الخرتيت (Rhinoceros، الاسم الأصلي بالفرنسية Rhinocéros)، هي مسرحية لأوجين يونسكو، خطها عام 1959. تنتمي المسرحية لمدرسة الدراما المعروفة بالمسرح العبثي. على مدار ثلاث فصول، سكان بلدة فرنسية محلية صغيرة، يتحولون إلى خراتيت؛ في النهاية الإنسان الوحيد الذي لا يستسلم لهذا التحول الكامل هوالشخصية المحورية في المسرحية، برنجيه، الذي تتميز شخصيته طوال المسرحية بشربه وتأخره. عادة ما تُقرأ المسرحية كرد عمل ونقد للتصاعد المفاجئ للشيوعية، الفاشية، والنازية خلال الأحداث التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وتستكشف الموضوعات المتطابقة، الثقافة، الحركات الجماعية، الفلسفة والأخلاق.

ملخص السيرة

ذات يوم، وبالتحديد في يوم عطلة الأحد وفي الصباح الباكر، لاحظ أحد سكان مدينة صغيرة حتى ثمة خرتيت مر وسط الشارع ثم اختفى في الجهة اللقاءة. بدأ تناقل الخبر بين الناس وتدور النقاشات حول الموضوع بين الممثلين على الخشبة، ثمة صحافي يحاول نقل الخبر إلى الصحيفة. بلبلة تحصل في مقر عمله بين المصور ومحرر الخبر والمحلل والمسؤول،يا ترى؟ هل حقاً مر وحيد القرن وسط المدينة؟

من يؤكد الخبر،يا ترى؟ من ينفيه،يا ترى؟ لكن في صباح اليوم التالي، يقرأ الأهالي الخبر الأكيد في الصحيفة. خطته ديزي التي رأت بعينها ويرفضه برنجيه الموظف هناك أيضاً. ثم تصل امرأة الى مقر الصحيفة لتؤكد حتى زوجها تحوّل وأصبح خرتيت! تخبرهم كيف من الممكن أن رأت بعينها الموضوع، وكيف تبعت زوجها وحيد القرن على الرصيف وكيف صادفت أكثر من وحيد قرن يتمشون في المدينة.

يزور برنجيه صديقه جان المريض في وقت لاحق.

يدور حديث حول الموضوع وخلال المناقشة يلاحظ برنجيه حتى صديقه جان بدأ يتحول أمامه: أصبح جلده قاسياً وشبيهاً بجلد الحيوان وبدأ ينبت في رأسه القرن!

بعد حين، يعود الى عمله ويستمع إلى الأخبار: الأكثرية في المدينة تحولت وأصبح هذ الحيوان بعدده المتكاثر هوفي الطليعة! وحده برنجيه بقي رجلاً طبيعياً! لماذا؟

هذا العمل المسرحي الذي شغل بال مشاهديه حين قدمه اوجين يونسكوللمرة الأولى في باريس في الستينات من القرن العشرين أثار جدلاً واسعاً حول عبثيته المفرطة وغرائبيته وعمق معناه.

اليوم، يُقدم هذا العمل على خشبة باريسية أيضاً وهي خشبة "مسرح المدينة" المخرج ايمانوييل دومارسي موتا. وبرأي النقاد حتى هذا العرض اليوم هومن أجمل وأعمق أسلوب إخراجي في تقديمه. ليس عرض "وحيد القرن" سهلاً بالأساس، أما دومارسي ـ موتا فقد استغنى عن تفاصيل كثيرة في الديكور والأزياء وأبقى على عمق الحدث والنقاشات. الكلام، الكلام، عمق الفكرة الأساسية في العمل التي تدور حول تميز جميع إنسان وخصائص جميع إنسان في المجتمع. وقد أبدع معه الممثلون وهم في الأدوار الرئيسية: هيوكيستير (جان) وسيرج ميجياني (برنجيه) واليري داشوود (ديزي). يستمر العرض الذي بدأ في أوائل الشهر إلى الثامن منه.

الحبكة

الفصل الأول

تبدأ المسرحية في ميدان قرية فرنسية صغيرة. صديقان - جان البليغ، المثقف ولكنه شديد الفخر بنفسه، وبرنجيه البسيط، الخجول، طيب القلب، الثمل - يلتقيان في مقهى للحديث عن مسألة ملحة غير محددة. بدلاً من الحديث عما يفترض حتى يتحدثوا عنه، يغضب جان من تأخر برنجيه وحالة السكر التي تبدوعليه ويظل يوبخه حتى يقتحم خرتيت الميدان، ويحدق الناس فيهم بإنداش. يبدأ الناس في نقاش ما وقع في الوقت الذي يظهر فيه خرتيت آخر ويسحق قطة إمرأة. يولد هذا حالة غضب عارمة ويبدأ الناس في الإحتشاد معاً لينادون بعدم السماح بتواجد هذه الخراتيت. وتبدأ حركة الحشود في الظهور على الشاشة.

الفصل الثاني

يصل برنجيه متأخراً إلى عمله في مخط الصحيفة المحلية، لكن ديزي موظفة الاستقبال بالصحيفة (التي يحبها برنجيه)، تتستر عليه. وفي المخط، وصل برنجيه متأخراً للعمل في مخط الصحيفة المحلية، إلا حتى موظفة الاستقبال ديزي (التي كانت على علاقة عاطفية مع برنجيه)، كانت تقوم بعمله لحين وصوله. وفي المخط، اشتعل نقاش بين دودار الحساس المنطقي، وبين بوتار العنيف العصبي؛ حيث حتى بوتار لا يعتقد حتى الخرتيت ظهر بالعمل في فرنسا بالرغم من حتى جميع الشهود يؤكدون على ظهوره.

فجأة، السيدة بيوف (زوجة موظف زميل)، تظهر لتقول حتى زوجها قد تحول إلى خرتيت وأن الشوارع مكتظة بالناس الذين فروا إليها. يجادل بوتار في حقيقة وجود حركة "الخراتيت" الشهيرة والتي تزعم السيدة بيوف أنها تحدث، قائلاً حتى السكان المحليين شديدي الذكاء بحيث لا يمكن خداعهم بتلك الأنباء الفارغة. بالرغم من هذا، فإن السيد بيوف (الذي تحول إلى خرتيت) وصل ودمر السلم المؤدي إلى المخط، محاصراً جميع العاملين ورئيسهم، السيد پاپيون، في الداخل. السيدة بيوف إنضمت لزوجها وقفزت أسفل السلم بينما فر العاملين بالمخط من النافذة.

مضى برنجيه لزيارة جان ليعتذر له عما وقع اليوم السابق، لكنه وجده في السرير، مريض بدرجة لم يعهدها من قبل. بدأ الصديقان في الجدل ثانية، في البداية عن إحتمال حتى يتحول الناس إلى خراتيت بالعمل، ثم عن أخلاق التحولات. فقد كان جان في البداية معارضاً بصلابة للخراتيت، إلا أنه تدريجياً أخذ يلين. وتتلاحق الأحداث، ويأخذ جلد جان في التحول إلى اللون الأخضر، وتتحول الكدمة الموجودة في رأسها إلى قرن، ويصبح صوته أجش، ويبدأ في التحرك داخل مسكنه كأنه وحش. في النهاية، يعلن حتى للخرتيت الحق في الحياة كالبشر وأن "الإنسانية ماتت، وأن أولئك الذين يتمسكون بها ما هم إلا أشخاص عاطفيون قدماء" بعدها تحول إلى خرتيت وأخذ يطارد برينجيه خارج مسكنه.

الفصل الثالث

تحول جميع سكان البلدة إلى خراتيت عدا برنجيه، دودار وديزي. برنجيه عالق في مسكنه، صارخاً في الخراتيت التي تدمر الحضارة حتى وصل دودار للإطمئنان عليه. استهان دودار بالتحولات قائلاً حتى الناس لهم الحق في اختيار ما يقومون به، حتى وإن التحول؛ لكن برينجيه أصر على حتى التحولات لم تكن طوعية لأن صديقه جان كان في البداية يكره الخراتيت وأنه قد يحدث تعرض لغسيل مخ. دودار يرد بأن الناس قد تغير رأيها وأنها تكون بالتدريج تصبح أكثر قبولاً حتى يخلص في النهاية إلى حتى "يلحق بأقرانه وبقادته" بعدها غادر المسكن وتحول إلى خرتيت.

قبل دقائق من مغادرته، وصلت ديزي. تأكدت ديزي وبرنجيه من أنهما بمفردهما - البشر الوحيدون في عالم الوحوش. صرح برينجيه لديزي بحبه وبادلته بالمثل. حاولوا، ولولفترة وجيزة، التمتع بحياة طبيعية وسط الخراتيت. بعدما إقتراح برينجيه حتى يحاولا إعادة إيجاد الجنس البشري، بدأت ديزي في التحول عنه، قائلة حتى برنجيه لا يفهم الحب. وبدأت في الاعتقاد بأن الخراتيت على حق - وهم المحبون الحقيقيون. أخذ برينجيه في توجيه الصفعات لديزي بدون تفكير، وسرعان ما تدارك ما يعمله. اعتبرا حالتهما كما فسرها برينجيه، "بضع دقائق مررنا بها كأنها خمسة وعشرون عام من الزواج!" حاولا تسوية مشكلاتهم لكنهما لم ينجحا. في الوقت الذي كان فيه برنجيه يتفحص نفسه في المرأة بحثاً عن أي مرشد لتحوله، غادرة ديزي على الفور لتنضم إلى الخراتيت.

بعدما إكتشف أنه وحيداً، جلس برينجيه يأسف على سلوكه مع ديزي. أثناء عزلته بدأ برينجيه الشك في وجوده - لغته، مظهره، وعقله. وحيداً، عثر نفسه مخطئاً وحاول حتى يتحول إلى خرتيت. حاول لكنه فشل. عاد إلى المرأة، وجهاً لوجه أمام مصيره وكسر المرأة وهويكافح لقبول نفسه في المكان الذي وضعها فيه. فجأة، يخرج منها ويجدد عهده بلقاءة الخراتيت. يصرخ برينجيه بشجاعة للحشود "لن أستسلم!" قبل حتى يعود إلى النافذة يعتدي على خرتيت عابر.

نقد

يرى بعض النقاد حتى مسرحية الخرتيت تمثل بداية فترة هامة في أدب يونسكو، فالبطل برنجيه يقف وحيداً في آخر المسرحية، ويعلن أنه آخر إنسان في العالم، وأنه سيحارب العالم بأسره دفاعاً عن حريته. هذه نغمة جديدة في مسرح يونسكو، فقد كان أبطاله في مسرحياته السابقة يقفون أمام مصايرهم موقف اليأس والاستسلام، في حين حتى البطل في هذه المسرحية يقابل مصيره في شجاعة، بل ويقرر مهاجمته واقتحامه. وقد أعرب يونسكورأيه في العلاقة بين الفن والحياة بصورة صريحة، فرأى حتى العمل الفني ينبغي حتىقد يكون بناء قائما بذاته مستقلا عن الواقع كما نراه في حياتنا اليومية، وكما هوماثل في الأوضاع الاجتماعية والتاريخية، ورأى حتى العمل الفني لا يخدم أية غاية نفعية خارج نطاقه، وأنه ليس من مهمة الفنان حتى يسعى إلى عالم أفضل أوحتى يدلنا على صورته.

المصادر

قراءات إضافية

• Ionesco, Eugene, (Translated into English by Derek Prouse), , New York : Grove Press, 1960. ISBN 0-8021-3098-4

وصلات خارجية

• مسرحية الخرتيت، قراءة أونلاين على مخطة نون
• Rhinoceros: Thick-skinned Phenomenon
• Rhinoceros study guide
• Rhinoceros (film)
• Musical Version of Rhinoceros