الإسلام في يوغسلافيا
يوغسلافيا توجد في وسط أوروبا ، وفي غربي جزيرة البلقان ، وعلى الساحل الشرقي لبحر الأدرياتيك ، تحدها رومانيا وبلغاريا من الشرق وبحر الأدريتك من الغرب ، وتحدها المجر والنمسا من الشمال ، وإيطاليا من الشمال الغربي ، كما تحدها ألبانيا واليونان من الجنوب .
كيف وصلهم الإسلام
من الأراء السائدة حتى أول وصول للإسلام اتى مع الغزوالعثماني غير حتى هذا الرأي ينطبق على وصول المسلمين بأعداد كبيرة ، ولكن الوصول العملي سابق على غزوالعثمانين ، فالإسلام وصل إلى بعض المناطق قبل الغزوالعثماني بعدة قرون .ويرى البعض حتى الإسلام وصل إلي هذه البلاد بعد غزوصقلية . والبعض يرى أنه سابق على هذا .واتى وصول المسلمين بأعداد كبيرة مع الغزوالعثماني ، وانتشر الإسلام بعد هذا انتشاراً واسعاً ، وهناك عامل هام ساعد على تهيئة الظروف لانتشار الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة ، وهوظهور ( الممضى البوغوميلي ، أوالكنيسة البوشناقية ) ، والتي عارضت الممضىين السائدين في المنطقة ، الممضى الكاثوليكي والممضى الأرثوذكسي .
وكانت الكنسية البوشناقية ترفض الكثير مما اتى بالممضىين ، ورفضت تقديس البشر ، والتعميد ، كما رفضت مبدأ النزاع بين الروح والمادة ، وطالبت بعودة المسيحية إلى أصولها القديمة من وجهة نظرها، ولهذا برز الصراع بينها وبين الممضىين السابقين ، إلى غير ذلك كان البشناق مهيئين لقبول الإسلام .
ودخل العثمانيون شبه جزيرة البلقان عندما غزوا جنيلوا في سنة ( 754هـ - 1353 م ) ، ثم هزموا التحالف المسيحي في سنة ( 767هـ - 1365م ) قرب أدرنة ، وهزم التحالف مرة أخرى في سنة ( 773هـ - 1371م) إلى غير ذلك توغل التراك في شبه جزيرة البلقان حتي وصلوا إلى بيوجراد في سنة ( 856 هـ - 1452م ) ، واشتدت حدة الصراع بين المذاهب المسيحية ، وطلب البشناق العون من الأتراك ، فاستولى على بلادهم محمد الفاتح في سنة ( 868هـ - 1463 م ) ، وحسم الصراع بين المذاهب المسيحية ، وعندما تعهد البشناق على مبادئ الإسلام اعتنقوا الإسلام.[بحاجة لمصدر]
ولم ينقض قرن حتى اعتنق جميع البشناق الإسلام وصاروا من أقوى أنصاره ، وأخدوا في تشيد المدن ذات الطابع الإسلامي ، ومن أبرز هذه المدن سراييفوا ، وتقدم العثمانيون في غزوبلاد جديدة وحسن إسلام البشناق ، وعندما ضعفت الدولة العثمانية استولت النمسا على مناطق عديدة من المنطقة ، وأخدت بعض المناطق تستقل مثل بلاد الجبل الأسود وصربيا ، واضطر العثمانيون للتخلي عن بلاد البشناق والهرسك في سنة ( 1295 هـ - 1878 م ) لامبراطورية النمسا والمجر ، إلى غير ذلك دام الحكم العثماني في معظم مناطق يوغسلافيا أكثر من أربعة قرون .
أحوال المسلمين
تعرض المسلمون في عهد الحكم النمساوي لموجات قاسية من الاضطهاد واضطر الكثير من الهجرة فراراً بدينهم وعندما ثار المسلمون ضد الحكم النمساوي انضم إليهم الأرثوذكس ، ونجح المسلمون في الحصول على الحكم الذاتي في الأمور الدينية ، وعندما ظهرت الدولة الصربية استبشر المسلمون للتخلص من الاستعمار النمساوي ، ولكن غدر بهم الأرثوذكس بعد الاستقلال وقد كان في مدينة بوجراد 270 مسجداً والكثير من المدارس الإسلامية ، وبعد حتى انحسر الحكم الإسلامي عن المدينة ، قضى على المدارس الإسلامية وهدمت المساجد لتقام مكانها الفنادق ، والمسارح وأقيم البرلمان على أنقاض مسجد (بتار ) وكان من أجمل مساجد بيوجراد والمسجد الوحيد الذي بقي في بيوجراد هومسجد ( بيرقلي ) ويعتبر من أقدم مساجد بيوجراد وبني في سنة ( 828 هـ - 1521م )
أحوال المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية
سادت يوغسلافيا ( سابقاً ) فترة من الاضطرابات في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وبعد حتى استقرت الأحوال أخد المسلمون يستردون كيانهم فأعيدت لهم بعض مساجدهم ومدارسهم ، واعترفت الدولة بكيان المسلمين في سنة ( 1393 هـ - 1973م ) وتكونت جمهورية إسلامية في بلاد البشناق والهرسك ، ويشكل المسلمين أغلب سكان هذه الجمهورية ، وأصبح للمسلمين حرية التعبد وإقامة المساجد وبناء المدارس وشراء الخط الإسلامية وكذلك نشرها ، ولم تنقض مدة وجيزة على هذا الاستقلال حتى بدأت جمهورية صربيا تشن هجمات وحشية على الجمهوريات التي أعربت استقلالها ، ولاسيما جمهورية البوسنة والهرسك ، وإقليم كوسوفو، وكذلك إقليم سنجاق وهي أبرز مناطق تجمع المسلمين فيما كان يسمى بيوغسلافيا ، ولقد مارست صربيا عمليات استئصال ديني للمسلمين في هذه المناطق :
مناطق المسلمين
1-جمهورية البشناق والهرسك ، وجمهورية كرواتيا ، وجمهورية سلوفينيا وحيث المركز الرئيسي للهيئة الإسلامية العليا في مدينة سراييفوويشرف على المسلمين في البوسنه والهرسك .
2-في جمهورية صربيا وإقليم كوسوفا وإقليم فوبفودينا ، حيث المركز الرئيسي للهيئة الإسلامية العليا في مدينة برشتينا ، ويشرف على المسلمين في هذه المناطق.
3-في جمهورية مقدونيا ، وحيث المركز الرئيسي للهيئة الإسلامية في مدينة سكوبي ، ويشرف على المسلمين في الجمهورية
4 – في جمهورية الجبل الأسود ، وحيث المركز الرئيسي في مدينة تيتوجراد ويشرف على المسلمين في منطقة الجبل الأسود .
وجملة المسلمين في هذه المناطق أكثر من ستة ملايين ، أي حتى نسبتهم تزيد على ربع السكان .[بحاجة لمصدر]
القوميات المسلمة
يشكل البشناق أغلبية المسلمين في يوغسلافيا ، ثم المسلمين الألبان ويقترب عددهم من مليونين ومعظمهم في إقليم كوسوفوحيث يشكلون حوالي 77% من سكانه ، وحوالي نصف مليون ألباني في منطقة مقدونيا وقد سلب هذا الإقليم من ألبانيا في الحرب العالمية الأولي ، ثم يأتي ترتيب الأتراك وقد قل عددهم بسبب هجرة الكثير منهم إلى هجريا ، ثم يأتي دور الغجر ويقترب عددهم من مائة ألف نسمة ، ولكل قومية لغاتها ومدارسها الإسلامية .
المساجد :
تعرضت المساجد للهدم أيام حكم النمسا ، وقبل الحرب العالمية الأولي وبعدها ولكن قل عددها عما كانت في عهد الأتراك ، وبعد حتى حصل المسلمون على اعتراف الدولة بدأ عدد المساجد يزداد فوصل إلى 2700 مسجد ،واسترد المسلمون معظم المساجد التي سلبت منهم أيام الاضطهاد ، وتنتشر المساجد في القرى والمدن حيث تعيش الأقلية المسلمة ، ويقدر عدد المساجد حالياً بأكثر من 3000 مسجد ،غير حتى هذه المساجد لم تسلم من تدمير الصرب في حربهم ضد المسلمين .
التعليم الديني :
يتفهم الطفل المسلم مباديء الإسلام والقرآن في الكتاتيب ، ولقد طور المسلمون مناهج التعليم الابتدائي من حيث المناهج والمفهمين ، وهناك عدد من المدارس المتوسطة ، وتوجد كلية إسلامية في سيرافووبها قسم للمرأة المسلمة . وقد أقيمت هذه الكلية بمساهمة من المملكة العربية السعودية ورابطة العالم الإسلامي وبعض الدول العربية . وفي البلاد مدارس لإعداد الأئمة . وتوجد حاجة إلى المدرسين باللغة العربية ، كذلك الحاجة إلى الخط والدوريات الإسلامية ودعم وتسليم مناهج التعليم الإسلامي . كما توجد في سيرافومخطة ( الغازي خسروبك ) وتضم الآلاف من الخط العربية والهجرية والكثير من المخطوطات . وقد ترجمت معاني القرآن إلى بعض اللغات اليوغسلافية منذ فترة بعيدة وقد صدرت ترجمة حديثة للمعاني القرآنية وهي مترجمة عن اللغة العربية أما الطبعات القديمة فترجمت عن اللغة الهجرية .
الهيكل الإسلامي للطائفة الإسلامية :
ينتظم الهيكل الإداري للمسلمين فيما يلي:
1-رئيس الفهماء : هوالرئيس الديني الأعلى للطائفة المسلمة وينتخبه مجلس خاص مكون من :
أ –أعضاء المجلس الأعلى للطائفة المسلمة في يوغسلافيا ( سابقاً ) .
ب- مديروالمدارس الدينية .
ج – رؤساء وأعضاء الهيئات الإسلامية .
2-الرئاسة الإسلامية العليا في يوغسلافيا ( سابقاً ) ويتكون من رئيس الفهماء ورؤساء الرئاسات الدينية أعضاء ،ستة أعضاء ينتخبهم المجلس الأعلى .
2-المجلس الأعلى للطائفة الإسلامية يضم 35 عضواً تنتخبهم مجالس الطائفة الإسلامية .
المصدر
- الأقليات المسلمة في أوروبا – سيد عبد المجيد بكر .
- المسلمون في أوروبا وأمريكا – على المنتصر الكناني .
- أخبار العالم الإسلامي .