الشوكاني

عودة للموسوعة

الشوكاني

محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني (1173-1250هـ/1759-1834 م) فقيه مجتهد من كبار فهماء اليمن، تولي قضاء صنعاء عام 1229 هـ. له 114 مؤلفاً.

نسبه

هوالإمام أبوعلي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق ، الشوكاني ثم الصنعاني ، وقد أوصل الشوكاني نسبه إلى سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ عند ترجمته لوالده ـ رحمه اللّه تعالى ـ في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع , فقيه مجتهد من كبار فهماء اليمن ، ومن أهل صنعاء , ولد ـ رحمه اللّه تعالى ـ يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي الحجه سنة 1173 هجريه في بلدة " هجرة شوكان , من بلاد خولان باليمن .

  • نطق الإمام الشوكاني ـ عند الكلام على ترجمة والده :

" ونسبة صاحب الترجمة إلى شوكان ليست حقيقية ؛ لأن وطنه ووطن سلفه وقرابته هومكان عدني ـ أي جنوبي ـ " شوكان " بينه وبينها جبل كبير مستطيل ينطق له : " هجرة شوكان " فمن هذه الحيثيه كان إنتساب أهله إلى " شوكان .


نشأته وطلبه للفهم

نشأ ـ رحمه اللّه تعالى ـ بصنعاء اليمن ، وتربى في بيت الفهم والفضل فنشأ نشأة دينيه طاهرة ، تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل الفهم والفضل في بلدته ، فحفظ القرآن الكريم وجوّده ، ثم حفظ كتاب " الأزهار " للإمام "المهدي " في فقه الزيديه ، ومختصر الفرائض للعُصيفيري والملحه للحريري ، والكافيه والشافيه لابن الحاجب ، وغير ذلك من المتون التي اعتاد حفظها طلاب الفهم في القرون المتأخرة , وكان ـ رحمه اللّه تعالى ـ كثير الإشتغال بمطالعة خط التاريخ ، والأدب ، وهولايزال مشتغلاً بحفظ القرآن الكريم . ومما ساعد الإمام الشوكاني على طلب الفهم والنبوغ المبكر : وجوده وتربيته في بيت الفهم والفضل ، فإن والده ـ رحمه اللّه تعالى ـ كان من الفهماء المبرزين في ذلك العصر ، كما حتى أكثر أهل هذه القريه كانوا ـ كذلك ـمن أهل الفهم والفضل .

  • نطق الشيخ " الشوكاني " عن والده وأهل قريته :

وهذه الهجرة معمورة بأهل الفضل والصلاح والدين من قديم الزمان ، لايخلووجود عالم منهم في جميع زمن ، ولكنهقد يكون تارة في بعض البطون ، وتارة في بطن أخرى ، ولهم عند سلف الأئمة جلالة عظيمة ،وفيهم رؤساء كبار ، ناصروا الأئمة ، ولاسيما في حروب الأتراك ، فإن لهم في ذلك اليد البيضاء ، وكان فيهم إذ ذاك فهماء وفضلاء ، يعهدون في سائر البلاد الخولانيه بالقضاة , كما قرأ " التهذيب " للعلامة التفتازاني ، و" التلخيص " في علوم البلاغة للقزويني ، والغاية لابن الإمام ، و" مختصر المنتهى " لابن الحاجب في أصول الفقه ، و" منظومة الجرزي " في القراءات و"منظومة " الجزار في العروض ، و" آداب البحث والمناظرة " للإمام العضد ، وما إلى ذلك من سائر العلوم النقلية والعقلية , وظل هكذا ينتقل بين الفهماء ، يتلقَّى عليهم ، ويستفيد منهم ، حتى صار إماماً يشار إليه بالبنان ، وراسا يرحل إليه ، فقصده طلاب الفهم والفهم للأخذ عنه ، من اليمن والهند ، وغيرهما حتى طار صيته في جميع البلاد ، وانتفع بفهمه كثير من الناس

وقد تأثر الإمام الشوكاني بشخصيَّات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله

منهم من بلده اليمن ، وأشهرهم :

  • العلامة محمد بن إبراهيم الوزير
  • العلامة محمد بن إسماعيل الأمير ( ت 1182 هجرية )
  • العلامة الحسن بن مهدي المقبلي ( ت 1108 هجرية )
  • والحسين أحمد الجلال ( ت 804 هجرية ) .

ومنهم من غير بلده ولمقد يكونوا في عصره ، وعلى رأسهم :

  • إمام الدنيا علي بن حزم الأندلسي ( ت 456 هجرية )
  • شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هجرية ) .

صفاته الخلقية والخُلقية

لم تذكر خط التاريخ والتراجم عن صفاته " الخلقية " سوى أنه كان متوسط الطول ، كبير الرأس ، عريض الجبهة ، بادي الصحة ، موفور العافية . أما صفاته " الخُلقية " فكثيرة ومشهورة ، حتى ألف في مناقبه وفضائله الكثيرون من تلاميذه ، منهم :

  • السيد العلامة إبراهيم بن عبداللّه الحوثي .
  • العلامة محمد بن محمد الديلمي .
  • القاضي العلامة محمد بن حسن الشجني الذماري , ألف في ذلك كتاباً حافلاً سماه : " التقصار في جيد زمن علامة الأقليم والأمصار " .

والواضح في حياة " الشوكاني " أنه بدأ حياته منقبضاً عن الناس ، لايتصل بأحد منهم ، إلا في طلب الفهم ونشره ، ولا سيما هؤلاء الذين يحكمون أويتصلون بالحاكمين ، وكان يرسل فتاويه ، ويصدر أحكامه دون ان يتقاضى عليها أجراً , وكانت حياته بسيطة متقشفة ، يعيش على الكفاف الذي وفره له والده فلما تولى القضاء ، وأجزل له الأجر ، تنعم في مأكله ومشربه وملبسه ومركبه ، وأضفى على تلاميذه وشيوخه مما وسع اللّه عليه به , ويذكر بعض المؤرخين حتى " الشوكاني " اختص بالكثير من الإقطاعات والصدقات ، وهم يؤكدون أنه لم يهجر من ذلك شيئاً ، بعد عمل في القضاء دام أكثر من أربعين عاماً ، بل كان ينفق ذلك كله في طرق الخير والبر . ومن المؤكد ـ كذلك ـ حتى الدنيا لم تكن أكبر همه ، وأن عرضها الزائل لم يكن يشغله عن الهدف الأسمى الذي وضعه لنفسه ، وهونشر دين اللّه تعالى وإحقاق الحق . ولذلك كان يقدر أهل الفهم والفضل ، الذين لايتكالبون على جمع حطام الدنيا ، والتقرب إلى الحكام . فيذكر بالتقدير والإجلال ذلك العالم الفاضل : إسماعيل بن علي بن حسن الذي كان يحضر مجلس الإمام ويقول : لم أسمع منه على طول مدة اجتماعي به هناك مؤذنة بالخضوع لمطلب من مطالب الدنيا ، لا تصريحاً ولا تلويحاً . وكان " الشوكاني " باراً بشيوخه وتلاميذه ، فتح أمامهم أبواب العمل في الدوله ، ودافع عنهم ، وتشفع لهم عند الأئمة في جميع أمر سقطوا فيه . وبالرغم من حدة ذكائه ، وجودة ذهنه ، وتشدده لآرائه واجتهاداته ، لم يكن يحط من قدر فهمه ليدخل في مهاترات المتعالمين ، وكانت قسوته على الأفكار والآراء ، لاعلى الأشخاص ، لأنه كان يدرك أنه تجاوز هذا الجيل بأجيال ، فهجر ثروته الفهمية والفكرية لتتفاعل مع الزمن ، يكشف عن وجهها ما تبديه قرائح الفهماء " . وبالجمله : فمحل القول في هذا الأمام ذوسعة ، فإن وجدت لساناً قائلاً فقل :

  • زد في العلا مهما تشا حملة ------- وليصنع الحاسد ما يصنع
  • فالدهر نحوي كما ينبغي -------- يدري الذي يخفض أويحمل

عقيدته

يرى " الشوكاني " حتى طرق المتحدثين لاتوصل إلى يقين ، ولا يمكن حتى تصيب الحق فيما هدفت إليه ، لأن معضمها ـ كما يقول ـ قام على أصول ظنية ، لا مستند لها إلا مجرد الدعوى على العقل ، والفريه على الفطرة .فكل فريق منهم قد جعل له أصولاً تخالف ما عليه الآخر ، وقد أقام هذه الأصول على ما رآه عنده هوسليماً ، من حكم عقله الخاص المبني على نظره القاصر ، فبطل عنده ما صح عند غيره ، وقاسوا بهذه الأصول المتعارضه كلام اللّه ورسوله في الإلهيات وما يتصل بها من العقائد ، فأصبح جميع منهم يعتقد نقيض ما يعتقده الآخر . ثم جعلوا هذه الأصول معياراً لصفات الرب تبارك وتعالى ، فأثبتوا للّه تعالى الشيء ونقيضه ، ولم ينظروا إلى ما وصف اللّه به نفسه ، وما وصفه به رسوله ، بل إذا وجدوذلك موافقاً لما تعقلوه ، جعلوه مؤيداً له ومقوياً ، ونطقوا : قد ورد مرشد السمع مطابقاً لدليل العقل ، وإن وجدوه مخالفاً لما تعقلوه ، جعلوه وارداً على خلاف الأصل ومتشابهاً وغير معقول المعنى ، ولا ظاهر الدلاله ، ثم قابلهم المخالف لهم بنقيض قولهم ، فافترى على عقله بأنه قد تعقل خلاف ما تعقله خصمه ، وجعل ذلك أصلاً يرد إليه أدلة الكتاب والسنه ، وجعل المتشابه عند أولئك محكماً عنده ، والمخالف لدليل العقل عندهم موافقاً له عنده . ومن مظاهر هذا التناقض : ما سقط فيه المعتزلة من مبدأ نفي الصفات ، بناء على مبدئهم في التنزيه ، وما غلا الأشعرية من الوقوع في التجسيم ، بناء على ما مضىوا إليه من التأويل ، والمبالغة في الإثبات .

  • يقول الشوكاني عن هذه المسائل :

" وإذا كنت تشك في هذا ، فراجع خط الكلام ، وانظر المسائل التي قد صارت عند أهله من المراكز ، كمسألة التحسين والتقبيح ، وخلق الأعمل ، وتكليف مالا يطاق ، ومسألة خلق القرآن ، فإنك تجد ما حكيته لك بعينه " . لذلك : كان المسلك القويم في الإلهيات ، والإيمان بما اتى فيها ، هومسلك السلف الصالح ، من الصحابة والتابعين ، من حمل صفات الباري على ظاهرها ، وفهم الآيات والأحاديث على ما يوحيه المعنى اللغوي العام ، وعدم الخوض في تأويلها ، والإيمان بها على ذلك ، دون تكلف ولا تعسف ، ولا تشبيه ولا تعطيل ، وإثبات ما أثبته اللّه ـ تعالى ـ لنفسه من صفاته ، على وجه لا يفهمه إلا هو، فإنه القائل جل شأنه " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " . فأثبت لنفسه صفة السمع والبصر ، مع نفي المماثلة للحوادث في الوقت نفسه . والإمام الشوكاني قد اعتنق هذا المبدأ ، وجعل عمدته في الدعوة إلى ممضى السلف هاتين الآيتين الكريمتين :

  • أولهما قوله تعالى : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " .
  • وثانيهما قوله تعالى : " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً " .

ففيهما الإثبات والنفي ، إثبات صفات الباري ـ جلَّ شأنه ـ ونفي مماثلة هذه الصفات للحوادث ، ثم تقييد هذا الإثبات بظاهر ما صرحت به الآيات وأجملته ، والزجر عن الخوض في كيفية هذه الصفات . وقد سجل الشوكاني آراءه وممضىه في ثنايا خطه المختلفه ولاسيما كتابيه :

  • " التحف في مذاهب السلف " .
  • " كشف الشبهات عن المشتبهات " .

هذا ، وقد اعتنق الشوكاني هذا الممضى بعد طول بحثه ومطالعة في خط " فهم الكلام " حتى صرح بأنه لم يعتنق ممضى السلف تقليداً ، وإنما عن إجتهاد واقتناع . ولذلك يقول : " ولتفهم أني لم أقل هذا تقليداً لبعض من أرشدك إلى هجر الاشتغال بهذا الفن ، كما سقط لجماعة من محققي الفهماء ، بل قلت هذا بعد تضييع برهة من العمر في الاشتغال به ، وإحفاء السؤال لمن يعهده ، والأخذ عن المشهورين به ، والإكباب على مطالعة كثير من مختصراته ومطولاته ، حتى قلت عند الوقوف على حقيقته أبياتاً منها :

وغاية ما حصلته من مباحثي *** ومن نظري من بعد طول التدبر هوالوقف ما بين الطريقين حيرة *** فما فهم من لم يلق غير التحير على أنني قد خضت منه غماره *** وما قنعت نفسي بدون التبحر


ممضىه الفقهي

تفقه الشوكاني في أول حياته على ممضى الإمام " زيد بن علي بن الحسين " وبرع فيه ، وفاق أهل زمانه ، حتى خلع ربقة التقليد ، وتحلى بمنصب الإجتهاد ، فألف كتابه : " السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار " فلم يقيد نفسه بممضى الزيدية ، بل صحح ما أداه إليه اجتهاده بالأدلة ، وزيف مالم يقم عليه الدليل ، فثار عليه أهل ممضىه ، من الزيدية ، المتعصبون لممضىهم في الأصول والفروع ، فكان يقارعهم بالدليل من الكتاب والسنة ، وحدثا زادوا ثورة عليه زاد تمسكه بمسلكه ، حتى ألف رسالة سماها : " القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد " مضى فيه إلى ذم التقليد وتحريمه ، فزاد هذا في تعصبهم عليه ، حتى رموه بأنه يريد هدم ممضى آل البيت ، فقامت ـ بسبب هذا ـ فتنة في " صنعاء " بين خصومه وأنصاره ، فرد عليهم بأنه يقف موقفاً واحداً من جميع المذاهب ، ولا يخص ممضى الزيدية بتحريم التقليد فيه . إلى غير ذلك اختار " الشوكاني " لنفسه ممضىاً لا يتقيد فيه برأي معين من آراء الفهماء السابقين ، بل على حسب ما يؤديه إليه اجتهاده ، وهذا ما يلحظه القارىء لكتابه " نيل الأوطار " حيث ينقل آراء ومذاهب فهماء الأمصار ، وآراء الصحابة والتابعين ، وحجة جميع واحد منهم ، ثم يختم ذلك ببيان رأيه الخاص ، مختاراً ما راجح فيما يقول . ويرى حتى الاجتهاد قد يسره الله تعالى للمتأخرين ، وأنه أصبح ميسوراً أكثر مما كان في الصدر الأول فيقول : " ... فإنه لا يخفى على من له أدنى فهم ، حتى الاجتهاد قد يسره الله للمتأخرين ، تيسيراً لم يكن للسابقين ؛ لأن التفاسير للكتاب العزيز قد دونت ، وصارت من الكثرة إلى حد لا يمكن حصره ، وكذلك السنة المطهرة ، وتحدث الأئمة في التفسير ، والتجريح والتسليم ، والترجيح ، بما هوزيادة على ما يحتاج إليه المجتهد ، وقد كان السلف الصالح ، ومن قبل هؤلاء المنكرين يرحل للحديث الواحد ، ومن قطر إلى قطر ، فالاجتهاد على المتأخرين أيسر وأسهل من الاجنهاد على المتقدمين ، ولا يخالف في هذا من له فهم سليم ، وعقل سوي " .

الشوكاني وأهل الظاهر

الإمام الجليل الشوكاني ـ رحمه الله تعالى إذا لم يكن ظاهرياً فهومن المتعاطفين مع أهل الظاهر فكان كثير النقل لممضى أهل الظاهر ، بل كان كثير التنديد بمعارضي أهل الظاهر .

  • نطق عن أثير الدين بن حيان صاحب تفسير البحر المجيط :

" وكان ظاهرياً وبعد ذلك انتمى إلى الشافعي وكان أبوالبقاء يقول : إنه لم يزل ظاهرياً . نطق ابن حجر كان أبوحيان يقول : محال حتى يرجع عن ممضى الظاهر من علق بذهنه انتهى . ولقد صدق في منطقه فممضى الظاهر هوأول الفكر وآخر العمل عند من منح الإنصاف ولم يرد على فطرته ما يغيرها عن أصلها وليس هوممضى داود الظاهري وأتباعه بل هوممضى أكابر الفهماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن وداود واحد منهم وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف فيها على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف وأهمل من أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصف إهماله . وبالجملة فممضى الظاهر هوالعمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة . وأنت إذا امعنت النظر في منطقات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من ممضى الظاهر بعينه بل إذا رزقت الإنصاف وعهدت العلوم والاجتهاد كما ينبغي ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهرياً أي عاملاً بظاهر الشرع منسوباً إليه لا إلى داود الظاهري فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هي مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات والتسليم . وإلى ممضى الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه أشار ابن حزم بقوله .

  • وما أنا إلا ظاهري وإنني ----- على كا بدا حتى يقوم الدليل .

ونطق عن السواك : " نطق النووي : وقد أنكر أصحابنا المتأخرون على الشيخ أبي حامد وغيره نقل الوجوب عن داود ونطقوا : ممضىه أنه سنة كالجماعة ، ولوصح إيجابه عن داود لم يضر مخالفته في انعقاد الإجماع على المختار الذي عليه المحققون الأكثر . نطق وأما إسحاق فلم يصح هذا المحكي عنه انتهى . وعدم الاعتداد بخلاف داود مع فهمه وورعه ، وأخذ جماعة من الأئمة الكبار بممضىه من التعصبات التي لا مستند لها إلا مجرد الهوى والعصبية ، وقد كثر هذا الجنس في أهل المذاهب ، وما أدري ما البرهان الذي قام لهؤلاء المحققين حتى أخرجوه من دائرة فهماء المسلمين ، فإن كان لما سقط منه من الموضوعات المستبعدة فهي بالنسبة إلى منطقات غيره المؤسسة على محض الرأي المضادة لصريح الرواية في حيز القلة المتبالغة ، فإن التعويل على الرأي وعدم الاعتناء بفهم الأدلة قد أفضى بقوم إلى التممضى بمذاهب لا يوافق الشريعة منها إلا القليل النادر ، وأما داود فما في ممضىه من البدع التي أسقطه فيها تمسكه بالظاهر وجموده عليه هي في غتية الندرة ، ولكن : لهوى النفوس سريرة لا تفهم .

  • نطق أبوعبدالرحمن : وقد ناقش الإمام الشوكاني في كتابه النافع " إرشاد الفحول " ( ص 340ـ 348 ) أدلة مثبتي القياس ، ثم ختم بحثه بقوله :

" وإذا عهدت ما حرّرناه وتقرر لديك جميع ما قرّرناه فافهم حتى القياس المأخوذ به هوما سقط النص على علته وما بتر فيه بنفي الفارق وما كان من باب فحوى الخطاب أولحن الخطاب على اصطلاح من يسمي ذلك قياساً وقد قدمنا أنه من مفهوم الموافقة . ثم افهم حتى نفاة القياس لم يقولوا بإهدار جميع ما يسمى قياساً وإن كان منصوصاً على علته أومقطوعاً فيه بنفي الفارق بل جعلوا هذا النوع من القياس مدلولاً عليه بدليل الأصل مشمولاً به مندرجاً تحته وبهذا يهون عليك الخطب ويصغر عندك ما استعظموه ويقرب لديك ما بعدوه ، لأن الخلاف في هذا النوع الخاص صار لفظياً وهومن حيث المعنى متفق على الأخذ به والعمل عليه واختلاف طريقة العمل لا يستلزم الاختلاف المعنوي لا عقلاً ولا شرعاً ولا عهداً . وقد قدمنا لك حتى ما اتىوا به من الأدلة العقلية لا تقوم الحجة بشيء منها ولا تستحق تطويل ذيول البحث بذكرها . وبيان ذلك حتى أنهض ما نطقوه في ذلك حتى النصوص لا تفي بالأحكام فإنها متناهية والحوادث غير متناهية . ويجاب عن هذا بما قدمنا من أخباره عز وجل لهذه الأمة بأنه قد أكمل لها دينها وبما أبلغها رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه قد هجرها على الواضحة التي ليلها كنهارها . ثم لا يخفى على ذي لب سليم وفهم صالح حتى في عمومات الكتاب والسنة ومطلقاتهما وخصوص نصوصهما ما يفي بكل حادثة تحدث ويقوم ببيان جميع نازلة تنزل عهد ذلك من عهده وجهله من جهله .

  • ونطق الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ جواباً على قول الجويني : المحققون لا يقيمون لخلاف الظاهرية وزناً ، لأن معظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد ولا تفي النصوص بعشر معشارها .

ويجاب عنه بأن من عهد نصوص الشريعة حق معهدتها وتدبر آيات الكتاب العزيز وتوسع في الإطلاع على السنة المطهرة فهم حتى نصوص الشريعة جمع حمّ ولا عيب لهم إلا هجر العمل بالآراء الفاسدة التي لم يشير عليها كتاب ولا سنة ولا قياس مقبول * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها * نعم قد جمدوا في مسائل كان ينبغي لهم هجر الجمود عليها ، ولكنها بالنسبة إلى ما سقط في مذاهب غيرهم من العمل بما لا مرشد عليه البتة قليلة جداً . ونطق في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " البدر الطالع " (1/ 64) : " وأقول : أنا لا أفهم بعد ابن حزم مثله ، وما أظنه جاز الزمان ما بين عصر الرجلين بمن شابههما أويقاربهما " . ونطق في كتابه العظيم " نيل الأوطار " (5/ 84) : " وافهم أنه ليس في الباب من المرفوع ما تقوم به الحجة فمن لم يقبل المرسل ولا رأى حجية أقوال الصحابة فهوفي سعة عن التزام هذه الأحكام وله في ذلك سلف صالح كداود الظاهري " .

مكانته الفهمية

إن واحداً كالإمام الشوكاني ، صاحب التصانيف المتنوعة ، والآثار النافعة ليتحدث عن نفسه بهذه الآثار ، وقديماً قيل : تلك آثارنا تدل علينا *** فاسألوا بعدنا عن الآثار .

  • هكذا وصفه أحد تلاميذه العلامة : حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني .

فهوـ بحق إمام ـ الأئمة ، ومفتي الأئمة ، بحر العلوم ، وشمس الفهوم ، سند المجتهدين الحفاظ ، فارس المعاني والألفاظ ، فريد العصر ، نادرة الدهر ، شيخ الإسلام ، علامة الزمان ، ترجمان الحديث والقرآن ، فهم الزهاد ، أوحد العباد ، قامع المبتدعين ، رأس الموحدين ، تاج المتبعين ، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها ، قاضي قضاة أهل السنة والجماعة ، شيخ الرواية والسماع ، علي الإسناد ، السابق في ميدان الاجتهاد ، على الأكابر الأمجاد ، المطلع على حقائق الشريعة ومواردها ، العارف بغوامضها ومقاصدها .

  • ونطق عنه العلامة حسن بن أحمد البهكلي في كتابه " الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني " :

" السنة الخمسون بعد المائتين والألف ، وفيها في شهر جمادى الآخرة كانت وفاة شيخنا " محمد بن علي الشزكاني " وهوقاضي الجماعة ، شيخ الإسلام ، المحقق العلامة الإمام ، سلطان الفهماء ، إمام الدنيا ، خاتمة الحفاظ بلا مراء ، الحجة النقاد ، علي الإسناد ، السابق في ميدان الاجتهاد " . ثم نطق : " وعلى الجملة : فما رأى مثل نفسه ، ولا رأى من رآه مثله فهماً وورعاً ، وقياماً بالحق ، بقوة جنان ، وسلاطة لسان " .

  • ونطق عنه العلامة : صديق حسن خان :

" ... أحرز جميع المعارف ، واتفق على تحقيقه المخالف والمؤالف وصار المشار إليه في علوم الاجتهاد بالبنان ، والمجلي في فهم غوامض الشريعة عند الرهان . له المؤلفات الجليلة الممتعة المفيدة النافعة في أغلب العلوم ، منها : " نيل الأوطار " شرح منتقى الاخبار لا بن تيمية ، لم تكتحل عين الزمان بمثله في التحقيق ، ولم يسمح الدهر بنحوه في التدقيق ، منح المسائل حقها في جميع درس على طريق الإنصاف ، وعدم التقيد بالتقليد وممضى الأخلاف والأسلاف ، وتناقله عنه مشايخه الكرام فمن دونهم من الأعلام ، وطار في الآفاق في زمن حياته ، وقرىء عليه مراراً ، وانتفع به الفهماء " .

  • ونطق عنه العلامة عبدالحي الكتاني :

" هوالإمام خاتمة محدثي المشرق وأثريه ، العلامة النظار الجهبذ القاضي محمد بن علي الشوكاني ثم الصنعاني ... وقد كان الشوكاني المذكور شامة في وجه القرن المنصرم ، وغرة في جبين الدهر ، انتهج من مناهج الفهم ما عميَ على كثير ممن قبله ، وأوتي فيه من طلاقة القلم والزعامة مالم ينطق به قلم غيره ، فهومن مفاخر اليمن بل العرب ، وناهيك في ترجمته يقول الوجيه عبدالرحمن الأهدل من " النفس اليماني " لما ترجم شيخهما عبدالقادر الكركباني : " وممن تخرج بسيدي الإمام عبدالقادر بن أحمد . ونشر علومه الزاهرة ، وانتسب إليه وعوّل في الاقتداء في سلوك منهاج الحق عليه . إمام عصرنا في سائر العلوم . وخطيب دهرنا في إيضاح دقائق المنطوق والمفهوم ، الحافظ المسند الحجة ، الهادي في إيضاح السنن النبوي إلى المحجة ، عز الإسلام محمد بن علي الشوكاني :

  • إن هزَّ أقلامَهُ يوماً ليعملها *** أنساك كلَّ كميٍّ هزَّ عاملَهُ
  • وإن أقرَّ على رَقٍّ أناملَــهُ *** أقرَّ بالرِقّ كُتّاب الأنام لهُ

فإن هذا المذكور من أخص الآخذين عن شيخنا الإمام عبدالقادر . وقد منح الله هذا الإمام ثلاثة أمور لا أفهم أنها في هذا الزمن الأخير جمعت لغيره :

  • الأول : سعة التبحر في العلوم على اختلاف أجناسها وأنواعها
  • الثاني : كثرة التلاميذ المحققين أولي الأفهام الخارقة الحقيق حتى ينشد عند جمعهم الغفير :
  • إني إذا حضرتني ألفُ محبرةٍ *** نقولُ أبلغني هذا وحدثني
  • صاحتْ بعقوتها الأقلامُ قائلةً *** " هذي المكارمُ لا قعبانِ من لبنِ "
  • الثالث : سعة التآليف المحررة ، ثم عدد معظمها كالتفسير ونيل الأوطار وإرشاد الفحول والسيل الجرار ، ثم نقل حتى مؤلفاته الآن بلغت مائة وأربعة عشر تأليفاً مما قد شاع وسقط في الأمصار الشاسعة الانتفاع بها فضلاً عن القريبة ، ثم أنشد :

كلّنا عالمٌ بأنك فينا *** نعمةٌ ساعدتْ بها الأقدارُ

فوَقَتْ نفسَكَ النفوسُ من الشرّ *** وزيدتْ في عمرك الأعمار "

ثم أشار إلى من أفرد ترجمته بالتأليف ... " .

ونطق عنه إبراهيم بن عبدالله الحوثي :

" زعيم ارباب التأويل سمع وصنف وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف ، وحجث وأفاد ، وطارت أوراق فتاويه في البلاد ، واشتهر بالضبط والتحرير ، وانتهت إليه رياسة الفهم في الحديث والتفسير والأصول والفروع والتاريخ وفهم الرجال وحال الأسانيد في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل وغير ذلك " .

ونطق فيه لطف بن أحمد جحاف :

" احفظ من ادركناه لمتون الحديث وأعهدهم بجرحها ورجالها وسليمها وسقيمها وكان شيوخه وأقرانه يعترفون له بذلك " .

ونطق عنه كحاله :

" مفسر محدث ، فقيه أصولي مؤرخ أديب نحوي منطقي متحدث حكيم صارت تصانيفه في البلاد في حياته وانتفع الناس بها بعد وفاته ، وتفسيره " فتح القدير " و" نيل الأوطار " في الحديث من خير ما أخرج للناس كما يلاحظ حتى الشوكاني يدخل في المناقشات الفقهية ويذكر أقوال الفهماء وأدلتهم في تفسير جميع آية تتعلق بالأحكام " .

ونطق عنه الأستاذ الفاضل محمد سعيد البَدْري :

" وافهم ـ هدانا الله وإياك ـ حتى لهذا الرجل خصائص قلَّ حتى تجدها في غيره من الفهماء وهي : سعة الفهم والتحرر من التقليد بالاجتهاد والتمسك العملي بالكتاب والسنة وتقديمهما على ما سواهما كائناً من كان ( وهذه سمة المجتهدين دون المقلدين ) والانصاف من الخصوم .

والحق حتى هذه الخصائص لمسناها في كثير من خطه وبالأخص هذا الكتاب ـ يقصد إرشاد الفحول ـ ولذا فأنا أعده من أئمة المجتهدين حتى وإن خالفته في بعض المسائل ، رحمه الله تعالى " .

ونطق عنه الدكتور محمد حسن بن أحمد الغماري :

" كان محمد بن علي الشوكاني على مبلغ عظيم من الفهم شهد له بذلك فهماء عصره ومن أتى بعده بسعة فهمه وغزارة مادته في مختلف الفنون ، وامتدحه الناس شعراً ونثراً ومحرره الملوك والفهماء من مختلف الأنطقيم وألف في شتى العلوم في التفسير والحديث وعلومهما والفقه والنحووالمنطق والتاريخ والأصول والأدب وله الشعر الرائق والنثر البليغ ، صارت مؤلفاته منتجع الفهماء وسار بها الركبان في حياته ، وانتفع بها الناس بعد وفاته .

ألف " نيل الأوطار " فابدع وأودع فيه الفرائد ، وصنف تفسيره العظيم فكان جامعاً لما تفرق في غيره وترجم لأعيان من بعد القرن السابع فأتى بالعجب العجاب وأنه ليعجب الناظر كيف من الممكن أن تهيىء له حتى يلم بتراجم أعيان ستة قرون كأنه عاش معهم مع حتى الكثير منهم لمقد يكونوا من أبناء اليمن الذي عاش الشوكاني فيه ترجم لكل واحد منهم بانصاف ونزاهة .

وألف في الفقه " الدراري المضيئة " فأبدع فيه وأحسن وألف " السيل الجرار " الذي لم تخط بنات الأفكار بمثله أقام الدليل وزيف الرأي المحض وألف " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " واستدرك على ابن الجوزي والسيوطي وابن عراق كثيراً مما فاتهم ونبه على أوهامهم في الحكم على بعض الأحاديث بالوضع .

وأما أصول الدين فهوفارس ميدانها وحامل مشعلها فقد حارب الشرك والبدع وأبلى في سبيل العقيدة الإسلامية بلاء حسناً اقتداء بالأنبياء والمرسلين والنادىة المخلصين فلقي من الناس العنت والأود وناصبوه العداء ورموه عن قوس واحدة ... " .

ونطق عنه خير الدين الزِرِكْلي :

" فقيه مجتهد من كبار فهماء اليمن ، من أهل صنعاء ... وكان يرى تحريم التقليد " .


توليه القضاء

في عام 1209 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم توفي كبير قضاة اليمن ، القاضي يحيى بن صالح الشجري السحولي ، وكان مرجعَ العامة والخاصة ، وعليه المعوَّل في الرأي والأحكام ، ومستشار الإمام والوزارة .

نطق الشوكاني :

" وكنتُ إذ ذاك مشتغلاً بالتدريس في علوم الاجتهاد والإفتاء والتصنيف منجمعاً عن الناس لا سيما أهل الأمر وأرباب الدولة ، فإني لا أتَّصِل بأحدٍ منهم كائنًا من كان ، ولم يكن لي رغبة في غير العلوم ... فلم أشعر إلا بِطلابٍ لي من الخليفة بعد موت القاضي المذكور بنحوأسبوع ، فعزمتُ إلى مقامه العالي ، فذكر لي أنه قد رجح قيامي مقام القاضي المذكور ، فاعتذرتُ له بما كنت فيه من الاشتغال بالفهم ، فنطق : القيام بالأمرين ممكنٌ ، وليس المراد إلا القيام بفَصْل ما يصل من الخصومات إلى ديوانه العالي في يَوْمَي اجتماع الحكام فيه . فقلت : سيقع مني الاستخارة لله والاستشارة لأهل الفضل ، وما اختاره الله ففيه الخير . فلمَّا فارقته ما زلتُ مُتردِّدٍا نحوأسبوع ، ولكنَّه وفد إليَّ غالبُ مَنْ ينتسب إلى الفهم في مدينة صنعاء ، وأجمعوا على حتى الإجابة واجبة ، وأنهم يخشوْن حتى يدخل في هذا المنصب ـ الذي إليه مرجِعُ الأحكام الشرعية في جميع الأقطار اليمنية ـ مَنْ لا يُوثَقُ بدينه وفهمه . فقبلتُ مستعيناً بالله ومتّكلاً عليه . وأسأل الله بحَوْلِه وطوْله حتى يرشدني إلى مراضيه ، ويحول بيني وبين معاصيه ، وييسِّر لي الخير حيث كان ، ويدفع عني الشر،

ويُقيمني في مقام العَدْل ، ويختار لي ما فيه الخير في الدين والدنيا " .

قلتُ : وربَّما حتى الشوكاني رأى في منصب القضاء فرصةً لنَشْر السُّنَّة وإماتة البدعة ، والدعوة إلى طريق السلف الصالح .

كما حتى منصب القضاء سيصدُّ عنه كثيراً من التيارات المعادية له ، ويسمح لأتباعه بنَشْر آرائه السديدة ، وطريقته المستقيمة .

" والأئمة الثلاثة الذين تولى الشوكاني القضاء الأكبر لهم ، ولم يُعزل حتى واتته المنية هم :

1ـ المنصور علي بن المهدي عباس ، ولد سنة 1151ه ، وتوفي سنة 1224ه . ومدة خلافته 25 سنة .

2ـ ابنه المتوكل علي بن أحمد بن المنصور علي ، ولد سنة 1170ه ، وتوفي سنة 1231ه . ومدة خلافته نحوسبعة سنوات .

3ـ المهدي عبدالله ، ولد سنة 1208 ه ، وتوفي 1251 ه ، ومدة خلافته 20 سنة " .

قلتُ : كان تولِّي الشوكاني القضاء كسباً كبيراً للحقِّ ، فقد أقام سوق العدالة بيِّنًا ، وأنصف المظلوم من الظالم ، وأبعد الرشوةَ ، وخفَّف من غُلَوَاء التَّعصب ، ونادى الناس إلى اتِّباع القرآن والسنة .

إلا حتى هذا المنصب قد منعه من التحقيق الفهمي ، يظهر ذلك إذا ما تتبَّع المرءُ مؤلفاته قبل تولِّيه القضاء وبعده ، يجد الفَرْق واضحًا

شيوخه

كان الشوكاني طلعة يبحث عن الفهم والفهم في المظان المتنوعة ، ويتنقل بين المشايخ بحثاً عن الفهم ، الأمر الذي يجعل البحث عن جميع شيوخه عسيراً ، وسوف نكتفي هنا بذكر بعض مشايخه المشهورين ، فمنهم :

1ـ والده : علي بن محمد بن عبدالله بن الحسن الشوكاني المتوفى سنة 1211. فقد تولى ولده بالعناية والرعاية منذ الطفولة ، فحفظه القرآن وجوده له ، كما حفظه عدداً من المتون ومبادىء العلوم المتنوعة ، قبل حتى يبدأ طلب الفهم على غير والده من فهماء عصره , وكان لهذه العناية المبكرة أثرها البارز في بناء شخصية الشوكاني.

2ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن مطهر القابلي ( 1158 ـ 1227ه ) . نطق الشوكاني في ترجمته : " وقد لازمتُه في الفروع نحوثلاث عشر سنة ، وانتفعتُ به ، وتخرَّجت عليه ، وقرأت عليه في : " الأزهار " و" شرحه " و" حواشيه " ثلاث دفعات : الدفعتين الأوليين اقتصرنا على ما تدعوإليه الحاجة ، والدفعة الثالثة استكملنا الدَّقيق والجَّليل من ذلك مع بحثٍ وتحقيق ، ثم قرأت عليه " الفرائض " للعصيفري ، و" شرجها " للنَّاظري ، وما عليه من الحواشي ، وقرأتُ عليه " بيان ابن مظفر " و" حواشيه " ، وكانت هذه القراءة بحثٍ وإتقانٍ وتحرير وتقرير ".

3ـ أحمد بن عامر الحدائي ( 1127ـ 1197ه = 1715ـ 1783م )، قرأ عليه : " الأزهار " و" شرحه " مرتين ، و" الفرئض " مرتين .

4ـ أحمد بن محمد الحرازي المولود سنة 1158ه والمتوفي سنة 1227ه , تلقى عليه الشوكاني الفقه والفرائض ، وظل ملازماً له ثلاث عشر سنة .

5ـ إسماعيل بن الحسن المهدي بن أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد ( 1120ـ 1206ه ) . قرأ عليه : " ملحة الإعراب " للحريري ، وشرحها المعروف ب " شرح بحرق " ، وفي فهم الصرف ، والمعاني ، والبيان ، والأموال .

6ـ الحسن بن إسماعيل المغربي ( 1140ـ 1208ه ) , قرأ عليه : بعض " الرسالة الشمسيَّة " للقطب ، و" حاشيته " للشريف ، وفي " المطول " و" حواشيه " ، وأكمل لديه دراسة " شرح الغاية " ، و" حاشيته " لسيلان ، و" العضد " ، و" شرحه على المختصر " ، و" حاشية السعد " ، وما تدعوإليه الحاجة من سائر الحواشي ، وسمع عليه " شرح بلوغ المرام " لجده ، وفاته بعض أوله ، وبعض " سليم مسلم " ، و" شرحه " للنووي ، وبعض " تنقيح الأنظار " في علوم الحديث ، وسمع عليه جميع " سنن أبي داود " ، و" تخريجها " للمنذري ، وبعض شرح " المعالم " للخطابي ، وبعض " شرح ابن رسلان " .

7ـ صديق علي المزجاجي الحنفي المولود سنة 1150ه والمتوفي سنة 1209ه , شيخ الشوكاني بالاجازة في الحديث وغيره .

8ـ عبدالرحمن بن حسن الأكوع ( 1135ـ 1207ه = 1724 ـ 17772م ) , قرأ عليه أوائل " الشفاء " للأمير الحسين ، كتاب في الحديث .

9ـ عبدالرحمن بن قاسم المداني ( 1121ـ 1211ه = 1709 ـ 1796م ) , قرأ عليه " شرح الأزهار " في أوائل طلبه للفهم ، وباحثه بمباحث فهميَّة فقهييَّة دقيقة .

10ـ عبدالقادر بن أحمد شرف الدين الكوكباني المولود سنة 1135ه والمتوفي سنة 1207ه , قرأ عليه الشوكاني الكثير من العلوم مثل : فهم التفسير ، والحديث ، والمصطلح ، وغير ذلك من الفنون المتنوعة , وكان حجة في سائر العلوم ، ومجتهداً مطلقاً ، كما يقول الشوكاني عنه .

11ـ عبدالله بن إسماعيل النهمي المولود سنة 1150ه والمتوفي سنة 1228ه , قرأ عليه الشوكاني النحو، والصرف ، والمنطق ، والحديث ، والأصول ، وغير ذلك .

12ـ عبدالله بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ( 1165 ـ 1210ه ) , أخذ عنه في أوائل طلبه للفهم " شرح الجامي " من أوله إلى آخره .

13ـ علي بن أبراهيم بن علي بن عامر الشهيد ، المولود سنة 1140ه والمتوفي سنة 1207ه , سمع عليه " سليم البخاري " من أوَّله إلى آخره . نطق عنه الشوكاني : كان إماماً في جميع العلوم محققاً لكل فن ذا سكينة ووقار قل حتى يوجد له نظير .

14ـ علي بن هادي عرهب ( 1164 ـ 1236ه ) .

15ـ القاسم بن يحيى الخولاني ( 1162ـ 1209ه = 1714 ـ 1794م ) , قرأ عليه : " الكافية " ، و" شرحها " للسيد المفتي ، و" شرح الخبيصي على الكافية " ، و" حواشيه " ، و" شرح الرضى على الكافية " ، وبقي منه بقية يسيرة ، و" الشافية " ، و" شرحها " للطف الله الغياث ، و" السعد " و" شرحه " ، و" شرح الجامي " من أوله إلى آخره .

16ـ هادي بن حسن القارني ولد سنة 1164ه وتوفي سنة 1247ه , أخذ عنه القراءات والعربية ثم أخذ عنه في " شرح المنتقى " وغيره .

17ـ يحيى بن محمد الحوثي ( 1160ـ 1247ه = 1747ـ 1831م ) , أخذ عنه الفرائض ، والحساب ، والضرب ، والمساحة .

18ـ يوسف بن محمد بن علاء المزجاجي ( 1140ـ 1213ه ) , سمع منه ، وأجازه لفظاً بجميع ما يجوز له روايته ، وخط إليه إجازة بعد وصوله إلى وطنه ، ومن جملة ما يرويه عنه : أسانيد الشيخ الحافظ إبراهيم الكردي ، وهويرويها عن أبيه عن جده بطريقة السَّماع .

تلاميذه

إن واحداً كالإمام " الشوكاني " جمع من العلوم ما جمع ، وأحاط بالمعقول منها والمنقول ، وبرز في شتى المعارف ، وأضاف إليها الكثير ، بالنظر الثاقب ، والفكر المستنير ، وألف الكثير من الخط ، لا بد وأنقد يكون قد تخرج على يديه الكثيرون واستفاد منه العامة والخاصة .

ومن أشهر تلاميذه:

1ـ ابنه أحمد بن محمد بن علي الشوكاني ولد سنة 1229ه ، وانتفع بفهم والده وبمؤلفاته ، حتى حاز من العلوم السهم الوافر ، وانتفع به عدة من الأكابر ، تولى القضاء بمدينة " صنعاء " وله مؤلفات وكان من أكابر فهماء اليمن بعد والده توفي ـ رحمه الله تعالى ـ سنة 1281ه .

2ـ محمد بن أحمد السودي ، ولد سنة 1178ه ، لازم الإمام " الشوكاني " من بداية طلبه للفهم ، حتى مدحه الشوكاني بقوله :

أعز المعالي أنت للدهر زينة *** وأنت على رغم الحواسد ماجده .

توفي سنة 1236ه .

3ـ محمد بن أحمد مشحم الصعدي الصنعاني ، ولد سنة 1186ه وتولى القضاء في " صنعاء " وغيرها ، وأثنى عليه " الشوكاني " كثيراً ، وتوفي سنة 1223ه .

4ـ أحمد بن علي بن محسن ، ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم . ولد سنة 1150ه واشتغل بطلب الفهم ، بعد حتى قارب الخمسين ، ولازم الإمام " الشوكاني " نحوعشر سنين توفي سنة 1223ه .

5ـ محمد بن محمد بن هاشم بن يحيى الشامي ، ثم الصنعاني ، ولد سنة 1178ه وتوفي سنة 1251ه .

6ـ عبدالرحمن بن أحمد البهلكي الضمدي الصبيائي ، ولد سنة 1180ه

وتلقى على الشوكاني وغيره ، ولكنه كان من أوفى تلاميذ " الشوكاني " ومن الملازمين له ، توفي سنة 1227ه .

7ـ أحمد بن عبدالله الضمدي .

أخذ عن الإمام " الشوكاني " وغيره ، ولكن صلته بالشوكاني كانت أكثر ، حتى صار المرجع إليه في التدريس والإفتاء في " ضمد " وما حولها ، وله أسئلة عديدة إلى شيخه " الشوكاني " أجاب له عنها في رسالة سماها " العقد المنضد في جيد مسائل علامة ضمد " ، توفي سنة 1222ه .

8ـ علي بن أحمد بن هاجر الصنعاني ، ولد في حدود سنة 1180ه وتبحر في العلوم النقلية والعقلية ، تفهم على " الشوكاني " فهم المنطق وغيره . نطق عنه الشوكاني بالنسبة لفهم المنطق : " هويفهمه فهماً بديعاً ، ويتقنه إتقاناً عجيباً ، قل حتى يوجد نظيره مع صلابة الدين " توفي سنة 1235ه .

نطق أبوعبدالرحمن : ذكر الدكتور إبراهيم إبراهيم هلال في مقدمة " قطر الولي " ص 42ـ 45 تلاميذ الشوكاني وعددهم ثلاثة عشر تلميذاً .

وذكر الدكتور محمد حسن الغماري ( صاحب كتاب : الشوكاني مفسراً ) ص 74ـ 81 ثلاثة وثلاثين تلميذاً .

وذكر الدكتور عبدالغني قاسم غالب الشرجبي ( صاحب كتاب : الشوكاني حياته وفكره ) ص 238 ـ 266 . تلاميذ الشوكاني وعددهم اثنان وتسعون تلميذاً . كما أورد ـ عقب ترجمة جميع تلميذ ـ العلوم التي استفادها من الشوكاني .

مؤلَّفاته

خلف الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى ثروة عظيمة من المؤلفات بلغت (278) مؤلفاً ، ولا يزال معظمها مخطوطاً رهين الأدراج والأرفف ، ولم يخط له حتى يرى نور النشر والطباعة حتى اليوم ، ولورحتُ أسردُ هذه المؤلفات ؛ لطال بي الكلام ، ولذلك سأقتصر على أهمِّ خطه المطبوعة ، والتي تظهر للقارىء تفنُّن هذا الإمام وإلمامَه بمختلف أنواع العلوم الشرعية :

1ـ " فتح القدير الجامع بين فنَّي الرواية والدراية من التفسير " : الذي حوى على درر عظيمة تدلُّ على تبحُّر هذا الإمام في فهم التفسير .

2ـ " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " .

3ـ " الدُّرر البهيَّة " : متنٌ في الفقه .

4ـ وشرحه : " الدَّراري المضيَّه في شرح الدُّرر البهيَّة " .

5ـ " السَّيل الجرَّار المتدفِّق على حدائق الأزهار " : وهوكتابٌ قلَّ نظيره فيما يعهد بالفقه المقارن .

6ـ " نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار " : الذي طار ذكره وعلا صيته وأصبح مرجعاً لا يستغنى عنه طالب الفهم .

7ـ " إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من فهم الأصول " : وهومن فرائد ما أُلِّف في علوم أصول الفقه .

8ـ " تحفة الذاكرين " .

9ـ " الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني " .

10ـ " البدر الطالع بمحاسن مَن بعد القرن السابع " : وهومرجع مفيد ومهم جداً في رجال وأعلام مَن بعد القرن السابع .

11ـ " وبل الغمام على شِفَاءِ الأُوَامِ " .

وغيرها كثير كثير ، مما نسأل الله حتى يُعين رواد الفهم وطلاب الفهم على نشر كنوزه وإظهار فرائده إلى عالم المنشورات .


وفاته

توفي الإمام الشوكاني رحمه الله ليلة الأربعاء ، لثلاث بقين من شهر جمادى الآخرة ، سنة ( 1250 هـ/ 1834م )، عن ستٍّ وسبعين سنة وسبعة أشهر ، وصلِّي عليه في الجامع الكبير بصنعاء، ودُفن بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء.

نطق أبوعبدالرحمن : وبعد هذا لا يسعني إلا القول حتى الإمام القاضي الشوكاني : كان إماماً ديّناً ، ثقةً ، متقناً ، علامةً ، متبحراً ، صاحب سنة واتباع . وقد ساعدته الثقافة الواسعة وذكاؤه الخارق ، إلى جانب إتقانه للحديث وعلومه ، والقرآن وعلومه ، والفقه وأصوله على الاتجاه نحوالاجتهاد وخلْع رقبة التقليد ، وهودون الثلاثين ، وكان قبل ذلك على الممضى الزيدي ، فصار عَلَمًا من أعلام المجتهدين ، وأكبر داعية إلى تَرْك التقليد ، وأخذ الأحكام اجتهاداً من الكتاب والسنة ، فهوبذلك يُعَدّ في طليعة المجددين في العصر الحديث ، ومن الذين شاركوا في إيقاظ الأمة الإسلامية في هذا العصر .

ومن نظر في مصنّفاته بان له منْزلته من سعة الفهم ، وقوة الفهم ، وسيلان الذهن ، وكلّ أحد يؤخذ من قوله ويهجر إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا حتى ننسى محاسنه ، ونغطّي معارفه بل نستغفر له ونعتذر عنه


وصلات خارجية

  • منتديات الظاهرية

مصادر

1ـ البدر الطالع (2/ 214) ، للشوكاني .

2ـ أبجد العلوم (3/ 201) ، لصدِّيق حسن خان .

3ـ التاج المكلل ( ص 305 ) ، لصدِّيق حسن خان .

4ـ هداية العارفين ( 6/ 365) ، للبغدادي .

5ـ إيضاح المكنون ( 1/ 11، 15، 20، 58 ) ، للبغدادي .

6ـ الرسالة المستطرفة ( ص 114 ) ، للكتاني .

7ـ فهرس الفهارس (2/ 1082 ) ، للكتاني .

8ـ معجم المؤلفين ( 11/ 53 ) ، لعمر رضا كحَّالة .

9ـ المجدِّدون في الإسلام ( ص 472 ) ، لعبدالمتعال الصعيدي .

10ـ نيل الوطر ( 4/ 447 ) ، لزبارة .

11ـ طبقات فقهاء اليمن ( ص 22 ) ، للبجلي .

12ـ الأعلام ( 6/ 298 ) ، للزركلي .

13ـ درر الحور العين ( 11/ 53 ) ، للجَحّاف الصنعاني .

14ـ سيرة الهادي ( ص 91 ) ، للذِّماري .

15ـ الديباج الخسرواني ( ص 257 ) ، لحسن بن أحمد عاكش .

16ـ التبريز في تراجم الفهماء ذوي التمييز ( ص 35 ) ، للجُندار .

17ـ الإمام الشوكاني ومنهجه في أصول الفقه للدكتور شعبان محمد إسماعيل .

18ـ معالم تجديد المنهج الفقهي ( أنموذج الشوكاني ) لحليمة بوكروشة .

19ـ الإمام الشوكاني مُفَسِّرًا للدكتور محمد حسن بن أحمد الغماري .

20ـ الشوكاني حياته وفكره للدكتور عبدالغني قاسم غالب الشرجبي .


إسلام أون لاين. ترجمة المؤلف في مقدمة كتابه فتح القدير

تاريخ النشر: 2020-06-04 13:11:51
التصنيفات: مواليد 1173 هـ, وفيات 1250هـ, مواليد 1759, وفيات 1834, يمنيون, أشخاص من صنعاء, فقهاء اليمن, ظاهريون, علماء مسلمون, رجال دين سنة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"أهلاً بالكوارع".. فيديو لعمرو خالد يثير ضجة في مصر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:09:33
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 96%

كيف أثر التضخم على حياة المواطن الألماني؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:03
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 86%

روسيا ترث بريغوجين في أفريقيا الوسطى.. وجنود فاغنر بكل مكان

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:52
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 100%

وزير الدفاع الروسي يزور طهران اليوم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:07:56
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 85%

دوري أبطال أوروبا.. جدول مواعيد مباريات الثلاثاء

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:20
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 96%

فيديو لفرق الجيش المصري تنتشل جثث ضحايا الإعصار في ليبيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:07:57
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 98%

مع ارتفاع الفائدة في أوروبا.. "HSBC" يكشف عن أفضل الأسهم

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:56
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 100%

بصفقة السجناء بين أميركا وإيران..لماذا ظل اسمان غامضين؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:09:54
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 92%

خبير يتحدث لـRT عن سبب زيارة السيسي للإمارات بشكل مفاجئ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:51
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 87%

أوكرانيا تهدد بولندا وهنغاريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:16
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 95%

الخارجية الروسية: الاتصالات مستمرة حول الوضع في قره باغ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:12
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 87%

أذربيجان تقصف كاراباخ.. وأرمينيا تطالب روسيا بالتدخل

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:58
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 91%

إسبانيا تؤكد سلامة صفقة استحواذ "إس تي سي" على حصة في "تيليفونيكا"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:57
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 88%

عدد السياح الدوليين يرتفع 43% إلى 700 مليون سائح بأول 7 أشهر من 2023

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:09:07
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 87%

الرئاسة السورية: الأسد يبدأ زيارة إلى الصين يوم الخميس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:06
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 97%

الدفاعات الروسية تسقط مسيرة أوكرانية في مقاطعة بريانسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:14
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 100%

الخارجية الروسية: نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الحاد في قره باغ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:05
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 90%

أفرجت عنهم طهران.. الأميركيون الخمسة يصلون بلادهم

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:09:55
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

دفنوهم دون حضوره.. فيديو مؤلم لأب مكلوم فقد أبناءه الأربعة في درنة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:10:14
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 100%

الكشف عن تفاصيل إصابة بنزيما وحمد الله

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:18
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 88%

أذربيجان: تركيا تؤيد عمليتنا العسكرية في قره باغ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:07:59
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 90%

مصر.. اجتماع للإعلان عن سير التحضير للانتخابات الرئاسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:09
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 87%

ماسك: "إكس" ستفرض رسوماً شهرية مقابل استخدام المنصة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 15:08:53
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 88%

تحميل تطبيق المنصة العربية