بوغوص بك يوسفيان
بوغوص بك يوسفيان (1768 - 11 يناير 1844) أقام في مدينة رشيد بعد وفاة والده، ولكنه رحل إلي أزمير الهجرية عقب دخول الفرنسيين مصر. وقد عاد بعد مغادرتهم البلاد. وقد اتهم بتبديد أموال محمد علي فصدر الأمر بقتله، غير حتى الأمر لم ينفذ لأن بوغوص كان قد أدى بعض الخدمات إلي جلاده. وبعد أيام ندم محمد علي لقتل بوغوص. فأحضره الجلاد فطلب بوغوص المغفرة وعفا عنه مولاه.
لم يفارق الباشا لحظة واحدة, فكان ترجمانه ووزير خارجيته ووزير تجارته. وقد نطق محمد علي ذات يوم: إذا بوغوص هوالرجل الوحيد الذي أثق به جميع الثقة واعتمد عليه جميع الاعتماد.
وقد كان له نفوذ كبير وكان رأيه هوالمرجح دائما, ولما توفي سنة 1844 أمر محمد علي بدفنه في موكب رسمي. كان أول صاحب لمنصب ( ناظر ديوان التجارة والأمور الإفرنكية) وكان مقره بالإسكندرية، وهوالمنصب الذي تحول بعدئذ في عصر إسماعيل ليصبح ( ناظر الخارجية).
الذي فاجأ محمد علي عند وفاته بعدم امتلاك ثروة سوى تسعة عشر شلنًا وسبعة عشر قيراطًا من الماس كانت ملكًا لمحمد علي باشا، بالإضافة إلى ست أوراق بيضاء مختومة أعطاها محمد علي إياه أثناء سفره إلى السودان، ولكن "يوسفيان" لم يستخدمها ولم يستغلها، هذا إلى جانب حتى محمد علي لم يحدد راتباً منتظماً لـ"يوسفيان" على الرغم من حتى محمد علي باشا هجر له حرية التصرف.
ويعد "يوسفيان" أنزه من تولى مناصب في عصره، ما جعل محمد علي غاضبًا وقت وفاته ليرسل لـ"نوبار باشا" يؤنبه على عدم إقامة جنازة عسكرية له، وأمره بأن يُخرج جثمانه ويعاد دفنه في جنازة عسكرية، وعلى الرغم من عدم إخراج جثمانه إلا حتى أُقيمت له جنازة عسكرية كبيرة.
وكان بوغوص باشا من المقربين جدًا لمحمد علي من حاشيته، حيث استخدمه الوالي لفهم معلومات كثيرة عن الأسواق الأوروبية وما يجري فيها، والأحداث السياسية العالمية ليطلق عليه "مستشار محمد علي وفيلسوفه".
وولد يوسفيان في إزمير عام 1768، وتعلّم في منزل خاله أركيل الذي كان يعمل مترجمًا في القنصلية البريطانية في أزمير على يد مفهمين خصوصيين، حيث تعلّم الكثير من اللغات، ووصل إلى مصر عام 1791 حيث عمل بالتجارة واستأجر جمرك رشيد، ليهجر مصر ويعود إلى أزمير عام 1798، لكي يعمل مترجمًا بالقنصلية البريطانية بها.
وعاد يوسفيان إلى الإسكندرية عام 1800 وعمل كمترجم لضابط بريطاني يُدعى سيدني سميث، وفي عام 1802 عيّن مترجمًا لخسروباشا ثم خورشيد باشا بعد ذلك، وعيّنه محمد علي باشا في وظيفة ترجمان واستطاع تأجير جمرك الإسكندرية من محمد علي لقاء 2500 كيسة لمدة خمس سنوات، وبعد ذلك منحه محمد علي رتبة البكوية عام 1818 ليعيّنه ناظرًا لديوان التجارة والأمور الإفرنجية في 1826.
وتوفي يوسفيان، في يوم 11 يناير عام 1844 عن عمر يناهز 74 عامًا.
