التطور العمراني لشوارع القاهرة (كتاب)
فتحي حافظ الحديدي أحد أبناء الجمالية، عاشق لمدينة القاهرة، يؤرخ لاحيائها، لشوارعها، لمبانيها، يعمل بدأب النحل في صمت وبعد عن الأضواء، آخر ما قدمه إلي الذاكرة الوطنية مجلد ضخم عن شوارع القاهرة لقي العناية من الناشر المحترم محمد رشاد (الدار المصرية اللبنانية للنشر) فاتى تحفة فنية خاصة أنه يحوي صورا نادرة جدا. يمضي المؤلف إلي مصادر غير مطروقة مثل ارشيف وزارة الاشغال، وسجلات الاحياء والدوريات النادرة، لشوارع القاهرة مسميات قديمة ترتبط بشهرة معينة، بعضها كان في الأصل احياء متكاملة ثم أصبح اسما لشارع مثل الجمالية والفجالة وبولاق وشبرا والجيزة، جري هذا التحول عام 1847 عندما غيرت الحكومة أسماء الأحياء إلي الشوارع، وفي عام 1924 بدأت مصلحة التنظيم تسمية الشوارع الفرعية والحواري والأزقة وقام سكرتير المصلحة مصطفي منير بوضع لافتات عليها بغرض كتابة العناوين، يرصد المؤلف انتنطق بعض اسماء الأماكن إلي أماكن أخري، مثل ميدان العتبة التابع لقسم الموسكي ليصبح اسما لقسم الأزبكية. يتوقف المؤلف عند جميع شارع فيذكر مسقطه بدقة واسماءه عبر العصور وما كان فيه من الأبنية الشهيرة.
شارع تحت الربع مثلا يرجع إلي انشاء الظاهر بيبرس لربع ضخم يضم مائة وعشرين بيتا كان يقع مكان مسجد المؤيد حاليا وكان تحته طريق يعبر الناس منه، الربع احترق في 721هـ/ 1331 ميلادية، الشارع أصبح اسمه أحمد ماهر رئيس الوزراء الذي اغتيل في البرلمان بواسطة الإخوان، غير حتى الاسم الأصلي بقي علي ألسنة الناس. وتقع به آثار مهمة منها مسجد السلطان المؤيد شيخ، وسبيل وقف محمد حبيش وسبيل حسن أغا أرزكان، وسبيل نذير اغا ومدرسة فرج بن برقوق وتكية الجلشني، ومسجد فاطمة الشقرا، هذا نموذج لعلاج المؤلف سيرة الشوارع. وكثيرا ما يتطرق إلي مبان عامة وخاصة، ويورد صورا نادرة يرجع تاريخ بعضها إلي منتصف القرن التاسع عشر مما يجعل منها مرجعا نادرا للآثار المستمرة وتلك التي اختفت.
يقع الكتاب في 600 صفحة ويضم أكثر من خمسمائة صورة نادرة، المؤلف يستحق التحية وأتمني حصوله علي جائزة من جوائز الدولة تتناسب مع جهده وايثاره الزهد والعمل الدؤوب الخلاق.
الهامش
- استعراض جمال الغيطاني
