كتاب الأطعمه . 83ـ كتاب اللباس . 84ـ كتاب الطب . 85ـ كتاب الجهاد . 86ـ كتاب السير . 87ـ كتاب قسم الفيء . 89ـ كتاب سهم ذوى القربى . 90ـ كتاب قسم الصدقات . 91ـ كتاب الخراج . 92ـ كتاب المعدن . 93ـ كتاب الجزية . 94ـ كتاب القسمة . 95ـ كتاب المحاربة . 96ـ كتاب سير العادلة . 97ـ كتاب المرتد . 98ـ كتاب المرتد . 99ـ كتاب اللقطة والضوال . 100ـ كتاب اللقيط . 101ـ كتاب الفرائض . 102ـ كتاب ذوى الارحام . 103ـ تاب الوصايا . 104ـ كتاب الوصايا في الحساب . 105ـ كتاب الدورة . 106ـ كتاب الولاء والخلف . 107ـ كتاب الخناث . 108ـ كتاب الاوقات . 109ـ كتاب الهبة والصدقة . 110ـ كتاب القضاء . 111ـ كتاب أدب القاضى . 112ـ كتاب القضاء على الغائب . 113ـ كتاب المحاضر . 114ـ كتاب الوثائق ، ثلاثة ألف ورقة . 115ـ كتاب السجلات . 116ـ كتاب الحكم بين أهل الذمة . 117ـ كتاب الدعوى والينات ، ألف ورقة . 118ـ كتاب الإقرار . 119ـ كتاب الرجوع عن الشهادات . 120ـ كتاب الحجر . 121ـ كتاب التفليس . 122ـ كتاب الغصب . 123ـ كتاب الصلح . 124ـ كتاب النضال . 125ـ كتاب مايجب من الاكتساب . 126ـ كتاب الذب عن السنن والأحكام والأخبار ، ألف ورقة . 127ـ كتاب الرد على أهل الافك . 128ـ كتاب المشكل . 129ـ كتاب الواضح والفاضح للساعى . 130ـ كتاب صفة أخلاق النبى ـ صلى اللع عليه ويلم ـ . 131ـ كتاب أعلام النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ . 132ـ كتاب الفهم . 133ـ كتاب النادىء . 134ـ كتاب المستقبل والمستدبر . 135ـ كتاب الإجماع . 136ـ كتاب ابطال التقليد . 137ـ كتاب أبطال القياس . 138ـ كتاب خبر الواحد . 139ـ كتاب خبر الموجب للفهم . 140ـ كتاب الحجة . 141ـ كتاب الخصوص والعموم . 142ـ كتاب المفسر والمجمل . 143ـ كتاب هجر الأكفار . 144ـ كتاب رسالة الربيع بن سليمان . 145ـ كتاب رسالة أبي الوليد . 146ـ كتاب رسالة القطان . 147ـ كتاب رسالة هارون الشاري . 148ـ كتاب الافصاح ، خمس مائة ورقة . 149ـ كتاب الايضاح ، أربعة ألف ورقة . 150ـ كتاب المتعة . نطق محمد بن اسحق : نسخت هذه الخط من جزء عتيق ، بخط محمود المروزى ، واحسب هذا الرجل على ممضى داود ، إلا أنه غير معروف . ولداود مسائل وردت عليه من الاصقاع والمواضع منها : 151ـ كتاب المسائل الاصفهانيات . 152ـ كتاب المسائل المكتومات . 153ـ كتاب المسائل البصريات . 154ـ كتاب المسائل الخوار زميات . 155ـ كتاب الكافى في منطقة المطلبى ، يعنى الشافعى . 156ـ كتاب مسئلتين خالف فيها الشافعى . والخط الاولة يحتوى عليهاكتاب سماه : 157ـ كتاب السير " . [ الفهرست : ص/271 ـ 272 ] . نطق عبدالعزيز : ومن مصنفات الإمام داود : 158ـ فضائل الإمام الشافعي . نطق أبوإسحاق الشيرازي في " طبقات الفقاء " (ص/ 92) : " وكان من المتعصبين للشافعي وصنف كتابين في فضائله والثناء عليه " . ونطق الإمام النووي في " تهذيب الأسماء واللغات " " 1/ 182" : " وكان من المتعصبين للشافعي. وصنف كتابين في فضائله والثناء عليه .. " . ونطق العلامة السبكي في " طبقات الشافعية " (2/ 284 ) : " وكان أحد أئمة المسلمين وهداتهم . وله في فضائل الشافعي رحمه الله مصنفات " . ونطق الحافظ ابن حجر في " تولي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس " (ص/ 26) : " فأوَّلَ مَنْ فهمته جمع في ذلك إمام أهل الظاهر أبومحمد داود بن عليَ بن خلف الأصبهاني .. " . نطق أبوعبدالرحمن : أفاد الإمام ابن عساكر في كتابه " تاريخ دمشق " الكثير من كتاب فضائل الشافعي للإمام داود . 159ـ كتاب الأصول . قلت : ذكره ابن النديم ، والسبكي في " طبقات الشافعية " (2/ 290) .

وفاته

توفي الإمام الجليل ،العالم الرباني ،الفقيه المجتهد،الثقة الثبت ، داود بن علي الظاهري بعد حياة حافلة بالفهم والعطاء والعمل في شهر رمضان سنة سبعين ومئتين

مصادر

  • الممضى السني الخامس: الممضى الظاهري
  • " الأنساب " (1/ 175) .
  • مثل ابن خلكان في " وفيات الأعيان " (1/ 92) وياقوت الحموي في " معجم البلدان " (1/ 246ـ 247) .
  • تهذيب التهذيب (10/ 462 ـ 463) .

وصلات خارجية

  • منتديات الظاهرية


تاريخ النشر: 2020-06-04 12:15:56
التصنيفات: Articles which use infobox templates with no data rows, No local image but image on Wikidata, Pages using infobox religious biography with unsupported parameters, Pages using infobox religious biography without religion parameter, علماء مسلمون, علماء الحديث, محدثون, مسلمون, فقهاء, رجال دين سنة, القضاء في الإسلام, عراقيون, أشخاص من بغداد, ظاهري

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أردوغان يشارك في حفل ختام مونديال قطر 2022

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:48
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 90%

مقتل فلسطيني وإصابة شقيقه دهسهما مستوطن بسيارته عمدا جنوب نابلس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:44
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 89%

الجامعة العربية تستضيف "مؤتمرا مهما" لدعم القدس في فبراير

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:49
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 99%

كأس العالم 2022: كرواتيا تخطف المركز الثالث من المغرب بهدفين مقابل هدف

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:24
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 96%

خبير أمريكي: أوكرانيا تخسر ويجب على واشنطن دفعها نحو السلام

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:44
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 87%

داري: "كنا نأمل بتحقيق المركز الثالث لكن للأسف ظهر علينا العياء"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:22
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

عباس للعاهل الأردني: أمن ورخاء المملكة من أمن ورخاء فلسطين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:51
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 93%

مونديال 2022: المغرب يختم قصته الجميلة بمركز رابع

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:36
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

انفجار قرب تل أبيب يلفه الغموض حتى الآن (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:50
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 98%

الأسلحة المصادرة في مطارات أمريكية تبلغ رقما قياسيا

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:29
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 86%

واشنطن تحث بيونغ يانغ على استئناف المفاوضات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:43
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 88%

تبون يتلقى مكالمة هاتفية من ماكرون

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:46
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 97%

"سبوتنيك": قصف صاروخي يستهدف قاعدة للجيش الأمريكي شرقي سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-17 21:16:51
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 94%

تحميل تطبيق المنصة العربية