زرياب
أبوالحسن علي بن نافع (789-857) مولى المهدي الخليفة العباسي. ومعنى اسم زرياب "طير أسود اللون عذب التغريد"، ولما كان أبوالحسن من الفطاحل عذب الصوت وأسود اللون، لقب بزرياب. ابتكر الموشح وزاد في أوتار العود فجعلها خمسة وأدخل في الموسيقى مقامات كثيرة لم تكن معروفة قبله.
النشأة
نشأ زرياب في بغداد لعائلة كردية من أرژن ببلاد فارس. وكان تلميذا لإسحق الموصلي بصورة سرية إلى حتى أتقن في الغناء عليه، ففي ذات يوم طلب الخليفة هارون الرشيد من إسحق الموصلي حتى يأتي معه بمغن حديث يجيد الغناء، فأحضر إسحق زرياب فاستأذن من الخليفة بأن يغني فأذن له:
يا أيها الملك الميمون طائره هارون راح إليك الناس وابتكروا
إلى حتى أكمل نوبته فطار الرشيد فرحا وتعجب منه كثيرا وطلب من أستاذه إسحق حتى يعتز به، إلا حتى إسحاق داخله الحسد والحقد فهدد زرياب وخيره بالخروج من بغداد أوحتى يغتاله، فرجح زرياب الخروج من بغداد فخرج وتوجه إلى الأندلس وكان الخليفة هناك آنذاك عبد الرحمن الثاني، فخط زرياب إلى الخليفة يستأذنه بالدخول إلى بلاطه فرد عليه حسنا ورحب به، وبعد حتى ولج بلاط الخليفة وأصبح من حاشيته غنى بحضرته وما حتى سمعه الخليفة حتى شغف به وقربه إليه وأصبح نديمه ومن أقرب الناس إليه. وعندما اشتهر زرياب في الأندلس وتمركز بها، أسس مدرسة للغناء وللموسيقى وتعتبر هذه أول مدرسة أسست لتعليم فهم الموسيقى والغناء وأساليبها وقواعدها.
يعتبر زرياب هوالسبب في اختراع الموشح لأنه عمم طريقة الغناء على أصول النوبة، وكانت هذه الطريقة هي السبب في اختراع الموشح.وقد أدخل زرياب على فن الغناء والموسيقى في الأندلس تحسينات كثيرة وأهم هذه التحسينات:
- جعل أوتار العود خمسة مع الفهم أنها كانت أربعة أوتار.
- أدخل على الموسيقى مقامات كثيرة لم تكن معروفة قبله.
- جعل مضراب العود من قوادم النسر بدلا من الخشب.
- افتتاح الغناء بالنشيد قبل البدء بالنقر، كما أنه أول من وضع قواعد لتعليم الغناء للمبتدئين وأهمها هي:
- يتفهم المبتدئ ميزان الشعر ويقرأ الأشعار على نقر الدف ليتفهم الميزان الغنائي.
- يعطى اللحن للمبتدئ ساذجا خاليا من جميع زخرفة.
- يتفهم المبتدئ الزخرفة والتغني في الألحان مع الضروب بعد تفهمه الميزان والضرب واللحن. وقد وضع أسسا وقواعد لفحص المبتدئين قبل قبولهم
وهي حتى يجلس المبتدئ في مكان عال ثم يوعز إليه بأن يصبح بجواب صوته ثم ينزل تدريجيا إلى قراره، وبهذه الطريقة كان يعهد مدى صوته وحلاوته.
وقد نقل زرياب من بغداد إلى الأندلس طريقتين في الغناء والموسيقى هما:
- طريقة الغناء على أصول النوبة
- كيفية تطبيق الإيقاع الغنائي مع الإيقاع الشعري
زرياب يزيد في العود وترا
زاد زرياب بالأندلس في أوتار عوده وتراً خامساً اختراعاً منه، إذ لم يزل العودُ بأربعة أوتار على الصنعة القديمة، فزاد عليها وتراً آخر متوسطاً، فاكتسب به عوده ألطَفَ معنى وأكمل فائدة. وهوالذي اخترع بالأندلس مضراب العود من قوادم النسر، بدلاً من مرهف الخشب. وأبدع زرياب في تنسيق الألحان، حتى توهّم حتى الجن هي التي تعلّمه؛ ولا عجب فقد ورث هذا الشعور من أستاذه إسحاق الموصلي الذي ورثه عن أبيه إبراهيم الموصلي.
طريقته في تخريج المغنّين
كان زرياب إذا أراد حتى يعلّم تلميذاً أمره بالقعود على وسادة مدوّرة، فإن كان ليّن الصوت أمره حتى يشد على بطنه عمامة؛ لأن ذلك يقوي الصوت، فلا يجد متسعاً في الجوف عند الخروج من الفم. فإن كان لا يقدر على حتى يفتح فاه، أوكانت عادته حتى يضمّ أسنانه عند النطق، أمره بأن يدخل في فيه بترة خشب عرضها ثلاثة أصابع، يُبيتها في فمه ليالي حتى ينفرج فكاه. وإلى زرياب يرجع الفضل في تعليم الجواري الغناء في عصره والعزف على العود، ومن هؤلاء غِزلان وهُنَيدة، ومنهن منفعة التي اشتهرت بفرط جمالها، وقد أحب بها (عبد الرحمن)، فأهداها زرياب إليه، فحظيت عنده.
وصفوة القول حتى زرياب لم ينقل إلى المجتمع الأندلسي فنون الموسيقى وضروب الغناء فقط، وإنما نقل إليه أوجه الحياة الحضارية التي كان المشارقة ينعمون بها، فكان بذلك من أبرز عوامل التواصل بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه في ذلك العصر.
وفاته
توفي في قرطبة سنة 230 هـ الموافق 845 م.
طالع أيضا
- إسحق الموصلي
- إبراهيم بن المهدي