الصفوة العسكرية والبناء السياسي في مصر
المؤلف | أحمد بيلي |
---|---|
الناشر | الهيئة المصرية العامة للكتاب |
الصفوة العسكرية والبناء السياسي في مصر (1993) تأليف أحمد بيلي.
يدور الكتاب حول: مفهوم الصفوة العسكرية في أدبيات وتراث التحليل السياسي والاجتماعي، والعوامل الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي بنت الصفوة العسكرية المصرية منذ محمد علي مرورا بثورة عرابي و19 وقبيل 52، ثم الواقع المعاصر للصفوة العسكرية المصرية من 52 لغاية 85 وهذه الأخيرة هي أوضح "النخب العسكرية" تدخلا في الشأن السياسي والتحكم فيه، وما استطاعت حتى تعمل ذلك إلا بتغيير ملموس في بنية المجتمع المصري بالقضاء على طبقة "كبار المُلاك" في بداية التمهيد لها، وهذا تفهم يكشف لنا حتى الانقلاب العسكري لا يقر له قرار إلا بالقضاء على أحد أبرز بنى المجتمع التي قد تكون عامل مقاومة له.
أهمية هذا الكتاب أنه يكشف لك كيف من الممكن أن تكونت "النخبة العسكرية" في مصر وأثرها على المجتمع بطبقاته المتنوعة، وأسباب انتنطقها من العمل العسكري للعمل السياسي والسيطرة على المدنيين في شئونهم الداخلية خصوصا: الجهاز التطبيقي ومجلس الشعب ومجلس الوزراء بل والقضاء، فهويشرِّح العلاقات المدنية العسكرية في مصر ليس بصورة تاريخية فقط وإنما بقراءة اجتماعية جديدة بالنسبة لي على الأقل.
من معلوماته الظريفة حتى المنطقة العربية منذ عام 45 وإلى 72 وقع فيها 83 انقلاب عسكري، وقد كان من النادر حتى يحدث انقلاب عسكري يتم من خلاله تسليم السلطة للمدنيين، اللهم إلا انقلاب سوار المضى في السودان سنة 84 والذي انقلب على نتائجه فيما بعد عمر البشير سنة 89!
والباحث يؤكد في هذا الكتاب: حتى العسكر يشكلون بطبيعة تكوينهم جماعات ضغط، تتدخل بشكل غير مباشر فيما يتعلق بالأمن القومي والشئون الأمنية عموما في الدول التي يحكمها مدنيون مثل أمريكا بالذات، ويتدخلون بشكل مباشر فيما يسمى بالنمط الانقلابي، وهنا تمتاز الحكومات المدنية بالضعف والعجز.
الكتاب أكاديمي لا تظهر فيه شخصية المحرر كثيرًا، برغم اعترافه حتى الانقلاب العسكري لم يجلب حرية ولا ديمقراطية قط؛ إذ الأصل هوالديكتاتورية إلا حتى الفكر الوطني الرومانسي يغلب على تقييماته في نهاية المطاف، والكتاب في مجمله جيد ومن بواكير فهم الاجتماع العسكري في مصر كما ذكر ذلك أستاذ فهم الاجتماع في جامعة القاهرة د محمد الجوهري في التقديم للكتاب.