أبوبكر الشبلي
هوالشيخ الزاهد أبوبكر دلف بن جعفر بن يونس الشبلي، ولد في سامراء عام 247هـ، الموافق 861م، وكان أبوه من رجال دار الخلافة بسامراء، وهوهجري الأصل من قرية شبلية من أعمال أشروسنة. ونشأ الشبلي مع أولاد الأمراء والوزراء ، وأنخرط في سلك الوظيفة بدار الخلافة، وحظي من الأمراء بالنعم الوافرة، وعين أميرا على (دوماند) من توابع طبرستان. وكان يرى المظالم في عمله والسعايات بين الحكام بالباطل فيؤلمه ذلك، ولا يوافق هواه ونزعته الشاعرية، وأحس بقيود الوظيفة، وأراد خلعها لأنه يرى مصيره سيئا في الدنيا والآخرة إذا أستمر بالعمل مع هؤلاء المتكالبين على الدنيا، والتقى بالرجل الصالح (خير النساج) وكان من مشاهير الوعاظ في عصره، ووجهه نحوالجنيد البغدادي.
وألتقى الشبلي بالجنيد البغدادي فرحب به الجنيد وأكرمه وحبب إليه العبادات والتصوف والأنصراف عن الدنيا، وأن لا يجعلها جميع همه.
وكان الشبلي قد جزع من العمل أميرا عند الولاة وقرر الأستنطقة من عمله. فطلب منه الجنيد حتى يعود إلى وظيفته ويسترضي الناس، فرجع الشبلي لعمله واقام فيها سنة، يسترضي خلالها الناس، ثم عاد إلى بغداد، وسلك سبيل التصوف وكان مالكي الممضى.
وقد أخذ الفهم على يد فهماء عصره وخدم الحديث الشريف، وغلبت عليه نزعة الزهد، والتعلق بالتصوف، وكان يعهد الزهد بقوله: (تحول القلوب من الأمور إلى رب الأمور).
وللشبلي ديوان شعر حسن ، ومنه يقول:
|
||
كم نادت الدنيا على أهلها | لوحتى في العالم من يسمع | |
كم واثق بالعمر واريته | وجامـع فرقت ما يجمـع |
توفي الشيخ الشبلي ليلة السبت 27 من ذي الحجة عام 334هـ، الموافق 945م، ودفن ضحى في مقبرة الخيزران، وقبره ظاهر يزار وعليه قبة، ودفن إلى جواره بعض طلابه ومحبيه.
من أقواله
- وقد سئل عن حديث خير كسب المرء عمل يمينه فنطق: "إذا كان الليل فخذ ماء، وتهيا للصلاة، وصلي ما شئت، ومد يدك، وسل الله، فذلك كسب يمينك".
- وسئل عن قول القرآن: (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً). سورة الكهف آية 18، فنطق: "لواطلعت على الكل لوليت منهم فراراً ألينا".
- وسئل في معنى قول القرآن: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ). سورة النور آية 30، فنطق: "أبصار الرءوس عن المحارم، وأبصار القلوب عما سوى الله عز وجل".
- "ليت شعري ما اسما عندهم يا علام الغيوب. وما أنت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب وبم يختم عملي يا مقلب القلوب".
- التصوف ضبط حواسك، ومراعاة أنفاسك
- من عهد الله خضع له جميع شيء؛ لأنه عاين أثر ملكه فيه.
- الفرح بالله أولى من الحزن بين يدى الله.
- من كان بالحق تلفه، كان الحق خلفه.
أصحابه
- الحسين بن محمد بن موسى الأزدي
- على بن إبرهيم، أبوالحسن الحصري البغدادي
- محمد بن أحمد بن حمدون الفراء
- محمد بن سليمان الصعلوكي الحنفي
مصادر
- أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - تأليف وليد الأعظمي - الطبعة الأولى - بغداد - مخطة الرقيم - 2001م.
هذه بذرة منطقة عن حياة شخصية بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |