ابن سهل الإشبيلي
أبوإسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي، (605-649 هـ/1208-1251م) من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر محرر أندلسي.
ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس الفهم والأدب فيها، انصرف إلى حياة اللهووالمتعة وما يتصل بهما من شعر الغزل والخمر والموشحات، حتى غدا «شاعر إشبيلية ووشاحها». دفعه سوء الأحوال السياسية إلى مغادرة إشبيلية مع بداية العقد الخامس من القرن السابع إلى جزيرة منورقة، حيث قضى فيها نحوسنة أويزيد بقليل. وفيها نطق أولى قصائده المدحية في أبي عدنان بن حكم صاحب منورقة. ثم غادرها إلى سبتة، على اختلاف في خط التراجم بين من يقول بعودته إلى إشبيلية أولاً وبين من لا يثبت له رحلة إلى منورقة أصلاً. والأرجح أنه زار إشبيلية قبل انصرافه إلى سبتة، لوجود قصيدة له يمدح فيها الشيخ أبا فارس الفتح بن فارس بن أبي حفص والي إشبيلية سنة 643هـ.
اتصل ابن سهل بالوزير أبي علي بن خلاص صاحب سبتة وأصبح محرره، ولعل هذا ما يفسر اتصال لقب (المحرر) به. نال حظوة عند ابن خلاص دفعته إلى إرساله في رحلة مع ابنه أبي القاسم بهدية إلى صاحب تونس، تلك الرحلة التي انتهت بغرقه إثر عاصفة هواتى، وكان ذلك بين عامي 646هـ ـ649هـ على اختلاف بين المترجمين.
اختُلف في إسلام ابن سهل، ومعظم خط التراجم القريبة من عهده تقول إنه أسلم، وتستدل بقصائد المدح التي نظمها في الرسول ، وليس لدى من يرد إسلامه سوى تأويلات لبعض شعره وتشكيك في إكثاره من اسم «موسى» في غزلياته.
نال شعر ابن سهل إطراء كثير من القدماء، فخصّه ابن سعيد بالذكر وأشار المقّري إلى حتى ديوانه «حاز قصب السبق في النظم والتوشيح». ويكثر في شعر ابن سهل الغزل ثم الخمريات والطبيعة وبعض شعر المجون والمدح.
والغالب غزله بموسى، فقد جعل من سيرة موسى عليه السلام، كما وردت في القرآن الكريم متّكأً لتوليد المعاني وتوظيفها توظيفاً يلائم الغرض الذي يريده. وقد وُصف غزله بالرقة والابتكار والطرافة.
أما شعره المتعلّق بالخمريات والطبيعة فقليل، وتظهر فيه قدرته على التصرف في اللغة، وهويصور نمط الحياة التي كان يحياها ابن سهل في تلك الفترة. أما مديحه فأغلبه يعود إلى الفترة التي تلت إشبيلية، وكأن انتنطقه في المكان رافقه انتنطق نفسي من فترة إلى فترة، فلم يعد ابن سهل ذاك اللاهي العابث المنصرف عن الجد، فقد اتصل بالسياسة وأهلها وخاض في فن المديح وما يقتضيه من التزام بقواعد القصيدة المدحية التقليدية، من غزل ووصف للرحلة وصولاً إلى الممدوح، غير حتى الغالب على مدحه الصنعة وخلّوه من الصدق العاطفي، ويُرى أثر ذلك في تكراره لمعانٍ وأبيات مشهورة في الشعر العربي القديم، وحتى تكراره لأبيات له يعيدها من ممدوح إلى آخر.
له ديوان مطبوع جمعه وحققه محمد قوبعة وصدر عن الجامعة التونسية عام 1985.
ومن شعره قوله:
أذوق الهوى مرَّ المطاعم علقما | وأذكـُر مِن فيهِ اللَّمى فيطيب |
تحنُّ وتصبوكـل عينٍ لحسنه | كأن عيـونَ الناس فيه قلوبُ |
وموسى ولا كـفرانَ لِلّهِ قاتلي | وموسى لقلبي كيف من الممكن أن كان حبيبُ |
المصادر
- لؤي خليل. "ابن سهل الإشبيلي". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، تحقيق شوقي ضيف (دار المعارف، القاهرة).
- المقري، نفح الطيب، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت 1968).