علي بن محمد الصليحي
أبي الحسن علي بن محمد الصليحي (ت. 1067) مؤسس إمارة بني صليح الشيعية باليمن عام 429 هجري/1047م. وينسب إلى قبيلة الأصلوح التي تعد حياً من (الأحجور) من حاشد. نشأ في الأخروج من بلاد الحيمة إحدى نواحي لواء صنعاء، وكان والده القاضي (محمد الصليحي) يقيم في حصن يناع من بلاد الحيمة وكان سني الممضى صاحب نفوذ وحدثة في قومه. بينما لم يبلغ ولده (علي) الحلم حتى كان قد تضلع بممضى الإسماعيلية على يد آخر نادىتها سليمان بن عبد الله الزواحي. بدأ أمره دليلاً للحاج عن طريق جبال السراة، واستمر على ذلك خمسةَ عشرَ عاماً كان خلالها يتعهد على أهل اليمن ويدعوإلى الممضى الإسماعيلي سرا.
البداية
استطاع أبوالحسن الصليحي بذكائه حتى يغرس في النفوس أنه إنما يدعولنصرة المستنصر بالله الفاطمي ولإعلاء حدثة الله، كما عمل مع ذلك باستقامته ومسلكه الديني حتى جاهر بالدعوة واجتمع معه حشد من الناس في جبل مسار، ولم تمض لدعوته الشهر حتى كان قد عمّر جبل مسار، ووصلته الأموال من مختلف المناطق اليمنية، وساعده ذلك على حتى يضاعف من تحصين جبل مسار بالبناء والعتاد والمؤن والرجال، وعلى بث نادىته إلى سائر أنحاء اليمن، بعد حتى حصل على الإذن بإعلان الدعوة من الخليفة الفاطمي المستنصر واكتسب بإذنه الصفة الشرعية لحكمه.
لم يرض لدعوة الصليحي الكثير من الأمراء لاسيما الأمير (جعفر بن الإمام قاسم بن علي العياني) الذي تحرك من صعدة بجيشه نحوحصن الأخروج في بلاد الحيمة بغية الاستيلاء عليه، ولكن حامية الحصن صمدوا في وجهه ومنعوه من الاستيلاء عليه، مع ذلك استمر في حصار الحصن ولم يرتفع عنه إلا بعد مقتل (جعفر بن عباس الشاوري) وانهزام جيشه في معركة ضد الصليحي، وكان الشاوري من أنصار الممضى السني في بلاد المغارب من لواء حجة، وقد اتى لحرب الصليحي، ودارت الدائرة على جيشه الذي كان يتكون من ثلاثين ألف مقاتل، وكانت المعركة التي قامت بين الجانبين في موضع يسمى عبرى نادىس أسفل حراز، لم يكتف الصليحي بالتحصن في جبال حراز المنيعة، وإنما هبط بجيشه لمنازلة الشاوري وانتصر عليه مما حطم معنوية الأمير العياني المحاصر لحصن الأخروج فانسحب منه، وقد غنم الصليحي من جيش الشاوري مغانم كثيرة ضاعف بها من تقوية جانبه، وأجبر الكثير من أهل بلاد حراز على الولاء له.
اتساع نفوذه
استولى (أبوالحسن الصليحي) على جبل حضور في مخلاف حضور من بلاد البستان إحدى نواحي صنعاء وفيه جبل النبي شعيب الذي يعتبر أعلى جبل في اليمن، وحصنه، وكان قد استولى على حصن يناع في بلاد الحيمة من لواء صنعاء، ولما بسط نفوذه على جميع بلاد حراز وعلى الجبال المنيعة فيها وفي المناطق المجاورة لها قرر حتى يتبع سياسة المهادنة مع سائر السلاطين ورؤساء القبائل الذين لمقد يكونوا قد أعربوا ولاءهم له حتى ترسخ سلطته ويتوطد نفوذه في المناطق التي قد استولى عليها. ثم واصل أبوالحسن الصليحي تقدمه بعد فوزه في حربه مع (أبي حاشد الحاشدي) نحوصنعاء واستولى عليها وذلك في عام 440 للهجرة.
انظر أيضا
- بنوصليح
- أروى بنت أحمد
- جبلة (اليمن)