عباس العقاد - ترجمة أخرى

عودة للموسوعة

عباس العقاد - ترجمة أخرى

من هوعباس العقَّاد ،يا ترى؟ ترجمة أخرى


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد :ـ ما نزلتُ وادياً إلا وجدتُ عباسَ العقَّادِ يحدث الناس بمنكرٍ من القول وزورا ، وكل أولئك المدافعين عن عباس العقَّاد لا يفهمون شيئاً عن حاله إلا ما يشاع عن حسنِ بيانه ، ومع ذلك يدافعون بل ويتعصبون ! ويوماً خطتُ منطقاً عن ( المنفوخين المستعملين ) .. عن المنافقين والسمَّاعين لهم .. عن حمير الكفار ودوابهم .. فتجمع حولي نفرٌ ممن أعزهم .. تدور أعينهم .. وتتزاحم الحدثات على شفاههم وتندفع بعضها حارة قوية : ما شأنك والعقاد ؟! كان برّاً تقيّاً ولم يكن جباراً شقياً !! فقلت : أُوَّه .. ( لوكان غيرك يا أبا عبيده ) ، أما والله أخذوكم بسحرهم حتى خيل إليكم حتى العصى حيَّة , أمهلوني ولا تعجلوني ، وعلى صفحات ( النت ) انتظروني .. أستعين بربي وأجدد النيِّة .. ثم تكون جولة أرجع بها العقاد عن حمى الدين ، وأُظهر حقيقته حتى ينتهي تلبيس الفاسقين وغفلة الطيبين . ليست مطاولةً .. وليست مغالبةً ، وليست محاولةً لاستصدار حكمٍ على عباس العقَّاد فالرجل قد أفضى إلى ربه بما قدَّمَ ،وأسأل الله العظيم حتى يرحمنا برحمته ، وليست محاولةً لنبش القبور وإخراج الموتى ومحاسبتهم ، ولا هي استئسادٌ على من توفي .. أنْ قد توفي وما عاد يستطيع الجواب .. أبداً ليست إحدى هؤلاء . نتعاطى عباس العقَّاد من الناحية الفكرية ، وأفكارِ العقَّادِ لا زالت حيَّةً تسير بيننا ، يُجَمِّلُها نفرٌ من ( قومنا ) [1]، ويرحب بها عديد من أبنائنا ، ووجب علينا التصدي لها ، والوقوف بوجهها ، حتى لا يفتن الناس بها ، ولا يعنينا كان صاحبها حياً أم كان ميتاً ، فلكل قومٍ وريث . ولا بد حتى تجد من يدافع عنه ، وربما بما لا يستطيع هوالدفاع به لوكان حياً .


ترجمته

الترجمة للأشخاص والدول هي كتابة للتاريخ ، والتاريخ ـ الترجمات للأشخاص والدول ـ يُسَجَّلُ برصد الأحداث دون دوافعها الفكرية ( العقدية ) ، وقد تسبب رصد الأحداث دون دوافعها الفكرية ( العقدية ) ، أوتدوين الأحداث دون خلفياتها الفكرية ( العقدية ) إلى تعقيد التاريخ وتعدد تفسيراته ، وصلاحيته للاستشهاد من جميع ذي فكر منحرفٍ ، وإننا في حاجة إلى تدوين التاريخ الفكري .. في حاجة إلى رصد الأفكار : كيف من الممكن أن تنشأ ،يا ترى؟ وكيف تتحرك ،يا ترى؟ وكيف تنتقل ،يا ترى؟ في حاجة إلى هجريب الأحداث على الأفكار ، كما هوالسياق الحقيقي لما يحدث على مستوى الفرد والجماعة . وهم ـ كتَّاب التاريخ ـ حين يتحدثون عن حدثٍ معين فإنهم يُقدِّمون ما يعهد بالأسباب لهذا الحدث ، كأسباب غزوة بدر الكبرى ، وأسباب غزوة أحد ، وأسباب حروب الردة ؛ يقولون : خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاعتراض عيرٍ لقريش قادمة من الشام ، وأوفد أبوسفيان يستنفر قريشاً ، فكان المسلمون بين العير والنفير ... ، ويقولون : خرجت قريش تثأر لقتلاها يوم بدر حتى اتىت أحداً بقضها وقضيضها يجعجع فرسانهم وتضرب بالدف نسائهم وينادي بالثارات جميعهم ، وخرج لهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد حتى شاور أصحابه ... ، ويقولون : منعت العرب الزكاة ، وظهر الأدعياء فارتدت العرب ووجب قتالها ... وهي أحداث لا مسببات .! الحركة الفكرية تسبق التغيرات الحركية وتضبطها .. تحدث معركة في الضمير ثمقد يكون الظاهر لما يستقر منها في النفس ، تسبق الأحداث في جميع شيء . وها أنذا أقدم ترجمة فكرية لعبَّاس العقاد ، آملاً في حتى تكون بداية موفقة وخطوة على طريق إعادة كتابة التاريخ المعاصر على الأقل بخلفياته الحقيقة إذ كله عراك بين الكفر والإيمان .[2]

ولد عباس العقاد( 1889م ـ 1964م ) في إحدى القرى بأقصى جنوب مصر ( مدينة أسوان ) حيث كان يعمل أبوه[3] ، ورحل العقَّاد إلى القاهرة وعددٍ من مدنِ شمالِ مصر طلباً للرزق، وضاقت به أسبابَ الرزقِ مراراً ، واضطرته أحياناً لبيع خطه ، أوالعودةِ لأهله في أقصى الصعيد .

كان عباس العقَّاد صاحب إمكانات شخصية كثيرة ، يبرز منها حدِّةُ الطبع ، ومضاءُ العزيمة . كان معتزاً بنفسه ، يفهم منها القدرة على ما لا يستطيعه كثيرٌ من أقرانه ، وكان لا يطيق حتى يقفَ أحد على رأسه ، أوحتى ينتقص أحد من قدره ، توَّاقاً للريادة ، ولذا كثرت خصوماته ، ومشاكساته للرواد في عصره . فصار مضطرباً قلقاً ، مرةً ذات اليمين ومرةً ذات الشمال .. مرةً مع هؤلاء ومرة مع أعدائهم !!، والثابت عنده ـ كما يظهر لي بوضوح ـ أنْ يبقى منفرداً في رأيه ، أوحتى يبقى وحيداً مرتفعاً في مكانه ، رائداً لإخوانه ، هذا هومفتاح شخصيته الذي يفسر لنا أعماله ومواقفه !

التقى أميرَ الشعراءِ أحمد شوقي وهوصبي صغير بالكاد تجاوز العشرين من عمره ، فنشب الخلاف بينهما على صورةٍ معلقةٍ بالجدار ، ومِن يومها راح يطاولُ ويناطحُ أميرَ الشعراء أحمد شوقي !! ، فجمَّع حوله فتيان صغيران .. عبد الرحمن شكري ( 1886م ـ 1958م) وإبراهيم المازني ( 1890م ـ 1957م) وحملوا بضاعة الغرب في النقد ( الرومانسية الثائرة على الكلاسيكية ) وجلسوا بها في طريق أحمد شوقي ومَن على دربه ، يقولون مدرسة جديدة في النقد [4]!! ­­­ وأجمع العارفون بالشعر على إمارة أحمد شوقي واجتمعوا حوله وتوجوه بالإمارة على الشعراء ، إلا العقّاد ، خالف إجماعهم ـ وهوبعد شابٌ صغيرٌ ـ ووقف قريباً من جمعهم يرمي صغيرهم وكبيرهم . ­­­­­­ وحضر مصطفى صادق الرافعي وهويتحدث عن الإعجاز البياني للقرآن الكريم ، فتطاول عليه حتى استعداه ، ولكن الرافعي عدا على العقاد فهجره ( مُسفَّداً ) [5] !. ولم يسلم منه زكي مبارك ، ولا مصطفى فهمي ، ولا طه حسين . ولا ذي شأنٍ برز بجواره وهوحي . ولذات السبب طالت صحبته بالمازني ، وأثنى عليه مراراً ، ذلك حتى المازني كان يسارع إلى انتقاص نفسه قبل حتى ينتقصه الآخرون ، ولم يكن يطاول العقَّاد ولا يطاعنه بقلمه ، بل كان يسير بجواره كالصفر كما يقول هو[6] .­­­ وأنكرت الأمةُ كلُّها ما خطه طه حسين في كتابه ( في الشعر الجاهلي )حين صدر عام 1928م ، ووقف العقَّاد بجوار طه حسين ينصره ويؤيده !! . يقول حرٌّ وحرية .. يخط ما يشاء .!!

ـ ويفهم العقَّاد أننا ننكر على المنجمين إنادىئهم فهم الغيب ، ولا نسمع لهم ، ومع ذلك يستحضر قولهم شاهداً على تحديد العام الذي ولد فيه المسيح ـ عليه السلام ـ ، فهماً بأنه يعترف بأن هذه العلامات المزعومة لم تسجل إلا بعد حمل المسيح ـ عليه السلام ـ بجيلين في أقرب تقدير ، وأن هذه العلامات ظهر معها بالعمل ( مسيح كذاب آمن به الرباني عقيبة ... وسماه ابن الكوكب )[7] !!. وفي ذات الوقت ينكر ما نقله أهل السير من شواهد كونية على ميلاد خير البشرية محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويقول : ( قد ولد مع النبي صلى الله عليه وسلم كثيرون ، فلوجاز للمحب حتى ينسبها للرسول صلى الله عليه وسلم جاز للمكابر حتى ينسب تلك العلامات لغيره ) وهذا عوج في التفكير ـ وهوعند العقاد في جميع ما قدمه من أفكار ـ وضرب من ضروب ( الفزلكة ) [8] في الحديث ، تجعل جميع منصفٍ يقول حتى العقَّاد مائل جميع الميل ، لا يبغي غير المخالفة ، ولا يمتلك غير البيان يحسب أنه يكفي لتقبيح الحسن وتحسين القبيح ، أما نزاهة البحث ، وأما التحليل الفهمي المنطقي فبعيد منه جميع البعد .

كان العقَّاد مضطرباً كثير التنقل بين التوجهات الفكرية والسياسية ، ففي البداية كان ينكر الإعجاز البياني للقرآن الكريم [9]!!، وهذا هوالسبب الرئيسي الذي بسببه نشب الخلاف بينه وبين الرافعي ـ رحمه الله ـ ، ثم بعد ذلك انتقل ( للدفاع ) عن الإسلام ـ زعموا ـ .! وحيناً سالم التيارات الإسلامية ( الإخوان يومها ) وحيناً وثب عليهم يريد النيل منهم ، وحيناً بيّن الكادحين يدافع عنهم ويتحدث بلسانهم ، وحيناً صديقاً للجبابرة المجرمين من أمثال النقراشي ( باشا )، وحيناً مع حزب الوفد ، وحيناً مع الأحرار المعادي ، ثم إلى السعديين المنشق ،...

لا أجد مثالاً للعقَّاد في التاريخ إلا أبا الطيب المتنبي ، ثائرٌ يريد المجد سريعاً ، وكذا عباس العقَّاد كان ثائراً متمرداً مضطرباً قلقاً لا يكاد يثبت على حال ، دافع عن الفردية وتبنى ( العبقرية ) ، وهاجم ( الجماعية) الإسلامية ـ في ( العبقريات ) ـ وهاجم الجماعية المعاصرة له .. الفاشية في ( هتلر في الميزان ) .. والشيوعية في كتابه ( الشيوعية والإنسانية ) و( أفيون الشعوب ) . لأنه كان يظن في نفسه تلك العبقرية ، وفي ثنايا الكلام وهويصف العباقرة يشير بأوصاف يفهمه الجميع فيه .

كثرت خصوماته حتى توفى ـ غفر الله لنا وله ـ وليس حوله أحد ولا في جيبه ما يكفي لشراء علاجه ، لوا حتى من الله عليه ببعض المحسنين . ولم يكن العقاد يحترم خصومه فقد كان يسمع منه في حقهم بعض الأوصاف الرديئة مثل ( حمار ) ( قرد ) ( عبيط ) وما هوأشد من ذلك على رواية تلميذه أنيس منصور في كتابه ( في صالون العقَّاد ) .


بماذا ارتفع العقاد ؟

في حس كثيرٍ من مثقفي اليوم يجلس العقاد عالياً ، وحين تسأل عن السبب لا تجد ، اللهم حتى يسمي لك أحدهم ( العبقريات ) ويرشدك إلى قراءتها مشدداً على حتى تقرأ متأنياً . ولا تعجل !! وكثيرون كالعقاد ، تربعوا عالياً واستكانوا في حسِّ عامة المثقفين ، وما درى أحدٌ ما السبب ؟!! ­­­­­­ ومَردُّ كِبرِ العقاد وأمثاله في حِسِّ كثير من الناس إلى آلة الإعلام الضخمة التي تنتشر في جميع مكان وتخاطب الكل بكل الوسائل المتاحة ، وبكل المستويات ، تُحسِّن من تشاء ممن يوافق هواها !! عملى سبيل المثال نجد حتى هذه الآلة الإعلامية الضخمة قدمت عباسَ العقَّاد ضمن مجموعة ( الرواد ) أو( جيل العمالقة والقمم الشوامخ ) ؛ والتسميةُ ترسمُ صورةً قويةً ( الرواد ) وبهيةً ( عمالقة .. شوامخ ) ، هذا المنظر القوي الضخم البهيُّ ( يخض ) القارئ البسيط ويجعله يقرأ مستسلماً .! وقد خلعوا على آحادهم ألقاباً خاصةً باهيةً مبهرةً ، فطه حسين ( عميد الأدب العربي )[10] وعباس العقاد ( عملاق الأدب العربي ) ولطفي السيد ( أستاذ الجيل ) وطلعت حرب ( اقتصادي مصر الأول ) ، إلى غير ذلك .. وهؤلاء ( العمالقة ) ( الرواد ) لم يقدموا للأمة سوى ( عصارات من الفكر الغربي انتزعت من هنا أوهناك ، وخلاصات ومترجمات لمضامين ذلك الفكر الذي سيطر على الغرب تحت اسم الفلسفة المادية ومدرسة العلوم الاجتماعية والتحليل النفسي، وهوخلاصة ما خط داروين ودوركايم وفرويد وسارتر وماركس وانجلز ومترجمات للقصص الجنسي والإباحي من الأدب الفرنسي ) كما يقول الأستاذ أنور الجندي[11] .وغاب عن الساحة ( الرسمية ) أوانحسر كثير من الأعلام من أمثال محمد محمد حسين ، وسيد قطب ، ومحمد قطب ، وعبد العزيز جاويش ، وعبد الله دراز ، ومصطفى صادق الرافعي وشكيب أوفدان . ولا زالوا إلى يومهم هذا ينفخون في العقاد وأمثاله ؛ تُعقد الندوات ويتم تغطيتها إعلامياً للتعريف بالعقاد بدعوى الاحتفال بذكر وفاته أوبذكرى ميلاده ، وخطه لا زالت تطبع وتوزع .

ومَردُّ كِبر العقاد في حِسِّ كثيرٍ من الناس وشهرته الواسعة إلى أنه كان مشاكساً شرساً دائماً في الاتجاه المعاكس ، ثائراً على السائرين حوله ، شديدَ الجلبة والصياح كما مرَّ بنا!

ومَردُّ كِبر العقاد في حِسِّ كثيرٍ من الناس إلى حتى العقاد بدى لعامة القراء كأنه من المدافعين عن الإسلام ، أوالصامدين في وجه المعتدين على حرمات الدين ، من المستشرقين!! وهذا الكلام من الكذب والخداع ، من ناحيتين : الأولى : حتى العقاد لم يكن في وجه المستشرقين كمدافع عن الإسلام ، بل كان العقاد يتبنى فكراً ويدافع عنه ، وكان بين المستشرقين كأحدِهم يَقْبَلُ منهم ويرفض ، وقبوله ورفضه بعقله لا بشرع ربه ، فقد كان يعرض أفكارهم على عقله فما استقام له أخذه وما لم يستقم له هجره ورد عليه . وقد مضى أنه حمل بضاعة الإنجليز في النقد الأدبي ( الرومانسية الثائرة على الكلاسيكية ) ، ونظَّّر لها في بلادنا . وسيأتي أمثلة أخرى فكرية وعقدية ليس أكبرها أنه دافع عن ( عصمة ) الكتاب ( المقدس ) ، ووقف بجوار المنصرين يرد حجج المسلمين على بطلان دين الصليب !! [12] ­­­­­­­­­­ الثانية : أنه من المُحْكَم في عقيدتنا ـ وهومحكم في العقول السليمة ـ حتى الباطن مرتبط بالظاهر . فما يظهر على الجوارح ترجمة صادقة لما تكنه الصدور . لا يجادل في هذا عاقل فضلا عن عالم بالكتاب والسنة ، ولم يكن العقاد ـ ولا أياً من ( الرواد ) ـ يمارس الإسلام في حياته العامة ، عملى سبيل المثال كان صالون العقاد الأدبي يعقد صباح الجمعة وينتهي بعد الصلاة بساعة .. أي في الثانية ظهراً(13)[13] !! ولم يكن الصالون يناقش قضايا مهمة أومحددة وإنما ( كلام من وحي الساعة .. والأحداث .. أوتساؤلات الزائري ) . كان مجلساً للغيبة والنميمة[14] ، يحضره اليهود والنصارى والملحدون والبهائيون ، وكانت النساء يجلسن بجوار العقَّاد وربما يداعبنه ويلمسن يديه أويمسكن بمنكبيه ، أويغزلن بأيديهن ويهدينه ما يغزلنه ، وقد تجلس إحداهن بجوار سريرة عارية الذراعين ببنطال ( محزق ) كأن ثوبها بشرة أخرى على بشرتها وتدخن السجائر ، ويدقق النظر في يديها وخصرها، وتقول ويسمع لقولها [15]، هذا بخلاف ما كان بينه وبين مي زيادة ( ماري إلياس زيادة ) [16] من رسائل ، نشر أنيس منصور بعضها وأحجم عن البعض الآخر لما فيه من ( أمور شخصية جداً ) [17] . وكان العقاد يتعالى على المرأة ويحتقرها ، وكانت له واحدة منهن ، أنجب منها طفلة ( دُرِّية ) ظهرت هي وطفلتها يوم وفاته[18] ، ويبدوا من الوصف أنها كانت سيدة من عامة الناس من الممكن لا تقرأ ولا تخط ، وتفسيري حتى العقاد كمفكر اتخذ موقفاً من المرأة وعاند واستكبر ولم يتراجع عن موقفه كما هي عادته ، وكواحد من بني آدام كانت نفسه تختانه .. تهوي به إلى جسدِ أنثى يسكن إليه ، فعمد إلى إمرأة لا تعهد شيئاً عن الأدب والفكر ولا يعهدها أهل الأدب والفكر كان يسكن إليها بجسده ، يقضي منها حاجته ، ومعروف حتى الرجلَ خاض عددا من قصص الحب أشهرها سيرة مَي زيادة ، وتلك التي خط عنها رواية ( سارة ) أوكالتي كانت ترسل له ( البجامات ) يرتديها قبل حتى يختلي بها ساعات طوال كما يذكر أنيس منصور . !!

ومَردُّ كِبر العقاد في حِسِّ كثيرٍ من الناس إلى حتى العقاد كان في الحدث دائماً وأضف إلى ذلك أنه كان في الحدث مشاغباً. وقف في صف فلول الثورة العرابية ، يخلع على زعيمها أحمد عرابي أعز الألقاب عنده ـ العبقري ـ ، ثم وقف مع ثورة يوليو، وكانت عظيمة في حس الناس يومها ، وكان دنياً من سعد زغلول ( الزعيم ) ، ثم وقف مع النحاس فالنقراشي .. يجرد تلك الزعامات الموهومة بل المصنوعة من الخطأ ويلبسها ثوب العبقرية[19] .!

وكان العقاد يعيش في الفقر راضياً ، لم يطالب بشيءٍ من المناصب ، ولم يرض بما عرض عليه بل سخر منه أحياناً ، يبدوا زاهداً في عوارض الدنيا التي تكالب عليها قرناءوه ، يلتقي زائريه ببجامة صوف لا تتغير صيفاً أوشتاءً . وهي حالة من الكبر والاستعلاء ، حالة تتخذ دائماً الموقف المخالف والهجوم على الأقران . حالةٌ يُعظم المرء فيها رأيه فلا يتراجع عنه ، ويستحسن عقله فلا يغير قناعاته ، ويزدري جميع الألقاب فيرى أنه فوقها ، ويأبى حتى يرافق أياً منها اسمه مهما على شأنه ، فأسمه مجرداً .. أعلى من جميع الألقاب ، اللهم حتى ينطق الأستاذ بالألف واللام ( أل العهدية ) وكأنه هوالأستاذ وحده !! [20] . ­­­­ ومَردُّ كِبر العقاد وغيره في حِسِّ كثير من الناس إلى غياب الميزان الشرعي السليم عند كثيرٍ من أبناء الأمة ، وقد بدأ هذا الأمر يتراجع ولله الحمد .فالذين يتحدثون عن العقاد لا يحسِّنُون ولا يقبحون بميزان الشرع ، وإنما بشيءٍ آخر ، فترى كثيراً ممن يتحدث لا يعبأ بالرجل وهولا يصلي ، ولا يعبأ به وهوفي الأحزاب السياسية التي تقوم على مبادئ كفرية ، ولا يعبأ بالرجل وهوينصر الحكومات القمعية ويتطاول على الممثلين للإسلام في زمانه[21]، ولا يعبأ بالرجل وهويتناول سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بغير ما هي عليه .. يقدم قراءة أخرى للسيرة النبوية ، ولا يعبأ بالرجل وهوينكر الوحي النازل من السماء على أنبياء الله ، ولا يعبأ بالرجل وهويعظم المنحرفين من أبناء الأمة من أمثال الحلاج وبن عربي ويرى أنهم عباقرة في الإيمان !! .

ووجد العقاد مكاناً عالياً بين المثقفين ذلك أنه اتخذ مكاناً وسطاً بين عملاء الفكر المفضوحين من أمثال طه حسين ولطفي السيد وقاسم أمين وعلي عبد الرزاق ، وبين أهل الحق المستمسكين بالكتاب والسنة من أمثال محمود شاكر ومحمد شاكر وسيد قطب ، ومحمد محمد حسين ، ومصطفى صادق الرافعي ، وخفي أمره على الناس إذ يقيسون الأمر بما ينال الشخص من أمر الدنيا ، وما كانت عند العقاد دنيا ، فقد عاش فقيراً ومات فقيراً ، وفقره كما قدمنا بسبب كثرة خصوماته التي عزلته عن الناس بعد حتى كبر سنه . عِمالة العقَّاد أوقل : تأثر العقاد بالفكر الغربي أمر لا ينكره محبوه ، بل يفاخرون بتأثره بالممضى العقلاني للمدارس الإنجليزية ، ولا ينفك الحديث عن حتى مدرسة الديوان فكرة مستوردة ، وأيضاً ليست بجديدة فقد تجاوز إليها خليل مطران ، وتبعها قوم لا يخفون محبتهم للغرب حتى أنهم اختاروا لأنفسهم اسم أحد آلهة اليونان ( أبوللو) .!! يختلف عباس العقَّاد عن باقي مَن تأثروا بالغرب وعملوا لصالحه في الناحية الفكرية أوالسياسية ( الحركية ) في الشكل وليس في الجوهر ، فحين نجد مثلاً طه حسين قد تنصر ودخل في اتفاق صريح مع الغرب[22]­­­ ونجد قاسم أمين كان يزور الأمراء ( الأميرة نظلي تحديداً ) ويحظى بشيء من التقدير والاحترام نجد عباس العقاد قد نقل هووالفتيان اللذان شاركاه في عمله عن الغرب دون حتى يدخلا في اتفاق ضمني ، ونجد العقَّاد قد تبنى عدداً من أفكارهم كالعبقرية والعقلانية ، بل نجده قد انحشر بينهم كأحدهم يستعرض آرائهم ويقبل منها ويرى الكل على صواب كما في كتابه ( الله ) ! لا يعنيني كثيراً حتى كان عميلاً يقبض الثمن شهرةً أوكان عنيداً يبحث عن ذاته واستورد ( الآخر ) ليستعين به على إخوانه . أوكان ذا هوى في الدين فأحب ما عند الكافرين ، ونقله نقل محب لا نقل عميل . المحصلة واحدة .ولوأنه حي بين أظهرنا دققنا النظر لنعهد حاله نبصر به من يريد التعامل معه ليبرأ لدينه وعرضه وماله !!

إضاءات على الترجمة :

ـ جميع رؤوس الضلالة يُعهدون برجاحة العقل ومضاء العزم ، بل والبذل للغالي وصولاً لأهدافهم ، فالعقل والكرم والشجاعة متطلبات ضرورية للسيادة ، والجبان البخيل لا يُسَوَّد ؛ قد تأتيه السيادة إرثاً من أمه وأبيه أوصاحبته وبنيه ، أما حتى يضطلع بأسباب التمكين ( الفكري أوالحركي ) فلا . ومن يقرأ سيرة أصحاب ( الفِرق ) يجد جلَّهم أصحابَ صفاتٍ خُلقية حميدةٍ مثل عمروبن عبيد ( ت / 142 هـ ) ، معبد الجهني ( ت / 90 هـ ) ، محمد بن كِرَام ( ت / 250 هـ ) . غيلان القدري ( ت / 105 هـ ) ، وبشر المريسي ( ت 226 هـ ) وتراجمهم مشهورة منشورة قريبة لمن يريد الإطلاع عليها . ­­­­ ـ تبدأ الخصومات الفكرية ( العقدية ) من مواقف شخصية في الغالب ، أوتخرج مندفعة بأحقاد شخصية ، ومما يذكر هنا أنه قيل لعلي ـ رضي الله عنه ـ : من أين يأتي الهوى ،يا ترى؟ يعنون الهوى في الدين ( الخصومة في الدين ) ، فأجاب : من الخصومات ، وصدق ـ رضي الله عنه ـ . وقد رأينا شوقي يتعالى على العقَّاد فيستعديه ، ويأخذ العقَّاد الاتجاه المعاكس لشوقي تماماً ، ويستعين عليه بالآخر . فقد استحضر العقاد الكافرين عوناً على المؤمنين . ويشهد لذلك حتى مدرسة ( الديوان ) كانت نقلاً أجنبياً ، ولم تقدم سوى جزأين فقط من كتاب الديوان ، وكان عزمهما على حتى يخطا عشرة أجزاء ! لم يتحدثا إلا في ( تحطيم الأصنام ) شوقي ومَن حوله ، ولم يقدما آراءً بنَّائه في النقد ، ولم يتطرقا لغير شوقي ومَن حوله ، وانفك عزمهما بعد التطاول على شوقي ، وهذا يبين بوضوح أنها كانت ثأراً من شوقي أوحقداً عليه !! وتكرر في كتاب الله بيان حتى الخلاف سببه البغي ( الظلم ) وليس الجهل ، نطق الله :{ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ البقرة: من الآية213 {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ آل عمران: من الآية19، نعم الجهل سبب من مسببات الخلاف ، ولكنه سبب عارض يزول بعد قليل ، كالشك نوع من الكفر لا يستمر إلا إذا صاحبه الإعراض !

ـ البحث عن الذات أوالاعتداد بالنفس مَعْلَمٌ أساسي عند المنحرفين فكرياً أوالمنشقين حركياً ، فغالب الانشقاقات الفكرية والحركيةقد يكون دافعُ نادىتها البحث عن الذات ، يوضح هذا قول الله تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ آل عمران105 . ما نعهده أننا نختلف ثم نتفرق ، ولكن الآية الكريمة قدمت الفرقة على الخلاف لتبين حتى النية مبيَّتةٌ للفرقة ، وتأتي الاختلافات كمبرر لهذه النية ليس إلا . ولعل من دوافع ثورة العقاد على الشعر وعلى جميع ما قرب منه هوالبحث عن الذات .هوالرغبة في الرقي إلى حيث لا يرتقي أحد .

ومن المعالم الرئيسية عند المنحرفين فكرياً حتى تجدهم يتحدثون في جميع ما يعرض عليهم ، أوما يتعرضون له ، ولا يرجعون لأهل الفهم ، وكذا كان العقَّاد متخصص في جميع شيء ، إذا تحدث أهل الآثار والتنقيب في الأرض أمسك قلمه وشارك ، وإن احتدم خلاف بين عباد الصليب وأتباع الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمسك العقاد قلمه وبحث عن مكانٍ لا يقف فيه أحد ثم وقف وراح يرمي ، وغالباًقد يكون خصيماً للجميع ، وقديماً كان الجهم بن صفوان يعمل محررا للحارث بن سُرَيْجٍ ( أحد من خرجوا على بني أمية في خرسان 127 هـ ) . ولا علاقة له بالفهم الشرعي لا طلباً ولا عملاً ( سلوكاً ) حتى قيل أنه لم يحج البيت قط ، وإنما كان ذكيا لَسِنًا مجادلاً ... مجبولاً على الاعتراض والمِراء ، هذه جميع ثروته ، كما عباس العقاد .

اتصل ذات يوم بطائفة من الفلاسفة الهنود، ينطق لهم: "السِمْنِيَّة" وراح يجادلهم وهـوصفر من الفهم معتمداً فقط على عقله ، وابتدئوا الكلام معه بالسؤال عن مصدر الفهم ( وهي أكبر قضية فلسفية على الإطلاق، وأصل جميع درس ونظر عندهم ، وخاض العقاد بغير فهم في كتابه الله ، وكانت فلسفتهم تـقوم على حتى المصدر للفهم هوالحواس الخمس. ولما كان الجهم جاهلا سلَّم لهم بأصلهم الفاسد هذا، فسألوه سؤالا آخر مبنيا على هذا الأصل الفاسد ، وهوصف لنا ربك يا جهم،يا ترى؟ بأي حاسة أدركته من الحواس، أرأيته أم لمسته - أم سمعته … الخ؟!

وسقط في يد هذا الضال المسكين ـ كما يقول الدكتور سفر الحوالي في الإراتى ـ، وطـلـب منهم مهلة ليفكر في الأمر، ولم يستطع حتى يستلهم حجة، ولم يسأل الفهماء فيداووه ويلقنوه. وقادتـه الحيرة إلى الشك في دينه، فـتـرك الصلاة مدة، ثم استـغـرق في التـفكيـر والتأمل، حتى انقدح في ذهـنه جوابا خرج به عليهم قائلا: " هوهذا الهـواء مع كـل شيء وفي كـل شيء ولا يخـلومن شيء ". وهـذا الجواب الذي هـوأساس نـفي الصفات، ومن يبحث يجد حتى نفي الصفات هومن قول طائفـة من فلاسفة الهند [23] تسرب للإسلام عن طريق هذا الضال المسكين الجاهل المتكبر المستكفي بعقله . ثم خطا الجهم خطوة أخرى وهي أنه راح يُدلي بدلوه في القضايا التي كان الجدال محتدما حولها ومنها قضية الإيمان ، واعتماداً على عقله أخذ يفكر ثم خرج بما نطقه في الإيمان، وهوحتى الإيمان الفهم والكفر هوالجهل، فمن عهد الله بقلبه فهومؤمن، دونما حاجة إلى قولٍ باللسان ولا عمل بالجوارح ـ على حد قول الجهم . وهومخطأ ـ. ثم خطا جهم خطوة أسوء من هذا كله ، وهي أنه تعصب لممضىه وأخذ يبحث في الشاذ والغريب من أقول الفهماء و( الفهماء ) ولوازم الأقوال ليثبت ممضىه ، فتجمع على الجعد بن درهم في العراق ، وخرج من عندهم الإراتى والتعطيل بتأثير الآخر[24].

وقريب منه واصل بن عطاء . . تلميذٌ يتفهمُ عند إمام العصرِ ( الحسن البصري ) ، وتطرح أم القضايا المعروضة على الساحة الدعوية يومها ( مرتكب الكبيرة ) فلا يجد حرجا من الإجابة ، ثم ينشق على شيخه ويتعصب لرأيه ويلتف حول النصوص فيحملها جبراً عنها لتشهد بقوله ، والنصوص طيعة .. من كلام العرب .. يدخلها الاحتمالات بأدنى الحيل .. ولذا تجدها يقينية الثبوت ظنية الدلالة .. لا يَعهد فساد حالِ المستدل إلا الفهماء ، راح يُنظِّرْ لممضىه الجديد ، ويضع له الأصول . ولوأنصف لردَّ على الحسن البصري وجادله طلبا للحق أومضى لغيره من الفهماء يعرض ما عنده وينصت لما عندهم . كما كان يعمل أبوحنيفة مثلا . ففي سبيل الضالين

ثلاث خطوات رئيسية :

الأولى: التحدث عن جهل، أوحتى يعتقد الرجل حتى الفهم كله عنده فحين يُسأل يجيب بما عنده وهوقليل ولا يراجع أهل الفهم، أويعتمد على عقلة ويُنشأ أقيسه مَغْلوطة. وسيتضح هذا جداً ونحن نناقش العقاد عقدياً . والثانية : وهي التعصب لهذا الرأي المنبثق أساسا من الجهل. أومن الرغبة في الثأر للنفس ، ويمضى صاحبة للنصوص الشرعية ليحملها على القول بهذا الباطل. وما أجمل ما نطق الشاطبي ـ رحمه الله ـ وهويفرق بين صاحب الحق وصاحب الهوى، يقول: إذا صاحب الحق يمضى إلى النصوص الشرعية ينظر ماذا تقول ثم يمتثل، أما صحاب الهوى يمضى إلى النصوص الشرعية ليأتي بها على هواه.

أوبحدثات أخر . إذا أصحاب البدع يعتقدون ثم يستدلون. كما يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله في آخر شرح نظم الورقات للعمريطي. وسيأتي هذا في فِكرِ العقاد ، سنجد ـ إذا شاء الله تعالى ـ حتى الثابت عند العقاد هو( الفردية ) و( العقلانية ) ..هوإثبات الذات في وجه من يتعالون عليه أومن سادوا في الناس بفهمهم أوسلطانهم ، وقراءة الشريعة اتىت تابعة لذلك ، قرأ الشريعة ليدلل على ذلك ، أوليصل إلى ذلك .أووهومتأثر بتلك المفاهيم الغربية الغريبة عن الشريعة . والثالثة : ـ الظالمون من أصحاب السلطانقد يكون لهم دور في ترويج هذه الأفكار وفرضها على الناس . وتلميع هذه الشخصيات وخلع ألألقاب عليهم . وقد انتشر فكر جهم ومن تبعه فيما بعد ، في عهد المريسي وبن أبي دؤاد ( خلق القرآن ) حين أصبح الوزير منهم أويميل لهم .

ـ جميع الانحرافات في القديم والحديث مصدرها الآخر أويلعب الآخر فيها دوراً لا يمكن تجاهله . وهذا واضح جداً في إنسان العقاد ومن عاصروا العقاد ، فمدرسة ( الديوان في النقد الأدبي ) والتي ظهرت على يد العقاد والمازني وشكري كانت نقلاً عن الغرب ، والعقاد نفسه كان يتبنى المدرسة الإنجليزية العقلانية ، وبعد حتى دب الخلاف بين الفتيان الصغيران ( المازني وشكري ) حين رمى أحدهم( شكري ) الآخر بالسرقة من الإنجليز ، أنشأت مدرسة جديدة تُكمل المسيرة وتحمل أسماء أحد ( آلهة ) اليونان وهو( أبوللو)[25] ، وكل هؤلاء المشاغبين تفهموا في الغرب وتبنوا أفكاره ، ونصَرَهُم الغرب بشكلٍ أوبآخر . لا أقول لكم حتى هناك تنظيم يضم ( الآخر وخاصة يهود ) والمحبين له الناقلين عنه ( وهم عندي المنافقون ) أوالمتأثرين بهم ( وهم السماعون لهم ) ، ولا أقول إنهم يلتقون ويرتبون كفريق عمل واحد ، لا ، لا يحدث هذا على الدوام ، ولكن تتفق أهوائهم ، ويمسك بالزمام ( الآخر ) بما أذن الله لهم من مسببات قوة وكانوا محتلين للبلاد ، المنافقون ينصرفون عن الدين لشبهة أولشهوة ـ والشهوة تنتهي في الغالب بشبهة فالمعصية قد تتحول إلى بدعة ثم كفر ـ و( الآخر ) يستغل هذا الأمر ، فهم يشيعون الفاحشة فيجتمع المنافقون ، ويشيعون الشبهات ويردد المنافقون ، ويقيمون منابراً للضلال ويعتلي المنافقون ، وهم يقفون في وجه الطيبين كي يسير المنافقون آمنين مطمئنين لا يخافون .

وإن رحت تستقصي الأفكار الهدامة التي دخلت الإسلام وجدتَ أصلها من الكافرين .. مثلا بدعة القدرية أوَّلُ من تحدث بها سَوْسن في العراق وهونصراني عراقي أسلم ثم ارتد ثانية إلى الكفر ، هذا الكافر المرتد تحدث بالقدر وأخذ عنه معبد الجهني[26] . ثم اتى بعده غيلان القدري وكان بليغا فتحدث وأكثر ، وناظر الضعفاء ، وعاند الفهماء . والشيعة بدأها بن سبأ اليهودي ، بعد حتى ولج في الإسلام وتقمص دور ( المؤمنين ) وتعامل مع سقمى النفوس ( المنافقين ) والغافلين المتحمسين ، فكان ما كان . وبدعة الجبر ( حتى الإنسان مجبور ) والإراتى في الإيمان[27]، والتعطيل في الأسماء والصفات ظهرت على يد الجهمُ بن صفوان وشيخه الجعد بن درهم ، كانت أسانيدهم ( ترجع إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة ) [28] ، حتى الفلسفة والعلوم الأخرى التي دخلت للإسلام وأثرت في المذاهب الفكرية المنحرفة ، كان للآخر علاقة بها ، متعاوناً مع الذين في قلوبهم سقم ، وهذا يظهر أثر مخالطة المبتدعة . والضالين .

فهناك نفوس تشرب البدعة وتأبى إلا ذلك. هذه نفوسُ المنافقين ، ويتصل بها ( الآخر ) بقصد ـ وهوالغالب ـ أوبدون قصد ، ويقوم بتفعيلها لتحدث الفتنة في صفوف المؤمنين . ولهذا السبب تأثر الفكر الإسلامي بالأفكار الأخرى مع أننا كنَّا الغالبين ، والغالبُ في الغالبِ لا يتأثر بالمغلوب ، وإنما أوتينا من قبل المنافقين ـ سقمى القلوب ـ ؛ اتصل ( الآخر ) بسقمى القلوب أواتصلت بهم القلوب المريضة فشربت من حياضهم ثم عادت إلينا ، تروي المهزومين والمتطفلين بما ارتوت به.وهذا ما وقع مع العقَّاد ، فقد أحب ما عند القوم فنقله ، أوحقد على إخوانه فأراد هزيمتهم بأي شيء ولوكان ببضاعة غيره . ­ ـ هناك حصر وهمي يقع فيه من يقرأ عن العقَّاد أوالمازني أوطه حسين أوغيرهم ممن أُبرزوا في الجيل الماضي ، فهناك إصرار من الفهمانيين على إخراج نادىة الحق من التاريخ ، فمثلاً ـ فيما يخصنا في الحديث عن العقَّاد ـ نجد أنيس منصور يخط عن العقاد سبعمائة صفحة ولا يأت على سيد قطب مع حتى سيد قطب صاحبَ عباس العقاد حيناً من الدهر ، وتجده يعرض نقاشات فكرية طويلة دارت بين العقاد وجلسائه ولا يتعرض لم دار بين العقاد والرافعي ـ رحمه الله ـ ، بل ولا يتعرض للرافعي إلا غمزاً ولمزاً ![29].

قلتُ : وهذا ديدن القوم في كتابتهم للتاريخ أجمعه ، فنحن نقرأ تاريخ الفراعنة ولا نجد فيه ذكراً لأنبياء الله ، ومحالٌ حتىقد يكون الله قد هجر الفراعنة بلا نذير ، والله يقول :{ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ فاطر24 ، ونطق تعالى على لسان مؤمن آل فرعون وهويخاطب قومه {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ غافر34 يقصون تاريخ الفراعنة ولا يأتون على أكبر وقع فيه وهوموسى ـ عليه السلام ـ ، فقد انتهى حكم الفراعنة لمصر وغرقوا جميعاً في عهده ـ عليه السلام ـ وغرقوا جمعياً وورث الأرض قوماً غيرهم { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ [ الدخان : 28 ]، ويقصون تاريخ الأمم دون ذكرٍ للرسل ، لا من اشتهر منهم ولا من لم يشتهر . حتى حتى بعضهم يفتش في التاريخ الذي بين يديه ويقول : أين توحيد ،يا ترى؟ متى عهدت البشرية التوحيد؟!!

ـ حالَ التعرض للحركة الفكرية في مصر ابتداءً من منتصف القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا ، لا يمكن أبداً تفسير التحولات الفكرية .. أوالمنازلات الفكرية على الساحة المصرية دون استحضار ( الآخر ) ، بل إننا نجد حتى الآخر هوالمؤثر الأول في جميع التحولات الفكرية في الساحة المصرية ، وكان الصراع معه على الحقيقة ، كانت جولة مع الكفر على أرضنا ، وقد عقدتٌ فصلا مطولا لبيان ذلك في درس المنافقين تحت عنوان ( أثر الاستشراق في توجيه المنافقين ) فلابد من إعطاء الرصد الفكري لهذه الحقبة من الزمن مساحة أوسع من الأشخاص ، أومن الأحداث الجزئية التي كانت تحدث على أرض الواقع . والناظر لما وقع في مصر من صراعات فكرية دارت بين الأشخاص يرى بوضوح حتى هذا الأمر كان مقصوداً لتفكيك البنية الفكرية الإسلامية في مصر ، وإيجاد خيارات كلها سيئة أمام المفكرين ، ولتستبين قولي دعني أسأل : بين مَن كان الصراع ، وأعني الصراعَ الذي نقل لنا ؟!

بين مَنْ كلهم يتبنون نظريات الغرب وأفكاره كليَّاً أوجزئياً ، أوهكذا نقلوه لنا ، أوصراع بخلفيات أدبية بين ( المحافظين ) ـ وهم كانوا مجددين حقيقة ونهضوا بالشعر بعد قرونٍ من الانحطاط ـ وبين ( المجددين ) وهم كانوا متأثرين بالغرب . أوصراعات بخلفيات سياسية ، بين محتل ووطنيين ، وغاب الجهاد وغاب مفهوم الأمة الواحدة تحت خلافة إسلامية واحدة . فتبني الحركات الوطنية كان فترة لإقصاء مفهوم الأمة الإسلامية الواحدة التي لا تعترف بالوطن ولا باللغة إلا تابعاً للمفهوم الإسلام مندرجاً فيه .

هذه بداية ، وبحول ربي وقوته أعود لمناقشة فكر العقاد .. أعرض أفكاره وأناقشها من الناحية العقدية ، هذا ما يعنيني . الرجل ينكر الوحي ، والرجل يدافع عن عباد الصليب ، والرجل لا يراها إسلامية بل عربية ، والرجل والرجل .. والرجل ..فاضبط عني . وانتظرني . البضاعة في رأسي بل خطها قلمي ، ولكن أمهلك وتمهلني ، حتى لا تتابع الموضوعات فتضيع الحقائق في الزحام ... وحتى ألقاك أخي القارئ .. أعني بالنادىء . سلامٌ عليك !!

الهوامش


[1](1) في 2004 عقد المركز القومي للثقافة ندوة خاصة بعباس العقاد شارك فيها عدد من المثقفين ، وكان لإحياء ذكرى وفاته ، وتعريف الناس بأفكاره وأحواله ، وتكرر الأمر في عام 2007م حاولوا إحياء ذكر ميلاد العقاد بندوة في مخطة القاهرة تقدم للناس أفكاره .!!

[2](2) وقد بدأتُ في كتابة السيرة النبوية بخلفية عقدية وانتهيت من الجزء الأول منها تحت عنوان ( الكفر والإيمان إذْ يعهجران ـ قراءة عقدية للفترة المكية في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ) وقريباً ينشر إذا شاء الله .

[3](3) العقاد لقب لمن يعملون بالحرير ، وربما كانت مهنة في أجداده .

[4](4) عهدت هذه المدرسة باسم ( مدرسة الديوان ) وسميت بذلك نسبة للكتاب الذي ألفه العقَّاد والمازني يشرحا فيها أهداف هذه المدرسة وأُسسها واسم الكتاب ( الديوان في النقد ) ، وهي نقل عن الغرب ، تحديداً الإنجليز ، تحديداً هازلت ، وأصحابها وأنصارها إلى اليوم لا ينكرون هذا الأمر بل يفاخرون به .!!

[5](5) خط الرافعي في الرد على العقاد كتاب ( على السَّفُّود ) ، والسَّفُّود هوسيخ الحديد تُشوى عليه اللحوم في المطاعم ، ومُسَّفَّد تعني شُوي على ( السيخ ) ، هكذا نطق الرافعي في بداية كتابه ( على السَّفود ) وقد روى طابع الكتاب ، ومحرره سيرة الخلاف بين العقَّاد والرافعي كما أشرتُ إليها . وأحسب حتى الرافعي انتصب للعقاد يرد عليه غضبة لله حين تطاول العقَّاد على كتاب الله ، وليس لأمر شخصي .

[6](6) كان إبراهيم المازني (1890م ـ 1947م ) قصير القامة جداً بعكس العقَّاد ، وكان يصف نفسه حين يسير مع العقاد بالرقم (عشرة ) ، أعرج ، صاحب نكته ، يعيش في المقابر فقيراً معدماً ، متشائماً يائساً ، لا يخلومن ( غزوة نسائية ) ، ولا يذكر بفضيلة أخلاقية ، صحب العقاد في أول حياته وأسس الديوان سوياً بصحبة إبراهيم شكري . وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية تسجيل صوتي للعقاد يثني فيه على المازني .

[7](7) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1 / 623 ، 624 .ط . دار الخط لبنان .

[8] (8)كالسفسطة أوهي .

[9] (9)روى فتحي رضوان في كتابه ( عصر ورجال ) ص 229 أنه تلى على العقاد سورة الناس فنطق : لونسبوا إلي هذه السورة لتبرأت منها !!

[10] (10)أطلقته عليه إحدى الصحف الفرنسية اليهودية ، ولم يأخذه بشهادة مختصين .

[11] (11)جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام / المقدمة ، وفي هذا البحث ردَّ الأستاذُ أنور الجندي ما خطته يدُ هؤلاء ( العمالقة ) إلى أصولها الغربية ، مبيناً أنهم لم يأتوا بجديد ، وإنما كانوا ( كباري ) بين الشرق والغرب على حد تعبيره . وأيد هذا الأمر أنيس منصور في كتاب ( في صالون العقاد ) ص /606

[12](12) وعنده ما أشد من هذا وأمهلني وانتظرني .

[13] (13)في صالون العقاد صتسعة ، 31 ، 301 ط . دار الشروق .

[14] (14)ذكر أنيس منصور تطاول العقاد على قرنائه بأسلوب ساخر في ص 31 وما بعدها .وفي 520 وما بعدها ، وتناثر مثل هذا كثير وهومشهور معروف عنه .

[15] (15)ذكر ذلك وغيره أنيس منصور في ( في صالون العقاد ) في صتسعة ، وما بعدها .، وص 287 .

[16] (16)ماري إلياس زيادة ( 1886 ـ 1941م ) ، نصرانية من الناصرة بفلسطين هاجرت للبنان ثم مصر ، درست في مدارس الراهبات في لبنان وأتقنت عدداً من اللغات كان آخرها العربية ، واشتغلت في صحيفة ( المحروسة ) التي أسسها أبوها بمصر ، وكان لها صالون ( اجتماع في بيتها ) جميع يوم ثلاثاء يأوي إليه جميع ( من هب ودب ) كما يصف أنيس منصور ، وكانت نصرانية متدينة تهتم بما عهد وقتها بقضايا المرأة وتحاول زحزحة العقاد عن موقفه من المرأة وعن تراجعه عن نصرة النسويين ، أحاط بها عدداً من مفكري مصر منهم العقاد ولطفي السيد وطه حسين ، وراودها بعضهم عن نفسها وبعضهم اكتفى بالتغزل فيها والكتابة إليها ، وكانت تقف قريباً من الجميع ، وكانت تحب خليل جبران وتراسله سراً ثم ماتت كمدا وحسرة بعد رحلة مع الجنون . احتلت مي زيادة مكانة بين الأدباء والشعراء ، وصارت حدثاً في التاريخ الفكري في مصر والشام مع حتى كلهم على أنها لم تكن هذه الأديبة ، والسبب من وجهة نظري أنها سقطت بين ذئاب محرومة من الأنوثة ، فلم يكن العري قد انتشر يومها ، وأنها كانت لا تبتر أملَ مريدٍ في وصالها ، ونفسي لا تطاوعني في براءة هذه النصرانية ، ولا في أنها كانت تتصرف من نفسها ، وان وجدت وقتاً فتشتُ في حالها !!

[17] (17)منطق أنيس منصور بالشرق الأوسط 19/12/2007

[18] (18)جعل أنيس منصور في كتاب ( في صالون العقاد ) الفصل الخاص بوفاة العقاد تحت عنوان ( وماتت ابنةُ العقاد ) .

[19] (19)المفكرون والسياسة في مصر المعاصرة ـ دراسة في مواقف محمود عباس العقاد " للدكتور محمد صابر عرب ، / مخطة الأسرة 2008

[20](20) انظر ما نطقه للمخرج السنمائي كمال الملاخ حين أراد حتى يدخل بعض التعديلات على روايته سارة كي يخرجها فيلماً . ( في صالون العقاد ) /644

[21] (21)ثارت ثائرة العقاد على الإخوان المسلمين وسماهم ( خُوَّان المسلمين ) يوم اغتالوا النقراشي ( باشا) رئيس الوزراء .

[22] (22)ناقشت ذلك وبينته ودللت عليه في منطق نفخوه واستخدموه وهومنشور منتشر .. بصيد الفوائد وطريق الإسلام والقلم والمختصر وغيرهم .

[23] (23)وسنقف مع هذه في نقطة لاحقة إذا شاء الله وقدر .

[24](24) انظر الفتاوى لشيخ الإسلام بن تيمية

[25](25) أبوللوحدثة يونانية تعني إله الجمال والحب

[26] ذكر ذلك الحافظ المضىي في ترجمة معبد الجهني في سير أعلام النبلاء 4/187

[27] ذكر الدكتور سفر الحوالي في كتاب ( الإراتى ) حتى إراتى الفقهاء ظهر قبل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان . وإنما عنيت هنا البدعة التي يفسق صاحبها أويكفر في الإيمان وفي الأسماء والصفات والتي تسللت للدين عن طريق الجهم والجعد .

[28] الفتاوى 5/6

[29] وأعجب ما اطلعت عليه في هذا الباب هوما عمله القس النصراني لويس شيخوفي كتابه ( شعراء النصرانية ) وهوكتاب منتشر ، جعل جميع شعراء الجاهلية نصارى !!

تاريخ النشر: 2020-06-04 13:57:01
التصنيفات: أدباء, أدباء مصريون, مواليد 1889, وفيات 1964, عباس محمود العقاد

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أنفاس أخيرة.. مشاهد الموت بين جبال الأطلس - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:23:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

«التعليم»: الاحتفاء بيوم المعلم الخميس القادم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:23:55
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

أمطار خفيفة على الإسكندرية مع انخفاض فى درجات الحرارة.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:22:05
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 40%

إلى أين سيتجه الطموح النووي السعودي؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-03 06:06:49
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 88%

«أبل» تعترف: آيفون 15 يمكن أن يتغير لونه دون حماية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:23:57
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

خنشلة: التحضير لتوزيع حصة سكنية في الفاتح نوفمبر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:24:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

قطاع السكن بتبسة: تحضيرات لضبط قائمة المستفيدين من 3 آلاف إعانة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:24:45
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

سوريا: هجوم إسرائيلي على مواقع للجيش فى دير الزور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:22:00
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 36%

النيجر: مقتل 29 جنديا في هجوم جهادي على مفرزة من قوات الأمن

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-03 06:07:01
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 86%

حالة الطقس اليوم.. مائل للحرارة نهاراً على القاهرة الكبرى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:22:01
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 46%

إلزام المدارس بمسؤول لمراقبة الحافلات السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:23:58
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.10.2023/

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-03 06:07:09
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 91%

كولونا تؤكّد في يريفان الثلاثاء دعم فرنسا لوحدة أراضي أرمينيا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-03 06:06:59
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 91%

معرض الرياض الدولي للكتاب يحتفي بسيرة صالح كامل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-03 03:23:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية