طبقات المجتمع الاوروبي قبل القرن 19

عودة للموسوعة

طبقات المجتمع الاوروبي قبل القرن 19

"رجال الدين، الفرسان، والعمال": طبقات المجتمع الثلاثة في مخطوطة فرنسية من العصور الوسطى.

طبقات المجتمع الأوروپي، تشير لطبقات المتجمع الممثلة في شكل هرمي، المعترف بها في العصور الوسطى والفترة المعاصرة المبكرة في أوروپا المسيحية؛ وتنقسم أحياناً إلى ثلاثة طبقات: رجال الدين، النبلاء، والعامة، وعادة ما كان يشار إليهم في العصور الوسطى حسب ترتيب الأهمية (كترتيب هرمي كما أمر الله) الطبقة الأولى، الثانية، والثالثة بالترتيب. في هذا التريب، رتب الله الكهنوت، والذي ترجع أهمية لترتيب الملوك والنبلاء، الذين حازوعلى امتيازات أكثر من تلك التي حازها المرموقين من العامة، أوالبرجوازيين؛ ومن هنا اتىت الاشارات المتكررة لفلاحي أوروپا على أنهم "الطبقة الرابعة" — وإن كان يعتقد أنهم كانوا لا يمتلكون أي سلطة في نظر الآخرين. الأفراد الذين وُلدوفي طبقتهم، وكان تغير وضعهم الاجتماعي بطيئ، هذا إذا حدث. كانت كنيسة العصور الوسطى هي الاستثناء، والتي كانت المؤسسة الوحيدة التي يمكن للرجال (والنساء) الوصول إليها، مرة واحدة في العمر، حيث كانت أعلى منصب في المجتمع.

مملكة فرنسا


الهيكل
طبقات المجتمع الاوروبي قبل القرن 19
الپرلمانات
النبلاء الفرنسيون
Taille
Gabelle
Seigneurial system

كانت المجتمع الفرنسي تحت النظام القديم (قبل وقوع الثورة الفرنسية) ينقسم إلى ثلاث طبقات: الطبقة الأولى (رجال الدين)؛ الطبقة الثانية (النبلاء)؛ والطبقة الثالثة (العامة). وكان الملك لا ينتمي لأي طبقة من هذه الطبقات.

الطبقة الأولى (بالفرنسية premier état) كانت طبقة رجال الدين.

كان عدد سكان فرنسا التي عاد إليها ڤولتير 1727، نحوتسعة عشر مليوناً من الأنفس، مقسمة إلى ثلاث طبقات: رجال الدين والنبلاء، ثم الطبقة الثالثة التي تضم بقية الشعب. وإذا أردنا حتى نفهم الثورة الفرنسية فلا بد لنا من حتى ندرس جميع طبقة منها دراسة دقيقة.


الطبقة الأولى: رجال الدين

كانت الكنيسة الكاثوليكية قوة أساسية ذات وجود بارز في جميع ركن في الحكومة. وقدر رجال الدين الكاثوليك في فرنسا بنحو260 ألفاً في 1667، و420 ألفاً في 1715. و194 ألفاً في 1762. وهذه الأرقام كلها من قبيل التخمين، ولكن قد نفترض انخفاض هذا العدد بنسبة 30% في القرن الثامن عشر، على الرغم من تزايد عدد السكان، وحسب لاكروا حتى فرنسا كان فيها عام 1763، 18 رئيس أساقفة، 109 أساقفة، و40 ألف قسيس، و50 ألف مساعد قسيس، و27 ألف كاهن، و20 ألف محرر (من رجال الدين)، ومائة ألف راهب وراهبة وعضوأخوية دينية، ومن بين 740 ديراً كان هناك 625 ديراً يتولى شئونها مساعدورؤساء أديار، لمصلحة رؤساء أديار متغيبين عنها وكانوا يتمتعون باللقب وبنصف أوثلثي ولج الدير، دون حتىقد يكون مطلوباً منهم حتى يحيوا حياة كنسية.

وكان رجال الدين الأعلى مرتبة يشكلون من الوجهة العملية فرعاً من النبلاء، وكان الملك يعين جميع الأساقفة، عادة، بناء على ترشيح السادة الإقطاعيين المحليين، على شرط موافقة البابا. ورغبة من الأسرات ذوات الألقاب في عدم تفتيت ممتلكاتهم بالتوريث، كفلت لصغار أبنائها المناصب الأسقفية ومناصب رؤساء الأديار، حتى أنه في 1789 لم يكن من بين المائة والثلاثين أسقفاً في فرنسا إلا واحداً فقط من الأفراد العاديين غير ذوي الألقاب. وأدخل أبناء الأسرات العريقة هؤلاء معهم إلى الكنيسة عاداتهم الني درجوا عليها في التمتع بترف الدنيا وزخرفها. ومن ذلك حتى الأمير الكاردينال إدوارد دي روهان كان في القداس يرتدي ثوباً كهنوتياً له حواش من المخرمات المعقودة، قدرت قيمته بمائة ألف جنيه، وكانت أدوات مطبخه من الفضة الخالصة. وفسر رئيس الأساقفة ديللون دي ناربون للويس السادس عشر، السبب في أنه أي رئيس الأساقفة، استمر في ممارسة الصيد بعد حتى حرمه على رجال الدين في أسقفيته، بقوله "مولاي إذا رذائل رجالي من عند أنفسهم، ولكني ورثت رذائلي أنا عن أسلافي لقد انقضى العصر الزاهر لرجال الكنيسة-من أمثال بوسويه وفينلون وبوردللو-وأفسح المرح الأبيقوري الصاخب في عهد الوصاية المجال أمام رجال مثل ديبوأوتنسان للترقي في مناصب الكنيسة على الرغم من انغماسهم في ملذات الصيد بنوعيه، اقتناص الحيوان واصطياد النساء. وقضى كثير من الأساقفة معظم حياتهم في فرساي أوباريس، مشاركين البلاط الملكي بهجته ومسراته ومباذله، فاحتفظوا بقدم في الآخرة وقدم في الدنيا، ولم ينسوا نصيبهم من متاعها.

وكان للأساقفة ورؤساء الأديار حقوق السادة الإقطاعيين وواجباتهم، حتى إلى حد تقديم ثور لخدمة أبقار فلاحيهم. وكانت ممتلكاتهم الشاسعة، التي كانت تضم أحياناً مدن بأسرها، تدار كما تدار الممتلكات الإقطاعية. وكان جزء كبير من مدينة فرن ومعظم الأرض المحيطة بها ملكاً للأديار، وفي بعض الكوميونات (وحدات التقسيم الإداري)، عين الأسقف جميع القضاة والموظفين، إلى غير ذلك عين رئيس أساقفة كمبري الذي كان السيد الأعلى على منطقة تضم 75 ألفاً من السكان جميع رجال الإدارة في كاتوكمبرسيس، ونصفهم في كمبراي. وعمر نظام الرقيق لأطول فترة في ضياع الأديار وكان للكهنة في سان كلود في جبال جورا اثنا عشر ألفاً من الرقيق، وقاوموا بشدة الانتقاص من الخدمات الإقطاعية. وارتبطت حصانات الكنيسة وامتيازاتها بالنظام الاجتماعي القائم، كما جعلت لهيئة الكنيسة أقوى تأثير محافظ على القديم يناهض أي تغيير في فرنسا.

وجمعت الكنيسة سنوياً، مع شيء من الاعتدال ومراعاة الظروف، العشور من نتاج جميع مالك أرض وماشية، ولكن هذا نادراً ما كان العشر في الواقع، بل كان في الكثير الغالب جزءاً من اثني عشر، وأحياناً جزءاً من عشرين. وبهذه العشور، بالإضافة إلى الهبات والوصية والتوريث، وبدخل العقارات الثابتة، احتفظت الكنيسة بكهنة أبرشياتها فقراء معوزين على حين عاش الأساقفة مترفين منعمين. وأغاثت الكنيسة المحتاجين المعدمين وفهمت الصغار ولقنتهم مبادئها. وفي المقام التالي بعد الملك وجيشه، كانت الكنيسة أقوى وأغنى سلطة في فرنسا. وكانت تمتلك، طبقاً لمختلف التقديرات، ما بين 6% و20% من الأرض، وثلث الثروة. وكان ولج أسقف سنس السنوي 70 ألف جنيه، وأسقف بوفيه 90 ألفاً، ورئيس أساقفة روان 100 ألف، ورئيس أساقفة ناريون 190 ألفاً، ورئيس أساقفة باريس 200 ألف، أما رئيس أساقفة ستراسبورج فقد أربى دخله السنوي على المليون من الجنيهات. وكان رأس مال كنيسة بريمونتريه بالقرب من لاؤون 45 مليوناً من الجنيهات. أما الاخوة الدومنيكان البالغ عددهم 236 في تولوز فقد بلغت مقتنياتهم من الأملاك الفرنسية والمزارع في المستعمرات ومن الرقيق الأسود ما قدرت قيمته بعدة ملايين من الجنيهات أما رهبان سانت مور فقد بلغت قيمة ممتلكاتهم 24 ملوناً من الجنيهات تدر ثمانية ملايين في العام.

ولم تدفع الكنيسة أية ضرائب عن شيء من ممتلكاتها أودخلها، ولكن كبار رجال الدين كانوا يقررون بصفة دورية في المجامع الوطنية إعانة اختيارية للدولة. وفي 1773 بلغت هذه الإعانة ستة عشر مليوناً من الجنيهات لمدة خمس سنوات. وقد اعتبرها فولتير نسبة عادلة من ولج الكنيسة. وفي 1749 اقترح ماشول دي ارنوفيل المراقب العام المالي حتى يستبدل بهذه المنحة الاختيارية ضريبة مباشرة سنوية قدرها 5% من مجموع الدخل تفرض على الكنيسة وعلى عامة الناس وخشي رجال الدين حتى تكون هذه خطوة أولى نحوسلب أموال الكنيسة بغية إنقاذ الدولة، فقاوموا الفكرة في "غضب شديد وإصرار". كذلك اقترح ماشول تحريم التوريث بالوصية للكنيسة دون موافقة الدولة، وإلغاء المؤسسات الدينية التي قامت منذ 1636 دون ترخيص من الملك، ومطالبة شاغلي الرتب الكنسية ذوات الدخل بتقديم تقرير عن مواردهم إلى الحكومة. وأبت جمعية انعقدت من رجال الدين الامتثال لهذه القرارات، ونطقوا: "لن نوافق إطلاقاً على حتى يصبح ما كان حتى الآن ثمرة حبنا وإجلالنا ضريبة على طاعتنا"، وأمر لويس الخامس عشر بفض الاجتماع، كما أصدر المجلس الملكي أوامره إلى المحافظين بجمع ضريبة أولية مقدارها سبعة ملايين ونصف مليون جنيه على أملاك الكنيسة.

وحاول فولتير تشجيع ماشول والملك فأصدر كتيباً عنوانه "صوت الحكمة وصوت الشعب" حرض فيه الحكومة على حتى تفرض سيطرتها على الكنيسة، وأن تحول دون حتى تكون الكنيسة دولة داخل الدولة، وأن تعهد إلى فلاسفة فرنسا بالدفاع عن الملك والوزارة ضد جميع قوى الخرافة. ولكن لويس الخامس عشر لم ير سبباً يدعوه إلى الاعتقاد بأن الفلاسفة في مقدورها حتى تكسب الجولة في الحرب مع الكنيسة. وأدرك حتى نصف سيادته وسلطانه يهجرز على مسحة الزيت المقدس وتتويجه بأيدي رجال الكنيسة، ليصبح بعد ذلك-في نظر الجماهير التي ليس في مقدورها حتى تدنوا منه إلى حد تستطيع معه إحصاء عدد محظياته-نائب الله الذي يتحدث بمقتضى التفويض الإلهي. حتى الإرهاب الروحي الذي يبثه رجال الدين في النفوس وتعززه قوى التنطقيد والعادات والاحتفالات الدينية والملابس الكهنوتية والهيبة، نقول إذا هذا الإرهاب قام مقام ألف من القوانين ومائة ألف من رجال الشرطة في المحافظة على النظام الاجتماعي، والإبقاء على طاعة الجماهير وامتثالها للحكومة والملك. وهل في مقدور أية حكومة، دون دعم من الراتى والخوف الخارقين للطبيعة، حتى تسيطر على ما فطر عليه الناس من نزعة التمرد على القانون أوعدم الخضوع له،يا ترى؟ وعقد الملك عزمه على الاستسلام للأساقفة، ونقل ماشول إلى منصب آخر، وصادر كتاب فولتير، ووافق على منحة اختيارية بدلاً من الضريبة على أملاك الكنيسة.

إن قوة الكنيسة كانت تعتمد أساساً على نجاح كاهن الأبرشية، وإذا كان الناس يخشون رجال الدين الذين يضعون التيجان على رؤوسهم (الأساقفة مثلاً)، فانهم أحبوا الراعي المحلي الذي شاركهم فقرهم وعوزهم، وأحياناً كدحهم وكدهم في فلح الأرض. انهم تذمروا من جمع العشور، ولكنهم كانوا على يقين من حتى رؤساء الراعي هم الذين أرغموه على جمعها، وأن ثلثي هذه العشور مضى إلى الأسقف أوإلى أحد ذوي المناصب الكنسية الغائبين عنها، على حتى كنيسة الأبرشية. ضناها ما كانت تعاني من خلل وحاجة إلى ترميم، مما تئن منه التقوى نفسها. إذا هذه الكنيسة الحبيبة كانت دار بلديتهم، يعقدون فيها اجتماعاتهم القروية تحت رئاسة الكاهن. وفي سجل الأبرشية، وهوشاهد بقائهم صابرين متجلدين عبر الأجيال، كانت تدون مواليدهم وزيجاتهم ووفياتهم. وكان صوت أجراس هذه الكنيسة أنبل موسيقى ترن في آذانهم، والاحتفالات هي المسرحية التي تشد انتباههم وتبعث فيهم النشاط، وقصص القديسين ذخائر الأدب عندهم، كانت أعياد تقويم الكنيسة هي العطلات المحببة إلى نفوسهم. ولم ينظر الناس إلى عظات راعي الأبرشية ونصائحه وتحذيراته أوإلى تعليمه وتربيته لأبنائهم، على أنها تلقين مبادئ أسطورية لتدعيم لسلطان الكنيسة، بل نظروا إليها على أنها عون لا غنى عنه للنظام الأبوي والانضباط الخلقي، وعلى أنه إيحاء بنظام إلهي يتجلى فيه معنى الخلود الذي خفف من أسلوب حياتهم الممل الجاف في هذه الدنيا. فكانت العقيدة ثمينة أثيرة لديهم إلى حد الاستثارة إلى الفتك بمن يحاول انتزاعها منهم. ورحب الوالدان الفلاحان بالدين جزءاً من الواجبات اليومية في البيت، ونقلا إلى أولادهما الأساطير الدينية، وواظب الجميع على صلوات المساء والوالدان على رأسهم. وكان راعي الأبرشية يحب الناس كما أحبوه، فانضم إليهم في الثورة.

وتناقص عدد الرهبان والراهبات وأخوة الطوائف الدينية، ولكن نمت فيهم روح الفضيلة كما نمت ثروتهم. ونادراً ما كانوا الآن يتسولون أويعيشون على الصدقات لأنهم وجدوا من الحكمة ومن الخير لهم حتى ينتزعوا الوصية بالتوريث من الذين يدنوأجلهم ثمناً بدلاً من حتى يستجدوا بعض البنسات من القرية، وفاضت بعض ثرواتهم على أعمال البر والإحسان، فأنفق كثير من الأديار على المستشفيات والملاجئ، ووزعت الطعام على الفقراء يومياً. وفي 1789 ألحت جماعات كثيرة على حكومة الثورة ألا تقضي على الأديار المحلية لأنها كانت المنظمات البارة المحسنة الوحيدة في نطاق أراضيها. وأدت أديار الراهبات مهام كثيرة تؤدي الآن بطرق أخرى، فكانت توفر مأوى للأرامل، وللنساء اللائى افترقن عن أزقابلن، وللسيدات المراهقات مثل مدام دي ديفان التي رغبت في حتى تنأى بنفسها عن صخب الدنيا. ولم تنكر الديار متاع الحياة الدنيا وزينتها إنكاراً تاماً، فقد استخدمها الأثرياء مأوى لما زاد عن الحد من بناتهم، وإلا فإن زقابلن إذا لم يلجأن إلى الأديار يحتاج مهوراً تنقص من ميراث الأبناء، ولم يكن هؤلاء العذارى المنبوذات ميالات دائماً إلى التقشف. وكان للأم أوريني (رئيسة دير للراهبات) عربة تجرها أربعة جياد، فكانت تستقبل في جناحها الفاخر أفراداً من الجنسين. وكانت الراهبات في ألكس يرتدين التنورات ذوات الأطواق الموسعة والأردية الحريرية المبطنة بالفرو، وكن في أديار أخرى يتناولن العشاء ويرقصن مع ضباط من المعسكرات المجاورة وواضح حتى هذه كانت ضروباً من التسلية البريئة غير الآثمة، فإن كثيراً من الأقاصيص التي رويت عن الفساد الخلقي في الأديار في القرن الثامن عشر كانت مبالغات شنيعة مثيرة استخدمت في حرب النادىية بين المذاهب المتنابذة، وكانت الحالات التي لزم فيها البنات الدير على غير إرادتهن نادرة.

وكان اليسوعيون قد ضعف سلطانهم ومكانتهم. إنهم ظلوا حتى 1792 يسيطرون على التعليم، وكانوا يزودون الملك والملكة بكهنة اعتراف ذوي تأثير قوي، ولكنهم عانوا من فصاحة بسكال، ومن تشكك أوصياء العرش غير الأتقياء، وكانوا يخسرون معركتهم الطويلة المريرة مع الجانسنيين فإن هؤلاء الكاثوليك المتعصبين لعقيدتهم عمروا بعد الاضطهادات الملكية والمراسيم البابوية، وكان عددهم كبير في مجال الأعمال والمهن والاشتغال بالقانون، وكانوا يقتربون من الهيمنة على برلمان باريس وغيره من البرلمانات. وبعد موت زعيمهم اللاهوتي المتقشف فرانسوا دي باريس (1727) حج الجانسنيون المتحمسون المغشي عليهم إلى جدته في مقبرة سان ميدارد، وهناك جلدوا أنفسهم بالسياط، حتى أصاب بعضهم نوبات من التشنج، ومن سموا "بالمتشنجين" وتوجعوا وبكوا وابتهلوا إلى الله حتى يمن عليهم بالشفاء، وأدعى كثير منهم أنهم برئوا بمعجزة. وبعد ثلاثة أعوام من هذه الأحداث أغلقت السلطات هذه المقابر، وكما نطق فولتير: حرم على الله بأمر من الملك حتى يأتي بمعجزات هناك، وانبترت التشنجات، ولكن الباريسيين السريعي التأثر مالوا إلى تصديق المعجزات، وفي 1733 ذكر أحد الصحفيين في مبالغة ظاهرة حتى مدينة باريس الطيبة جانسنية قلباً ونطقباً. وتحدياً للمرسوم الملكي الصادر في 1720 رفض صغار رجال الدين الامتثال للأمر البابوي الصادر في 1713 الذي استنكر فيه البابا إنوسنت الثالث عشر مائة مسألة ومسألة زعموا حتى الجانسنيين أثاروها. وقضى رئيس أساقفة باريس بأن السر المقدس الأخير لا يجوز حتى يقدم لأي فرد لم يكن قد أعترف لقسيس كان قد ارتضى الأمر البابوي. وأسهم هذا النزاع في إضعاف مركز الكنيسة المنقسمة أمام هجمات الفلاسفة.

وكان الهيجونوت وغيرهم من البروتستانت الفرنسيين لا يزالون يعتبرون خارجين عن القانون، ولكن مجموعات صغيرة منهم كانت تجتمع سراً. واعتبر القانون حتى زوجة البروتستانتي عاهرة وأن أبناءها غير شرعيين، ليس لهم حتى يرثوا أية أملاك. وفي عهد لويس الخامس عشر شنت عدة حملات للاضطهاد والتعذيب. وفي 1717 قبض على أربعة وسبعين فرنسياً يقيمون الشعائر البروتستانتية، وأوفدوا للتجديف في القواديس أوالمراكب الشراعية وزج بزوجاتهم في السجن، وقضى مرسوم صدر في 1724 بعقوبة الإعدام على الوعاظ البروتستانت، وبمصادرة أملاك جميع من يشهد اجتماعات البروتستانت، مع إرسال الرجال للتجديف في السفن الشراعية. وحلق شعور النساء واعتنطقهن مدى الحياة وفي عهد الكاردينال فليري وقع شيء من التراخي في تطبيق هذا المرسوم. ولكن بعث من حديث بعد موته، بناء على طلب الأساقفة الكاثوليك في جنوب فرنسا. وفي 1749 أمر برلمان بوردوبالتفريق بين 46 زوجاً وزوجة وفق الطقوس البروتستانتية.

وكان من الجائز انتزاع الأطفال الذين يشتبه في حتى آباءهم من البروتستانت؛ لتربيتهم وتنشئتهم في بيوت كاثوليكية. وإنا نسمع عن رجل ثري من الهيجونوت أنفق 200 ألف جنيه رشوة للموظفين الرسميين حتى يسمحوا له بالاحتفاظ بأبنائه. وفيما بين عامي 1744 و1753 سجن نحو600 بروتستانتي، وحكم على 800 آخرين بعقوبات مختلفة. وفي 1752 شنق في مونبلييه الواعظ البروتستانتي بينز-البالغ من العمر ستة وعشرين عاماً. وفي نفس العام، أمر لويس الخامس عشر، تحت تأثير مدام دي بمبادور، بوضع حد لهذه الاضطهادات. وبعد ذلك استطاع البروتستانت في باريس أوقريباً منها، حتى يتفادوا العقوبات، على شرط حضور الصلوات الكاثوليكية مرة في العام.

وعلى الرغم من تعصب زعماء الكنيسة وانشغالهم بأمور الدنيا ورغبتهم في السلطة والنفوذ، فقد كان بين رجال الدين الفرنسيين مئات ممن امتازوا بالفهم الغزير والحياة التقية النقية. وبالإضافة إلى أولئك الأساقفة الذين بددوا في باريس العشور التي جمعوها من الفلاحين، كان هناك أساقفة آخرون إتسموا بالطهر والتقي قدر ما سمحت به المهام الإدارية. فكان الكاردينال لويس أنطوان دي نواي رئيس أساقفة باريس رجلاً ذكياً نبيلاً. وكان الناس يحبون جان بابتست ماسيون أسقف كلبر مونت على الرغم من عظاته الزاخرة بألوان الفهم والفهم، والتي كان فولتير يحب حتى يستمع إليها وقت تناول الطعام، لجمال أسلوبها على الأقل. أما جبرائيل دي كايلوس أسقف أوكسير فقد وهب جميع ثروته للفقراء، وباع طبقه الفضي ليطعم الجياع؛ ثم اعتذر لمن التمسوا بعد ذلك بقوله "يا أبنائي، لم يبق لدي شيء أعطيكم إياه". ولم يبرح الأسقف فونسوا دي بلزونس مكانه وسط الطاعون الرهيب الذي اجتاح مرسيليا 1720، حين هلك ثلث سكان المدينة، وفر منها معظم الأطباء ورجال الحكم والقضاء. وفي هذا خط ليمونتي: "انظروا إلى بلزونس: وأنه أنفق جميع ما يملك. لقد هلك جميع الذين كانوا في خدمته بسبب العدوى، فسار على قدميه فقيراً بائساً في الصباح إلى مواطن التعاسة والشقاء؛ كما كان يرى مساء وسط الأماكن التي اكتظ بها ولوثها أولئك الذين يعانون سكرات الموت، ليطفئ ظمأهم، ويواسيهم وكأنه صديق لهم... وفي ساحة الموت هذه يأخذ بيد الأنفس التي لا معين لها. إذا مثل هذا المثل الذي ضربه هذا الأسقف الذي يظهر أنه محصن ضد أي أذى كان كفيلاً بأن يدفع..... كهنة الأبرشيات والقساوسة والطوائف الدينية إلى محاكاته في شجاعته وبسالته، فلا يتخلى أحد عن مسقطه، ولا يبالي أحد بما يلقى من عناء وتعب ولوضحى بحياته. إلى غير ذلك أودى الوباء بستة وعشرين راهباً، وبثمانية عشر من بين ستة وعشرين يسوعياً. واستدعى الكيوشيون أخوتهم من الأنطقيم الأخرى، فسارع هؤلاء إلى الاستشهاد في خفة المسيحيين الأولين وابتهاجهم بمثل هذا العمل. وقضى الطاعون على ثلاثة وأربعين من بين خمسة وخمسين منهم. أما سلوك الرهبان الأوراتوريين (طائفة كاثوليكية) فكان أروع من هذا. فقد بذلوا غاية جهدهم.

ولنذكر، ونحن نسجل الصراع المرير بين الدين والفلسفة، ونشارك الفلاسفة مقتهم للرقابة الخانقة والخرافة الشائنة، أنه كان هناك بين رجال الكنيسة على اختلاف مراتبهم الورع والتقي كما كان هناك الغنى والثراء، بقدر سواء. كما كان هناك الإخلاص مع الفقر بين كهنة القرى، أما الناس فقد تغلغل فيهم حب راسخ يتعذر المساس به أوالنيل منه، لعقيدة هيأت للزهوالهوى شيئاً من الانضباط المنقذ من الضلال، كما هيأت للأيام العصيبة الشاقة رؤيا عثر الناس فيها شيئاً من السلوى والعزاء.


الطبقة الثانية: النبلاء

أطلق السادة الإقطاعيون الإقليميون الذين استمدوا ألقابهم من الأرض التي امتلكوها (وهي ربع أرض فرنسا تقريباً) على أنفسهم اسم "نبلاء السيف". وكانت مهمتهم الرئيسية حتى ينظموا ويتولوا قيادة الدفاع عن سيادتهم وعن إقليمهم وعن وطنهم وعن ملكيهم. وفي النصف الأول من القرن الثامن عشر ترأس هؤلاء النبلاء نحوثمانين ألف أسرة ضم نحوأربعمائة ألف من الأنفس. وكانوا شيعاً أوطبقات متحاسدة، أعلاها طبقة ذرية الملك الذي يتربع في دست الحكم وأولاد أخوته وأخواته. ويلي هؤلاء في منزلة أدنى، طبقة أشراف فرنسا: وتضم الأمراء من أبناء الملوك السابقين، ثم سبعة أساقفة وخمسين دوقاً. ويأتي بعد ذلك الأدواق الأقل شأناً، ثم الحاصلون على لقب مركيز، ثم لقب كونت، ثم لقب فيكونت، ولقب بارون وشيفالييه (نبيل من الدرجة الدنيا). وكانت ثمة امتيازات رسمية تميز هذه السلسلة من المراتب بعضها عن بعض. ومن هنا كان نزاع حاد فاجع حول حق السير تحت المظلة في مواكب عيد القربان أوحق الجلوس في حضرة الملك.

ومن بين نبلاء السيف هؤلاء، تعقبت أقلية منهم أصول ألقابها وممتلكاتها عبر عدة أجيال، واختصت نفسها باسم "النبلاء ذوي المحتد الكريم"، ونظروا فيها بعين الازدراء إلى النبلاء الذين حصلوا على لقب النبالة عن طريق أسلاف حديثي العهد، أوحصلوا عليه هم أنفسهم في عهد لويس الثالث أولويس الرابع عشر. كما حتى بعض هذه الألقاب كانت تمنح لقاء خدمات للدولة في الحرب أوفي الإدارة أوفي التمويل، كما حتى بعضها كان يبيعه الملك المعظم المعوز الراحل، لقاء ستة آلاف جنيه، وبهذه الطريقة، كما نطق فولتير، "حصل عدد كبير من المواطنين-رجال المصارف والجراحون والتجار والخطة وخدم الأمراء-على براءة النبالة" وثمة مناصب حكومية معينة، مثل منصب المستشار أوكبير القضاة، كانت تضفي على شاغليها لقب النبالة تلقائياً. وفي عهد لويس الخامس عشر كان في مقدور أي رجل عادي حتى يحصل على النبالة بشراء حق تعيينه وزيراً لقاء مائة وعشرين ألف جنيه. وفي عهد لويس السادس عشر من الممكن كان هناك نحوتسعمائة وزير وهمي أوصوري من هذا الطراز. كما أنه كان في الإمكان شراء اللقب بشراء ضيعة أحد النبلاء. ويحتمل أنه في 1789، كان نحو59%، من مجموع النبلاء ينحدرون في الأصل من الطبقة الوسطى.

ووصلت غالبية هؤلاء إلى درجة كبيرة من الأهمية وحملة الشأن عن طريق دراسة القانون، ومن ثم حصلوا على مناصب القضاء والإدارة. ومن بينهم كان أعضاء البرلمانات الثلاثة عشر التي كانت بمثابة دور قضاء في كبريات المدن في فرنسا، ولما كان يجوز للقاضي أوالحاكم هجر منصبه لابنه، فقد تشكلت أرستقراطية وراثية-هم نبلاء الرداء (الروب). وكان الرداء بالنسبة لرجل القضاء، كما هوبالنسبة لرجل الدين، يمثل نصف السلطة أوالسيادة. وكان أعضاء البرلمانات وهم يرفلون في أرديتهم القرمزية، وعباءاتهم الثقيلة والأكوام ذات الأهداب والشعور المستعارة المضمخة والقبعات ذات الريش، يجيئون في مرتبة أدنى من الأساقفة ونبلاء الأرض. ولكن حيث حتى بعض الحكام والقضاة أصبحوا، عن طريق الرسوم القانونية التي كانوا يتقاضونها، أكثر ثراء من معظم ملاك الأرض ذوي الحسب والنسب، فقد تحطمت الحواجز بين نبلاء السلاح ونبلاء الرداء وما وافى عام 1789 حتى كان ثمة اندماج تام تقريباً بين الطبقتين. وبلغت الطبقة التي تكونت عندئذ من وفرة العدد والقوة مبلغاً لم يستطع الملك معه حتى يقف في وجهها أويقاومها، وزعماء الثورة وحدهم هم الذين استطاعوا حتى يقضوا على هذه الامتيازات الباهظة التكاليف.

وانتاب الفقر كثيراً من النبلاء القدامى بسبب الإهمال في إدارة ممتلكاتهم أوتغيبهم عنها، أوبسبب أتباعهم أساليب متخلفة في زراعتها، أوإنهاك التربة، أوخفض قيمة العملة التي كانوا يتقاضون بها إيجار الأرض أوالرسوم الإقطاعية. ولما كان المفروض ألا يشتغل النبلاء بالتجارة أوالصناعة، فإن نموهذه وتلك خلق اقتصاداً قائماً على المال، قد يمتلك المرء في ظله أرضاً شاسعة ولكنه يظل فقيراً. وكان هناك في بعض أنطقيم فرنسا مئات من النبلاء يعانون من الفقر مثلما يعاني الفلاحون. ولكن أقلية كبيرة من النبلاء تمتعت بثروات ضخمة وبذروا تبذيراً. فكان الدخل السنوي لمركيز دي فييت 150 ألف جنيه، ولدوق دي شفريز 400 ألف جنيه، ولدوق دي بويون 500 ألف جنيه. وأعفى معظم النبلاء من الضرائب المباشرة، إلا في حالة الطوارئ، حتى تصبح الحياة لديهم أكثر احتمالاً ويسراً. وخشي الملوك حتى يفرضوا عليهم الضريبة حتى لا يطالبوا بدعوة مجلس الطبقات، فقد تفرض الطبقات الثلاث في مثل هذا الاجتماع بعض الرقابة على الملك ثمناً للموافقة على الاعتمادات أوالإعانات. نطق توكفيل "كان عدم المساواة في الضرائب يعمل على التفرقة بين الطبقات في جميع عام حيث أعفى الأغنياء وأثقل كاهل الفقراء". وفي عام 1749 فرضت على النبلاء ضريبة ولج قدرها 5% ولكنهم كانوا يفاخرون بالتهرب منها.

وقبل القرن السابع عشر كان نبلاء الأرض يقومون بمهام الاقتصاد والإدارة والحرب، وأياً كانت طريقة إحراز الممتلكات، فإن هؤلاء السادة نظموا تقسيم الأرض وفلاحتها، إما عن طريق الرقيق أوعن طريق عقود الإيجار، وسهروا على القانون، وقاموا بإجراءات المحاكمة وأصدروا الأحكام، ونفذوا العقوبات، وتعهدوا المدارس والمستشفيات المحلية، ووزعوا الصدقات. وفي مئات من مناطق السيادة والنفوذ مارس السيد الإقطاعي هذه الوظائف والمهام، بالقدر الذي سمحت به الأنانية الطبيعية في الإنسان. وقد اعترف الفلاحون بانتفاعهم منه، ومن ثم فإنهم أطاعوه واحترموه وفي بعض الأحيان أحبوه.

وأدى عاملان أساسيان إلى تبديل هذه العلاقة الإقطاعية: تعيين الحكام أوالمحافظين على عهد الكاردينال ريشيليووما بعده، وتحويل لويس الرابع عشر لكبار السادة الإقطاعيين إلى رجال حاشية. وكان هؤلاء المحافظون موظفين بيروقراطيين من الطبقة الوسطى، يبعث بهم الملك ليحكموا الأقسام الاثنين والثلاثين التي انقسمت إليها فرنسا من الناحية الإدارية. وكانوا عادةً ذوي كفاية ومقدرة ونيات حسنة، ولولمقد يكونوا جميعاً من أمثال طورجو. وقاموا بتحسين الأحوال الصحية والإضاءة وتزيين المدن، وأعادوا تنظيم الشئون المالية، وبنوا السدود والخزانات على الأنهار من اجل الري، أوأقاموا الحواجز اتقاء لخطر الفيضانات، وزودوا فرنسا في هذا القرن بشبكة هائلة من الطرق لم يكن لها مثيل في سائر أنحاء العالم. وشرعوا في حتى يغرسوا على جوانبها الأشجار التي تظللها اليوم وتزينها. وسرعان ما زحزح تفوقهم في الدأب على العمل والمقدرة والكفاية السادة الإقطاعيين المحليين عن حكم الأنطقيم، ورغبة في التعجيل بهذه الزحزحة التي هجرز الحكم في أيدي هؤلاء المحافظين، وعمد لويس الرابع عشر إلى دعوة السادة الإقطاعيين للانتظام في بلاطه الملكي. وهناك عينهم في وظائف بسيطة ذات ألقاب رفيعة وأوشحة مخدرة. وفقدوا الاتصال بالشئون المحلية على حين ظلوا يحصلون من مزارعهم على الموارد اللازمة للإنفاق على قصورهم وبطانتهم في باريس أوفرساي. وتشبثوا بحقوقهم الإقطاعية بعد حتى تخلوا عن واجباتهم الإقطاعية. إذا ضياع المهام الإدارية التي كانوا يقومون بها في مجال الاقتصاد والحكومة جعلهم عرضة للاتهام بأنهم كانوا طفيليات غير ضرورية عالة على فرنسا.

الطبقة الثالثة

الفلاحون

تساءل الاقتصاد السياسي الذي وصمه كارليل بأنه "الفهم الكئيب" هل الفقراء فقراء، لأنهم جهلة، أم أنهم جهلة لأنهم فقراء. ويمكن حتى نجيب على هذا السؤال، بالموازنة بين الاستقلال البهيج الذي يفاخر به الفلاح الفرنسي اليوم، وحالته في النصف الأول من القرن الثامن عشر.

وفي 1723 كانت حال الفلاح آخذة في التحسن بالمقارنة بالمستوى المنحط الذي هبطت به إليه حروب لويس الرابع عشر وابتزازاته. فإنه خضع للرسوم الإقطاعية ولعشور الكنيسة، إلى جانب إنه امتلك نسبة متزايدة من أرض فرنسا، كانت تتراوح بين 20% في نورماندي وبريتاني و50% في لنجدوك وليموزين. ولكن متوسط حصة هؤلاء الملاك الصغار كان ضئيلاً-من ثلاثة إلى خمسة أفدنة-إلى حد اضطروا معه إلى الاشتغال بأجر في المزارع الأخرى ليعولوا أسراتهم. فإن معظم الأرض كانت ملكاً للنبلاء أورجال الدين أوالملك، وكانوا يفلحها مستأجرون أومزارعون نظير جزء من المحصول، أوعمال مياومة تحت إشراف قهرمان أووكيل مسئول. وكان المالك يتقاضى من المستأجر مالاً وغلة وخدمات أما المزارعون فكانوا يعطون المالك نصف المحصول في لقاء الأرض والآلات الزارعة والبذور.

وعلى الرغم من تزايد ملكية الفلاح ظلت هناك بقايا إقطاعية كثيرة، فإن أقلية ضئيلة من الملاك قد لا يتجاوز 2% هي التي وضعت يدها على أراض معفاة من الرسوم الإقطاعية. وكل الفلاحين باستثناء مالكي هذه الأرض المعفاة، كان مطلوباً منهم حتى يعملوا للسيد الإقطاعي المحلي لعدة أيام في السنة تكفي لحرث أرضه وبذرها، وحصاد محصولها وتخزينه. وكانوا يدفعون له رسوماً لقاء صيد السمك في البحيرات أوالجداول المائية ولقاء رعي ماشياتهم في الحقول، مما يقع في زمام أرضه. (في فرائش كومتيه، وأوفرن، وبريتاني، حتى قيام الثورة كانوا يدفعون له مبلغاً من المال لقاء الأذن لهم بالزواج. وكان لزاماً عليهم حتى يستخدموا طاحونته ومخبزه ومعصرة النبيذ أوالزيت التابعة له، وليس غيرها. وأن يدفعوا له مالاً في جميع مرة يستخدمون فيها شيئاً من هذه. كما نفذوه مالاً عن جميع مستوقد أقاموه وكل بئر حفروه وكل جسر عبروه في نطاق أرضه (إن أمثال هذه الضرائب موجود بيننا الآن في أشكال متغيرة، وتدفع للدولة). وكانت القوانين تحرم على السيد ورفاقه الإضرار بمزروعات الفلاح أوحيواناته عند الصيد، ولكن هذه القوانين أغفلت إغفالاً شديداً، وكان محظور على الفلاح حتى يطلق النار على حمائم السيد، وهي تأكل محصوله وبناء على تقدير يتسم بالتحفظ بلغت الرسوم الإقطاعية جملتها نحو14% من إنتاج الفلاح أودخله، وهناك تقديرات تحمل من هذه النسبة.

وفي بعض الأماكن بقي الرق بمعناه الحقيقي، وقدر مؤرخ اقتصادي مشهور حتى عدد الرقيق في فرنسا في القرن الثامن عشر لم يجاوز المليون، ونقص عددهم، ولكن في 1789 كان لا يزال في فرنسا نحو300 ألف من الأرقاء ومثل هؤلاء الفلاحين كانوا مرابطين بالأرض ولمقد يكونوا يستطيعون قانوناً حتى يهجروا أرضهم أويبيعوها أوينقلوها أويغيروا محال إقامتهم دون موافقة سيدهم. فإذا ماتوا دون أبناء كانوا يعيشون معهم، وعلى استعداد للنهوض بشئون المغرسة، آلت المغرسة بكل معداتها إلى السيد.

وكان على الفلاح، بعد دفع الرسوم الإقطاعية وعشور الكنيسة، حتى يجد مالاً أويبيع شيئاً من نتاجه أوممتلكاته ليقابل الضرائب التي تفرضها عليه الدولة. ودفع الفلاح وحده ضريبة الأراضي، وبالإضافة إلى ذلك دفع ضريبة الملح، و5% من الدخل ضريبة الرأس عن جميع فرد في البيت. وبهذا كان يدفع في الجملة ثلث ولج للمالك والكنيسة والدولة. وكان من سلطة جباة الضرائب حتى يدخلوا أويقتحموا كوخه، ليفتشوا عن المدخرات المخبأة، ويستولوا على الأثاث تسديداً لمبلغ الضريبة المفروضة على الأسرة. وكما كان الفلاح ملزماً بالعمل ودفع الرسوم لسيده، فإنه بعد 1733 كان ملزماً بأن يعمل للدولة بدون أجر من 12 إلى 15 يوماً في السنة، في إقامة الجسور وبناء الطرق أوإصلاحها (أعمال السخرة). وكان يعاقب بالسجن إذا قاوم أوتوانى.

ومذ تصاعدت الضرائب بازدياد الدخل والتحسينات، فإنه لم يكن ثمة ما يحفز الفلاحين على الابتكار والعمل والمغامرة. وظلت أساليب الزراعة بدائية في فرنسا، إذا قورنت بالأساليب في إنجلترا المعاصرة. وكانت فرنسا تتبع نظام إراحة الأرض الذي يقضي بهجر جميع بترة دون زراعة سنة في جميع ثلاث سنين، على حين أدخلت إنجلترا نظام الدورة الزراعية. وكانت الزراعة المكثفة غير معروفة تقريباً، والمحاريث الحديدية نادرة الوجود. وكانت الحيوانات قليلة العدد في المغرسة، كما كان السماد قليلاً. وكان متوسط الأرض المملوكة ضئيلاً إلى حد لا يسمح باستخدام الآلات بشكل مجز.

وروع السائحون الإنجليز في ذلك العصر لفقر الفلاح الفرنسي. ففي 1718 خطت السيدة ماري مونتاجو: "في جميع محطة كنا نقف فيها لتبديل خيول البريد كان أهل البلدة جميعاً يخرجون إلينا يسألوننا إحساناً، في وجوه أضناها البؤس والجوع وملابس رثة ممزقة، وما كانوا بعد ذلك في حاجة إلى مرشد أبلغ من ذلك لإقناعنا بتعاسة أحوالهم. ولم يرسم المراقبون الفرنسيون صورة أكثر إشراقاً من هذه إلا في وقت متأخر من هذا القرن. ونطق سان سيمون: "في 1825 كان الناس في نورماندي يعيشون على حشائش الحقول. إذا أول ملك في أوربا عظيم لمجرد كونه ملك الشحاذين. وتحويله مملكته إلى مستشفى فسيح الأراتى يقيم فيه أناس يعانون سكرات الموت، انتزع منهم جميع شيء دون حتى يبدوا شيئاً من التذمر". وفي 1740 حسب المركيز رينيه لويس دي أرجنسون، حتى عدد الفرنسيين الذين ماتوا بسبب الفقر والعوز في العامين الأخيرين أكبر من عدد من قتلوا في حروب لويس الرابع عشر كلها". ونطق بسنارد: "كانت ملابس الفقراء من الفلاحين-وكانوا كلهم تقريباً فقراء-تدعوإلى الإشفاق والرثاء، حيث لم يكن لدى الفرد منهم إلا ثوب واحد للصيف والشتاء معاً.... أما الحذاء الوحيد (المرقع الواهي المثبت بالمسامير) الذي اقتناه عند زقابل، فكان لزاماً حتى يستخدمه بقية أيام حياته، أوعلى الأقل طيلة بقاء الحذاء". وقدر فولتير حتى مليوني فلاح فرنسي كانوا يستخدمون نعالاً خشبية في الشتاء، وكانوا يسيرون حفاة الأقدام في الصيف، لأن الضرائب الباهظة المفروضة على الجلود جعلت الأحذية ضرباً من الترف(51) أما مسكن الفلاح يبنى من الطين مع سقف من القش، وكان عادة يتكون من غرفة واحدة، منخفضة لا سقف لها في بعض الأجزاء في شمال فرنسا، على حتى الأكواخ كانت تبنى أقوى حتى تحتمل البرد والرياح في الشتاء". وكان طعام الفلاح يتألف من الحساء والبيض ومنتجات الألبان وخبز الشعير أوالشوفان. أما اللحم وخبز القمح فكان أكلهما إسرافاً طاوئاً. ففي فرنسا، كما هوالحال في أي مكان آخر، كان أولئك الذين يطعمون الأمة لا يملكون من الغذاء إلا أقله.

ووجد الفلاح بعض العزاء والسلوى من هذه الحياة الشاقة في الخمر والدين. وكانت الحانات كثيرة وصنع الجعة في الدار مشجعاً. وكانت الأخلاق خشنة جافة، طابعها الوحشية. وكثيراً ما تفجرت أعمال العنف بين الأفراد والأسرات والقرى . ولكن سادت الأسرة عاطفة حب قوية، ولوأنها صامتة، وكان الأبناء كثيرين، ولكن اختطفت يد المنون معظمهم قبل حتى يبلغوا رشدهم. وكاد ألاقد يكون هناك زيادة في سكان فرنسا فيما بين عامي 1715 و1740. فقد أحدثت الحرب والسقم والقحط أثرها بانتظام وفق ما اتى في نظرية مالتس.


البروليتاريا (العمال الكادحون)

وكان خدم المنازل أدنى مكانة من الفلاحين في السلم الاجتماعي، وكانوا فقراء إلى حد لم يهيئ إلا لقليل منهم حتى يتزوجوا. وكانت طبقة البروليتاريا في المدن أعلى قليلاً من الفلاحين، وكانت تشكل الحرفيين في الحوانيت والمصانع وحمالي البضائع ومتعهدي الخدمات وعمال البناء أوالترميم. وكان معظم الصناعة لا يزال منزلياً أومحلياً يقوم في أكواخ ريفية أوفي الدور في المدن الصغيرة. وكان التجار يقدمون المواد الخام، ويجمعون الإنتاج، ويستولون على جميع الربح تقريباً. وكانت الصناعة في المدن إلى حد كبير في الطور النقابي (نظام نقابات العمال وطوائفهم في العصور الوسطى)، فكان هناك المفهمون والغلمان الذين يتدربون، وعمال المياومة المهرة، يعملون جميعاً وفقاً للقواعد القديمة التي حددت النقابة والحكومة بمقتضاها ساعات العمل وشروطه، وطرز الإنتاج ونوعيته وثمنه والمنطقة المحدودة المسموح فيها بالبيع. إذا هذه التنظيمات والقواعد جعلت من التحسينات أمراً عسيراً، واستبعدت حافز المنافسة الخارجية، وأسهمت مع رسوم التجارة الداخلية في تعويق التنمية الصناعية. وكانت النقابات قد أصبحت أرستقراطية عمالية، وارتفعت الرسوم على القبول في سلك المفهمين الصناعيين إلى ألفي جنيه، واتجهت هذه المهنة إلى حتى تكون وراثية. وكان العمل في الحوانيت يبدأ مبكراً وينتهي متأخراً. وكان عامل المياومة حول فرساي يبدأ عمله في الرابعة صباحاً وينتهي منه في الثامنة مساءاً. ولكن العمل كان أقل إجهاداً منه في المصانع اليوم، كما حتى أعياد الكنيسة هيأت أيام عطلة كثيرة.

وكانت الصناعة في معظمها "صغيرة" تستخدم ثلاثاً أوأربعاً من "الأيدي العاملة" من خارج الأسرة. بل حتى المدابغ ومصانع الزجاج والمصابغ كانت مؤسسات صغيرة. وكان عدد العمال في بوردولا يتجاوز أربعة أمثال أصحاب العمل. واحتفظت الحكومة على أية حال ببعض مصانع كبيرة-مصانع الصابون، ومصانع نسيج الجوبلان (المزدان بالرسوم) ومصانع الخزف الصيني في سيفر. وأخذت عملية التعدين في التوسع بعد حتى حل الفحم محل الخشب في الوقود. وثارت الاحتجاجات على دخان الفحم الذي يلوث الهواء، ولكن الصناعة آنذاك، كما هوالحال اليوم، مضت تشق طريقها، وتعرضت صحة الناس في باريس، وفي لندن على حد سواء، للخطر نتيجة لتنفس هذا الهواء الملوث. وكانت هناك مصانع للصلب في دوفيني، ومصانع للورق في أنجوموا. وتوسعت مصانع النسيج توسعاً ملحوظاً في الشمال، فاستخدم فان روبيه 1500 عامل في مصنع واحد في آبفيل واستخدم فان دركروسن ثلاثة آلاف رجل في ليل. وشجع ازدياد العمال هذا على تقسيم العمل والمجال فيه، وحفز على اختراع الآلات للعمليات المكررة على نسق واحد (الروتينية) وتضمنت دائرة معارف ديدرو(1751 وما بعدها) أوصافاً ورسوماً مدهشة لآلات متنوعة معقدة أدخلت بالعمل في الصناعة في فرنسا، يندر حتى تكون قد نالت استحساناً أوترحيباً من البروليتاريا. وحين أقيم نول جاكار (لحياكة الأقمشة المصورة) في ليون، عمد عمال نسيج الحرير إلى تهشيمه، خشية حتى يلقى بهم في عرض الطريق بلا عمل.

ورغبة في تشجيع الصناعات الجديدة فإن حكومة فرنسا-كما عملت حكومة إنجلترا في عصر اليزابث-منحت عدة احتكارات، مثال ذلك أنها منحت أسرة فإن روبية احتكار إنتاج الأقمشة الهولندية الرفيعة، كما ساعدت مشروعات أخرى بمعونات وقروض دون فوائد. وفرضت الحكومة على جميع الصناعة تنظيماً صارماً موروثاً عن كولبير. وأثار هذا الأسلوب اعتراضاً متزايداً من جانب أصحاب المصانع والتجار الذين دفعوا بأن الاقتصاد ينموويزدهر إذا تحرر من تدخل الحكومة، وترديداً لهذا المطلب، نطق فنسنت دي جورناي (حوالي 1755) عبارته التاريخية اهجره وحده "اهجره يعمل" التي عبرت في الجيل التالي، على لسان فرانسوا كني وترجو، عن الممضى الفيزيوقراطي الذي نادى بحرية العمل والتجارة.

واستاء الحرفيون أيضاً من هذه القواعد والتعليمات التي وقفت حجر عثرة في سبيل تنظيمهم من اجل ظروف عمل وأجور أفضل. ولكن أبرز ما هاج حفيظتهم هوحتى عمال الريف والمصانع كانوا ينتزعون السوق من أيدي النقابات. فما وافى عام 1756 حتى كان أصحاب المصانع قد هبطوا بالحرفيين في المدن الكبرى-حتى بالمفهمين النقابيين-إلى مستوى الإجراء الذين يعتمدون في عملهم على المقاولين أوالملتزمين. وفي نطاق النقابات أجرى المفهمون-تخفيضاً في أجور عمال المياومة الذين عمدوا إلى الإضراب على نحودوري. وكان الفقر في القرى شديداً مثلما هوفي المدن تقريباً. ووصل نقص المحاصيل بالطبقة الكادحة، البروليتاريا، في المدن إلى حد المجاعة والشغب جميع بضع سنين، كما حدت في تولوز 1747، وفي باريس 1751، وفي تولوز 1752 وكان القسيس الملحد جان مزلييه قد اقترح بالعمل، حوالي 1749 استبدال شيوعية قائمة على الحرية بالنظام القائم.

وفي أواسط القرن كانت باريس وروان وليل وليون وبوردوومرسيليا تعج بالبروليتاريا. وتفوقت ليون بوصفها مركزاً صناعياً لبعض الوقت على باريس. وقد وصفها الشاعر الإنجليزي توماس جراي في 1739 بأنها "ثانية مدن المملكة من حيث الاتساع والمكانة. وشوارعها بالغة الضيق والقذارة، ودورها بالغة الارتفاع والاتساع (تتكون الدار من خمسة طوابق في جميع طابق 25 غرفة)، مكتظة بالسكان". وكانت باريس خلية هائجة، يقطنها 800 ألف منهم 100 ألف خادم، و20 ألف متسول، وفيها الأكواخ الكئيبة والقصور الفخمة، والأزقة والحارات المظلمة والشوارع القذرة وراء المتنزهات الأنيقة، وفيها الفن إلى جانب الإملاق والفقر المدقع. وسارت فيها المركبات الكبيرة والمركبات العامة ذات الجواد الواحد والمحفات يصطدم بعضها ببعض مع تبادل السباب والشتائم، واختناق شديد في حركة المرور. وكانت بعض الشوارع قد صفت منذ 1690 وعام 1742 رصف تريساكيه الطرق بأحجار ملساء، ولكن معظم الشوارع كانت قذرة تماماً، مملوءة بالحصى الكبير الذي يصلح لإقامة المتاريس في أثناء الثورات. وبدأت مصابيح الشوارع تحل محل الفوانيس في 1745 ولكنها لم تكن تضاء إلا إذا لم يكن القمر بدراً. وظهرت لافتات أسماء الشوارع في 1728. ولكن لم توضع للبيوت أرقام قبل الثورة. وكان للأغنياء وحدهم صنابير ماء في بيوتهم، أما سائر الناس فكان يزودهم بالماء عشرون ألف سقاء يحمل الواحد منهم دلوين بهما أحياناً سبع مجموعات من درجات السلم. أما المراحيض في المنازل والحمامات المزودة بالماء الجاري الساخن والبارد، فكانت امتياز لكبار الأثرياء. وظلت آلاف الحوانيت، المشهورة بشعاراتها الرائعة المثيرة، على حالتها من الفوضى في الموازين والمقاييس المتضاربة والمشتبه فيها، إلى حتى وضعت الثورة النظام المتري (العشري). وكان هناك أصحاب حوانيت أمناء في "متاجر الثقة"، ولكن الغالبية اشتهرت بالتطفيف في المقاييس والتلاعب في الأسعار ورداءة أنواع السلع. وكان بعض الحوانيت ينتحل عظمة زائفة خداعة لأن أصحابها كانوا يستقلون العربات. وكان الفقراء من الناس يعتمدون في شراء حاجياتهم أساساً على الباعة المتجولين الذين حملوا بضاعتهم جاهدين في دلاء أوسلال على ظهورهم، والذين أسهموا في موسيقى الشوارع بصيحاتهم ونداءاتهم التقليدية غير المفهومة التي يدعون بها الناس إلى الشراء، من "البطاطس المطبوخة" إلى الموت للفئران "فقد نازعت الفئران الناس على تيسيرات السكنى في المدينة، وزاحم الرجال النساء والأطفال الفئران في مسابقة الحصول على الطعام. نطق رجل فارسي كان في زيارة مونتسكيو": "البيوت مرتفعة إلى حد يظن معه أنه لا يقطنها إلا منجمون. ولك حتى تتخيل مدينة بنيت في الهواء، فيها أقيمت ستة أوسبعة منازل الواحد منها فوق الآخر وهي مزدحمة بالسكان، حتى إذا نزلوا جميعاً إلى الشارع، رأيت هناك حشداً رائعاً. لقد بقيت هنا شهراً، لم يقع نظري فيه على إنسان واحد يسير بخطى وئيدة. وليس في العالم كله مثل الرجل الفرنسي وهويجتاز الطريق، إنه يعدوأويطير. أضف إلى ذلك المتسولين والمتشردين والنشالين والمغنين في الشوارع والنافخين في الأرغن والدجالين بائعي الأدوية المزيفة. وجملة القول أنهم شعب تشيع فيه مائة من أخطار البشر، لا يوثق به إطلاقاً، متلهف على الكسب، مسرف في الدنس والتجديف بكل معنى الحدثة. ولكنه إذا أوتي اليسير من الطعام أوالنبيذ فهوألطف شعوب العالم وأكرمها وأكثرها مرحاً وابتهاجاً.


البرجوازية

وفيما بين الطبقتين الدنيا والعليا قامت الطبقة الوسطى، تضمر لها أولاهما البغض والكراهية، وتزدريها الثانية، وكانت تضم الأطباء والأساتذة ورجال الإدارة وأصحاب المصانع والتجار ورجال المال، وهي طبقة شقت طريقها إلى الثروة والنفوذ والسلطة في حذق ومهارة وصبر وجلد.

وقام أرباب المصانع بمغامرات اقتصادية وتطلبوا من أجلها عائداً وفاقاً. وشكوا من انهم يتعرضون لمائة من المضايقات التي تسببها لهم تعليمات الحكومة ورقابة النقابات على السوق والعمال المهرة، واغتاظ التجار الذين يوزعون المنتجات من فرض ألف من المكوس والرسوم التي تعوق حركة البضائع، ذلك أنه عند جميع نهر أوقناة أومفترق طرق كان هناك وكيل عن النبيل أورجل الكنيسة مالك الأرض، ليتقاضى رسماً على الترخيص بمرور البضائع. وأوضح السيد المالك حتى هذه المكوس غنما هي تعويض معقول له عما ينفق في صيانة الطرق والجسور والمعابر وإصلاحها لتبقى صالحة للاستعمال. وألغى مرسوم ملكي صادر في عام 1724 ألفاً ومائتين من هذه المكوس، ولكن بقيت بعد ذلك منها مئات لعبت دوراً في كسب البورجوازية إلى جانب الثورة وتأييدها لها.

أما التجارة الفرنسية التي كانت معوقة في الداخل فقد انتشرت واتسعت فيما وراء البحار. وسيطرت مرسيليا، وكانت ميناء حرة، على تجارة أوربا مع هجريا والشرق. ومدت شركة الهند التي أعيد تأسيسها 1743، أسواقها ونفوذها السياسي في البحر الكاريبي ووادي الميسيسيبي وأجزاء من الهند. وحملت بوردو، وهي، المنفذ السياسي لتجارة الأطلنطي، تجارتها البحرية من أربعين ملوناً من الجنيهات في عام 1724 إلى 250 مليوناً في 1748. وأبحر أكثر من 300 سفينة سنوياً من بوردوونانت إلى أميركا، يحمل معظمها العبيد ليعملوا في مزارع قصب السكر في جزر الأنتيل ولويزيانا. وفاقت نسبة المبيعات من السكر المنتج من أمريكا الفرنسية مثيلتها من السكر الإنجليزي المنتج في جمايكا وباربادوس في الأسواق الأوربية، وربما كان هذا من مسببات حرب السنين السبع، وارتفعت جملة تجارة فرنسا الخارجية من 215 مليوناً من الجنيهات في 1715 إلى 600 مليون في 1750. وقدر فولتير حتى عدد السفن التجارية التي استخدمتها فرنسا زاد من 300 سفينة في 1715 إلى 800 في 1738.

وكانت الأرباح المتزايدة من التجارة البحرية الدافع الأساسي لغزوالمستعمرات. وكانت حماسة التجار والمبشرين الفرنسيين قد كسبت لفرنسا معظم كندا وحوضي الميسيسيبي وبعض الجزر في البحر الكاريبي. وتحدت إنجلترا هذه الممتلكات الفرنسية على اعتبار أنها تضيق الخناق على مستعمراتها في أمريكا وتعرضها للخطر. والحرب هي التي يمكن حتى تحسم هذه القضية، ودب الخلاف بين إنجلترا وفرنسا في الهند بسبب منافسة مماثلة. وكان الفرنسيون في 1683 قد وطدوا مركزهم على الساحل الشرقي جنوبي مدراس، وفي 1688 حصلوا من إمبراطور المغول على حق السيطرة الكاملة على شاندرناجور شمالي كلكتا. وفي ظل القيادة النشيطة اليقظة لجوزيف دوبليكس، استولى هذان الثغران على كثير من التجارة والثروة إلى حد أحست معه شركة الهند الشرقية الإنجليزية، التي كانت قد أقامت لها مراكز في مدراس (1639) وبمباي (1668) وكلكتا (1686)-أنها مضطرة إلى خوض الحرب مع الفرنسيين من أجل مملكة المغول التي تتمزق أوصالها.

ولما رأت إنجلترا وفرنسا أنهما على طرفي نقيض في حرب الوراثة النمساوية (1744) فان ماهي دي لابور دونيه-الذي كان قد ضرب رقماً قياسياً في الإقدام والمغامرة في إدارة جزر موريشيوس وبوربون الفرنسية في المحيط الهندي-عرض على حكومة فرساي خطة "للقضاء على التجارة وعلى المستعمرات الإنجليزية في الهند". وهاجم مدراس بأسطول فرنسي، بموافقة دوبليكس الحسود، وسرعان ما أرغم المدينة على الاستسلام (1746) وتحت مسئوليته الخاصة سقط مع السلطات الإنجليزية اتفاقية تقضي بإعادة مدراس إليهم لقاء تعويض قدره 420 ألف جنيه. ورفض دوبليه التصديق على الاتفاقية، ولكن لابوردونيه أصر في عناد، وأبحر على سفينة هولندية إلى أوربا: وأسرته سفينة إنجليزية، وأطلق سراحه تحت وعد شرف، ودخل باريس فزج به في الباستيل بتهمة التمرد والخيانة، وطلب المحاكمة، وبعد عامين قضاهما في السجن حوكم وقضى له بالبراءة (1751) وتوفي 1753. وفي تلك الأثناء حاصر أسطول إنجليزي قوى بوندشيري (أغسطس 1748) فدافع عنها دوبليكس دفاعاً مجيداً حتى حمل الحصار عنها (أكتوبر). وبعد ذلك بسبعة أيام وصلت الأنباء إلى الهند بأن معاهدة إكس لاشابل أعادت مدراس إلى إنجلترا. ذلك حتى الحكومة الفرنسية أدركت أنه مقضي عليها بالهزيمة في الهند بسبب ضعف قواتها البحرية، فرفضت حتى تدعم مشروعات دوبليكس في الغزووالفتح، وأوفدت إليه قوات واعتمادات هزيلة، وأخيراً استدعته إلى فرنسا (1754). وامتد به الأجل حتى رأى الإنجليز يسقطون بالفرنسيين هزيمة منكرة في الطور الهندي من حرب السنين السبع.

وكان "رجال المال" في قمة الطبقة الثالثة وكانوا من مقرضي النقود على نطاق ضيق، من الطراز العتيق المحافظ، أومن أصحاب المصارف بكل معنى الحدثة، الذين يتعاملون في الودائع والقروض والاستثمارات، أومن "ملتزمي الضرائب" الذين يعملون للدولة باعتبارهم "وكلاء الدخل". وكانت القيود التي فرضتها الكنيسة الكاثوليكية على تقاضي فوائد الأموال قد ضعف أثرها أوأصبحت غير ذات موضوع تقريباً، في تلك الأيام. ورأى جون لوحتى نصف فرنسا متلهف على الاتجار في الأسهم والسندات، وافتتحت باريس سوق الأوراق المالية (البورصة) فيها سنة 1724.

وكان بعض (رجال المال) أغنى من معظم النبلاء. فكان باريس مونتمارتل يمتلك مائة مليون جنيه، ولينورمان دي تورنهيم عشرين مليوناً، وصمويل برنارد 33 مليوناً. وزوج برنارد بناته من أزواج أرستقراطيين حيث دفع لكل منهن مهراً قدره 800 ألف جنيه. وكان سيداً مهذباً محباً لوطنه. وفي 1715 حدد بنفسه الضرائب المستحقة على ممتلكاته بمبلغ تسعة ملايين من الجنيهات، ومن ثم كشف ثروة كان يمكن حتى يخفيها جزئياً. وعندما قضى نحبه (1739)، أماط فحص حساباته اللثام عن المدى الواسع لصدقاته الخفية. أما الاخوة الأربعة الذين حملوا لقب "باريس" فقد طوروا مؤسستهم المصرفية إلى سلطة سياسية. وتفهم منهم فولتير كثيراً من براعته المالية، فأذهل أوربا لكونه فيلسوفاً و"مليونيراً" في الوقت معاً.

وكان "الملتزمون العامون" أبغض رجال المال في فرنسا في القرن الثامن عشر. وكان النظام "الملتزم العام" قد أدخل في 1697 لجمع الضرائب غير المباشرة-أساساً الضرائب على الإعانات والتسجيلات والطلبات والملح والتبغ-ولكي تنفق الحكومة هذه الإيرادات قبل جمعها ألزمت بها شخصاً يدفع لها المبلغ المتعاقد عليه، لقاء حق جبايتها على مدى ست سنوات. وانعكس ازدياد الضرائب والثروة والتضخم في ازدياد ثمن هذا العقد الرابح: 80 مليوناً 1726، 92 مليوناً 1744، 152 مليوناً 1774. ولم تقع أية حكومة يوماً في حيرة جرياً وراء الطرق التي تنفق بها أموال شعبها وفوضت للمتعاقد مهمة جمع الضرائب بالتعاقد إلى أربعين "ملتزماً عاماً" أوأكثر، دفع جميع منهم كلوناً من الجنيهات أوأكثر ضماناً مقدماً، ولعق أصابعه حدثا مرت بها الإيرادات، إلى غير ذلك، فيما بين عامي 1726-1730 جاوزت أرباح الملتزمين العامين الأربعين 156 مليوناً من الجنيهات. وابتاع كثير من أمثال هؤلاء الجباة الضياع والألقاب وشادوا القصور الفخمة وعاشوا حياة غاية في البذخ والترف، مما أثار حنق الأرستقراطية ورجال الكنيسة. وجمع بعضهم روائع الفن وأحاطوا أنفسهم بالفنانين والشعراء والخليلات، وفتحوا أبواب بيوتهم مأوى أومنتدى للصفوة من أهل الفكر وكان "ألطف الفلاسفة، هلفشيوس، واحداً من أكرم "الملتزمين العاميين". وقضى روسوفترة طويلة في ضيافة مدام دي ابيناي زوجة أحد الملتزمين. واستمتع رامووفانلوبكرم الضيافة لدى الاسكندر دي لابوبلنيير الذي اشتهر من بين رجال المال بأنه يمثل ميسيناس (رجل الدولة الروماني من رعاة الدب صديق هوراس وفرجيل في القرن الأول ق.م) وثار كبار أفراد البورجوازية المتلهفون على الاعتراف بمكانتهم الاجتماعية، لأنفسهم من استهجان الكنيسة واحتقار النبلاء لهم، بمناصرة الفلاسفة ضد الكنيسة، ثم ضد النبلاء فيما بعد، وربما كان رجال المال هم الذين أمدوا الثورة بالمال.


طبقات المجتمع العامة

« كاريكاتير الطبقات الثلاث : فلاح، ونبيل ورجل دين»، كاريكاتير مجهول، 1789

طبقات المجتمع العامة (لا يجب الخلط بينها وبين "طبقة المواطن")، كانت في حقيقة الأمر هي جمعية عامة للمواطن نادى إليها فيليپ الرابع عام 1302.

في الفترة التي سبقت طبقات المجتمع العامة 1789، كانت فرنسا تحت سيطرة دين عام غير منظم (حوالي 3.56 بليون جنيه [بحاجة لمصدر])، وتعاني من تضخم مريع وندرة الغذاء على نطاق واسع (المجاعة الكبيرة في شتاء 1789). أدى هذا إلى انتشار السخط العام وأفرز جماعة من ممثلي الطبقة الثالثة (612 بالتحديد) قامت بالضغط للحصول على مجموعة من الاصلاحات الراديكالية نسبياً، كان الكثير منها موائم لأهداف وزير المالية جاك نكير، لكنها كانت مخالفة تماماً لأمنيات بلاط الملك لويس السادس عشر والكثير من النبلاء الذين يشكلون حلفاؤه من الطبقة الثانية (على الأقل حلفاؤه ضد فرض المزيد من الضرائب على أنفسهم والاحتفاظ بضرائب غير مكافئة مع تلك المفروضعة على العامة).

المملكة المتحدة

في الوقت الذي لم يتم صياغة الطبقات الاجتماعية بكيفية تعطل مسيرة المجتمع، كان البرلمان الإنگليزي (في وقت لاحق البريطاني) يستند لوقت طويل على خطوط الطبقة الاجتماعي الكلاسيكية ليتكون من "اللوردات الدينيون والدنيويون، والعامة" كان التقليد حتى يجلس اللوردات الدينيون والدنيويون منفصلين عن العموم بدءاً من عهد إدوارد الثالث في القرن 14.


السويد وفنلندا

هولندا

الامبراطورية الرومانية المقدسة

كان للامبراطورية الرومانية المقدسة نظام امبراطوري (ريچستاج). كان رجال الدين يمثلهم أمراء-أساقفة مستقلون، أمراء-مطارنة وأمراء-رؤساء الأديرة من مختلف الأديرة. كانت طبقة النبلاء تتكون من الحكام الأرستقراطيين المستقلين: الأمراء المنتخبين الفهمانيين، الملوك، الدوقات، الحكام العسكريين، الكونتات وآخرين. وكانت طبقة المواطنيون تتكون من ممثلي المدن الامبراطورية المستقلين. وكان الكثير من الناس ممن كانت أراضيهم ضمن الامبراطورية الرومانية المقدسة يتمتعون باستقلالية لمئات السنين ولم يكن لهم ممثلين في النظام الامبراطوري، وكان منهم الفرسان الامبراطوريون والقرى المستقلة. كانت سلطة النظام الامبراطورية محدودة، بالرغم من الجهود المركزية.

كان للنبلاء ورجال الدين طبقات اجتماعية خاصة بهم تمكنهم من ممارسة سلطة كبيرة في الشئون المحلية. وكانت الصراعات على السلطة بين الحاكم وطبقات المجتمع مماثلة للأحداث التي سقطت في تاريخ البرلمان البريطاني والفرنسي.

كان التحاد شڤابيان، سلطة اقليمية بارزة في الأجزاء التي يسيطر عليها في ألمانيا بالقرن 15، وكان له أيضاً طبقات اجتماعية خاصة به، مجلس اتحادي حاكم يتكون من ثلاث طبقات: الأمراء، المدن والفرسان.

الامبراطورية الروسية

في أواخر الامبراطورية الروسية كان يطلق على الطبقات الاجتماعي السوسلوڤيات. وكان هناك أربع طبقات اجتماعية رئيسية: النبلاء (دڤوريانستڤو)، رجال الدين، سكان الريف، وسكان الحضر، ويوجد تقسيم أكثر تفصيلاً فيما بينهم. كانت تقسيم الطبقات الاجتماعية ذوطبيعة مختلطة، تقليدياً، مهنياً، ورسمياً: على سبيل المثال، التصويت في الدوما، كانت يتم من قبل الطبقات الاجتماعية. كان تعداد الامبراطورية الروسية يسجل الطبقات.

قطلونيا


طالع أيضاً

  • نقد الطبقات الاجتماعية الثلاثة
  • ما هي الطبقة الاجتماعية الثالثة؟
  • الطائفية قبل 1800
  • الطبقة الاجتماعية الخامسة
  • الطبقة الاجتماعية الرابعة
  • طبقة اجتماعية
  • العالم الثالث (مصطلح وضعه ألفرد ساوڤي عام 1952 للاشارة إلى الطبقة الاجتماعية الثالثة الفرنسية)
  • The Canterbury Tales (the division of society into three estates is one of the key themes)
  • Caste

المراجع

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Steven Kreis lecture on "The Origins of the French Revolution"
  • Notes on France and the Old Regime
  • Jackson J. Spielvogel, Western Civilization, West Publishing Co. Minneapolis, 1994 for the English-language version of the quote from Abbé Sieyès, quoted at http://www.magnesium.net/~locutus/work/eurohist2.htm.
  • http://vdaucourt.free.fr/Mothisto/Sieyes2/Sieyes2.htm for French-language original of this quotation.
  • Michael P. Fitzsimmons, The Night the Old Regime Ended: August 4, 1789 and the French Revolution, Pennsylvania State University Press, 2003. ISBN 0-271-02233-7, quoted and paraphrased at http://www3.uakron.edu/hfrance/reviews/crubaugh.html.
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:42:13
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, قانون دستوري, الدين والسياسة, فرنسا في العصور الوسطى, التاريخ السياسي للنظام القديم, جماعات اجتماعية, تقسيمات اجتماعية, مؤسسات حكومية, سياسة العصور الوسطى

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

هجوم إلكتروني بواسطة برنامج خبيث يشل سجناً أميركياً

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:36:19
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 91%

سياسي / البحرية المغربية تنقذ 177 مرشحًا للهجرة غير الشرعية

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:41:24
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

سليانة غير معنية بقرار حظر الجولان

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:34:31
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

مقتل ضابط وإطلاق الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين في الخرطوم

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:36:14
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 100%

رياضي / الأهلي يتعادل مع الجونة بكأس رابطة الأندية المصرية

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:41:20
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

جمعية الحوكمة الجبائية تدعو إلى تعليق العمل بالفصل 52 من قانون المالية

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:34:46
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

سياسي / عشرات المستوطنين وحاخامات اليهود يقتحمون المسجد الأقصى المبارك

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:41:22
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

كان 2022: آليو سيسي يصف البرتوكول الصحي بالأضحوكة 

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:34:36
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

‎اختتام مناورات "تمرين الشط الآمن -5" بالأسطول الشرقي في الجبيل

المصدر: جريدة الرياض - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:37:30
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 76%

شركة كاكتوس برود تطرد صحفيين.. والنقابة على الخط

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:34:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 66%

أرمينيا تتوقع إقامة علاقات دبلوماسية وفتح الحدود مع تركيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:36:55
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 97%

رئيس وزراء سنغافورة يستقبل وزير الخارجية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:39:19
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

مئات المعلمين الإيرانيين يتظاهرون احتجاجاً على الظروف المعيشية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:36:09
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 91%

كان 2022: ياسين بونو يرفض التحدث بلغة أخرى غير العربية

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:34:41
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

الفيحاء والفتح.. «سلبية» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:39:18
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

مدير منظمة الصحة العالمية يشكر Stromae على أغنيته الجديدة

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:34:34
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

الهويريني في ذمة الله - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:39:16
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

القيروان غير معنية بمنع الجولان

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-13 17:34:38
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية